لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-17, 11:06 PM   المشاركة رقم: 1221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

تأملها بابتسامة وفخر يظللان حدقتيه وهي توزع اطباق الفاكهة والحلوى على ضيوفهما ، بعد ان انضم اليهما مالك وشقيقته التي اتت مع خطيبها تعتذر برقة عن تخلفها عن الحضور باكرا فهي كانت تبتاع بعض الاشياء الخاصة بعرسها فيربت على راسها بحنو : اتمه الله لك على خير ، همت بالابتعاد فقبض على مرفقها وهمس لها : ايمان ،
نظرت اليه برهبة فتابع – اذا احتجت اي شيء لا تترددي واطلبيه مني يا صغيرتي .
حينها تعلقت برقبته لتشكره بطفولية افتقدها معها ليربت على ظهرها بحنو ويهتف احمد بمرح : انت تستأثر بالجميع يا وائل وهذا ليس عدلا ، يكفيك حب جنى واترك لي شقيقتي .
ضحك وليد بقوة : جنى تحب الجميع يا احمد ،
__ انها مدللتنا ، نطقها وائل وهو يجلس بين اخويه ، انتبه - من نظراته المركزة عليها -على نكزة احمد له فالتفت اليه باستفهام فيقتربا هو ووليد منه ثم يساله احمد بهدوء : كيف حالك ؟!
عبس بعدم فهم ليتمتم وليد بخفوت مشاغب : نحن نريد الاطمئنان عليك .
اتسعت عينا وائل ليرمق وليد بحدة ، فيكتم وليد ضحكاته ليهمهم احمد بمشاكسة : هيا اخبرنا كيف حالك ؟!
تمتم من بين اسنانه : اصمت يا ولد .
لوى احمد شفتيه باستياء : لا تخبرني انك لم ترفع راسنا
ضحك وليد بقوة ووائل يعتدل ويمسك بتلابيب احمد وهو يرمقه بحدة ليطوقه وليد بقوة والاخر يقفز بعيدا عن وائل ،
__ ماذا يحدث ؟! سالت والدتهم باهتمام ليرمقهم والدهم بعتب فينطق وليد من بين ضحكاته – احمد يشاكس وائل يا ماما كالعادة
__ لا والله ، هتف وائل بحدة وهو ينظر اليه بحنق فكتم وليد ضحكته ليرقص له حاجبيه – اليس من حقي كاخيك الاكبر ان اطمئن عليك ؟!
جمدت ملامحه ليخفض عينيه فيرمقه وليد بجدية ويتمتم : وائل.
__ انا بخير ، عقد وليد حاجبيه ونهض واقفا - تعال .
رفع نظره الى وليد فأومأ براسه في جدية لينهض معه فيسالهما عاصم : الى اين ؟!
__ وائل سيرنني الحديقة الخلفية يا ابي ، فهناك شيئا معطلا بالمسبح ، لذا لا يضيء .
رمقهما عاصم بريبة لتسال والدتهم بدهشة : الان ؟!
__ لا تنسي يا ماما انا المهندس المشرف على الديكور وهذا العيب يخصني ، ساراه سريعا ونعود .
القاها بمرح ليدفع اخيه بلطف جانبه : تعال يا وائل .
راقبت انصرافه مع اخيه لتشعر بالقلق يعم عليها وخاصة مع صمتها وانشغال الجميع بالحديث عن زفاف ايمان القريب ، وهي تلتزم الصمت فهي وايمان ليسا على وفاق فلا تتدخل بأمورها قط !!
لتنتشلها منال - بعد قليل من الوقت- من موجة التوتر وهي تسالها بجدية : لماذا لم ترتدي حذاء كعبه عال يا فاطمة ؟! هناك واحدا اشتريته معك يليق اكثر مع هذا الفستان .
نظرت الى حذائها المنخفض لتهز كتفيها بلا مبالاة : شعرت بهذا اكثر راحة ، هتفت ياسمين – انه جيد جدا يا منال ، وخاصة انها تستقبلنا بالبيت .
ابتسمت فاطمة واثرت تغيير مجرى الحديث : اخبريني كيف حالك وحال عاصم لقد اشتقت اليه .
_ وهو الاخر اشتاق اليك .
دلفا الاخين لتركز نظرها على وائل الذي اقترب وجلس بجانبها رغم ضيق الكرسي لتعبس بعدم رضا فلا يهتم بها وهو يرفع اليها حاجبيه ويتمتم : اين طبق الحلوى الخاص بي ؟!
تمتمت من بين اسنانها : اخدم نفسك بنفسك .
كتم ضحكته : بل ستاتين لي بأحد الاطباق وضعي به موزا فانا لازلت اشتهيه .
توردت وجنتيها ونهضت واقفة لتاتي له بطلبه وهمت بالابتعاد ليتمسك بساعدها ويجبرها ان تعاود الجلوس بجانبه ليتحدث مع مالك في بعض الامور الخاصة بقاعة الزفاف ، قبل ان يلمحها وهي تلتهم احد اصابع الموز من جديد فينظر اليها بدهشة من طريقة تناولها للموز ، في حين هتف احمد بمرح : ما بالك يا فاطمة ؟! هل انت جائعة ؟!
رفعت نظرها اليه وهي تضع يدها على فمها تحاول ان تبتلع ما في فمها من طعام : لماذا ؟!
هز كتفيه وقال بحيرة : تلتهمين الموز بطريقة غريبة ، انا اذكر انك لا تفضيله ، اتبع بمرح من بين ضحكاته – من يراك يظن بانك تتوحمين .
هتف وائل اسمه بغضب وهو يرمق والده بجانب عينه في مراقبة كثبة لردة فعله ، فتشحب ملامحه حينما رمقه والده بحدة ونظراته تشتعل بغضب ناري ، قبل ان يهتف بصغيره : لا يصح المزاح بتلك الطريقة يا دكتور .
ابتسمت بمرح وهي تتحاشى النظر باتجاه خالد الذي اشاح بعينيه الوامضة بزرقة خافتة : لا يهم يا عماه ، انا معتادة على مزاح احمد .
تمتم احمد : المعذرة يا فاطمة ، انا بالفعل امزح .
هتفت هي بمرح : لا عليك ، ولكن انا كثيرة الاكل حينما اكون سعيدة ، اكتنفت ساعد وائل بمرح – اليس تلك ايام السعادة المجسدة كما يطلق عليها ؟!
ضحك احمد بخفة : بارك الله لكما واسعدكما طوال العمر .
فرد وائل ذراعه حول ظهرها ليضمها اليه فساله وليد : متى ستسافران ؟!
زفر وائل التوتر من صدره : ابلغتهم ان يعدوا اليخت في الغد لذا سأغادر باكرا بإذن الله .
__ تصل بالسلامة يا اخي .
ابتسم ليهتف بمرح : لا تقلقي يا ماما سأحمل الطعام معي .
رقص احمد حاجبيه : من مثلك يا شقيقي انعام هانم اعدت لك اصناف الطعام كلها .
__ لا احد مثلي ، قالها بزهو ثم نهض ليقبل راس والدته – لا حرمني الله منها .
***
ساد المرح اجواء جلستهم وخاصة مع وصول امير وزوجته ، ثم مغادرة والديه اتبعتهما خالته التي اتت هي وزوجة شقيقه ، التي ظلت ورفضت الذهاب مع والدتها التي كانت مصرة بطريقة تعجب منها على مرافقة ابنتها لها ، فتهتف ولاء بجدية : سأعود مع احمد يا امي .
وفي ظل تمسك ولاء بموقفها وتذمر خالته ، غادرت الاخيرة دون رضا عن بقاء ابنتها ولكن ابتسامة اخيه المتسعة وعيناه الراضيتان عن موقف زوجته ابلغاه بان هناك شيئا يحدث بينهما السبب فيه خالته جميلة .
زفر بقوة ليتنبه على استاذان مالك وايمان للمغادرة فتمسك به: انتظر لنتعشى جميعا سويا .
ضحك مالك بخفة : اي عشاء يا عريس ، لابد ان نتركك على راحتك .
ابتسم وائل : فقط ابقيا ، فانا اشتقت الى جلستك واشتقت لوجود ايمان .
ابتسمت ايمان حينما اشار اليها لتقترب من صدره وتقبل وجنته : لا حرمني الله منك يا اخي ، ولكن مالك لديه حفل ولابد ان يذهب اليه .
نظر اليها بتعجب : الن ترافقيه ؟!
ابتسم مالك فأجابت بخفوت : لا تشغلني تلك الحفلات ولا افضلها.
نظر اليها بعتاب : اذهبي معه يا ايمي واسعدي بحياتك يا صغيرتي .
__ اخبرها يا باشمهندس ، القاها مالك بتهكم لتزجره بعينيها فيضحك وائل ويقبل راسها هامسا – اسمعي الكلام يا صغيرتي .
اومات براسها ليهتف مالك بمرح : يا فرج الله ، سأستعين بك – كثيرا - مستقبلا يا وائل .
غمز له وائل في مرح : انا في الخدمة دائما يا نجم .
ضحك مالك وغادرا سويا ليتجه هو الى الجلسة من جديد فيجلس بجوارها ويشبك يده بكفها ، ضاغطا عليها في دعم شعر بانها تحتاجه ، فتتنفس بقوة قبل ان تهتف : لا اصدق انكما لم تأتيا بالأطفال ، لقد اشتقت اليهم .
ابتسمت منال بمرح : لقد اتفقت انا وياسمين ان نأتي دونهم ، فنحن نريد الجلوس معكما دون ضجيجهم .
نظر الى منال من بين رموشه : حسنا لم تأتي بالطفلين من اجل ضجيجهم ، اين هنا ؟!
__ واحمد ؟! القتها باستفهام لتبتسم منال باعتذار – لقد اخبرت احمد انها زيارة تخص الكبار ولكن هنا ..
لوت شفتيها : غافلتها لنخرج انا وخالد .
نظرت الى شقيقتها بذهول والتي اكملت : فانا اتفقت مع ياسمين.
رد بغلظة : ماذا افعل بكما انت وياسمين ؟! انا اريد هنا .
جعدت ياسمين انفها بحنق لتضحك منال برقة : هكذا يا باشمهندس .
__ انكري انك اتيت من اجل شقيقتك
نظرت اليه بمشاكسة : لا طبعا ، لا انكر .
هز كتفيه : وهنا كانت ستاتي لأجلي .
ضحكت منال بقوة : في هذه النقطة معك حق ، فهي اشتاقت لك .
ابتسم بزهو لتشاكسه منال : انتظر سأسمعك مشاجرتها معي على الهواء .
تناولت هاتفها لتمسح على شاشته قبل ان تضغط على مكان في الشاشة فينبلج صوت رنين هاتف اخر ليأتي من بعده صوت هنا صادحا .. غاضبا .. قويا : مامي انا غاضبة جدا .. جدا ..جدا ، لقد اتفقنا ان تصحبيني معكما ، اريد رؤية ويلي .
هتفت فاطمة بتلقائية : وانا يا هنا ؟!
__ اووه ، صدح صوت هنا – فاطمة ، اشتقت اليك كثيرا .
ردت فاطمة بضيق وهي تأخذ الهاتف من منال : لذا تريدين رؤية ويلي .
_ ورؤيتك انت ايضا ، ولكن ..
صمتت قليلا قبل ان تتنهد بقوة – لقد اشتقت اليه كثيرا يا تامي .
