كاتب الموضوع :
فاطمه توتي
المنتدى :
الارشيف
رد: ولا يزال لها فصول
الفصل الخامس عشر
لقد مر على زواجه اسبوع والوضع لايزال كما هو ، لقد بدأ صبره ينفذ والمشكلة انه كلما حاول التقدم في علاقتهما تذكره بوعده لها ، الاسبوع ربما لا يكون مدة كبيرة ولكنه يشعر ان دهرا قد مر لانهما تقريبا لا يفترقان سواء ليلا او نهارا ، انه يشعر انه زارا أماكن سياحية أكثر من التي زارها الأسبان أنفسهم ، ما أن يطلع النهار حتى يتجولان من مكان لآخر زارا تقريبا كل المتاحف والمناطق الاثرية وحتى الحدائق ، كان يشعر بأنها تعبت من كثرة المشي والتنقل بين الاماكن المختلفة ، ولكنها لم تشتك ولم تعترض ، فعلى ما يبدو أن تعب الخروج كان أفضل لها من اهتمامه الذي على ما يبدو غير مرغوب فيه ، انه لا يريد التسرع في الحكم ويحاول التماس الاعذار لها ، ولكن الوضع يبدو مريبا فهي تكون منفتحة جدا معه طالما كانا في الخارج تبادله الحديث وحتى المزاح ،لكن ما ان يعودا الى الفندق حتى تعاود الانغلاق على نفسها مرة أخرى ، حتى ان التوتر يكون كثيفا لدرجة يشعر معها بانه يمكن ان يقطع بسكين ، احيانا ما ن يلمسها يشعر باجفالها ومرات أخرى تتجاوب معه في البداية لكنها سرعان ما تنسحب وكأن هناك شئ يصدر من عقلها يبعدها ، توصل عقله الى عدة استنتاجات ولكنه رغم ذلك لا يريد التسرع في اصدار الحكم فربما تكون اوهام والأمر لا يتعدى خجلا تجاه زوج غير معتادة عليه ، ......لقد قررا اليوم الا يخرجا في الصباح وأن يدخرا جهدهما حتى المساء ، لقد وصلوا الى برشلونة أمس وتمكنوا من زيارة بعض الأماكن ولكن على الجولة الكبرى أن تنتظر للغد ، نظر اليها وهي نائمة على السرير الآخر الموجود في الحجرة ، فلحسن حظها وسوء حظه فانهما وجدا غرفة النوم تحتوي على سريرين ، عندما كان ينامان فوق نفس السرير كان يشعر بنوع من السرور لقربها منه والتجائها أحيانا الى أحضانه ، ولكن في نفس الوقت كان يشعر بتراجع مقاومته ، انه يحاول الى النهاية التمسك بمبادئه فهو بالتأكيد لن يجبر امرأة على أن تبادله الحب حتى وان كانت زوجته ، فكر ساخرا ان اخوته لو عرفوا انه حتى الان زوج بالاسم فقط فلن تنتهي سخريتهم الى الأبد .......جلس على طرف سريرها ليوقظها ، لا تزال نائمة بعمق ، انها نتيجة ما يقومان به من مجهود ما ان تضع رأسها فوق الوسادة حتى تستسلم للنوم ، لكن على ما يبدو انه لا يتأثر كثيرا بهذا المجهود ، فهو لا ينام الا بعد معاناة ، نادى بصوت خافت فرح هيا استيقظي ) ......نادى مرة اخرى وهو يهز ذراعها برفق ، فتحت عينيها ونظرت اليه بابتسامة خلابة كان خداها محمران من أثر النوم وشعرها الحالك السواد متناثر حولها مانحا لها منظرا مذهلا ........نظرت اليه وهي تقول صباح الخير )......انها تشعر بسعادة كبيرة لا تعرف سببها لقد كانت تحلم بأشياء جميلة ، وان كانت لا تستطيع تذكر ما حدث في الحلم ولكنه ترك تأثيرا جيدا عليها ...........نظرت اليه انه .....لا تستطيع وصف شعورها نحوه في كلمات ولكن ربما اذا كانت الظروف مختلفة كانت أحبته ، انها تشعر انه أفضل من أن يكون حقيقه وربما هي لهذا لا تستحقه .......انها لا تريد الاستسلام لانها حينها ستشعر بالهزيمة ، حتى ولو أحبته فما فائدة ان تحبه لتكره نفسها بعدها لانها ستستسلم لكونها مجرد دمية يحركونها وفقا لاهوائهم ، مجرد كائن عديم الارادة يوضع حيث يريد صاحبه ، لا تريد ان تتحول لامرأة أخرى ضمن السرب المنهزم ، لقد رأت طول عمرها ضعف أمها تجاه أباها وسيطرته عليها دون رحمة ، حتى أصبحت كائن غير مرئي، لذا عليها أن تقاوم بكل قوتها حتى ولو كانت المعركة ضدها شخصيا ، ان ادراكها أصبح متزايد ناحية أن حبها لزياد هو رمز أكثر من كونه حبا حتى الموت ، انه راية تقاتل تحتها ، لذا ستستمر للنهاية حتى لوتخل عنها زياد فالهدف يستحق فليس هناك أهم من الحرية .........خرجت من الحمام وقد استقرت هذه الفكرة في رأسها ...تسللت الى أذنها صوت ضحكات أحمد ليكمل بعدها : ( لست أدري ما الذي تظنه ريهام وحازم انهما يتصرفان كمراهقان في طور التعارف وليس كزوجان مضى على زوجهما ست سنوات ولديهما طفل ).......صمت مستمعا الى الطرف الآخر ليقول بعدها لا تتهميه بانه من أصابها بالجنون فنحن نعلم انها مجنونة منذ زمن بعيد ).......صمت قليلا ليقول بعدها بجدية يبدو انه على شخص ما أن يمسك بيد أذنها وباليد الأخرى أذنه ويقول لهما بحسم ( اتفقا او افترقا))......شردت في معنى جملته الأخيرة (اتفقا أو افترقا)انه يفكر كجراح وقد تعلم ان هناك مرحلة لا يصلح معها المسكنات او العلاج ، ولابد من تدخل المشرط اما للأصلاح أو البتر ......جلست على الكرسي أمام المرآة حتى تسرح شعرها ، يبدو انه قد انهى المكالمة فقد راته في المرآة واقفا خلفها ، أخذ الفرشاة من يدها ليقول بعدها سوف اسرح لك شعرك )....انتابتها حالة من الخجل الشديد فهي تشعر ان هذا الامر البسيط يحتوي على حميمية كبيرة ،......اعترضت قائلة ليس عليك ذلك أنا سأسرجه بنفسي )..... نظر الى صورتها في المرآة قائلا لا تقلقي قأنا اتمتع بخبرة كبيرة )......حاولت التغلب على خجلها وهي تشغر بضربات الفرشاة المنتظمة ،لتقول له بسخرية ومن أين حصلت على هذه الخبرة يا دكتور ؟ هل سبق وعملت في هذا المجال ، ام انك تتطوع لتصفيف شعر مريضاتك؟ ).....ضحك بصوت مرتفع ليقول بعدهاأنت تعلمين مقدارحبي لمساعدة الآخرين ......ثم غمز بعينه ليكمل بعدها ولكن ان كان هذا يشعرك بالغيرة اعدك بانني سأتوقف ).....قالت له وهي تعض شفتها يمكنك ان تستمر في فعل الخير ولا تقلق من ناحيتي).....تنهد بعدها ليقول بصوت شارد الحقيقة ابسط من ذلك لقد سرحت شعر سارة لمئات المرات) ......صمت ليكمل بعدها بصوت ظهر فيه الحزن لقد توفي والدانا وعمرها اقل من عشر سنوات ، لذا يمكنك أن تقولي أن هذه أصبحت مهمتي ).....قال محاولا اضفاء بعض المرح هل تريدين ان اصنع لك ضفيرة ؟او ربما تريدين سنبلة ؟).....ان كل لحظة تمر بها معه تؤثرفيها فان كانت سارة في العاشرة عند وفاة والديهم فهو كان عندها ربما في التاسعة عشر او العشرين على الاكثر اي في مثل عمر شيققها الذي ليس لديه اي شعور بالمسئولية ، ولا يصبر اطلاقا على شيقتهم الصغيرة ، بينما هو كان يهتم بالطفلة بشكل يومي كم هو شخصية غريبة ....انتبهت من شرودها على قوله هيا قرري) ...اجابته بسؤالها وهذه السنبلة كيف تعلمتها انا لا اعرف كيف تصنع ).....ضحك وقال لقد ظلت تشرح لي الشكل واجرب على الدمية حتى نجحت في النهاية ).....قالت له بتفكير ساختار الضفيرة )......رد عليها بتفكير هل معنى هذا انك لا تحبين المخاطرة ) ....ردت عليه بخبث بل يعني انك تخليت عن وظيفة الكوافير لتقوم بدور الطبيب النفسي)....ضحك وهو يكاد ينتهي من عمل ضفيرتها ليقول لها بل يعني انك تجعليني اكتشف اشياء جديدة عن نفسي ، والان ما رأيك ؟)قالها وهو قد انتهى من عمل ضفيرة جميلة ومتقنة في منتصف شعرها .....تناولا بعدها الافطار فيما كانت تسأله عن أخوته لقد شعرت بفضول شديد جهتهم .....قالت له انني أشعر انك وسارة متشابهان )......كان يعلم انها تتكلم عن الطباع ولكن لا بأس بقليل من المناورة لذا قال لها انك هكذا تظلمينها ، انها جميلة جدا ، انتظري لتريها دون الحجاب بشعرها الذي يماثل بلونه عيونها العسلية ) ......امسكت لسانها في اللحظة الاخيرة ، لقد كادت أن تقول له انه شديد الوسامة ، لذا غيرت الكلام لتقول يبدو انك تفضل الشقراوات ذوات العيون الملونة ).......قالتها وهي تمط شفتيها كطفلة متذمرة فقال لها وهو يلمس شفتها باصبعه بخفة انا في هذه اللحظة أفضل فتاة ذات شعر أسود طويل وعينان جميلتان تبتسمان فتنشر التفاؤل حولها ، وتمط شفتيها بحنق )...استمر بعدها في تتبع ملامحها وكانه يرسم لوحة لها في ذاكرته ، اقترب بوجهه منها ليقبل جانب فمها برقة ، ثم يقوم بنثر قبلات رقيقة كالفراشات فوق وجهها ، ليعود بعد ذلك الى شفتيها ، شعرت بفقدان توازنها ، كان كل جزء فيها يشعر بسعادة شديدة لهذا القرب ، وكان قلبها ينتفض كعصفور صغير اتيحت له الفرصة ليحلق أخيرا ، شعرت برائحته الرجولية التي يختلط بها عطره المنعش بمزيج رائع تتسلل داخلها موقفة كل الأفكار الغير مرغوب فيها ، لم تنتبه وهو يرفعها بين ذراعيه ليضعها فوق السرير برقة شديدة ، كانت تشعر مع كل لحظة تمر انها تذوب أكثر وانها وصلت الى حيث تنتمي بعد طول عناء.....كان يشعر بانه يحلق فوق السحاب ، انه يشعر ان الحاجز الذي بينهما قد زال فها هي للمرة الاولى لا تذكره بوعده أو تنتفض مبتعدة ، كانت ترتدي احدى الترينجات التي اعتاد رؤيتها بها كان يشعر انها في معسكر رياضي وليس في شهر العسل ، لكن على ما يبدو كان لهذا التريننج ميزة فهو سهل الخلع ، رماه بعيدا لتظهر تحته ملابسها الداخلية بدأ بلمس بشرتها ليشعربتغير من جهتها وكأنها استفاقت من حالة الخدر التي اجتاحتها......نبهتها ملامسته لبشرتها العارية الى انها اصبحت شبه عارية وانه على وشك امتلاكها الكامل ، لقد اصبحت قاب قوسين من فقدان احترامها لنفسها ، من ان تصبح نعجة اخرى داخل القطيع ....ترآت لها صورتان واحده لوالدها والأخرى لزياد ، شعر بالتغيرالكبير الذي حل بها فبعد تجاوبها الكبير معه وانصهارها داخل الدائرة السحرية التي جمعتهما وجدها تتجمد تماما ، ابتعد قليلا ليتمكن من رؤية وجهها .....شعر وكأن هناك معركة تظهر فوقه ، .....ما ان شعرت بابتعاده حتى استغلت الفرصة لتجري الى الحمام وتغلق الباب خلفها .......قام من فوق السرير وقد اجتاحته حالة من الغضب الشديد لقد زادت شكوكه تجاهها كثيرا ، بالتأكيد لم تتعرض للاغتصاب فالاعراض لا تظهر عليها ، هل اخطأت لذا فهي تتراجع خوفا من ان يكتشف هذا .....ارتدى ملابسه بسرعة ليخرج بعدها مباشرة ، انه لا يضمن ردة فعله اذا خرجت من الحمام وهو موجود .....خرجت من الحمام بعد مدة طويلة لتجده قد اختفى ، انها متأكدة انه غاضب جدا لكنها لا تدري ما الحل لماذا لم تكن حياتها بسيطة دون تعقيد ؟!!!!!نظرت الى الفراش الذي كانا فوقه منذ قليل كان متجعدا ، انحنت لتلتقط الترينج الخاص بها من فوق الارض ، وامسكت بعدها التشيرت الخاص به والذي قد لاقى نفس المصير ، امسكت به بين يديها وهي تضمه الى صدرها وكأنها تقدم اعتذارا حتى هي نفسها لا تفهمه الى صاحبه.......................
|