لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-19, 09:15 PM   المشاركة رقم: 1286
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 



*
*
*


ما أن وصل الباب الحديدي للمنزل حتى توقف الواقف في

الخارج عن الطرق والذي يبدوا بأنه سمع خطواته وهو

يقترب ، فتح الباب على اتساعه ووقف ينظر باستغراب

للواقف أمامه قبل أن يهمس

" أويس !! "

قال الواقف أمامه بضيق ينفض يديه من التراب الذي علق بهما

" أجل أويس وطرقت كما يفعل البشر لكنك لم تسمع فقررت

اتخاذ أسلوب أكثر همجية "

نظر للحجر الملقى تحت قدميه وابتسم وهو يرفع نظره له قائلا

بضحكة صغيرة

" جيداً فعلت لما كنت سأخرج لك مطلقاً "

أمسك خصره بيديه قائلا بحنق

" أجل فهذا ما يجعلك تهرب من عملك ... ما كان علي وضع

رجل متزوج كمشرف على العمال "


وتشاركا معاً في ضحكة رجولية عميقة قبل أن يقول الواقف

خارج الباب

" وبهذا أجبرتني على المجيء لك هنا يا أحمق "

وتابع يشير برأسه خلف كتف الواقف أمامه

" علينا التحدث في الداخل "

نظر يمان خلفه قبل أن ينظر له مجددا وقال وهو يبتعد جانباً

" بالطبع تفضل "

وما أن خطا ذاك خطوتين نحو الداخل وقف ونظر له يغلق

الباب وتمتم ببرود

" أين هي زوجتك ؟ "

دخل قبله قائلا

" لا تقلق لن تراها أمامك ... هيا ادخل "

وسار باتجاه الغرفة الوحيدة في المكان وهو يتبعه ينظر للمنزل

الذي بدت النظافة واضحة عليه رغم قدمه وصغر مساحته فتمتم

يدخل الغرفة خلفه والتي كانت مرتبة أكثر مما مر به خارجها

" يبدوا أنه كان عليك أن تتزوج منذ أقمت هنا "

التفت له الذي فهم سبب ما قال وقال مبتسما

" ما كان لأي امرأة أن ترضى بكل هذا وتجعله نظيفا هكذا

دون أن ترفضه أساساً "

وكما توقع تجاهل الواقف أمامه حديثه ذاك وقال يخرج هاتفه

من جيب سترته

" هذا صديقك أبان أزعجني اليوم وتعرف عناده جيدا .. يصر

على أن يتحدث معك قبل مغادرتي لحوران "

واتصل به وناوله الهاتف من قبل أن يعلق ينظر له باستغراب

في يده وما أن مده نحوه أكثر رفع يده وأخذه منه ويبدوا أن

من في الطرف الآخر فتح الخط منذ وقت فما أن وضعه على

أذنه حتى سمع صوته يناديه فقال من فوره وبقلق

" هل يمامة بخير ؟ "

وصله صوته سريعا وبضيق

" يعنيك أمرها حقا وإن كانت بخير أم لا وصديقك من قبلها ؟ "

تنهد بقوة ونظر للأرض وهو يقول

" أنت تعلم جيدا بأني فقدت هاتفي وقت احتراق المنزل ...

أخبرني ما بها يمامة ؟ "


وصله ذات الصوت المتضايق

" لا شيء بها سوى أنها تسأل عنك طوال الوقت وتدمع عيناها

كلما فعلت ذلك وأراهن بأنها تبكي وحدها دائما "

فأمسك عينيه بأصابعه لازال رأسه منحن جهة الأرض وظهرت

صورتها أمامهما فورا وتمتم بحزن

" هي بخير من دوني فما الذي تفعله بي ؟ "

" لم أكن أعلم بأنك أحمق ومغفل إلا الآن "

قال ذاك من فوره وبغضب فتمتم مجددا

" أنت تقول هذا يا أبان ! لو كان شخصا آخر غيرك لعذرته "

وصله صوته الغاضب مجدداً

" بل لأنك كذلك بالفعل ... شقيقتك تحتاجك وإن كانت معنا ..

تريدك وتسأل عنك دون توقف بل وليست سعيدة بسبب ذلك

إن كنت ترى بأنها في غنى عنك "

أولى الواقف أمامه ظهره وسند يده الحرة بالجدار أمامه وقال

بأسى نظره على أصابعه التي قبضها بقوة

" خذلتها بي ... لم يعد يمكنني ولا النظر في عينيها يا أبان "

قال ذاك سريعاً

" هي تعرفك جيداً ومتأكدة من أنك لم تفعل ذلك متعمداً وثمة

ما منعك عن الوصول لها .. أنت لم تتعمد فعل ذلك يا يمان "

شعر بغضبه من نفسه يشتعل أكثر فضرب الجدار بقبضته قائلا

بحرقة

" ماذا إن لم تصل لها أنت ؟ ماذا إن احترقت مع المنزل وماتت

أو عاشت مشوهة ؟ كل ذلك كان سيحدث بسببي إن لم تذهب أنت

وتخرجها "

قال من في الطرف الآخر ومن فوره

" والله أرسلني لها كما أرسلك للفتى الذي قلت بأنك أنقدته ..

فإن وصلنا أنا وأنت لها ما الذي كان سيحدث لذاك الشاب ؟

توقف عن إلقاء اللوم على نفسك يا يمان فشقيقتك لا تنظر للأمر

كما تنظر له أنت .. فانظر أنت لنفسك كم قدمت من تضحيات من

أجلها ؟ بل وحتى مستقبلك وطموحك "

لاذ بالصمت ولم يعلق ينظر للأرض تحته بوجوم كئيب فهو

يشتاق لها أكثر مما تشتاق هي له لكنه لازال المذنب في نظر

نفسه ولم يستطيع مسامحتها أبدا ولا يجد لنفسه أي عذر بل

ويخجل من الوقوف أمامها والنظر لعينيها .

" يمان تسمعني ؟ "

مسح بأطراف أصابعه الدمعة التي بللت رموشه متمردة عليه

وهمس بخفوت

" بلى أسمعك "

" ستأتي الآن مع أويس لرؤيتها "

وما أن كان سيتحدث سبقه ذاك الصوت الآمر بل والصارم

" يمان لا مجال للرفض تسمعني ؟ أو قسما جلبتها لك بنفسي

وليفعل بي أبناء غيلوان ما يريدون "

تنهد نفساً عميقاً طويلا وقال بهدوء واجم

" لا يمكنني ترك زوجتي وحدها هنا ليومين "

" زوجتك !! "

قال من فوره

" أجل فقد تزوجت من وقت قريب من فتاة من هنا من الجنوب

وهي يتيمة لا أحد لها غيري ولا أستطيع تركها في المنزل

لوحدها وأنت تعلم كم تستغرق المسافة من هنا للحميراء "


وصله صوته سريعا

" اجلبها معك يا رجل تراها شقيقتك وتتعرف عليها .. هذه

ليست مشكلة "

" لكن أ... "

قاطعه بضيق

" لا تتحجج يا يمان وأعرف دماغك وأفكاره جيدا لكنت حجزت

لكما في رحلة على الطائرة من مطار جينوة لهنا لكنك سترفض

بالطبع كعادتك "

تمتم ببرود

" سأرفض بالتأكيد "

قال ذاك بحنق

" كنت أعلم ذلك يا أحمق لكن ثمة أمل أن تغيرك تلك المرأة

فلا أبرع منهن في فعل ذلك "

استدار حتى أصبح مقابلا للواقف خلفه وقال بذات بروده

" لن يغيرني شيء وهي مثلي وأسوأ مني "

وصله صوته الحانق فوراً

" وهذا ما توقعته فالطيور على أشباهها تقع بالطبع "

وتابع دون أن ينتظر تعليقه

" عليك إذا جلبها معك والقدوم هنا ولا تقلق بشأن الشركة

الزراعية فأويس سيتولى الأمر ولا عذر لك الآن "

تنهد باستسلام متمتما

" سأرى ما يمكن فعله "

" بل ستأتي أو نفذت قسمي يايمان وأنت تعرفني جيدا وقسما

أن أفعلها "

وتابع مغلقا المجال أمامه لأي نقاش أو اعتراض

" أعطي الهاتف لأويس "

فزم شفتيه متنهدا بضيق ومد الهاتف للواقف أمامه والذي

ما أن أخذه منه غادر الغرفة بل والمنزل بأكمله يتحدث مع من

في الطرف الآخر ويبدوا عن زيارته لشركة العاج وقد قررا

وما عليه سوى التنفيذ .

