لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-17, 12:52 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285617
المشاركات: 759
الجنس أنثى
معدل التقييم: مملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييممملكة الغيوم عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1593

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مملكة الغيوم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سامراء النيل المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: اهدتني ...قلبا

 

السلام عليكم ورحمة الله
نجوى الغبيه بدال ما تدارى الوضع عززت الاشاعه وصورت المشهد بابشع صوره هى غبيه لدرجة مش قادره تفرق بين انسانه مغمى عليها وانسانه مغيبه من العاطفه شتان بين الصورتين لكن مصائب قوم عند قوم فوائد كل ده يصب فى حظ عاصم حتى لو كان معترض لانه مش حيلاقى زى زينه بتحب بنته ومعجبه بيه وهو كمان كان بيتمعن جمالها يوم حفل زفاف صديقه لكن نجوى بغباءها قصرت عليهم المسافات
عاصم انجرح من المشهد رغم انه متيقن ان زينه تربية ايده لايمكن تعمل كده لكن الاب مهما ادعى الثقه تجى مسئلة الغيره على بناته تهدم كل شيئ اى اب ما يتخيلش ذكر يقترب من حبيبته المدلله لحد ما بيجىالنصيب وهو بنفسه وبرضاه بيقدمها لزوجها سبحان من يغير ولا يتغير وبيكون ساعتها فرحته تبلغ عنان السماء انه قدر يوصل قرة عينه لاءيد عريسها لكن نقول الفرق هنا انه رضى رب الكون هو اللى بيوضح الفرق وهو اللى بيضيف الشرعيه والالفه ورضى جميع الاطراف الشرع والسنه المحمديه المطهره هما اللى فرقو بين امرئتين كلا منهن بين زراعى رجل احدهما بشرع الله ورضى الاهل والاخرى برضى النفس والهوى ومباركة الشياطين وما اروع ولا احلى من مشاعر يرتضيها الله والعباد ومكلله بالسنه العطره
ليلى بالطبع كبش الفدى لنجوى ومين احسن من ليلى تحط حرتها فيها وتتهمها انها سبب ثقب الاؤزون الله الوكيل بدى اطول رقبتها اشيلها براسها واحط بدالها قلقاسه افيد واطعم
على والاذن تعشق قبل العين اول لفت نظر على لليلى كان من صوتها على التليفون فعشق الصوت قبل الصوره وجت الصوره مبدده لما تبقى من استقراره فاصبح بدون شعور يتحين الفرص للقياها وسماع همسها وهى ايضا تستخدم كل حواسها للتعرف علىيه من عطره الى خطوات اقدامه وهمس الرجوله اللذى يفيض به
زينه تشعر بكسر مضاعف لكرمتها بسبب ما حدث من نجوى وعاصم وتشعر بانها سلبت حقها فى حتى الدفاع عن نفسها ضد هجوم امها الكاسح وسلبت فرحة كل عروس بيوم خطبتها التى جاءت بطريقه لاتحسد عليها ولا تتمناها اى عروس
سلمت يداكى سمراء بارت مليئ بالاحداث طريقة سرد حادثة المصعد صورتيه بطريقه رائعه من تدافع البشر لهجوم الام وانكسار الاب ورد فعل عاصم الصغير كانى شيفاه مبحلق عيونه ومش مصدق الهبل اللى بيجرى حواليه وزينه بتترج زى قزازة البيبس ومش عارف ليه هى بتنضرب وبتتبهدل سلمت يداكى حبيبتى ابدعتى وفى انتظار باقى ابداعاتك مووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور مملكة الغيوم  
قديم 29-04-17, 10:35 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307293
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: سامراء النيل عضو على طريق الابداعسامراء النيل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 171

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سامراء النيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سامراء النيل المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مملكة الغيوم مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
نجوى الغبيه بدال ما تدارى الوضع عززت الاشاعه وصورت المشهد بابشع صوره هى غبيه لدرجة مش قادره تفرق بين انسانه مغمى عليها وانسانه مغيبه من العاطفه شتان بين الصورتين لكن مصائب قوم عند قوم فوائد كل ده يصب فى حظ عاصم حتى لو كان معترض لانه مش حيلاقى زى زينه بتحب بنته ومعجبه بيه وهو كمان كان بيتمعن جمالها يوم حفل زفاف صديقه لكن نجوى بغباءها قصرت عليهم المسافات
عاصم انجرح من المشهد رغم انه متيقن ان زينه تربية ايده لايمكن تعمل كده لكن الاب مهما ادعى الثقه تجى مسئلة الغيره على بناته تهدم كل شيئ اى اب ما يتخيلش ذكر يقترب من حبيبته المدلله لحد ما بيجىالنصيب وهو بنفسه وبرضاه بيقدمها لزوجها سبحان من يغير ولا يتغير وبيكون ساعتها فرحته تبلغ عنان السماء انه قدر يوصل قرة عينه لاءيد عريسها لكن نقول الفرق هنا انه رضى رب الكون هو اللى بيوضح الفرق وهو اللى بيضيف الشرعيه والالفه ورضى جميع الاطراف الشرع والسنه المحمديه المطهره هما اللى فرقو بين امرئتين كلا منهن بين زراعى رجل احدهما بشرع الله ورضى الاهل والاخرى برضى النفس والهوى ومباركة الشياطين وما اروع ولا احلى من مشاعر يرتضيها الله والعباد ومكلله بالسنه العطره
ليلى بالطبع كبش الفدى لنجوى ومين احسن من ليلى تحط حرتها فيها وتتهمها انها سبب ثقب الاؤزون الله الوكيل بدى اطول رقبتها اشيلها براسها واحط بدالها قلقاسه افيد واطعم
على والاذن تعشق قبل العين اول لفت نظر على لليلى كان من صوتها على التليفون فعشق الصوت قبل الصوره وجت الصوره مبدده لما تبقى من استقراره فاصبح بدون شعور يتحين الفرص للقياها وسماع همسها وهى ايضا تستخدم كل حواسها للتعرف علىيه من عطره الى خطوات اقدامه وهمس الرجوله اللذى يفيض به
زينه تشعر بكسر مضاعف لكرمتها بسبب ما حدث من نجوى وعاصم وتشعر بانها سلبت حقها فى حتى الدفاع عن نفسها ضد هجوم امها الكاسح وسلبت فرحة كل عروس بيوم خطبتها التى جاءت بطريقه لاتحسد عليها ولا تتمناها اى عروس
سلمت يداكى سمراء بارت مليئ بالاحداث طريقة سرد حادثة المصعد صورتيه بطريقه رائعه من تدافع البشر لهجوم الام وانكسار الاب ورد فعل عاصم الصغير كانى شيفاه مبحلق عيونه ومش مصدق الهبل اللى بيجرى حواليه وزينه بتترج زى قزازة البيبس ومش عارف ليه هى بتنضرب وبتتبهدل سلمت يداكى حبيبتى ابدعتى وفى انتظار باقى ابداعاتك مووووووووووووووواه

السلام عليكم مملكه
نجوى رد فعلها هو اللي زاد الموضوع وفي لحظات فقدت الثقه في بنتها وعاصم حصلت له له صدمه لكن هو متاكد ان بنته مش كده غير ان نجوى شايفه ان كل كارثه سببها ليلي والمشكله انها هي سبب كل كارثه
زينه عندها خيبه امل رد فعل امها وعدم ثقتها فيها
رد فعل عاصم طبيعي لانه شايف ان ماعملش حاجه
حبيبتي اسعدني تعليقك يا قمرررر
و

 
 

 

عرض البوم صور سامراء النيل  
قديم 04-05-17, 04:16 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307293
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: سامراء النيل عضو على طريق الابداعسامراء النيل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 171

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سامراء النيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سامراء النيل المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: اهدتني ...قلبا

 

البارت الثاني عشر


سقط الفنجان من يدها على المائده وتناثر الشاى على المائده وصنع نهراً صغيراً يجرى على المائده مخلفاً خطاً خلفه
اتسعت عيناها بقلق وقالت :ليه ؟...تقابلها ..واحنا مالنا بيها علاقتك انتهت بيها من زمان
واردفت وهى تشير لنفسها :حتى أنا ما بقاش ليا علاقه معاها
رفع حاجبه ساخرا:مش انتى خالتها ازاى بطلتى تتعاملى معاها ؟
اجابت بحده :أنا مش خالتها افهم ...بعد الحادث كل الامور اتغيرت حتى زيارتى لاختى ما بقتش موضع ترحيب من جوزها وما عرفتش ازورها غير لما عرفت ان خالها اخدها عنده
قال وهو يتذكر ما حدث له من عماد بصوت خرج مرتعشاً دون ان يشعر:هى بقت عند عماد ؟
تركت المائده واقتربت منه ونظرت لعينيه وقالت :ادهم ...ابعد عنهم اللى سمعته من نجوى عن عماد يرعب
خاصة فتره الكوابيس اللى كانت بتيجى لها كان كل مره يسمعها تصرخ بيتوعد لك
قام من الطاوله وقال بحده :ليه ان شاء الله هو أنا اللى جبتلها الكوابيس ولا كنت سببها؟
اتسعت عيناها وقالت بحده :ايوه انت السبب ...انت السبب في الكوابيس ما الكوابيس دى كلها عنك وعن الحادثه انت متخيل إيه ؟
اخذت نفس عميق لتهدأ :ادهم طلع فكرة انك تشوفها دى من دماغك سامعنى لاني مش اسمح لك تعمل كده وتاذى نفسك
نظرت له بحدة وابتعدت عنه
قال وهو يرى امه تتجه الى غرفتها وبصوت هامس :اشوفها يا امى يعنى اشوفها
............
في صباح اليوم التالى
:يعنى إيه مش هتفطرى ؟
اجابت زينة بضيق:زى ماسمعتى ماليش نفس ...انا عايزه امشى من هنا..انا كرهت المكان ده واتخنقت منه
تنهدت ليلى قائلة: زينه وبعدين معاكى ... قلتلك ان بابا حجز على طياره بالليل يعنى ها نمشى النهارده
واردفت بقلق :انتى من امبارح مش راضيه تاكلى حرام عليكى بقى ماينفعش كده
وقالت لترقق قلبها :على فكره أنا كمان ما اكلتش من امبارح ولا اخدت الدوا
اتسعت عيناها وقامت من فراشها منتفضه وقالت بقلق :انتى ازاى ما اكلتيش وازاى ما اخدتيش دواكى يا ليلى ليه كده ؟
ليلى بضيق:آكل ازاى وانتى مش راضيه تاكلى وزعلانه
عضت زينة على شفتيها وهى تشعر بالذنب لإهمالها اختها وانشغالها بمشكلتها
ازاحت شعرها خلف اذنها وقالت :معلش يا ليلى ...دلوقتى اطلب الاكل وناكل سوا
ليلى وهى تبتسم لنجاح خطتها :اوكيه ...وبعد الاكل نعدى على تاليا
اتجهت الى الهاتف لتطلب الافطار لهم
انهت طلب الافطار وقالت :هى قالت هاتيجى بعد الفطار
ليلى وهى ترفع شعرها في ذيل حصان :كلمنى عماد الفجر وقالى انها تعبانه اوى وجالها صداع وترجيع وسالنى عن شنطه الادويه
زينه وهى غير مصدقه :دى كانت كويسه امبارح بالليل إيه اللى حصل
ليلى وهى تهز كتفيها بتعجب شديد:هو نفسه مستغرب قالى كانت كويسه وقبل الفجر تعبت مره واحده
زينه بضيق :لا ضرورى نطمن عليها
واردفت بشرود:تصدقى طول الايام اللى فاتت كانت خايفه تتعب وقالت لى كل سفريه تسافرها هى وعماد تتعب لدرجه ما تقدرش تطلع بره الاوضه
زينه بتوسل:ليلى انتى هتيجى معايا البيت مش اسيبك ترجعى عند ماما سميره ...انا محتاجه لوجودك جنبى انتى شايفه ماما رافضه تكلمنى وبابا كمان
وعضت على شفتيها وتغير صوتها للبكاء:عارفه ياليلى اول مره بابا يزعل منى بالشكل ده ماما عادى بتزعل منى على اقل حاجه لكن بابا زعله منى وجعنى اوى ياليلى
ليلى وهى تحتضن كفها :زينه روحى لبابا واتكلمى معاه اوعى تعملى بينك وبينه حواجز بابا مفيش زيه وهو بيحبك اوى
انتى لو كنتى موجوده امبارح معايا عنده وهو تعبان مش قادر يتكلم ما كنتيش زعلتى منه ...
واردفت بتاكيد:هو نفسه هتلاقيه اتكلم معاكى انتى عارفه بابا مفيش اطيب من قلبه
هزت راسها وتساقطت دموعها :ايوه مفيش زى بابا
سمعا طرقات على الباب قالت :اكيد الفطار
اعتدلت ليلى ووضعت حجابها على راسها وعندما تاكدت زينه من مظهر شقيقتها اتجهت الى باب الغرفه وفتحته ليدخل النادل حاملا الافطار واشارت له زينه بان يضع الافطار في الشرفه
اتجهت هى واختها الى الشرفه لتناول الافطار
..................
أنا كلمت مهندس الديكور يزبط الدورالتانى في الفيلا وبعد مانرجع لو تحب تغير الفرش على راحتك
نهاد وهى ترى ابنها صامتاً يستمع لوالده دون ان يعلق على شئ
كان جالساً يطعم ابنته كأن الامر لايعنيه
نهاد وهى تراقب فريال وهى تشير لها وتقترب من طاولتهم :سيب موضوع الفرش عليا
واردفت وهى تنظر لعاصم :فريال جايه حاول ماتتكلمش معاها
لميس وهى تتافف :ياربى الست دى مش باحبها بالمره
حدجتها والدتها بنظره قويه فاردفت لميس بضيق :اقوم احسن
عاصم وهو يحمل ابنته :لحظه يا لميس أنا جاى معاكى
اقتربت منهم فريال وهى تبتسم وتنظر لعاصم وهى تتلفت حولها :صباح الخير ياعاصم اومال فين زينه ؟
نهاد وهى ترى نظره الاستنكار على عاصم ولميس اجابت :ليه انتى عايزاها في حاجه ؟
اجابت وهى تجلس وتشير لزوجها :ابدا اصلى ماشفتهاش من امبارح
قلت اكيد هتكون قاعده مع خطيبها وغمزت بمكر
فؤاد وهو يحاول ان يخفى ضيقه من حديثها واشار لابنه الذى بين دقيقه واخرى سوف ينفجر في وجهها
: عاصم ما تنساش اللى طلبته منك يلا وخد معاك لميس
غادر عاصم ولميس الطاوله دون ان يرد احدهما على فريال التى التفتت لترى نجوى تدخل المطعم ومعها زوجها وقالت بهمس :الله يكون في عون ابنك ان دى حماته اعوذ بالله بس اشوفها احس انى اتخنقت في ناس كده تشوفيهم ترتاحى وناس العكس ...عارفة ناس كتير تقولى يا فريال نشوفك نحس براحه عجيبه ونرتاح لك
رفعت نهاد حاجبيها بذهول وتعجب شديد مما تقوله :سبحان الله فعلا كلامك مظبوط الناس اذواق
نظرت لزوجها الذى قرر ترك المائده وحدجته بنظره ليبقى معها ولكنه هز راسه بالنفى وقال :عن اذنكم
قام واتجه الى صديقه الذى اشار له وجلس معه ليتحدث
......................

