كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
تساءلت تريشيا عن الصور التي يستطيع شوك ابتكارها : هل يظهر عن عمد في هذه الأماكن المقفرة والبعيدة دائماً؟
لقد التقيا قليلا لكن كل مقابلة كانت تخلق توتراً من الواضح انه لم يتغير أي شيء في جرين هيلز منذ وصوله فكل واحد متمسك بمكانه .ريحانة
كان شوك و بادي يتحدثان في اغلب الاحيان معا في المكتبة وكان يترك تعليماته الى تريشيا مكتوبة على ورق.
لقد تغير بادي نفسه . لقد ابدى حماساً جديداً . كان هناك وميض يتلألأ في عينيه عندما كان شوك يدخل عليه إنه لم يكن بشوشا قط مع تريشيا , كانت تتألم لذلك فهي تعرف ان شوك لا يحاول اكتساب عطف والدها , لكن هذا الاخير يمنحه هذا العطف بشكل تلقائي.
رأت شوك وهو يقترب ومن ثم نهضت.
قال وهو بعيد عنها الى حد ما :
- تعالي هنا.
تسمرت تريشيا لدى سماعها النبرة أكثر من الكلمات نفسها .
- لا تحاولي الوصول الى حصانك فلن تصلي إليه.
اجتاحها الخوف , تصل اليه ؟ حملق شوك الى شيء موجود خلفها . ادارت رأسها بفطنة. شهقت لما اكتشفت ثور بادي.
كان الحيوان الأسود قريبا جدا , ورأت نظراته المتوحشة المسلطة عليها ورأسه المنخفض.
- كيف .. ماذا يفعل هنا ؟
- تعالي يا تريشيا , ابدئي بالمشي. لا تجري , تعالي على يساري وسنخرج من هنا.
- ولكن سحاب ...
- لا تقلقي عليه.منتديات ليلاس
بدأت تمشي دون ان تبعد عينيها عن الثور , جذبت حركتها الأولى انتباهه , حك الثور الأرض بغضب بعد ثلاث خطوات قامت بها .. توسل شوك اليها :
- هيا يا تريشيا. رفعت عينيها نحوه ورأى شوك الخوف فيهما .
- خطوة خطوة يا سيدتي الجميلة , هيا .
سارت الفتاة كالإنسان الآلي.
- إذا ثار فانتظري حتى الثانية الاخيرة , ثم ابتعدي عن طريقه وألقي بنفسك على الأرض.
مدت ذراعيها حتى وصلت بالقرب من شوك حتى امسكها . كان معصمه جامداً وشعرت بألم في اللحظة التي رفعها شوك على سرج الحصان , ثار ثور , ورحل الحصان أفاق بسرعة .
قال شوك :
- الى الحصان وبسرعة .
امتطت تريشيا سحاب ورحل الفارسان والثور في اعقابهما.
صاح شوك :
- هل يتمكن حصانك من قفز السور؟
قالت تريشيا وهي تضحك:
- سنعرف هذا فوراً.
اجتازا الحاجز معا. اصبح الثور في الجانب الآخر وسط عاصفة من التراب . كانت تريشيا تضحك دائما.
قالت متعجبة :
- حسنا , لقد افلتنا بأعجوبة !
وطئ شوك الأرض بقدميه واقترب منها وانتزعها بوحشية من على حصانها.
- هل تستمتعين هكذا ؟
لم ير شوك قط امرأة تنتقل من شعور الى آخر هكذا , بمنتهى السرعة . لقد حل إحساسها بالإثارة محل إحساسها بالخوف .منتديات ليلاس
- هل تفضلين دائما اللعب مع الموت ؟
قالت وهي تشهق :
- اولا من وضعه في هذا المرعى ؟ إنه يوجد دائما في المرعى الشمالي.
|