جلجلت ضحكته بقوة من حولها ليسحب الهاتف من يد فاطمة ويهتف بجدية وهو ينهض مبتعدا عن فاطمة : و ويلي اشتاق اليك يا روح قلب ويلي .
صمت الجميع وهم يركزون ابصارهم عليه ليتحاشى النظر الى خالد الذي ومضت عيناه بعدم رضا شق زرقاوتيه ، لم يغلق مكبر الصوت ليبعد الهاتف عن وجهه قليلا وهي تهتف بسعادة صدحت قويا بصوتها : ويلي ، ارايت تركوني ولم يصحبوني معهم لأراك؟!
__ سآتي لك حالا اذا اردت يا صغيرتي
تدللت : لا داع لهذا الان ، ولكن استمع .
انصت اليها بانتباه : لا تغضب تامي حتى لا اغضب منك .
التفت ينظر الى فاطمة ليهمس : لا تقلقي لا استطيع اغضابك يا حبيبتي .
__ يااااي ، هتفت بها في سعادة لتكمل – ولتضعها تاج على راسك ،
ابتسم وهي تكمل وكأنها تُسمع نصا حفظته – وتحملها داخل عينيك الزرقاويتين .
نفخت بضيق : انتظر ، تلك نصائح جدتي لدادي ، ولكن بالنسبة لك سيكون احملها بداخل عينيك البنيتين .
ضحك بمرح : سأفعل يا جميلتي .
صمتت قليلا : اشتقت اليك يا ويلي .
زفر بهدوء وهو يركز نظره على فاطمة التي اظلمت عيناها بغيرة لم يخطئها : وانا اشتقت الى البندق في خصلاتك وكراميل عينيك .
تعلقت نظراتها بعينيه اللتين بثتا شوقه .. لهفته .. ظمـأه لها ، وصبره الذي قارب على النفاذ ليصدح صوت هنا بجدية : امم اعتقد ان تلك الجملة موجهه لفاطمة يا ويلي فانا عيني بنيتين مع الاسف .
توردت وجنتا فاطمة بقوة في حين انطلقت ضحكات كلا من وليد واحمد فيغمض عينيه ويتمتم بجدية شديدة وهو يعاود النظر الى فاطمة : اغلقي الهاتف يا هنا .
ضحكت بمشاكسة : حسنا سأغلق ولكن تذكر ، احملها بعينيك .
همهم وهو ينظر الى فاطمة : بل بين ضلوعي يا صغيرة .
زمت فاطمة شفتيها بعدم رضا لتمتم من بين شفتيها : وقح .
فتنطلق ضحكته من جديد وهو يقترب منها يناولها الهاتف وهو يقربها منه يجذبها من كفيها اليه فيجبرها على الوقوف امامه ليتمتم بخفوت امام عينيها : هلا اعددت لي القهوة كما احبها يا تامي ؟!
ضيقت عينيها لتما براسها ايجابا فيرفع احدى كفيها ويقبلها برقي : سلمت يداك مقدما .
تصاعد صفيرا قويا من احمد ليتناول احدى الوسادات ويرميه بها فيتفادها احمد قبل ان يهتف وليد بمرح : تستحق مشاكسته يا ويلي القى اسمه كما تنطقه هنا
اجاب بزهو : انت تغار لان لم يعد لديك معجبات يا فنان
ابتسم وليد باتساع ليهتف بمرح : لا اريد معجبات يكفيني وجود ياسمينتي بجانبي .
اطلق احمد صفيرا اخر ليرميه وليد هذه المرة بالوسادة فيلتقطها احمد بحرفية : اصبحت محترفا من كثرة رمي بهم .
ضحكوا جميعهم ليهتف احمد بجدية : غن يا وليد .
سالته منال بجدية : هل تستطيع الغناء ؟!
ضحك احمد بخفة : الم تحضري زفافه ورايته وهو يغني لياسمين امام الناس جميعا ؟!
غمزه احمد : ام توقفت الان حينما اصبحت بابا .
قال امير بمكر : لا لم يتوقف لازال يغني ويحفظ الاغاني الحديثة ايضا .
ابتسم وليد لينظر الى ياسمين التي هزت كفتيها بمعنى لا اعرف فيزفر بقوة : حسنا ، ولكني سأختار اغنية قديمة ، ولا اعلم كيفية الغناء دون موسيقى ولكني سأحاول .
__ هل تحفظ لحنها ؟! سأله وائل ليما ايجابا فيهتف وائل : انتظر .
نهض واقفا ليغادر الغرفة في حين هتفت فاطمة : لا تغني قبل ان اعود سأصنع القهوة لوائل ، وقفت تنظر اليهم - من يريد شرب القهوة ايضا ؟!
__ امير الا تريد بعضا من القهوة ؟! سأله خالد بجدية ليهز امير راسه نافيا فتهتف ياسمين بمرح : لا يشرب القهوة الا ما تعدها ليلى .
سكنت ملامح امير ليعم الذهول على ملامح احمد ويبتسم خالد بخبث ضوى بحدقتيه وهو يحدثه بخفوت شديد : لذا لم تطلب القهوة منذ اتيت .
في حين التفت اليه وليد بدهشة : نعم ؟! لا افهم ما الذي تقوله ياسمين .
هز امير كتفيه بلا مبالاة واثر الصمت لتمتم ليلى بحدة : ياسمين.
فترقص الاخرى حاجبيها بمشاكسة : ايني اخبرتني وهي تتندر عن الامير المتفرد في رومنسيته فلا يستسغ مذاق القهوة الا من بين يدين ليلته .
عضت ليلى شدقها بحنق وهي ترمق ابنة عمها بغضب ليبتسم امير برزانة : لا افهم هل تلك غيرة ام حقد ؟!
صدحت ضحكة ياسمين بقوة ليهتف وليد : لا يا صديقي انه تعجب ، الله يرحم ايام ما كنت تشرب القهوة من يد سنوسي ساعي مديرية الامن .
تغضن جبين امير بانزعاج ليهتف : اعزك الله يا وليد ، ما تلك السيرة المقرفة ، استغفر الله العظيم ، كانت ايام الله لا يعيدها .
ابتسم وليد باتساع وهو يؤمن على حديث امير لتهتف منال التي تبتسم بسعادة حينما عادت فاطمة : حسنا يا سيادة الرائد ، لتعد لك ليلتك القهوة بعد اذن فاطمة .
ضيقت فاطمة عينيها وهي تنظر بعدم فهم لتثرثر لها منال سريعا عم حدث بغيابها فتبتسم برقة وتهز كتفيها بترحاب : طبعا ، تفضلي يا ليلى ، تعالي سأدلك على اماكن الاشياء ايضا .
توقف وائل عن الحركة وهو يضع حقيبة سوداء كبيرة كان يحملها بين يديه حينما استمع الى زوجته ليرمقها بتعجب فتنظر اليه وتناوله فنجان قهوته : ذاك فنجانك تفضل .
قبض على كفها الممسك بالفنجان بعد ان حمل فنجانه منها ، ليقبل ظهره بامتنان : سلمت يداك يا حبيبتي ،
نظر الى ليلى : لا داع لان تتعبين نفسك يا هانم ، فاطمة تعد القهوة بطريقة جيد جدا .
انفجر الجميع ضاحكا وليلى تتورد بخجل ليهتف احمد باندهاش: الامر ليس في القهوة يا اخي ، تعال اجلس وانا سأخبرك .
اشارت فاطمة بيدها ليلى التي اتبعتها واتبعتهما منال بكياسة لتهتف قبل ان تغادر فعليا : وليد لا تغني الا عندما نأتي .
هز راسه بتفهم ليضحك وائل بمرح وهو ينظر الى امير بتعجب بعد ان اخبره احمد باختصار الحديث ليساله : حقا يا امير ، لقد تغيرت كثيرا .
ابتسم امير بفخامة : لا يعيب المرء ان يعبر عن شعوره يا صديقي ، فم اجمل ان تجد من تسكن اليها روحك في اخر المطاف لتشعر بالراحة تغمرك والهدوء يعم على حياتك ،
رمش بعينيه ليهز راسه بتفهم : اسعدك الله يا امير .
__ اللهم امين وايانا جميعا .
زفر بقوة وهو يفتح الحقيبة ليخرج منها قيثارة غربية انيقة فيهتف وليد بعدم تصديق : لازلت محتفظ به ؟!
اوما براسه ايجابا ليناوله الى وليد : هل تستطيع ان تعزف كالماضي ام خارت قواك يا اخي ؟!
هتف وليد بمرح وندية اعتادها من قبل : بل اعزف افضل منك يا اخي .
اتسعت ابتسامة وائل حينما دلفوا السيدات من جديد لتناول ليلى فنجان القهوة لأمير فيطمئن عليها بنظراته الحانية ، لتجيبه بهزة من راسها رسمت ابتسامته من جديد ، سأله خالد : اخبرني هل عرفتما جنسية المولدين ، فانا اريد ان اخطب ابنتك لاحد التؤامين .
ضحك امير وهو ينظر اليه بذهول فيعترض وليد بجدية : ولماذا تخطب ابنته لاحد طفليك ، انا اولى بابنة امير .
عبس امير : توقفا عن الجنون ،
قال خالد ببرود : حسنا لن اخطبها لاحد التؤامين ، فهما صغيرين والشبه بينهما ليس فارقا ، انا اخطبها لأحمد .
__ يا سلام ، هتفت فاطمة لتقول منال – لا اترك احمد جانبا فهو يريد ان يتزوج بابنة خالته التي بعلم الغيب .
__ خالته ستاتي بأولاد فقط ، اخبري ابنك ان يبتعد عن اطفالي ، القها وائل بجمود ، ولكن انا اريد هنا اذا رزقني الله بولد .
ضيق خالد عينيه لتهتف منال بعدم تصديق : لتربيه ان الفارق تسع سنوات يا وائل ،
لوى شفتيه : من سيتزوج منها والدته دعت له فجرا
__ ابنتي لن تتزوج من الاساس ، القاها خالد بجدية ليهتف هو – انا اوافق على هذا الراي .
ضج الضحك بينهم لتهتف فاطمة بعدم تصديق : اخيرا اتفقتما ان تحبسا الفتاة بجانبكما ، ابتعدا عن هنا من الافضل لكما ، ثم من اخبركما انها ستنتظر رايكما فيمن ستتزوجه ،
اكملت بابتسامة ماكرة : هنا ستاتي بعريسها وتهتف زوجني اياه يا دادي .
اظلمت عينا خالد ليهتف هو بحنق : لا طبعا ، لأنها لن تجد من يعجبها .
رقصت حاجبيها بإغاظة : غدا سنرى .
ابتسمت منال برقة : اتركا امر هنا الان ، التفتت الى ليلى – اخبريني يا حبيبتي هل الطبيبة اخبرتك عن جنسية الطفلين ؟!
هتف وليد من جديد : لو احدهما فتاة ستكون من نصيب عاصم يا ليلى .
تمتم خالد ببروده المعهود : لن يحدث
صفق امير بكفيه في ياس لتهتف ياسمين بجدية : حقا لا اصدقكما ، هلا انتظرتما ؟!
اشارت ليلى بيديها : لا داع لكل هذا ، شعت ملامحها بفرحة عارمة – انهما صبيين .
هتفت السيدات بمرح لتنهال المباركات عليهما في سعادة ، ليهنا امير بمودة : مبارك لك يا امير ، يصلا بالسلامة باذن الله .
جلس بسكون وهو ينظر الى فاطمة بشوق شديد يدير عينيه عليها وهو يدعو بقلبه ان يرزقه الله بطفل منها ،يربطهما سويا الى الابد !!
