كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة
لفت منظر حصان حزين في الزريبة أنتباه براندي , بدا كأنه غريب عن الأسطبل ويختلف عن بقية الجياد الضامرة الرشيقة , وهالها أن تتبين معالم ضلوعه الناتئة قليلا , وبادرت لتوها تسأل جيم بلهفة صادقة:
" جيم , ما الذي ألمّ بهذا الحصان؟".
أجاب:
" لا شيء أطلاقا , أنه لا يعاني من أي مرض عضال , مجرد سوء تغذية".
علقت :
" لو رأته جمعية الرفق بالحيوان لكنت في وضع حرج جدا".
تمعج فمه بخبث وهو يجيب:
" أننا عثرنا عليه هناك , لم يكن من السهل أيجاد حصان كهذا ".
سألت براندي:
" لماذا تحتاجون اليه؟".
منتديات ليلاس
فرك ذقنه بيده اليمنى لحظة قبل أن يقول:
" أمثل في الفيلم دور رجل يصيبه الأرهاق وهو يمتطي حصانه في الصحراء , وهكذا لا يصل الحصان الى نهاية الطريق حتى يكون على وشك الأنهيار ,ولهذا السبب أطلقت لحيتي كما أكتشفت بنفسك في تلك الليلة , ولحس الحظ فرغنا من تصوير هذا المشهد وهكذا عدت حليق الذقن , أنتما الآن تنظران الى الحصان نفسه ".
أتكأت براندي على سياج الحظيرة تحدق في الحصان بشفقة وأسف قائلة:
" وما هو مصيره الآن؟".
أخبرها جيم:
" أنه حيوان مدلل الآن , ويعتقد هاري المقاول أن أمامه فرصا كثيرة ليظهر في أفلام أخرى عندما يتحسن شكله , وهو يحظى بكل العناية والرعاية , وأذا لم يسترد كامل عافيته من المحتمل أن يبيعه هاري الى من يتولى الأعتناء به".
أعلنت متنفسة الصعداء:
" أتمنى ذلك من أعماق قلبي".
وأقترح جيم:
" لنذهب ونجلس في الظل لشرب بعض المرطبات الباردة".
كانت مجموعة من طاقم الفيلم تحتمي من حرارة الشمس في ذلك الظل بجانب الأسطبل , وتولى جيم تقديم بعضهم الى الفتاتين واصفا دور كل واحد منهم.
جلست براندي وكارن على رزمة من الحشيش الجاف تشربان المرطبات الباردة , وظل جيم واقفا ساندا ظهره الى الحائط على مقربة من ضيفتيه ,ولم يقطع أعضاء الطاقم حديثهم بل أستمروا يتبادلون القصص حول أفلام أخرى , ولكنهم كانوا يرحبون بكل سؤال تلقيه عليهم أحدى الفتاتين , وخيل لبراندي تطرح هذه الأسئلة الترفيهية , وفجأة أنتصب أحدهم على قدميه مصفقا بكفيه وهو يهتف:
" لا أظن أنهم يحتاجون الي اليوم , شارفت ساعات العمل على الأنتهاء وأ قترب غروب الشمس".
ألقت براندي نظرة على ساعتها , كانت عقاربها تشير الى السادسة ,هل من المعقول أنقضاء أكثر من أربع ساعات منذ وصولهما الى البوابة الرئيسية ؟ بددت الظلال الممتدة في كل أتجاه تساؤلاتها , ومضت بسرعة تزيل عنها القش اليابس , وقالت لكارن:
" حان وقت ذهابنا نحن أيضا".
تنهدت كارن وهي تنهض على مضض:
" أعتقد أنك على حق".
وما أن تفرق أعضاء الطاقم في كل أتجاه حتى خطا جيم الى الأمام , أبتسمت له براندي مبدية أمتنانها لهذه الفرصة التي أتاحها لها , تمعن في وجهها صامتا وشكرته براندي ثانية , وعندما فرغت جعبتها مدت له يدها, فتلقفها بوقار مصطنع قائلا:
" آمل أن تكوني قضيت وقتا سعيدا , ولا بد من أعلان أسفي لعزمكما على الذهاب بهذه السرعة!".
|