*
*
*

أمسك بمقبض باب الغرفة الشبه مفتوح وفتحه على اتساعه

لازال يمسك المقبض في يده ونظر غاضناً جبينه وبحاجبين

معقودين للنائمة على السرير بالكاد يظهر من ملامحها القليل

بسبب شعرها وغرتها المتناثرة على وجهها فدخل واقترب منها

وما أن أصبح فوقها مد يده ناحيتها واستل الدمية القماشية من

بين ذراعيها ورماها خلفه دون اهتمام لمكان سقوطها لحظة

أن قفزت تلك النائمة بفزع تنظر له فوقها فأمسك خصره بيديه

متمتما بضيق

" قلت لا أراها في السرير فأجدها في حضنك ! "

رفعت غرتها بأصابعها ويدها الأخرى على صدرها وسحبت

نفسا قويا هامسة

" أفزعتني يا أحمق "

وسرعان ما عادت لنومتها السابقة ولكن مولية ظهرها له

هذه المرة وسحبت اللحاف لأعلى كتفيها منكمشة تحته فانحنى

نحوها وأمسكها من خصرها وبكل سهولة وبالرغم من

اضطجاعها على جانبها رفعها وأجلسها متمتما ببرود

" الجامعة سيدة ماريا أم سترسلي دميتك الحمقاء تلك

بدلا عنك "


أبعدت شعرها عن وجهها متأففة ودارت ناحيته ونظرت

له فوقها قائلة بضيق

" أخبرتك بالأمس أن محاضرة اليوم تغير موعدها وهي

بعد ساعتين ... ما بك مزعج هكذا ؟ "


أولاها ظهره وسار جهة الباب قائلا بذات بروده

" بالكاد يكفيك الوقت يا كسولة "

فعبست ملامحها تنظر له بضيق قبل أن تقفز من السرير

وركضت نحوه مسرعة وأمسكت بذراعه موقفة له قبل أن

يخرج قائلة

" انتظر إلى أين ستذهب ؟ "


التفت لها وقال بحنق

" لن تغضبي بالتأكيد إن قلت بأنك حمقاء كسؤالك الأخرق "

زمت شفتيها تنظر له بضيق فقال مشيرا لها برأسه

" وقولي أيضاً بأنك لا تري الملابس التي أرتديها ؟ "

قالت بحنق

" بلا أراها لكن ماذا بشأن الحفل "

عقد حاجبيه قائلا بضيق

" هل سنذهب له من الآن ماريا ؟ "

قالت من فورها

" لا بالطبع لكنك كلما سافرت من أجل عملك لا تبلغني إلا

منتصف النهار "

تركها وقال مغادرا الغرفة

" كوني مطمئنة لن أسافر وسأكون هنا ولن أفوت عليك

ذاك الحفل الرائع "

قالت تتبعه

" لا تتأخر إذا فأنا أعلم جيداً كم تكون المسافة حتى

بريستول .. عليك أن تكون هنا قبل المغيب "

وقف والتفت لها يمسك خصره النحيل المشدود بحزام

بذلة المنظمة السوداء وقال بضيق

" أي أوامر أخرى سيدتي ؟ "

ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت تنظر لعينيه

" لا هذا كل شيء "

وما أن رفع حاجبه ينظر لعينيها تراجعت للخلف وابتسمت

له ملوحة بيدها قائلة

" ها أنا أنفذ الاتفاق "

فابتسم وأولاها ظهره مغلقا الباب خلفه وهو يخرج

فضحكت وتوجهت نحو غرفتها قائلة بضحكة

" كم أعشق هذا الأحمق "

وما أن دخلت الغرفة جلست على حافة السرير وأمسكت

بهاتفها تصارع نفسها لفعلها لكنها تعلم جيداً ما ستكون النتيجة

وعليها أن لا تفكر في ذلك ولا مجرد التفكير ، نظرت للهاتف في

يديها لبعض الوقت قبل أن تبحث عن رقم كنانة فكيف لم تفكر

في هذا سابقا ! وضعت الهاتف على أذنها تستمع لرنينه

في الطرف الآخر حتى أجابها الصوت الأنثوي الباسم

" مرحبا ماريه "

قالت مبتسمة

" مرحبا كنانة ... أنت في المطار بالتأكيد فمتى يكون

وقت خروجك من هناك ؟ "

وصلها صوتها بعد برهة

" عند منتصف النهار تقريبا "

عبست ملامحها الرقيقة وأنزلت كتفيها متمتمة بإحباط

" لا فائدة من هذا إذا "

" ما بك ماريه ؟ قد أخرج اليوم مبكرا فهل أخدمك بأي شيء "

ابتسمت من فورها قائلة

" رائع ... ستخدمينني أجل لكن ليس أنا بل شخص آخر "


وصلها صوتها سريعا متمتمة ببرود

" إن كان زوجك ذاك فاعذلي عن الفكرة وجنبيني

الاحتكاك به رجاءً "

تنهدت بأسى قائلة

" لا ليس هو أعني بل ساندرين "

" ما بها ساندي ! "

قالت بهدوء

" يفترض أنك تعلمين ما بها بما أنه اليوم حفل خطوبتهما

فقومي بزيارتها في منزلهم فستكون الآن مستاءة وحزينة بل

وفي شجار مع جميع أفراد عائلتها "


قالت تلك من فورها

" أجل معك حق كيف فاتني التفكير في هذا ؟ سأمر بمنزلهم

قبل الذهاب لمنزلي "

وتابعت من فورها

" هل أخدمك في أمر آخر ماريه "

قالت مبتسمة تدس يدها الأخرى في خصلات شعرها الناعم

" لا شكرا لك هذا فقط "

وما أن أنهت الاتصال معها رمت الهاتف جانبا ووقفت وتوجهت

جهة الدمية المرمية على الأرض والتي داسها ذاك الغاضب على

الدوام بحذائه الأسود الثقيل وهو يخرج وتراهن على أنه يتعمد

فعلها ، رفعتها ونظرت لملامحها الشقراء الباسمة قائلة

بضحكة صغيرة

" عليك أن تعتادي عليه فهو هكذا دائما ... لكنه رائع

أليس كذلك ؟ "

ضحكت وقفزت بها على السرير ونامت تحضنها بقوة وغطت

جسدها باللحاف فأمامها بعض الوقت لتنام قليلاً قبل موعد

المحاضرة .

*
*
*


دست هاتفها في جيب سترتها وكتفت ذراعيها لصدرها وتأففت

نفسا طويلا تضرب بطرف حذائها على الأرض بنفاذ صبر ولا

تفهم ما به تأخر كل هذا الوقت فلن تستطيع مغادرة المطار ما لم

يسمح لها بذلك وهو طلب أن تنتظره حتى يرجع لمكتبه وها هي

تراه اختفى ولن يعود ، لم تكن تريد البقاء حتى وقت نزول طائرة

ذاك الوسيم المغرور لكن يبدوا أنها ستحظى بشرف وإن سماع

صوتها تهبط وإن كان ذاك الصوت لا يسمع هنا لكنها تشعر به

طنيناً مرتفعاً في قلبها قبل أذنيها ، وهذا حالها تحترق بصمت كما

تسير في مكانها بينما سيادة الطيار غيهم أيوب الشعاب أصبح

الآن برتبة طيار محترف بعد إنقاذه للطائرة وكل تلك الأرواح في

رحلته الماضية والأولى بينما من يجلس بجانبه الآن كمساعد له

قد قاد الطائرة في رحلات تدريبية أكثر منه ولازال لم ينل شرف

أن يكون طياراً بعد ! وكأن تلك الجينات الموجودة داخلهم تهبهم

قدرات مختلفة عن البقية قد أورثتها لهم والدتهم تلك ليكونوا

امتدادا لأبطال عائلة الشاهين المعروفين منذ جدهم الأول وحتى

آخر فرد فيهم وهو ذاك الأسطورة الذي يقود بلاداً كاملة منقذا

إياها من الضياع بعدما أنقذها ومنذ أعوام من حرب أهلية كانت

تأكلها كما تأكل النيران الهشيم .

نظرت جهة الباب الذي انفتح بسرعة وشهقت بصمت شهقة لم

تستطع كتمانها ولا التحكم فيها حين ظهر لها الذي دار حوله

ببطء بعدما فتحه ووقف ينظر لها بابتسامة ساخرة ... صاحب

البذلة الزرقاء المميزة والتي لازالت قبعتها فوق رأسه ..

بل والتي يزيدها هذا الجسد تحديدا روعة وتميزاً فكيف

إن اشتركت معها تلك الملامح الحادة الوسامة والمميزة !


" ممن تختبئين هنا ؟ "

كان الواقف عند الباب لازال ينظر لها بتركيز بل وبتسلية

من كسر ذاك الصمت الذي أعقب شهقتها المكتومة بجملته

الساخرة تلك والتي جعلتها وبكل سهولة تشتعل قائلة

" أنا لا أختبئ وهذا مكان عملي .. فما تفعله أنت في

مكتب المرحل الجوي لأنه ليس مكانك ؟ "

وسحبت نفسا قويا وكتمته داخل صدرها حين دخل ذاك الجسد

أكثر بإغلاقه للباب وشعرت بجسدها يرتعد بل ويتقلص وكأنه

يغلق باب غرفة نومهما وليس مكتب مساعدة مديرها في مطار

كبير ومعروف كهذا ! بل وما زاد الأمر سوءا اقترابه منها يدس

يده في جيب بنطلونه متمتما بسخرية

" يمكنني التواجد حيث أريد هنا وأنت تعلمين ذلك جيدا .. أما لما

فقد جئت أبحث عن الفأر المختبئ عن الأنظار بالطبع "

فتراجعت خطوة للخلف لا شعوريا قائلة بضيق

" لست فأراً ولا شيء يضطرني للاختباء "

وكتمت شهقتها بصعوبة حين التصق جسدها بالخزانة الحديدية

خلفها وأصبحت محاصرة من الذي وقف أمامها مباشرة ونظر

لعينيها وتسللت الابتسامة الساخرة لتلك الأحداق البنية تباعا

وقد همس

" ولا بطلبك من رئيسك مغادرة المطار فور وصولك ؟ "

لم تستطع إخفاء الصدمة في عيناها المحدقتان به فلم تكن تتوقع

أن يعلم ! لكن كيف ومن أخبره ! أيكون سأل عنها ؟ زمت

شفتيها بقوة قبل أن تشد قبضتيها قائلة بضيق

" ذلك لأن ... لأنه لدي ما أفعله فقريبي وصديقتي اليوم يكو....

