لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-16, 08:59 PM   المشاركة رقم: 2896
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2014
العضوية: 285912
المشاركات: 377
الجنس أنثى
معدل التقييم: همسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جداهمسة تفاؤل عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 666

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همسة تفاؤل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن واﻷربعون)

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الورد

يوووووبييييي
دخلت وشفت القمر موجود ومنور

ميشوو يا عسل اشتقتلك مووووووت ان شاء الله تكوني بخير ومرتاحة ومبروك ختام الرواية عندك عقبال ما نختمها معك على خير وتتطمن قلوبنا على ابطالنا وبطلاتنا


متلومة منك على تقصيري الفترة الماضية مو بس معك مع كل الكاتبات الي متابعة الهم لأني مضغوطة جدا هالفترة

بقرأ الفصل بس ما بلاقي وقت اعلق وللصراحة ما فيني اكتب تعليق مختصر كلمة او كلمتين لازم اطلع كل الي بقلبي فلذا اعتصمت عن التعليق

واوعدك ان شاء الله بعد فصل اليوم اشرح ابطالك بالتفصيل واطلع كل الحكي للي في قلبي وفي ناس حاقدة عليها وبشدة وناس كانوا رافعين ضغطي على وشك اغرم فيهم ؟؟!!


وتوقع من زمان عندي بس ما صحلي اكتبه قبل وان شاء الله ما يكون حدا سبقني عليه من البنات
اتوقع ان درر تقابل ارجوان وهي بتدور على اواس لأني في بمرة درر تساءلت كيف هي مرته لجابر فلذا هاي امنية اكثر من انها توقع ههههههه بدي اعرف ردة فعلها


واستمري يا مبدعة واتحفينا
تقبلي خالص حبي

 
 

 

عرض البوم صور همسة تفاؤل   رد مع اقتباس
قديم 22-03-16, 09:00 PM   المشاركة رقم: 2897
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن واﻷربعون)

 



الفصل التاسع والأربعون


المدخل : بقلم آيفا رمضان

ﻻ تترجمي الحب لي يا ترجمان فأن كنتي أنسة في مدرسة الحب فدعيني أن اقول لكي أنني مدرسة كلها
ﻻ للحب مدرسة وأعذروني وخذ منهاج الحب مني فسرب الحب ﻻ تخطئ في أسره و دعوني أنا أن اعلمكم
ماهو الحب فلحب حرفان ح "حيرة عند لقاء "وب "بكاء عند الفراق" ولكن لي أوس الحب مدرسة درة
والحب حرفان ح "حياة عند لقائي "وب"بكاء عند موتي "

سلمت يداك


دخلت خلفها راكضة وصعدنا للأعلى ودخلنا الغرفة فتوجهتْ سراب من

فورها للحمام فلحقت بها فكانت دُرر تجلس على طرف الحوض ممسكة

معدتها بقوة وتتألم فتوجهت نحوها وقلت " ساعديني يا سراب لننزلها وإن

عجزنا ننادي ذاك الأحمق ليحملها "

أمسكت دُرر بيدي وقالت من فورها " لا .. أنزلاني أنتما لا أريد أحدا يحملني "

قلت ونحن نوقفها برفق " يا غبية أنتي متعبة حتى الله يتجاوز عن هذا "

أخرجناها ونزلنا بها السلالم كل عتبة تئن فيها بوجع وتصر أكثر أن لا يأتي

ليحملها , ليت شقيقها كان هنا لخلصنا من هذه المشكلة , نزلنا ووجدنا

محامي سراب واقفا بحقيبته وقال ما أن رآها " سيدتي جئت من أجل الـ ... "

قاطعته قائلة ونحن ننزل آخر عتبة " ليس وقته عد في وقت

لاحق أو سأتصل بك "

قال من فوره " لكن الـ.... "

قاطعته مجددا بضيق " ألا تراها أمامك ؟ لا يمكنني توقيع شيء

الآن ويمكن تأجيل كل ذلك "

أبعدتُ يدها عنها وقلت " ها قد وصلنا اذهبي له ونحن سنأخذها للمستشفى "

كانت ستقول شيئا فسبقتها دُرر قائلة بصوت ضعيف وهي تسند يدها الأخرى

بباب المنزل " لا تتركيه ينتظر يا سراب ولا تقلقي سأكون بخير "

خرجنا حينها وكانت سيارة إياس أمام الباب وفتح لنا بابها الخلفي وكانت تلك

الطفلة واقفة معه وما أن رأتني حتى فرت هاربة تلك المنحرفة الصغيرة , وهذا

الأحمق سيأخذنا بسيارة الشرطة هل ينقصنا فضائح , رميت له حقيبتي فأمسكها

من فوره مستغربا فقلت وأنا أنزل بها عتبات الباب " أخرج مفتاح سيارة

سراب منها , هل تريد أخذنا بسيارة الشرطة "

قال من فوره " وها أنا بزي الشرطة "


قلت بضيق " تحرك يا إياس فأن تكون بزيك وفي سيارة

عادية أهون ألف مرة "

فتح الحقيبة متوجها لها وتبعته أسندها وهي تحاول كتم أنينها بكل جهدها كي

لا يخرج أمامه , فتح لنا الباب فأركبتها وركبت بجانبها وركب هوا في الأمام

ورمى حقيبتي في المقعد بجانبه وقال ونحن نخرج من هناك " لأول مرة

أرى حقيبة امرأة لا تعج بأدوات الزينة "

قلت ببرود ماسحة على رأس دُرر " لأني لا أحتاجها , وقد بسرعة

لا وقت للحديث عن حقيبتي "

قال ناظرا لي في المرآة ومبتسما " أريد أن أعرف ماذا يفعل مشرط

العمليات في حقيبتك "

تأففت ولم أتحدث فقالت دُرر هامسة بتألم " سأموت يا ترجمان لم يعد

بإمكاني التحمل والنزيف عاد مجددا "

ضممتها بقوة وقلت بعبرة مكتومة " ستكونين بخير توقفي عن

قول هذا يا شقيقتي "

صرخت بعدها فيه " أسرع يا إياس إن حدث لها شيء أقسم أن

أشرّحك بذاك المشرط "

قال بضيق " أنا أسير بأسرع ما لدي فتوقفي عن توتيري أكثر يا ترجمان "

ارتخت حينها يد دُرر المتشبثة بي حتى سقطت في حجرها فضممتها

بقوة وقلت ببكاء " دُرر لا تموتي شقيقتي أرجوك "

ثم صرخت فيه مجددا باكية " لقد أغمي عليها قد تكون ماتت أسرع

يا إياس حلفتك بأغلى ما لديك "

قال من فوره " لو تركتنا جئنا بسيارة الشرطة لاجتزنا الازدحام

بسهولة فجربي نتائج أفكارك "

وصلنا بعدها للمستشفى وأخيرا ونزل إياس راكضا وأحضر ممرضتان

وسريرا يجرانه معهما ووضعوها عليه وأدخلوها نتبعهم حتى دخلوا بها

إحدى الغرف فشددت كم سترته وقلت " أخبرهم يحضروا طبيبة أقسم

إن استفاقت ووجدت طبيبا معها أن تجن "

قال بضيق " ليس الوقت مناسبا لنتشرط عليهم يا ترجمان

وتري حالتها بنفسك "

تأففت وقلت " لأني أعرف دُرر جيدا فأخبرهم يستدعوا ذاك الطبيب

الذي اسمه خالد عمران هوا يعرف زوجها ويجلب لها طبيبة جيدة دائما "