خرجت من الحمام وجلست على طرف الفراش بتعب شديد معدتها تؤلمها من الامس وصداع يفتك براسها وكلما اكلت شيئاً تسرع الى الحمام لتتقيأ
وضعت يدها على معدتها بتعب شديد وقامت لتتجه الى الحمام ولكن شعرت بدوار شديد وسقطت
دخل الغرفه وهو يحمل فى يده كيس به الادويه
فوجئ بها وهى مغشي عليها
اسرع اليها صائحاً بقلق :تاليا
اخذ يربت على وجهها وظل ينادى اسمها :تاليا ...تاليا حبيبتي ردي عليا
فتحت عينيها بتعب شديد وردت بصوت واهن:عماد
احتضنها بقلق وحملها برفق ووضعها على الفراش وجلس بجوارهاوهو لا يزال محتضنها :قومتى ليه من السرير مش طلبت منك ما تتحركيش
واردف قائلا سالت الدكتور وقال لازم تشربى حاجات دافيه وتاكلى حاجات خفيفه
هزت راسها بتعب :حاسه لو اكلت هارجع
عماد باهتمام :لازم تاكلى عشان تقدرى تتحركى وتاخدى الدوا
اخفت وجهها فى صدره وجلست تبكى :انا السبب قلت ماجراش حاجه وما تعبتش الرحله دى واهو تعبت
ابتسم وربت على راسها : حبيبتى عادى يعنى ...انتى اللى قلقانه انك تتعبى وقلتلك سبيها على الله وبطلى قلق
سمعا طرقات على باب الغرفه
قام وهو يقول :انا طلبت من الروم سيرفيس وجبه خفيفه اكيد جابوها
فتح الباب وجد كلاً من زينه وليلى امامه ابتسم لهم
ليلى باهتمام:تاليا عامله ايه دلوقتى؟
تنحى جانبا ليدخلوا للغرفه
عماد وهو ينظر لوجه زوجته الشاحب وهى تحاول ان تبتسم لهم بتعب:الحمد لله احسن
امسك يد ليلى واجلسها بجانب تاليا
اما زينه جلست على مقعد بجانب الفراش التفتت وجدت حاسوب عماد فنظرت اليه تستاذنه فى استخدامه فهز لها راسه بالموافقه فتناولته ووضعته على قدميها ووضعت السماعات في اذنيها وانشغلت فيه ..كانت تريد ان تبدو مشغوله عنهم حتى لا يتم فتح موضوع زواجها
انشغلت ليلى وتاليا بالحديث
سالتها تاليا وهى تنظر لزينه بهمس :اخبارها إيه النهارده ؟
ليلى بهمس :النهارده بالعافيه اكلت لما مثلت عليها انى تعبانه وعايزه تسافر فى اقرب وقت
التفتت ليلى لاتجاه وقوف عماد :عماد أنا هارجع مع بابا على البيت انت عارف الظروف وما ينفعش اسيب زينه
رد عماد باعتراض:وترجعى ليه هناك... لا طلعى الفكره دى من دماغك
ليلى وهى تهز راسها وهى تحاول ان توصل له وجهة نظرها :ازاى اسيب زينه في الوقت ده ... انا كنت ناويه ما ارجعش هناك تانى لكن بعد اللى حصل مع زينه وخصام نجوى وتجاهلها لبنتها ماينفعش انى كمان اتجاهلها لحساب نفسى

عماد وهو يحاول ان يثنيها عن الفكره :طيب اقعدى معاها طول اليوم وتيجى بالليل تباتى مع ماما سميره وترجعى الصبح
اما فكرة انك تكونى هناك طول الوقت لا يا ليلى
ليلى وهى تتنهد :ما ينفعش يا عماد ...فكر فيها كده مش ممكن ينفع ولا إيه رايك يا تاليا
تاليا وهى تراقب زينه :الصراحه مش عارفه اقول إيه أنا من ناحيه مش حابه ترجعى وتكونى مع نجوى لانى باقلق عليكى منها
ومن ناحيه تانيه زينه محتاجه لك اوى الفتره دى
رد عماد بقلق وخوف داخلى عليها :انتي عارفه أنا بخاف عليكى ازاى وخوفى ده مش من فراغ من التصرفات اللى بشوفها منها ...لكن
اخذ نفس عميق ونظر لها مفكراً وهو يراها مصره على رأيها
" هى تعلم انه محق في قلقه عليها من نجوى ...هى اصبحت انسانه غريبه معها ولن تنسى امس اتهامها انها هى من حرض زينه على ما رأته ...كيف تتهمها هذا الاتهام الهذه الدرجه تظن بها تلك الظنون
ولكن زينه تحتاجها ولن تتركها "
تنهد وهو يرى اصرارها :اوكيه أنا موافق ...لكن اعرفى كويس اول ما تحتاجينى ها تلاقينى على طول جنبك ...وانا يوميا هاجى اشوفك واطمن عليكي
ابتسمت بارتياح :عارفه ومتاكده انك موجود جنبى
عماد وهو يبتسم :أنا اتفقت لك مع مدربه اول ما نرجع ها تبتدى تدريبات معاها
ليلى بتبرم:مدربه ليه بقى ...مش كفايه انت وتدريباتك
ابعدت زينة السماعه عن اذنيها وقالت متسائله :مدربة إيه؟
عماد :دى مدربه متخصصه لتعليمها ازاى تستخدم حواسها بشكل اقوى
اقتربت زينه وقالت باهتمام :ازاى يعنى؟
عماد وهو يشرح لهم :يعنى ازاى تستخدم حاسة الشم والسمع واللمس بشكل قوى كانك بتشوف وده اللى حصل معاكى يا ليلى لما كنا عند عاصم
ليلى وهى تتذكر وقالت بدهشه :انت وقتها كنت بتختبرنى
ابتسم وقال بتاكيد:الصراحه ايوه كنت عايز اعرف تدريباتى معاكى نفعت ولا مفيش فايده وده اللى خلانى اكلم المدربه عشان تيجى تدربك بشكل اقوى واحسن
زينه وهى تنظر لكلاهما :هو حصل إيه ؟
ابتسم عماد واشار على ليلى باعجاب وقال :كنا عند عاصم وجيه فؤاد وكان معاه عاصم ابنه
ما ان نطق اسمه حتى شعرت بضيق غريب ظهر على ملامحها وفى لحظات تذكرت ذلك الحدث لما صار اسمه مصاحبا لتلك الحادثه التى تشعرها بخيبة امل حاده من الجميع ...
"الا هى التى لم تفكر ولو للحظه ان تتخلى عني ...لقد سمعت حديثها مع عماد واصرارها على تواجدها معها رغم قلق وخوف عماد الا انها لم تبالى كل ما فكرت فيه هو أنا فقط وخوفها الشديد عليَ... لن استطيع لومه فله كله الحق في خوفه وقلقه الشديد عليها... فلقد بالغت امى بإيذاء ليلى ... رميها بالحديث القاسى دائما واحراجها امام الغرباء ومحاولتها دائما ان تخبر ليلى انها لم يعد لها مكان بيننا وانها صارت تزعجنى ..كيف تزعجنى تلك الرقيقه الحنونه "
تنهدت وهى تنظر لها ولرقتها وهدوئها الذى يجعل كل من يتعامل معها يحبها
افاقت من شرودها على صوت تاليا :وازاى عرفتى يا ليلى ان معاهم عاصم ؟
ليلى وهى تتذكر :من الريحه اول ما دخل شميت ريحة سجاير وانا عارفه ان عمو فؤاد مش بيشرب سجاير وعارفه ان عاصم بيدخن غير طبعا الخطوات أنا عارفه صوت خطوات عماد وعمو فؤاد سمعت صوته لقيت ان في صوت خطوات تانيه معاهم ربطت ريحة السجاير وصوت الخطوات ان ده عاصم
زينه بسعاده :برافوا عليكى يا ليلى انا مع عماد انك تتدربى وبشكل اقوى واحسن
واردفت بعتب:انتى ليه ماقولتيش انك بتتدربى كنت جيت اشوفك واحضر التدريبات
ضحكت تاليا وهى تشير على عماد وليلى :في الاول كلها خناقات وعصبيه ومحدش يقدر يدخل بينهم ...واوقات التدريبات غريبه واماكنها اغرب وياريتها تكون في مكان واحد لاااا مره المطبخ ومره في المكتب واحيانا بره البيت والغالب طبعا في الجنينه
ضحكت زينه وهى تستمع لتاليا باهتمام
نظر لزوجته ولضحكتها مع ليلى وزينه وشعر براحه ان وجودهم قد انساها تعبها
..................
اخبرته والدته انها رات اميره ولين يتجهون الى الشاطئ بمفردهم
في طريق عودتها من الشاطئ
اتجه الى الشاطئ وبدأ يبحث عنهم الى ان وجدهم
وقف يراقبهم وهم يلعبون كانت ابنته جالسه تصنع بيتاً صغيراً من الرمال
صاحت بضيق وهى تبعد شعرها عن عينيها :مامى شعرى بيجى في عينى ابعديه عايذه اثوف البيت
ضحكت اميره وهى تقترب منها وتجمع شعرها في ذيل حصان وقالت لها :قلت لك اعمله ضفيره قلتى لا
وجلست بجوارها وهى تلعب بالرمال وتصيح كلما اقتربت موجه قويه وتركض خلفها وتصرخ :ابعدى عن البيت
التفتت لوالدتها وهى تشير الى موج البحر :مامى ابعدى البحر عن بيتى
رفعت راسها وراته ينظر لها مبتسما صرخت بسعاده وتغيرت ملامح وجهها من الغضب الى السعاده وهى تركض باتجاه فخر:بابا حبيبى
انحنى وحملها واحتضنها بحنان :حبيبة بابا
احتضنته بسعاده وهى تنظر اليه بسعادة غامرة
واشارت لوالدتها بفرح :مامى بابا جيه يلعب معانا
نظرت له بهدوء واشاحت بعينيها بعيدا وهى تسمع دقات قلبها التى تتسارع بشكل قوى ....رؤيته دائما تجعل قلبها يخفق بجنون
اقترب منها وهو يحمل لين وقال وهو ينظر لها :ازيك يا اميره
اجابت باقتضاب وهى لا تزال مشيحه بوجهها بعيدا عنه :اهلا