أو لما اخبرك بما لا يخصك "

وأغمضت عينيها وسحبت نفسا عميقا حين وضع يده على

حديد رف الخزانة بجانب رأسها ومال ناحيتها قائلا بجدية

" كنانة لما هذا العداء أنا لا أفهم ؟ "

فقالت دون أن تفتح عينيها ولا أن تنظر له ولا يعنيها ما

سيفهم ويحلل من ذاك

" لي توجه هذا السؤال ! "

وازداد شدها على جفنيها تشعر بأنفاسها توقفت تماما حين

شعرت بدفء أنفاسه على بشرتها وهو يهمس بحدة

" لك بالطبع لأنك السبب فيه "

وما أن فتحت عينيها ونظرت بحنق واستهجان لعينيه القريبتان

منها سبقها من قبل أن تفكر في الاحتجاج مشيرا لوجهها

بسبابته

" أجل أنت فمن التي غضبت وفعلت كل ما فعلته حين لم أحضر

الحفل لسبب لي العذر فيه "


بلغت ريقها وإن بصعوبة وقالت بسخرية

" آه معك حق فجرعات الكحول الزائدة عذر رائع "

قالت ذلك رغم تحذير رواح لها والشخص الوحيد الذي أخبرته

بكل ما حدث لأنه أساسا كان يعلم منذ تخلفه عن الحفل في منزلهم

وهو من نصحها بل وحذرها من اتخاذ ذلك كورقة ضده كي لا

تقع فريسة ظنونها الخاطئة به مجددا وتجد نفسها المذنبة وهو

البريء فيتحكم في خيوط اللعبة كما يريد مجدداً .. خاصة أنه

استعان بمحام يعرفه هناك وقال بأنه صديق لشقيقه المدعو

أبان كما له ولوقاص وسأله عنه فمدح فيه مجلدات طويلة

وأنكر أن يكون من ذاك النوع أبداً ، لكن استفزازه لها وثقته

الكبيرة في نفسه جعلتها تتهور وتقول كل ذلك بل وهي على

استعداد لقول المزيد إن استمر يشعرها بالنقص أمامه هكذا .


وما توقعته حدث فعلا حين قال وقد أبعد يده واستقام في وقوفه

بل وكتف ذراعيه لصدره العريض

" جيد .. هل ستبلغين السلطات عني هذه المرة ؟ "

وهذا ما قاله رواح حدث ويبدوا بالفعل لديه مبرر قوي

يبرئه لكنها لن تستسلم ايضاً ، قالت ببرود

" لا بالطبع فخالك سيقوم بواجبه معك مجددا "

قالتها تذكره بإغلاقه سابقا لملف القضية المتعلقة بعطل الطائرة

كي لا يدان باتخاذه كمساعد طيار وهو لم يكمل ساعاته التدريبية

بعد ..فإن كان هو يعرف جيدا من أين يحاربها فهي مثله وأبرع

منه ، وظنت بأن تلك الحرب لن تنتهي معه بسهولة لكنه خان

توقعاتها حين تنهد بضيق وفك ذراعيه داسا ليديه في جيبي

بنطلونه قائلا ببرود ومحدقا في عينيها

" كنانة لازلت أكرر على هذا العداء الا منطقي أن ينتهي "

حركت حدقتيها بعيدا عنه وكأنهما الشيء الوحيد الذي يمكنها

التحكم به ! لو يتوقف فقط عن إخراج حروف اسمها من شفتيه

وعن العبث بمشاعرها بحرفية وإجحاف هكذا .. ألا يعلم بأنه

قادر وبمهارة على بعثرتها وبكل سهولة ؟


سحقا له بل ولها معه فنظرته الماكرة ما أن عادت بنظرها له

كانت أكبر دليل على أنه قرأ أفكارها الغبية تلك .. لكنه لم يترك

لها أيضا أي مجال لإنقاذ نفسها ولا الموقف وهو يقول بابتسامة

جانبية وقد نزل بنظره للأسفل

" حسنا أنا لست هنا من أجل كل ذلك "

وتابع يخرج شيئا من جيب سترته

" بل من أجل هذا "

نظرت باستغراب للعلبة السوداء المخملية التي أمسكها بكلتا

يديه وفتحها أمامها موجها إياها جهتها كاشفا عن خاتم الزواج

الماسي الرائع الجمال فيها فالتصقت بالخزانة خلفها أكثر تدس

يديها خلف ظهرها هامسة بجمود

" لن ألبسه "

ورفعت نظرها سريعا لعينيه وسبقته هي هذه المرة قبل أن يعلق

قائلة بضيق

" ثم هل هذا المكان المناسب فعلاً لمثل هذه الأمور ؟ "

قالت ما قالته وتعلم جيدا بأنه لا جواب لديه ولن يستطيع

فعلها في منزلهم وحيدا هكذا من دون عائلته لذلك يفعل

كل هذا ويتركها هي لمواجهة جميع تلك الأسئلة التي

ستهاجم بها ومن قِبل الجميع وهو يلبسها خاتم الخطبة

في المطار ووحدهما وكأنها لقيطة رموها من ملجأ

للأيتام لا أحد ولا عائلة لها .

توقعت منه كل شيء حينها حتى أن يجبرها على ارتدائه

بحسب ما ستأمره به شخصيته المتملكة المسيطرة إلا

ما حدث لحظتها وهو يعيده لجيب سترته قائلا بلامبالاة

" لا بأس لن اجبرك على ما لا تريدين ولن يقع اللوم عليا الآن "

شعرت بغضبها يستعر مجدداً بل وبشدة أكبر هذه المرة فها

هو ومرة أخرى يثبت لها بأن والدته من تقرر ما لا يريد وبأنها

ليست سوى تحفة اعجبت بها في مكان ما وما عليه سوى

شرائها لها لتصمت عنه .. شدت قبضتيها بقوة خلفها تنظر

لعينيه وقالت ببرود عاكس كل ما يحدث في داخلها

" ما كان عليك أن تجبر نفسك على هذا أيضا "

ولاحظت بوضوح اشتداد فكيه العريضان ... هل شعر بالإهانة ؟

وماذا عنها هي التي لم يتوقف عن تجريحها مراراً وكأنه لا

مشاعر لها ؟ أيحق ذلك له فقط ؟ فليحترق إذا .. وذلك ما حدث

فعلا وقد بدا ذاك جلياً حين خرجت الأحرف من بين أسنانه

المشدودة

" أنا لا أحد يتحكم بقراراتي "

قالت من فورها ومتجاهلة غضبه المتوقع

" لما لم تكن إذا من قرر كل هذا ؟ لماذا تعقد الأمور وتتهمني

بذلك رغم أنه يمكنك إنهاء كل شيء بكلمة واحدة منك

كما تقول ؟ "

كانت تعلم بأنها لن تستطيع محاصرته بكل هذا وبأن ما يفعله

دائماً هو استفزازها أو ما يقودهما لذلك وإن كان فيه خسارته

لجولة جديدة معها وكأنه يستمتع بهذا ..! وذاك ما حدث

حينها بالفعل حين تبدلت ملامحه للامبالاة فجأة وارتسمت

على شفتيه ابتسامة ساخرة متمتماً

" عجبا أتفضلين عصيان أحد والديك على فعل ما لا تريدين ! "

فكانت هي من شدت على أسنانها بقوة هذه المرة بل وكادت

تحطمها غيضاً قبل أن تتنفس بعمق قائلة بجمود

" ثمة فرق كبير بين العصيان وحرية اتخاذ القرارات "


" لما لم تجبري والديك على ما لا تريدينه إذا ؟ "


كان تعليقه سريعا بل ومدمرا وأصابها به في مقتل .. من

يعطيها المجال لتحطيم هذا الوجه الوسيم لعلها تحطم غروره

وثقته في نفسه معه ! لكنها لن تستسلم له لن يحلم بها ..