تحرك حينها مغادرا وما هي إلا لحظات وتوجهت نحو الغرفة طبيبة

راكضة يتبعانها ممرضتان ودخلوا لها وما أن وصل إياس عندي حتى

خرجت إحداهن قائلة " نريد دما وزمرتها نادرة يجب أن تحظروا

بديلا للتي سنعطيها لها حالا "

قلت من فوري " أعطوها وسنحضره أعدك "

هزت رأسها برفض وقالت " القوانين لا تسمح لي "

قال إياس حينها " هل تقصدين زمرة الدم بي سالبة "

هزت رأسها بنعم فقال " هي ذات زمرة دمي "

قال متحركة جانبا " ألحق بي إذا "

فتبعها من فوره وبقيت واقفة هناك وحدي , لم أتخيل أن تكون نزفت هكذا

حتى تحتاج للدم !! أو أنه دمها أساسا قليل من شحوبها وقلة أكلها وبكائها

المستمر , لا سامح الله ذاك المغفل الذي تركها وذهب , كان على الأقل

فعل شيئا جعلها تكرهه به ولا تفكر فيه بدلا من أن ترك لها تلك الرسالة

الموجعة ومحلات ومال ليؤكد لها أكثر أنه تركها رغما عنه , مر الوقت

لا شيء سوا خروج ودخول الممرضات لغرفتها وإياس لم يرجع منذ

ذهب ويبدوا غادر المستشفى لعمله وتركني هنا وحدي ذاك الأحمق ولم

يكلف نفسه ولا عناء إخباري أنه سيذهب وأن أتصل به إن احتجنا شيئا

غادرت الممر بحثا عن مكان آخذ منه ماء , أشعر بحلقي سيتكسر من

العطش , ما أن وصلت جهة قسم الاستقبال حتى فوجئت بإياس يقف هناك

عند النافذة الزجاجية في الزاوية حيث تُسلم نتائج التحاليل ولا أتبين من في

الداخل سوا اليدين المستندتان على الطاولة وكانتا لامرأة بأصابع بيضاء رقيقة

وهوا واقف مسندا جبينه بذراعه ووجهه في الفتحة تماما ويضحك , صررت

على أسناني بقوة من الغيظ فهذه صفة جديدة فيه أصبح زير نساء !! ومؤكد

قضى كل ذلك الوقت هنا يتحدث ويضحك مع الممرضات , تحركت بخطوات

غاضبة حتى اقتربت منه وسمعته يقول لها " توقفي عن المزاح الثقيل

ولا تجعليني أندم أني ساعدتك "

قالت شيئا لم أسمعه لانخفاض صوتها ورقته ولم أركز فيه أساسا

وقال هوا ضاحكا " يكفي الوقت الذي ضيعتيه عليا من أجلك "

شعرت بالأبخرة تخرج من رأسي فوكزته بأصابعي على كتفه

فنظر لي فورا وقال " ماذا حدث معها ؟ هل خرجت الطبيبة ؟ "

قلت ببرود " ومهتم كثيرا لأمرها ؟ "

ابتعد حينها عن النافذة وقال محدثا التي في الداخل

" سأكون هنا فإن احتجتِ شيئا أخبريني "

ثم تحرك وبقيت أنا واقفة مكاني فوقف والتفت لي وقال

" هيا ما بك واقفة ؟ "

أشرت بإصبعي للنافذة وقلت " من تلك ؟؟ "

ابتسم وقال من فوره " فتاة طبعا "

كتفت يداي لصدري وقلت " غادر حالا .. أنا من سيهتم بكل

شيء وحدي "

قال بابتسامة ماكرة " لن أغادر ولن أعتبرها غيرة "

تركته وتوجهت للنافذة ووقفت أمامها ونظرت للجالسة خلفها

بصدمة وقلت " سدين !! "

رفعت رأسها لي وقالت مبتسمة " مرحبا ترجمان , كنت سأنهي

عملي هنا وأمر بكم لأرى صديقتك وأطمئن عليها "

تركتها حينها وغادرت عائدة من حيث أتيت مجتازة لإياس دون حتى

أن أنظر له فلحق بي حتى وصلنا ممر الغرفة وجلست على الكرسي

المجاور لها فجلس بجانبي وقال " لن أقول لك فلنتحدث عنا لأنك بالتأكيد

سترفضين فلنتحدث عن سدين وغضبك ألا مبرر منها ووالدتي أيضا "

قلت بسخرية " ولن أرضى عنهم أبدا ومعي حق "

قال بهدوء " لا دخل لأحد بذلك يا ترجمان فأنا من فرضته على الجميع "

نظرت جانبا وقلت ساخرة " نعم وزد من سلبياتك عندي "

تنهد وقال " سدين أكثر من كانت معترضة وما لا تعلميه أنها صرخت

بي وعنفتني أكثر من مرة من أجلك ولأول مرة تفعلها في حياتها

وبكت من أجلك كثيرا "

كتفت يداي لصدري وبقيت على نظري لجانب الممر ولم أتحدث

فتابع قائلا " سدين تمر بظروف تحتاجك بجانبها فهل ستتخلي عنها "

نظرت له وقلت بهمس " ماذا حدث ؟ "

نظر لمفتاح السيارة في يده وقال " وصلت ورقة طلاقها يوم

زفاف رغد "

نظرت له بصدمة وقلت " طلقها !! كنت أعلم أنه أحمق ومغفل

ما بكم رجال الشرطة جميعكم بلا قلوب "

قبض على المفتاح بقوة ونظر لي وقال بضيق " لما يجب

أن تشمليني في جميع المصائب "

قلت بحنق " لأنكم كذلك وما رأيت منكم العكس "

قال بحنق " هي من طلبت الطلاق وهوا لم يكن راضيا "

قلت من فوري " والسبب ؟ "

نظر لي بصمت فقلت بجدية " سدين لن تطلب الطلاق دون

سبب منطقي أليس كذلك "

عاد بنظره ليده وقال " لقد تحصلتْ على فرصة عمل في مركز مشهور

وطلبوا شهادة كفاءة من مستشفى وهي تعمل هنا من يومين "

بقيت أنظر له بصمت وتابع هوا بهدوء حزين ويده لازالت تقبض على

المفتاح بقوة " عجزت مجددا عن إنقاذ زواج إحدى شقيقاتي , وقررت

مجددا قرارا فاشلا عاد على إحداهن بالضرر "

نظرت له باستغراب فهذه أول مرة يفكر فيها إياس في إقحامي في شيء يخص

حياته وشقيقاته ! لأول مرة يشتكي لي عن شيء يؤرقه ! بل لأول مرة يعترف

بعجزه أمامي ! قال بهدوء عندما طال صمتي " حين توفي والدي كنت في السابعة

عشرة ورغد عمرها عشر سنين فقط , سدين وسلسبيل كانتا في الخامسة ... ثلاث

أرواح صغيرة تحتاج من يرعاها معنويا قبل الرعاية المادية , وأُم مكسورة فقدت

زوجها في ريعان شبابها , ومنذ ذاك الحين وأنا أحاول سد مكانه بكل ما كان لي

من جهد وطاقة ولم أتخيل يوما أن يكون نتيجة كل تلك السنوات فشل دريع كهذا "

نظرت له بضياع يشبه ضياع كلماته وقلت بهمس " ولما تعده فشلا ؟ "

نظر لي وقال " ألستِ تريني أنتي فاشلا أحمقا وبلا قلب "

أبعدت نظري عن عينيه وقلت ببرود " ما بيني وبينك شيء وما

بينك وبين شقيقاتك شيء آخر "

وقف حينها وقال " عليا الذهاب لأخذ استئذان وأغير بذلة

الشرطة التي أصبحنا فرجة بسببها وسأعود "

