أستغرب أن إحداهن لم تقلد وسام العطاء حتى اللحظة !

كمية الحروب الدائرة في الوطن العربي حالياً تبعث في دواخلي ألماً مضاعفاً أقوى مما قد يخطر على بال أحد ..
حسناً صديقتي سعودية
الأخرى يمنية
الثالثة عراقية
الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة فلسطينيات
الثامنة والتاسعة والعاشرة سوريات
كتلة مميزة أليس كذلك ؟!
إحداهن، عاشت مغتربة مع أهلها لسنوات ثم تفاجئوا بأنهم لا يملكون مكاناً ليعودوا إليه إذا ما رغبوا في إنهاء هذه الغربة ..
الكيماوي دمر مدينتهم
الأخرى أخرجتها الحرب قسراً مع أمها وبعض أهلها ليأتيهم الخبر ها هنا .. أخوها استشهد وأبناء عمومتها جميعاً في غياهب السجون
إحداهن سافرت للدراسة ومعها بعض أهلها
اتصل بهم الباقون في الوطن هاتفين بأن الحرب قامت ..
لم تكن قادرة على استيعاب ما حدث ..
حرب ؟! أي حرب ؟!
لم يعد بإمكانهم العودة لقضاء الإجازة مع أهلهم .. ابن العم حاول فعلها وما زال مختطفاً حتى اللحظة !!
إحداهن مزق وطنها ما بين تفجيرات حكومة نسيت أنها يفترض أن تعمل لصالح الشعب وبين هجمات مدعي التدين وبين شقاقات داخلية وتدخلات خارجية ودماء نازفة وضغينة شعواء اشتعلت في بلاد طالما كانت حاضنة لعشرات الحضارات ليجيء أخيراً وقت تناحر أبناء تلك الحضارات !!
بعضهن لم يزرن وطنهن الأم يوماً وربما لن يفعلن ..
بعضهن من غزة، وأن تكون من غزة فهذا سبب لتقهر بحد ذاته ..
ما بالك بأن تكون من غزة ، تدرس في مصر فأنت مجبر على عدم العودة حتى تنتهي سني دراستك خوفاً من مزاجية المتحكم في المعبر ، غير قادر على زيارة القدس إلا أن يشيب رأسك وينحني ظهرك ؟!
كلهن تقريباً من دول شبه متناحرة
كلنا من دول شبه متناحرة
كلنا نشكل كتلة مستقلة ..
كتلة لا تملك إلا الألم مع استمرار النزيف وانتظار الفرج ..

التاسع من أبريل
مذبحة دير ياسين ..
الغزو الأمريكي للعراق ..
تفجيرات مصر ..

هل من زيادة على القائمة ؟!

"والله يعلم ما في قلوبكم"
تنقلني من أشد الضيق إلى أوسع الفرج
اللهم إنك تعلم ما في قلبي
اللهم إني أسألك رضاك وتوفيقك وتيسيرك يا رب العالمين

دقت ساعة العمل ..