كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل الثامن و التاسع )
ابدى هو مقدرة فائقة في تمالك اعصابه , ليستدير مبتعداً عائداً عبر الساحة, تاركاً إياها تجر نفسها خلفه شاعرة بالتعاسة , لقد كان الجو متوتراً بينهما طيلة بعد الظهر , وهو الآن ينحدر نحو الأسوأ . كان واضحاً ان جميس لا يريد ان يمضي اي وقت آخر بصحبتها اكثر من الوقت الذي ارغم عليه. وقد بدا الآن هذا اكثر مما كان متوقعاً.منتديات ليلاس
توقف خارج المقهى الذي تناولا فيه طعام الغداء , ثم استدار يحدق في انحاء الساحة الهادئة التي يتفرغ منها عدة شوراع وقال " اظن ان علينا تمضية الليلة هنا, فهل لديك فكرة عن نزل يمكننا تمضية الليلة فيه؟"
هزت سارة رأسها و آخر خيوط الشمس ترسل شعاعها الذهبي على شعرها البني الفاتح, وقالت " كلا, ولكنني سأدخل الى المقهى و أسأل "
قال " نعم, إفعلي ذلك وفي هذه الأثناء إسألي ان كان يوجد هاتف يمكنني استعماله . فقد اجد شركة يمكنها ان ترسل إليّ سيارة . ياللعنة .. ليس في امكاني ان احتمل شيئاً أسوأ مماحصل حتى الآن"
لم تستطع ان تفعل شيئاً اكثر من الاعتذار مرة اخرى, وفي الواقع , لقد قدمت من الاعتذارات مؤخراً مافيه الكفاية ليطيل عمرها! وهرعت الى الداخل دون كلمة اخرى, وغاص قلبها بين ضلوعها عندما اخبرتها صاحبة المقهى انه ليس فقط لا يوجد نزل في القرية بل ان العاصفة الأخيرة قد اتلفت خطوط الهاتف في المنطقة ومازالت معطلة. واخذت تتصور ردة الفعل عند جميس لدى سماعه هذه الأخبار.
منتديات ليلاس
" حسناً؟" قال ذلك بعد ان تبعها الى الداخل يستند الى المكتب عاقداً ذراعيه فوق صدره في انتظار سماع الأخبار الجيدة. وتنفست سارة بحدة ثم استعدت لتخبره بالأمر عندما تابعت المرأة حديثها بلهفة , فاحمر وجهها وهزت رأسها نفياً لتقفز جفلة عندما امسك جميس بذراعها قائلاً" ما الذي قالته؟ هل فهمت شيئاً عن غرفة موجودة عندها؟"
هزت رأسها نفياً وهي تحول نظراتها عن عينيه قائلة" كلا"
قال مبتسماً " لماذا تملكني شعور بأنك تكذبين يا حلوتي؟" والتوت شفتاه معاتباً وهو يحول انتباهه الى المرأة وراء المكتب ويقول بلهجة بطيئة كشخص لم يتعود التكلم بلغة غريبة عنه. وحدقت سارة امامها بنفور دون ان تحاول مساعدته وهو يتعثر في اسئلته التي كان يلفظها ببطء. لا يهم ماكان يسأل عنه وماكان يسأل عنه وماكان الجواب فقد كانت المسألة كلها مستحيلة!
" إذن فقد كنت تكذبين يا سارة؟ إنك تدهشينني "
والقى الى صاحبة المقهى بابتسامة ساحرة وهو يمسك بذراع سارة يقودها خارجاً الى الشارع.
قالت وهي تنظر اليه وتهزه " دعني اذهب" وشعرت بالكراهية للسخرية البادية في وجهه المتعجرف , وهي تتابع " نعم, لقد كذبت عليك ولكن هذا لا يغير من وضعنا, اليس كذلك؟ هناك غرفة واحدة فقط فوق المقهى , فإذا كنت تتصور انني سارشاركك إياها فأنت مجنون!"
فقال " وما الذي تعتزمين عمله إذن؟ هل ستمضين الليل هنا؟" وتصنع جميس الارتجاف وهو ينظر الى السماء قائلاً"تذكري البرد في الليل يا سارة. لا اظنك ستجدين الوضع مريحاً ابداً. ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فمن اكون انا لكي يحق لي الاعتراض؟"
|