لين وهى تمسك وجه والدها :بابا العب معايا أنا و مامى
انزلها واتجهت الى العابها وقالت :ثوف بيت جميل تعالى العب معايا
ابتسم واقترب منها وهو يجدها فرصه ليتقرب من اميرة وجلس بجوار ابنته وقال بمرح :تعالى نلعب
ضحكت بفرح وقربت العابها من والدها وانهمكت تلعب معه
جلست تراقبه وهو يلعب مع لين وهى تصيح وتتدلل على والدها
وهو يضحك عندما تركض الى الموج وتصرخ فيه وتطلب منه عدم الاقتراب من بيتها كان يلعب معها ويتحدث معها بطريقه محببه تأخذ القلب
ابتسمت وهى تراه يحملها ويتجه بها الي البحر ليسبح معها وهى تصيح وتتشبث بوالدها بخوف فقالت بلا وعى
:فخر لين بتخاف من البحر
التفت لها ما ان تسلل له صوتها ...كم اشتاق الى اسمه وهو يخرج من بين شفتيها برقه وعذوبه ...واشتاق الى وجودها بجواره لماذا لا تشعر به
التقت نظراتهم للحظات وهو يسأل عينيها
" الم تشتاقى لى كما اشتقت لكي الم يحن قلبك بعد ...اين حبيبتى تلك التى مهما اخطأت كانت تسامحنى ..التى امامى ليس الا صوره منها "
ردت عينيها
"لقد اشتقت وارهقنى واتعبنى الاشتياق ولكن كلما تذكرت ما كان بيننا اشعر بالم يحتل قلبى وعقلى .. تسالنى اين حبيبتك ...انت من اضاعها بقسوتك وانانيتك ..وبعد ذلك تتسائل اين ذهبت"
اشاحت بوجهها بعيداً عن عينيه التى تحاصرها وتربكها
كانت تريد ان تذهب وتترك لين معه لكن استوقفها وجود لين معه كانت لاول مرة تراقبه وجودهما معاً ولمس قلبها سعادة ابنتها بوجود والدها معها
كانت الطفله فى اليومين الماضيين هادئه مع مازن ومع جدتها ولكنها اليوم ما ان رات والدها حتى انقلب هدوئها الى سعاده ولعب وضحك ...هى تعرف مدى تعلق لين الشديد بوالدها ولكنها لاول مرة تلمس تاثيره على صغيرته
التفتت تراقب ابنتها وهى بداخل العوامه الصغيره في المياه وابيها بجانبها يلعب معها برفق ليجعلها تنسى خوفها من البحر وهى تضحك وتضرب بيديها الماء فى وجه ابيها ....راقبتهم لفترة فوجدت فخر يختلس النظرات اليها فما كان منها الا ان اخرجت كتاب من حقيبتها لتقرأه وتنشغل به عن مراقبته
.....................
بعد فتره
نظرت لابنتها المتشبثه بوالدها وترفض ان تتحرك معها
اميره وهى تحاول اخذها :لين حبيبتى يلا
تشبثت برقبة والدها بعند:لا عايذه اقعد مع بابا
اميره وهى تمرر يدها على جبهتها بتعب:ما ينفعش بابا هايقعد مع اصحابه
لين ببرائه :عادى يا مامى أنا علفه عمو علي ثحبى
ابتسم فخر وابعدها قليلا ونظر لعينيها :حبيبة بابا روحى مع مامي
لين :هتلعب معايا تاني ؟
ابتسم وهو يقبلها :اكيد طبعا كل يوم هاجى العب معاكى
احتضنت والدها بسعاده :تعالى نام معايا عارف الثرير كبييير
واشارت بيدها تصف حجم السرير
ضحك عندما راى خجل اميرة فقال لابنته بضحكة:لين يلا يا حبيبتي روحى لمامى واسمعى الكلام ما تتعبيهاش
اقتربت اميره منه لتحمل ابنتها نظر الى عينيها القريبه من عينيه وقال بهمس:شكرا على اليوم الجميل ده من فتره طويله ماقضيتش يوم جميل بالشكل ده
اخفضت اهدابها وقالت وهى تحمل لين :تصبح على خير
نظر لها وهى تبتعد وهى تحمل لين التى كانت تشير له
اشار لها الى ان دخلت الفندق
تنهد براحه وسعاده واتجه يبحث عن صديقه لكى يحكى له عن يومه
..................
بعدما انهوا ترتيب حقائبهم اتجهت الى الفراش لتنام
حاولت ان تنام مثل زينه ولكن لم تستطع ارسلت لعماد رساله صوتيه تطلب منه ان ياخذها الى الشاطئ
رد عليها دقائق وسوف ياتى ويصطحبها
ارتدت حذائها الرياضى وحجابها
واتجهت الى عصاها ولكن ترددت في اخذها فتركتها كانت ترتدى بنطلون رياضى باللون الرمادى وفوقه تيشرت باللون الابيض يصل الى فخذها وتضع غطاء للراس بنفس لون البنطلون
سمعت طرقات هادئه على باب الغرفه ورن هاتفها عرفت انه عماد
اتجهت الى الباب بخطى هادئه وفتحت الباب وخرجت وهى تشعر بيد عماد تلتف حول ذراعها قالت :حابه اتمشى على الشاطى قبل ما اسافر
عماد وهو يقودها الى المصعد :وانا زيك في كام موضوع شاغلنى وعايز افضى دماغى من الدوشه اللى فيها
خرجا من الفندق متجهين الى الشاطئ... ظلا يسيران على الشاطئ بصمت لا يقطعه غير اصوات الامواج
جلسا امام الشاطئ على الرمال وهو بجانبها
رن هاتفه فقال لها :لحظه يا ليلى ارد وارجعلك
كان محمد يطلبه ليخبره عن امر كلفه اياه
.......
يسير على الشاطئ وهو يستمع لسعيد وهو يخبره عن سير العمل في المطعم وان عمر ابن عمه كان يذهب للمطعم كل يوم ليشرف على سير العمل في غيابه
رفع راسه ورآها جالسه على الرمال امامه
انهى اتصاله وسار اليها كالمسحور وقال بصوته الهادئ :بقيتى انتى والبحر اصحاب
كانت ليلى قد شعرت باقتراب احدهم منها ولكنها اطمئنت عندما شمت رائحة عطره وبالرغم من معرفتها بقربه من مكانها الا انها جفلت عند سماعها صوته فابتسمت قائلة :البحر مش بيتصاحب
سالها بتسليه وهو يجلس على الرمال بالقرب منها كما فعل سابقاً:ليه ؟
اجابت بهدوء:لانه متقلب وغدار
تأملها لفترة ثم قال وهو ينظر للبحر:قريت من فتره قصه عن البحر وان بنت كانت بتيجى تزوره كتير لحد ما بقوا اصحاب هى والبحر واليوم اللى تغيب فيه بيزعل وامواجه تضرب الصخور بشكل قوى ترعب اهل المدينه
سالته باهتمام :وبعدين
نظر لها وراى الاهتمام على وجهها :لحد في يوم تعبت البنت وما قدرتش تزوره وكان سبب تعبها ان مراة ابوها ضربتها لدرجة انها مش قادره تتحرك
تغيرت ملامحها للحزن والضيق :والبنت كان عمرها قد إيه ؟
على وهو يراقب اصابعها التى ابيضت مفاصلها :عشر سنين
ليلى بحزن :صغيره ...طفله ...ليه مراة ابوها ما حبتهاش وعطفت عليها ...ليه ما اهتمتش بيها وعاملتها كانها بنتها ما كانتش خسرت حاجه عارف لو حبتها او حتى اهتمت بيها كانت الطفله دى هتكون زى بنتها وكانت هتحبها زى مامتها ...تعمل ثواب لانها يتيمه
كانت ليلى تسترسل فى الحديث دون ان تشعر انها تعبر عن ما يدور داخلها من ضغط نفسي
شعر برعشه في قلبه وهو يرى حزنها يعلم انها تتحدث عن نفسها ومعاناتها مع زوجة والدها لقد راى كيف تعاملها وتجرحها بالحديث القاسى المؤلم وعرف من عمه انها تغار من ليلى لانها تشبه والدتها
قال بهدوء وكأنه لا يزال يقص عليها الحكاية التى بداها :اللى عملته مراة الاب للبنت اسمه غباء ...وغباء شديد لانها ما شافتش الطفله شافت بس الانسانه اللى سبقتها وارتبطت بجوزها ...الانسانه دى ما ضرتهاش ولاتعرفها اصلا ...لكن هى عملت من بنتها عدوه لها وان وجودها بيهددها انها ممكن تشغل الاب عنها فوجهت كل غضبها وعدم الامان للبنت اللى مالهاش ذنب
تنهدت وقالت :عندك حق ده اسمه غباء
قال مغيرا للحديث :غيرتى رايك
قطبت حاجبها متسائله:في إيه ؟
اجاب وهو يبتسم :انك تصاحبى البحر
ضحكت برقه تلك الضحكه التى تجعل خفقات قلبه تتسارع :لا شكرا
علي وهو يضحك :ده صديق كتوم جدااااا وعمره ما طلع سر من الاسرار اللى سمعها جربى
كان عماد قد انهى اتصاله ووقف يراقب الموقف ويستمع للحوار وتالم عند حديث ليلى السابق فاقترب منهم وقد التقط سؤال علي ل ليلى وتحدث عماد وهو يجلس بجانبهم :تجرب إيه؟
ليلى وهى تبتسم :علي عايزنى اصاحب البحر
عماد وهو يضحك :بنت اختى ما تصاحبش غيرى أنا وبس
رن هاتفها
فقالت وهى تقوم وتنفض الرمال عن ملابسها:عماد زينه بترن عليا يلا بينا
قام علي وعماد واتجهوا معها الى الفندق يكملون حديثهم
..................
انحنت وتناولت من طبق الحلوى وقالت بغيره :هى تاليا ما قالتش راجعه امتى من السفر اصلها طولت
سعاد بضيق من غياب ابنتها :هاتيجى بعد يومين
قالت بحسره وغيره :خليها تتهنى وتنبسط هو حد يشوف الدلع والفسح ويقول لا
دخل المنزل وسمع حديث خالتها فقال بصوت مرتفع جعل خالتها تفزع :الله واكبر ولا حول ولا قوه الا بالله
وجلس يرددها ثلاث
نظرت الى اختها وقالت :سعاد ماله جوزك في إيه
اجابت بلا اهتمام :هو كده لما يرجع من الجامع يفضل يسبح
قامت وامسكت حقيبتها :شكله مضايق ...اقوم امشى
سعاد بحرج:خليكى شويه اسهرى معايا
زيزى وهى تتجه للخارج :اتاخرت على البنات ...شوفى اول ماتيجى تاليا كلمينى
سعاد وهى تهز راسها :حاضر ...
.......
اتجه الاب الى غرفته بضيق وغضب من زوجته لقد علم ما اصاب ابنته المسكينه ...لقد حدثها اليوم وعرف انها تعبت بالامس بالرغم من انها كانت بخير
ماذا يفعل مع زوجته التى لن ترتاح الا عندما تحدث كارثه لابنته
لقد اخبرها مرارا ان لا شان لها بحياة ابنتها والا تخبر احد عن حياه ابنتها ولكنها تصر على فعل العكس كانت تخبر كل شى لاختها زيزى التى لا تكف عن المقارنه بين حياة ابنتيها وحياه تاليا وتتحسر على حياه ابنتيها
دخلت الغرفه وجدت زوجها جالساً ويرتسم الغضب على وجهه
نظر لها وقال بحده :انتى قلتى لزيزى ان تاليا سافرت مع جوزها صحيح ؟؟؟
اجابت بدهشه: ليه السؤال ده ؟
قال بحده افزعتها :ردى عليا قلتى ولا لا ؟
سعاد بتعجب من سؤاله :ايوه قلت لها
نظر لها بغضب وقال بحده شديده:أنا كام مره نبهت عليكى ماتحكيش عن حياه بنتك... كتير طبعا لكن اللى في دماغك لازم تعمليه مفيش فايده فيكى
قالت بدهشه :هو في إيه انت متعصب كده ليه هو أنا حكيت عن بنتى لحد غريب حكيت لزيزى اختى
قال بتعجب :وليه تحكي لها ...لازم يعنى تدي تقرير شامل على حياتها ..... سالتك عنها ردى الحمد لله بخير وخلاص مش لازم كل كبيره وصغيره عليها هى وجوزها تتقدم ق تقرير للست اختك
قالت باستنكار:ليه هى غريبه اقول لها كده !!! لا طبعا دى اختى اللى بتتمنى لى كل خير أنا وبنتى
نظر لها بياس :ياسعاد ماينفعش كل بيت له اسراره وخصوصياته وماينفعش انى احكى عنها كده بمنتهى السهوله جوزها لوعرف او هى عرفت ان كل حاجه بتحكيها لزيزى وزيزى بتحكى لبناتها هاتبقى مشكله أنا نبهتك لكن انتى مش هاترتاحى غير لما تخربى على بنتك
نظرت له وقالت :كل ده عشان قلت انها مسافره ومبسوطه مع جوزها
تنهد وقال وهو يكظم غيظه :استغفرالله العظيم انتى مهما قلت مش هاتفهمى أنا قصدى إيه
نظرت له مندهشه مما يقول ثم هزت كتفيها واتجهت الى المطبخ متسائله ما سبب غضبه وضيقه منها
.........
في المساء
احتضنها بحنان ونظر لها وقال:ليلى اول ماتوصلى البيت كلمينى
ليلى وهى تبتسم :حاضر ...
واردفت قائله :استناك بكره بالليل فاهم
ضحك وقال :اجيلك الصبح ماينفعش اول ما اوصل اجيلك
ابتسمت :المهم ما تتاخرش عليا ياعماد
قال وهو يتذكر:المدربه سناء كلمتها وهاتيجى بكره أنا اديتها رقم تليفونك وسجلت رقمها على تليفونك
ليلى وهى ترفع حاجبها :مستعجل ليه
عماد وهو يشير لزينه ان تقترب منهم :مش مستعجل وبطلى كسل
اقتربت زينه وهى تحمل اكواب القهوه لهم
بدأو يحتسون القهوه ويتبادلون الاحاديث الخفيفه الى ان اعلن عن قيام رحلتهم
نظر لزينه وقال بهمس:خلى بالك من ليلى يا زينه وماتخليش حاجه تضايقها
رات القلق على وجهه هى تعرف ان قلقه عليها من والدتها وتصرفاتها معها ...ولكنها لن تسمح لها بايذاء ليلى مهما حدث سوف تمنعها من التحدث معها وستبعد ليلى عن والدتها ولن تجعل بينهم اى احتكاح يتيح لوالدتها التعرض لها
ابتسمت زينه وقالت بثقه :ماتقلقش عليها مش اسيبها لحظه
ابتسمت ليلى :حاسه انى طفلة في وسطكم والله
عماد :وفيها إيه لما اخاف عليكى وادلعك
احتضنها وهو يرى ان عاصم يشير لهم وقال :خلى بالك من نفسك فاهمه
ليلى وهى تبتسم :حاضر ...اول ما اوصل اكلمك
تحركت الفتاتين وظل يراقبهم بقلق غريب يحتل قلبه
وهو خارج من المطار شارد اتسعت عيناه بقلق شديد ووقف وهو يتذكر
سب نفسه بغضب :ازاى نسيت ان ده بيت خالته وانه عادى يروح هناك إيه الغباء ده ازاى فاتت عليا
أنا لازم اشوف حل للموضوع ده وباسرع وقت
.................
جلست بجوار اختها في الطائره ونظرت لاختها براحه وهى تردد دعاء السفر
اقتربت منها ووضعت راسها على كتفها كما اعتادت دائماً فى اسفارهم واغمضت عينيها براحه وقالت بدلال عفوى :عايزه انام
ابتسمت ليلى :قولى دعاء السفر ونامى
اجابت وهى مغمضه عيناها :حاضر
..................
خرج من المصعد فوجد عماد يدلف الى الفندق والضيق مرتسم على وجهه اقترب منه وهو يحييه
رفع عماد راسه ونظر لعلي :ازيك يا علي
علي باهتمام :مالك في حاجه ؟
عماد بضيق :موضوع شاغلنى اوى
علي :موضوع إيه ..وانت كنت فين ؟
عماد وهو يمرر يده على ذقنه :وصلت عاصم للمطار
اتسعت عيناه وشعر بغصه غريبه والم لمس قلبه وقالت بصوت مبحوح:هما سافروا كلهم ؟
عماد وهو يفكر:ايوه حاولت اقنع ليلى تسافر معانا لكن زينه كانت مصره ان ليلى تكون معاها
علي بضيق:وليه سافروا بسرعه؟
عماد: عشان تجهيزات الفرح
عض شفته :نسيت موضوع الفرح
واردف متسائلا بتردد :انت متضايق ان ليلى سافرت معاهم؟
عماد بقلق :مش مضايق اكتر من انى قلقان عليها
علي بهدوء:ما تقلقش عليها معاها زينه والاستاذ عاصم والاتنين بيخافوا عليها اوى
ابتسم بحزن وقال :ايوه اكيد لكن أنا اتعودت على وجودها جنبى
واردف متسائلاً :حجزت ولا لسه ؟
علي وهو ينظر لفخر :لا لسه
فخر وهو يقترب منهم يقول :انتوا فين بادور عليكم ؟اختفيتوا مره واحده انتوا نسيتوا الماتش لا إيه
عماد وهو يتجه للمصعد :اسبقونى وانا احصلكم
فخر :ما تتاخرش

