كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 9 - الرحلة - آن ويل - قلوب عبير القديمة
-لقد أوضحت موقفك تماماً.
-قد تكونين مخطوبة؟ هل انت كذلك؟ انت لا تلبسين خاتماً؟ ألست مخطوبة؟ ولامرتبطة بأحد؟
اثارها كلامه فتوردت بشدة... انه ماهر في تحويل اي حديث بصورة تناسبه, ونزعته هذه تثير الغضب. قالت بصوت كالح:
-كلا .بأي حال, هذا خارج عن الموضوع.
-صدق ظني بأنك غير مرتبطة.
-ماذا تقصد؟
-اقصد انك لا تبدين ذات خبرة سابقة في التجربة المحمومة المعروفة بالحب. والآن اية نصيحة تريدين؟
افحمها الغضب لبضع لحظات ثم قالت باقتضاب:
-أتعرف لماذا اوصى لي عرابي بكل هذا؟
-كل ما اعرفه هو ان جون لم يكن له اقارب, وافترض انك كنت تمثلين الرابطة الوحيد بالنسبة اليه.
-لكن كيف تأكد من اني لن اعمد الى بيع الاملاك؟
-لم تبيعيها.
-لقد ارغمت على عدم البيع.
-وما الذي رجح كفة الميزان؟
-نوع غريب من القناعة الداخلية بأنه ارادني ان آتي الى هنا. اتظن اني كنت مخطئة؟
-كلا, فلو انه كان يعتزم العكس لبارع الاملاك بنفسه واوصى لك بالارباح.
وفكرت, هاهو يدعم قرارها كما فعل السيد آدمز. ثم سألته:
-وما السبب؟ ماذا اعتزم ان يفعل بعد ذلك؟
سار الطبيب الى النافذة وأخذ ينظر الى الحديقة المظلمة. قال وظهره اليها:
-عاش جون ثماني سنوات في هذا البيت. كان بطبيعته جوالاً لكن شيئا ما شده الى هذا المكان. ربما لم يطاوعه قلبه على بيعه.
قالت لتجس نبضه:
-كنت الاقرب الى المعقول ان يوصي به لك.
التفت اليها فوراً لكن وجهه لم ينم على اي تعبير. قال بايجاز:
-لدي بيتي الخاص.
-ليتني اعرف ماذا يتوجب علي فعله.
-الجواب بسيط. لماذا لا تسكنين فيه؟
-ليس الأمر بهذه البساطة فعرابي ترك لي مبلغاً معيناً من المال انما لا يكفي لادارة بيت كبير لأكثر من بضعة أشهر. لهذا السبب عارض اقربائي فكرة مجيئي. قالوا اني لن اخرج بنتيجة ونصحوني بالبيع. القضية تحيرني. ليت عمي جون اوضح مقصده في الوصية.
عاد يتكئ على طاولة المكتب وقال:
-انها مشكلة ضخمة بالنسبة شابة في سنك الطري.
-كنت آمل ان اجد عندك الحل يا دكتور سترانسوم.
تفحصها بامعان ثم قال فجأة:
-أفضل ان تخاطبيني باسم طوم. تحدثت عن اقارب. هل توفي والداك؟
فشرحت له باختصار كيف عاشت مع اَل سنكلير ولم تدر انه استشف الكثير من نبرتها الخاوية. وختمت بقولها:
-هناك لوحة لأبي في غرفة الاستقبال, تلك المعلقة على الجدار.
-أجل, رأيتها لكني لم اقرنها باسمه. انصحك بأن تتخلي عن هواجسك في الوقت الحاضر فقد تتوضح القضية من تلقاء نفسها بعد ان تقضي هنا ردحاً.
وافقته ثم غيرت الموضوع بقولها:
-هل تمارس اختصاصك على نطاق واسع؟
-انا لست اختصاصياً بالمعنى الحقيقي. هناك طبيب آخر في البلدة الى جانب الاطباء الاسيويين, الدكتور جيليز يعالج جميع الاوروبيين تقريباً وأنا أعالج الحالات التي لا يستطيع المستشفى استقبالها. اكثر من نصف الحالات التي اعاينها تحدث بلا ضرورة بمعنى انها قد لا تحصل ابداً في البلدان التي تتمتع بمستوى اعلى من النظافة ووسائل الوقايا الصحية.
واضاف:
-لقد اطلت الزيارة يجب ان تأوي الى فراشك. سأمر صباحاً لأعاين كاحلك. سأذهب الآن, لا ,لا داعي لاستدعاء تشن فأنا أعرف طريقي. تصبحين على خير يا فيفيان.
-تصبح على خير يا طوم.
حياها مبتسماً ورحل. بعد قليل رنت الجرس لكيم. ان حديثها مع الدكتور سترانسوم قد ازال بعض الغيوم المستقبلية بشكل ما.
نهاية الفصل الثالت
|