ثم غادر ونظري يتبعه وتمتمت بحنق " وسنبقى فرجة طبعا فضع بودرة

تسمر وجهك واحلق هذه اللحية البنية أيضا كي تبعد الأنظار عنا "

انفتح الباب في الجانب الآخر لي فوقفت من فوري والتفت للخارجة منه

وقلت " كيف أصبحت الآن ؟ "

قالت مبتسمة " حمدا لله لم تفقد الجنين وتمكنا من إيقاف النزيف "

نظرت لها بصدمة وقلت " حامل !! "

هزت رأسها بنعم وقال مستغربة " في شهرها الثالث كيف لا علم لكم ؟ "

هززت رأسي بحيرة مما سمعت وقالت هي " سأكتب لها علاجا وعليكم

الحرص على طعامها وصحتها ونفسيتها أيضا فتبدوا محطمة من جميع

النواحي ولا تراعي وضعها وصحتها , أبقوها هنا يومين تكون تحت

الملاحظة ... وحمدا لله على سلامتها "

ثم غادرت ونظري يتبعها ولازلت لم أستوعب بعد ما قالته فهل كانت دُرر

تعلم ولم تخبر أحدا !! لكن لما ؟ خرجتْ الممرضتان من عندها فدخلت لها

فكانت تنظر للسقف بحزن وشرود وتنفسها يخرج متعبا وقد ازدادت شحوبا

على شحوبها فاقتربت منها وجلست على الكرسي بجانب سريرها وأمسكت

يدها وقلت " أفزعتنا عليك يا حمقاء وكله من دلال حبيب خالته "

نظرت لي وقالت بعبرة ودمعتها ملئت عينيها " تركه لي يا ترجمان , كم

طلبت منه ابنا وإن كان سيموت ورفض وها قد تركه بعده "

شددت على يدها بقوة وقلت " تلك مشيئة الله لا أحد يفرض رأيه فوقها

وسيرجع ونجده وتربيانه معا فتفاءلي "

هزت رأسها بلا ودموعها تنزل من جانبي عينيها وقالت بعبرة

" بث أفقد الأمل يا ترجمان وليتني اقتنع فقط أني لن أراه مجددا "

وقفت وجلست بجوارها على طرف السرير ومسحت دموعها قائلة

" توقفي عن إجهاد نفسك يا دُرر , الطبيبة قالت أن هذا يؤثر على

الجنين ووضعه غير مستقر ففكري فيه على الأقل "

رفعت يدها تمسح دمعتها بطرف أصابعها المرتجفة فقلت بابتسامة حزينة


" كيف تخفيه عنا هكذا يا أنانية ؟ ولا تقولي أنك لم تكوني تعلمين

فهذه ثلاث شهور ليست أسبوعين "

قالت ببحة وصوت ضعيف " لم أكن أعلم أقسم لك فدورتي لازالت

منتظمة , أيامها فقط قلت كثيرا "

ضممت جسدها برفق وقلت بسعادة " سيصبح لدينا طفلا صغيرا

يبكي طوال الوقت أليس هذا جميلا "

قالت بحزن " وأتمنى أن لا تكون فتاة جديدة في حياة قصي

فلا ينقصه مسئوليات "

ابتعدت عنها ومسحت على شعرها أراقب ملامحها المتعبة الحزينة

التي لا تظهر عليها أبدا فرحتها بحملها الأول , مسكينة يا دُرر يبدوا

أن اليأس من زوجك بدأ يتسلل لك شيئا فشيئا ومقتنعة بأنه لن يعود








*~~***~~*







مر الوقت وأنا جالسة مكاني أنظر للورقة في يدي , ورقة ملكيتي للمنزل

بعدما خرج المحامي ووثقها سريعا وعاد , هل فعلا أصبحتُ لا أملك شيء

إلا هذا المنزل ؟؟ كل شيء ضاع وطار في وقت قياسي ! لماذا لم يبع ما لديه

بدلا من أن يأخذ ما لدي أنا أو يعطيني ما عنده مقابلا للمنزل ؟ هل خدعني هل

ضحك علي ؟ لا مستحيل ذاك ليس طبعه , لكنه فعلها وأحرق كل شيء وقتل

الأبقار والمواشي ومؤكد هذا كان مخططه ولا أستبعد أن يسلب مني المنزل

أيضا في غمضة عين , رفعت نظري للخيال الذي وقف أمامي وكانت داليا

وقالت مبتسمة " والدي يريدك في غرفته "

نظرت لها باستغراب فهذه أول مرة يطلبني فيها هناك فما السر يا ترى ؟؟

أمسكتْ بعدها بيدي ووضعت فيها شيئا وقالت " لا يمكنني ارتدائه فلديك

سيكون أفضل , لا أستطيع إغضاب أخي آسر وهوا من منع عنا

ارتداء الذهب والخروج به "

نظرتُ للسوار الذهبي في يدي على صوتها قائلة " هل أنتي غاضبة مني ؟ "

رفعت نظري لها وهززت رأسي بلا بابتسامة حزينة فقالت بذات ابتسامتها

البريئة الجميلة " إنه جميل , ولو أنه لم يمنعنا لما كنت أعدته لك

لكن ظلم أن أحتفظ به ولا ألبسه "

ثم وضعت في يدي خاتم الزواج أيضا وقالت " صفاء مثلي كانت

خجلة من رده لك لكنك بمعزة أخي آسر لدينا ومؤكد لن تغضبي منا "

قلت بابتسامة " ومن يستطيع أن يغضب منكم "

قبّلت حينها خدي سريعا وقالت مغادرة " شكرا لك يا سراب "

عدت بنظري لكفي والسوار والخاتم فيه ثم وقفت قابضة عليهما فيبدوا أنه

عليهما أن يرجعا لصاحبهما الأساسي , توجهت جهة غرفة العم صابر وأشعر

بقلبي يتمزق من فكرة أن أرجعهما له وتلبسهما واحدة غيري يتزوجها , قد أنكر

أي شيء لكن إن تزوج أقسم أن أفقد عقلي حينها وهذا ما على قلبي الغبي هذا

الاقتناع به وأن ييأس من ذاك عديم المشاعر , تنفست بقوة ومددت يدي للباب

الشبه مفتوح وطرقت عليه ودفعته فقابلني جالسا على السرير وكان وحده في

الغرفة فنظرتُ للأرض وقلت بحياء " سأذهب لأنادي عمتي سعاد , آسفة

لم أكن أعـ.... "

قاطعني قائلا " ادخلي واتركي الباب مفتوحا يا سراب فأنتي في حسبة ابنتي "

دخلت حينها بخطوات بطيئة مترددة , فكبيرة في حق نفسي أن أدخل غرفته وإن

كان في عمر والدي وأحسبه والدي بالفعل مما رأيت منه , جلست على الكرسي

الذي أشار لي لأجلس عليه وقال ما أن جلست " أخبرني آسر عن

طلبك ببقائنا في المنزل وعن بيعه حصتك له "

رفعت رأسي له سريعا وقلت " حلفتك بالله عمـ... "

فقال من فوره " لا تقسمي يا سراب "

فبلعت الحروف وملأت دموعي عيناي قائلة بعبرة مكتومة

" هذا منزلكم مثلي وأكثر فلا تقل أنك رفضت "

هز رأسه بنعم فقلت بضيق ماسحة الدمعة التي نزلت على خدي

" هوا من أخبرك لترفض أليس كذلك "

هز رأسه بلا وقال " بل أنا من لم أرضاها "

كنت سأتحدث وأعترض فسبقني قائلا " أنتي في حسبة ابنتي يا سراب

ومنزلك أعده منزلي لكني لا أرضاها له وهوا ابني وفعل من أجلنا

مالا يفعله ولا حتى الابن "

