كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
" هل أتصلت لاسلكيا بآمر الشرطة لأبلاغه أننا وجدنا بنت أيمس مع كوربت؟".
هز الطيار رأسه بالأيجاب , وبدأت الهيلكوبتر تحلق رويدا في الفضاء.
كوربت! وقع عليها الأسم وقع الصاعقة , ولمعت في ذهنها صورة رجل أسود الشعر والعينين بارز الوجنتين والفك , ذي ذقن صلب مثلوم بأتقان وصاحب أبتسامة ساخرة تحوم على شفتيه بأستمرار , ولم تجد صعوبة في رسم بقية الصورة خاصة بريق العينين الجامح أو الهازىء...... أو الهادىء الى حد الجمود القاتل , أن لحيته هي التي ساهمت في حجب هويته عنها , وكيف كان بمقدورها كشف هويته في تلك الظروف وسط الصحراء؟ وهل يخطر في بال أحد أن ذلك الرجل الأشعث المشرد كراعي بقر في هذه الربوع القاحلة ليس ألا جيمس كوربت الممثل الشهير؟
سرت الصدمة في شرايينها وهي تقنع نفسها بهوية جيم , لا بد أنه سخر منها كثيرا! ولا شك أنه أغمي عليه من الضحك عندما ظنت أنه سارق ماشية , وتستطيع أن تتصور منذ الآن مدى أغتباطه وهو يروي القصة لزملائه الممثلين , كم كانت فائقة الغباء! وأشتعلت وجنتاها خجلا وهي تشعر بأحراج شديد , عضّت بأسنانها على شفتها السفلى محاولة حبس آهة الكبرياء الجريح , وحدقت في الرجل الجالس بجوارها وعيناها تشتعلان غيظا , نظر اليها نظرة باردة وراح كل منهما يتلهى بمنظر نباتات الصحراء في الأسفل.
بعد قليل مدت براندي رأسها الى الأمام محدقة في الطيار , لا ريب أن جيم أدرك الآن أنها عرفت هويته الحقيقية , وأنتهت لعبته المسلية فلم يعد في حاجة اليها , شعرت في أعماقها أنها لا تزال تفكر به كجيم مما دفعها الى التصميم على أنهاء هذه المهزلة والشروع بأعتباره جيمس كوربت ........ الممثل الذائع الصيت.
منتديات ليلاس
ثبت الطيار سماعتي الأذن بأحكام ثم أومأ الى زميله ليلتقط السماعتين المعلقتين على لوحة جهاز القيادة ,تمتم زميل الطيار بعض الكلمات في الميكروفون ثم أصغى هنيهة , وأستدار أخيرا نحو جيم وصاح:
" يوجد مراسلون صحفيون في بيت أيمس , علموا أن فريق بحث يفتش عنك أنت أيضا , هل تريد أن نهبط في منطقة سوارو عوض ذلك؟".
ولاحظت براندي مدى أنوعاج جيم وأستيائه , أنها لا تريد سوى العودة الى المنزل ووضع حد لهذا الكابوس الرهيب , وها هي الآن تجد نفسها في مأزق جديد دبره لها مراسلوا الصحف , وهنا أعلن جيم:
" سنذهب الى منزل أيمس".
هز زميل الطيار كتفيه كأنه يقول أن جيم هو الآمر الناهي , ونقل التعليمات الى الطيار ,وما هي ألا دقائق حتى لمحت براندي منزلها الجميل ,كانت الطريق تعج بالسيارات والشاحنات وقاطرات الخيل تمتد حول الأسطبل , وأخذت جموع الناس تتحرك صوب الهليكوبتر التي بدأت بالهبوط فوق طريق الحصى الممتدة أمام منزلها , وأستطاعت براندي تبين ملامح والديها القلقة وسط جمهرة الناس وقبل أن يحجب رؤيتها الغبار المتصاعد من دوران مراوح الهليكوبتر ,وبعد أن أستقرت تماما أومأ جيم للطيار بأيقاف المحرك ,فكت براندي حزام الأمان وشرعت بالترجل بلهفة وأرتباك , كان جيم ينتظرها في الخارج غير أنها تجاهلت يده التي أمتدت لمساعدتها وقفزت الى الأرض وحدها , وفوجئت بصدره العريض يسد طريقها نحو الجمهور فلم يسعها الا التحديق في وجهه, أنها الآن أشد حذرا منه وأكثر أستياء من أي وقت مضى , وخرجت الكلمات من فمها باردة واثقة وهي ترفض سماع تبريراته:
" هلا سمحت لي بالمرور يا سيد كوربت؟ أن أهلي في أنتظاري".
|