كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 447 - شبح من الماضي - شانتيل شاو ( الفصل الخامس )
جرجرت غرايس عينيها بالقوة فسحبتهما عن باحة الرقص, لتنظر الى المرأة الجالسة قبالتها . الكونتيسة ميرسيدس دي ريبس هي زوجة احد أبرز رجال الأعمال في مدريد واكثرهم نفوذاً . تمتمت بلباقة " أنا لست حزينة , سينيورا , انا فقط .. أفكر"
القت الكونتيسة نظرة نحو حلبة الرقص, حيث يراقص خافيير امرأة شقراء مذهلة ترتدي فستاناً قرمزي اللون ملتصقا بجسدها . كانت الموسيقى قد توقفت , لكن أياً منهما لم يكترث لهذا الواقع او يدركه . قالت المرأة برقة " أشعر بالفضول لمعرفة ماتفكرين به , عزيزتي"
لم تقو غرايس على منع عينيها من الالتفات مجدداً نحو حلبة الرقص , مذكرة نفسها ان لا داعي لهذا الشعور السخيف بجرح الأحساسيس والاستياء , إن خطوبتهما مزيفة , وهي لا تأبه البتة بمن يراقص خافيير . اجابت محيدة بنظرة عن نظرة الكونتيسة " كنت ابدي إعجابي بمهارة خافيير في الرقص."
- نعم. إن الدوق دو هيريرا بارع في الرقص . أليس كذلك؟ اخبريني عزيزتي...
انحنت الكونتيسة الى الأمام وقد التمعت عيناها السوداوان مشككتين, ثم قالت "... كيف تعرفتما الى بعضكما ؟"
اللعنة! منتديات ليلاس
- تعرفنا خلال إحدى رحلات خافيير للعمل في إنكلترا , إنه ... صديق لوالدي.
- لكن... هذه هي المناسبة الأولى التي تشاهدان علناً سوياً.منتديات ليلاس
اصطنعت وجنتا غرايس باللون الأحمر , فرطبت شفتيها بتوتر فيما حاولت تذكر القصة التي ابتدعها خافيير حول علاقتهما الرومنسية المزيفة . يجدر به ان يكون هنا, ليساعدها على ردع الكونتيسة.
فسرت غرايس للمرأة آملة ان تبدو مقنعة " عرفنا بعضنا لعدة اشهر , لكننا في بادئ الأمر قررنا إبقاء علاقتنا بعيدة عن الأضواء , إن الوقوع في الحب أمر شديد الخصوصية . ألا تظنين ذلك؟"
تقوس حاجبا الكونتيسة المرسومان بدقة بدهشة واضحة , وقالت " حسناً ! لم اتوقع ذلك من خافيير , يبدو انك نجحت حيث فشلت الأخريات آنسة بيريسفورد , فأسرت قلب الأسد , هل تحبينه؟"
لاحظت غرايس اللمحة الخفيفة التي تدل على عدم التصديق في صوت الكونتيسة . بدا من الواضح ان المرأة الأكبر سناً لم تقنع بأن الدوق دي هيريرا قد يختار فأرة خالية من اللون ومملة مثلها هي لتصبح عروسه . تحرك السخط والحنق في صدر غرايس فرفعت ذقنها الى الأعلى . قالت بحزم " أنا احب خافيير من اعماق قلبي , انه توأم روحي , وبالكاد اطيق صبراً حتى يحين ذاك اليوم الذي اتعهد فيه بقضاء بقية حياتي معه "
- آه, غرايس! إنك تسلبينني انفاسي , يا حبيبتي.ريحانة
سمعت غرايس صوتاً مألوفاً , فشهقت واستدارت الى الوراء لتصطدم نظرتها المجفلة بعينين كهرمانيتين وامضتين , حيث قال خافيير " انا ايضاً يكاد صبري ينفد لأجعلك زوجتي"
ذلك اللمعان السري في عينيه ذكرها بسبب نفاذ صبره بالتحديد , فهو يريد الحصول على مصرف هيريرا , وماهي إلا مجرد وسيلة لتحقيق هدفه , ومن المحتمل ان تكون كذلك لهواً مسلياً من عشيقاته , فكرت غرايس بعبوس , انها يجب ان تضع بعض الشروط الاساسية .
- ارقصي معي , حبيبتي.
قبل ان تتمكن غرايس من الاعتراض , كان خافيير قد جذبها بين ذراعيه فسحبها الى حلبة الرقص , حيث شدها لتلاصق جسده الصلب , قالت غرايس لنفسها بحزم إن هذا كله جزء من اللعبة , وذلك حين احست بأن كل خلية من خلاياها العصبية قفزت نابضة بالحياة والنشاط .
همست في أذنه حين تحولت الموسيقى الى إيقاع هادئ بطيء " اعتقد انني تدبرت أمر إقناع الكونتيسة انني مغرمة بك بجنون "
- أقر بأن مواهبك في التمثيل اثرت بي عزيزتي , لوهلة كدت تقنعينني بذلك.
|