التفت لصديقه الشارد :علي ...علي يلا
التفت ونظر له بضيق:بتزعق ليه
فخر بتعجب:بازعق ليه .... بنادى عليك وبقولك يلا وانت واقف سرحان
على وهويسال :المباره ابتدت ؟
فخر وهو يتجه الى المكان الذى خصصه الفندق لمشاهدة المباراة ويجلس امام تلك الشاشه الكبيره التى تنقل لهم المباراه :ايوه باقولك
...........................
بعد عده ساعات مستلقيه على فراشها وبجوارها زينه نائمه لقد اصرت ان تنام بجوارها
لقد انهت اتصالها بعماد واخبرته انها في البيت
تشعر بخواء غريب لقد تركت البيت من عده اشهر وهاهى قد عادت اليه ...لماذا لم تشتاق اليه وتحن الى منزلها كانت في الماضى تشتاق له لكن الان تشتاق الى بيت جدتها وحضن جدتها لقد حادثتها هاتفياً ما ان وصلت الى البيت واطمئنت عليها ووعدتها جدتها انها سوف تزورها في الغد
سمعت طرقات على الباب قالت :ادخل يا بابا
دخل ووجدها جالسه على فراشها وبجوارها زينه نائمه
ابتسم بحنان وجلس بجوارها :ما نمتيش ليه ؟
اجابت وهى تزيح شعرها خلف اذنها :ما جانيش نوم
نظر لزينه التى تحتضن خصر اختها وقال وهو يتذكر:تعرفى زينه وهى صغيره لما تكون زعلانه او مضايقه بتنام جنبك .حتى لما كبرت ما بطلتش العادة دى...بتقولى باحس بالامان مع ليلى
واردف وهو ينظر لابنته الكبرى :واكيد هى اللى رجعتك للبيت
مدت يدها ووضعتها على شعرها :ماينفعش اسيبها الفتره دى ...بابا امتى ناوى تكلمها زعلك منها وجعها اوى ...انا عارفه ومتاكده انك عارف من جواك انها ماعملتش حاجه غلط
كلمها عشان خاطرى زينه زعلانه ونفسيتها تعبانه واكتر حاجه تعباها زعلك منها
مرر يده على شعرها ونظر لطفلته الصغيره وهى نائمه بهدوء وتنعد بالم :لو هى زعلانه أنا اقول إيه اللى شفته مش بسيط واجبارها على الجواز بالنسبه لى بيقلل من بنتى وكرامتها ...اللى كنت اتمنى لها ان يكون لها حرية الاختيار وما تكونش مجبوره
واردفت بثقه :أنا اتفق معاك اللى حصل صعب علينا كلنا لكن ارجع اقولك عاصم انسان ممتاز وحضرتك اكتر واحد عارفه واكيد هايصون زينه ويحبها
واردفت بتاكيد:أنا متاكده انه هايحبها اوى أنا عارفه زينه وتاثيرها
انحنى وقبل جبهتها وقال :أنا متاكد من كده
ابتسمت وقالت :إيه رايك نشرب هوت شوكلات مدام مش عارفين ننام
ابتسم وقال وهو يحتضن يدها وتقوم معه :فكره ممتازه
والتفت اليها بمرح وهو يبتسم قائلا :قلتلك انك نورتى البيت ؟
ضحكت وقالت بدلال :مره واحده بس
وخرجا متجهين الى المطبخ وهما يتحدثان بصوت منخفض
....................
في اليوم التالى

جالس فى نفس المكان التى جلس معها فيه يراقب الدولفين وهو يخرج من الماء ويدور حول نفسه ثم يعود مره اخرى الى الماء مخلفا ورائه دوامه من الماء وصدى صوته
رجع للخلف واسند جسمه على يديه وقال بصوت هادئ مخاطبا البحر :قولى ايه اللى ناقص ليه حاسيس ان فى حاجه ناقصه كل حاجه زى ماهى لكن فى حاجه ناقصه ايه مش عارف ؟
عض على شفته السفلى وقال بهدوء:احسن حاجه انى ارجع... الجو بقى ممل واحسن حاجه ارجع لشغلى
وقام بهدوء وفجأة سمع صوت ضحكه فالتفت بسرعه يبحث بعينه فى المكان عنها ...
ابتسم بسخريه عندما راى الضحكه كانت صادره من فتاه يركض خلفها حبيبها
فقال بضيق :ناس فاضيه
وتحرك متجها للفندق
..................
في المساء
جالسه بصمت تشاهد برنامج مع ابيها وليلى والدتها ذهبت لزياره خالتها
نظر لزينه ...كانت تنظر للشاشه بشرود وضيق لقد تغيرت طفلته اصابها الحزن والضيق واليوم راقبها وهى تاكل كانت تختلس النظرات له وتراقبه بأمل ان يتحدث معها قال وهو يبتسم لها بحب
:زينه
رفعت عينيها تنظر لوالدها لم تصدق "اقال زينه ام هيئ لى "
كانت تنظر له بترقب وامل ان يتحدث معها مثل السابق لقد اشتاقت للحديث معه ولتدليله لها ...وخوفه وحرصه الشديد عليها هو ليس ابيها هو صديقها واخاها هو كل شى بالنسبه لها ...عندما كرر اسمها
فقال بحنان ابوى خالص :تعالى يا قلب بابا
امتلئت الدموع في عينيها
وأسرعت الى حضنه وهى تحتضنه وتخفى وجهها في صدره
وقالت وهى تبكى وتتشبث به:زعلانه منك ومخصماك
قال بحنان :لو قدرتى تزعلى من عصومى حبيبك ازعلى
ليلى وهى تبتسم :بينو ما تقدرش تزعل منك ياعصومى تزعل من اى حد الا انت

عاصم وهو ينظر لها:صحيح يا زينه ما تقدريش تزعلى منى؟
هزت راسها :ما اقدرش ازعل منك يابابا حتى لو زعلتنى ما اقدرش
احتضنها بحب :ولا أنا اقدر ازعل منك
رن هاتفه واجاب وهو لا يزال محتضناً ابنته:وعليكم السلام ...اخبارك يا فؤاد
شعرت تقلص في معدتها فابتعدت عن ابيها واقتربت تهمس لليلى :هو عمو فؤاد عايز بابا
ليلى وهى تستمع للمحادثه التى بين والدها وصديقه :اظن ان طنط نهاد جايه
زينه بتوتر :ليه جايه ؟
ليلى وهى تقول بهدوء:ممكن تهدى انتى ناسيه انك مخطوبه لابنها اكيد جايه تتفق مع مامتك على امور الفرح
زينه بسخريه :وهى فين ماما اللى جايه طنط نهاد تتفق معاها
قاضيه اليوم مع خالتى ناديه
ليلى بتعقل :اكيد بابا هيبلغها ان مامتك مش موجوده وتاجل الزياره لبكره
انهى المحادثه وقال لزينه :نهاد هى ولميس جايين عشان تختارى معاهم الشبكه وهما كلموا مامتك اعتذرت وقالت ان ناديه تعبانه ومش هاتقدر تروح
راى الخيبه ارتسمت على ملامحها وشعر بغضب من تصرفات زوجته الرعناء
رن هاتفه واتجه الى مكتبه ليتحدث
ليلى وهى تفكر فيما يحدث وبضيق شديد :أنا اقول لبابا يكلمها عشان تيجى ماينفعش التصرفات دى
زينه بصوت مرتعش:لا يا ليلى مش لازم خليها مع اختها أنا كمان مش عايزه انزل واشترى حاجه
ليلى باستنكار مما سمعته:انتى بتقولى إيه ازاى ما تنزليش تختارى شبكتك
واردفت :عادى يا ليلى هو أنا ناقصه انا مش عايزة حاجة
ليلى بتعجب من حديثها:مش حكايه ناقصه ولا لا.... الحكايه ان دى حاجه لازم تختاريها بنفسك
زينه بلا اهتمام وهى تهز كتفيها :مش مهم اكلم لميس تختار هى وطنط نهاد لكن نزول مش نازله
وتركتها واتجهت لغرفتها
زفرت بضيق شديد مما يحدث لاختها وتصرف نجوى الغريب الذى اثار سخطها الشديد ...و خيبة امل لزينه ..دائما في اى مشكله تواجههم تختفى والان في الوقت المفترض ان تكون بجانب ابنتها الوحيده تذهب لاختها وتتحجج بحجج واهيه
ليلى بضيق:انسانه غريبه
قامت تتلمس طريقها واتجهت الى زينه في غرفتها لن تتركها بمفردها تعانى وتشعر بالخيبه
.................
انهت الاتصال ونظرت لوالدتها الجالسه بجوار والدها في السياره
:زينه بتقول مش هاتقدر تيجى وطلبت منى انى اختار لها الشبكه
نهاد بضيق :ماينفعش كده ازاى نختار احنا وهى مش موجوده
فؤاد وهو ينظر امامه:اكيد رفضت تيجى عشان مامتها اعتذرت
نهاد بحيره :يعنى دلوقتى نعمل إيه يافؤاد
فؤاد وهو يفكر:دلوقتى أنا اوصلكم عند المحل اللى بنتعامل معاه وانتى ولميس تختارى كم طقم ولما تخلصوا كلمونى ونعدى على زينه تشوفهم وتختار اللى يعجبها
لميس :فكره وانا اختار لها الدبله لانى عارفه مقاسها
نظر لزوجته ببتسامه هادئه :شفتى يا جميل ازاى الامور اتحلت
نظرت له وقالت بضيق :وابنك اللى مش عايزيعمل اى حاجه حتى كلمته النهارده في تغيير الفرش
ماردش عليا وقال انه وراه اجتماع مهم مش فاضى للحاجات دى
فؤاد وهو يرى اعتراض عاصم الصامت يعلم انه معترض ولم يرضى الا من اجل سمعة الفتاه ...وضغطى عليه بالزواج منها
فؤاد :موضوع عاصم وكل ما يخص الفرش والديكورات سبيها عليا أنا وعمر وعلي
نهاد بتسائل :هو علي رجع ولا لسه ؟
اجاب وهو يقف امام محل مجوهرات معروف وقال:لما كلمته قال انه جاى النهارده ان شاء الله
نهاد وهى تلتقط حقيبتها:امتى مسافرين البلد؟
فؤاد وهو ينظر للميس التى خرجت من السياره:اخر الاسبوع ده
نهاد وهى تخرج من السياره :اول ما اخلص اكلمك ما تتاخرش عليا
هزراسه :ماتقلقيش
حرك سيارته ووضع سماعه الهاتف في اذنه :ايوه ياعمر ...انت فين ...ربع ساعه واكون عندك



