كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 507 - الحب او لا شيء - ناتالي فوكس - قلوب عبير - دار النحاس (الفصل السادس)
همس قائلاً " يا فتاتي" وانحنى ليعانقها بهدوء ومودة مرة اخرى . كانت تتوقع منه اية إثارة عاطفية وكانت على اتم الاستعداد لتوقف ذلك الخداع الذي سيظهر منه, لكن الامر اختلف الآن. كان ذلك اغراء لطيفاً منها, تذكير مثير بما كانا عليه وما قد خسراه , والمضحك في الامر كله ان فرناندو لم يخططه على هذا السبيل , لكن يبدو عليه الآن انه استسلم مفسحاً لها العجال للتصرف بحنو ولطف.ريحانة
ابتعد فرناندو قليلاً, فما كان من روث إلا ان قفزت بسرعة واقفة , وهي تصلح من شأنها , وادارت وجهها المتورد نحو البحر بينما كان هو ينفض البطانية. لقد احبته كثيراً الى حد انه لو اقترح بأن يشبكا ايديهما ويتقدما من حافة الهضبة ليقفزا منها معاً مثل اثنين ملتاعين من شجون الحب لكانت فعلت ذلك بكل طيبة خاطر.
ارتعدت فرائصها وهما يعودان نحو غابة الصنوبر , احست بالتشاؤم وكأن خطراً ما ينتظرها. وتمنت لو ان فرناندو كلمها بود وحنان واعاد إليها املاً كانت قد فقدته , فبهذا كان قد خفف الكثير من الاختلاجات التي تحس بها الآن . إنها تعاني من ضعف, لم يسبق لها ان عانته من قبل .منتديات ليلاس
حب كبير للغاية , انه حب من دون أمل لأن هناك امرأة اخرى لها الحق وحدها للمطالبة به الآن , ولهذا السبب قبلها بتلك الطريقة ليدعها تعلم كم ان هذا الحب اصبح باطلاً.
" ينبغي عليّ الخروج اليوم " انبأها فرناندو في صباح اليوم التالي عندما جاءت لتناول الفطور في الفناء " هناك بعض اللقاءات في الكوديا " ثم هز بكتفيه من دون أي مبالاة وهو يبتسم في وجهها قال مضيفاً " المزيد من الفنادق " سبحت روث كرسياً من جانب الطاولة وجلست ثم سكبت لنفسها بعضاً من القهوة" في صوتك نبرة اعتذار , وكأن كسب بضعة ملايين اخرى جريمة يعاقب عليها القانون , هيا, , اسرع , وبينما انت تناقش اعمالك فكر بعملي الذي حتما سيتوقف إن لم اخرج من هنا وأقوم بالمناقشات اللازمة له "
" آه , العمل, يجب ان لا ننسى ذلك" لم يكن في صوته أي نوع من السخرية عدا التلميح وكان هذا كافياً ليعيد الحذر إلى نفس روث " تعالي معي" اقترح عليها ذلك وهو يميل قليلاً الى الأمام كي يتمكن من رؤية انفعالها وهي تقضم قطعة من شطيرة مدهونة بالزبدة والمربى " في الكوديا ميناء قديم , وشاطئ نظيف جداً وقد شيدت منازل هذه القرية القديمة قرب موقع لمستمعرة رومانية , كذلك هناك متحف , في استطاعتنا زيارة كل هذه الأمكنة وفي استطاعتي تقديمك إلى بعض الاشخاص"
اغراها الأمر, كثيراً قالت " انتبه لي ايضاً جيداً كي لا احاول الهرب " وعادت لتقضم الشطيرة.
" انت تدركين انه انتهى كل شيء بيننا يا روث " قال لها ذلك وهو يحدق بها بعينيه ويطيل التحديق.منتديات ليلاس
كانت المبادرة الأولى من روث في فصل تلك العلاقة , فاخفضت عينيها نحو فنجان القهوة. كانت تدرك تماماً ما كان يقصد , مع ان ما من شيء معين قيل. كانت وجبتهما ليلة البارحة شهية وتوالت الاحاديث الزاخرة باختصار وكل شيء كان مختلفاً عما كانت تتوقعه. حديثهما الذي تطرقا إليه عند أعلى الهضبة ساعة غروب الشمس هو الذي غير كل شيء . فعوضاً من ان يثير غروب الشمس شيئاً في عواطفهما المتأججة وهذه كانت نية فرناندو بالتأكيد , كان ذا تأثير عكسي فيه الكثير من المرارة المؤلمة التي ادت مهما الى نوع من الحزن العميق.
|