قلت من فوري " لكنه من أراد هذا ووافق عليه "

قال بهدوء " وأنا لا أرضاها لنفسي وأعتقد أنك لن ترضيها

لي ولن تشعريني بعجزي يا سراب "

قلت نافية " أبدا لم يكن هذا ما أعني مما فعلت واشترطت عليه , أنا

لا أريد أن تخرج الطفلات من هذا المنزل , لا أريد لأحلامهن

أن تنهار , وأنا لست بحاجته كله "

قال بذات هدوئه " عليهن أن يقتنعن بواقعهن فلا يوجد حال يدوم كما عليه

فمثلما تغير حالهم من أشهر وخرجوا من ذاك الفقر عليهم أن يقتنعوا

بذهاب هذا أيضا , ثم المنزل الذي سيشتريه سيكون أفضل من ذاك

بكثير وأكبر وشبه جديد "

فتحت فمي لأتحدث ثم سرعان ما أغلقته حين عجز لساني عن قول

أي شيء وقال هوا " أفهم موقفك يا ابنتي فافهمي موقفي أيضا فحتى

إن رجعتِ لآسر وعاش معك هنا فلا مكان لنا فيه وهوا ملك لك "

قلت من فوري " لكنك تقبله منه فلما أنا لا ؟ "

قال بابتسامة صغيرة " هوا رجل يا سراب وهذه كبيرة في

حقه , أقسم أني لن أرضاها له يا ابنتي "

قلت باستنكار " لكنه رضيــ... "

قاطعني قائلا " آسر ابني وأنا معه فيما يقرر ويقول ولازلت حتى الآن لا

أتدخل في شيء بينكما ولم أفتح معك موضوعه أبدا لأني أحترم رجولته
وأريد أن يفعل هوا ذلك وأن تفهميه أنتي بنفسك فأنا أكثر من يعلم

كيف يفكر آسر "

وقفت حينها وخرجت من الغرفة راكضة ولم أفكر في آخر كلامه ولم أحاول

تفسيره فقد كنت مصدومة ... مصدومة من كل هذا , لما أخسر حتى هذه العائلة

الطيبة التي أصبح وجودها في يومي شيء لا غنى لي عنه ؟ وصوت ضحكات

طفلاتهم في الحديقة وحده ما يحسن مزاج يومي , ماذا إن عادت ترجمان لزوجها

أو ذهبت لعمها ؟ وماذا إن ذهبت دُرر لأهلها أو عاد زوجها ؟ كيف يريدون مني

العيش في هذا المنزل الضخم الواسع وحدي ؟ لا أحد يتحدث معي ولا أحد يرد

كلماتي إلا صدى جدرانه الخالية الباردة , هل هذا ما تريده يا آسر ؟ هل هذا ما

تخطط له ؟ أن تنفيني في هذا المنزل وحيدة ومعدومة وكارهة لكل شيء

حولي حتى هذه الفخامة التي حلمت بها كل حياتي







*~~***~~*








نظرت له بترقب وقلت " ماذا أخبرك السيد شاكر "

قال من فوره " كل شيء يسير كما طلبت سيدي وسيخبرونه بما أمرت

به , هوا مسافر حاليا ويحتاج لأسبوع أو أكثر ليأتي بوالدته وجدته وخالته

ومؤكد سيوقف البحث عنه ما أن تصله المعلومات التي طلبت إيصالها له "

تنهدت وقلت بحزن " هذا جيد ولا أريد أن يشك بشيء مفهوم "

ضرب التحية قائلا " مفهوم سيدي "

ثم توجه للباب خارجا منه وأغلقه خلفه فأخرجت هاتفي واتصلت

بغدير فأجابت من فورها قائلة " مرحبا عمي "

قلت بهدوء " كيف هي والدتك الآن "

قالت بحزن " صعدت لجناحكما ومنعتني من اللحاق بها "

تنهدت بضيق وقلت " اصعدي لها ولا تأبهي لطردها لك

واتصلي بي لاحقا حسنا "

قالت من فورها " حسنا "

ثم أنهيت الاتصال معها لحظة دخول آسر ببذلة عمله وضرب التحية

فأشرت له بيدي للكرسي أمامي وقلت " زميلك أوقف عمله اليوم

وأنت تارك مكتبك ما تريد ؟ "

جلس أمامي وقال " سفري سيكون نهاية الأسبوع "

هززت رأسي بحسنا وقلت " سأعطيك شهرين كاملين متى عدت

فيهما تباشر عملك فورا "

هز رأسه بحسنا مبتسما ثم قال " وأمر آخر "

أشرت له ليكمل فقال " أواس سيدي "

نظرت له باستغراب وكنت سأتحدث فسبقني قائلا " مختفي منذ

عودته من سفره ومؤكد لديك علم , ولقد بحثنا كثيرا ولم نجده "

تنفست بقوة وقلت " أعلم وأوقفوا البحث عنه فورا "

نظر لي بصدمة فقلت قبل أن يتحدث " هذا أمر يا آسر وليس طلبا "

قال من فوره " ولما ؟ "

وقفت وقلت " أخرجوه من رؤوسكم وانتبهوا لأعمالكم وحياتكم "

وقف على طوله وقال بصدمة " مات !! "








*~~***~~*









نظرت بشرود لوالدتي وخالتي الجالستان أمامي وشبه نصف مُركز مع حديثهما

عمّا سنفعل قبل سفرنا وانتقالنا وما بقي من تجهيزات فتفكيري كان مع دُرر

ولست أعلم كيف أطعتها وتركتها هناك بعيدة عني وأنا أعلم بحالتها والله وحده

يعلم ما قد ينجلي لها من حقائق عن زوجها المختفي وهي بهذا الضعف والوهن

فقد تفقد حتى حياتها وسأعيش ألوم نفسي لباقي عمري , فبوجودي بجانبها على

الأقل أستطيع أن أمهد لها أي أمر وأخفي عنها بعضه حتى تتخطى صدمتها

وما تمر به حاليا , نظرت للأرض ومررت أصابعي في شعري مغمضا

عيناي بقوة , لو أجدك يا أواس لا أعلم ما سأفعله بك قبل أن أسلمها

لك , ولولا حالتها هذه ما تركتك ترى ظفرها ما حييت

" قصي يبدوا أنك لست معنا أبدا "

رفعت رأسي ونظرت لهما وقلت " أكذب لو قلت أني مركز معكما

فذهني مع دُرر وإن كان جسدي هنا "

قالت جدتي من بعيد حيث تجلس تتفقد أشيائها التي جمعاها لها في حقيبتها

" أخبرتكما من البداية أن لا تكثرا الثرثرة على رأس حفيدي , خمس

وعشرون عاما وهوا يستمع لكلامكما الذي لا يتوقف ولا لأخذ النفس "

ابتسمت لها بحنان وهي ترمي أحد الفساتين من حقيبتها جاهلة أو متجاهلة

نظرات الضيق التي يرسلانها لها وتابعت قائلة " رحمك الله يا حفيدي

بشقيقة قليلة كلام وأنصحك أن تتزوج من خرساء "

ضحكتُ حينها وقالت خالتي راحيل بضيق " وأنتي يا أمي لا أراك

صامتة طوال الوقت , يكفي حكاياتك المتكررة التي تحكيها له دائما "

أخرجت هاتفي على حديثهن أو تجادلهن المعتاد واتصلت بدُرر فأنا لم أسمع

صوتها اليوم ويبدوا هذا سبب انشغال بالي عليها , رن الهاتف مطولا حتى

انقطع الخط ولم تجب فكررت الاتصال مجددا وأجابت أخيرا فقلت

باستغراب ما أن سمعت صوتها " دُرر ما به صوتك ؟ "