.......
سمعت صوت الباب ظنت انه زوجها قدعاد من المشفى ولكن تسلل الى اذنيها صوته المحبب الى قلبها وهو يقول :سلام عليكم
ابتسمت بسعاده واتجهت مسرعه الى صوته وقالت :علي
ابتسم وهو يراها تسرع الخطى اليه احتضنها وقبل راسها :تعرفى انك وحشتينى اوى يا امى
هنا بحب:وانت اكتر البيت من دونك مش حلو وابوك طول اليوم في المستشفى وفاطمه طبعا ممنوعه من الحركه ومش بتيحى
اردفت وهى تضربه على صدره :مش كنت اتجوزت ...كنت قعدت دلوقتى مع مراتك
ضحك وجلس وجلست بجواره وقال مازحا:انتى السبب مش راضيه تجوزينى ...لو جوزتينى كان زمانك عندك احفاد يسلوكى
ضحكت وقالت :ايوه دلوقتى المشكله فيا أنا ...المهم احكيلى بالتفصيل على الرحله
قبل كفها :شوفى اخد دش واصلى العشا واجى احكى
هنا بسعاده وهى تقوم وتتجه الى المطبخ :وانا اعملك احلى عشا
ضحك واتجه الى غرفته :هو ده الكلام
استوقفته :علي هو صحيح عاصم خطب بنت صاحب ابوه
هزراسه :ايوه بنت عاصم الدالى
اتسعت عيناها :مين فيهم ياعلى
علي متسائلا :انتى تعرفى بناته
هنا بتاكيد:شفت الصغيره صاحبة لميس في فرح حمزه نهاد هى اللى عرفتنى عليها وعلى مامتها وكنت بافكر اخطبها لك ...
ابتسم علي بسخريه ثم سالها بخفوت :و ليلى ...تعرفيها ؟
هنا وهى تهز راسها :لا لكن اسمع عنها انها جميله وشخصيتها حلوه
علي وهو يتذكرجلسته معها على الشاطى وقال بدون تفكير:والحوار معها ممتع
نظر لوالدته التى كانت تنظر له وسألته بفضول :انت تعرفها يا علي؟
على وهو يتجه لغرفته لينهى الحوار :ماما أنا جعان نسيتى العشا
ضربت جبهتها :الكلام اخدنى ونسيت
واسرعت الى المطبخ
..........................
بعد يومان
انهى ارتداء ملابسه والتقط عطر من عطوره ليتعطر به انتشرت رائحه العطر في الغرفه ما ان ضغط عليه
:شريف هو لازم سفريه البلد
نظر لها من خلال المرآه وقال
:طبعا لازم انتى ناسيه ان لازم فؤاد يقول لبابا على فرح عاصم
هنا باعتراض:وايه لازمه سفر علي وهو لسه راجع من يومين
رفع حاجبه متعجبا مما تقول :علي ده اهم واحد بابا لو ماشافهوش جاى هايقلب الدنيا غير ان علي عايز يسافر و يشوف جده
عضت على شفتيها بقلق :والله خايفه يقنعه ان يجوزه واحده من البلد
ضحك شريف :المشكله ان مواصفات على مش موجوده غير في البلد خليه يتجوز من هناك
اتسعت عيناه :شريف انت بتقول إيه ؟
التقط حقيبته الصغيره وقبل وجنتيها : بقول انك ها توحشينى
سمع صوت علي وهو يقول :يلا يا بابا عمو فؤاد مستنى بره هو وعاصم و عمر
خرج من غرفته واتجه الى الخارج
نظرت من الشرفه رات علي يضع حقيبته وحقيبة والده في حقيبة سيارته بعدما صافح عمه وابناه
واتجه هو وعاصم وعمر الى سيارته ذات الدفع الرباعى بعدما قذف المفاتيح لعاصم ليقود
اما ابيه فركب مع عمه
جلست تنظر لهم وهى تدعوا لهم ان يصلوا سالمين
....................
تراقب ليلى الجالسه مع المدربه سناء فى حديقه المنزل تتدرب ...فى اليوم التالى لرجوعهم حضرت سناء ...نظرت لها ولطولها ولملامحها الجامده...لاتبتسم ابدا دائما مقطبه لاتتحدث الا فيما يخص العمل فقط
وتذكرت بعدما تم التعارف قالت لهم بجديه انها لا تريد لاحد ان يقاطعهم اثناء التدريب الا لو حدث زلازل فى تلك الحاله ممكن ان يقاطعوها ظنا وقتها انها دعابه
وضحكتا هى وليلى وابى ولكن فؤجئت بها تنظر لهما بجديه شديده وقالت انها لا تضحك وانها جادة
افاقت من شرودها على صوت والدتها وهى تمسك يدها وتنظر
الى تلك الحلقه التى تزين يدها وقالت وهى تمط شفتيها بتافف :عاديه حتى موديلها قديم
ضمت زينه قبضة يدها التى ارتعشت واراحتها على مائده المطبخ وتذكرت
عندما عادت والدتها من عند ناديه وعلمت ان نهاد ولميس قد حضرتا ومعهم الشبكه التى قد اختاروها بمفردهم ...اشعلت المنزل بعصبيتها وغضبها وكيف يحضروا بالرغم من علمهم بانها غير موجوده بالمنزل ...ولما لم ينتظروا الى ان تعود ... وكيف تجرءتا واختارتا دون ان تكون معهم
من حسن الحظ ان جدة ليلى كانت متواجده وهى من اسكتها فقد اخبرتها ليلى عما حدث ورفضها ان تاتى معهم
اخبرتها جدة ليلى انهم لم يخطئو على العكس لقد تحدثوا معها وهى من رفضت ان تاتى او حتى تحدد موعد وهى المخطئه وليس هم
لم تستطيع الرد
سميره وهى تجلس مع زينه على الطاوله وتراقب ليلى :على العكس يا نجوى الدبله شكلها جديد غير انها منوره في ايد زينه
زينه بخجل :مرسيه يا تيته
سميره بحنان : اى حاجه بتلبسها زينه بتبقى حلوه
واهم حاجه رايك انتى عجباكى
قالت وهى تشيح بعينها عنها :كويسه
لا تشعر بها تشعر عندما تنظر لها بالاختناق تلك الحلقه تخنقها تشعرها انها منقاده الى المجهول
اخذت نجوى فنجان قهوتها وخرجت من المطبخ بضيق وعصبيه
ربتت سميره على يدها :زينه ياحبيبتى احيانا بتحصل للانسان اموربتقلب حياته ويشوف ان الموضوع ده كارثه وسبب لحياته مشاكل وضيق لكن احنا لو صبرنا وفكرنا ان ربنا مش ممكن يعمل لنا حاجه وحشه ونفتكر قوله تعالى :وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم "
زينه وهى تفرغ مافى صدرها :خير ازاى بس ؟ الجوازه دى وانا مجبره ...حتى هو كمان مجبر انه ياخد واحده عشان سمعتها وسمعة عيلتها اى حياه مستقره هتكون بين اتنين كل واحد مش عايز التانى
ابتسمت سميرة :اقولك الخير فين ...الخير اولا انه بيحميكى من كلام الناس و دى اولا...وده يتحسب له
زينه بتعجب:ازاى تتحسب له ياتيته وانا بقولك مجبر
قاطعتها الجده:اسمعينى يا بنتى هو رضى بالارتباط وهو عارف انه ما عملش حاجه اعتبارا لحاجات كتير اولها سمعتك وعلاقة الصداقه بين الاسرتين ...ماجاش جرح كرامتك وقالك انه مجبر او مش عايزك او حتى حد من عيلته جرح كرامتك العكس يازينه بيتعاملوا معاكى بمنتهى الذوق
حاولى حاليا تتعايشى انك خلاص هتتجوزى وتكون لك اسره وبيت وطفله هتكون مسئوله منك راعى ربنا فيها وخليكى ليها ام
زينه بتاكيد عن هذه النقطه :لا ياتيته انا باحب كنزى ومن قبل اى حاجه بحسها بتلمس قلبى
الجده بحنان :ربنا يسعدك يا حبيبتى وانا متاكده انك هتكونى قد المسئوليه
زينه وهى تنظر لاختها همست :يارب
.............
ضحك فؤاد وهو يقود السياره
:مسكينه هنا لسه موضوع علي وروحته للبلد بتقلقها
شريف وهو ينظر لاخيه
:لأبعد مما تتخيل يافؤاد
فؤاد وهى يلتفت لاخيه
:موضوع عقابك ليه وسفره هناك هى اكتر واحده اتاثرت بيه
شريف وهو ينظر من النافذه
:مش لوحدها يافؤاد انا نفسى تعبت لكن انت شفت بعينك ازاى كانت تصرفاته وقتها وانه مش مهتم ولا بيخاف من حاجه
فؤاد بتاكيد:عارف يا شريف تصرفك وقتها صح والا كان ضاع منك
هزراسه :ايوه
عض شفته وهو يتذكرا ماحدث من عده سنوات
................
"قال بحده شديده جعلت زوجته تجزع
:انت ازى تسرق عربيتى مش انا نبهت عليك ماتقربش منها
نبهت ولا لا رد عليا
هنا وهى تنظر لهم بقلق شديد
اجاب بهدوء مستفز
:انا طلبتها وحضرتك رفضت
اتسعت عينه وقال
:وده مبرر عشان تسرقها وتخبطها
هنا وهى تحاول ان تهدئ زوجها
:معلش ياشريف سامحه هو مش هايعمل كده تانى صح ياعلي
والتفتت تنظرليؤيد كلامها ولكنه اشاح بوجهه بلا مباله وعدم اهتمام
شريف بغضب وهو يرى لا مبالته وعدم اهتمامه بالامر
:ده مش حاسس بحاجه ولا عنده اى تحمل للمسئوليه
علي بضيق
:يا بابا حضرتك مكبر الموضوع اهو عاصم بيسوق عربيه ابوه وعمى ما عملش حاجه
شريف :لانه بيكون واخد اذن ابوه مش سارقها
واردف بغضب :
والله ياعلي لو الموضوع ده اتكرر مش هايحصل كويس وانت عارفنى... اناعديت الموضوع ده عشان فؤاد حلف عليا انى ما اعملكش حاجه لكن والله وانا حلفت لو اتكرر هتشوف منى حاجه مش هاتعجبك
ومد يده وقال بصوت مرتفع جعله:هات نسخه المفاتيح اللى معاك فوضع يده فى جيبه واخرجه واعطاه لوالده
شريف بحده وهو يشير للداخل:دلوقتى على اوضتك ومفيش خروج الاسبوع ده من البيت
تحرك متجها الى الغرفه وهو ضاغط على شفتيه من الضيق
هنا وهى تقترب من زوجها
:هدى اعصابك يا شريف المواضيع دى ماتتاخدش بالعصبيه
شريف بعصبيه :انتى مش شايفه يا هنا الواد بيتصرف ازاى بتمرد ده مش حاسس انه غلط على العكس
هنا وهى تزفر بتعب:انت عارف ان فتره المراهقه الاولاد بيكونوا متمردين ومتعبين وصعب التعامل معاهم ياشريف
شريف باسف:اى فتره مراهقه دى اهو عمر وحمزه ما شاء الله فى سنه ومحدش بيسرق عربيه ابوه صحبه فخر وحيد ابوه وامه وماشفتهوش سرق من ابوه عربيته ابنك متمرد ومش حاسس بالخطأ ودى كارثه عشان كده لازم يتعاقب
واردف بجديه :ياريت فى الفتره الجايه تعرفيه انه غلط وانه لو كرر الغلط ده ...وقتها مش اسامح وعقابى هيكون صعب
تركها واتجه لغرفته
بعد اسبوع ...
فؤاد وهو يحاول ان يطمئن اخاه: يا شريف الراجل الحمد لله اصابته بسيطه انا شفته والحمدلله عدت على خير
والتفت فؤاد ينظر لعلي بضيق من تصرفاته
:تهورك المره دى كان هايقضى على حياه بنى ادم الحمد لله ان اصابته بسيطه
علي بلا اهتمام :مش انتوا دخلتوه المستشفى وعالجتوه ببلاش ادوله قرشين عشان ينسى
وقبل ان يكمل حديثه شعر بصفعه شديده على وجه وسمع والده يقول بغضب :للدرجه دى عدم الامبالاه بحياه الناس طيب يا علي انا حلفت وانت وصلتنى انى اعمل كده
وقال بصوت عالى رج المنزل
:هنا ...هنا
اسرعت هنا ونظرت لاشكالهم التى اثارت القلق بداخلها
قال وهو لازال ينظر لابنه بجمود
:حضرى شنطه ابنك لانه مسافر دلوقتى
هنا بخوف على ابنها الوحيد وهى تقترب من علي
:مسافر فين ياشريف ؟
قاطعها بغضب :كلمه واحده بقولك حضرى شنطه ومش عايز كلام كتير
ونظر له وقال بتوعد :اوديك مكان هتتعلم ازاى تكون راجل فيه وتعرف تسمع الكلام وقتها
نظر لوالده بقلق شديد بدأ يتسلل الى قلبه :مكان ايه ده ...
انتظرونى البارت القادم.....