قالت ببرود

" لأنك لعبتها بذكاء بالطبع لما كان لهذه الخطبة ألا منطقية

أن تتم "


رفع رأسه عاليا وتنفس نفسا طويلا قبل أن ينظر لها

مجددا ورفع يده لقبعته ونزعها وقال بهدوء وكأنه

يتعمد إشعالها

" لازلت تفسدين الامر بغباء كوينو ولن تنجحي أبدا "


قالت بضيق

" لا أفهم لما تكره أن يخلصك أحدهم مما لا تريد ؟

لا أعتقد أن برك بوالدتك يصل لهذا الحد ؟ أو أنك

ممن يجبره الغير على أي أمر يرفضه "

تمتم ببرود وكأنها لا تشتعل أمامه

" سبق وتحدثنا عن هذا "

أغمضت عينيها لبرهة متنهدة بعمق تشعر بتلك الجمرة

تشتعل في قلبها ولن تلوم أحداً على هذا سوى نفسها

بالطبع .. ركزت نظرها على عينيه وهي تقول بجدية

" لن أكون الوسيلة لإرضائك لها وتأكد من أنك وحدك

من سيندم على هذا "

قالتها بالرغم من يقينها من أنها الخاسر الوحيد

في الأمر ومن سيخرج بجراح نازفة لن تؤثر فيه

ولا في والدته .. بل وأضافت وبحزم

" فلن أتركك تتزوج من أخرى وأنا زوجتك .. لا تفكر

في ذلك مطلقا "

وكادت تغرق في مكانها بل في المياه التي كانت تشعر

بها تخرج من مسامات جسدها بأكمله حين انحنى

نحوها وابتسم هامسا وناظرا لعينيها

" ستكون أمامك فرصة طويلة لفعلها إذا "

وما أن أنهى عبارته تلك ابتعد عنها ولبس قبعته

مجددا لازال ينظر لعينيها مبتسما وغادر من فوره

وتركها خلفه تشتعل غيضاً .. فلما لم تؤثر به كلماتها ؟

كانت تستفزه وبوضوح ليفصح لها أكثر عن المرأة

التي يريدها وترفضها والدته لكنه لم يفعل بل ولم

يتأثر أبدا برفض وجودها في حياته ..! لا بل وسمح

لها بأن تجرب فرصة إزاحتها عن طريقها !!.


تأففت مبتعدة عن الخزانة التي بقيت ملتصقة بها

كالحمقاء رغم مغادرته وبدأت بترتيب شعرها

وملابسها وكأنها كانت في معركة جسدية معه

لا حرب كلمات خرجت منها خاسرة وكالعادة ..

فهذا ما يفعله بها في كل مرة .. يظهر ويختفي

تاركا إياها مبعثرة ليس من الداخل فقط بل ومن الخارج .

وما هي إلا لحظات ودخل من وقفت هنا تنتظره كل ذاك

الوقت والذي قال مبتسما

" آه كوينو اعذريني يمكنك المغادرة الآن "

فتحركت من هناك تنظر للأرض تحتها واجتازته خارجة

بخطوات غاضبة تمسح عيناها التي أخفت عنه دموع

القهر السابحة فيهما متجنبة النظر له ، وما أن

أصبحت في صالة المسافرين وقفت مكانها ما أن

وقع نظرها على الواقف مع مجموعة من طاقم رحلته

والذي كان ينظر لها بدوره وقد رفع يده وحياها بسبابته

والوسطى عند طرف قبعته مبتسما فزمت شفتيها تنظر له

بحنق قبل أن تشيح بوجهها عنه وتحركت من مكانها

مجددا ولم تنظر ناحيته أبداً وجهتها باب المطار الرئيسي

حتى كانت في مواقف السيارات وركبت سيارة أجرة

حامدة الله في قرارة نفسها أن رحلة العودة لتلك الطائرة

وطاقمها تكون اليوم ولن تضطر للاحتكاك به ولا رؤيته مجددا .


غادرت المطار ووجهتها لم تكن منزلهم بل منزل آخر

عليها زيارته أولاً بما أنه ما يزال أمامها بعض الوقت

حتى موعد حفل الليلة ، وما أن وصلت العنوان المقصود

وضغطت زر الجرس حتى فُتح لها الباب سريعا ووقف

أمامها الذي ابتسم لها قائلا

" مرحبا كنانة ... جئتِ في الوقت المناسب تماماً "

ابتسمت بمودة واحترام للواقف أمامها ومن تعده في مقام

والدها رغم أن صلة القرابة بينهم بعيدة ومعقدة

فهم عائلة أخرى ما يربطهم هو المدعو تيم كنعان

الذي يكون ابن عمها بينما يكون الواقف أمامها الآن

عم والدته ، وها هو ما قالته ماريه حدث ويحدث فعلا

والدليل كلماته تلك التي قالها فما بها هي لم تفكر مثلها !

بل وما لا تفهمه هو سر رفضها الدائم له ! على الرغم

من جميع مميزاته وثراء عائلته بل ووسامته فقد تغير

وبشكل جذري منذ عاد من سفره للدراسة كل تلك

الأعوام حتى أنها لم تتعرف عليه في أول لقاء لها به

حين كانتا تتسوقان معا !! قالت مبتسمة

" جئت لزيارة ساندرين فهل تسير الأمور بشكل سيء ؟ "

قال يفتح لها الباب أكثر لتدخل

" يبدوا لي ذلك فهي ووالدتها في شجار مستمر منذ الصباح "

دخلت مبتسمة واستأذنته قبل أن تسير يسارا حيث الممر الذي

سيأخذها لغرفة تلك الغاضبة والتي وصلتها أصوات ما تحدث
عنه ما أن اقتربت من هناك ووالدتها تقول بضيق

" سيصل سائقهم خلال ساعتين وستغادرين معه ..

انتهى وقت الحديث في كل ذلك ساندي "

وما أن وصلت الباب حتي تقابلت هي والخارجة منه

والتي قالت بضيق ما أن رأتها

" ادخلي لها وأفهميها جيدا مغبة التصرف بجنون الليلة

يا كنانة "

وغادرت مجتازة لها ونظراتها تتبعها حتى اختفت

وحركت كتفيها متنهدة قبل أن تدخل حيث الجالسة

على طرف سريرها تنظر للأسفل مكتفة ذراعيها

لصدرها تضرب قدمها بالأرض بغضب وكأنه

لا منفس لها غيره ! وما أن رفعت نظرها لها

أجفلت تنظر لعينيها المكحلتان باحمرار واضح

ليست تعلم من الغضب أم البكاء الذي لا تعرفه فيهما وقالت

" ساندي رجاءً لا تنظري لي وكأني رواح ولا حتى أني

أقرب له "

فأشاحت بوجهها عنها في صمت وكم حمدت الله على ذلك

فهي إن تحدثت تعلم جيداً ما ستقوله وستجعل منها متنفسا

لغضبها بكل تأكيد ، اقتربت منها وجلست على الكرسي الخشبي

الصغير المغطى بالقماش أمامها وقالت بهدوء تنظر لعينيها

" أحيانا علينا أن نرضخ لرغبات الغير ساندي "

وتابعت وقد أسدلت جفنيها تخفي الألم في مقلتيها السوداء

" نكون مجبرين على تحمل كل شيء وحتى تأذي مشاعرنا

من أجل الأشخاص الذين نحبهم "

ولم تتوقع منها بالطبع أي تعليق كسابقتها حتى وصلها

صوتها الحانق

" لكني لست على استعداد لبناء تعاستي من أجل أي أحد

ولا والداي ... لا يمكنني أن أكون مثلك يا كنانة "

فرفعت نظراتها المصدومة بها فلم تتوقع أن تحلل الأمر بشكل

صحيح هكذا من الأمور القليلة التي تعرفها ..! ومعها حق فهي

وفي كل الأحوال تدمر كل شيء وترضى بتبعات ذلك فقط كي

لا تجرح والديها أو تحرجهما فهل ستندم نهاية الأمر حقا

وتلقي باللوم عليهما ؟

شردت نظراتها بحزن وقالت وكأنها تحدث نفسها وليست

تكشف دواخلها أمام الغير

" لكن الفرق شاسع حين تكون مشاعرك من الداخل هي التي

تحاربك وترفض رفضك لذاك الشخص ... ثمة فرق كبير ساندي

بين ما يحدث معك ومعي "

" أخشى أن الواقع العكس تماماً "

رفعت نظراتها سريعا ونظرت باستغراب لتلك الأحداق

الزرقاء الغامقة والسابحة في الدموع وهمست بتأني

" ما قصدك بهذا ساندي ! "

فوقفت الجالسة أمامها وقالت

" لا شيء ... ما سر اتصال
والدتك وطلبها مني المجيء لمنزلكم ؟ "

وقفت أيضا وقالت باستغراب

" والدتي طلبت منك ذلك ؟ "

حركت كتفيها قائلة ببرود

" أجل وأنا مثلك تماماً استغربت الأمر وخشيت

من الذهاب لها وأنت لستِ في المنزل "

تبدلت ملامحها للضيق قائلة

" وما الذي ستفعله لك والدتي مثلا ؟ هي ليست مجنونة

لتخافي منها "

انحنت جهة الطاولة بجانب السرير وقالت تخرج مشبك

شعر من الدرج فيه والذي فتحته بعنف

" هي ليست كذلك بالطبع لكني من ستصاب بالجنون

حينها وأنت تعلمين لما "

ووقفت على طولها وقالت تجمع شعرها به وبحركة

غاضبة أيضاً

" لنذهب لها إذا بما أنك أصبحت هنا "

نظرت لها بصدمة وقالت

" لن تسمح لك والدتك ساندي .. بل وستغضب منك

ومني أيضاً "

أمسكت بيدها وسحبتها معها نحو الباب قائلة

" لا تقلقي سنغادر من باب المنزل الخلفي "

قالت تجاري خطواتها المسرعة عبر ممر غرفتها لتدخل منه

لآخر متصل به

" لكن ماذا بشأن السائق الذي سيكون هنا من أجلك ؟ "

قالت بضيق تفتح الباب الخشبي الذي وصلتاه نهاية الممر

" لا علاقة لي به فليغادرا هما معه "

*
*
*


 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 09:21 PM   المشاركة رقم: 1287
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 



*
*
*






رفعت الضفيرة التي قسمت بها شعرها للخلف ونظرت لنفسها

في المرآة ... جيد هذا أفضل مما توقعت وتريد ، وهذا

ما وجدته الحل الأنسب كتسريحة لشعرها الطويل لا تضطرها

لزيارة صالونات التجميل وكل تلك التفاهات فقد أخذت جزءا

من شعرها وجمعته أمام وجهها وظفرته وما أن أعادته

للخلف حتى تدرج في مجموعات مترابطة حول تلك الضفيرة

وصولا لجانبي وجهها .. ومع خصلة واحدة من غرتها الطويلة

قليلا على وجهها بدا الأمر غاية في الجمال .. ولن تفكر بالطبع

في الالتفات وتقييمه من الخلف بالنظر له في المرآة فقد علمت

سلفاً بأن تلك الضفيرة المقلوبة فوق باقي شعرها المفتوح

تحتها ستكون نتيجتها مذهله ، فتحت درج طاولة التزيين

ورفعت علبة كحل العينين ثم عادت ورمتها فيه .. اختارت

أحمر شفاه زهري اللون ومررته على شفتيها ببطء ...