هتفت ولاء – الجالسة بجوار زوجها - بعد ان انتهت موجة المباركات والسؤال عن حال الطفلين وليلى : الن تغني يا وليد ؟!
__ بل سأفعل ، داعب وليد القيثارة بأنامله ، قبل ان يحرك اصابعه بطريقة محددة فينتج لحنا ، هتفت ياسمين على الفور حينما استمعت اليه : علمتيني ؟!
ضحك وليد وهو يخفض راسه : انت تحفظين مقدمتها
__ نعم اتذكر انك كنت تشدو بها دوما في تجمع لشلة الاصدقاء، هتفت بعفوية – هل تمزح معي انها اغنيتي المفضلة ؟!
__ بل هو مغنيك المفضل ،القتها ليلى بجدية لتشاكسها متعمدة - لازلت اذكر هيامك به وانت تجلسين امام التلفاز تنظرين اليه وتتغزلين به .
نظرت اليها ياسمين بعتاب قبل ان تهز كتفيها بثقة : وليد يعلم اصلا .
تصاعدت ضحكاتهم ماعدا وائل الذي نظر الة اخيه بدهشة فهتف وليد بجدية : اينعم ، لقد كانت تتغزل به الى جواري ، نظر الى ليلى – بل ان الافضل من كل هذا انها كانت تغازل الكلب المرافق له في الفيديو كليب ، وهي تهيم به غزلا .
تعالت ضحكاتهم لتهف ياسمين اسمه بزمجرة غير راضية ليرقص حاجبيه بمشاكسة : انكري اذا استطعت يا جاسي ، وانت تهتفين بي في كل مرة ترينني بها ، اريد كلبا يا وليد ، يماثل هذا الكلب المرافق لراغب علامة في الاغنية .
ضحكت ياسمين بمرح لتسال فاطمة بجدية : من هذا المغني ؟!
نظرت اليها ياسمين بدهشة ليهتف احمد : لا تعرفين راغب علامة ، لقد عقد نصف شباب الجيل الحالي .
عبست بتعجب لتسال بجدية : هل هو وسيم لتلك الدرجة ؟!
لتهتف ولاء : وسيم ، انه قمر منير يا تامي .
ضيق وائل عينيه وهو يرمق شقيقه الذي ابتسم ورفع نظره الى زوجته التي لم تدرك نظرة زوجها العاتبة لتتدارك ياسمين الحديث سريعا : كان هذا قديما ، سوف اريك صوره .
هتف احمد بجدية : هيا غني يا وليد ، فمن الواضح ان فاطمة لا تعرف لا الاغنية ولا مغنيها .
__ ولا انا ايضا ، هتفت بها منال لتكمل – واعتقد انك لا تعرفه يا خالد .
__بل اعرفه واعرف تلك الاغنية التي يتحدثون عنها .
هزت منال كتفيها : حقيقة لم اكن اهتم بالأغاني في صغري ، ولكن ما سر ارتباطك انت بالأغنية يا وليد ؟!
نظر الى منال قليلا ليحيد بنظره ويتأمل ياسمين : حفظتها لأجل من تحبها ، وكنت اشدو بها لأجلها ، كلما تواجدت .
اتسعت عينا ياسمين بذهول ، لتمتم فاطمة بجدية : حفظت الاغنية لأجل ان تشدو لياسمين بها ، دون ان تخبرها عن حقيقة شعورك نحوها
احتقن وجه وليد بقوة لتتبع فاطمة بلغتها الاصلية : هذا جنون .
اتصلت نظراته بنظرات ياسمين المتسائلة ليهتف احمد بجدية : نحن عائلة ادراكها بطيء يا فاطمة ، ولدينا بعض من حب ايذاء النفس وتعذيبها ، الى جانب انكار قوي لمشاعرنا ، وتحفظ واخفاء لها دون داع .
القى اخر كلماته وهو يرمق وائل بطرف عينه فتتجمد ملامحه ويهتف بجدية : هيا يا وليد ، اسمعنا صوتك الشجي يا اخي .
__ نعم اريد ان استمع الى تلك الاغنية التي حفظتها من ثمانية عشر عاما لأجل ياسمين .
حرك وليد انامله على اوتار القيثارة بمهارة ليبدا بالشدو معها في حين نقر احمد على الطاولة الخشبية التي وضعها بين ساقيه في لحن مرتب لينسجم الجميع مع الغناء ويردد بعضهم ممن حفظوا الاغنية قديما مع وليد الذي نظر الى ياسمين دون ان يحيد ببصره بعيدا عنها

علمتيني احب الدنيا .. علمتيني احب
وانسى معاكي هموم الدنيا والمشوار الصعب
علمتيني اكون وياكي .. يسهر قلبي يغني غناكي
خدي قلبي الطاير بهواكي .. خدي اكتر من قلب
علمتيني – راغب علامة

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:07 PM   المشاركة رقم: 1222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

دلف الى شقته بخطوات سريعة يبحث عنها بين اروقة بيتهما ، ثم يزفر بقوة حينما وجد البيت فارغا ، ليتجه الى غرفة نومهما يبحث عن جواز سفرها فهو يريد ان يسافر قريبا لحضور المؤتمر الخاص بجراحي العيون – بعدما ابلغوه اليوم بتقديم موعده عن كل سنة - وينوي ان ترافقه ، ولكنه حينما يحتاج اليها لا يجدها كالعادة !!
قبض كفيه بقوة ليقرر ان يبحث عنه بنفسه ضمن اشياءها ، فلابد من انه موجود هنا بمكان ما .
فاخذ يفتش عنه في كل يهيا له باحتماليه وجوده به ، ليمنى بالفشل في كل مرة الى ان قرر ان يبحث عنه في علبة زينتها الخشبية واتي تحتفظ فيها بأشيائها الثمينة ، من حليها ومصوغاتها الذهبية ، فتح العلبة ببطء بعد ان تأملها مليا بخشبها المتين ونقوشها الاسلامية الفخمة ، ليبتسم وهو يدرك انها هدية من والدها عاشق الفن الاسلامي ،فتحها ببطء ليعقد حاجبيه وهو ينظر الى مجموعة من الاوراق تحتل سطحه وتخفي مصوغاتها الذهبية من تحتها ، قلب الاوراق بين يديه وهو يعيد غلق العلبة من جديد ، ويزيحها من طريقة ، ليبتسم براحة وهو يرى جواز سفرها يقع بين الاوراق التي وجدها ، هم بان يعيدهم ثانية ليضيق عينيه بحدة وهو ينظر الى تلك الورقة التي راها من قبل معها، تلك الورقة التي اخفتها عنه قبيل زواجهما ، واخبرته وهي تنهض من فوق ارجوحتها ببيت والدها حينما سالها عنه انه ليس من شانه !!
رمش بعينيه وهو يزدرد لعابه الذي جف فجأة فيقبض راحتيه وهو يحاول ان يجاهد رغبته في ان يقرا ما بداخله ، قلبه يخبره بان هذا الخطاب بكل ما يحمله ليس من شانه ، فهو كان قبيل زواجهما ، ليهتف عقله بانها كانت زوجته حينها ،الم يكن عقد قرانهما حينها ؟!!
وحسم عقله صراعه الداخلي ليفض الخطاب ويقرا سطوره سريعا ،عبس بغرابة وهو يعيد قراءته بتاني وعقله يبحث سريعا ، يفكر ويستنتج اهمية هذا الخطاب لتحتفظ به ضمن اشياءها الهامة ، لتومض عيناه بحرقة وهو يلمح اخر اسطر به ، فيحترق قلبه بغيرة صدعت جوانب صدره ،ن ليبدا بالاطلاع على بقية الاوراق التي تخبئها في مكانها الامن عنه !!
قبض كفيه على جانبي الفراش وهو يدير حدقتيه فوق الاوراق التي فتح معظمها ، يرفع راسه بكبرياء وانتقام يضوي بحدقتيه وهو يطلع الى ما امامه ، من اوراق قديمة خطت بها بعض الحروف مكونة كلمات وجمل ، تثرثر بها عن حلم قديم استولى على عقلها وجعلها مغيبة عن واقعها ، تنتظر فارس لن يأتي لها بدا ولن يكون من نصيبها بتاتا .
يكبح جماح دموعه ان تنهمر فوق خديه فتسلب اخر كارمته التي اهدرتها زوجته المصونة عندما قررت ان تحتفظ بأحلامها القديمة قريبة من قلبها وهي تحتل الفراش بجواره ، لينتهي به المطاف بصرخة قوية اصمت اذنيه وهو يرى هذا الخبر الذي نُشر قديما عن تعيين ابن عمه في مجال النيابة العامة – كما كان حلم الاخير – مخطوط بورقة جريدة صفراء لا يعلم حتى عن تاريخ نشرها ، ولكنها احتفظت بها لا لشيء سوى انها تحمل اسم فارسها المنتظرة ، والذي زخرفت حول اسمه بقلم احمر اللون ورسمت قلب قديم بأحلام مراهقة كانت تنتظره زوجا لها !!
فيعيد عليه عقله شهور زواجهما باكملها ، بتقلباتها المزاجية ، رفضها له .. نزقها منه .. بعدها عنه .. عدم رضاها عن حياتهما .. نظرة الغضب التي تعتلي وجهها دوما ، لينقلب حالها الى النقيض بعد ان عاود الاخر الظهور في حياتها من جديد ، وكأنها تهرب من احلامها التي تراودها بشان فارسها الى واقعها ، تتمسك به .. تتلمس منه امانا وحبا .. وتعف نفسها من خيانة اقرب اليها من انفاسها .
ارتعش جسده وعقله ينهال عليه صفعا بذكريات كثيرة ومواقف اكثر كان يغمض عينيه عنها قاصدا ، ولا يفكر بها متعمدا، فيستمع الى انين قلبه ويرضى بفتات ما تقدمه اليه ، بل وينتعش حبورا ايضا ، وكانه اقل من ان تكون له بكامل ارادتها .. وتبغيه كما ارادها طوال عمره .. تحبه كما يعشقها .. وترتضي به كما يقبلها بكل عيوبها !!
__ محمود ، ما بك ؟!
التفت اليها بعينين مشتعلتين بجمر غيرة جنونية المت بحواسه ، اتية من الخارج تحمل اكياس كثيرة بيديها وبراءة صادقة بملامحها ، نهض واقفا وغضبه يعميه عن اي شيء اخر توحشت نظراته ليرفع كفه ويهوى بها على خدها دون ان ينبس بحرف واحد !!
شهقت بقوة واكياسها تسقط من كفيها، عنقها التوى جانبا من قوة صفعته ، قلبها نزف الما وعقلها يخيم عليه صمت مهيب ، تشعر بزلزال بعثرها وهدم نفسها فأصبحت ركاما ، سقطت دموعها رغم عنها فأسقطت كرامتها وهُدرت بين قدميه ، لتمتم بصوت واهن وهي ترفع نظراتها اليه : تضربني يا محمود .
همس بفحيح ونبراته تتوحش بقسوة نظراته : وسأكسر رقبتك ايضا .
اتسعت عيناها بموجة كبر اعترتها : هل جننت ؟! من سيسمح لك بهذا ولماذا تضربني من الاساس ؟! هل نسيت من انا يا ابن عبد الحميد المنصوري .
نفرت عروقه غضبا لتصيح هي بصراخ هستيري : جرؤت على ان تمد يدك علي ، ونسيت من انا ، نسيت اصلك ومركزك لتتجرا وتمد يدك على ابنة محمد بك المنصوري ، سيدك وتاج راسك .
