كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت دايلي - روايات عبير القديمة
وسار معا نحو البقعة وجيم يحاول دفعها أمامه وهي لا تكاد تصدق ما الذي يدور حولها.
سألته بأستنكار:
"ألن تحاول الهرب؟ ما زال أمامك متسع من الوقت".
بقي جيم صامتا , لكنه واظب على دفعها في الأتجاه ذاته , فعادت الى تأنيبه:
" هل تريد أن يلقوا القبض عليك؟ هل هذا ما تريده؟ سيضعونك في السجن".
أقتربا من الهيلكوبتر فأضطرت للصياح وهي تلفظ كلمتها الأخيرة .
ظل جيم صامتا حتى وصلا الى البقعة , وسحب يده عن كتفها فجأة بأسلوب غريب.
وبصوت حاسم وواضح قال:
" أنا لست سارق ماشية يا براندي!".
وبادرت الى الأحتجاج :
" ولكنك قلت...".
فعاجل الى تصحيح كلماتها :
" لا , أنت قلت ذلك".
بدا وكأنه شخص آخر تماما , فحاولت تبين السبب الكامن وراء هذا التغيير الفجائي , ثم هزت رأسها معلنة جهلها المطبق.
أستجمعت قواها مجددا:
" من أنت؟ ما هو أسمك الحقيقي؟".
أثارت طائرة الهيلكوبتر غبارا كثيفا وهي تحط على البقعة فتحول أنتباه براندي نحو هذه الآلة العجيبة حامية عينيها من حبات الرمل المتطايرة , بقي الطيار جالسا في جهاز القيادة في حين ترجل رفيقه وأخذ يعدو حانيا ظهره صوب براندي وجيم , وظهر بادي الأرتياح مغتبطا وهو يصيح مصافحا جيم:
"كم أنا سعيد برؤيتك معافى سليما , شاهد ريمون حصانك يتجه نحو الزريبة قبل هبوب العاصفة بقليل".
وتابع محدقا في براندي:
" لا بد أنك بنت السيد أيمس".
هزت براندي رأسها شبه المخدر علامة الموافقة والريح تتلاعب بأطراف المعطف , وجدت نفسها في دوامة من الحيرة , وراحت تفصل في ذهنها بين الحقائق والخيال , بدا على هذا الشخص أنه يعرف جيم معرفة جيدة , وجيم هو أسمه الحقيقي لا ريب في ذلك, وأدركت براندي أن كل الأهتمام كان منصبا على سلامة جيم وحده , وهو حتما ليس سارق ماشية , بل هو شخص هام ,ولكن من؟ ثم تذكرت ذلك الشعور الغريب الذي غمرها عندما رأته للمرة الأولى وأعتقدت أنه يبدو مألوفا , وبعينين شبه مغلقتين نتيجة الغبار المتصاعد أخذت تتمعن في وجهه , كانت قسماته غير واضحة بسبب لحيته وأطار القبعة العريض فلم تصل الى نتيجة حاسمة , وفجأة سمعته يقول:
" هل أنت جاهزة؟".
ولاحظت أن جيم يكرر كلمات الرجل الآخر فحدقت فيه بدون جواب محاولة كشف هويته ولكنه لم يمهلها:
" آنسة أيمس هل أنت جاهزة للرحيل؟".
آنسة أيمس !, هزها هذا التعبير قاطعا عليها سلسلة أفكارها , خرجت كلمة آنسة بأسلوب مفعم بالأحترام والتهذيب لا أثر فيه للسخرية مما ضاعف من دهشتها , ترى لماذا لا يناديها براندي الآن؟ وأخيرا أومأت برأسها معلنة موافقتها.
أمسك الرجل الآخر بذراعها وقادها الى طائرة الهيلكوبتر حيث أجلسها في المقعد الخلفي مشيرا عليها بأستعمال حزام الأمان , وأشاحت براندي بنظرها عندما تسلق جيم الى مقعده المحاذي لمقعدها وهي تشعر أنه خدعها الى درجة لا تطاق, ثم رأت الرجل الآخر يصعد الى جانب الطيار فنفذت تعليماته بصدد حزام الأمان , وصاح الرجل بأعلى صوته مخاطبا الطيار وضجيج المحرك يصم الأذان.
|