وفقط انتهى كل شيء .

وبالفعل هي لن تحتاج لأكثر من ذلك لتكون ساحرة ..

جميلة بل وفاتنة وهي من ورثت جمال جدتها الخماصية تلك

حتى كانت نسخة طبق الأصل عنها ، وكم امتلكت تلك من سمات

الجمال ومنذ كانت صبية فلم يتجاوز عمرها السابعة عشرة

حين تزوجها ضرار السلطان بالرغم من أنه كان متزوجا

حينها إلا أنه فتن بها ما أن رآها .. فتركت بعدها هذه الفاتنة

وإن كانت مشوهة من الداخل وبشكل كامل .

التفتت جهة الباب الذي فُتح فجأة وظهر من خلفه الذي

نظر لها صعودا من فستانها الليلكي اللون الحريري والطويل

وصولاً لعنقها الأبيض الناعم والسلسال المتدلي عليه بخواتمه

وفصوصه الماسية في جمال غريب وفريد من نوعه ، وما أن

وصل نظره لعينيها صفر بشفتيه وبصوت منخفض

وهمس مبتسما

" سأكون نجم الحفل بسببك "

فأدارت عينيها بعيداً عنه متنهدة بضيق فدخل واقترب منها

ورفع لها مرفقه متمتما بسخرية

" سيكون الشرف من نصيبي هذه المرة أم لا أستحق القليل ؟ "

أدارت نظرها ناحيته وقالت بامتعاض

" لو تتوقف مرة واحدة عن ذكر شقيقك ذاك حين نكون معاً ...

أنت مريض بكرهك له فعلاً "

وكانت ردة فعله أن رفع رأسه ضاحكا فشدت قبضتيها بقوة

وغضب فهي لا تفهم هذا المتخلف بالفعل فهو يغضب أحياناً مما

تتوقع العكس ويضحك مما تتوقع أن يمد يده عليها بسببه !

هو مبدع فعلا في اللعب بالأعصاب ..!! قالت بضيق

" ما المضحك في الأمر ؟ ثم ما يزال الوقت باكراً لنكون هناك "

رفع يده فارداً إياها بجانب وجهه وقال مبتسما

" وإن يكن فلنكن أول الواصلين ... ثم وخالك أصبح هنا

فمن غير اللائق تركه ينتظر "

نظرت له باستغراب هامسة

" خالي بشير هنا ! "

ولم تجاهد عينيها أبداً لتمنعها من التحديق فيه مطولا باستغراب

فمن الفترة التي عرفت فيها ذاك الخال لم يكن رجلاً اجتماعياً أبدا

لا يحتك بأحد ولا أحد يعرفه ليحضر حفلا كبيراً كهذا ! وتذكرت

سريعا بل ومجدداً كلمات وقاص ورأيه فيه بل والشك الذي يدور

في ذهنه حوله ولا تفهم لما زرع في نفسها كل تلك الرهبة منه

فهل تفقد الثقة في خالها شقيق والدتها ومن ساعد في إنقاذها

وشقيقها من السجن بسبب كلمات قليلة منه !! بل ولقائه به

الآن ما ستكون نتائجه وهو من سبق وأخبرها بأنه اختفى

كليا من بلاده هناك ؟ مما يعني بأنه يدرس تحركاته جيداً

بل وسيكون يبحث عنه بالتأكيد .

أخرجها من أفكارها تلك بل ومن شرود نظرها للبعيد ملمس ذاك

الأصبع على طرف وجهها ووصلها ذاك الصوت الكسول الساخر

" أين سافر بالجميلة خيالها ؟ "

فأجفلت مبتعدة عنه ونظرت لعينيه بصمت لبرهة قبل أن تقول

" شقيقك وقاص سيكون هنا أيضاً ؟ "

وما كان منه إلا أن نظر لها بصدمة قبل أن تنطلق ضحكته

المرتفعة والكفيلة بجعلها تحترق ودون معاناة منه وقد قال

ما أن عاد بنظره لها وما توقعته جيداً

" ألا تخجلي من سؤالي عنه مباشرة هكذا ؟ "

شدت قبضتها بقوة وهي تقول بضيق

" أنا لا أخجل مما لا أخطئ فيه وأخبرتك سابقاً رأيك بي

لا يهمني كما رأي شقيقك ذاك أيضاً "

حرك يده بجانب وجهه بكسل متمتماً

" حسناً سنعتبر كلامك صحيحاً وسأجيب "

وأمسك يدها لافا أصابعه حولها وأدار ساعده حول ساعدها

وقال بابتسامة ساخرة خارجاً بها من هناك

" بالتأكيد سيكون هنا فهو الشقيق الوحيد للعريس بالطبع ..

بل وثمة مفاجأة رائعة بانتظاره "

*
*
*


انصاعت لها وغادرت معها رغم تصرفها الغريب ذاك حتى أنها

ركبت معها سيارة أجرى ولم تركبا سيارتها فهل تخطط فعلا

للهرب من حفل الخطوبة الذي ينتظرها !! حتى أن المسافة بين

منزليهما لن تكون قصيرة وإن كانا في ذات المدينة ومع كل هذا

الازدحام ! بل وسيكون ضيوفهم هناك قد بدأوا في الوصول .


لا تشعر بالاطمئنان مطلقاً وجل ما تخشاه أن تضع نفسها

وعائلتها في موقف محرج مع عمتها بل وجميع من سيكون

في ذاك الحفل ، نظرت لها بطرف عينيها حين تململت في

جلستها وتأففت قائلة

" لا أفهم لما لا يشتري لك خطيبك الثري ذاك سيارة ؟ "

فأدارت عينيها جانباً متمتمة أيضاً بل وببرود

" عندما يشتري لك خطيبك الثري ذاك طائرة "

فاستدارت بسرعة ناحيتها وكأن نحلة ما لسعتها قائلة بضيق

" لا تذكريه أمامي "

نظرت لها وصرخت فيها بالمثل

" وأنت كذلك لا تفعليها "

فنظرت لعينيها بتركيز لبرهة قبل أن تقول بجمود وكأنها

ليست الغاضبة المشتعلة تلك

" كنانة أنت مقتنعة فعلا بذاك الزواج الحجري ؟ "

فهمست سريعاً وقد ضيقت عينيها المحدقتان بعينيها

" لا أرى وضعك أفضل مني "

لوحت بيدها قائلة بإحتجاج

" بل ثمة اختلاف "

قالت من فورها

" لا ليس هناك أي اختلاف فكلانا تتزوج ضد رغبتها مجبرة "

قالت محتجة وبشدة أكبر

" لا بالطبع فأنت يمكنك تغيير كل هذا وبكلمة واحدة منك

فوالداك لن يكونا ضدك أبدا "

ابتسمت تلك الشفاه بسخرية قائلة

" والسبب ؟ بل وما العذر الذي سأقدمه ! سينتهي مصيري

لمصيرك حينها بالتأكيد "

وتابعت وقد عادت لجلوسها السابق تنظر أمامها ومكتفة يديها

لصدرها قائلة بأسى

" بل ووضعك أفضل مني فأنت على الأقل بإمكانك إبداء رأيك فيه

بل ورفضك له أمامهما بينما أنا لا "

ضيقت صاحبة تلك العينان الزرقاء جفنيها حولهما قائلة بشك

" لو أفهم فقط ما حدث بينكما وما سبب كل هذه الألغاز !؟ "

فأخفت صدمتها من شكها وسؤالها ببراعة وتمتمت ببرود

دون أن تنظر لها

" لا شيء أكثر مما أخبرتك عنه "


نطرت لها بطرف عينيها متمتمة

" وما سر رفض مشاعرك لرفضه إذا ؟ "


بادلتها بنظرة مشابهة ترمقها ببرود قائلة

" بما أنك كنتِ تعين جيدا ما كنت أقول لك هناك فمؤكد تعلمين

ما قلتِه أنتِ أيضاً فهلا فسرتِ أيضاً كلامك ذاك لي ؟ "

فما كان منها إلا أن نظرت لها بضيق قائلة

" معتوهة أنت وابن عمتك وابن عمك بل وجميع من يمت

لك بصلة "

فلم تستطع حينها إمساك نفسها عن الضحك رغم مزاجها السيء

ومنذ الصباح لكن هذه الفتاة لا يصعب عليها فعل ذلك ، فلو تفهم

فقط ما دخل تيم الآن بالموضوع ؟ بل وجميع من يقربون

لها شملتهم بشتمها ! .

