كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
تقدم إلى إبريق القهوة , وأعاد ملء فنجانه .. تحركت ايريس نحوه , وقالت لوجهه المتحجر :
- أنا ذاهبة برتسوم .. أكان هذا معك أو من بعدك ..سأذهب .
في النهاية , لم تستطع إقناع كوبر .. لكن فيما بعد , ومع وصول الشريف , وجدت فيه حليفا ولو على مضض .
امتد الانتظار لساعات فوق المرتفع الذي يطل علي الوادي الصغير حيث استلقت الأبقار لتنام .. في وقت ما بعد الساعة الواحدة ليلا , سمعوا صوت شاحنة صغيرة تتقدم على الطريق العام إلى الجنوب من موقعهم .
رمت ايريس ما تبقى من قهوتها , وأقفلت الترموس بسرعة . نظرت إلى السفح الشمالي إلى حيث الجياد .. فأنهى كوبر والشريف قهوتهما بهدوء, بينما راحا يراقبان الأنوار الأمامية على الطريق العام , وينتظران ليريا ما إذا كانت الشاحنة ستتوقف .. توترت أعصاب ايريس وهي تصغي إلى المحرك الضخم يهدر , ثم إلى صوت المكابح وهي تتوقف .
قال كوبر إلى جانبها :
- هذه ليست شاحنة تحميل مواشي روبي .
ضحك روبي :
- هذا صحيح برتسوم . فإذا كانت تبدو شاحنة مواش , فلن يتمكنوا من التجول فيها دون إثارة الشكوك .. لا بد أنه اجرى تعديلات عليها من الداخل لتستوعب الماشية . وحين يبتعد بالماشية بما يكفي , سينقلها إلى شاحنة عادية خاصة لنقل المواشي .
على ضوء الأنوار الأمامية للشاحنة , شاهدوا رجلا ينزل من حجرة القيادة .. أسرع إلى الخلف, وثم استدار ليخوض الخندق قرب الطريق .
انبطح الثلاثة ارضا كي لا يراهم الرجل على نور الشاحنة , طاف الضوء القوي في الوادي تحتهم , وبدأت الماشية تقف على قوائمها , وتتململ ,انزعاجا.. انطفأت الأنوار , فحبست ايريس أنفاسها حين أخذت الشاحنة تتراجع إلى الوراء ببطء .. هست المكابح مجددا لتتوقف الشاحنة بين عامودين للسياج ... اخذ الرجل الذي كان على الأرض يقطع شريط السياج بسرعة , ثم حشر نفسه بين العمود ومؤخرة الشاحنة ليفتح بابها الخلفي .
عادت أضواء الشاحنة , وخرج منها رجلان وأسرعا إلى مؤخرة المقطورة ..رغم شدة الظلام الذي منع ايريس من الرؤية بوضوح إلا أنها استطاعت تمييز الأشكال الثلاثة في مؤخرة المقطورة فسمعت أصوات الأبواب الكبيرة تفتح , ثم صوت ألواح خشب تثبت في مكانها لتصعد عليها الماشية .
سمعوا صوت الحوافر فوق الخشب عبر الوادي , ليدل على أن لصوص الماشية يفرغون بعض الجياد ليركبوها من اجل جمع الأبقار .. حين تأخروا في بدء عملهم بشكل غير طبيعي , زاد توتر ايريس .
سألت :
- هل هناك شيء خاطىء ؟
كان بلاك يقترب أكثر فأكثر من الاعتقال , ولا تعرف كيف ستتمكن من التحمل لو حدث شيء فجأة جعله يتراجع . تحرك كوبر إلى جانبها , واقترب منها .
- اصبري .
نظرت ايريس إليه إثر سماعها ابتسامة في صوته العميق . تحرك مرة أخرى , وأحست فجأة أن يدها الباردة مضمومة في دفء يده .
- لقد انتظرت طويلا .. بضع دقائق أخرى لن تكون قاسية جدا عليك .
تكلم الشريف روبي الجالس إلى يساره :
- لقد اقترب رايدر من الغنيمة جدا الآن , ولن يتراجع ... وبالطبع ,لو كنت مكانه , لقلقت قليلا من اتجاه الريح .
|