قالت بصوت ضعيف " لا شيء قصي أنا بخير "

قلت بحزم جعل حديثهن حولي يتوقف تماما " لا لستِ بخير فما بك ؟ "

قالت بنبرة يشوبها بكاء " أعطني أمي يا قصي "

قلت بجدية " لن أعطيك أحدا , قولي لي فأنا وأمي واحد "

قالت برجاء ضعيف " أعطها لي يا قصي أرجوك "

استلت والدتي الهاتف مني فتأففت وقلت من بين أسناني

" ما كان عليا تركها والمجيء "

وقالت أمي ما أن وضعت الهاتف على أذنها " دُرر بنيتي ما بك ؟ "

ثم شردت بنظرها تستمع لها وكأنها تنوي قتلي بكل هذا الصمت ثم

نزلت دمعتها مبتسمة بحزن ومسحتها قائلة بذات ابتسامتها الحزينة

" مبارك لك يا ابنتي هذا أجمل خبر سمعته "

نظرت لها باستغراب ولم أفهم شيئا فقالت بحزن " توقفي عن البكاء

يا دُرر سنجده وسيعود وتربيانه معا ففكري في صحتك

الآن فلم تعد ملكك وحدك "

وقفت حينها لحظة ما أنهت مكالمتها معها وقلت بضيق " وكأنه ينقصها

أشياء تربطها بذاك الذي تركها ورحل "

قالت أمي تمسح دموعها " لعله رحمة لها وينسيها ويسليها يا قصي "

هززت رأسي بقوة وتأففت وقلت " سأحجز لنا على أقرب رحلة

وسألغي حجزنا السابق , لن أكون مطمئنا وهي ليست أمام عيني "

قالت والدتي من فورها " لكن ابن خالتك طائرته ستنزل بعد

يومين , كيف نذهب قبل قدومه ؟ "

قلت بضيق ملوحا بيدي " ما كان عليا تركها هناك بعيدا عنا

يا أمي , وغياث سيُقدر ظروفنا "

وقفتْ جدتي تستند بعكازها قائلة " تحركا واجمعا باقي أغراضي

بسرعة , قلت من البداية لا تتركوا أغراضي للأخيرة "

وتحركت أنا حينها جهة باب الشقة قائلا " خذوا الضروري فقط

والباقي لسنا بحاجة له وسنشتريه من هناك "

ثم فتحته وخرجت ضاربا له خلفي وغادرت





*~~***~~*






أنهينا عشائنا وجلسنا في المجلس العائلي وجلست حلا بقربي نتبادل الأحاديث

ووحدها كانت المتقبلة لي على ما يبدوا وريحان التي تلعب مع ندى وتلاعبها

طوال الوقت أما زوجة عمي ونورس التي وجدتها معهم فتعاملهما كان متحفظا

جدا , لم تقولا لي كلمة جارحة ولا بالتلميح لكنهما لم تتصرفا معي كما كانتا في

الماضي , وكانت حلا من روّح عني وخفف كل ذلك لأن بسام جاءه اتصال

من أحدهم وخرج من قبل العشاء بوقت , قالت حلا بحزن

" كم حزنت على طلاق سدين "

نظرت للأرض وقلت " لم يكتب لهما الله أن يتما معا وسيرزقها

بأفضل منه "

ولطف الله بي أن أي من زوجة عمي وابنتها لم يعلقا على هذا خاصة أن

سدين سبق ورفضت ابنهم فؤاد , أما حلا فأتوقع هذا منها فهي صديقة

مقربة من سدين وتحبها كثيرا , دخل حينها بسام ونظر لي من فوره مبتسما

فنظرت للأسفل وابتسمت بحياء فألقى التحية وتوجه نحوي من فوره وجلس

بجانبي وأمسك يدي وقبّلها أمامهم وقال " آسف تأخرت عن العشاء

معكم وسنعوضها في القادم "

قالت والدته من فورها " هل أصاب أحدهم مكروها ؟ "

قال مستقبلا ندى التي ركضت نحوه " نعم "

ثم تابع وهوا يجلسها على فخذه " صديق لي تعرض لحادث

سيارة لكنه بخير مجرد كسور بسيطة فقط "

ثم وضع يده في جيبه وأخرج منه شيئا وأعطاه لندى ثم نظر لي

بنصف عين فتنهدت بضيق وقلت هامسة " حسابك معي فيما بعد "

ضحك وقبل خد ندى التي انشغلت في بيضة الشكلاتة وقال هوا

" في المرة القادمة سنطبق الأوامر أما هذه المرة فلم أستطع "

نظرتُ له بشك ثم قلت " مؤكد لم تأكل ؟ هل أضع لك العشاء "

هز رأسه بنعم دون كلام منشغلا مع ندى في فتح اللعبة التي فيها فوقفت

وغادرت من هناك وتوجهت للمطبخ لأسخن له ما بقي من العشاء , وقفت

عند الطاولة أنتظر ما في الفرن بذهن شارد ثم قفزت مفزوعة للشيء الذي

لامس خصري فكان بسام وضحك قائلا " في ماذا شاردة كل هذا الوقت "

دفعته من كتفه وقلت " أفزعتني , ثم منذ متى وأنت هنا ؟ "

قال وهوا يأخذ حبة زيتون ويأكلها " منذ قليل "

مرّت حينها عمتي من باب المطبخ لكنها لم تنظر ناحيتنا فوكزته وقلت

هامسة " عد لهم هناك , قد تفهم والدتك حركتك هذه بشكل سيء "

أخذ حبة زيتون أخرى وقال وهوا ينظر لها " رغد لا تقيدي

نفسك بأفكارهم وما يعتقدون "

ثم رماها في فمه وقال " نحن زوجان ولنا حياتنا التي لا يتدخل فيها أحد "

تنهدت باستسلام ويأس منه فوضع يده في جيبه ونظر لي وقال مبتسما وحبة

الزيتون لازالت في فمه " أحضرت لك شيئا ولأنه لا صبر عندي

حتى نرجع للمنزل جئتك هنا لأعطيه لك "

قلت بنصف عين " شيء وأنت كنت في المستشفى ! لا

يكون حقنة أو معقم جروح "

ضحك فجأة ثم أمسك فمه بيده ونظر لي بصدمة فقلت بخوف

" بسام ما بك ؟؟ "

أبعد يده وحرك لسانه في فمه وقال " بلعت حبة الزيتون "

فلم أستطع إمساك ضحكتي فقال مبتسما وهوا يخرج ذاك الشيء من

جيبه " وقد تكون بيضة كابنتك "

نظرت له بصدمة وهوا يرفعها أمام وجهي وليتها كانت بيضة شكلاتة

بل العلبة التي توجد بداخلها يضعون فيها اللعبة فنظرت له وقلت ببرود

" وأين الشكلاتة ؟ هل أكلتها "

ضحك وقال " بل ندى من أكلتها , لا أعلم أين تذهب بكل تلك

الشكلاتة التي تأكلها "

قلت مبتسمة أنظر له بفضول وهوا يفتحها " لم ترى الشِجارات الطاحنة

بينها وبين سلسبيل كلما جلب إياس الشكلاتة سابقا "

ثم شهقت بصدمة وأنا أرى السلسال الذي أخرجه منها وللقطعة المعلقة به

ونظرت له وقلت بصدمة " ماس يا بسام !! "

قبّل خدي ونزع حجابي وقال وهوا يلفه حول عنقي " قطعة صغيرة بالكاد

تُرى لكن هذا ما قدرت عليه ولا تقلقي فالسداد فيها بالدفعات "

تنهدت بضيق قائلة " هذا مكلّف كثيرا يا بسام وراتبك لن يتحمله "

