الفصل السابع ( وبدأت الحرب! )

مقابلتها مع هيلين في الصباح التالي كانت قصيرة. فقد ادخلت بيترا لها الفطار , ثم تراجعت لتقول بحزم:
- لم ابلغ تلك الكذبة لدايفيد يوم امس, لأنها ليست ضرورية . فهو ليس بحاجة لمن يقنعه , فهو يعرف ما انت متلهفة لأن يعرفه.
بقيت هيلين مستلقية بين الوسائد هادئة.منتديات ليلاس
- عرفت انه حين وصل الى بيت المايجور يوم امس ان شيئاً لم يتغير , وأنا واثقة كذلك انه سيفعل المستحيل لمنع زواجي من نيل. إنه شر لا اتحمل وجوده, وبما انك تمكنت من شق طريقك الى مشاعره بإمكانك التخلص منه لأجلي.
- وهل لي ان اكون صريحة معه كما انت صريحة معي؟
- اعلم انك من النوع الذي يضحي بيترا , وان التهديد بأذيتك الشخصية لا يردعك. قلت لك إنك لو تخليت عني فسأوجه لك ضربة عبر اخيك. وهذا ما سأفعله , والأمر عائد لك, أليس كذلك؟

تركت بيترا الغرفة وعادت الى غرفتها لترتبها, وتشرب كوب عصير برتقال , ثم خرجت لتضع رسالة امها في الكوخ لتكون جاهزة امام تشارلز حين يعود للغداء, كانت تود لو ترسل رداً حاراً فيه تمنيات مخلصة لشفاء دانيال فوتون , لكن من الممكن انهما الآن سافرا واغلقا شقتهما, وفي هذه الحالة عليها انتظار وصول عنوانهما الجديد لها.
بعودتها الى المنزل لاحظت من بعيد وجود هيلين ودايفيد على الشرفة , وقررت انها لن تتحمل الحديث مع أي منهما, ثم توجهت من هناك الى الطريق الصخرية المنحدرة بشدة بين الاشجار نحو النهر, في مكان ما وراءها سمعت صوت صخرة صغيرة تتحدرج الى الأسفل, فالتفتت الى مصدرها , لتجد نيل يقفز بخفة نحوها متجاهلاً الممر. لم تنظر الى وجهه الى ان اصبح قريباً منها ليحييها , ورأت ان فمه يبتسم:
- قال دايفيد انه شاهدك قادمة الى هنا, هل تأتين دوماً الى النهر؟
- لا, فهذه المرة الأولى منذ..
وصمتت , فسألها :منتديات ليلاس
- منذ متى؟
- منذ مجيئك الى المزرعة.ريحانة
- وقبل هذا؟
- قبله بعدة اشهر , كنت استكشف المنطقة .
- كنت اظنك لا تأتين الى هنا إلا وانت مضطربة , فلنكمل طريقنا بعيداً عن الرطوبة ونجلس قليلاً , موافقة؟
- أليس هذا وقت غير عادي تكون فيه حراً؟ لم تبلغ الساعة العاشرة.
- احياناً, تحدث امور تكون اكثر اهمية من العمل , فالعمل دائماً موجود , كما المزرعة , لكن العلاقات الانسانية تخرج من اليد إذا لم تتوطد من وقت لآخر. احذري! المطر بلل قسماً من المنحدرات حتى اصبحت منزلقة .منتديات ليلاس
اكملا تسلقهما وهو يمسك بذراعها حتى وصلا الى صخرة منبسطة حولها العشب الأخضر الربيعي . وجلسا على مسافة قصيرة من بعضهما , ورفع نيل ساقه , واخذ ينظر الى ضفة النهر :
- هل امضيت يوماً طيباً بالأمس؟
- عموماً , اجل, فالمكان جميل بشكل لا يصدق.ريحانة
- قالت هيلين انك كنت مصممة على الذهاب , فهل لهذه اللهفة اسباب خاصة.؟
هيلين مرة اخرى ؟ كل استقلالية بيترا ثارت ضد هذه المرأة ووسائلها .
- لم يكن هناك الحاج بالنسبة لي , بل من جهة دايفيد , بإمكانه الآن شطب ذلك المكان من لائحة زياراته التي خطط لها .

ملاحظة.. الرواية للي كتبت منها الرواية لم تكن ناقصة الصفحات حسب تسلسل ارقام الصفحات ولكن هناك صفحة من رواية اخرى باسماء شخصيات مختلفة , لذلك راح تلاحظوا ان الرواية ناقصة صفحة

******

- لا تكوني حمقاء كانت هذه الطريقة الوحيدة لمعالجته , ولنعد الى الفستان.
لحقت به على جواد من الاسطبل.
- وعلقت عند تدفق المطر , كان بالإمكان ان تتأذي!
- لم يكن الأمر مأساوياً هكذا, مجرد تبلل , ووجدته في كوخه.ريحانة
- لم اسمع من قبل بتصرف غير مسؤول كهذا؟
- ربما , لأنك لم تتعامل من قبل مع اشخاص يتصرفون من القلب , اتخلى عن حياة مقابل ان يعود تشارلز خالياً من الهموم كما كان منذ اسابيع .
- إذن , لا يجب ان تتركيه , ما الذي دفع هذه الفكرة في رأسك؟
- وصلتني رسالة من امي بالأمس.
ورددت عليه محتوى الرسالة , وانهت:
- اظن من الحكمة ان اذهب إليهما حال ان اعرف اين هما . فقد تحتاج امي للمساعدة .
قال لها بعد تفكير:
- اريدك ان تخبريني حال وصول الرسالة التالية لك, وسنبحث الأمر سوية , والآن اخبريني لماذا اخذت غرفتك هذه الصغيرة بين غرف المنزل؟
- لأنني وجدتها المناسبة.
- وماذا عن الغرفة التي تحتلها الآن هيلين؟
- ظننتها لأمك . إنها جميلة جداً, ووجدت دائماً انني قد ادنسها لو استخدمتها.
- لا, ليس الأمر هكذا بيترا , انت انثوية ومرغوبة, لكنك لست مزخرفة . والغرفة لم تكن لأمي.
ازيح حمل ثقيل عن كتفيها فتنهدت:
- اليست لأمك ؟ إنها جميلة !
- لقد حضرتها امي منذ سنوات طويلة, لشخص عزيز وجميل, شقيقتها , كانت عازفة بيانو شهيرة , واصيبت بانهيار وجاءت الى هنا للنقاهة. وبقيت سنتان, ثم جاء معجب قديم وتزوجها, وتعيش الآن في نيويورك.منتديات ليلاس
- ولم تتغير الغرفة بعدها؟
- ماتت امي, وبقي كل شيء على حاله, إنها بحاجة لبعض التغيير , حمام إضافي , مطبخ ملائم أكثر, ربما بناء إضافي لغرفة الجلوس...
قاطعته على الفور:
- اوه, لا ! لا يمكنك مطلقاً ان تجد مايماثل خشب السقف الأصفر, ولا الإطار الأسود , الأبواب الزجاجية المرتفعة تعطيك كل السعة التي تريدها.
ابتسم:
- كنت اظنك تجدين السقف العسلي اللون, والأثاث القديم كئيبان .

- إنهما رائعان , وهما مناسبان حيث هما , فيهما الايحاء بالعائلة والشخصية.
سألها ساخراً:
- وما رأيك بالشخصية؟
رفعت ركبتيها ولفت ذراعيها حولهما :
- إنها معقدة , قوية ثابتة, متشبثة بتراب هذه البلاد , لمسة حنان هنا, سحر هناك , هذا من تأثير والدتك , استطيع القول ولطالما كنت سعيدة بالحياة هنا.
ضحك وهو يميل الى الخلف.
- لكنني احب التقدم , وهناك اشياء تحدث لا يستطيع الإنسان منعها , وهكذا هي الحياة .
- ومن واجب المرأة الغريزي تحسن محيطها وتطوره, ليصبح آمناً لتربية اولادها , وامام هذه المنطقة مسافة طويلة قبل ان تصل إلى الكمال .ريحانة
صمت كلاهما فجأة , كانت هذه المرأة الأولى التي يتكلمان فيها دون حواجز, والتوتر في الجو مرده انه دائماً يأتي به معه.
لكن , لفترة قصيرة ارتاحت اعصابها , صحيح انها لم تكن سعيدة , بل متوترة وحزينة , لكنها لن تنسى ساعة من الارتياح بسهولة , وانهى نيل الصمت بطريقة اجفلتها:
- هل انت افضل الآن ؟
- افضل من ماذا؟
- ألم تقولي انك لا تجيئين إلى هنا إلا وانت مضطربة ؟ فماهو سبب اضطرابك الآن؟
اغرتها الحقيقة ان تقول , لكن للحظة واحدة , يجب ان لا تنخدع برقته, فهو لا يزال الرجل الذي سيتزوج هيلين . وقالت :منتديات ليلاس
- انه مزيج من اشياء كثيرة , احدها طريقة تعاملك مع تشارلز التي اظنها خاطئة. وإذا لم تتغير الأمور بالنسبة له لن يكون سعيداً اطلاقاً. وحتى ولو لم ير ابنة عمك, فستكون قريبة منه لتبدد له راحة باله, فتشارلز لا يحتمل هذا النوع من المآسي.
- وماذا يجعلك تظننين ان الحب غير المتكافئ مأساوي , أهي تجربة شخصية؟
وضعت خدها على ركبتها جانبياً , تنظر بعيداً عنه, وقالت :
- عرف ما أتكلم عنه.
- دايفيد؟
- ولم يجب ان يكون دايفيد؟
- لأنك بكل تأكيد كنت خالية القلب قبل مجيئه, سأقول لك شيئاً , حين وصلت الى هنا, ووجدتك صغيرة شابة, تعمدت ان أتعالى عليك لأنني اعرف ماكان سيحدث لو كنت ساحراً ودوداً , ولو شجعتك بيترا .. أكنت اخترتني أنا لأول حب لك؟
بحركة واحدة استقامت واستدارت , وظهر احمرار الغضب على وجنتيها :
- كيف تجرؤ على قول هذا؟ ليس لديك اساس لدعم قولك.