ردد بصوت جاف : سيدي وتاج راسي ، ليعم الحزن فوق ملامحه ويتمتم بقهر – اذا هذا السبب منذ البداية
نظرت اليه بعدم فهم فاكمل دون ان يعطيها فرصة للرد : سبب رفضك لي من البداية .. سبب عدم تقبلك لي .. سبب عدم قدرتك على رؤية حبي لك .. سبب عدم وقوعك في حبي
نظر اليها بعينين جامدتين وملامح صلبة وكأنها قدت من حجر : باني ليس من مقام مدللة عائلة المنصوري ، باني ابن عبد الحميد الاجير الذي كان يعمل بارض جدك ، نعم انا ابن عبد الحميد الاجير ولكني افضل ممن تتمسكين به الى الان ، انا بنيت نفسي من العدم ، لأكون اصغر جراح عيون في الشرق الاوسط ، لأكون الساحر ، لأكون رائد بمجالي .
شعت عيناه بغضب ونقمة احرقت خلاياه : ولكن من اين تعلمي انت ؟! فانت جاهلة .. غبية .. حمقاء .
رفع راسه بكبرياء وكبر تملكاه : ولأنك لا ترتقي لمكانتي وانا لا اناسبك ،
زم شفتيه لينطق بجدية وجمود : انت طالق يا كريمة ال المنصوري .
فغرت فاهها بذهول هي تراقبه يغادر من امامها وعقلها لا يكاد ان يستوعب ماذا حدث منذ قلل ، لا تستطيع ان تدرك السبب فعليا وراء كل هذا ، لتقع عينيها الذاهلتين الى تلك الاوراق المرماة فوق فراشهما ، لتشعر بقلبها يتوقف عن الخفقان وهي تكتم انفاسها قبل ان تسقط ارضا بذل ودموعها تنهمر مدرارا فوق خديها لتصرخ باسمه في صرخة هشمت روحها تهشيما !!
***
ابتسمت برقة وهو يشير اليها فتقترب منه بخطوات مرحة ، ليكتنف كفيها بيديه ويجذبها اليه بلطف متجها بها الى ساحة الرقص الممتلئة بعدد من السباب والفتيات يرقصون رقص حر على انغام الموسيقى المنبعثة من حولهم ، صدح صوتا تعرفه جيدا في الاجواء فتقترب منه بجسدها لتساله : هل حاتم سيغني الليلة ؟!
هز راسه نافيا : لقد رفض ولكنه موجود يستمتع بالحفل كأحد طلاب الجامعة
ضيقت عيناها بريبة لتساله : كيف يستمتع لا افهم ؟!!
زفر بقوة ليبتسم ويهز كتفيه رافضا ان يجيبها لتحرك راسها وتبحث عنه بعينيها ، فيتمايل من امامها وهو يحاول ان يجذب انتباهها بدلا من البحث عن حاتم : هيا يا جميلتي ، شاركيني الرقص ، من فضلك .
ابتسمت وهمت بالرفض قبل ان تلتقط وصوله فتظلم حدقتيها وتوافق بهزة من راسها وهي تكتم جذوة انتقام اشتعلت بداخل قلبها ، فتبدا بالتمايل بدورها لتنتبه الى ابتسامة خان التي انارت شفتيه دون عينيه ، عبست باستفهام ليلامس كفها برقة ثم يرفعه اليه ويلثمه بحب لم يحاول اخفاءه قبل ان يتمتم وهو يقترب منها : اذا كان يرضيك ان تتخذيني حطبا لموقد انتقامك فانا راض يا اميرتي !!
شحب وجهها لتحاول ان تنفي عنها تهمة الانتقام ، لتومض عيناه بقسوة ويهز راسه بنفي صارم قبل ان يهمس وهو يقربها منه اكثر : ابتسمي واوهميه .. خادعيه.. واشعلي به نار الغيرة حتى تحرقيه ، واهدئي فانا لن استغل الفرصة ابدا !!
تألقت الابتسامة راضية فوق شفتيها ووجهها يضيئ بنور شع من خلاياها ، لتتمايل معه بانسجام فيرقصا سويا – دون ان يتلامسان - كما لم يرقصا سويا من قبل !!
***
__ سعيدا بان اتيت معي اليوم يا حبيبتي
عبست بعدم رضا لتهمس بجدية : كنت اتمنى ان اكون سعيدة بدوري ، ولكني لست كذلك .
رفع حاجبية لتتابع دون ان يسالها : انظر اليهم ، كيف يرقصون سويا دون خجل او حياء ، دون خوف من عقاب الله او التفكير في حسابه لهم !!
تمتم بالاستغفار قبل ان يهمس من بين اسنانه : دعي كل فرد لشانه الخاص يا ايمي ، فانت لست واعظة دينية ، واستمتعي بالأجواء ووجودك جواري ومعي دون النظر اليهم .
عقدت حاجبيها بغضب وهي تعتدل بوقفتها : بماذا استمتع في رايك ، بصوت الغناء ..ام بمشاهدة الفواحش ؟!!
اغمض عينيه ليكتم غضبه بداخله ثم همس بحكمة احتاجها : اين الفواحش يا ايمي ؟! لا اراهم يحتسون الخمر او يرتكبون الرزيلة ، انهم يرقصون فقط ، واغلهم يرقص رقص حر دون رفقة ، اي كل فرد بمفرده .
اتسعت عيناها بغضب اهوج لتهتف : وهذا ليس حراما ؟!
اتبعت بحدة – الرقص حرام .. الغناء حرام ..ان تنظر الى اجساد الفتيات وهن يرقصن حرام ..كل شيء هنا حرام .
صمت قليلا ليهمس : هناك فرق بين ان يرتكب المعصية او ان اكون آثما ؟! وهناك فرق بين اخطأ او ارتكب احد الكبائر ، الله عز وجل يفرق بينهم ، ويحاسب كل فرد على حسب خطيئته ، بينما انت تضعينهم كلهم في سلة واحدة وتسميهم بمسمى واحد .
__ انت تدافع عنهم لأنك مثلهم .
القتها بجمود لتسكن ملامحه وهو ينظر اليها بعتاب ومض بحدقتيه ليؤثر الصمت ويشيح بعينيه بعيدا حتى لا يتشاجر معها،
ليعم الصمت عليهم قليلا قبل ان تهمس بسخرية : انظر الى صديقتك التي تدافع عنها ليل نهار وتلوح بمدى احترامها لذاتها وهي تتمايل بين اذرع اشباب دون ان تفرق بين هويتهم !!
اشتعلت عيناه بغضب وهم بان يصيح لينعقد لسانه وعيناه تقع على ايناس وهي ترص برفقة خان بطريقة لم يراها من قبل !!
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:08 PM   المشاركة رقم: 1223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

__اتركني يا مالك ، اترك ذراعي .
القى مرفقها بغضب ، لتنظر اليه بحدة وهي تدعك مكان قبضته : ماذا دهاك ؟! كيف تسحبني خلفك بتلك الطريقة دون مراعاة قبولي او رفضي ؟!!
اطبق فكيه : قبولك او رفضك !!
صاح متابعا – تسالينني عم افعله ، و انت غير راضية عن تصرفي ، اخبريني اذا عم تفعلينه انت ؟!!
اقترب منها بوجه متصلب وخشونة مزجت بجدية غاضبه لم تراها من قبل : كيف تراقصين خان بتلك الطريقة دون ان تراعي الحدود بينكما ؟!
همت بان تجيبه مبررة لفعلها لتصمت وتتراجع ثم تصيح فيه : وما شانك انت ؟! لا افهم سر غضبك الى الان او ثورتك علي بهذا الشكل الغريب ؟! ما لك بتصرفاتي يا مالك ؟!
اتسعت عيناه بغضب اهوج : هل تتخلي ن صداقتنا لاجل خان ؟!
همست بذهول : اتخلى عن صداقتنا ولأجل خان ؟!
ما الذي تقوله يا مالك ؟!
رجفت ملامحه : هذا ما فهمته فانت تخبريني ان لا شان لي بك .
__ لا طبعا ، انا فقط لا افهم ،اطبقت فكيها لتتبع بهمس غاضب - لطالما كنت واثقا بي وبتصرفاتي ولا تحتاج لأبرر لك اي من افعالي ، فلماذا تسالني الان او تحاسبني هكذا ؟!
رمش بعينيه : لم يروقني ما رايته يا ايني ، وطالما راقت لي تصرفاتك فيما سبق ، لكن اليوم اشعر بك مختلفة .
ابتسمت باستخفاف : نعم لقد قررت ان انطلق دون ان يقف في طريقي احدا ، قررت ان احيا كيفما اريد ولا اهتم لاحد ، قررت ان اتوقف عن محاسبة نفسي وازهاق روحي بعتاب ولوم كانا يميتاني ببطء ، سأتحرر من كل شيء يا مالك ، سأفكر في ايناس سليم وفقط.
بلل شفتيه وهو ينظر اليها بعينين متسعتين : وهل يرضيك تصرفك منذ قليل يا ايناس ؟!
زفرت بقوة لتتمتم : خان صديقي المقرب يا مالك وليست المرة الاولى التي اراقصه فيها .
لمع الغضب بعينيه : هل هناك ..
صمت دون ان يكمل حديثه لتهز راسها نافية لتبتسم بسخرية : اول مرة تسالني عن شيء كهذا يا مالك ، كنت دوما تفهمني دون ان تسال .
هتف بحدة : لا اعلم ، طريقتك معه مختلفة يا ايني ، رؤيتك وانت تراقصينه افقدتني المنطق وحدود العقل .
ابتسمت برقة : لا تقلق يا مالك ، فصغيرتك كما هي لم تتغير .
لم يستطع الابتسام ليهز راسه بحركة عصبية فتمط شفتيها قبل ان تلمح وصول سارة فتستأذنه بكلمات قليلة وهي تنصرف من امامه ليراقبها بعينين مظلمتين قبل ان يزفر بقوة وهو يتجه عائدا الى ايمان الواقفة تنتظره بصبر وصمت وعيناها تتألقان بنظرة لم يستطع تفسيرها !!
***
وقفتا جانبا الى جنب تتبادلان الاحاديث بابتسامة صافية وسعادة عمت عليهما لتهمس ايني : انا سعيدة لأنك هنا اليوم .
ابتسمت سارة : لقد دفعتني ماهي للحضور .
ضمتها اليها من كتفيها : لا توقفي حياتك على احدهم يا سارة ، انت اقوى من ذلك .
رفعت عيناها باسى حدد ملامحها : انا فقط نادمة على سرقة فرحتكم بي ، نادمة لأني وثقت به وهو ..
هزت كتفيها : حقا لا اعلم ، أكان يحبني فعلا ام كان مجرد خداع ؟!
صمتت ايني قليلا لتهمس : لقد احبك فعلا ولكنه اضعف من محاربة ماضية وهواجسه .
اطبقت سارة شفتيها : لا يريد الطفل يا ايني ولا اعرف كيف استطيع الوصول معه لحل وسط .
جعدت ايني انفها : لا تشغلي راسك به حينما يراه سيتغير الامر ، انه فقط مشوش .
زفرت سارة بقوة لتتبع ايني : لقد عقد قرانكما من جديد يا سارة ، وافق على شروط بلال كلها وعقبات امير الذي وضعها له ، واتى لك ليصالحك اكثر من مرة في تلك الفترة التي مكثها لدينا ، ان اخبرتني انه طلب منك العودة الى بيتكما وعندما رفضت اقترح ان يؤسس لك بيتا اخر ، اعتقد ان لو لم يكن يردك زوجة له لما فعل كل هذا ، كان اكتفى بعقد القران واشهار الزواج فقط .