أعاد شعري للخلف وضمني من ظهري لصدره قائلا

" لا شيء أغلى منك يا ألماستي فاشكريني على الأقل بدلا من

أن تصدميني باعتراضك "

أبعدت يديه وابتعدت عنه قائلة وأنا أعيد حجابي " ألا تخاف أن

يدخل علينا أحد أخوتك أو عمي ؟ "

ثم فتحت الفرن وقلت وأنا أخرج الصينية منه " اذهب للطاولة لأحضر

لك عشائك والشكر اتركه في منزلنا "

ضحك وقال مغادرا " إذا أنتظر ولا تنسي فيما بعد "

راقبته حتى خرج وهززت رأسي مبتسمة ثم ضممت السلسال لصدري

من فوق الحجاب وهمست بسعادة " ليحفظك الله لي يا بسام يا أروع

هدية تلقيتها في حياتي "







*~~***~~*








أبعدتْ يدي وقالت " يكفي يا ترجمان لا أستطيع أكل أكثر من هذا "

قلت بإصرار " بل ستأكلين أو استدعيت لك الممرضة لتحقنك

بالحقنة الضخمة المليئة بالفلفل "

ضحكت بتعب فقلت ضاحكة " تذكرين هذه الحقنة إذا ؟ "

قالت بابتسامة حزينة " ما كنتما سترضيان لو لم أكن أخيفكما بها "

قربتُ قطعة التفاح لفمها أكثر فأخذتها مني ووضعت يدها في حجرها

قائلة بحزن " قصي قال أنهم قادمون غدا "

قلت مبتسمة " هذا خبر رائع وسنتعرف عائلتك أخيرا "

نظرتْ ليدها وقالت بذات حزنها " لكن خالتي كانت تنتظر ابنها

المسافر ليروه فسيمر بهم قبل أن يكمل رحلته وبهذا لن تراه أبدا "

تنهدت وقلت " لكنك أنتي تحتاجينهم أكثر من احتياجها هي لرؤيته "

مسحت دمعة تسللت من عينها وقالت " أكره أن أكون أنانية , أكره أن

يضحي الغير من أجل راحتي فقط , وأشعر بالذنب حقا فهي لا

تراه إلا نادرا "

تأففت وقلت بضيق " وكوني الآن غير أنانية وفكري في ابنك

الذي سيؤثر فيه كل هذا يا دُرر "

وضعت يدها على بطنها ونظرت لها وقالت بابتسامة صغيرة حزينة تعيسة

" لا أصدق حتى الآن أنه موجود هنا بداخلي يا ترجمان "

مسحت عيناي بقوة قبل أن أبكي وقلت بحماس " ولا أنا أصدق هذا

وكل ما أريده أن أضع أذني عليها وأعلم ماذا يفعل الآن "

خرجت منها ضحكة صغيرة غلبتها وقالت ولازالت تتحسس بطنها بيدها

" ماذا سيفعل برأيك ؟ نائم ويحلم طبعا "

ثم نظرت لي وقالت بحزن " ولا يعلم أنه سيخرج ولن يجد والده "

تنهدت بضيق وكنت سأتحدث لولا أوقفني الصوت الذي نادى من

الخارج قائلا " ترجمان "

فنظرت للأعلى ولويت شفتاي بضيق فقالت دُرر بعتب " ترجمان

اذهبي له فورا , يكفي تعبه معنا اليوم "

وقفت وقلت " أخبرته أن لا يتعب نفسه وأني سأتكفل بكل شيء

لكنه يريد التعب لنفسه "

قالت بهدوء " من أجلك يفعل كل هذا فقدّري هذا له على الأقل "

قلت ببرود " إن قدّرته له سيرمني بأقوى ما في قدمه من قوة , هكذا

هم الرجال دائما يا دُرر "

قالت من فورها " خطأ وأنتي تعلمين ذلك جيدا وهذا الكلام ليس من قلبك

فقد أحببتُ زوجي وجربت معنى كل ما تشعر به المرأة حيال الرجل "

أشرت بسبابتاي أمام وجهي بعلامة أكس وقلت " وإن يكن , فعليه أن

لا يلاحظ ذلك وعليك أن تكوني في غنى عنه دائما "

هزت رأسها بيأس على صوته مناد باسمي مجددا فتوجهت للباب

وخرجت وأغلقته خلفي فقال بابتسامة جانبية " لا تخافي لن أسرق

نظري لها في الداخل "

قلت ببرود " بل لا أريد أن يسمع ابنها صوتك ويموت من الخوف "

ضحك وغمز بعينه وقال " ومتى دورنا نحن "

نظرت له بصدمة فحرك كفه أمام وجهي مفرود الأصابع وقال " لا لا لا

اقطعي هذا المشهد من الفيلم لقد دخل عليه بالخطأ "

قلت ببرود " لا بأس سنقطعه هذه المرة "

كتف يديه لصدره واتكأ بكتفه على الجدار وقال ناظرا لعيناي

" كنت أريد أن أسأل إن كنتما تحتاجان شيئا "

هززت رأسي بلا دون كلام ثم قلت " ولا تنظر لي هذه النظرة مجددا "

أغمض عينيه وقال " حسنا لن أنظر لك أبدا "

قلت ببرود " يكون أفضل "

فتح عينيه حينها وأمسك يدي وسحبني منها للغرفة المجاورة وفتح بابها

ودخل بي وأغلقه فكانت بسريرين وخزانة واحد وحقيبة ملابس يدوية وطاولة

عليها كيس طعام وتبدوا غرفة الممرضات التي سينامون فيها فقلت محاولة

شد يدي منه " إياس ماذا تريد بي ؟ قلت لك لا نحتاج شيئا وشكرا لك "

وضع يديه وسط جسده وقال " جيد تذكرتِ شكري أخيرا "

قلت ببرود " لأن دُرر طلبت مني شكرك نيابة عنها ونسيت "

أمسك ذراعاي وقال ناظرا لعيناي " علينا أن نتحدث عنا الآن "

هززت رأسي بلا فقال " بلى فاستمعي لي على الأقل "

رفعت يداي وأغلقت بهما أذناي ورغم ذلك تحدث قائلا

" أعلم أنك تسمعينني "

هززت رأسي بلا فقال مبتسما " وجوابك هذا هوا الدليل "

ثم قال بجدية " أنا أحبك يا ترجمان ومن قبل أن أتزوجك , بل من اللحظة التي

وقعتِ فيها على صدري في ذاك المجمع فحين نظرتُ لعينيك شعرت بشيء

لم أشعر به اتجاه أي فتاة قابلتها سابقا , ولست أعلم لما شعرت حينها بالغضب

من ذاك الذي أسمه فراس وكنت أضن أنك صادقة وتضنين أني هوا وكل ما

كنت أخشاه أن يكون زوجك أو حبيبك "

أبعدت يداه عني وتراجعت خطوات للوراء قائلة " كاذب "

قال بهدوء " أقسم لك أن ذاك ما حدث "

قلت بجمود " وماذا عما قلته في أول ليلة لنا معا "

تنهد بقوة وقال بهدوء " لم يكن كلاما من قلبي , كنت أكاد أجن وأنتي معي

تنامين بقربي ولا أستطيع ولا لمسك بطرف أصبعي , كل ما أردته وقتها أن

نتوصل لاتفاق قبل أن نبني حياة لنا معا قد يكون نتيجتها طلاق محتم بعدما

نرتبط بابن أو أثنين ويعانيان بسببنا "