فتحت باب السيارة ما أن توقفت أمام سياج منزلهم الخارجي

المنخفض وقالت مبتسمة وهي تنزل

" أجمل ما في الأمر أننا وقعنا في الحفرة ذاتها معاً فلن تسخري

مني مجدداً وكالسابق "

وما أن وقفت خارج السيارة نظرت للتي ضربت الباب بقوة في

الجانب الآخر تنظر لها بضيق تجاهلته تماما وغادرت جهة باب

المنزل وهي خلفها وما أن كانتا أمام الباب قالت التي أصبحت

واقفة بجانبها تماماً بل ومتمتمة ببرود

" لا أشعر بالراحة البتة لدعوة والدتك لي الآن ! "


فابتسمت ولم تعلق فنظرة هذه الشقراء لوالدتها لن تتغير أبداً ،

غرست مفتاحها في الباب وما أن أدارته وفتحته وقفت مكانها

مصدومة جامدة كالتمثال الحجري تنظر للموجودين هناك يملؤون

بهو المنزل ! أصدقائهم .. جيرانهم !! بل وحتى زملائها المقربون

في عملها والذين لا تفهم كيف سبقوها إلى هنا !!

الزينة الحمراء الموزعة في المكان ..! الكعكة بطوابقها الخمس

وحولها ما لا يمكن حصره من الحلوى والأطعمة التي لن ترضى

والدتها بالتأكيد أن تشتريها من الخارج !!

كان الجميع هناك ينظر لها مبتسما بينما جمدت نظراتها هي على

شخص واحد وهو الواقف بينهم لازال يلبس بذلته الزرقاء

الخاصة بالطيران لتجعله مميزا عن جميع الموجودين هناك

ومن كان ينظر لها أيضا ومبتسماً .

ولم يكن حال الواقفة بجانبها بأفضل منها بل وبمختلف عنها وهي

تحدق أيضاً بذاك الشاب الذي ما كان لأحد أن لا يلاحظه بينهم

وقد همست بذهول ما أن وجدت صوتها ونظرها لازال عليه

" بربك كنانة أهذا من لم يعجبك في الحفل سابقا يا حمقاء ! "

قبل أن تشهق بصدمة فثمة مفاجأة كانت في انتظارها هي أيضاً

ما أن ظهر لها الواقف خلف صاحب تلك البذلة الزرقاء بخطوطها

الذهبية المميزة والذي نظر لها مبتسماً بمكر يدس يديه في جيبي

بنطلون بذلته الكحلية الفاخرة .. شعره مصفف بعناية وذقنه

يبدوا محلوقاً للتو وكأنه عريس سيزف لزوجته ! .
*
*
*


أراحت ذقنها على قبضة يدها تستند بمرفقها على ذراع الأريكة

تنظر للفراغ بشرود منفصلة تقريبا عما حولها .. وسرعان ما

غيرت جلستها ورفعت قدميها عن الأرض وثنتهما تحتها وفردت

أصابعها متكئة بجانب وجهها على راحة يدها وتنهدت بعمق

لازالت تدور في دوامة مغلفة كلما عاندت نفسها لتهرب منها كي

لا تفكر في الأمر أكثر خانتها جميع حواسها كما قلبها وعقلها

وجرفها التيار مجددا فلا حديث آستريا يتركها وشأنها ولا ابنتها

من بعدها وكأن كل شيء متفق ضدها !.


أمالت رأسها للجانب قليلا ووقع نظرها على الجالس على كرسيه

المتحرك نظره كما انتباهه معلقان بالتلفاز منسجم تماما مع ما

يقال فيه كعادته وكأنها ليست ذات الأخبار تعاد وتكرر على مدار

اليوم ! بل وكأنه متفق معهم على تكبيلها والأحاديث في تلك

القنوات الإخبارية يدور حول ذات النقطة تقريبا وهي محاولات

ابن شاهين وبكل الطرق لدمج العرب بالثنانيين في سابقة لم

يفعلها غيره في الدول التي تستوطن حدودها تلك القبائل

المهمشة .. ورغم كل الصعوبات التي تواجهه والرفض

الشعبي الواسع للأمر إلا أنه كما يبدو أعند من شعبه !

وكيف ورجاله يلوحون بل ويهددون علانية بأن ما يبقيهم

في السلطة وجوده هو تحديدا وأن مغادرته تعني مغادرتهم

جميعاً .. ولا أحد يفهم أيهددونه أم يهددون شعب البلاد بذلك !

رفعت جفناها الواسعان ورموشها الكثيفة محدقة حيث تلك

الشاشة الكبيرة المعلقة على جدار الغرفة وحيث تلك الصورة

التي تملأها لصاحب الأكتاف العريضة والمشية الواثقة باللباس

العسكري المخصص بالرتب العليا لقادة الجيوش .. بل والذي

وكأنه لم يلبسه غيره في التاريخ ! يسير خلفه مجموعة من

رجاله وكأنها لوحة لا تكتمل من دون تلك الشخصيات المطابقة

له .. بل وكأنه نقل تفاصيله جميعها لهم وليس أفكاره ومعتقداته

فقط !

حركت حدقتاها السوداء الواسعة بعيدا عنه متنهدة نفسا طويلا

فلما لا يساعدون هرموناتها للابتعاد عنه ؟ ولا مناص لها من كل

هذا بالتأكيد فرماح وحده الذي تراه هنا متفرغ لتكون معه هرباً

من غرفتها ووحدتها التي لم تعرف الهرب منها إلا الآن ! فتقريبا

جميع ساكني ذاك المنزل تراهم الليلة منشغلون بما لا تفهمه

أو بلا شيء كما ترى فلم تفهم ما وجود كل أولئك العمال في

الخارج حتى هذا الوقت المتأخر فالساعة قاربت منتصف الليل

وكل ما قيل أمامها أنهم من أجل إصلاح الإنارة في الحديقة

ورعد معهم منذ وقت طويل ..! وذاك حال تيما وأستريا بل

وحتى الكاسر متغيبون حيث لا تعلم ولم تهتم فلا تراهم سوى

وأحدهم خارج من مكان داخل للآخر ولا شيء سوى تلك

الابتسامات العريضة التي يهدونها إياها في صمت فقررت نهاية

الأمر أن تكون هنا سجينة سياسية مع هذا الصامت العابس

فحتى عمتهم تراها تتصرف بغرابة الليلة وهي تقرر النوم منذ

وقت معتصمة في غرفتها ليست تعلم نائمة حقا أم لا ! .

نظرت لجسدها ولثيابها وتنهدت بضيق فحتى الضيوف المنتظرين

والذين قيل بأنهم سيكونون هنا ألغوا زيارتهم كما فهمت منهم

وبقيت هي هكذا كالحمقاء بفستانها الطويل والحزام العريض

الملتف حول خصرها النحيل المستدير .

استدارت حدقتاها مجددا ناحية الجالس على مسافة منها نظره

معلق بالتلفاز يحرك جهاز التحكم في يده بهزات خفيفة وتمتمت

بعبوس وكأنه نقله منه لملامحها الجميلة

" قلنا مساء الخير أم لم نقل سيادة اللواء "

وكما توقعت رمقها بطرف عينيه مضيقا إياهما في نظرة تفهمها

منذ صغرهم خاصة وهي تناديه بلقبه ورتبته قبل ذاك الحادث

المشؤم الذي أفقده ساقيه وأفقدهم والدهم ومتأكدة من أنه يتوقع

أن تتحدث عن موضوع زواجه وجهينة ..

لكن المفاجأة الأعظم والتي لم تتوقعها كانت في انتظارها حين

تمتم أيضاً وببرود

" ظننت أن الحوامل يصمتون للأبد ؟ وهذا ما كان بادياً عليك "

فنظرت له بصدمة لم تستطع إخفائها ولا ذاك الاحمرار الذي طفا

فوق وجنتيها خجلا فيبدوا أنه ليست آستريا الثرثارة الوحيدة هنا
بل وزوجها بدأ يكتسب صفاتها أيضا .

أنقذت نفسها سريعا من ذاك الموقف ومن النظر لعينيه حين

أشاحت بوجهها عنه هامسة بجمود

" بل ينفذن في صمت إن لم تكن تعلم "

وكم حمدت الله أن قطع حديثهما ذاك باب الغرفة الذي فُتح فجأة

والتي دخلت منه راكضة جهة الجالس على كرسيه ووقفت خلفه

ممسكة بمقبضيه وقالت تديره جهة الباب وتدفعه نحوه

" عذرا أمي سآخذه لبعض الوقت فقط "

وتابعت حديثها خارجة به تتبعهما تلك النظرات المستغربة

" انتظري هنا أمي لا تغادري "

وغادرا لا تسمع سوى صوت كرسيه الكهربائي وهمس ابنتها

الذي لا تفهمه مبتعدان !!

