كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 118- على حصان الفجر - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة
فمد رأسه في أتجاه الشرق:
" هناك في القرية المكسيكية الصغيرة".
حول ديك مورفي أتجاهه عندما وصل الى الدرب الضيقة المؤدية الى القرية ,وراح يسير حول الحاجز الذي سد الطريق , وكان يقف في الجهة المقابلة حارس يرتدي بزة مشابهة لبزة ديك , هز الحاس برأسه وهم يمرون من أمامه.
وما أن أنعطفوا تاركين الشارع الرئيسي حتى بدأت المباني ذات الواجهات الخشية الغريبة تخلي الطريق أمام المباني القرميدية , وترامت الى آذان براندي ضوضاء وجلبة فأدركتا أنهم يباشرون بالتصوير.
أقتربتا بهدوء من فريق العمل الذي بدا أعضاؤه كالتماثيل يحدقون صامتين في الممثلين عبر الكاميرات ,ولكثرة المتفرجين ومجموعات العمل المختلفة والآلآت والرافعات والأشرطة لم يكن من السهل رؤية الممثلين والممثلات بوضوح.
لم تهتم براندي كثيرا بما يدور من حولها , أذ كان تفكيرها مركزا على أيجاد جيمس كوربت... هل هو يؤدي دوره الآن أم يكتفي بالتفرج مع بقية الجمهور؟
وأخيرا لمحته يسند كتفه على حائط قرميدي , دافنا ذقنه وفكه في يده اليسرى يراقب المشهد بأمعان , كان منظره يوحي بثقة عارمة تشع من وجهه الصارم , ومرت في ذهن براندي خطورته الفائقة وصفاته البدائية وهو يقف هناك بلباس رعاة البقر الذين لا يبالون بالأعراف أو القوانين , مع ذلك شعرت في أعماقها أنه أنسان دمث الأخلاق ,مستقل الرأي ,جذاب الشخصية.
قطعت شريط أفكارها وهي تراه يتحرك من مكانه متوجها صوبها , وأرتسمت أبتسامة مرحبة على شفتيها أستعدادا لتلك اللحظة التي سيراها فيها , غير أن نظراته لم تلتق بنظراتها.
ظل يسير في أتجاهها , في حين كان الآخرون في حركة عشوائية مستمرة , مما عنى نهاية تصوير المشهد , توقف جيم وراء رجل يرتدي نظارات سوداء الأطار , يضع قلما وراء أذنه ,ويلبس قميصا أبيض أكل الدهر عليه وشرب , وأنضمت الى الرجلين أمرأة ذات شعر داكن , بدت محط أهتمام جيم , أدركت براندي سر أهتمامه وهي تلمح ثيابها التي تظهر مفاتنها وجسمها الضامر وخصرها الرشيق , أنها تلك الممثلة الجذابة لارين أيفنز التي ورد أسمها في الصحف وتربطها علاقة عاطفية مع جيم , ثم حولت أنتباهها الى الرجل الثاني , لاحظت براندي أن هذا الرجل ما هو ألا المخرج , نظرا لأسلوبه في أعطاء الأوامر.
كانت نيران الحسد تلتهم براندي ألتهاما وهي تراهما يقفان معا ويتبادلان الحديث على نحو حميم ومتواصل , لم تعبأ بما كان ديك مورفي يقوم بشرحه لصديقتها كارن حول مجرى العمل , ولا بكل ما يدور حولها من حركة وضوضاء , أن شخصا واحدا يسيطر على عقلها الآن ...جيم الممثل أو سارق الماشية لا فرق.
كم كانت مغفلة عندما ظنت أنها حازت على أهتمام جيم! وكادت تشيح بنظرها بعيدا عندما التقت عيناها بعينيه , حبست أنفاسها تحاول ان تثبت أنه ينظر اليها فعلا لا الى شخص آخر يقف وراءها , رأته يومىء رأسه لها ثم يرمق وجه الممثلة السمراء.
أبتعدت براندي بسرعة قبل أن يتبين شوقها لجذب أنتباهه , كانت نبضات قلبها ذات وقع غريب لم تألفه من قبل ,وكأنه يدعوها لألقاء نظرة أخرى , غمرتها غبطة عارمة وهي ترى جيم يبتعد عن تلك السمراء , وحاولت جاهدة التركيز على حديث ديك مورفي مع كارن , لكن هيهات! لم تعد ترى سوى تلك القامة الطويلة تتقدم نحوهم بثبات , تظاهرت أنها فوجئت به عندما توقف أمامها.
وكعادته تحدث بعينيه ولسانه معا.
" يبدو أنكما وصلتما بأمان الى هنا".
|