لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-05-24, 04:43 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*
سار عبر الممر بخطوات واسعة يده في جيب بنطلونه الكحلي
تبتعد بسببها طرف سترته قليلاً عيناه الجادة لا تترك هدفه بينما
عقله قد توقف حتى عن التركيز مع ما يقوله السائر بجانبه لأنه
بات مشوشاً وبشكل كامل من كثرة ما حاول تنظيم ما عليه فعله
وقوله في اجتماعهم الآن فهو لا يشعر بالتوتر بسبب تكليفه بهذا
المنصب وفي هذا الوقت تحديداً بل التفكير في أخذ مكان من
تركه خلفه يصارع الموت ومن يفترض بأنه هنا في مكانه الآن .
يعلم بأن الوطن يحتاجهم وبأن مطر يتصرف بموجب ذلك لكنه
شعور لا إرادي ولا يمكنه التغلب عليه حتى أنها المرة الأولى التي
يكون فيها في مواجهة مسؤولية كبيرة هكذا ، وهو ما لا يمكنه
نكرانه .

ما أن وصلا الباب المقصود نظر نحو مرافقه وما أن قال

" حاولت بقدر الإمكان تلخيص آخر المهام والقرارات التي
وقعها السيد عمير وأتمنى أن أكون أفدتك بهذا بالرغم من أنك
لم تطلبه "

أشار له برأسه مبتسماً وأخفى عنه الحقيقة الصادمة وهي بأنه
من بعد أول عبارتين له لم ينتبه لكلمة ممّا قال ، كان يريد شكره
لولا شغله صوت الرسالة التي وصلت للهاتف الموجود في الجيب
الداخلي لسترته وهذا يعني أنها من العدد القليل المقربين منه
ومن يمتلكون ذاك الرقم .

دس يده داخلها وأخرجه وما أن نظر لشاشته غضن جبينه
باستغراب وهو يرى الاسم الذي وصلت منه فهي لم تفعلها الأيام
الماضية فكيف بهذا الوقت تحديداً !! وما أن فتحها حتى تسللت
ابتسامة حقيقية لملامحه المتشنجة التي بدأت بالارتخاء مع كل
كلمة فيها

( أحبك كما لم تفعل امرأة ذلك من قبل )

ارتفع رأسه والابتسامة البلهاء لازالت ترتسم على ملامحه ما أن
فتح له مرافقه الباب قائلاً

" الجميع هنا سيدي وهم في انتظارك "

حمحم وهو يعيد لملامحه اتزانها الرجولي وأشار له برأسه في
صمت وهو يدخل فها قد نال الدفعة التي كان يحتاجها وفي الوقت
المناسب ومن أكثر شخص مناسب أيضاً ولن يتساءل لما وكيف
فعلتها كل ما يعنيه الآن بأن له مكان حقيقي بين حزنها وهموم
قلبها الصغير .


ما أن أصبح في الداخل وقف جميع الجالسين حول الطاولة
البيضاوية الطويلة وتقدم هو نحوهم بخطوات واثقة ثابتة وسحب
الكرسي وجلس ليتبعه الجميع تباعاً ، كانت نظراته لهم واثقة
وبرأس مرفوع باعتدال رجولي متقن بالرغم من أنه كان يقرأ
تساؤلات كثيرة في تلك الأعين المحدقة به ومن مختلف مناطق
وقبائل البلاد ومتأكد من أن أغلبها قد يكون تشكيكاً في مقدرته
على إدارة جهاز مهم كهذا وفي هذه الآونة تحديداً وكأنه يوضع
أمام اختبار لما عاشه وتعلمه لأكثر من أربعة عشر عاماً بالرغم
من أنه كان خلالها يتلقى الأوامر أكثر ممّا يلقيها لكن عليه أن
يثبت للجميع قبل نفسه بأنه قادر على فعلها ليستحق ثقة من
اختاره لهذا المنصب والأهم زوجاً لابنته الوحيدة .

نظر للأوراق تحته والتي كانت تحوي ما طلبه خلال الساعتان
الماضيتان وهو المهام الأساسية سابقاً لكل جهاز ممّا يتقلد
رئاسته واحد منهم ليفهم كيف سيوجه أوامره ولمن تحديداً .

رفع رأسه مجدداً وضم يديه فوقهم وقال أولاً ينقل نظره بينهم
بينما كانت كلماته جادة حازمة

" قبل أن نبدأ في رسم الخطة للأيام أو الساعات القادمة بمعنى
أدق على كل واحد منكم معرفة أمر مهم وهو أن ما نحارب من
أجله اليوم هو الوطن لا مطر شاهين ولا الزعيم شراع رحمه
الله .. لا الحالك ولا صنوان ولا غيرها سنكون يد واحدة من أجل
الوطن فقط "


لاذ بالصمت لبرهة وجميع تلك الأعين بدى التركيز عليها واضحاً
والخطاب المبدئي كان في محله ليعلم كل واحد منهم أن الجالس
أمامهم الآن مجرد نسخة أخرى عن زعيمه ومهما اختلف عنه
في بعض نقاط شخصيته لذلك استطاع وبسهولة السيطرة على
انتباههم بل واهتمامهم وهو يتابع بذات النبرة والقوة والثقة
الرجولية العميقة

" جميعكم تعلمون بالتأكيد كجهاز مخابرات بأنه كان ثمة تواصل
شبه مباشر بين الزعيم مطر والرئيس السابق شراع صنوان ولا
يمكن أن يكون الأمر غير ذلك وما كان ليستطيع سيادته ومن معه
أن يفعلوا ما فعلوه من دون التواصل مع الرئاسة في الداخل "


كانت الردود إيماءات موافقة مع بعض التمتمات المتفرقة بتأكيد

" بلى كنا نعلم "

وهو ما جعله يومئ في صمت أيضاً ورضا تام فعليهم إدراك هذا
أولاً قبل أن يقوم أي واحد منهم بمهمة ليس مقتنعاً بها وعليهم
حصر تفكيرهم في الوطن ومصلحته فقط لينجحوا فيما يسعون
إليه ، قال وهو يضع يد واحدة على الأوراق تحته بينما نظره
ينتقل بينهم

" إذاً ومن هنا يمكنني الوثوق بقلب كل واحد منكم وخلوه من
الضغينة والعداء "


أبعد بعدها يده ونظر بشكل خاطف للأوراق تحته ولأول اسم فيها
قبل أن يعود وينظر لهم وتابع

" سنبدأ إذاً وهدفنا واحد وهو النجاح في هذه المهمة وإثبات
المعنى الحقيقي لمسؤوليتنا نحو هذه البلاد ، وواثق بأنه بعد
عودة الزعيم مطر للوطن لم يفلت من بين يديه إلا من هو رجل
وطن حقيقي "

قال آخر كلماته ينظر لأعينهم ليذكرهم مجدداً بأن كل من بقي في
منصبه السابق منهم أو تم تنصيبه مؤخراً فيه هو أهل للثقة وقد
نجا من حرب الفساد التي شنها مطر شاهين على جميع المسولين
فور عودته .

نظر لمن كانت تحمل اللوحة أمامه الاسم الأول في القائمة لديه
وهو أمر آخر طلبه من منظمي هذا الاجتماع كي لا يضطر للبحث
عن كل واحد منهم بمناداة اسمه وقال

" سيد سلمان مهمتك هي الجانب الإعلامي وإيقاف الحرب الحالية
و من خلاله "

تحرك رأس المعني بالأمر مباشرة في انصياع تام بينما كان كامل
تركيزه معه وقد تابع مباشرة

" أتضمن لي مراقبة جميع النشطاء الذين يتخذون الشبكة
العنكبوتية ساحة حرب الآن وجلب معلومات كافية عنهم ؟ "


حرك كتفيه كما يديه بقلة حيلة وقال

" هذا الأمر صعب قليلاً ، يمكننا إيقاف بعض الصفحات لكن ليس
جميعها وهذا لن يوقف إنشائها مجدداً ، وثمة ما تكون تحت
أسماء مستعارة ، هناك انظمة متطورة لفعل هذا وبنجاح لكن
بلادنا لا تمتلكها للأسف وهي حكر لدول غربية فقط "


حرك رأسه بتفهم وقال مباشرة

" سنغلق مواقع التواصل جميعها إذاً "

تبادل الجميع نظرات صامتة وهو ما قرأه جيداً لذلك تابع من فوره
وباقتناع تام بما يقول وقرر

" سيكون إجراء مؤقت ولن نقطع الإنترنت بشكل كامل لأنها
ساحة الحرب الأهم بالنسب لهم الآن وتهديد لا يمكننا التساهل
نحوه "

وعاد ونظر لمن كان قد كلفه بالأمر متابعاً

" يبقى لدينا قنوات التلفاز المحلية وحتى العالمية سنركز من
خلالها على تذكير الشعب بما كانت عليه بلادهم قبل عقد ونصف
من الآن وجميعهم عاصره بالتأكيد ولن نُمجد شخص مطر
شاهين أو نتحدث عن إنجازاته لأني أعرفه جيداً يكره هذا كما أن
تذكير الناس بالظلام الذي عاشوه قبل النور أهم من التحدث عمن
أشعل ذاك المصباح في طريقهم لأننا كبشر تهمنا دائماً الأسباب
والنتائج أكثر من مسببها "


حرك ذاك رأسه باقتناع تام قائلاً

" يمكنك الاعتماد علي "

أومأ له مبتسماً برضا تام وتوجه نظره نحو صاحب اسم آخر وقال

" السيد معاذ ستستلم مهمة الخلايا النائمة نريد كافة المعلومات
عنها من دون تفكيكها .. تجمعاتهم أسمائهم وأعدادهم "

قال المعني بالأمر وباستغراب

" لن نقبض على عناصرها ولا قادتها !! "

أومأ له بالإيجاب وقال

" سننتظر أمراً رئاسياً بذلك وإن تأزم الوضع سننفذ دون أوامر
ألمهم أن نكون مستعدين من الآن "


قال ذاك من فوره وبإشارة خفيفة من رأسه

" عُلم "

ابتسم له أيضاً ونظر لآخر قريب منه وقال

" السيد منذر زرارة سوف يَنْضم رجالك لجهاز الاستخبارات
الخاص بما أنكم الأقرب للمدن المتمردة أريد مراقبة مكثفة
لجبران شراع ومن حوله والاستعداد لأي أوامر وسندس رجال
من القوات الخاصة بين رجالكم ورجال الشرطة أيضاً .. ثمة
خطة انتظروا الأوامر مني فيها فقط "

وعاد ونقل نظره بينهم ليشملهم وقال

" البقية تقسمون رجالكم مع المهام التي كلفت أجهزة الدولة بها
كلٌ حسب منطقته وتتواصلوا بينكم وتبلغوني بكل جديد والتفاصيل
لجميع تحركاتكم "


وعاد وتركز نظره على شخص معين فيهم وقال

" عدا السيد عاصم المنذر مهمتكم ستكون أخذ مكان جهاز
المخابرات العسكري وسيتم تحييد ذاك لجهاز حالياً "


ظهرت الدهشة واضحة في عينيه بينما تبادل البقية نظرات مشابهة في صمت وقال

" لكن سيدي ... "

قاطعه سريعاً

" أفهم تماماً ما تفكر فيه وتريد قوله لكننا أمام مهمة صعبة
للغاية الخطأ والهفوة فيها ثمنه كبير جداً "


واشتدت أصابعه في قبضة واحدة فوق الأوراق تحته وقال بكلمات
قوية تشبه نظرته لعينيه

" أريد مراقبة تامة لتحركات واتصالات كبار رجال الجيش
وبجميع رتبهم ومن جهاز بعيد كل البعد عنهم .. هل أصبح
الأمر واضحاً ؟ "


أومأ له برأسه في صمت وإن كانت علامة عدم الفهم أو
الاستيعاب لازالت مرتسمة على ملامحه بوضوح وهو ما قرأه
وتوقعه منه ومن البقية أيضاً لذلك تابع مباشرة

" هم الأهم الآن لا نريد انشقاقات ولا تمرد سنكون على تواصل
مع السيد بِشر ووزارة الداخلية وأي تحرك مشبوه لأي واحد
منهم أو تواصل مع أحد المتمردين أو النشطاء السياسيين يتم
إبلاغي ليتم القبض عليه وبذلك سنوقف أي محاولة لتأزيم الوضع
فلن يستطيع من في الخارج فعل شيء إن لم يتعاون معه مَن
بالداخل "


كانت علامات التقبل والرضا بدأت تغزوا أغلب الأعين المحدقة
فيه بصمت وقد استوى في جلوسه يريح ظهره لظهر الكرسي ما
أن انتهى من توجيه أوامره لهم بينما خرجت كلماته جادة
حين قال

" قد يأخذ منا الأمر ساعات قليلة فقط وينتهي وقد نجد أنفسنا
أمام فترة طويلة من الأزمات وفي كلا الحالتين لن نتهاون
وسنفعل كل ما في وسعنا "


كان جواب الجميع إيماءات صامته متقبلة بينما تابع هو مباشرة
ونظره ينتقل بين أعينهم تحديداً وكأنه يحاول قراءة ما يقول فيها