حركت كتفيها بعدم اهتمام ورفعت جهاز التحكم وبدأت تقلب

القنوات بملل حتى قررت الوقوف ومغادرة الغرفة أيضا لتصعد

لغرفتها وتغير هذه الثياب على الأقل ، وما أن وصلت الباب

ظهرت أمام وجهها التي ضحكت بسبب مفاجأتها وأوشكتا على

الاصطدام ببعضهما قبل أن تمسك بيدها وسحبتها معها قائلة

" تعالي أمي ثمة من في انتظارك هنا "

فتبعتها مستغربة تكاد تركض بها تعبران الممر الطويل حتى

كانتا في البهو الواسع واتجهت بها من فورها جهة باب المنزل

المفتوح ووقفت ما أن كانت قريبة منه تنظر للذي ظهر لها واقفاً

هناك أمامه في الخارج وكأنه خرج من ذاك التلفاز ليصبح واقعاً

أمامها ! الاختلاف الوحيد أن لباسه تغير وبشكل جذري للبذلة

السوداء الفاخرة التي لا تزيده سوى وسامة وجاذبية ترسم

تفاصيل ذاك الجسد الطويل والقميص الناصع البياض يزيدها

جمالاً وتميزاً ، رفعت نظرها ببطء لملامحه لتبتسم لها تلك الشفاه

والعينان المحدقة في عينيها بحب ويده ترتفع نحوها في مشهد

لن تنساه حياتها وما عاشت يشبه أحلام كل امرأة في الوجود قد

رسمت لأمنياتها فارساً لا يشبه بتاتاً من تراهم حولها ولا تعرفه

سوى في أمنياتها الفتية اليتيمة .

زحفت الابتسامة لملامحها وشفتاها الجميلتان ببطء وملأت

الدموع عينيها ما أن مد يده لها أكثر هامسا بابتسامة

رجولية مميزة

" تعالي يا قلب مطر "

فتحركت قدماها نحوه تقودانها دون إذن ولا سؤال حتى كانت

أمامه ورفعت يدها ليده فأمسكها من فوره ورفعها لشفتيه وقبلها

برقة ينظر لعينيها فهمست ناظرة لعينيه

" خنت الاتفاق يا ابن شاهين .. لا تنسى هذا "

سحبها نحوه قائلا بابتسامة

" لن تخرجي من هنا وأنا عند الاتفاق يا ظالمة "

وقربها من جسده بسرعة لم تستطع منعها ولا إدراكها ويده

وساعده يلتفان حول خصرها يلصقها به بينما داعبت أنامل يده

الأخرى طرف وجهها وقد انحنى له مقبلا وجنتها برقة قُبلة

طويلة وهمس محركاً شفتيه ناحية أذنها

" اشتقت لك "

فأنزلت رأسها تحاول الابتعاد عنه حامدة الله في سرها أنه لم يرى

هذا سوى ابنتهما والواقفة تنظر لهما من بعيد مبتسمة بسعادة لم

تعرفها حياتها قبل أن تقترب منهما قائلة

" هيا أبي الجميع في انتظارنا "

وما أن رفعت الواقفة أمامها نظراتها المستغربة له شهقت بصدمة

وقد انحنى للأسفل ورفعها بين ذراعيه ونزل بها عتبات الباب

المرتفعة .

*
*
*



حضن رأسه بيديه تتخلل أصابعه الطويلة شعره وتنهد بعمق

مغمضا عينيه قبل أن يفتحهما مجددا ويقع نظره فورا على

شاشة هاتفه المرمي فوق الطاولة تحته وعلى تلك الأحرف

تحديداً من بين جميع الأسطر فيها

( أمانة نوتنغهام في انتظارك عند جسر تشيلسي الساعة

السادسة مساءً ... لا تتأخر )

ما هذا بحق الله ! هل لذاك الشيء وجود بالفعل ؟ في أي قانون

يسمحون بالإجرام في حق البشر هكذا ؟ ألا ينقصه مصائب

ومشكلات ؟ أليس يكفيه شقيقته التي وضعها في عنقه ليتخلص

هو منها ويتركها له ليجد نفسه الآن في المصيبة أخرى ؟

وقف مستغفرا الله بهمس ورفع هاتفه ودسه في جيب سترته

ونظر للساعة في معصمه متوجهاً جهة باب الشقة فبالكاد

سيكفيه الوقت للوصول ، أغلق الباب ونظر فوراً للباب المجاور

له والمغلق يغلفه الهدوء التام وكأنه ليس ثمة أحد خلفه !

لو يفهم فقط كيف تفكر هذه المرأة فهو بات يخشى حتى من

هدوئها الغريب هذا فهي ليست طباعها ! منعها من الذهاب

للشركة مجدداً بل ومن الخروج ويحضر لها طعامها بنفسه

ولم تعترض ..! لم تحتج ..! بل ولم تصرخ كعادتها تسبه وجميع

العرب معه !! لازال ينتابه الشك حيالها ومتأكد من أنها فعلت

أو تجهز لكارثة ما ستقع على رأس أحدهم وكم يخشى أن

يكون هو .

أولى ذاك الباب ظهره كما تلك الأفكار جميعها ونزل السلالم

بخطوات سريعة ووجهته سيارته التي ركبها وانطلق من فوره

فعليه الوصول للمكان المحدد أولاً ومن ثم الانتقال لبريستول

بما أنه سيكون عند جسر تشيلسي أي غرب لندن ولا يمكنه

العودة هنا ومن ثم الاتجاه غرباً من جديد فلن يدرك الحفل

حينها ولن يسلم من لسان شقيقته أبداً فلا حل أمامه سوى

أخذ تلك الأمانة الجديدة المعلقة في عنقه معه للحفل فطريقهما

واحد وهو الخيار الأنسب لتجنب غضب شقيقته وعتاب ابنها .

كانت رحلته عبر تلك الشوارع الأسوأ على الإطلاق فلم تتركه

تلك الأفكار المتزاحمة في رأسه حتى بات يشعر بها ألماً قوياً

في صدغيه يبحث عن ماذا لا يعلم ؟ بل عمّا ليس له وجود

أساساً فيه ، تباطأت حركة سيارته ما أن كان عند الجسر ولم

يحتاج الأمر منه لأن يعبر مسافة طويلة حتى ظهرت له الواقفة

عند الجهة اليمنى من سياجه مولية ظهرها لكل شيء خلفها

تقف مقابلة لمياه النهر الممتدة للبعيد .. صاحبة السترة الربيعية

الطويلة الزرقاء الغامقة والمتمايلة مع النسيم متناسقة تماما مع

ذاك الجسد الرشيق والبطلون الجينز الطويل متصلة بقلنسوة

تغطي رأسها بالكامل لتبرز أكثر أناقة تلك السترة الفاخرة لتكشف
له عن أول خبايا مفاجآت مطر شاهين العديدة وهو ثراء هذه

الشابة بالتأكيد بل وذوقها الرفيع في اختيار حتى نوع القماش

الذي تشتريه ! شملتها نظراته مجددا ... طولها يبدوا له لم

يتجاوز المتر ونصف ! إن استثنينا بالطبع كعب الحذاء المرتفع

والذي تتفنن النساء في منافسة بعضهن فيه !!.

أوقف السيارة ونزل منها واقفاً على طوله وتحركت خطواته

ببطء ناحيتها عيناه تضيقان تباعاً وكأنه سيخترق ذاك القماش

الذي يغطي رأسها بل وجميع ما يحيل بينه وبين ملامحها ليرى

ما يخبئ له المدعو مطر شاهين أيضاً حتى يكتب نهايته بيديه .

دس يديه في جيبي سترته وقد توقفت خطواته على مقربة من

التي ما أن شعرت به حتى استدارت ببطء لتصبح مقابلة له

ليكتشف أن ما تخفيه بتلك القبعة ليس شعرها فقط وقد

وصلت حوافها لآخر جبينها بل ونظّارات سوداء كبيرة

وأنيقة تحمل شعار ماركة مشهورة تعرفها دون أي تفكير

ما أن يقع نظرك عليها .

انتقلت نظراته للشيء الوحيد البارز له من تلك الملامح الأنثوية

وهي الشفاه المتناسقة التي ارتسمت عليها ابتسامة ساخرة بطيئة

لتتحول نظراته لما يشبه الصدمة أقرب منه للحياء الرجولي

الخفيف وتلك الأنامل الثلجية ترتفع لوجهها وقد نزعت

نظارتها قائلة

" إذاً أنت الشريك المنتظر ؟ لست سيئاً أبداً "
*
*
*


رتبت خصلات شعرها العسلي قبل أن تنتقل أناملها لغرتها

المقصوصة وعدلتها أكثر جانبا ملامسة أطراف رموشها وجانب

وجنتها وابتسمت لنفسها في المرآة قبل أن ترسل لها قبلة

صغيرة .

التفتت حول نفسها تبحث بعينيها حتى وقع نظرها على مرادها

وتوجهت نحوه ورفعت الفراء الأبيض الخاص والأنيق ولفته حول

كتفيها وأمسكته بمشبك كريستالي كلون فستانها الأحمر الحريري

الطويل فالجو لازال يبرد ليلا بل ويبرد كثيراً ولن تعاود فعلتها

الغبية تلك مرة أخرى ، نظرت لنفسها مجدداً في المرآة وكانت

كدمية بابا نويل أنثوية جميلة ورقيقة لا ينقصها سوى قبعة

وعربة تطير بها عاليا ... ضحكت على أفكارها وتوجهت لحقيبتها

الحمراء مستطيلة الشكل الصغيرة والأنيقة .. رفعتها ودست

هاتفها فيها وغادرت الغرفة تغلق بابها خلفها ونظرها على الذي

فتح باب الغرفة في الطرف الآخر وابتسمت على ملامحه العابسة

وهو يغلق الباب ولم ينتبه لوجودها بعد .. إن كان بدون سبب

عابس طوال الوقت فكيف إن كان ثمة واحد بل وقوي جداً في

نظره .

وما أن أصبح واقفاً مقابلا لها لم تستطع منع نظراتها من الانزلاق

على جسده فهو لا يلبس هذه الثياب إلا نادراً رغم روعتها على

جسده ومع وسامته المميزة ! اقتربت منه تدس خصلات شعرها

خلف أذنها مبتسمة تنظر لسترة بذلته السوداء الفاخرة مفتوحة

الأزرار وما أن وصلت عنده ثبتت الحقيبة تحت ذراعها ورفعت

يديها لها وقالت تغلق الزرين فيها

" هكذا أفضل ... لا تتركها مفتوحة "

وما أن أغلقتهم كان الأمر رائعاً كما قالت وأكثر ، ورفعت نظرها

له ما أن تنهد بضيق ينظر للسترة متمتماً

" اتركي واحداً على الأقل ماريا لا أحبها هكذا "

عدلت له ربطة العنق تحتها ورفعت حدقتيها العسلية الواسعة

لعينيه قائلة بابتسامة

" أنا تعجبني هكذا لذاك ستبقى كما هي "

فتنهد محركاً رأسه وابتسم نهاية الأمر مستسلماً فحضنت

ذراعه واقفة بجانبه وقالت مبتسمة

" والآن يمكننا المغادرة "

ووقفت مكانها متراجعة عن قرارها ذاك ما أن نظرت لكم

قميصه قائلة باستغراب

" لما لا تضع الأزرار الخاصة بهما ؟ "

فأنزل يده للأسفل قائلاً بضجر

" ما أعلمه بأنه حفل خطوبة رواح وابنة ابن عم والدك

لا أنا وأنت "


عبست ملامحها ونظراتها المعلقة بملامحه وهمست بأسى

" حفل خطوبتنا ! بل نحن تزوجنا أيضاً ودون أن نحتفل "

هرب بنظراته عن عينيها ناظراً للبعيد ومتمتما بضيق

" أي حفل كان سيكون وقتها ماريا بالله عليك "

ضحكت والدموع تملأ عينيها يشابه الألم فيهما تلك الضحكة

الميتة وهي تقول

" أجل فأنت وعمي احتفلتما بالأمر بشكل مميز يومها "

وكانت تقصد ضرب عمها له ثم رميه هو بالحجر على رأسه فنظر

لها مضيقاً عينيه ومتمتما بضيق

" إن كنت تريدين أعدنا المشهد الآن "

فنظرت له مجفلة فليس ثمة أحد غيرها هنا سيطبق عليه ذاك

المشهد وهو كان يقصدها بالتأكيد ، مسحت عينيها بقوة وأمسكت

بيده وسحبته جهة غرفته التي قالت وهي تفتح بابها

" بل ثمة أمر آخر تفعله وهو وضع الزرين للقميص ومؤكد

تملك واحداً "

قال ببرود ما أن تخلص من قبضتها عند الباب

" لم أشتري تلك التفاهات يوماً "

وقفت والتفتت له وقالت

" لكنكم تملكون إحداها جميعكم .. هذا أمر لا يشترى فقط "

اتكئ بكتفه على طرف الباب وقال بحنق

" ثمة واحد كان هدية قد تجديه في الخزانة ولننتهي من هذا

بسرعة ماريا "

أمسكت وسطها بيديها قائلة بضيق

" هدية ممن ؟ "

تمتم من فوره وببرود

" من امرأة بالطبع "

وسرعان ما ملأت الدموع تلك الأحداق الذهبية وضربت الأرض

بحذائها العالي قائلة بعبرة مكتومة

" لا هذا ليس عدلاً أبدا "

فتنهد بضيق وتحرك من مكانه وفتح باب الخزانة بقوة وأخرج

منه علبة وضعها في يدها قائلا بحنق

" نسيت أن أخبرك بأن صاحبتها تجاوزت السبعين عاماً "

فابتسمت حينها وكأنها ليست تلك وأخذتها منه وفتحت العلبة

ونظرت بإعجاب للزرين الزجاجيان فيها وقالت تخرجهما من

مكانهما المثبتان فيه

" تبدوا عجوزاً ثرية جداً.. بل وذات ذوق رفيع "

وثبتتهما في كميه دون أن يعلق على كلامها ولا أن تنتظر هي

ذلك ولا أن يمانع أو يحتج ، وما أن أنهت عملها نظرت له صعودا

حتى تلاقت عينيهما ورفعت مرفقها له قائلة بابتسامة واسعة

وجميلة مثلها

" هكذا أصبحت تناسبني "

وضحكت فورا على كلامها بينما ابتسم الواقف أمامها وأمسك

بذراعها وسحبها نحوه وقبلها بقوة قبلة واحدة وتركها سريعا ما

أن ابعدت عنه وقد قالت بضيق

" ماذا تفعل ؟ أليس هذا ممنوعاً في قانونك الجديد "

أمسكها من يدها وسحبها خارجا بها من الغرفة متمتماً ببرود

" ممنوع عنك وليس عني "

وغادر بها الشقة فورا تتبعه مبتسمة فيبدوا أنه لا أمل أبداً في

أن يخرجا من هنا كأي رجل وامرأة بل يسير هكذا ويسحبها

خلفه في كل مرة .


المخرج :

بقلم/ nesrine nina

من وقاص إلى زيزفون
دليني إلى حبك كيف السَبيلْ

يا منْ سَحرتِني مِن أول لِقاءْ

حبكِ كَانَ كشمعة في عتمة الَيْلْ

وكزوبعَة رَملية فِي الصَحْرَاءْ

حَاولت الهرُوب منْ مَشاعِري والرَحِيلْ

وَفِي كُلِ مرة تَمنعنِي عَيْناكِ الزَرْقَاءْ

أَنام وأَنَا أحْلٌم بِشَعْرِك الطَوِيلْ

وبأنَاملك تُداعِبُ وِجْهِي فِي غَابة خَضْرَاءْ

أخْبِرِيني يَا ذَات الوَجْهِ الجَمِيلْ

كَيْفَ أنْساك وَلاَ أَلْتَفِت إِلَى الوَرَاءْ

فَكرت كَثِرًا طَوال اللَيْلْ

وَلَم أَجِد مَهْربًا سِوى البَقَاءْ

أُحِبُك ولاَ مَخرج وَلا بَدِيلْ

مِنْ إنْقاذ قَلبي مِنَ الشَقَاءْ

سَأنزَعُ عَنْكِ هذَا الحِملْ الثَقِيلْ

ونَبْدأ مَعًا صَفحَة بَيْضَاءْ


نهــــــــــــــــــــــــاية الفصل

الفصل 23 متى ماجهز يعلن عن الموعد قبل يومين أو ثلاثة
من تنزيله





 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 13-02-19, 09:27 PM   المشاركة رقم: 1288
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,164
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 



الحمد لله تم تنزيل الفصل بسلااااام

والله مدري جاني احساس وخوف يسير للملف أي شيء أو ينحذف

بدون قصد ويضيع تعب ميشو وتعبي لدرجة فكرت أعمل نسخه منه

وأشيلها ههههههههههه أقول لكم وسوست وماصدقت أني نزلته


قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة لنا ....... ولميشو ........

وتستاهل على قد تعبها في كتابته رغم ظروفها الصحيه

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 12:44 AM   المشاركة رقم: 1289
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 



😂😂😂😂😂😂 فيتو شفتي تيم طلع فعلاً حامل 😂😂😂😂 بس حامل بالجهاز 😂😂😂😂🎹 اهو شفتوا انه فعلاً من عمق الفشنك تظهر الحقيقة 😂😂😂😂 وبثينة يا فتيات الوحدة الأخوية المتحدة وحدوا الدعاء على هذه الشعشبونة الملسونة بان يتزوجها وثاب فب ليلة تخلو من اليباب ويكثر بها الهباب ويمنع الكباب وتعوي بها الذئاب وترشق حضرتها بالسباب وتحرم من الصحاب وتذب على الذباب ويدق عنقها الباب ويدوس جسمها الدباب ويحار فيها الخِطاب ويقوص عليها الشباب وتزهر كل الرحاب بتربتها يا أحباب وسعادتها تبقى سراب وتتفرق في الشعاب وتبقى عبرة لأولي الألباب واعرفوا ان للزمن دولاب يلف ويدور بالعقاب وهيبقى نغم حباب يعيد لنا الحان زرياب وقصتها هتبقى كتاب ويكون مصيره للغياب الا من ذاكرة الشياب .. وسلامتكم 😂😂😂😂 اللي لحنتها على لحن افرح وارقص يا جعيدان هذه بطلة يبغالها هدية اكبر من امكانياتي المادية 😂😂😂😂 الى اللقاء بإذن الله 🙋🏻🙋🏻🙋🏻

 
 

 

عرض البوم صور missliilam   رد مع اقتباس
قديم 14-02-19, 01:05 AM   المشاركة رقم: 1290
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2016
العضوية: 314784
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: سممر ال باز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سممر ال باز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

السلام عليكم
الحمدلله على سلامة كاتبتنا الجميله
وادام الله عليك الصحه والعافيه والله لايحرمنا منك
كالعاده ابداااع ورووووعه

 
 

 

عرض البوم صور سممر ال باز   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 03:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية