كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1072 - الأمل الأخير – ديانا هاملتون ( الفصل الثاني )
كلا أبدا لم يكن شعورها نحو توم يشبه أياً من هذا ، كما أنها هي لم تكن تريد ذلك . لن تسمح لرجل قط بعد الآن بأن يتحكم بها بذلك الشكل .
ولكنها لم تكن تريد حتى محاولة ايضاح ذلك فتخبره أنها وافقت على الزواج من توم لأنه سيكون أباً جيداً للأولاد الذين سينجباهما .. ولانه ثابت وعقلاني ويحترمها ، ويسمح لها بأن تحترم نفسها ، ثم لا يحاول أبداً السيطرة عليها .
وهكذا أجابته قائلة : " ليس هذا من شأنك ، إن ما نحن بحاجة إلي الاهتمام به ، هو انهاء زواجنا هذا " .
وهنأت نفسها على أنها اوقفته عند حده بجوابها هذا . ولكي لا تدعه يعتقد بأن له سلطة عليها ، فقط لأنها وافقت على البقاء ، قالت له بطلاقة : " ربما أقرر السفر في الصباح ذلك أن بامكاني دوماً أن أقيم دعوى انفصال شرعي "
أجاب بجفاء : " وهذا يأخذ إثني عشر شهراً ويكلفك كثيراً ، ثم لا تحصلين على موافقتي على الطلاق ، هذا إلى انني لو كنت مكانك لما أزعجت نفسي بكل هذه الاجراءات ، فأنت غير مغرمة بذلك المحاسب اكثر مما أنا مغرم به "
نظرت إليه مقطبة حاجبيها وهي تقول : " كيف بامكانك أن تعرف ما أشعر به .. ؟ "
فقال بصوت صارم : " إنني أعرف أكثر مما تظنين بكثير يا زوجتي ، ربما تتسائلين عما تفعلينه هنا ، ولماذا أبقيك هنا في منزلي .. فدعيني أخبرك . لقد كنت اتهمتني مرة باقتراف عمل شائن إلى درجة جعلتني أقسم بأن أنتقم منك وذلك بجعلك تذوقين نفس الألم الذي سببته لي ، وهذا هو السبب في أن وضعت من يراقبك ، ويدون كل تحركاتك ليضعها في تقرير يرسله إلي " .
حملقت انجيلا بصمت في تلك العينين السوداوين ، وقد جف حلقها ، كانت كلمة الانتقام كلمة كريهة ، كلمة تنتظر السنوات ، تتحين أكثر الفرص هولاً فتنال حقها . هل هذا سبب وجودها هنا الآن، في هذا الفخ الجميل الضخم ؟
هزت كتفيها بخفة وهي تقول دون أن يطرف لها جفن : " إن أساليب التخويف والاضرار بالضعفاء ، لا تناسبك يا كريس . لقد كنت أتهمتك بأمرين شائنين ، أم أنك نسيت ذلك ؟ فأي من هذين الأمرين جعلك تبذر نقودك في سبيل مراقبتي ؟ هل هي تهمة قتلك لأخيك ، أم استمرار علاقتك بجوليا بعد زواجنا ؟ "
تجاهل تعنيفها الساخر وهو يحدق فيها بعينين شبه مغمضتين وكأنه يريد أن يصل إلى أعماق روحها ، وقد تجمدت أصابعه على كوبه ، وأخذ ضوء الشمعة يتذبذب على ملامحه الرائعة الجمال ، جاعلاً منها قناعاً لا يمكن قراءته ، قناعاً تمنت فجأة لو تمزقه بأصابعها .
قالت له ببرود : " إذا كنت تتذكر ، فأنت لم تنف أياً من هاتين التهمتين ، هل السبب أنك لم تستطع ذلك ؟ " وتشعب بها الفكر وهي تسأله هذا . لو أنه فقط حاول أن يفعل ذلك ، لكانت سعيدة جداً ، لقد كانت بشوق مؤثر إلى أن تصدق كل ما يقول ، حتى في ذلك الحين ، حتى بعد أن أخبرتها جوليا بالحقيقة فقد كانت مفتونة به .
ولكنه لم يقل في ذلك الحين شيئاً ، حتى ولا كلمة يدافع بها عن نفسه تجاه هاتين التهمتين .
|