" لن أعدكم ولا نفسي قبلكم بأي علاوات أو مكافئات نحن نفعل
هذا من أجل الوطن .. الكلمة التي وهبتُ من أجلها أعوام طويلة
من عمري دون أي مكاسب مادية ، وما أن نخرج من هذا
المنزلق ستدركون بأن مشاعركم حينها أكبر أجر يمكنكم تلقيه "


ورفع يده بشكل خفيف من على الطاولة وقال ولازال ينقل
نظره بينهم

" وفي جميع الأحوال سأفعل ما في وسعي لينال كل ذي حق حقه
من أصغر موظف لديكم وصولاً لكم ما أن ننجح "

كانت علامات الرضا واضحة على وجوههم وهو ما كان يرجوه
بل ويتوقعه منهم ولم يخونوا ظنونه بهم ، وأتاه دليل ذلك حين
قال أحدهم

" سنفعل ما في وسعنا وسينتهي الأمر خلال أيام قليلة إن التزمنا
بمخططك .. نحن واثقون "

ابتسم له في صمت قبل ينظر للذي قال

" لكن ما لم نعلمه حتى الآن هو خطتك بخصوص المدن
المتمردة في صنوان ؟ "


قال وابتسامة مائلة تزين شفتيه

" سأشرح كل شيء الآن "

وبدأ يسرد لهم ما عليهم فعله فقط فيما يخص خطته تلك وسيترك
شرح الباقي لمن عليهم مشاركتهم فيها أيضاً وهم عائلة شراع
صنوان وتحديداً رماح والكاسر ، ما أن أنهى ما لديه نقل نظره
بينهم قائلاً

" لن تتحركوا دون أوامر اتفقنا ؟ "

كانت إيماءاتهم صامتة عدا همسات بسيطة بالموافقة وبلا أسئلة
ولا اعتراضات لكنها حملت الكثير في أعينهم القوية الواثقة وهو
ما يعرفه في الرجال الذين تسبق أفعالهم الأقوال ورغم ذلك
عاد وقال

" أريد للشائعات أن تنتشر بينهم بسرعة ودون إضافات لنبعد
الشبهة وسنستعين بالإعلام لزيادة توثيقها دون أي تصريح
رسمي يُحسب علينا ، نريد أن نشغلهم ونشتتهم لكسب بعض
الوقت في صالحنا لنسبقهم بخطوة ومن ثم نسيطر على الوضع
في باقي مدن البلاد ونحاصرهم دون ترك أي فرصة لهم لتوسيع
رقعة الاحتجاجات ولا فعل أي شيء وليعودوا لوضع التجمد
مجدداً "

ورفع سبابته بجانب وجهه وهو يقول بكلمات قوية واثقة
وابتسامة أكثر ثقة تزين طرف شفتيه

" سنثبت للجميع أن جهاز المخابرات قادر على فعل ما لم يفعله
جهازي الأمن والجيش ، إنها أشبه بمحاربة مناعة الجسم
للمرض دون الحاجة لتدخل جراحي "

كانت ابتساماتهم متباينة بسبب آخر ما قال بينما قال أحدهم
بضحكة صغيرة

" بالفعل هو أفضل وأقرب تشبيه "

أومأ له مبتسماً بينما عادت حدقتاه للتنقل بينهم وقال

" لقد بدأت دوريات التفتيش بالانتشار في كامل البلاد قبل قليل
ونحن سنكون أعينهم لا تنسوا ذلك "


ووقف بعدها على طوله وقال

" يمكنكم المغادرة الآن والبدء على الفور سنربط الليل بالنهار
حتى يتحقق ما نصبوا إليه "
*
*
*
لا يمكنها نكران أنّ أحاديث الجالسة بقربها على طاولة الطعام
تتحدث أكثر مما تأكل بل وحتى وهي تمضغ الطعام تجدها مسلية
وفاقت في نظرها سنها من حيث انفتاحها واندفاعها لكنها لا تنكر
أيضاً بأنها لم تكن تنصت لها بكامل تركيزها حتى أنها كانت لا
تسمع ما قالت في بعض الأحيان لأن تفكيرها كان مشتتاً ولأسباب
عدة أوله ما علمته عن وضع البلاد الحالي ومن ثم ما هي فيه
الآن كونها باتت مسؤولة عن منزل وفتاتين لا تعرفهما وهو ما
يزيد من توترها ويأخذها لذات الفكرة وهي أنها أصبحت هنا في
عالم تمنته فعلاً حين التقت بالشاب الذي انقذ طائرة بركابها من
الهلاك وأحبته سريعاً ومن دون استئذان وما أن رأته ليصبح
الأمر مصدر خوف لها ما أن تحقق وباتت تخشى ممّا يخفيه اليوم
أكثر من الغد .

وما أن تهرب من التفكير في الأمر تجد نفسها في دوامة أفكار
جديدة وهي الفتاة التي تُعد زوجة شقيق زوجها ، تحار في
قصتها التي سمعتها من بثينة للتو وتصرفها الغريب نحوها !

" لندن جميلة أليس كذلك ؟ "

انتشلها من أفكارها مجدداً الصوت الباسم للجالسة قريباً منها
على طاولة المطبخ الواسع ونظرت لها تبادلها الابتسام بينما
تابعت بثينة بحالمية ونظرها يرتفع عالياً


" كم أتمنى أن أزورها يوماً "

ازدادت ابتسامة كنانة وهي تنظر لها بينما تبدلت ملامح الفتاة
للضيق فجأة وقالت تلوح بالشوكة في يدها تنظر أمامها

" وكأننا لا نملك كل هذا المال وشقيقي يقود طائرة مليئة
بالركاب ! ما هذا الظلم والا منطقية ! "


قالت كنانة حينها والابتسامة لم تفارق شفتيها

" ما لا تعلمينه بأنه وبالرغم من جمال تلك البلدان بلادنا أجمل
منهم بكثير لأنك ستفتقدين لشعور الانتماء وأنت هناك ، أي ثمة
ما لن تجديه فيهم أبداً ً "


كانت المحدقة في عينيها تستمع لها بانتباه لكنها ما أن أنهت
كلماتها اتكأت بوجنتها على قبضتها وتنهدت بأسى متمتمه

" لا بأس أنا مستغنية عنه "


لم تستطع كنانة إمساك ضحكتها التي اختفت سريعاً بينما لون
الحزن عينيها وقالت تنظر لها

" ألا تشعرين بالحزن على ما يحدث الآن فعلياّ يا بثينة ؟! "

استوت في جلوسها سريعاً وقالت مبررة وبصوت كئيب

" بل حزينة وأشعر بالسوء ولهذا أخبرتك بأنني أتمنى مغادرتها
فإن قامت حرب جديدة مثل تلك التي سمعت عنها ولم أراها أكون
بعيداً وعائلتي جميعهم بخير "

ازداد الحزن في عيني كنانة وقالت بابتسامة أشد حزناً

" لنتمنى إذاً أن يكون الجميع بخير فليسوا جميعهم يمكنهم الهرب
من ويلات الحروب "


تنهدت بحزن هامسة وعيناها ترتفع عالياً

" يا رب "

" من يكون هذا !! "

كانت تلك الكلمات لبثينة التي وقفت على طولها فجأة تنظر لكنانة
بما يشبه الصدمة والسبب هو صوت باب المنزل الذي انفتح
حينها واغلق ، وبينما توقف كل شيء في كنانة وحتى لسانها عن
السؤال وإن بعبارة ما بل تابعت الوقفة فوقها باستغراب

" والدي مسافر وأبان في حوران ولن يكون هنا قريباً بالتأكيد
وأمي وغيهم غادرا للتو ووحدهم من يملكون مفتاحاً للباب ! "

تسلل التوتر واضحاً لملامح كنانة حتى كانت تشعر بالعجز عن
الوقوف خاصة وهما كانتا تتحدثان عن وضع البلاد قبل قليل
والذي لا تعلم مدى انحداره للسوء وزاده عدم وجود أي رجل
معهم هنا وهو ما جعل الواقفة فوقها تضحك فجأة وقالت
"ما بك تغير لون وجهك هكذا ؟ مؤكد ليست عصابة ستختطفنا "

وتحركت من مكانها سريعاً ضاحكة بينما لحقت بها هي قائلة
بضحكة صغيرة

" يالك من مشاغبة "

وما أن أصبحتا خارج باب المطبخ وقفتا مكانهما تنظران للتي
نزعت الحجاب عن رأسها متأففة وكأنه يخنقها بينما قالت بثينة

" أمي هذه أنت؟! "

ولم تترك لها مجالاً لتعلق على سؤالها بما تتوقعه جيداً لذلك
تابعت مباشرة

" لما عدتم سريعاً ! "

أعطت جوزاء حجابها وعباءتها للخدامة التي توجهت نحوها
مسرعة قائلة بكلمات بدت محبطة بوضوح

" نقاط التفتيش منتشرة في كل مكان على طريق الحميراء كما
رجال الجيش "

تعالت ضربات قلبي كلا الفتاتان وبينما تيبس لسان كنانة تولت
بثينة المهمة قائلة بنظرات حزينة تتبع والدتها التي جلست على
أقرب كرسي متنهدة وكأنها عادت من سفر طويل

" هل الوضع بهذا السوء ؟ "

واستمرت جوزاء منشغلة بطفلتها التي كانت تنزع من يدها قطعة
الحلوى الكبيرة بحركة غاضبة بينما قالت وصوتها يختلط ببكاء
الصغيرة

" يبدو أنهم يحاولون تجنب ذلك أو يبحثون عن أشخاص
معينين ... لا أعلم "

وتابعت بضيق تبعد يدها وقطعة الحلوى عن يد ابنتها الباكية
ومخاطبة لها

" غيهم لا أفهم متى سيتوقف عن جلب هذه القمامة لك
وكأنك طفلة "

غاب نظر كنانة للأرض ودون شعور منها في حركة تراها هي
حمقاء فقط بينما كورت بثينة شفتيها وكأنها تقول في صمت
( وهي طفلة بالفعل ) لكن ما خرج من شفتيها مختلف
تماماً وقالت

" ولما عدتم إن كان الأمر مجرد تفتيش؟! "

كان صوت بكاء الطفلة الصغيرة يبتعد عنهم والخادمة تصعد بها
عتبات السلالم بينما قالت جوزاء تخرج هاتفها من حقيبتها

" ليس كذلك فقط بل يمنعون خروج أي أحد من هنا عدا الحالات
الطارئة "

تبادلت كنانة وبثينة نظرة صامتة عبّرت عن الكثير بينما كانت
بثينة من تحدثت أيضاً وهي تعود بنظرها لولدتها المنشغلة تماماً
بهاتفها

" إن علموا عن هويتكم ووجهتكم لكانوا تركوكم بالتأكيد "

رفعت جوزاء نظرها لها حينها وقالت بضيق

" وهل سنقف عند كل نقطة تفتيش نريهم هوياتنا فلا نصل
لحوران قبل أسبوع ؟ ثم غيهم خشي بأن نتعرض لأي سوء إن
صادفنا نقطة تفتيش وهمية ما أن يعلموا من نكون "

جعلت آخر كلماتها تلك ضربات قلب كنانة تتعالى مجدداً ، وزادها
سوءاً سؤال بثينة التالي وما أن قالت بتوجس

" وأين ذهب غيهم ؟ "

قالت جوزاء مباشرة وقد عادت بنظرها لهاتفها

" قال بأنه سيجد طريقة ما ليصل إلى هناك "


قالتها هكذا وبكل بساطة ولم ترى عينا كنانة التي كانت ستخرج
من مكانها ، وإن كانت لم تشارك في الحديث سابقاً بمحض
إرادتها فهي الآن عاجزة عن فعلها تماماً ، وتحرك رأسها دون
شعور منها نحو الواقفة بجانبها والتي قالت مصدومة

" ويخشى عليكما ولا يخشى على نفسه ؟! "

كانت حينها تقول ما جال في رأس وقلب كنانة التي عادت ونظرت
نحو جوزاء التي وقفت قائلة بضيق تنظر لابنتها

" هل سأسحبه من أذنه كالطفل ؟ هو رجل يعلم ما يفعله وعليه
بالفعل أن يكون بجانب خاله وعائلته "

وتابعت من فورها تشير لها بالهاتف في يدها

" كما قال بأنه علينا التزام المنزل وأن لا تذهبا للمدرسة حتى
يستقر وضع البلاد ونعلم ما ينتهي له الأمر "


وما أن أنهت عبارتها تلك تركت مكانها متجهة نحو السلالم بينما
قالت ابنتها التي كانت نظراتها الذاهلة تتبعها

" ألن نذهب للسوق أيضاً ؟ "

قالت حينها وهي تضع قدمها على أولى عتبات السلالم وتمسك
يدها بسياجه

" لا وسنطلب بعض الثياب مؤقتاً لكنانة عبر الانترنت "

ازداد اتساع عينا بثينة التي كانت ترى أسبوع أحلامها يتلاشى
أمامها وقالت بصوت مرتفع لتسمعها وهي تبتعد نحو الأعلى

" لكنك لا تحبين هذا ! "

وقفت حينها ونظرت نحوها وقالت بضيق

" وما علاقتك أنت بكل هذا ؟ قلنا كنانة وليس بثينة "


وتابعت صعودها من فورها قائلة بصوت مرتفع

" يا راضية أحضري لي مغلي النعناع "

واختفت عنهما بعد خطوات قليلة ونظرت حينها بثينة لكنانة
وقالت تقوس شفتيها كطفلة تم توبيخها للتو

" أمي لا تطلب هذا الشاي إلا وهي في أسوأ حالات مزاجها "

خيم الحزن على وجه كنانة حينها وقالت

" يبدو أن الوضع ينحدر للأسوأ "

تمتمت بثينة بأسى

" أرأيتِ ألم أخبرك ؟ "


وتحركت من هناك أيضا قائلة بكلمات حانقة

"وها هي فرصة الخروج أسبوعاً كاملاً ضاعت منا .. يالا حظي "


واختفت أيضاً اعلى السلالم الضخم وابتسامة كنانة تتبعها بسبب
تفكيرها الذي يشبه سنوات عمرها ، ابتسامة سرعان ما ذبلت
واختفت وخفق قلبها وهي تتذكر كلامهما عن ذهابه لحوران على
الرغم من كل ما يحدث وابتعادها عنهم وهمست شفتاها بحزن

" يا رب احفظه من كل سوء من أجلهم وليس من أجلي "

واحمرت وجنتاها وقالت بأسى حزين متوجهة نحو ذات الوجهة

" بل ومن أجلي أيضاً فقلبي لا يحتمل هذا "
*
*
*
كانت تنظر نحو تلك الناحية بطرف عينيها وملامحها تعبر
بوضوح عن اشتعالها الصامت والذي إن تركت له العنان لأحرق
كل شيء ، وبالرغم من أنه كان ينظر ناحيتها كل حين لكنها لم
تهتم فطائرتهم نزلت قبل لحظات وهذا هو الحال هناك حيث يقف
تبتعد عنه فتاة لتقترب أخرى وهو المتوقع من رخيصات مثلهن
بعد أن علمن بأنه مالك الطائرة التي حققت لهن رحلة الأحلام
وكأن المشرف لم يقل أمامهم جميعاً بأنه متزوج .

" ما هذا البرود ساندي لو كنت مكانك ما سمحت لواحدة منهن
بالاقتراب من زوجي "

كان ذاك صوت كاتي والواقفة بجانبها وكانت تنظر لذات الجهة
بينما كان تعليق ساندرين أن قالت بضيق وقد نظرت لها

" وماذا أفعل مثلاً ؟ ارضي غروره المقيت ؟ لا بالطبع "


وسرعان ما كورت شفتيها وقالت بتملق

" ثم كيف يمكنك إبعاد دبور عن خلية نحل "

وألصقت طرفا سبابتها وإبهامها متابعة بضيق

" إنه يلتصق بها هكذا بمحض إرادته "

لم تستطع كاتي إمساك ضحكتها والتي قالت من بينها تحاول
كتمها قدر الإمكان

" إنه متوجه نحونا "

وكانت نظراتها الباسمة لا تفارقه بينما تمتمت ساندرين بضيق
تتجنب النظر نحوه

" وقح وتافه "


وصل لهما حينها وقال ينظر للتي لازالت تنظر له عكس الواقفة
بجانبها

" مرحبا كاتي كيف حالك ؟ "

اتسعت عيناها وقالت بضحكة صغيرة

" جيد .. لقد أخبرتك عني كما يبدو ! "

وسرقت نظرها نحو ساندرين التي لازالت تتجنب النظر لكلاهما
تحدق بعيداً مكتفة ذراعيها لصدرها بينما قال الذي نظر لها أيضاً
ترتسم ابتسامة جانبية على شفتيه

" لا هي لم تخبرني عن شيء لكني أعلم بكل ما يخصها ، أليست
زوجتي ؟ "


نظرت له حينها نظرة باردة كالجليد قبل أن تسحب رفيقتها من
يدها قائلة

" علينا أن نذهب للتأكد من إتمام أوراقنا .. تحركي كاتي "

وابتعدت بها وهي تقول

" لكن ... "

وانبترت جملتها التي لم يعد من داعٍ لقولها وهما تبتعدان عنه
فحيّته بيدها مبتسمة وبادلها هو التحية وقالت ما أن بدأت تجاري
خطواتها

" لقد تركناه واقفاً ، هذا لا يليق "

وقفت حينها ونظرت لها وقالت بسخرية تمسك خصرها بيديها

" حقاً آنسة كاتي ..!! لهذا إذاً تنتهي علاقاتك الغرامية بالفشل
دائماً لأنك تعتبرين رد الإساءة افتقاد للباقة "


شدت شفتيها بقوة وكأنها تبتلع إهانتها تلك لكنها لم تتركها دون
ردها عليها بالطبع وهي تشير برأسها نحو الذي تركتاه خلفهما
قائلة بضيق

" نعم وهذا سبب زواجك من رجل يبدو تحبينه كثيراً "

كشرت في وجهها وقالت حانقة

" لكني لم أفشل حسناً ؟ "

وما أن أنهت كلماتها تلك غادرت وتركتها لكنها سرعان ما توقفت
مجدداً بسبب يدها التي أمسكتها من ذراعها قائلة

" انتظري وانظري إنها إيلا تقترب منه "

نظرت لها حينها قبل أن تنظر للمكان الذي لم يغادره رواح بعد
وللتي أصبحت بالفعل تقف أمامه وهو ما جعل عيناها تتقد
كجمرتان مشتعلتان بينما زادت كلمات صديقتها وضعها سوءاً ما
أن قالت موبخه

" لابد وأنها رأت كما الجميع بأنك تركته واقفاً وابتعدت
يا غبية "

تحركت حينها مجتازة إياها نحوهما وهامسة من بين أسنانها

" لابأس بأي واحدة إلا هذه "


وتوجهت نحوهما بخطوات غاضبة وما أن وصلت أمسكت بيده
بينما نظرها كان فقط على الوجه الإنجليزي الذي اختفت ابتسامته
فجأة وسحبته نحوها قائلة

" المعذرة هذا يخصني وحدي "

وابتعدت به وهو يسير معها دون اي اعتراض بل ولم تكن ترى
الابتسامة التي كانت تزين شفتيه لسيرها أمامه بخطوات مسرعة
حتى أصبحا بعيدين عند الواجهة الزجاجية المطلة على ساحة
مدرج المطار حيث تتوقف الطائرات القادمة والموشكة على
المغادرة وحينها فقط تركت يده وإن كانت نظراتها لازالت تبحث
عمّن تشعله دون نار لكنه قابل كل ذلك بمزاجه ذاته وقال مبتسماً

" غريب ما هذا التطور المفاجئ !! "

لكن ذلك لم يزدها إلا اشتعالاً وقالت بضيق تنفض يدها بعيداً

" أنت ألست ستذهب ما أن تنزل طائرتنا ؟ "

حرك كتفيه وقال بكل بساطة وهدوء

" أجل لكنهم أبلغوني عن مشكلة تخص رحلتنا ، أم أنك لم
تلحظي وقوفنا حتى الآن في صالة الانتظار "


شخرت بسخرية حانقة وقالت

" هذا بسبب طائرتك وشركتك قليلة الخبرة لَما حدث كل هذا "
دفع جبينها بسبابته قائلاً بضحكة صغيرة

" الأمر يخص رحلات المطار ، ما علاقة طائرتي يا ذكية ؟ "

رمت يده عنها قائلة بضيق

" مزاحك يشبهك دبور مثلك "

رفع رأسه مع ارتفاع ضحكته التي لم تزدها إلا حنقاً ، وما أن
نظر لها مجدداً وكان سيتحدث هددته بسبابتها قائلة بحدة

" لا تتحدث معي ولا تتحرك من هنا مفهوم ؟ "

أمسك شفتيه بقوة وإن لم تختفي ابتسامته وكأنه يقول لها في
صمت لن أتحدث فتنفست بغضب ونظرت ناحية الطائرات الضخمة
المتوقفة تكتف ذراعيها لصدرها مقدمة قدمها بدأت تضرب
الأرض وكأنها تفرغ غضبها بذلك بينما أصبح ما يقابله هو
نصف وجهها فقط فابتسم وأمال رأسه وخطف قبلة من وجنتها
مما جعلها تنظر له بحركة ضاهت سرعة ابتعاده عنها
وقالت بضيق

" ماذا تفعل يا أحمق ! "

فرد كفيه بجانب كتفيه وقال بضحكة صغيرة

" لم أتحدث ... "

وتابع من قبل أن تتحدث غامزاً بعينه بعيداً من حيث جاءا

" كما أنه يبدو ثمة عداء وهذا يفترض أن يرضيك "

نظرت خلفها وحيث إيلا التي كانت تتحدث مع رفيقاتها وتنظر
نحوهما كل حين ، وما أن عادت ونظرت له قالت ما أن تحركت
شفتاه

" اصمت "

ضحك ووقف أيضاً مقابلاً للواجهة الزجاجية بينما أحاط ساعده
ويده بخصرها قائلاً

" حسناً أميرتي "


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 07:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية