كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
تحرك بلاكي, لكنه لم يبتعد عنها فتركت عنقه ضاحكة إثر ارتفاع معنوياتها.
- انت لا تحب التأثر العاطفي كثيرا.. هه؟
هز رأسه وكأنه يوافق.
- ما رأيك بتمشيط جيد؟
اتجهت ايريس الى غرفة المعدات لتحضر الفرشاة والمشط, وعادت الى الحظيرة.. سمح لها بلاكي بوضع اللجام حول رأسه وربطه الى حلقه المربط ثم فتحت باب الحظيرة.
ترددت قليلا.. ومع انها كانت تنوي تمشيط الجواد داخل الحظيرة, إلا انها كانت تعرف ان ليس من الحكمة الوثوق به طويلا, إذ راودتها ذكرى ما كان عليه ذلك الصباح من توحش.. بلاكي يعرفها, وهذا واضح, كما هي واضحة المحبة التي اظهرها لها . لكن لن يلزم الكثير لإشعال فتيل الانفجار في جواد تعرض للتعذيب القاسي.
عندما دفعها بلاكي بلطف مستخدما رأسه.. ترنحت بذلك كل قراراتها, ثم دخلت الحظيرة. استولي عليها القلق.. وما إن اصبحت في الداخل حتى تملكها الخوف الذي لم تحس به إلا في يومها الاول هنا. انقبض صدرها وشعرت بالألم فجأة اخذ قلبها يخفق بسرعة كبيرة وتعرقت راحتا يديها, واصبحت انفاسها متسارعة.
وكأنما ادرك خوفها المفاجىء فتحول بلاكي الى احد الجوانب رافعا رأسه.. لم تعد ايريس تعي وجود الجواد ,واصبحت لاتنوي سوي الخلاص من خوفها الذي يزداد مع كل ثانية تمر .استسلمت للهرب.. فتراجعت الى الممر ,لكنها اهملت اقفال باب الحظيرة ..ولم تلاحظ وهي تستند بضعف الى الجدار ان الجواد خرج معها ووقف جانبها متوترا .. ثم دفعها بأنفه على كتفها ما جعلها تقفز مجفلة.
ارجع بلاكي رأسه الى الوراء وظهر بياض عينيه .. بدأ انشغال ايريس بذعرها يتراجع. لكن الانفعال جعلها تشد على الحبل الذي ربطت به رأس الجواد, الامر الذي ازداد من توتره.. فتراجع بضع انشات وارتفع عن الارض قليلا يشد الحبل فأخذت ايريس تهدئه:
-واهوو...اهدأ.
وارخت الحبل لتتجنب حث الجواد على المقاومة. انزل بلاكي قائمتيه الاماميتين الى الارض ووقف بحذر .. اقتربت منه ببطء , ارتجف الجواد, لكنه تركها تقترب .. مدت اليه يدها, راحتها الى فوق فأخذ ينفخ فيها.
قالت بنعومة وهي تتلمس عنقه:
- آسفة.. اظن ان كلا منا لم يكن سالما.
اعترفت بذلك بينما كان الخوف يمتلكها..كانت تظن , او املت , ان تكون المشكلة التي واجهتها يوم وصلت الى هنا امرا غابرا..ولقد فسرتها لنفسها وابعدتها عن تفكيرها كأن ما يخزيها ان يشق الذعر اليها بقوه من جديد. بدا الجواد وكأنه متعاطف معها عندما مد انفه مجددا ليجد يدها ويدسه في راحتها.
اعادته ايريس الى الممر الى جانب حظيرته وانحنت تلتقط السترة الواقية لتبعدها مع سترتها والقبعة والشال الى بالة تبن نظيفة.. وبعد ربط الحبل مجددا الى حلقة حديدية, اخذت الفرشاة وبدأت تنظف جلد بلاكي اللماع بحذر.
كان كوبر يقف في زاوية مظلمة من غرفة الادوات واسنانه مشدودة على سيكاره الرفيع الطويل غير المشتعل كان يتوقع مجيء ايريس الى هنا هذه الليلة, فسبقها منذ اكثر من ساعة .. منذ دخولها الاسطبل اول مرة, كان شاهدا على كل ما يحصل, بما فيه تصرفها الغريب الآن.
كان من الممكن ان يواجهها في وقت قبل هذا حول ما اكتشفه عن صلتها بالجواد لكنه كان يشك في ان تعطيه ردا مباشرا .. على اية حال, لم تعرض تقديم اية معلومات ذلك الصباح, حتى وهي تعرف ان تصرفها قد اثار شكوكه.
|