 
 

 

عرض البوم صور سامراء النيل  
قديم 19-05-17, 03:23 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307293
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: سامراء النيل عضو على طريق الابداعسامراء النيل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 171

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سامراء النيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سامراء النيل المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: اهدتني ...قلبا

 

البارت الثالث عشر

نظر لوالده بقلق شديد بدأ يتسلل الى قلبه :مكان ايه ده ...؟
فؤاد وهو ينظر لاخيه متسائلا بقلق :شريف انت هتسفره ...فين
شريف بصوت كالجليد:عند جده
اتسعت عينيه وشعر برعشه تسرى في جسده بشكل جعله يرتجف وهو يحاول ان يبتلع تلك الغصه ...جده ذلك الرجل الذى يهابه من حوله ويحسبون له الف حساب نظره واحده منه كانت تثير رعبه وقلقه ودائما كان يهرب من الجلوس في مجلسه هو واولاد عمه هو الشخص الوحيد الذى يثير رعبه بنظراته وقوه شخصيته
مرر لسانه على شفتيه الجافه وقال بصوت مهزوز:ليه ...ليه ...اس ...اسافر لجدى ؟
لم يجبه وهو يتجه لغرفته وفي اقل من ساعه ووجد والده قادم ومعه حقيبة سفر ...
حاولت هنا ان تثنيه عن قراره ...ولكن لا لقد طفح الكيل لن يصبر اكثر من ذلك ويدع الامور تسوء بهذا الشكل لقد اكتشف ان ابنه لا يهاب من شئ ولا يخاف حتى على ارواح البشر لم يصدق ان علي قد بلغ باستهتاره هذا الحد ..هو يعلم جيدا ان الشخص الوحيد الذى يرتعب من مجرد ذكر اسمه هو جده
لقد كان يرى كيف يكون هادئاً في وجوده وكيف يحاول ان يظهر بمظهر مختلف في حضور جده
ابيه الوحيد القادر على تقويم ولده واعاده تربيته من جديد
امسك ذراع علي بقسوه واتجه به الى الخارج ...لكن استوقفته هنا وهى تحتضن ابنها و تبكى وهى تحاول معه ان يفكر والا يبعد ابنها الوحيد عنها وقال وهو ينظر لها نظرة تحمل من الأسى الكثير :اللى بعمله ده هاتشكرينى عليه بعدين
ابعدها واتجه الى الباب وقد اصمه بكاؤها الذى قطع نياط قلبه واستعطافها له ولكنه كان يعرف ان هذه اللحظه اذا لم يتصرف بهذه الشده معه فسوف يضيع من بين يديه ...اتجه الى سيارته ساحباً ابنه من ذراعه وخلفه اخيه
يذكر جيدا عندما اخبر والده عن افعال ابنه وانه تعب منه ومن تصرفاته الصبيانيه التى تثير جنونه فاخبره ان يحضره له ويدعه عنده
وطلب منه الا ياتى له الا بعد شهر ليراه دون والدته
يذكر جيدا اول زياره له ليراه كان قد اشتاق الى رؤيته بشكل كبير وافتقد وجوده في المنزل وكلما راى هنا وحنينها اليه يشعر بالضعف ويفكر ان يذهب ويعود به الى المنزل ...ولكن يتذكر افعاله اللامباليه
" جالس مع والدى في المجلس الكبير بعدما ارسل ابى بطلبه دقائق ودخل المجلس
نظرت اليه وهو يدخل كان هادئاً مقطب الحاجبين كان شعره قد حلق
ما ان رآني حتى تسمر ووقف ينظر لي بهدوء غريب لم يتقدم ليصافحنى او يتحدث معى كان ينظر لى نظرات لم استطع فهمها
اشاح بعينيه بعيدا عنى ونظر لجده وقال :ايوه ياجدى حضرتك عايزنى
كنت اتوقع منه ان يكون لقاءنا الاول بهذا الشكل بسبب حنقه عليّ ولكن ما ان رأيت مقابلته حتى شعرت بالم داخلى وغصه لم اقدر على ابتلاعها
ولكني فوجئت بأسلوب حديثه مع جده مختلف تماما عن اسلوبه الذى اعرفه كان يتكلم بصوت منخفض هادئ ولا يستخدم تلك الكلمات التى اسمعه يتحدث بها بل ينتقى الفاظه ويتصرف بشكل اكبر من سنه
سمعت صوت ابى وهو يقول بصوت آمر هادئ وبلهجته الصعيديه المحببه
:سلم على ابوك يا علي واقعد جنبه .
جلس بجانبى بعدما صافحنى بهدوء والتزم الصمت جلست اتبادل معه الحديث وهو يجيب على اسئلتى بصوت هادئ ولكنه كان طوال حديثنا لايرفع عينيه في عينى
ابتسمت بداخلى وان أرى ان ابى لم يضع الوقت مع متمردى الصغير...كنت اعلم انه جامح متهور ولا يخاف من شئ .....وكنت اخاف من هذه الصفات ان تؤذيه وتدمر مستقبله وهو في سن صغير... وكنت اعلم انه لن يستطيع احدٌ ان يكبح جماحه غير ابى
في اليوم التالى وقف بجوارى يرمقنى بصمت وعينيه كلها لوم وعتب
اخبرته بانى سوف احضر لرؤيته والاطمئنان عليه
مددت له يدى لمصافحته
اقترب منى ومد يده ليصافحنى ولكنى سحبته الى حضنى واحتضنته بشدة وجدته يخفى وجهه في صدرى وهو يقول بصوت منخفض يحمل دموعاً لم يستطع سكبها أمامنا
:استناك الاسبوع الجاى ومعاك ماما وفاطمه ما تتاخرش
بعدها مع كل زياره كنت المس مدى تغيره وكان تغيره للافضل يسعدنى ويشعرنى اننى كنت على صواب في اتخاذى لهذا القرار لاحظت مع الوقت تعلقه بجده يزداد "

استفاق شريف من افكاره على صوت شقيقه وهو يقول
:تعرف كتير باحس ان الحاج الكبير بيفضل علي وبيحبه اكتر مننا
ابتسم شريف وهزراسه مؤكدا:نفس الاحساس ...تبقى شوفه بيستقبله ازاى
ضحك فؤاد :هههههه ما أنا عارف بيستقبله برضه احسن مننا
......................


كان عاصم يقود السيارة ويتكلم بحرقه :عارف يا علي لما تحس انك مجبور على حاجه مش عايزها
ومخنوق وكمان طالع من تجربه فاشله وفوق ده كله عايزينك تتقبل الموضوع ببساطه وتختار وتفرش وتنقى دبل كمان...طيب ازاى؟ فهمنى
علي بتفهم وهو يهز راسه :أنا حاسس بيك وعارف ان الموضوع مش سهل ومحتاج وقت عشان تتقبله ...لكن ياعاصم لازم تحاول وتنسى ...اول حاجه التجربه الاولى لانها انتهت خلاص والتفكير فيها مش هيجيب غير الالم ...اما موضوع ارتباطك بزينه حاول تتقبله وتنسى موضوع الاجبار ده عشان تعرف تعيش حياتك

عمر وهو جالس فى الخلف :ياجماعه...زينه مش وحشه وعاقله وبتتحمل المسئوليه
ضحك عاصم بسخريه :تتحمل المسئولية !!! اذا كانت طليقتى الأكبر منها ما اتحملتش المسئوليه وسابت بنتها ...عاوز تفهمنى ان الصغيره دى ها تتحمل مسئوليه بنت وبيت ....قلبك ابيض
عمر بتاكيد:ها تتحمل يا عاصم أنا متفائل
واردف باهتمام :انت سمعت بابا وماما ازاى بيحكوا عنها وعن تعاملها مع ليلى من بعد الحادث وقد ايه هى مهتمه باختها بشكل كبير ومش سيباها لحظة
اجابه عاصم باستخفاف:دى اختها يا عمر ولازم تهتم بيها
سأله عمر بفضول :كنت بتشوفهم مع بعض؟
هزعاصم راسه بايجاب وهو يتذكر : كانوا طول الوقت مع بعض
صمت عمر قليلا وقال متسائلا :رأيها إيه في اللى حصل؟
عاصم وهو ينظر لاخيه من خلال المرآة
:قصدك ليلى ....دى فاجئتنى برد فعلها ال كان في منتهى العقل وكمان طريقة ادارتها للامور وقت انهيار عمى عاصم وجنان مراة ابوها ....تصدق يا عمر في وسط المشكله دى ما فقدتش ثقتها باختها اطلاقا وطول الوقت متحكمه في اعصابها وبتتكلم بهدوء وبحكمه
عمر بدهشه:ما انفعلتش ولا اى حاجه
عاصم وهو يهز راسه بالنفى :بقولك هاديه وتفكيرها زى تفكير بابا اللى في الخمسين إيه البنت دى .....وياريتك كنت موجود لما كانت بتقيس الموضوع من كل الزوايا هى وبابا ...انا ماشفتش كده
عمر وهو يتنهد :غريبه
صمت قليلا وأضاف وهو شارد :ليلى مفيش زيها ظاهرة فريدة من نوعها
"علي.. "
"ما تلك الرعشه التى اصابت قلبه ما ان ذكر اسمها ... ولكنه شعر بضيق وغضب وهو يسمعهم يتحدثون عنها بهذه البساطه لايريدهم ان يذكروا اسمها بهذه الطريقه والا يتحدثوا عنها امامه بهذا الشكل "
علي بعصبيه وهو يحاول ان يغير الحديث الذى بدأ يشعره بضيق غريب
:احنا بنتكلم عن زينه مش اختها
التفت له عاصم مندهشا من عصبيته التى ظهرت على وجهه متسائلا ما الذى اثار ضيقه وعصبيته وهمّ ان يساله ولكنه سمع صوت عمر يهتف قائلاً :عاصم في قهوه قدام اركن عندها نشرب حاجه
عاصم وهو يعطى اشارة لسيارة والده التى تتبعهم بالتوقف
:اوك بالمره الواحد يستريح من السواقه
اوقف السياره واتجه الى سيارة أبيه وخلفه عمر الذي اتجه إلى القهوة هو وعلي
فى المقهى
جلس علي فارداً ساقيه امامه وحانت منه التفاته الى رجل كبير كان يشرب القهوة بهدوء هدوئه ذكره بجده ابتسم وهو يتذكر جده الحبيب لا يدرى لم تذكر اول مره يقف امامه بعد ان جاء به والده الى جده قسراً
"كان يستمع اليه وهو يقول خروج من البيت بعد الساعه التاسعه مساءاً ممنوع اذا خرج وعاد بعد التاسعه فسوف يجد الباب مغلقاً وسوف يقضى ليلته في الخارج وممنوع على كائن من كان ان يفتح له ابواب البيت
مواعيد الاستيقاظ تكون الساعه السادسه صباحا والنوم مبكرا لكى يستيقظ لصلاه الفجر و إذا استيقظ متأخرا فلن يجد افطاراً له
واذا لم يستيقظ لصلاه الفجر فسوف يقوم جده بإيقاظه بسكب الماء على وجهه لقد ظل جده اسبوعاً كاملا يوقظه بسكب الماء عليه الذى يوقظه مفزوعاً قافزاً من الفراش ليرى جده ينظر له بهدوء قائلاً له: اتوضا وحصلنى على المسجد
ما زال علي يتذكر "بعد وصولى بيومين قد امر باحضار الحلاق ليحلق لى شعرى وقتها حاولت ان اعترض ولكنه سألني :مطول شعرك ليه ؟
اجبته بخوف:كده
نظر لي قائلاً:مفيش حاجه اسمها كده ...اقنعنى عشان اشيل فكرة قص شعرك ولو ما اقتنعتش اقصه
صمتُ افكر بسبب وقلت :موضه
قال بهدوئه الغريب:موضه !!!!...يعنى إيه موضه ؟؟
نظرت له بدهشه وظللت افكر :موضه.....يعنى ... يعنى حاجه منتشرة بين الناس وعجبتهم وعملوها
رفع حاجبه وقال :لكن أنا مش عجبانى وما اقتنعتش اللى يعمل موضه لازم تكون مناسبه له مش اى كلام وخلاص الناس تعمله نقلده بدون ما نفكر
واردف أنا شايف انك لو حلقت شعرك شكلك هيكون احسن ومناسب لك .
وانهى الكلام بان اشار للحلاق ان يبدأ في حلاقة شعرى وانا اكاد اموت غيظاً ومما اثار غيظى بشكل اكبر انه اشار له بيده قائلا:نمرة واحد ...وتم اجتثاث شعرى واصبحت كالجندى في الجيش بهذه الحلاقه المزريه ولكنى لم اجرؤ حتى على الاعتراض