كنت سأتحدث فأشار لي بيده وتابع قائلا " بعدما علمت بكذبتك وسرقتك

لمحفظتي وتوالت لقاءاتي بك كنت أصارع مشاعر متضاربة ومتناقضة في

داخلي بين إعجابي بك من نظرتي الأولى لك وشخصيتك التي تناقض ما أريده

في المرأة التي سأرتبط بها , وحين حدث ما حدث وطلب مني خالي رِفعت أن

أتزوجك كان اعتراضي ليس عليك في ذاتك بل على تناقض شخصياتنا وأفكارنا

وكنت أعلم أن ذلك سيجلب لنا الكثير من المشاكل , والأقسى على قلبي أني كنت

موقنا من أنك لا تحملين لي ولا ذرة مشاعر , أما أن تكوني لغيري بعدما

علمنا أنك ابنة خالي المفقودة فتلك فكرة ما كان سيتقبلها عقلي أبدا "

هززت رأسي بلا بقوة قائلة " لن تقنعني مهما حاولت "

ثم ركزت نظري على عينيه وقلت بأسى " أنت جرحتني مرارا يا إياس

أهنتني وقسوت عليا بكلماتك ولم تقدر مشاعري كإنسانة تشعر بالإهانة

كغيرها من البشر "

اقترب مني حتى أصبح واقفا أمامي وأمسك وجهي بيديه وقال مركزا نظره

في عيناي " كنت أتعذب أكثر منك , حتى في الليالي التي كنتِ تضنين فيها أني

نائم في حضن امرأة غيرك كنت مسهدا وفي أرق كبير من مجرد نومي بعيدا

عن سماع أنفاسك وأنتي تضنين أني لا أفكر بك قط , كانت تلك الفكرة

تقتلني وتؤرق نومي "

قلت بجمود ونظري ثابت على عينيه " لكنك كنت تقسوا عليا صباحا

وتعاملني ببرود وجفاف , كيف أُصدّق أن ذاك ما كان يحدث معك ليلا "

وضع أنفه على أنفي وقال هامسا " آسف يا ترجمان ذنبي كان أني

لم أفهم طبيعة حياتك وأني فكرت في نفسي فقط "

بقيت أنظر له بصمت وجمود وإن كنت في موج عاصف من المشاعر

وقال هوا بذات همسه ولازال أنفه ملتصقا بأنفي " كان عليا أن أقسوا

عليك من أجل قلبي الذي يحبك ولا يجد منك أي مشاعر "

أغمضت عيناي برفق وكأني أريد الهرب من عينيه ولو كان بيدي لقتلت

الإحساس عندي كي لا أشعر بأنفاسه على وجهي ثم قلت هامسة مثله

" أعمى وغبي "

وما كنت أخذت نفسي من قوة ما قلت على قلبي حتى وجدت شفتاي

في حصار شفتيه وخلّصت نفسي منه بصعوبة وابتعدت عنه لترتطم ساقاي

بالسرير خلفي ووقعت عليه جالسة وقلت بضيق " أحمق , ماذا تفعل ؟ "

قال مبتسما ومحركا سبابته على شفته السفلى برفق " من فرحتي

فلم أصدق أنك كنتِ تحبينني "

مسحت شفتاي بظهر كفي وقلت بضيق " هذا لن يشفع لك , ولا ألف

كلمة ولا اعتذار يا إياس تفهم "

هز رأسه بلا وقال " لا يهم "

وقفت حينها وقلت مغادرة جهة الباب " لا تفرح بكلمة مما سمعت

فأنت خسرتني تفهم , خسرتني للأبد "

وخرجت من هناك وعدت لغرفة دُرر التي قالت ما أن دخلت

" لما لا ترجعي للمنزل وترتاحي ؟ لا أرى فكرة بقائك معي

هنا صائبة "

جلست على الكرسي وقلت بإصرار " لن أذهب ولو طردتني بحدائك

ولا خلاص لك مني وسنخرج من هنا معا ولن أتركك وحدك "

اتكأت للخلف ونظرت لي وقالت بابتسامة حزينة " ما بك ؟

ما الذي تحدثتما عنه عكر مزاجك هكذا "

قلت باستياء " لا تتحدثي عنه رجاءا يا دُرر , لا ينقصني تعكير

مزاج بسببه "

قالت بحزن ودموعها تملأ عينيها " أتمنى أن لا تجربي فقدانه يا

ترجمان فهوا أقسى من الموت , فلا تضيّعي أي يوم بعيدا عنه "

قلت ببرود " عليك أن تفهمي يا دُرر أنه ثمة فرق كبير بين زوجك

وبين الأحمقين الآخران "

مسحت عيناها وقالت ببحة " بل الفرق بيني وبينك فقط "

رن حينها هاتفي وكانت المتصلة سدين فقد تهربت منها حين أتت هنا

نهارا , أجبت عليها فقالت من فورها " مرحبا ترجمان , كيف

أصبحت دُرر الآن "

قلت بهدوء " أفضل بكثير "

قالت من فورها " ترجمان سامحيني أرجوك , أقسم ما كان الأمر

بيدي وما كنت موافقة عليه طوال الوقت "

تنهدت باستسلام وقلت " سأجرب أن أسامحك وتعرفينني جيدا أصعب

شيء قد أقوم به هوا أن أغفر لمن أخطأ في حقي "

قالت بصوت مبتسم " بل لا تغفرين أبدا والمسامحة بند لا وجود له

في قاموسك وأعان الله أخي على مصابه "

قلت ببرود " قد أسامح الجميع حتى تلك الشاحبة أما هوا فلا "

تنهدت وقالت بهدوء " لكنه يحبك حقــ... "

قلت مقاطعة لها " سدين لا تجعليني أغضب منك مجددا "

قالت من فورها " لا لا كله إلا غضبك , وداعا الآن وسلمي

لي على دُرر وسأزوركما غدا ما أن أصل للمستشفى "

أنهيت الاتصال معها وقلت " ترى ما حدث مع تلك المغفلة

سراب لم تأتي لرؤيتك ؟ "

" لا مغفلة إلا أنتي "

نظرت للخلف حيث الواقفة عند الباب يداها وسط جسدها تنظر لي بضيق

فركزت نظري على عينيها المحاطتان بهالة من الاحمرار ثم عدت بنظري

أماما وقلت محدثة دُرر " كم تتوقعي ساعة بكت ؟ أنا أتوقع خمس

ساعات , قولي أنتي كم والفائزة لها جائزة "

أمسكت دُرر ضحكتها ولم أشعر إلا بالحقيبة التي ضربت رأسي فوقفت

من فوري صارخة فيها على صوت دُرر المتعب قائلة " لا تتشاجرا

في المستشفى ويطردونا ثلاثتنا "

تحركتْ حينها سراب من أمامي قائلة " من أجل دُرر فقط لكنت

عرفت كيف آخذ بحقي منك "

ثم توجهت لدُرر وحضنتها بقوة قائلة " مبارك لك يا شقيقتي

هذا أجمل خبر سمعته في حياتي "

قالت دُرر بابتسامة متعبة " شكرا لك يا سراب "

ثم ابتعدت عنها ونظرت لي بنصف عين وقالت " خرجتِ بنتيجة ليس

كالفاشلة التي كانت تنام معه في سرير واحد ولم تحمل ولا بنملة "

ضحكت وقلت " نعم رأينا الفيل الذي أنجبته أنتي "

تجاهلتني وجلست على طرف السرير تمسك يد دُرر التي

قالت " ما بك يا سراب ؟ ماذا حدث "

تنهدت ونظرت ليديهما وقالت بحزن " لم أعد أملك إلا المنزل بطابقيه

وأخذ كل شيء حتى عائلة العم صابر وبقيت وحدي في ذاك المنزل

المخيف الموحش فحتى أنتما لابد وأن تعودا لعائلاتكما "

قلت بضيق من خلفها " غبية !! كيف تركته يضحك عليك هكذا "

قالت بألم وحسرة " وما كنت سأفعل بمزرعة ومعمل خاليان لن أنتفع

بهما ؟ فأن تكون لي ملكية المنزل لوحدي بلا شراكته أفضل "

قلت بحنق " مغفلة .. كنتِ بعتهما واستفدتِ بثمنها لكن

عقلك متوقف عن العمل دائما "

كنت أتصور أن تهاجمني بلسانها لكنها فاجأتني بأن اتكأت على يدها

وانخرطت في بكاء مرير فتقدمت دُرر في جلستها وضمتها برفق قائلة

" توقفي عن البكاء يا سراب أرجوك "

ولم تزدد سوا بكاء على بكائها ودُرر تمسح على ظهرها ونظرت

لي بعتب فقلت " آسفة يا سراب لم يكن هذا ما أقصده لكني أكره

استبداده لك وتسلطه عليك "

ابتعدت عن حضن دُرر وقالت ببحة ماسحة خديها " انتهى كل شيء

وعليه أن يطلقني , لو فقط ترك تلك العائلة في المنزل الذي طالما

حلموا به وانتظروه بدلا من أخذهم لمنزل ضيق عادي "

قلت بضيق " لو أفهم فقط ما يفكر في فعله ذاك اللص "

قالت بحزن " لا يمكنكما تخيل ما يعنيه ذاك المنزل للطفلات فلطالما

كان حلما لهن , فأن تحلم بشيء طوال حياتك ولا تراه أهون مئة

مرة من أن تمسكه بيدك ثم يضيع منك "

قالت دُرر بشبه همس " سيكون أمرا قاسيا عليهن "

قلت بأسى " أجل فنحن أكثر من يفهم معنى أحلام الأطفال "

مسحت سراب خديها وعينيها وأنفها ثم قالت بصوت مبتسم


" لا أصدق أنه سيكون بعد أشهر قليلة لديك طفل أو طفلة جميلة "

قفزتُ على السرير جهة ساقي دُرر وقلت مبتسمة " بل قولي لدينا

فبالنسبة لي سأرابط لديهم ما أن تنجبه "

نظرت لي بنصف عين وقالت " أنتي أخبريني كيف سمحوا لك

بالبقاء معها هنا وأنا أدخلوني لزيارتها بصعوبة "

قلت بابتسامة جانبية " النصف ضابط ظهرت له منفعة صغيرة "

نظرت لدُرر وقالت " أرأيتها ؟ لازالت حتى الآن تتبطر على ما لديها "

قالت دُرر بابتسامتها الحزينة المتعبة " ستعرف قيمته يوما عندما تحتاجه

ولا تجده أمامها "

رفعت شعري وأمسكته وقلت ببرود " لن أحتاجه , أنا قادرة على فعل

كل شيء لنفسي بنفسي ولم أحتج لرجل طوال حياتي "

قالت سراب بحماس " إن كانت فتاة فسميها سراب "

شهقت بقوة وقلت " وهل ينقصنا غبيات طويلات لسان "

نظرت لي بضيق وقالت " بل ينقصنا لصات متسلقات جدران لذلك

سنسميها ترجمان أفضل "

وعلى شجارنا على الاسم دخلت إحدى الممرضات قائلة

" المريضة تحتاج للهدوء أو أخرجناكما كليكما "

وقفت سراب وقالت " لا داعي لذلك سأغادر وحدي "

ثم خرجت قائلة " سآتي لزيارتك غدا يا دُرر "





*~~***~~*







طرق أحدهم الباب ودخل فقلت بدون أن أرفع رأسي " اتصَل بي

إياس وقال أنه قادم فغادر يا محمود دورك انتهى "

ثم رفعت رأسي سريعا للذي ضرب التحية وقال " سيدي ثمة امرأة

تريد مقابلتك "

نظرت له باستغراب وقلت " امرأة في هذا الوقت ؟؟ من تكون ؟ "

قال من فوره " رفضت قول اسمها "

أغلقت الدفتر أمامي وقلت " أدخلها بسرعة "

ضرب التحية مجددا وخرج وتركني أنتظر بترقب صاحبة كعب الحداء

الذي بدأ صوته يقترب حتى وقفت أمام الباب فوقفت على طولي

وقلت بصدمة " سراب !! "

بقيت على صمتها فقلت " ما جاء بك هنا والآن ؟ "

قالت ناظرة لعيناي " أريد أن أقدم شكوى في أحدهم ومؤكد هذا

غير ممنوع عني كمواطنة "


نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء الجمعة إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-16, 09:17 PM   المشاركة رقم: 2898
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2015
العضوية: 296080
المشاركات: 72
الجنس ذكر
معدل التقييم: مالكا قلبي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مالكا قلبي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن واﻷربعون)

 

شكرا فيتو علي الالتزام الرائع في التنزيل

 
 

 

عرض البوم صور مالكا قلبي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-16, 09:21 PM   المشاركة رقم: 2899
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,178
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن واﻷربعون)

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 125 ( الأعضاء 50 والزوار 75)
‏فيتامين سي, ‏غلااااااا, ‏غندة, ‏سمر آل باز, ‏vida.rose, ‏فيّ, ‏elrayan, ‏مالكا قلبي, ‏جود صالح اكرم, ‏طوطه1985, ‏حلم المستحيل, ‏najla2013, ‏ملاك الرووح, ‏loOvely, ‏عبق فرح, ‏غزلان سلمى, ‏اريج الجهني, ‏aa0037, ‏فيوووز, ‏Hissah, ‏اخر رد, ‏أم أحمد 2, ‏ديـ*M*ـوم, ‏نَوح الهجير, ‏ام نينه, ‏منوني, ‏لحظة ضعف, ‏محمود أحممد, ‏منى سعد, ‏منيتي رضاك, ‏نور سوريا, ‏قطتنا غير, ‏hoouur, ‏همس الوجووود, ‏الراجيه عفو ربها, ‏najoudh, ‏Mere zain, ‏رسائل الحب و الحرب, ‏موده بنت محمد, ‏حنين الذكريات, ‏مملكة الغيوم, ‏نزف جروحي, ‏رديناا, ‏&*لحن المفارق*&, ‏سلام لعيونك, ‏توليب المرج, ‏ن و ا ر ى, ‏حلا يس, ‏عين وهدب

قراءة ممتعة لكم .......وردود ممتعه ومشجعة..... للغالية ميشو

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-16, 09:49 PM   المشاركة رقم: 2900
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2013
العضوية: 258758
المشاركات: 360
الجنس أنثى
معدل التقييم: najla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداnajla2013 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 524

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
najla2013 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حصون من جليد / بقلمي برد المشاعر (الفصل الثامن واﻷربعون)

 

مساء النور برودة ...الف شكر على الفصل ...أخيرا طلعت درر حامل ....حكاية أواس مازالت غامضة و غيابه كبييير في الرواية....
مصارحة إياس لترجمان جميلة و صادقة الا انها متأخرة كثييير...قد تؤثر فيها انما قولها بعد كل ما مروا به سينقص من أهميتها...انا اساندها في عدم مسامحته بسهولة....لا زمهم موقف أو مشكلة أو مصيبة تحطهم في اختبار خسرانهم لبعض...حتى يعترفوا الاثنين بأهمية الطرف الآخر في حياته مع انه إياس بدأ يفهم فعلا...
سراي راحت لآسر لتقدم شكوى !!!! و الارجح شكوى بيه ...انما بأي تهمة ؟؟؟
علاقة البنات ببعض رااائعة ...
شكرا فيتو على التنزيل

 
 

 

عرض البوم صور najla2013   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جليد, حسون
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:57 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية