كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 498 - من اجل قلب وحيد - ميشيل دوغلاس ( الفصل التاسع )
وهذا لا يعني انها ترغب في السير, بل ارادت ان تبقى حيث هي الآن . وضعت ذراعها حول كتفيه , كتفيه العريضتين والجميلتين .
التقت عيناه بعينيه ثم انتقلتا الى شفتيها . انفرجت شفتاها وانقطعت انفاسها ثم هز تينك الحاجبين الرائعين وقال " اريدك ان تحافظي على كامل طاقتك . إنها اوامر الطبيب"
الا انه لم يأت بأي حركة باتجاه باب الكوخ . وملأت رائحته الرجولية الحارة منخاريها .
- أنا ...
تمنت لو تستطيع ان تتكلم كما ينبغي . وضحكت ضحكة مرتعشة قبل ان تضيف " اظن اني سأحافظ على طاقة أكبر إذا ما وضعتني ارضاً من جديد"
ابتسم لها وسألها " أحقاً؟"
كانت تحب مزاجهما .
- إن تأثيرك على معدل نبضات قلبي غريب وخطير يا كينت بلاك .
هز رأسه وقال " هذا ليس جيداً للحفاظ على الطاقة , عليك ان تجدي حلاً لهذه المسألة "
- أقلت إنها اوامر الطبيب؟
- من دون شك .
انحبست انفاسه عندما مررت راحتها على ذقنه النامية فيما تسارعت انفاسها هي .واستحال لون عينيه ازرق داكناً وعميقاً " جوزي"
خرجت هذه الكلمة اليتيمة خشنة من حنجرته لكنه لم يقم بأي خطوة توحي بأنه سيضعها ارضاً فشعرت بنشوة النصر تتملكها.
- أتعلم ؟
ورسمت خط شفتيه بأصابعها قبل ان تكمل كلامها " انا اخشى الكلاب الضالة والغوانا والوحدة التي تعني ألا يقع نظري على إنسان آخر على مدى ثلاثة ايام متواصلة , لكني لا اخشى هذا "
ومدت يدها وطوقت عنقه . اشتدت ذراعا كينت حولها لكنه حافظ على صلابته , رافضاً التجاوب معها أكثر.
عدم تجاوب كينت أثار موجة من الإحباط في داخلها . إلا ان التصميم انتصر , تصميم على ان تجبره على التجاوب.منتديات ليلاس
وفجأة , سقطت الحواجز وانزلقت يداها لتحيطا بخصرها تقربها منه . عانقها بقوة وكأنه ينتقم لكل الإحباط السابق ولكل ما كبته من مشاعر, فردت رأسها إلى الوراء وغرقت في بحر من الأحاسيس .
وفجأة , انتابتها نوبة سعال حاد. استندت إليه بعد ان انتهت النوبة , محاولة ان تستعيد انفاسها وان تستمد القوة منه . امسكت يداه بكتفيها , يثبتها , يدعمها لكنها احست به ينسحب بعيداً عنها.
يا له من عناق! لم تستطع ان تكبت الشعور بالنشوة الذي اجتاح جسدها . إلا ان نظرة واحدة إلى وجه كينت اعلمتها ان التجربة لن تتكرر اليوم . ولعل التجربة لن تتكرر غداً ايضاً بحسب ما يوحي عبوسه .
حسناً , سيمنحها هذا فرصة كي تستعيد قواها . وبتنهيدة أسف , ابتعدت عنه وشرعت تقول بمرح " حسناً , كان هذا..."
ماتت الكلمات في حنجرتها للمرة الثانية عندما رفعها عن الأرض وحملها بين ذراعيه متجهاً إلى داخل الكوخ . عندما يحملها كينت بين ذراعيه تشعر وكأنها عادت إلى بيتها وموطنها. وهي تشعر بحنين عميق إلى البيت , فقد حان الوقت . ربما بقي وجهه متجهماً لكنه وضعها في السرير بلطف ونعومة .
|