ازدردت غصة حلقها : لن انسى له انه استمع الى ابيه اول الامر وهددني انه لن يعلن زواجه مني .
نفخت ايني بضيق :كان تصرفا احمقا منه ولكنه تراجع بعد ذلك حينما شعر بانه سيخسرك .
اثرت الصمت لتربت ايناس على كتفها وتهمس : هوني على نفسك واستمتعي اليوم بالحفل وغدا فكري بالأمر جيدا .
ابتسمت سارة لتسالها : متى ستغنين ؟!
__ بعد قليل ، سأتركك واذهب لأرى الفرقة الموسيقية ، لا تعودي بمفردك سنعود سويا .
هزت سارة راسها بتفهم لتنطلق ايناس بخطوات مرحة قبل ان تدير سارة عيناها في المكان من حولها لترمش بعدم تصديق وهي تنظر الى مقدمة السيارة المركونة جانبا لا تتيح لأي احد ان يراها دون ان يدقق النظر !!
تحركت بخطوات بطيئة وهي تحاول ان تنكر حدسها بها ، تخرس صوتا بداخلها يخبرها انها خاصته .. تهدا وجيب قلبها الذي خفق حائرا وعقلها الذي صدح مفكرا .
فتتوقف عن الحركة حينما وصلت لها ، فتقف امامها تكتم شهقاتها بكفيها ، وتحاول ان تغلق عيناها اللتان اتسعتا بذهول والم شرخ حلقها لتنساب دموعها بصمت في تلك اللحظة التي اتصلت نظراتها بعينيه الشاخصتين بخوف ان يكون وجودها امامه حقيقة لا جدال بها !!
***
__ ما رايك ان نذهب للسينما ؟! انا متفرغ اليوم وليس لدي مناوبة في الغد .
هزت راسها نافية ليتمتم بمكر وهو ينظر الى الطريق امامه : اذا لنعد الى البيت وفي الصباح سأذهب لات بجنى من عند والديك .
زفرت بقوة : جنى ليست ببيت والدي .
عبس بعدم فهم : هل هي عند وجيه ؟!
هزت راسها نافية فاتبع سائلا : اذا اين هي ؟! هل تبرعت بها لأحدى الجمعيات الخيرية ؟!
القاها بتهكم فهتفت بحدة : لا يا احمد ، جنى ببيتها .
__ببيتها ، رددها بدهشة قبل ان تلمع عيناها بادراك – حقا ؟!
هذا جيد جدا .
شابت نبراته سخرية الجمت حديثها قبل ان يتابع : اذا انت انتقلت الى بيت احلامك دون ان تخبريني ؟!
سحب نفسا عميقا ثم اردف : واتيت اليوم لتقابليني عند وائل حتى تحافظين على رونقك وكرامتك فلا تعودي كما اخبرتك من قبل ان تفعلي ، قسى صوته وهو يكمل – تركت والدتك تغادر بمفردها وانتظرت بجواري لتعطيني املا في انك تراجعت عما براسك ، لتفاجئيني الان بمضيك قدما في قرارك دون الاهتمام لرايي .
زمت شفتيها بغضب : لماذا تفكر بها هكذا ؟! الم تخبرني قبلا ان انتقل بمفردي الى البيت وانك ستقسم وقتك بيننا وبين والديك ؟!
لمع الالم بحدقتيه : وانت قررت ان هذه هي الحياة المثلى لعائلتنا.
__ انت لا تريد ان تتنازل من اجلنا يا احمد ، ماذا علي ان افعل ؟!
هتف بصدمة : انا لا اريد ان اتنازل من اجلكم ، من انتم ؟!! انت وابنتي الوحيدة ، ان حياتي بأكملها ملك لكما يا ولاء .
رمقته بحدة : بل ملك لعائلتك ، والديك واخوتك وشقيقتك .
صرخ بغضب : اتريدين ان اهمل عائلتي لأجل عينيك ؟!
صاحت بدورها : لا ولكني اريدك ان تتخلى عن دور الابن الاكبر فانت لست بكر عائلة الجمال .
اتبعت بحنق : بكري آل الجمال ، يدللان زوجتيهما كما لم يفعل احدهم قبلا ، كل منهما يعامل زوجته و كأنها امرأة لم يخلق مثلها ، كل منهما انشا مملكة لزوجته ووضعها ملكة على عرشها دون ان يفكر باي شيء – اخر – سواها ، فقط هي كل ما تهمه ، هي وفقط !!
احتكمت الغصة حلقه لتجمد ملامحه وهي تتابع بقهر لم يسمعه منها قبلا : كل منهما يحب زوجته ويجاهر بها دون ان يخشى شيئا ، فأخيك لم يراع وجودنا وهم بان يقبل زوجته امامنا جميعا ولم يهتم حتى بوجود شقيقتها وزوجها الذي في قام اخيها الاكبر ، والاخر غنى لزوجته جهارا ، انه لم يرف بعينيه وهو يشدو وكانه خائفا ان تختفي من امامه اذا نظر بعيدا عنها ، وانت تستكثر علي بيت نحيا بداخله كاسرة صغيرة لا يشاركني فيه او بك احدا !!
عض شدقه بقوة مانعا نفسه من الصراخ بها ليتمتم بقنوط : انا لم احبك كما يحب أخواني زوجتيهما ، انا لم اجاهر بحبك على الملا ، انا لم اهتف بحبك جاهرا في ميكرفون سمعه كل الحضور ليس من العائلة فقط بل صفوة المجتمع في حفل المشفى ، انا استكثر عليك بيتا تعيشي فيه ، لقد وضعتك ملكة فوق عرش العائلة ، فانت تعيشين بالقصر وهما تأتيان لماما ، وتتصرفان حينما يكونان بالقصر كما الاغراب وانت داخل بيتك ، وباخر المطاف تتهميني بانني لم احبك كما ينبغي ان افعل .
هز راسه بهزيمة ساحقة الحقت به : الامر ليس بيتا تسكنين فيه يا ولاء ، بل بي انا ، فانا لست كافيا لك ، انت لم تحبينني كما انا احببتك ، لقد تزوجت ابن الخالة الذي يعشقك ولكنك – مع الاسف – لم تعشقيه مثلما احبك هو .
همت بالحديث ليشير اليها بيده : اصمتي ، بالله عليك اصمتي ، لأجل العشرة بيننا ولأجل ابنتك اصمتي ، فانا لا استطيع التحكم في ردة فعلي اذا سمعت صوتك ثانية ، دعي الليلة تمر بخير واصمتي الى ان اوصلك بيتك ، واحتياجاتك انت وابنتي ستصل قبل ان تطلبيها .
همت بالحديث ليشير فوق شفتي بصرامة اعتلت ملامحه : اشش ، لا اريد سماعك .
شحب وجهها لتشيح براسها بعيدا عنه وهي تقاوم دموعها بقوة ليقبض على المقود بقوة وينطلق بسيارته عائدا الى البيت الذي فضلته على وجوده بحياتها !!
***
زفر بغضب وهو يقف متكئا على الحائط من خلفه امام غرفة الطوارئ بالمشفى القريبة من مكان الحفل ، يشعر برغبة عارمة في ضرب ابن خالته الجالس منزوي فوق احد الارائك المنتشرة من حولهما ، زفر بقوة ليقترب منها يجلس بجوارها وهمس : المعذرة يا ايمي لقد اخرتك معي .
هزت راسها بنفي : لا عليك ، انا قلقة مثلك عليها ، لا استطيع نسيان لحظة وقوعها امامنا ، لقد هوى قلبي مثلما هوت هي ارضا .
ابتسم وهو يناظرها بحنو ليكتنف كفيها براحتيه : ما ارق قلبك يا ايمي ؟!
ابتسمت بخجل : هل اخبرت خالتك ؟!
هز راسه ايجابا : ستصل بعد قليل .
اشار براسه اليها : ها قد وصلت ، ابتسمت وهي تلتفت ناحية اشارته لتعبس بضيق وهي ترمق ماهي بنظراتها ، تدير عينيها عليها من اخمص قدميها المخفيتين بداخل حذاء بني .. ارضي برقبة عالية يصل الي ركبتيها ، من تحته جينز ضيق مقطوع من فوق احدى ركبتيها ، اجبرها على ان تتسع عيناها ذهولا ، لترفع راسها الى السترة الصوفية الخفيفة بلون وردي باهت التي ترتديها الاخرى والطويلة الى نصف فخذيها ومن فوقها سترة ثقيلة تماثلها طولا وتماثل لون الحذاء ، ثم وشاح صوفي يلتف حول رقبتها يحمل اللونين معا يخفي جزء من صدر السترة المتسع ، ولكنه يجذب النظر الى بشرتها البيضاء الظاهر من تحته ، ثم قلنسوة شبابية تضعها فوق خصلاتها البنية ذات الوهج الذهبي ، هزت راسها بعدم فهم وهي لا تستطيع استيعاب تلك السيدة التي زوجت ابنها منذ شهرين وهي تبدو في اوائل العشرينات ، بأزيائها الشبابية وطلتها المتوهجة ، استغفرت ربها بصمت قبل ان تنهض لتصافحها ببرود – تجاهها -لا تستطيع الخلاص منه !!
هتفت ماهي بقلق : ماذا حدث لها يا مالك ؟!
زفر بقوة : لا اعرف ولكنها سقطت من امامي مغمى عليها ، قلقت عليها حينما اكتشفت انها تنزم دما حينما حاولت حملها ، ولكن حاتم من حاتم من اتى بها الى هنا وانا اتبعته .
رددت اسم ابنه بدهشة ليشير براسه الى مكانه لتنظر اليه بإشفاق وخاصة بعدما تأملت مظهره الفوضوي .. شعره المشعث .. وعذابه الساطع بملامحه ، حدقتيه الشاخصات بذنب الم بروحه ، وكفيه المرتعشتين ودماء قليلة تلوثهما وتلوث سترته فاتحة اللون .
تمتمت : هل تحدثت معه ؟!
اشار براسه نافيا قبل ان ينطق بجمود : هو السبب فيما اصابها .
عبست بدهشة ليتبع بخفوت : كان مع احداهن بسيارته وهي راتهما .
اتسعت عيناها بغضب لتهم بان تتجه اليه فيجذبها مالك من سادها : انتظري يا ماهي .
التفتت اليه ورمقته بحدة لتغمغم بصرامة : اتركني .
اخفض عينيه ليترك مرفقها فتخطو اليه بخطوات صارمة وتتوقف من امامه ، رفع نظره اليها وهو يعود بجسده الى الوراء ليهمس بصوت واهن : مامي ،
رفعت كفها لتهوى بصفعة على وجنته صدحت من حولهما ليغمض عينيه ثم يفتحها بنظرات ضائعة قبل ان ينطق بخفوت : انا استحقها ، ادار وجهه اليها ليتبع – اصفعيني ثانية ، فمهما فعلت الان لن اشعر بألم ، فقلبي يحمل من الالم ما يكفيه ويزيد .
جذبته من تلابيبه لتهتف به : انت قذر .. حقير .. اناني .. سافل ، كيف تفعل بها هذا ؟! كيف جرؤت ان تجرحها هكذا ؟!
رمته باشمئزاز : اغرب من وجهي ، امض في حياتك ولا تعود ابدا ، لا تسال عنها او عني ، يا ليتني اجهضتك عندما طلب اباك مني هذا ، يا ليتني لم ارزق بك يوما ، انت لعنة حياتي كلها .
قبض مالك على مرفقها : اصمتي يا ماهي ، من فضلك ، تلك ليست الطريقة المثلى لحل المشكلة.
صاحت بانهيار : اية طريقة لا تجدي معه نفعا ، انه يرتكب خطا تلو الاخر دون ان يفكر ولو لمرة واحدة في الكارثة التي سيتسبب بها للأخرين .
ضمها مالك الى صدره وهي تجهش بالبكاء لربت على ظهرها بحنو : فقط اهدئي .
هز راسه بياس وهو ينظر الى حاتم الذي اكتنف وجهه بين كفيه ودموعه تسقط في صمت ليخرج الطبيب من الداخل فيكون اول من انتفض واقفا وهرع اليه : كيف حالها ؟!
رد الطبيب بمهنية : بخير والحمد لله ،
هتفت ماهي : والطفل .
أومأ الطبيب براسه : هي والطفل بخير ، الحمد لله لم تنزف كثيرا ولكن حالتها النفسية سيئة للغاية وهذا له ضررا اكبر على الجنين من النزيف ، فأرجوكم اهتموا بها .
اتبع وهو يتحرك بعيدا عنهم : تستطيعون الاهتمام بها ولكن من الافضل ان تمكث هنا يومين اخريين حتى نطمئن عليها .
اسرعت ماهي الى الداخل وشكره مالك بلباقة قبل ان يهم باتباع خالته ليتوقف وينظر اليه : الن تأتي لتطمئن على زوجتك ؟!
رفع نظره اليه ليهمهم : لا استطيع .
رفع مالك حاجبيه بذهول فتابع بهذي : لا استطيع ان انظر اليها ، ان اتحدث معها ، ان اعتذر منها ، لا استطيع .
قبض على كفي مالك ليهمس بجدية : فقط ابلغها ان تغفر لي .. تصفح عني .. تسامحني على كل شيء .
القاها ثم اندفع مغادرا ليزفر مالك بقوة وهو يشعر بالإحباط يخيم على عقله فتربت هي على كتفه ، التفت اليها ليسحب نفسا عميقا : هون عليك يا مالك ، انه فقط خائف .
__ بل مرعوب من مواجهتها .
نفخ بضيق لتهمس له برقة : استغفر الله .
تمتم بالاستغفار : تعالي لندخل اليها .
همت بالاعتراض ليهتف بقلة صبر : ارجوك يا ايمان ، لا استطيع المجادلة الان ، اعلم رايك بخصوص دخولي اليها ولكني لابد ان اطمئن عليها فهي بمقام زوجة اخي .
__ حتى لو زوجة اخاك فعليا ، ليس صحيحا ان تدلف اليها .
تنفس بقنوط لتزفر بقوة : حسنا سأصمت ولكن عدني ان لا تنظر اليها .
__ لا حول ولا قوة الا بالله ، انا لا انظر الى ايهن يا ايمان وانت متأكدة من ذلك .
لامست كفه برجاء : حسنا اسفة ، هيا بنا واعدك اني لن اغضبك.
زفر بقوة ليجاورها ويدلفان سويا الى غرفة سارة التي جلست في الفراش باعتدال تبتسم بهدوء وملامحها ثابتة لتتبادل مع ايمان بعض المجاملات وهي تتحاشى النظر اليه قبل ان تهتف به بجدية : مالك ، الازال عرضك الصباحي قائما ؟!
رمش بعينيه ليتبادل النظر بينه وبين خالته ليجيب : اكيد .
ضغطت فكيها بقوة قبل ان تهتف بمرح افتعلته : انا موافقة .
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:10 PM   المشاركة رقم: 1224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

ربطت خصلاتها المتناثرة فوق كتفيها برباط مطاطي وهي تتجه الى سيارتها بعد ان انهت غنائها الذي اشعل الحفل بصخب الم بالحضور ، ابتسمت بزهو وهي تشعر بطعم النجاح يزيل المرار من حلقها ، تداعب هاتفها تحاول الوصول الى سارة في محاولات كثيرة غير مجدية فهاتف اختها بالرضاع مغلق ، رفعت حاجبيها لتبتسم برقة وهي تتساءل" هل من الممكن ان تعود سارة برفقة حاتم دون ان تخبرها ؟!! "
هزت راسها بلا امل قبل ان تتجه الى سيارتها ، تقرر مغادرة الحفل الذي قارب على الانتهاء ، رن هاتفها لتجفل قبل ان تجيب بابتسامة مرحة : انا اتية ، لا داع لغضبك او صراخك الذي يصم اذاني ، فها قد انتهيت وسآتي في الحال .
كتمت ضحكتها على صوته الغاضب ونزقه قبل ان يغلق المكالمة دون سابق انذار لتضحك بخفة على شقيقها الغاضب دوما !!
همت بفتح باب سيارتها لتحط كف ثقيلة فوق الباب فتثبته موضعه ، شهقت بصدمة وهي تستدير بخوف ، انتفضت وهي تتراجع للخلف حينما ادركت مدى قربه منها لتصيح بقوة : ماذا تريد ؟!
__ اهدئي انا اريد الحديث معك .
شمخت براسها : انا لا اريد ، ابتعد عن السيارة فانا اريد الرحيل.
هز راسه بنفي : لا .. لا ترحلي .. لن ترحلي ، لا تاتي بسيرة الرحيل مرة اخرى ، فانا لا استطيع ان افقدك .
ادارات عيناه عليها لتساله ببرود : هل انت مخمور ؟!
ومضت زيتونيته : لا ، بل استفقت اخيرا ، استفقت على الم مبرح يضني روحي ، وموجات شوق تغرقني ، وصورتك لا تبرح مخيلتي فاهذى بك ليل نهار دون نوم او صحو ، انا احبك يا ايناس ، احبك انت وانت فقط .
اعتدلت بوقفتها لتعقد ساعديها من امام صدرها : هل من المفترض ان اصفق الان ، ان انهار باكية لانك اكتشفت عدم مقدرتك على العيش دوني ؟!
اقتربت منه بقوة لمعت بعينيها : ما يهمني انا في شعورك نحوي ، هذه مشكلتك انت ، وانا لا شان لي بم يجول بداخلك .
اتسعت عيناه بلهيب حارق فقبض على مرفقها : توقفي عن الكذب ، اعلم بانك تحبينني .
جذبت مرفقها من قبضته وهي تكتم المها بداخلها : ابدا .
ابتسمت بزهر تملكها : بل تلاعبت بك يا بروفسيور ، لم تكن انت فقط من يستطيع التلاعب ، بل انا ايضا .
عم الذهول ملامحه لتتابع بتشفي تملكها : كنت تريد ان تكسر عنفواني فكسرتك انا ، اعتقد ان لا حساب باق بيننا .
صرخ بقوة وهو ينقض عليها فتتأخر للخلف مبتعدة عنه : كاذبة ، لقد شعرت بك ، بدقات خافقك وهي تهتف باسمي ، بلمعة عيناك التي تومض لي ، بابتسامتك التي تختصني بها .
نطقت من بين اسنانها : كانت اوهام ، تماثل اوهامك بي .
هز راسه : لا لم تكن اوهام ، بل كانت حقيقة ثابتة واضحة كالشمس ، انت لم تكوني وهما ، بل حتى لم تقتربي من طيف استولى علي سنينا ، فقط توقفي عن الكبر وانا سأخبرك بكل شيء ،
اشار بيديه ليبقيها : سأقص عليك الامر من اوله ، سأفرغ لك جعبتي عن تلك الفتاة التي تشبهك والتي اسرتني بطيفها حتى بعد مماتها فظللت متعلقا به ، حتى بعد ان انجذبت اليك
تهدج صوته : قاومت شعوري وحاربته بكل الطرق حتى لا اتخلى عن طيفها ، اخترت روحها وفضلتها على روحي الحية حتى لا اخذل طيفها ، ولكني لا استطيع .. لا اقوى على الحياة دونك ، فقط انتظري واستمعي .
صاحت بقوة : الام ؟! الى قصتك مع حبيبتك القديمة التي تشبهني ؟!
ضحكت وعيناها تغرورق بالدموع وهو ينظر اليها والصمت يلجمه يراقبها بعينين شاردتين ومخ توقف عن التكفير ليأتي صوتها كنار تسقط فوق قلبه وهي تصرخ بعذاب افاض من ماقيها : لقد عرفت ، او لم تعلم باني عرفت ؟! اولم تعلم باني ادركت انك عندما اقتربت مني كنت تتلمس طيفا قديما يسكن روحك ؟! اولم تعلم باني بحثت فعلمت ان اسمها يقارب اسمي الى درجة موجعة لذا كنت تدعوني بنفس كنيتها وانا من كنت اظن بانها كنية خاصة بي ؟! اولم تعلم يا بروفسيور باني تقصيت عن الامر فعرفت انها ماتت صباح يوم زفافكما ؟!
هز راسه نافيا فأكملت بسخرية مريرة : وها قد علمت باني عرفت ، وكل ما ستسمعني اياه ليس هاما ، فانا بالفعل اعلمه وادركه ولا استطيع الغفران حتى وان كان لأجله بل هو من وجهة نظري يدينك اكثر فانت كنت تخدعني متعمدا قاصدا ولكن لا يهم ولا فارق لدي .
اقتربت منه بكبرياء : او تعلم لماذا ؟! لأني لم احبك قط .
اختض جسده بقوة فتتعثر وقفته الثابتة امام باب سيارتها لتتخطاه دون ان ترمش بجفنيها ، تدخل الى سيارتها وتنطلق بها مودعة كل شيء من خلفها وتطوي صفحة انجذاب الم بها ولكنها تخلصت منه وخرجت معافاه من تجربة كادت ان تدمرها ولكن الله ستر كما تخبرها امها !!
وقف يراقب طيفها الذي غادر دون امل ليسقط على ركبتيه في بحر من الالم وعذاب نفسه يغمره ليصرخ بقوة صرخة واحدة ويسقط نهائيا !!
***
جلس فوق مقعد منزوي في ركن قصي من غرفة نومهما يضجع إلى الوراء ويرفع ساقيه على الكرسي أمامه يماثل هذا الذي يجلس عليه باسترخاء منتظرا خروجها من دورة المياه ، يتذكر ضحكاتها المرحة اليوم .. ملامحها المسترخية .. مشاكساته لها وضيقها الطفولي منه .. واخيرا تمايلها الرقيق على صوت اخيه الشجي ، عض شفته بصبر وصوت رشاش المياه المنساب بالداخل يثير خياله الخصب بها وهي تستحم فيزدرد لعابه الجاف وهو يغمض عينيه يطبق فكيه يتحكم جيدا في عقله الذي اشتعل ببطء مذكرا إياه بليالي كثيرة كانا يقضياها سويا في جنون وصخب أشتاق إليهما كثيرا
لعق شفتيه بطريقته الحسية المميزة بعدما انتبه إلى صوت قفل دورة المياه الذي فتح وطلت هي من الداخل تلف حولها منشفه كبيرة عريضة تخفي جسدها من خلفها ماعدا كتفيها اللامعتين بقطرات مياه تتساقط من خصلاتها المبتلة والتي تباشر تجفيفها بمنشفة صغيرة تحملها بكفيها .
سحب نفسا عميقا وهو يتحكم في ردة فعل جسده العنيفة وشوقه المتلهف لها ليهمس بصوت ابح : نعيما
ارتعد جسدها بعفوية لتتراجع إلى الخلف خطوتين قبل أن تشد جسدها بصلابه وترفع رأسها يكبر وهي تنظر إليه ببرود : أنعم الله عليك ، تحركت بهدوء لتقف أمام منضدة الزينة وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تتابع - إلا تقولونها هكذا ؟!
ابتسم بمكر وهو ينهض واقفا فترمقه بلا مبالاة تعمدتها فتخفي تأملها الحثيث إليه بمظهره الفوضوي من أول شعره المشعث بخصلاته الناعمة التي تزين جبينه ، والمختلفة عن تلك المصففة بعناية في اول الليلة ، سترته التي تخلص منها في وقت ما لم تتبينه هي ، قميصه المفتوح من أوله فيظهر مقدمة صدره العريض وحزام بنطلونه المحلول بعبثية تقصدها ، ازدردت لعابها ببطء لترفع نظرها إليه حينما اقترب منها ، وقف خلفها ليرفع كفيه ويكتنف بهما كتفيها الناعمتين ليهمس بجانب اذنها : نعم نقولها هكذا
رجف جسدها بتلقائية فومضت بنيتيه بألق خطف بصرها لتهمس بتوتر : ابتعد
رفع حاجبيه بذهول : حقا ؟!
سحبت نفسا عميقا ولم تجبه ليتابع سائلا وهو يقرب أنفه منها ليغمسه في خصلاتها : حقا تريدين منى الابتعاد ؟!
__ بل لا اريد منك غير الابتعاد . القتها بجفاف ليبتسم بمكر ويهمس بخفه جنب اذنها : كاذبه
ومضت عيناها بلهيب حارق فاتبع وهو يلامس طرف كتفها بأنامله في مداعبة يجيدها ويعلم تأثيرها عليها : جسدك يخبرني بم لا تريدين الإفصاح عنه
انتفضت بقوة لتزيح كفيه من فوق كتفيها وتهمس بحدة : أخرج من غرفتي
وضع كفيه في جيب بنطلونه يمط شفتيه وعيناه ترقص بتسلية : أنها غرفتنا وأنا قررت اليوم المبيت هنا
امتقع وجهها ليبتسم بإغواء تجلى فوق تقاسيمه : واعدك انى لن اجبرك ابدا فلا تخافي منى ، خطى باتجاهها خطوة واحدة ليتابع بهمس اجش - رغم اني أعتقد أنك خائفة من نفسك
رمشت بعينيها لتتمتم بحدة : لا طبعا .
__ حقا ؟! ألقاها بتهكم اغضبها لتتبع : إذا كنت تظن بأنك ستجبرني
وضع سبابته فوق شفتيها ليقاطع حديثها : ابدا يا فاطمة ، لن أفعلها ابدا فاطمئني ولكن لتعلمي انا أريدك
ارتجف جسدها بخفة ليبتسم بانتصار تألق بحدقتيه ليكمل بتاني : و رفضك لي يسألك الله عليه ويحاسبك أيضا وخاصة أنني سأنام غاضبا منك .
نظرت إليه بذهول لتهمس بدهشة : ما معنى هذا ؟!
لوى شفتيه بمكر : اسألي والدتك يا فاطمة
تحرك في اتجاه دورة المياه ليتوقف وينظر إليها : لكن لا اعتقد اننا سنحتاج سؤالك فأنت ترغبين بي مثلما أرغب انا بك فقط توقفي عن الهرب .
اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تنظر الى انعكاس صورتها في المرآة ، تحاول ان تفهم ما الذي يرمي اليه من حديثه ؟! فلا تستوعب !!
لتتذكر كلمات مديحة التي تناقشت في احد المرات مع امرأة اخرى تدرس تربية دينيه وتقوم بتحفيظ القران لفتيات دار الايتام ، تجلى الادراك فوق ملامحها وهي تستعيد كلمات الاخرى وهي تزم شفتيها بغضب تمشط شعرها بضربات قوية ، قبل أن تصرخ بقوة وهي ترمي المشط من يدها فتتساقط محتويات منضدة الزينة وتتبعثر أرضا .
جلست فوق الكرسي القريب وصدرها يعلو ويهبط بقوة تمنع دموع عصية تتجمع لتنهمر من ماقيها، تأكيده لها بانها تريده يؤلمها وما يؤلمها اكثر بانه محق ، فهي تكابر .. ترفض .. وتمنع .. وتبتعد وتتحاشى وجوده حتى لا يجبرها او الأسوأ ان يخضعها ، وتهديده لها منذ قليل ليس ما هو الا وسيلة لان يقربها !!
ارتجف جسدها فحاولت التحكم فيه بقوة وهي تسيطر على ارتعاش كفيها الذي اخذ يتزايد قبل ان تشهق بقوة ، عندما شعرت بكفيه يكتنفان كتفيها من جديد فتنتفض واقفة وتصرخ بقوة ان يبتعد عنها .
نظر اليها بذهول قبل أن يهمس بلطف : حسنا اهدئي قليلا .
صرخت بقوة : لن أهدأ ، أخرج من هنا .
التمع الرفض بعينيه قبل أن يهمس بصرامة : لن افعل واتركك في تلك الحالة الهيسترية توقفي عن الجنون اولا .
_ أنت لم ترى الجنون بعد يا ابن الوزير صاحت بقوة وهي تضرب ما تبقى فوق منضدة الزينة ليحاوطها بذراعيه من الخلف يضمها إلى صدره ويمنعها من إيذاء نفسها لتخمش ساعديه بأظافرها وهي تحاول التخلص منه فيحملها من خصرها ويتجه بها إلى الفراش ليرميها من فوقه يعتليها بحزم وهو يتمسك برسغيها ليرفعهما فوق راسها وهو يصيح بخشونة : توقفي يا فاطمة ، توقفي الآن .
صاحت بجنون : ابتعد عني.
__ لن افعل .
صرخ بقوة فارعبها لتنتفض مجفلة وتصمت نهائيا ، زفر بحنق وهو ينظر إلى ملامحها الكارهة لوجوده فيزم شفتيه باستياء وهو ينظر إليها بعتاب ولوم افاضا من تقاسيمه ، تمتم بصوت ابح : أرجوك اهدأي يا فاطمة .
اشاحت بعينها بعيدا لينحني إليها يقبل جبهتها : اهدأي يا حوريتي .
__ ابتعد ، همست بها في رفض لاح بمقلتيها ليغمغم أمام شفتيها وهو يدير عينيه التائقة عليها : كلما نطقت بها أشعر بنبراتك تدعوني إلى الاقتراب أكثر .
همست بحدة : أنت تتخيل أشياء لا وجود لها .
نظر إليها قليلا وعيناه تتشككان بكلماتها قبل أن يقرر أن يختبر مدى صدقها فيلامس ثغرها بشفتيه في رقة فيرتجف جسدها برعشة أثارت لهفته ، اجبرها على النظر إليه فتتعلق نظراتها بحدقتيه اللتين اعتمتا بشغف وشوق أحرق البنى بهما فأحالهما الى الأسود القاتم لتهمس بصوت محشرج خرج مشوشا : ابتعد .
اجابها بصوت اجش ونبرة لطالما اختبرتها من قبل وهو يقبل شفتيها باكتساح عاطفي استحوذ عليه : على جثتي ان افعل
***
تأفف وهو يفرك عينيه حينما استفاق من نومه على صوت رنين ملح يصدح من حوله ، ينظر الى ساعته الثمينة الملقاة فوق كومد بجانب الاريكة التي يحتلها ليلا لينام عليها ، فيعبس بتعجب وهو ينظر الى عقاربها التي اشارت الى الرابعة فجرا
ارهف سمعه ليصدح صوت جرس الباب من جديد فيقفز واقفا وقلقه يطغى على مخه فيفيقه من نومته التي سكن اليها في وقت متاخر من الليل بعد ان سيطر على عقله السابح بذكرياته معها
افتر ثغره عن ابتسامه حالمه حينما تجلت بمخيلته ليرن جرس الباب من جديد فيسرع الى الخارج وهو يهتف بالطارق ان ينتظر ، اضاء النور قبل ان يفتح الباب بتروي وهو ينظر خارجا لتتسع عيناه بمفاجاة وهو يتامل وقفته امامه ، بسترة ملطخة دما وملامح تهيم عذابا ووجنة تحمل اثار صفعة لكف انثوي رقيق ، نظر اليه بتساؤل ليهمس حاتم بصوت ابح : هلا ادخلتني يا اخي ؟!
رمش يحيى بعينيه قبل ان يفتح الباب على مصرعيه ويشير اليه بالدخول فيتعلق حاتم برقبته ويجهش في بكاء حاد وهو يتمتم بهستيرية : لقد فقدتها .. فقدتها يا يحيى .. فقدتها !!!
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:11 PM   المشاركة رقم: 1225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

تلاعب بخصلاتها المفترشة ساعده وهو لا يستطيع النوم فشوقه اليها لم يهمد بعد ، ينظر الى ضوء الصباح الخافت الذي يداعب السماء قبل ان ينتشر بفضائها الساحق منيرا اياها ، فيتذكر تأثيرها الجلي على روحه، فهي شمسه المشرقة حوريته النائمة !!
اعتدل فوق جانبه الايمن لينظر اليها بكثب وهي نائمة ، غافية كطفلة صغيرة تسبح ببحور احلامها الهادية ، هانئة شفتيها بابتسامة شقية اثارت جنونه بها ، ليلعق شفتيه بنهم اجتاحه وهو يتذكر استسلامها له الليلة الماضية بعد ان قاومته اول الامر ولكنها في الاخير خضعت لسلطانه عليها ، لامس جبهتها بظهر سبابته ليقبل منابت شعرها بلطف وهو يغلل اصابعه داخل خصلاتها البندقية ليمشطها بهيام اجتاح ملامحه فينثر قبلاته من فوقها قبل ان يلثم تفاصيل وجهها بلهفة وازت لهفته لها الليلة الماضية ، نفخ برقة في وجهها قبل ان يلتهم ثغرها بقبلة قصد بها ان يوقظها من نومها ، رمشت بعينيها ليهمهم بصوت بُح من ظمأه لها : صباح الخير .
حركت راسها بدلا اشعل حدقتيه قبل ان تفتح عيناها بذهول لتتسع حدقتيها بادراك بدا ينمو الى وعيها لتعتدل جالسة بالفراش وهي تنظر من حولها ، تمسكت بغطاء الفراش جيدا حينما اكتشفت عري جسدها لتتحسس بطنها بخوف نمى الى تفاصيلها ، حاولت التحكم بأنفاسها قويا ، لتخرجها وتدخلها بطريقة مثلى اثارت تفكيره قبل ان تقفز واقفة هي تلملم الغطاء من حولها وتركض به الى دورة المياه .
قفز واقفا بدوره وارتدي بعضا من لملابسه قبل ان يتبعها منصتا لما يدور بالداخل ، ليطرق الباب بعنف استبد به وهو يستمع الى صوت استفراغها المكتوم، جمدت ملامحه بغضب عنيف الم به فصاح بغضب استبد به : افتحي الباب يا فاطمة من الافضل لك .
ظل يذرع الغرفة بخطواته الغاضبة وملامحه الناقمة ، الى ان فتحت الباب ، وخرجت وهي ترتدي مئزرا استحمامها لتتخطاه بكبرياء وهي تتحاشى النظر اليه ، اتسعت عيناه بعنفوان فقبض على مرفقها وجذبها اليه : هل جننت يا فاطمة ؟! هل كنت تستفرغين بالداخل ؟!
رفعت راسها بكبرياء : نعم ، هل هناك مشكلة ؟!
رجها بغضب وعيناه تلمع بسعير احرق روحه : لماذا لأني لامستك ؟! هل وصل الامر بك الى تلك الدرجة ؟! انا زوجك ايتها المجنونة ؟!
هزها بقوة تلك المرة وهو يصيح بعنف : من قبل كنت زوجك والان انا زوجك ، انت ملكي منذ ان عقدت قراني عليك ، وابيك نفسه لم يكن يستطع ان يمنعني عنك اذا اردت ان احملك الى بيتي
تمتمت بملامح ساكنة : رحمة الله عليه ، لو كنت اخبرته انك تريديني لم يكن ليمانع ولكنك لم تفعل ، بل استدرت من خلفه وملكتني بلي الذراع .. ملكتني بالخداع والخيانة يا باشمهندس .
__ لم اخدعك ، سلمتني نفسك بطواعية .
رمشت بعينيها ودموعها تتجمع بحدقتيها : نعم ولا انكر ولكنك لم تخبرني ان الامر هنا هاما ، ان اظل بكرا رشيدا الى ان يتم زفافنا ، لم تخبرني ان التقاليد هنا مختلفة .
صاح بقوة : ملعونة تلك التقاليد انا لا اؤمن بها ، واخبرتك من قبل اني اخطأت حينما استجبت لجنونك وطلقتك ، ولكني رددتك واتممت زفافنا ، ما الخطأ الذي تحاسبينني عليه لا افهم ؟!
نظرت الى عمق عينيه : لا تفهم انك اجبرتني على العودة اليك .. لا تفهم انك كسرت عنفواني وارادتي حينما رددتني اليك .. لا تفهم انك هشمتني حينما رأيت اخرى تسكن ضلوعك ، تلف ذراعيها حول رقبتك وتلتصق بصدرك .. ما الذي لا تفهمه ؟!! ان ما حدث البارحة لن يُجبّر كسري بل سيزيده الما ، فإخضاعك لي ازادني وهنا .. وفتح جراحي من جديد .
لانت ملامحه : لا اريد اخضاعك يا فاطمة ، ولكني اريدك ، فانت زوجتي واريد حياتي معك .
رفعت راسها بكبر : وانا لا اريد ، فانت لم تعد تعني لي شيئا يا وائل .
ارتعد جسده رعدة خافتة قبل ان يرفع راسه بجبروت : لا يهم ، فانت هنا معي وملكي ، ولن تستطيعين الفرار ابدا من بين مخالبي .
ابتسمت بمكر انثوي راقبه بترقب لتهمس بتساؤل : هل تتوقع انك اطبقت كفك من حولي ؟! انت وهم يا ابن الوزير
نظرت اليه بغل ضوى بعينيها : انا هنا لأني اريد هذا ، هل انت غبيا لتلك الدرجة ؟!
__ احترمي نفسك .
القاها بجمود لتضحك بسخرية وهي تتحرك من امامه تشير بملا ذراعيها : هل تدرك بانك امتلكتني بزفاف ضخم وتلك الفيلا الساحرة ؟! هل تؤمن انني هنا لأني اخضع لأرادتك ؟!
اتبعت بصياح : كل هذا لا يهم ، حتى الزفاف واشهار زواجي منك لا يهم ، لو كنت اريد عدم العودة لك ،لكنت اخبرت خالد واباك ، كنت سأذهب اليهما واخبرهما بما حدث بيننا وبالتفاصيل ايضا ، فلست انا من تهتم بنظرة الاخرين ، ولا تفكيرهم ، وانت بكل ما تملك لم تكن لتمتلك ان تضع اصبعا علي فانا اجنبيه الجنسية يا باشمهندس ،
زفرت بقوة : ولكني استجبت لك ليس من اجل تهديدك لي ولكن لسببا اخرا يا ويلي .
اقتربت منه ببطء وهمست بفحيح صفع قلبه : رغم انك لم تعد تعني لي شيئا الا انك تعني للقادم الكثير ، وانا لست انانية لأذيق طفلي مما عانيت منه عمري كله ، فمن حقه ان يحيا بين ابويه بطبيعية سأفتعلها فقط لأجله .
رمش بعينيه وهو ينظر اليها بعدم فهم لتبتسم : ذكاءك اصبح ادنى من المستوى المطلوب يا باشمهندش.
اتسعت عيناه بادراك الم بعقله فجأة وهو يستعيد صور كثيرة لها لم يفكر بها ويحللها جيدا ، بل ان امتلاء جسدا امامه يخبره بالكثير لم يحاول ان يدركه قبلا ، لينظر الى بطنها بتوق ويهمهم بفرحة غمرته ناسيا كل شيء عادها : انت حامل ؟!
سيطرت على ملامحها لتظل جامدة بصعوبة لتما براسها ايجابا :لذا كنت تستفرغين بالداخل ، كنت تعانين من الغثيان الصباحي .
اشاحت بوجهها وهي تزفر بضيق ليقفز صارخا بحبور قبل ان يضمها اليه بقوة : اوووه .. لا استطيع التصديق مبارك يا حوريتي .
دفعته وهي تتملص من ذراعيه لتنظر اليه بجمود : هذا لا يغير في الامر شيئا .
تهدلت كتفيه ليغمغم باسمها قبل ان يجذبها اليه من خصرها : لا تضيعين فرحتي بك .
ابتسمت بسخرية : بل بحملي ، انت تريد الوريث يا وائل بك ، اليس كذلك ؟!
غمغم بأنفاس لاهثة : انا اريد حياتي معك يا فاطمة فلا تبعديني من فضلك .
نطقت بصوت جامد : وانا لا اريدك .. منذ ان استجبت وطلقتني وانت لم تعد تمثل لي اي شيء ، لم تتردد لوهلة واحدة ، بل نفذت على الفور وكسرتني بكبرياء لعين كان يعتلى ملامحك ، ووجه جامد بجبروت لن انساه قط ، كلما نظرت الى وجهك اتذكره ، كما فعلت البارحة واخضعتني لك وانت تعلم باني لن استطيع ان اصدك عني ولكني –ايضا - لست راضية .
اخفض راسه بعبوس داهمه لتتابع بخفوت : اتركني يا وائل اتركني .
هز راسه نافيا : لن تبتعدي عني مطلقا .
ابتسمت باستهزاء : لن افعلها ليس من اجلك ولكن من اجله .
مط شفتيه باستياء : حسنا وليكن من اجله ، فقط ابق هنا .
رفعت راسها : سابق ولكن ابتعد انت عني .
نظر اليها بتصميم : لن افعل ، اذا كنت بقيت من اجله ، فتحمليني ايضا من اجله .
ارتعش فكيها ليقترب منها ويهمس بصرامة : سأظل التف من حولك ، اللهو معك ، اقربك وابعدك .. اجذبك وافلتك دون ان كلل او ملل ، لن اخضعك ولكنك ستسلمين لي باخر الامر يا فاطمة .
رفعت حاجبيها : في احلامك يا وائل .
ابتسم بمكر وعيناه تظلمان بغموض اكتنفه : سنرى ولنبدأ مباراة جديدة ونرى من الفائز بها يا حوريتي .
***
دلفت الى غرفة الاطباء وهي تحرك عنقها تشعر بتعب كبير يلم بحواسها بعد قضاءها ليلة مناوبة في المشفى ، لتتألق عيناها بتفكير فيم اتى به هنا ، فهو ليس مناوبا اليوم ، تأملته يجلس فوق احدى الارائك يركن مرفقيه فوق ركبتيه ويدفن راسه بين كفيه ، تتهدل خصلاته السوداء بمظهر فوضوي جذب انتباهها للألم الذي غيم على جسده وحفر بملامحه ، راسه المحناة ارضا بقهر ادمى قلبها ، فاقتربت منه ببطء وهي تشعر بوجوب مساعدتها له ، كما ساعدها عندما راها تبكي من قبل !!
همست باسمه ليرفع راسه اليها –على الفور – ذاهلا من وجودها امامه ، رمش بعينيه ليتصلب وجهه بجمود : نعم .
اقتربت منه اكثر : ما بالك ؟! هل انت بخير ؟!
اثر الصمت وهمهم : دعيني لشاني .
مطت شفتيها بضيق : للأسف واجبي نحوك كزميل عمل ان اطمئن عليك .
__ انا بخير .
جلست بجواره فابتعد قليلا : حقا ؟!
زفر بحنق : اتركيني بمفردي من فضلك ، نهض واقفا بنزق- او ساترك انا لك المكان بأكمله .
__ انتظر ، القتها وهي تتمسك بكفه القريبه منه ، تضغط عليها بحنو وتتوسله بعينيها الوامضتين ببريق قططي مميز لتتبع برجاء : فقط اريد ان اطمئن عليك .
ملص كفه من راحتها : انا بخير .
نهضت لتقف خلفه تتلمس كتفه : لا اشعر بهذا .
التفت ينظر اليها من فوق كتفه الذي تريح كفها فوقه : ابتعدي يا منار ، فقط ابتعدي عني الان .
استدارت لتقف امامه : الا ارتقي لأكون – حتى – صديقتك ؟! فقط صديقة تفضي لها بهمومك وتشكو اليها جراح روحك .
اسرت حدقتيه بنظراتها الهائمة به : اشعر بانك تتألم ، فردت راحتها فوق موضع قلبه مباشرة – قلبك ينبض وجعا ، وروحك تنزف قهرا .
اشاح بوجهه بعيدا عنها وعقله يزار بعنف كبرياء كرامته المهدر ليهمس بخفوت : هل لازال عرضك قائما ؟!
ومضت عيناها بعدم تصديق : تقصد ..
هز راسه بحركة خافتة لم تحمل ايجابا صريحا ولا رفضا صارما لتهمس بذهول: بالطبع .
نفض راسه ليتمتم : المعذرة يا دكتورة ، انا اس..
قاطعته وهي تضع اصابعها فوق فمه : لا لا تتراجع الان يا محمود .
زفر بقوة ليهمس بصوت تهدجت نبراته : لا استطيع ، لا استطيع ان افعلها ، انا اعشقها .. لن اكون اليك قط ، لن استطيع خيانتها قط .. فهي تملكني .. تأسرني ،
اتبع بصوت حمل الالم عنوانا : تقيدني اليها بميثاق غليظ التف حول رقبتي فلا استطيع الفكاك منه ابدا .. ابدا .
اخفضت راسها بحزن اعترى قلبها لتساله بجدية : لماذا كنت تسالني اذا ؟!
اطبق فكيه بقوة : اريد ان اوجعها .. اقهرها .. اسقيها من نفس الكاس الذي تجرعته على يديها مرارا وتكرارا .
رفعت نظرها اليه بثبات : هل هذا سيشعرك بتحسن ، سيهدأ من الالم روحك .. سيسعد قلبك الحزين .
رد بنقمة وانتقامه يجنح بعقله ويخرس قلبه : نعم .
__ وانا موافقة .

انتهى الفصل السابع والعشرون
لتحميل الصفحات مباشرة
http://www.mediafire.com/file/cjk2ai...w/فرصـة+27.pdf
قراءة ممتعة
منتظرة ارائكم وتعليقاتكم وردودكم
فلا تبخلوا عليا بها
كونوا بالقرب دوما

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حكايا, الثاني, الجسم, القلوب), اخيرة, جديد, سلسلة, فرصة, وحصريا
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية