لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-05-24, 09:19 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




*
*
*

فتحت الباب دون أن تطرقه ودخلت مندفعة فنظرت لها يمامة التي
أصبحت ترتدي بيجامة زهرية جميلة من القطن الناعم يتوسط
قميصها تطريز جميل لدب صغير مبتسم بني اللون ، وبالرغم من
إغلاق بثينة لباب الغرفة رفعت لحاف السرير واندست تحته
فنظرت لها مستغربة وقالت

" ستنامين الآن !! "

تمتمت ببرود وهي توصل اللحاف لذقنها

" أجل أشعر بالنعاس "

اقتربت منها حتى وقفت فوق وجهها تنظر لعينيها وأمسكت
خصرها بيديها وقالت

" لكنه وقت الغداء وأمي ستغضب إن نمت دون تناوله "

رفعت اللحاف فوق رأسها قائلة

" لا أشعر بالجوع أريد أن أنام "

لكن الواقفة فوقها كان لها رأي آخر وقالت مبتسمة

" أرأيت زوجة غيهم ؟ إنها جميلة أليس كذلك ؟ "

ورفعت نظرها بحالمية وقالت تحضن يديها

" أريد أن أكون مثلها حين أكبر جميلة وناعمة ورقيقة "


جلست حينها يمامة مبعدة اللحاف عنها ونظرت لها وقالت

" لما هي ليست في مثل عمرنا ؟ "

ضحكت بثينة كثيراً حتى تبدل الحزن في العينين الرمادية للحنق
وقالت من بين ضحكاتها

" ولما يتزوج طفلة في عمرنا يا بلهاء ؟ "

نظرت لها بصمت لبرهة وقبل أن تقول بعبوس

" ألستُ أنا زوجة أبان ؟ لما لست مثلها !! "

أشارت لها بثينة بيدها وقالت ضاحكة

" لأنك طفلة "

قالت بضيق

" لما أنا زوجته إذاً ؟ "

لوحت بثينة بيدها قائلة بلا اهتمام

" لا أعلم ، والدتي قالت تزوجها ... "

وتابعت تشير لها بيده

" يعني أنتِ وهو فعل "

ملأت الدموع كما الحيرة عيناها الواسعة واندست تحت لحافها
مجدداً قائلة ببحة

" غادري هيّا معدتي تؤلمني وأريد أن أنام "

حدقت فيها بثينة بضيق لوقت قبل أن تغادر ناحية الباب متمتمه

" غريبة أطوار !! "


وغادرت الغرفة مغلقة الباب خلفها بينما ابتسمت للتي ظهرت من
بداية الممر وكانت كنانة فتوجهت نحوها وقالت كنانة مبتسمة

" والدتك غادرت وبقينا ثلاثتنا فقط "

وقفت بثينة أمامها وقالت بحماس باسم ترفع قبضتها

" سيكون الأسبوع الأجمل على الإطلاق "

ضحكت كنانة وقالت

" لماذا ؟! "

تجعدت ملامحها فجأة وقالت

" لأن والدتي تخنقنا وكل شيء ممنوع عنّا حتى التلفاز قنوات
أطفال مملة فقط والإنترنت ممنوع "

ضحكت كنانة مجدداً وقالت

" إذاً لن يتغير شيء في غيابها"

اتسعت عينا بثينة صارخة

" لما !! "

قالت كنانة بعد ضحكة صغيرة

" لأنها تريد هذا ومؤكد ثمة سن ستترك فيه الحرية لك لفعل
ما تشائين "

رفعت حينها يديها تنظر للسقف وقالت متحسرة

" متى يا رب "

ضحكت كنانة رغماً عنها وقالت بتردد لم تفهمه
" وأين هي يمامة ؟ "

نظرت لها ورمت يدها بلا اهتمام خلف كتفها حيث تركت باب
غرفتها وقالت ببرود

" قالت بأنها نعسة وتريد أن تنام "

حدقت فيها باستغراب وقالت

" هل تتناولون وجبة الغداء في المدرسة ؟ "

ضحكت كثيراً وقالت

"إنها مدرسة حكومية وليست خاصة ووالدتي تمنع عني النقود"

قالت آخر كلماتها بتعاسة لكن كنانة كانت لم تغادر استغرابها
بالمسألة السابقة وقالت

" ولما لا تدرسون في مدرسة خاصة !! "

حركت الواقفة أمامها كتفيها وقالت

" جميعنا لم ندرس فيها لأن والدتي ترى بأن الاختلاط بعامة
الناس أفضل "

ابتسمت وقالت

" تفكيرها غريب لكنه صائب "

ضحكت بثينة وقالت

" لم تري شيئاً هنا بعد "

خرجت منها ضحكة صغيرة وعادت للتردد مجدداً ما أن قالت

" ولما انتقلت يمامة للعيش معكم هنا ووالدتك قالت بأنه ثمة
أخ لها ؟ "


أمسكت بثينة بيدها وقالت تعود بها من حيث جاءت

" تعالي أخبرك بكل ما حدث ونحن ننتظر طعام الغذاء "

وتابعت ضاحكة وهما تنزلان السلالم

" لابد وأننا سنتناوله مقربة العصر فلا وجود لجوزاء شاهين
اليوم على رأسهن "

ضحكت كنانة وقالت تنظر لها وقد أصبحتا عند نهاية السلالم

" وممنوع عنكما تناول الطعام في المطبخ أيضاً ؟ "

قالت ضاحكة

" لا ليس لهذا الحد ، فقط وسائل الترفيه الألكترونية ممنوعة "


وتبدلت ملامحها للتعاسة فجأة وهي تعد بأصابعها

" والخروج دائماً والنقود والتنزه وزيارة الصديقات .. "

" سنخرج للسوق معاً اليوم ؟ "

توقفت كلماتها بسبب عبارة كنانة تلك كما توقفت خطواتها فجأة
حيث كانتا مقربة باب المطبخ حينها ونظرت لها وقالت مبتسمة
بدهشة

" حقاً ؟! ومن دون والدتي ؟ "

ضحكت كنانة وقالت

" نعم "

تغير مزاجها للبرود المصطنع فجأة وقالت

" حسناً لا بأس أنا لا أهتم "


ضحكت كنانة كثيراً وقالت

" لم تطلب والدتك أن أذهب بمفردي اطمئني "

قفزت بمرح على ضحكات كنانة وصاحت بسعادة

" كنت أعلم بأن هذا الأسبوع سيكون الأجمل في حياتي "


*
*
*

قالت ببحة بكاء تنهي الاتصال معها والحزن يملأ ملامحها الباكية

" بالتأكيد سأخبرك بكل جديد أعلمه عنه يا جليلة ، ليرحم الله
قلوبنا يا بنيتي "

وأعادت هاتفها لحجرها تمسح بيدها الأخرى الدموع من عينيها
وهي التي لم تعرفها لأعوام طويلة ، وبالرغم من الكوارث التي
مرت بها فقد كانت قوية في مواجهتها لكنّها اليوم ومنذ علمت بما
حدث معه إنهار كل ذاك الصمود ولم تجف الدموع من عينيها أبداً
وهي تتخيل فقط أن لا تراه مجدداً ، لا تسمع صوته ولا ضحكته
ولا حنانه عليها وكأنها والدته التي أنجبته .

مسحت الدموع التي تسربت من عينيها مجدداً مستغفره الله
بهمس كئيب بينما تحرك لسان الجالسة بقربها والتي لم يعد
يمكنها كتمان البركان المشتعل داخلها أكثر من ذلك وقالت بضيق

" ألم تخبريها قبل قليل بما تعلمينه ؟ لماذا تعيد الاتصال بك ! "


نظرت لها حينها وبحاجبين معقودين بحنق وقالت

" تطمئن على زوجها هل ارتكبت جريمة ما ؟! "

لم تزد كلماتها تلك الجالسة قربها سوى اشتعالاً وقالت بضيق

" لسنا قسم الاستعلامات لتسألنا كل حين "

وتابعت من فورها متجاهلة اتساع عينا والدتها وكأنها وجدت
أخيراً من تنفس فيه نيران ما تشعر به بسبب ما حدث له

" ثم ومنذ دخلت هذه المرأة حياتنا والكوارث لا تتوقف "

ازداد اتساع عينا والدتها وكانت ستتحدث فسبقتها قائلة بغضب
تنفض يدها وكأنها وحدها في المكان

" ألم تذهب مع شقيقها بلا رجعة ؟ لما تتصل وما يعنيها
في الأمر "


وكانت بالفعل فقدت زمام لسانها كما عقلها من هول الفاجعة
عليها وهو ما استفاقت له فجأة ! لكن الأوان كان قد فات على
تدارك الأمر خاصة مع ملامح الصدمة في وجه والدتها بسبب ما
سمعته ، وزاده تأكيداً ما أن قالت بعدم استيعاب

" ومن أخبرك بأنها ذاهبة بلا رجعة ! "

لم تستطع تدارك توترها إلا بصعوبة وهو ما جعل كلماتها تخرج
بانفعال واضح ما أن قالت

" الأمر واضح فما الذي يخرجها مع شقيقها إذاً وزو .. "

ولم يستطع لسانها نطق تلك الكلمة ونسبه لها لذلك استبدلتها
ودون شعور وسريعاً

" وعمير موجود "

لكنّ كلماتها تلك وخاصة مع تهربها من النظر لها لم تقنع التي
قالت بنبرة استجواب واضحة

" هي أمامك كانت متعبة وشقيقها ذاهب للعمران فلما يتعب
عمير نفسه بإيصالها وهو منشغل طوال اليوم ؟ "

حاولت التهرب مجدداً وهي تنظر لعينيها هذه المرة كي لا تشك
بها أكثر بسبب غبائها بينما قالت برفض حانق

" أمي ما الذي تلمحين له ؟ فلست أفهم معنى كل هذا ! "

أتاها جوابها سريعاً وبنظرة أكثر قوة بل وأكثر ريبة وشك

" قلبي ليس مطمئن يا بثينة ! ويا ويل قلبي من أفعالك "

شعرت بضربات قلبها تتعالى وبأنها قدماها تغوصان في المأزق
بشكل فعلي وبسبب غبائها لذلك ما كان أمامها من حل سوى
التهرب وادعاء عدم الفهم مجدداً وهاجمتها قائلة باستنكار

" ما الذي تقصدينه أمي ! "


لكن وكما يبدو أن كل ذلك لم يجدي مع التي هاجمتها بالمثل بل
وبتهديد واضح

" أقصد ما تفهمينه جيداً في حال كنتِ تعلمين سبب ما حدث
في الأعلى "

كان ذاك ما جعل قلبها يتوقف تماماً حتى كانت تحاول وبجهد
إخفاء ارتجاف يديها وشكوك والدتها باتت تحاصرها أكثر لذلك
ادعت الصدمة وعدم التصديق تنقذ نفسها بهذا وصاحت مدافعة
عن نفسها

" وما يدريني أمي ولست أعلم ما حدث وما تتحدثين عنه وأنا
كنت هنا في الأسفل حين غادرت "

أنهت كلماتها تلك تحاول تنظيم أنفاسها وأن لا تهرب من نظرات
والدتها المشككة ، والتي كان يصعب عليها التفكير بغير ذلك فهي
تعلم جيداً الكره الذي تكنّه ابنتها ناحية تلك المرأة كما أنّ تلك
الطبيبة من طرفها ! كان قلبها يحاول تكذيب ذلك لكنّ عقلها
يرفض غير التفكير بذاك المنطق وهو ما جعلها ترمقها بطرف
عينيها الباكية قائلة بتوعد واضح

" لن ينجيك سوى الله ممّا سيحل بك إن كنتِ من فعلها "

هبت واقفة حينها ولأنه لا شيء سواه تملكه هاجمتها مجدداً قائلة

" لا أفهم لما محبتك تشمل الجميع وحتى الغرباء عنك عداي
أنا ابنتك ! "

وهو ما جعلها تبعد نظراتها عنها أخيراً بينما قالت ببرود

" الله من يعلم ما في القلوب وليس البشر "

وجدت فرصتها حينها لتهرب من محاصرتها لها بينما قالت بضيق
مغادرة من هناك

" أتمنى ذلك "


وراقبتها عينا من تركتها خلفها وهي تتجه نحو ممر غرفهم بينما
تمتمت شفتاها متنهدة

" وأنا أتمنى هذا وأن لا تحني رأسي أمام ابن شقيقي بسبب
أفعالك يا بثينة "

ووقفت بعدها مستغفره الله وتوجهت لذات المكان لتصلي ركعتان
وتتضرع لله بالدعاء لينجيه الله وتراه أمام عينيها مجدداً بكامل
عافيته .