كان دائماً يجعلنى اجلس في مجلسه الكبير الذى دائما ما يكون مكتظاً بالناس منهم من يحتاج استشارته ومنهم من ياتى ليتلقى المساعده وكانت تعقد في مجلس جدى مجالس يتم فيها الصلح بين قبائل لم اكن اتخيل يوماً ان احضرها
وفى احدى هذه الجلسات كنت اشعر بالملل واريد ان اخرج ولكنه طلب منى البقاء وبعد عدة دقائق حضرت عائلتان وجلسوا ليقصوا عليه مشكلتهم .... لم اصغى لهم لانى كنت شارداً افكر كيف اقنعه بتركى اخرج
وفجاة سمعت صوته وهو يقول : إيه رايك ياعلي؟
رفعت عينى ونظرت له :في إيه يا جدى؟
جدى وهو ينظر لعينى :في المشكله اللى سمعتها
نظرت الى جدى ثم نظرت لاصحاب المشكله وهم يبادلوننى النظرات باهتمام وكانت الطامه الكبرى انهم في انتظار رايي ...
يا الهي رأيي أنا !!!!! ماهذه المصيبة ...بل المصيبتان ..الاولى انني لا اعرف كيف لصبي مثلى ان يدلي برأيه في وسط مجلس مثل هذا و اى رأى ينتظرونه مني
المصيبة الثانيه اننى لم اعرف اصلا ماهى المشكله التى ينتظرون رأيي فيها ...يا الهى كيف ارد وماذا اقول وانا لم أكن معهم في الاساس
نظرت له احاول ان اجد حلاً يخرجني من هذه الورطة
فقال وهو ينظر لشاب كان يجلس بينهم يظهر الضيق على وجهه :عبد الله علي عايز يسمع منك انت عشان يكوِّن رأى صحيح
بدأ عبد الله الحديث وعرفت ان اسرته يريدونه ان يطلق زوجته ولم يمر على زواجهم الا عدة أشهر وهى الان حامل بطفله
بسبب حدوث مشكله كبيره بين العائلتين وهو يرفض الطلاق لانه يحبها ولم يصدر منها شيئاً يغضبه
صمتًّ افكر ونظرت الى والد الفتاه ذلك الرجل الذى يظهر عليه التعب وقلة الحيله ونظرته التى تدل على الألم
جلست انظر اليه وناديته دون ان اشعر:يا عم
رفع راسه ونظر لى نظرة مليئة بالقلق والخوف وقله الحيلة لا ادرى لما لمست قلبى هذه النظره وجعلتني أفكر بشكل قوى وسريع لأساعد هذا الرجل فسألته:المشكله اللى حصلت كانت بسبب إيه ؟
عم الصمت على المكان وقال الرجل :بسبب جاموسه دخلت ارض اخويا دخلت تشرب لان الميه بتعدى على ارضه راح اولاده ضربوها وماتت بضربه غير مقصوده
جه صاحب الجاموسه اللى هو عم عبد الله واتخانق وحصل ضرب بين الاتنين اخويا طلب منى اطلقها منه وعم عبد الله طلب منه انه يطلقها كمان ولو ما عملناش كده هيحصل مقاطعه بينا
اتسعت عينى وانا اسمع :كل ده عشان جاموسه شربت ...خناقه ومشاكل وطلاق
نظرت لجدى الصامت وتلك الهيبه التى تشع منه وقلت : ماينفعش يا جدى ده غلط هما إيه دخلهم في المشكله اتنين اتخانقوا إيه ذنب الباقى ...جاموسه ماتت يجيبوا مكانها واحده تانيه مش يطلقوا ويشتتوا اسره ملهاش ذنب
ارتسمت ابتسامه على وجه جدى او كما خيل لى انه ابتسم وقال
مفيش طلاق ها يحصل يا عبد الله بينك وبين مراتك
صرخت بفرحه :ايوه كده يا جدى
رمقنى بنظره جعلتنى اتدارك نفسى واصمت وانا اسمع حديثه وانا اشعر بسعادة بداخلى لاننى لاول مره اساعد في شئ اكبر منى
بعدها كنت احضر كل مجلس وانا اركز في كل حرف وفي كل مشكله كان يسمع رأيي ولا يقاطعني او ينهرني امام أي شخص كان يعطيني الثقه لكى اتحدث ويحترم رأيي ولم يقلل من شانى رغم صغر سني ويهتم لحديثى ويناقشني وعندما اخطئ كان لا يوبخني قط في حضور أي مخلوق حتى وان كانت جدتي هى هذا المخلوق لكي لا يقلل من شأني ....... جدي علمني كيف أثق بنفسي وان أحقق أحلامي حتى لو سخروا منى وكان يقول لي أن الذي يسخر مني اليوم و الأمس سوف ان يحترمني في الغد...علمني كيف اعتمد على نفسي وان اعمل في سن صغير لكي اعرف قيمة العمل وقيمة المال كان قد طلب من والدي ألا يرسل لي أي نقود لأني سوف اعمل... وقتها كدت اجن كيف اعمل وانأ لا أتقن شيئاً ولم أكن قد حصلت الا على شهادتي الاعداديه حاولت أن أتمرد أن ارفض ولكنه كان يقابل تمردي وصوتي المرتفع بصمت إلى أن جاء يوماً دخلت إليه غرفته واخذت أصيح واعترض على هذا العمل وأثناء ثورتى سمعت صوت حمار يأتي من خارج البيت كان صوت نهيقه مرتفعاً بشكل كبير فقال لي وهو ينظر لعيني :مفيش اعلى من صوت الحمار ولا انكر من صوته وانا شايف انك بتحاول تكون زيه في علو صوتك قلت لك قبل كده اقنعنى اسمع كلامك اما اسلوب الحمير ده والصوت العالى ده مش بيقنعنى وبيجي معايا بنتيجه عكسيه وتنهد وهو يضغط على حروف كلماته ويرسل لى بعينيه شرارات انذار
وتاني مره ما تدخلش الاوضه غير لما تخبط الباب ثلاث مرات ولو ما رديتش عليك اتوكل على الله وامشى
سألته وانأ انظر لعينيه وكأن هناك طاقه مغناطيسية تجذبني الى النظر اليهما :ليه ثلاث مرات :
رد بهدوء ورفق قائلاً:صلي على النبي يا علي
فقلت :عليه الصلاة والسلام
فقال لي :ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأمرنا في حديثه الشريف
الاستئذان ثلاث، فإن أُذن لك وإلا فارجع(
وبدأ يشرح لي برفق مستطرداً: ليه ربنا طلب مننا ان احنا نستأذن؟ احيانا الواحد بيكون نايم او مع مراته او بيغير هدومه وغيره كل الحاجات دي الواحد ما بيحبش حد يشوفه فيها عشان كده تخبط الباب لو اذن لك بالدخول ادخل ما اذنش امشي
تذكرت في هذه اللحظة عندما كنت ادخل على فاطمه اختي كانت تصرخ في وجهى لدخولي غرفتها بدون اذن وكنت اضحك على تصرفاتها واستمر بالدخول بلا اذن لكي اغيظها لم اعرف وقتها اني كنت أؤذيها وامنع حريتها حتى في غرفتها وان هذا شئ امرنا به رسولنا الكريم
بعدها بدأت اعمل مع جدى في ارضه وكنت اخرج في الصباح الباكر وارجع بعد العصر لكي انام قليلا وبعدها اذاكر دروسي
مع اقتراب موعد الامتحانات قرر جدى انى في اجازه من العمل الى ان تنتهى الامتحانات
افاق على من ذكرياته على صوت ابن عمه وهو يقول:يلا بقى بابا بيقول نتحرك
عاصم وهو يقول لعمر :كمل انت السواقه أنا تعبت
اشار علي لعاصم وهو يأخذ منه مفتاح السياره :لا أنا هاكمل وانت ارتاح
سبقهم الى السياره وهم خلفه واكملوا انطلاقهم الى وجهتهم
........................



....................
بعد عدة ساعات
ترجل من السياره وهو يبتسم واخذ نفساً عميقاً وقال بعشق :وحشني الهوى وريحة الشجر
واغمض عينيه واردف :لااااا ولاّ صوت العصافير إيه الجمال ده
ضحك عاصم واتجه الى حقيبة السياره ليخرج حقائبهم
:بقيت شاعر
عمر وهو يتجه الى المنزل الكبير الذى تحوطه اسوار حديدية عاليه وابوابه مشرعه
وقف واستدار لعلي وقال :يلا ياعم الشاعر خلصنا
حمل حقيبته وحقيبة والده وهو يضحك واتجه الى البيت الكبير بكل حماس ما ان دخل البيت حتى اسرع اليه فتى والسعاده تظهر على ملامحه السمراء احتضن خصره :علي حمدلله على السلامه وحشتنى
ضحك علي وترك الحقائب واحتضنه :حبيبى يامروان وحشتنى
مروان وهو ينظر له بشوق:ليه اتاخرت جدى مستنيك من الصبح
ضحك عاصم وقال لأخيه :شوف بقى الاستقبال لعلي واكيد هينسانا
التفت علي اليهم وقال لهم ضاحكا :اعوذ بالله من الحقد
واتجه الى المجلس الكبير الذى دائماً ما يجلس فيه جده في هذا الوقت ....ذلك المجلس الذى لم يره فارغا مطلقا...دائما لا يخلوا من الزائرين
دخل المجلس وقال بصوت مرتفع وهو يبتسم ابتسامة واسعه :السلام عليكم
راى جده جالساً متوسط الجلسه وعلى اليمين والده وعلى الشمال عمه فؤاد وكان يرحب بهم بحرارة وشوق
و ما ان رأى حفيده حتى اتسعت ابتسامته وقام من مجلسه :وعليكم السلام تعالى يا مغربى نور مجلس جدك
اسرع علي الخطى وقبل يده واحتضنه :المجلس منور بيك يا جدى
ابعده جده وربت على خده ونظر لعينيه بعتب :طولت الغيبه إيه اللى شغلك عننا
وكز عاصم عمر :قلت لك هينسانا في وجود علي
عمر وهو يبتسم بهمس:طيب ما جدتى بتعمل معاك نفس اللى جدى بيعمله بس تشوفك تنسى اى حد
ابتسم عاصم بحب:ربنا يخلي لي جدتى حبيبتي الى جابرة بخاطرى
التفت الجد وقال مداعبا لعاصم وعمر:يعنى احلف عليكم تسلموا عليا
عمر وهو يضحك ويقترب ليحتضن جده :يا جدى انت بس تشوف علي بتنسانا خالص
الجد وهو يضحك وهو يشير على عاصم وعمر:علي النهارده تخلى جدتك تبخرك ولاد فؤاد ناوين عليك
علي بتاكيد وهو يضحك :ايوه يا جدى كلامك صحيح ياريت جيت لوحدى
واردف بمكر وهو يشير على عاصم :يا جدى خايف اقول لجدتى تبخرنى تقوم تبخر حبيبها عاصم وتنسانى
فؤاد وهو يقول لأخيه ضاحكا :شوف الواد بيقول إيه
عاصم وهو يضحك :جدى حفيدك ده طماع عايز كل الحب له
جلس الجد سعيدا بوجوده مع ابناؤه واحفاده من حوله
.......

كانت اميرة جالسه مع ابنتها في غرفه المعيشه تحتضنها بقلق
كانت ذاهبه للعمل ولكنها قررت ان تاخذ اليوم اجازه بسبب ذهابها للطبيب مع لين ...تعبها المتكرر يزعجها لقد اخبرها الطبيب من قبل ان مناعتها الضعيفه هى التى تجعلها تصاب بادوار البرد المتكرره غير ان ولادتها المبكره اثرت عليها
نظرت لساعتها لقد هاتفت مازن ان ياتى ليصحبها الى طبيب لين ولكنه تاخر عليها
اعادت الاتصال به وجدت هاتفه مغلق تنهدت بقلق
دخلت والدتها وقالت وهى تنظر لاميره الشارده تفكر
:كلمتى مازن
رفعت عينها ونظرت لوالدتها :كلمته لكن قافل تليفونه أنا هآخد تاكسي مش هاقدر استنى اكتر من كده
الام لتطمئنها:اكيد قرب ييجى
سمعتا جرس المنزل فقالت والدتها وهى تتجه الى باب المنزل :اهو جيه الحمد لله
لم ترد اميرة ان تضيع الوقت اكثر من ذلك فحملت لين واتجهت الى خارج الغرفه وهى تقول :كدة برضة يا مازن كل ده تاخير وانت عارف اني مستنياك يلا بسرعه ما تقعدش .....
وفى اندفاعها في طريقها الى باب المنزل فجاة اصطدمت بصدر عريض رفعت عينيها والتقت مع عيناه المبتسمه
لم يصدق نفسه انها هنا لقد ظن ان بعد عودتهم لن يراها مجدداً ولكن هاهى امامه قريبه منه
ابتسم لها تلك الابتسامه التى تذيب حصونها :ازيك يا اميره
ابتلعت المفاجاه التى اختفت في غضون ثوان ما ان التقت عيناهم نظرت لابتسامته التى تعشقها وقالت بصوت هامس بعد ان ابتلعت ريقها:اهلا يا فخر
بدات عيناها تتحرك بتوتر في انحاء المكان لكى لا تلتقى اعينهم
:هى لين نايمه ؟
رفعت عيناها واكتشفت انها ما زالت ملتصقه به ولم تتحرك بعد احمر وجهها وابتعدت عنه عده خطوات وقالت وهى تتذكر لين
:لا هى تعبانه شويه
قطب حاجبيه باهتمام واقترب منها وامسك يد لين ونظر لها :لين
فتحت عيناها وابتسمت بتعب :بابا
شعر بقلق واخذ يتحسس وجنتيها المحمرتين وقال مخاطبا اميره :من امتى تعبانه وهى راحت لدكتور ؟
قالت وهى تنظر لقلقه الشديد على لين :لا لسه مستنيه مازن عشان يجى معايا عند الدكتور
رد بنفاذ صبر:وفين مازن ؟
اميره بقلق :بكلمه وتليفونه مقفول
فخر وهو ينظر لوجه ابنته المتعب وحرارتها المرتفعه
قال وهو ينظر لعينيها معاتباً:وما كلمتنيش ليه عشان اجى اوديها للدكتور يا اميره
قالت وهى تنظر لعصبيته :مجاش في بالى وبعدين اكلمك ليه أنا كنت هاوديها بنفسي
اتسعت عينه وقال باستنكار :مجاش في بالك ...وكمان تكلميني ليه؟؟؟؟ اظن لانى ابوها ولا دي كمان مجاتش في بالك البنت تعبانه ومجاش في بالك تكلمينى اجى اوديها لدكتور ليه
مد يده اليها فتراجعت للخلف فنظر لها نظرة تنم عن استياؤه الشديد وحمل ابنته برفق وقال باقتضاب:أنا رايح بيها للدكتور
اميره بقلق:استنى يافخر
نظر لها :استنى إيه ...اوعى تقولى استنى اخوكى يروح بيها لدكتور مش استنى لحظه دي بنتي ومسؤوله منى اذا كنتي نسيتى
تنهدت بتوتر تريد ان تذهب معها لتطمئن عليها وتخبر الطبيب ان الدواء الذى اعطاه لها مؤخرا لم يؤثر معها ...ولكن كيف تذهب معه
اخذت تصارع نفسها وفي النهايه تنهدت باستسلام وقالت وهى تاخذ حقيبتها :أنا جايه معاك
في ظروف اخرى كان سوف يطير من السعاده انها سوف تاتي بصحبته وسوف يتبادل معها الحوار ولكن تعب لين جعله لايفكر في اى شئ وهو يتساءل عن ادوارالبرد والسخونه التى تصيب ابنته باستمرار
سبقها بالخروج من المنزل وهو يحمل ابنته
اما هى فاخبرت والدتها ان فخر سوف ياخد لين الى الطبيب وستذهب معهم فهزت الام راسها وهى تقول :وماله يا بنتي مش ابوها روحي وطمنيني
وبعد خروجها اخذت تدعوا الله في همس:روحي يا بنتى ربنا يهدي سرك ويريح قلبك
خرجت من البنايه وراته يستقل سيارته وهو لا يزال محتضناً طفلته تقدمت ووقفت امام السياره متردده ان تجلس بجواره فتح النافذه وانحنى قائلا
:اميره اركبى
فتحت الباب ودلفت بهدوء احست انه ينظر لها فالتفتت له متسائله من نظراته قائلة بخفوت:في حاجه
فخر وهو يشير براسه الى شئ خلفها
:نسيتى الباب
عضت على شفتها وهى تنظر للباب الذى تركته ولم تغلقه خلفها
ناولها لين وقاد السياره بصمت
بعد فتره كان يجلس في عياده الطبيب
نظرت له ورات كيف يظهر على وجهه التفكير والقلق
كان يضغط على شفتيه وهو يراقب الطبيب يقوم بفحص لين
كانت لين طوال الفحص متعلقه بوالدها لاتريد لاحد ان يقترب منها وعندما انهى الطبيب الفحص
نظر الى اميره وبدأ يتحدث معها عن حالتها
شعر بضيق شديد وهو يرى الطبيب الشاب يتجاهله ويتحدث معها وكلما ساله عن شئ لا يجيبه ويكمل حديثه مع اميرة
تنهد فخر بضيق قائلاً:لكن يادكتور الدوا اللى كتبته اخر مره مش جايب نتيجه معها
الطبيب :ازاى مش جايب نتيجه ...
ونظر لأميره قائلاً: دكتوره اكيد انتى كنتى مش بتديهولها في مواعيده طبعا ليكى حق مشغوله
واردف مبتسما :صحيح اخبار الرحله إيه؟
اتسعت عيني فخر وبعصبيه شديده رد عليه:رحلة إيه ...انا بكلمك عن الدوا تكلمنى على الرحله ثم ياريت لما اكلمك تكلمنى زى ما بكلمك
امسكت ذراعه وقالت وهى تحاول ان تهدئه :فخر
ازاح يدها بعصبيه وهو يقول :
الطبيب وهو ينظر لفخر وقال مغيظا اياه :يعنى حضرتك أنا شايفك متعصب عامل مهتم ومش باشوفك مع اميره خالص في اى مره جات مع لين يعنى
واكمل بستفزاز :اه نسيت انكم منفصلين
اتسعت عيناها من وقاحته واستفزازه المباشر لفخر الذى ما ان سمع كلمات الطبيب لم يتمالك اعصابه فقام وانحنى على المكتب وسحبه من خلف المكتب من تلابيبه
بغضب اعمى :اوريك ازاى احنا منفصلين يا حيوان
حاولت ان تبعده عن الطبيب وهى تقول خلاص يا فخر ما ينفعش كده
والطبيب يحاول ان يفك قبضة فخر التي كادت ان تخنقه تعالت اصواتهم مما دفع الممرضه للدخول وابعادهم عن بعضهم بمساعدة اميرة ولم يحرر الطبيب من بين قبضتيه الا صراخ ابنته المفزوعه من منظر ابيها ظانة ان ابيها يتعرض للاذى
تركه فخر اخيراً وهو يدفعه بعنف جعله يصطدم بمكتبه ونفض يديه وهو ينظر له متحدياً .....والطبيب يتوعد لفخر ان يقاضيه
اخذ ابنته منها وسحبها من ذراعها بقسوه للخارج وهو ينتفض من شدة الغضب
وما ان استقلا السياره حتى التفت لها بغضب :ازاى عارف اسمك وازاى عارف ان احنا منفصلين
نظرت له بقلق من عصبيته :بيشتغل معايا في المستشفى وعارفنى
ضيق عينيه وهو ينظر لها وتذكر انه سمع مره من المرات بتقدم احد زملائها في المشفى لخطبتها وعند هذه الفكرة اتسعت عيناه و بصوت جليدى اثار القلق بداخلها
:الدكتور ده اتقدم لك
ردت بانفعال لاهث :وانت مالك اتقدم ولا لا
قاطعها بعصبيه :كلمه واحدة ايوة ولا لا
اميره وهى تشيح بعينيها بعيداًعن عينيه التى بدات تثير خوفها
:اتقدم وانا رفضت
اشتعل غضبا بشكل اكبر :وازاى ياهانم اتقدم وبتروحي له عيادته
ردت بتبرير:دى حاجه ودى حاجه وما اظنش انه لسه بيفكر
ضحك ساخرا :ما تظنيش انه لسه بيفكر يا سلاااام ......وانا اقول بيتعامل معايا كده ليه طلع الاستاذ لسه بيفكر
نظر فخر لها بتوعد قائلا وهو يجز على اسنانه:والله يا اميره لو سمعت انك رحتى له تانى مش هيحصل كويس ...وبنتى أنا اللى اوديها للدكتور ومن دلوقتى هشوف لها دكتور تانى
وصرخ في وجهها :هاتى تليفونك
وقبل ان تعترض امسك حقيبتها واخرج هاتفها وسجل رقمه فيه ورن على هاتفه
ثم نظر لها بتهديد :بعد كده اول ما تتعب تكلمينى فاهمه
اشاحت بوجهها وهى صامته تعرفه عندما يغضب افضل شئ لها ان تلتزم الصمت
احتضنت لين
وسمعته يتحدث مع والد صديقه علي يساله عن طبيب اطفال ماهر ليذهب اليه
..................
مستلق وواضعاً راسه على قدم جدته وهى تمرر يدها على شعره بحنان تستمع له وهو يحكى لها عن الاسباب التى ادت الى هذا الزواج
عندما انهى ما بداخله
الجده وهى تنظر للبعيد:خايف ياعاصم ؟
اعتدل ونظر لها بحيره :مش هاكدب واقول لا ....ايوه خايف ... الفشل مش سهل...غير ان خوفى على كنزى اكتر انا مش ضامن اللى جايه دى هتحبها ولا لا ...هتعاملها ازاى هتكون حنينه عليها اسئله كتير جوايه ...ده غير انها صغيره في عمر لميس
الجده وهى تنظر له :اوعى تحكم على انسان من خلال عمره ممكن الصغيره دى تكون فيها حكمه وعقل اكتر من ناس كتير اكبر منها وتخليك تحبها وتتعلق فيها انت وبنتك ياولدى أنا عدى عليا ناس كتير شفت الصغير والكبير شفت بنات صغيرين في السن كبار في العقل والراى والحكمه
واردفت وانت ما فشلتش في التجربه الاولى انت حاولت لكن هى ماكانش مقدر لها انها تكمل معاك لان ده النصيب
ابتسمت :ربنا له حكمه في كل امر من الامور وله حكمه في ارتباطك بيها
وضعت يدها على قلبه :ادى فرصه لده انه يتنفس ويشوف وصمت قليلاً وهى تنظر الى عمق عينيه العسليتين واضافت :ويحس وماتظلمهاش ولا تظلمه معاك ...وعادت تربت على موضع قلبه برفق
نظر لها وعاد لوضع راسه على فخدها بهدوء
.................................
انحنى يربت على رقبته وهو يركض به في الارض الخضراء الشاسعه واعتدل وشد اللجام برفق فبدات خطوات تهدأ الى ان وقف نزل من الحصان وسار به الى تلك الشجره التى دائما ما يجلس تحتها لينعم بظلها واخذ يراقب غروب الشمس ...هذا الغروب يذكره بها عندما كانت تسير على الشاطى ... يذكره بضحكتها وهمسها
بحديثها و رقتها
لماذا عندما يتذكرها يشعر بهذا الاحساس الغريب لم يشعر به من قبل ....مشاعر جديده تصيبه بحيره وقلق ...لماذا عندما سمعهم يتحدثون عنها شعر بغضب وضيق لايريد ان يسمع احداً يتحدث عنها ولكن فى نفس الوقت بداخله فضول شديد لمعرفه اخبارها لرؤيتها منذ عاد وهو يشعر ان هناك شى ناقص ماهو لا يدرى لقد اتى الى هنا لكى يفكر بهدوء ويعرف ما الذى اصابه وهاهو حائر لايعرف مابه
امسك هاتفه وطلب رقماً وما لبث ان جاءه الرد من الطرف المقابل وسمع صوته الخشن ابتسم :وعليكم السلام ازيك ياعماد ...الحمد لله بخير ...انت اخبارك
تردد ان يسال ولكن حزم امره ان يسال:واخبارالاسره ايه؟
سمعه يقول :لحظه يا علي
نظر لحصانه وهو محنى راسه ياكل من العشب الاخضر الندى براحه وهدوء
سمع صوت عماد يتحدث :ليلى ...اعملى حسابك بكره اعدى عليكى ...بعد الظهر
اصغى جيدا لعله ينعم بصوتها الدافى ...و................
لكن فوجىء بصوت عماد الخشن وهو يقول :ايوه يا علي وصلت بالسلامه
اجاب ببعض الخيبه : الحمد لله ...انت مشغول ولا ايه ؟
اجابه :لا كنت بكلم ليلى من التليفون الارضى
وجدها فرصه ان يسال :اخبارها إيه هى والاستاذ عاصم
عماد :بخير الحمد لله
يريد اكثر لا يريد اجابه مقتضبه جافه يريد شيئاً يشعره بالراحه والامتلاء يشعره بالهدوء ويشبع فضوله الغريب تلك الصفه التى ظهرت مصاحبا لها لقد صار يكره الايجاز ...وهو الذى كان لا يتحدث الا به صار يمقته معها ...ما الذى اصابه لقد اصابته حمى التناقض والحيره والتفكير اشياء جديده احتلت عقله وقلبه عض شفته
وتنهد وهو يتابع الحديث معه

.........................
قالت ليلى بامتنان وهى تحدث تاليا هاتفياً : معلش يا تاليا أنا بتعبك معايا
تاليا وهى تقول باعتراض :تعب إيه يا ليلى بطلى الكلام ده لسه كنت بكلم ماما سميره وبقولهاعايزه اعدى على زينه عشان اساعدها في الجهاز
اردفت بتاكيد:شوفى أنا جايه بكره واخليها تيجى ولو رفضت تيجى معايا ...اشترى لوحدى
ليلى وهى تضغط على شفتيها بعبوس من عناد اختها
:اوكيه اشوفك بكره
انهت المحادثه وسمعت صوت باب الغرفه يفتح ويغلق وخطوات مسرعه رشيقه والاقتراب منها والجلوس بجانبها
قالت متعجبه :زينه في حاجه
زينه وهى تحتضن كفيها بتوتر :لميس كلمتنى بتقول انها جايه بكره وطنط نهاد ومرات عمها شريف
زينه وهى تشعر بتوتر : انا قلت لماما واتعصبت وقالت هما كل شويه جايين أنا مش فاضيه
شعرت بتوترها :ما تقلقيش مش هتخرج بكره هى بتقولك كده بس
زينه بتساؤل:هى تيته سميره تنفع تيجى بكره
ليلى وهى تربت على يدها :اكلمها تيجى انتى بس ما تقلقيش من حاجه
زينه براحه :بصراحة انا برتاح لوجود تيته سميره
ليلى وهى تضع يدها على معصمها وتمرر اصابعها على xxxxب الساعه البارزه بتاكيد:تيته سميره ربنا يخليها ...اقوم اجهز عشان سناء ساعه وتكون موجوده النهارده التدريب هيكون بره البيت
زينه وهى تتجه لخزانة الملابس وتخرج لها الثياب
:دى ثالت مره التدريب يكون بره البيت
ليلى وهى تتجه الى حمام الغرفه :التدريبات الخارجيه متعبه اوى وبتحتاج لتركيز كبير
زينه بحنان :عشان كده بترجعى هلكانه وعايزه تنامى
ليلى بثقه :سناء بتقول لى هو كده في الاول لكن مع مرور الوقت الموضوع مش هيبقى مرهق
زينه وهى تحتضن ذراع اختها وتقول بثقه :أنا عارفه ومتاكده انك هتنجحى
ليلى بتاكيد:ان شاء الله انجح واهزم خوفى
بعد ساعه
منتظره امام سيارتها تتحدث فى هاتفها
:هى لدلوقتى ياعماد بيه بتحرز تقدم كبير بشكل مذهل
الخطوه التانيه ...ابدء فيها نهايه الاسبوع ما تقلقش من حاجه
نظرت لليلى الخارجه من المنزل ومعها زينه
انهت الاتصال
القت عليهم التحيه واخذت ليلى وساعدتها لتجلس بجوارها
وتحركت بالسياره
كان يقف خلف شجره قريبه من البيت يراقب خروج ليلى مع اختها
وارتسمت ابتسامه على شفتيه وهو يقول بخفوت
:اظهر وبان عليك الامان

 
 

 

عرض البوم صور سامراء النيل  
قديم 20-05-17, 03:48 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307293
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: سامراء النيل عضو على طريق الابداعسامراء النيل عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 171

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سامراء النيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سامراء النيل المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: اهدتني ...قلبا

 

بنات انتظر تعليقاتكم لو مافي تعليقات وتجاوب مع قصه اقفلها

 
 

 

عرض البوم صور سامراء النيل  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اهدتني, قلبا
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية