كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 405 - الحب هو الجواب - جينفر تايلور - قلوب عبير ( الفصل السادس و السابع )
عاد جميس بالسيارة قليلاً الى الخلف برفق, قبل ان يتخذ الطريق العام بالسرعة العادية , ولكنهما لم يجتازا اكثر من نصف الميل ليبدأ بإطلاق الشتائم مرة اخرى. وانحرف بالسيارة جانباً وقد تجهم وجهه, ثم اخذ يتفحص المحرك.
قالت سارة بصوت متردد يبدو فيه الاعتذار وهي تستدير ببطء لترى سبب اهتمامه ذاك " ماذا حدث ؟ هل ثمة شيء قد تعطل ؟"
نظر اليها ثم اشار باصبعه الى نور يتألق على اللوحة وهو يقول بحدة خالية من التهذيب " ألا ترين ؟"
قالت بصوت خافت " إنني .. إنني لا اعرف القيادة ... إنني لا اعرف شيئاً عن السيارات"
قال " ألا تعرفين القيادة ؟ كان يجب ان اعلم ذلك"
كان في لهجته من الازدراء ما جعل الدموع تتجمع في عينيها . ولكنها اخذت تطرف بعينيها بسرعة لكي تتخلص منها . وقالت بحدة لكي تخفي شعورها بالتعاسة " حسناً, إنني آسفة جداً إذا كان ذلك قد ازعجك ولكنني لم اجد سبباً او رغبة لتعلم قيادة السيارات . والآن , إذا لم يكن في سؤالي ما يزعجك , هل يمكن ان تشرح لي ماذا جرى ؟"
قال " آه , طبعاً يمكنني ان اشرح لك الأمر بكل بساطة , وهو ان السيارة لن تتحرك بنا هذه الليلة وشكراً لك ولغزالك او نعجتك , او اي شيء مماثل..."
اوشكت خشونته تلك, واستمراره في استفزازها ان يجعلاها تحتد هي ايضاً , ولكنها تمالكت نفسها لتسأله" لماذا؟ ماذا جرى لها ؟ ألا يمكنك اصلاحها ؟"
منتديات ليلاس
قال " كلا , لا استطيع " واطفأ المحرك ليبهت النور المتألق , وهو يتابع " يبدو اننا كان ينبهنا الى نفاد الزيت , ولا يمكننا الذهاب الى اي مكان قبل إصلاح هذا العطل "
نظرت اليه بذعر قائلة " وماذا ستفعل إذن ؟" والقت نظرة يائسة من النافذة . لقد استطالت الظلال الآن مكونة مساحات قاتمة في تلك المنطقة الريفية , وبعد وقت قصير سيحل الظلام تاركاً إياهما هائمين في البرية .ريحانة
قال وهو يحاول ان يريح عضلات ظهره وكتفيه " يبدو ان امامنا خيارين " واصطدمت ذراعه بذراعها وهو يتمطى , لتتراجع هي بدافع غريزي جعله ينظر اليها شزراً.
قالت بصوت بدا فيه الألم والضعف " وماهما هذان الخياران؟" لقد عم الهدوء المنطقة الآن بعد ان توقفا عن السير . ولم يكن يعكر هذا الهدوء سوى خرير جدول ينساب منحدراً نحو الوادي.
احدث السكون العميق ووحشة البرية , نوعاً من الإلفة بينهما وهما يجلسان في السيارة جنباً الى جنب , إلفة جعلتها تشعر بالعصبية وعدم الارتياح في نفس الوقت . إنهما مرغمان على قضاء الليل هنا, هذا إذا لم تتحرك السيارة ... وحدهما معاً.
قال " يمكننا ان نسير الى اقرب قرية , او ان نمضي الليل هنا راجين ان يمر من يمكنه اسداء المعونة لنا"
هل خيل اليها هذا, ام ان صوته كان اعمق من المعتاد واكثر رقة؟ لقد تسربت نبرات صوته كالمخدر في شرايينها. وهزت سارة رأسها تنفي عن ذهنها هذه التصورات المجنونة . ولكن كان من المستحيل ان تمحو من صوتها عصبيتها تلك وهي تسأله " كم تبعد عنا اقرب قرية ؟ يبدو ان الأقرب الى المعقول هو ان نجرب الذهاب اليها مشياً على الأقدام . هذا افضل من تمضية الليل في السيارة "
|