*
*
*

حرك إصبعه على شاشة الجهاز اللوحي في يده بحركة سرعة
نحو الأعلى فلا شيء جديد ومنذ أكثر من ساعة الأخبار ذاتها
تتكرر وهذا يكذب وهذا يفضح كذبة الآخر وحرب إعلامية
ممنهجة فقط حتى الآن ومحاولات لتشويه صورة مطر شاهين
ورجاله وجمع أكبر عدد من مناهضيه ، حتى أنهم أخرجوا قضايا
قديمة عمرها أكبر من عمره والكذب فيها أكثر من الحقيقة .

فتح الإشعار الجديد وظهر له تجمع الشبان في أحد الشوارع وقال
وهو يعيد الشاشة نحو الأسفل بسبابته

" تظاهرات يرفعون فيها صور والدك خرجت الآن في الحميراء "

وتابع من فوره وابتسامة ساخرة تزين شفتيه

" الهازان لا تفهم ريح مركبهم أين تسير ! "

نظر ناحيتها حين لم يصدر عنها أي تعليق وكانت على وضعها
السابق تقف عند النافذة الطويلة المفتوحة تتكئ بطرف جبينها
عليها مكتفة ذراعيها لصدرها ويتلاعب الهواء الخفيف بخصلات
من غرتها الناعمة تنظر للخارج بشرود حزين وكأنها تحمل
هموم البلاد بأكمله على كتفها وفي قلبها .

تنهد بعجز يحرك رأسه وعاد لمتابعة الأخبار شبه مستلقي على
سريرها يدير ساعده خلف رأسه يتكئ به على ظهر السرير بينما
ينصب ساق فوق الأخرى فيبدو أنه لا شيء غيره يمكنه فعله
وتمضية الوقت به أو بالأحرى الهرب من قسوة التفكير في واقع لواقع أقسى منه .

ارتفع حاجباه ما أن ظهر الخبر الجديد أمامه وكان أول تصريح
وزاري لليوم بعد الصمت الطويل الغريب ! وتغضن جبينه
باستغراب ما أن فتحه وظهرت له صورة قاسم مجاورة لأخرى
لعمير وانتقلت حدقتاه سريعاً للأحرف فوقها وقد تحركت معها
شفتاه بخفوت وهو يقرأها

" قرار رئاسي يصدر بتعيين قاسم صياد الحالك ابن شقيقة
شاهين الحالك بديلاً عن رئيس جهاز المخابرات عمير محمد
عُرابي "


قفز جالساً في مكانه وعيناه تعيد قراءة الكلمات مجدداً ونظر
ناحية تيما وابتسم بمكر متراجعاً عن قرار إخبارها بالأمر وقرر
مشاكستها لعله يخرجها ممّا هي فيه لأنه الأسلوب الذي لا يتقن
سواه للأسف ، أدار الجهاز اللوحي بين يديه وقال والابتسامة
الماكرة لم تفارق شفتيه

" يبدو لي أن إحداهن منزعجة لأن أحدهم لم يهتم ولا بمهاتفتها
اليوم والسؤال عنها "

نظرت نحوه حينها بطرف عينيها وارتسم البرود على ملامحها
دون أن تتحرك الشفاه الزهرية الجميلة المطبقة وهو ما جعل
استمتاعه بالأمر يزداد ونظر للجهاز في يده وقال بسخرية ينقله
من يد للأخرى مع كل كلمة

" لا زيارة .. لا اتصال .. ولا حتى رسالة "

ورفع نظره لها بعدها يرسم ابتسامة متسعة على شفتيه يعلم
كلاهما معناها وبدأت نتائج ما فعل تظهر على شفتاها التي بدأت
تشتد في خط رفيع والعينان التي سيطر عليها الاستياء ورغم ذلك
خرجت كلماتها باردة كالجليد حين قالت وقد عادت بنظرها
للخارج

" أعلم جيداً ما يشغله الآن ولن أفكر بحمق مثلك "

كان الاستياء من نصيبه هو حينها وكشر عن أسنانه في حركة
طفولية وإن كانت لا تراه وقال

" أقسمي هيّا بأن الأمر لا يشعرك بالسوء ؟ "

نظرت له بحركة سريعة مبعدة جبينها عن طرف النافذة
وقالت بضيق

" لا .. وقاسم لديه أولويات تناسب مهامه هنا ، المراهقان اثنان في القصة وليس ثلاثة "

اتسعت عيناه بذهول بسبب آخر كلمات قالتها ويفهم جيداً مقصدها
منها ، قال سريعاً وبضيق مماثل

" مراهقان !! تحدثي عن نفسك فقط أنا لا أفكر كمراهقين مثلك "

وتابع بتملق ساخر

" ثم من الجيد أنك مقتنعة تماماً بأنك تتصرفين كمراهقة !"

تبدل مزاجها للبرود فجأة وقالت

" أنا أتحدث عن أطراف هذا الحديث جميعهم "

عقد حاجباه بغضب وتبدل المزاح الذي كان غرضه منه تغيير
مزاجها وتسلية نفسه لحرب ثنائية الجانب وقال بضيق وهو
يرمي الجهاز اللوحي من يده على السرير أمامه

" حسناً يا مراهقة عليك إذاً أن تعلمي أن الرجل يحتاج دائماً
لتصرفات المراهقات من المرأة التي يفترض بأنها تحبه "


استدارت نحوه بكامل جسدها وأمسكت خصرها بيديها وقالت
بكلمات غاضبة

" إلى ماذا تلمح ؟ "

ابتسم بسخرية وأشار نحوها برأسه قائلاً

" ذكاؤك يا ابنة الشاهين أرقى بكثير ممّا أتوقع وحسبما أعلم "

اتسعت عيناها بحركة غاضبة وبرزت أكثر حدقتاها بلون السماء
الصافية كلون قميصها الضيق الذي أبرز خصرها النحيل بينما
تولى هو متابعة ما بدأ به وقال بطريقة أشد سخرية

" حسناً سأوجه لك سؤالا "

كان تعليقها الصمت التام ونظراتها الجامدة لم تفارق عينيه بينما
تابع هو من فوره ينظر أيضاً لعمق عينيها

" متى كانت آخر مرة تحدثتما فيها معاً كرجل وزوجته ؟ "


كان رد فعلها فقط أن اتسعت عيناها مجدداً لكن ليس بغضب هذه
المرة بينما تابع هو من فوره

" عنكما وعن مخططاتكما وعن مستقبلكما معاً مثلاً ؟ "

كان جوابها الصمت أيضاً وقد توقفت أطرافها وملامحها عن
إبداء أي رد فعل وهو ما جعل الابتسامة الساخرة ترتسم على
شفتيه مجدداً وقال

" لا جواب لديك أليس كذلك؟ "

وأشار بيده جانباً متابعاً يواجها بالحقيقة القاسية ودون رحمة

" لا تقولي بأن الظروف التي تعيشها العائلة وما تمر به البلاد
و .. و .. و فقاسم لا علاقة له يتحمل ذنب كل ذلك "


ولوح بيده بلا اهتمام قائلاً

" حسناً دعينا من كل ذلك .. "

ونظر لعمق عينها مجدداً ومتابعاً بكلمات متأنية متسائلة

" متى كانت آخر مرة أخبرته فيها بأنك تحبينه ؟ "

حرك رأسه مهمهماً بطريقة السؤال والنتيجة كانت ذاتها لا جواب
ولا أي رد فعل فتمتم بسخرية

" لا يوجد أليس كذلك "

اتكأ بظهره على ظهره السرير متنهداً بضيق وتمتم ببرود يرمقها
بطرف عينيه

" يبدو عليكما التفكير مجدداً في علاقتكما وفي استمراركما معاً "


جعلت عبارته تلك الدهشة تظهر على ملامحها وقالت بغضب في
أول خروج لها عن صمتها الطويل ذاك

" ما هذا الجنون الذي تتفوه به ؟ "

عاد للجلوس مستقيماً وقال بحزم ينظر لعينيها

" تلك الحقيقية مهما آلمتك يا ابنة شاهين الحالك "

اشتدت أصابعها على خصرها وكأنها تعصره بهم وقالت بضيق

" ما علاقة اسم عائلتي بالأمر ؟ إلى ما تلمح يا كاسر ؟ "

وقف قافزاً من فوق السرير وقال ببرود

" لا تلميحات فيما أقول أنتِ من باتت الحقيقة تؤلمك درجة أن
تفسري كل الأمور بشكل سيء "

وقاطعها من قبل أن تتحدث قائلاً بلا اهتمام

" أتعلمين أمراً ؟ عليّا الذهاب ورؤية جدي دجى فقد يكون استيقظ
وفتح باب غرفته "


قال آخر كلماته وهو يتوجه ناحية الباب الذي خرج وتركه مفتوحاً
خلفه بل وتركها تواجه كلماته وكل ما قال وحيدة وما جعلها
بسببه عاجزة عن قول أي شيء والدفاع عن نفسها أو حتى
التبرير وتركها تتلاطم مع مشاعرها والسؤال ذاته يدور في
رأسها

(متى كانت آخر مرة تحدثا فيها عنهما واخبرته بمشاعرها
نحوه ؟ )

آخر مرة التقيا فيها كانت البارحة وكالعادة كان حديثهما عن
مشاكل عائلتها وهمومها وتعاستها ، حتى أنهما منذ فترة لم
يتحدثا مطلقاً وكانت فقط نظرات تفهمها هي بشكل سيء وتعاقبه
عليها في صمت ورغم كل ذلك جاء البارحة من أجلها وعلم بأنها
تحتاجه حينها وماذا كانت النتيجة ؟ وصفت أفكاره وقرارته
بالجنون فقط لأنه لا يملك سواها .

ازداد شدها للحم خصرها بأصابعها وهي تواجه الحقيقة الأشد
قسوة .. رجل بكامل رجولته في مقابل طفلة لم تتخلص من أحلام
طفولتها بعد لتفهم بأنه قد يحتاج لامرأة بمستوى تفكيره
ومشاعره واحتياجاته ! بأنها مجرد مراهقة لكن في تصرفاتها
الهوجاء فقط وليس في اندفاع مشاعرها نحوه .

لمعت الدموع في عينيها وهي تنقل نظراتها الضائعة نحو الخارج
عبر النافذة قربها وكأنها تحاول فهم دواخلها بطريقة مختلفة
بذلك !! لكنها تحبه كما لن تحب أي رجل غيره ومتأكدة لن تهبها
الحياة مثيلاً له مجدداً ، رجل يفهم احتياجاتها ولا يطلب في
المقابل ما هو يحتاجه ، يفهمها في صمت ويواجه انفعالاتها
بالصمت دائماً ، لا يحاسبها على تقصيرها ناحيته وفي المقابل
يخشى من التقصير نحوها ! كانت تتساءل في كل مرة أين هو
حينما تحتاجه فهل تساءلت هي متى كان يحتاجها ؟
من هي المرأة التي عليها أن تكون في عالم ذاك الرجل الوحيد
ليجد فيها كل ما أفقدته الحياة إياه وأولهم والدته التي حُرم من
رؤيتها قبل أن تحرمه الحياة منها ليفترقا يمزق الشوق وألم
الفراق كلاهما ؟!

هل علاقتهما فاشلة وغير متوازنة لهذا الحد الذي لا تراه ؟ وهل
هذا ما سيكون هو مؤمناً به عمّا قريب ويواجهها به وبأنه حقيقة
وضعهما وبأنهما لا يمكنهما الاستمرار معاً كما فعل الكاسر
الآن ؟!

دست يدها المرتجفة في جيب بنطلونها الواسع وأخرجت منه
هاتفها الذي كانت بالكاد تراه من بين دموعها وفتحت أيقونة
الرسائل التي توقفت أمام الأحرف فيها مترددة لوقت قبل أن تتخذ
قرارها النهائي في فعلها .

*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 02:33 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية