لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-14, 06:41 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

احست بحشرجة فى حلقها و خُيل إليها خلال لحظة إن احساساً بالاختناق يجثم على أعصابها. كان الرجوع إلى الوراء ضرباَ من الجنون, و أن تبقى ....ولكن ما ذلك الشئ الخطر الذى يحدث عند بقائها؟ لم تكن فتاة غريرة حتى يفتنها وجه شاب وسيم بكتفيه الذهبيتين العريضتين, رجل يبدو فى بعض اللحظات أصغر من عمره الحقيقى, بسحر طفولى وقح.... سألت نفسها فى دهشة فى أى شئ أفكر؟ ربما أكون مستاءة أكثر مما كنت أدرك. لكونى قبلت أداء عمل تستطيع القيام به أى فتاة فى قسم النسخ على الآلة الكاتبة, أما بالنسبة له....فقد كان فى حاجة إلى كاتبة على الآلة الكاتبة , ومن الواضح أنه من ذلك الطراز المستعد لأن يكيل المدح أو يفعل أى شئف ى سبيل تحقيق رغباته, لو أنها لم يجعلنى أحس.....لا أدرى....إننى فى حالة ضعف تجعلنى قابلة لما يؤلمنى.
قال لها برقة:
ـ حسناً؟
قالت بصوت فيه بحه:
ـ يبدو لىّ أننى قد أكون فى حاجة إلى اجازة بعد كل شئ و يقولون أن التغيير هو أفضل الوسائل. ألا يقولون ذلك؟ و لا أستطيع أن أتعلل بالمكان منتديات ليلاس و إذا كنت تريد منى البقاء حقاً فسوف أبقى .
التزم ريك الصمت وظل يراقبها فترة طويلة بعناية قبل أن يقول :
ـ ألا تستطيعين أن تعهدى إلى بأسرارك, ألا تفعلين ذلك؟
ـ كلا.....على الأقل قبضت يده على يدها بدون إرادة, واحست بها تضغط معصمها, و ضاقت عيناه و هو يرى الجهد الذى تبذله لمتابعة حديثها .
ـ لا يوجد شئ ماعدا أن أكون جلداً على عظم, و أننى لست صبورة, ورغم هذا فإنى باستطاعتى أن أدبر لك شخص آخر.
أطلق معصمها, و خطا إلى الوراء و قال بابتسامة ملتوية غريبة:
ـ سوف نتمكن من التعاون معاً بطريقة ما يا باترسون لماذا لا تلبسين تلك الملابس البديعة النسيج؟
بدا وجهها يعبس و فتحت فمها لتتكلم إلا أنها أغلقته , و بعد لحظة أومأت برأسها علامة موافقة.
ـ هذه هى فتاتى! سوف أنزل و آمر بإعداد مقعدين من مقاعد الاسترخاء لنا.
على أى حال أصبحت بعد الظهر منهمكة فى العمل.
طلبت من مديرة البيت أن تأتيها بمنضدة و مقعد مستقيم الظهر, و أسدلت الستائر لكى تحجب عن نفسها المنظر بتصميم, وضبطت جهاز التكييف على الوجه الذى يكفل لها العمل فى راحة و أغلقت النوافذ فى نفس الوقت حتى لا تزعج مخلوق آخر. بدأت تضغط أصابع الآلة الكاتبة لتكتب: "قفز الثعلب بلونه البنى قفزة سريعة فوق الكلب الكسول " و بعد نصف صفحة من تلك الكلمات كتبت: "كان لـ مارى حمل صغير, صوفه أبيض بلون الثلج و حيثما ذهبت مارى كان الحمل يتبعها بكل تأكيد."
حملت الورقة إلى ريك فى الغرفة المجاورة و سلمته الورقة بالإضافة إلى القلم قائلة:
ـ أكتب هذه الكلمات من فضلك بخط يدك تحت الكلمات المكتوبة من فضلك بخط يدك تحت الكلمات المطبوعة بالآلة الكاتبة.
ألقى ريك نظرة على الورقة و قال:
ـ بحق السماء ما هذا......آهـ فهمت, سوف يكون هذا دليلك, ليست فكرة سيئة يا باترسون و لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك معاً فى عدة صفحات.....
قالت إيفون بحزم:
ـ لا, من الأفضل لىّ أن أحاول ذلك وحدى, وهو ما أتوقع أن أفعله مع حلول هذا المساء, ثم أنننى سوف أعرض عليك ما كتبته على الآلة الكاتبة لكى تلقى نظرة عليه.
ـ حسناً.....و لكن استمعى إلى, لا أتوقع منك أن ترهقى نفسك بالعمل حتى الموت, و لا إجهاد اصابعك حتى العظم.....
قاطعته بقولها:
ـ ليس فى نيتى أن أفعل ذلك, و لكن خطتى تتضمن أن انتهى من جزء فى كل يوم, وبهذا المعدل لابد أن ينتهى العمل خلال أسبوع.
قال وهو يضحك ضحكة خافتة :
ـ هل ينبغى ذلك؟ أنت تعـرفين أنه لا داعى لذلك أمامى أسبوعان قبل موعد تقديم الكتاب للناشر.
ـ هل لديك ناشر؟
ـ بالتأكيد. يبدو أنك دهشة لذلك.
ـ أنا....ترددت إيفون أنا.....
انتظر ريك و هو يرفع أحد حاجبيه ثم قال عن عمد:
ـ لا أعرف لماذا ينظر الناس إلى الجانب غير المتخصص فى بعض الناس . عندما جاءتنى فكرة قضاء وقت الراحة بالطريقة التى اخترتها, كان من الطبيعى أن أتصل بأحد الناشرين , لكى أناقش معه أولاً احتمالات النشر, و ما إذا كان الموضوع يهمه, و قد اتصلت بأكثر من ناشر . دار النشر جامعية اشارت أنها قد....من المؤكد أن هذه هى الطريقة الفنية للسير فى الأمور .
قالت إفون على وجه السرعة:
ـ أوهـ, نعم, هذه هى الطريقة السليمة , اعتذر لك....أنا....
قطعت حديثها و هى تتلفت حولها متطلعة إلى الفوضى الشاملة التى تعم الغرفة, و قالت:
ـ ربما كان السبب أنك لا تبدو....من طراز أولئك الأشخاص المنظمين و بهذا تعطى الناس انطباعات خاطئة . ألم تتعود قط تعليق ملابسك على المشجب؟
أجابها بقوله:
ـ ليس فى هذه العادة, و هل تعرفين السبب؟
جازفت بقولها:
ـ بسبب أنك أعسر؟
منتديات ليلاس
هز كتفيه و قال:
ـ حسناً, هذا محتمل جداً, و لكننى أفعل ذلك فى الفنادق و المصايف كنوع من الاحتجاج, أننى أرفض واقع افتراضهم أننى سوف انتزع علاقات ثيابهم لكى أضع بدلاً منها ذلك النوع الجديد من الفظيع بدون الكلابات التى لابد للإنسان أن يشقها داخل الحلقات الثابتة الموجودة فوق المشجب.
حملقت إيفون إليه....إلىّ الكبرياء الأصيل فى تعبيره و قالت بضعف:
ـ أنت تعرف أنك مصاب ببعض الجنون.
ثم توارت خلف الضحك الذى لم تستطيع كتمانه.
ـ لا تخبرينى أنك لم تتعاطى معها و تكتشفى أنها سخيفة و مثيرة للأعصاب!
ـ نعم, أنت على حق , لقد وجدتها كذلك.ـ
إذن لماذا لا تنضمين إلى فى احتجاجى؟
ـ لأننى أكن قدراً كبيراً من الاحترام لملابسى, هل تسمح بكتابة تلك الكلمات حتى تسمح لىّ ببدء العمل؟
بدا أنه أحس بجرح مشاعره و قال:
ـ تقولين ذلك كأنما ترين فى بقائك معى فترة أطول خطورة.
ـ أعتقد أن ذلك ربما كان ممكن او قد يكون مغرياً
قالت ذلك بمرح و بدون أى هاجس داخلى من نوع تلك التكهنات التى ساورتها من قبل, و تناولت منه الورقة بعد أن كتب عليها ما طلبته مع كلمة شكر بالحروف الكبيرة و تمتم قائلاً:
ـ مثل الجنرال ماك آرثر سوف أعود فى وقت لاحق

منتديات ليلاســـ
أحلى صحبهـــ
& أطيب ناســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-06-14, 06:46 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


لم تحاول حتى الوقوف لكى تسأله عم يعنيه, و هى تسمح لنفسها بالعودة إلى غرفتها. لماذا تشعر بذلك الإحساس الغريب من خفة الروح, و أن الهموم انزاحت عن عاتقها, فضلاً عن الشعور بأن المهمة التى قبلتها لم تكن ثقيلة كما كانت تحس من قبل. ولقد احتاجت فى الواقع إلى عدة أيام لكى تنسى الورطة التى خيل إليها أنها انغمست فيها .
خلال اليومين التاليين اشتغلت إيفون وفقاً لما قالته تماماً وكان العمل بطيئاً فى البداية, إلى أن أصبحت معتادة على خط ريك الذى تكاد تكون قراءته مستحيلة, و لكنها استطاعت أن تتعوده بالتدريج, وحدثت أشياء متعددة.
لقد أصبحت مفتونة و متحيرة فى نفس الوقت, لقد اصبحت خبيرة فى بعض الإحصاءات غير العادية فقد عرفت على سبيل المثال أن تعداد شعب البابوا فى غينيا الجديدة يعادل عشرة فى المائة من عدد لغات العالم و مئات من تلك اللغات لا يتحدث بها سوى عدة مئات من الأفراد.
و عرفت كثيراً عن منتديات ليلاس بعض الأحواض المرتفعة فى تلك المناطق المرتفعة و نظم الأنهار العظمى مثل فلاى و سيبيك و إقليم بولولو الذى تم فيه اكتشاف الذهب لأول مرة و عرفت عن منجم أوكتيدى على ضفاف نهر فلاى و لكن عندما بدأت تعمل فى الفصل الثالث من كتاب ريك إيمرسون وجدته مقسماً إلى فصول على الرغم من انه كان على شكل مذكرات يومية, و أن السحر كان يفوح منه عالياً واضحاً ......و كذلك الحيرة.
كان الفصل الثالث معنوناً "بيلونج وونيم يو فيتيم ديسبلا بليسبوى؟" و من تحته ترجمتان
"فلتطلق عليه أى اسم يختاره هذا الفتى الشرطى الصغير؟"
أو
"لماذا ضربت هذا الشرطى؟"
كانت المعلومات الواردة تحت ذلك العنوان تدور كلها حول الكفاح المرير الذى قام به , للإلمام باللغة السهلة التى تستخدم للتفاهم بين الشعوب قبل أن يتمكن من معرفتها لكى يكتشف بعد ذلك المرة بعد المرة, أنه لا يجيد تلك اللغة بالمرة.
عرضت إيفون حيرتها من تلك الليلة على ريك فى أثناء العشاء , كان الجو شديد الحرارة, و كانت قد رفعت شعرها, و ارتدت ثوباً عادياً من القطن.
أخذت قطعة من الخبز و قالت و هى تمد يدها نحو الزبد:
ـ ريك...أى طراز من الناس أنت على وجه التحديد؟
نظر إليها بحذر و قال :
ـ ما تقصدين؟
ـ ما الذى تفعله فى الواقع؟ أعنى....حسناً, يبدو أن كتابك أقرب ما يكون لون ما من العمل الاحصائى, أنا أحاول التقليل من قيمته . ترددت قليلاً ثم قالت على وجه السرعة:
ـ أنه مضحك جداً, و له سحر غريب يدفع القارئ إلى مواصلة القراءة مضطراً و لكن .....
توقفت عن الاسترسال و هى متجهمة ثم اردفت تقول:
ـ أى منهج علمى تتبعه ؟
ضحك ضحكة قصيرة و قال :
ـ أوهـ تعنين ذلك الأم لكل العلوم
ـ الـ.....؟ ما زالت غير فاهمة.
ـ لا عجب فى ذلك, أنه موضوع ضخم, أنا عالم فى الجغرافيا .
كانت دهشتها واضحة تماماً الآن.
قال و على شفتيه ابتسا مة ملتوية:
ـ هل كنت تعتقدين أنه لم يعد هناك وجود لهم؟
قالت ببطء:
ـ لا....حسناً.... ثم أومأت برأسها إيماءة تدل على أنها مغلوبة على أمرها.
مال ماك بجسده إلى الأمام و ظهر بريق فى عينيه الخضراوين و هو يقول:
ـ من الواضح أن هذا يحتاج إلى تفسير, الجغرافيا هى العلم الذى يصف سطح الأرض, و بالتالى أى شئ فوقها, و مباشرة كل ما هو فوقها أو تحتها, مما يؤثر فيها, و لأن ذلك ميدان فسيح جداً, فقد انقسم ذلك العلم إلى فروع كثيرة.
بدت إيفون حائرة.
تمتم ريك لنفسه كيف استطيع شرح ذلك؟ :
ـ يشمل علم الجغرافيا كل الدراسات المستقلة التى يقوم بها علماء الارصاد و الجيولوجيا و الأحياء و الاقتصاد و السكان و العلوم السياسية و الفلسفة و اللاهوت لقد انبهرت أنفاسى!
قالت إيفون و هى تبتسم ابتسامة شاحبة :
ـ لست دهشة لذلك, يبدو الأمر مرهقاً. ألم يكن أفضل أن تكتفى بذكر واحد أو اثنين من بين كل تلك العلوم؟
ـ لقد فكرت فى ذلك, و لكن الواقع أن الصورة ال
كلية التى تثير فضولى و على الرغم من ذلك, فلىّ نوع من التخصص بين كل ذلك.
ـ و ما نوع ذلك التخصص؟
ـ الجغرافيا الاجتماعية و الثقافية, التى تعنى بدراسات موضوعات مثل الاختلافات فى العمر و الجنس بين الشعوب و تغير أنماط اللغة و الدين فى المجتمعات الريفية و مثل هذا النوع من الموضوعات.
قالت إيفون بوجه عابس:
ـ أهـ , لقد بدأت أفهم الآن!
لا يبدو أن ملاحظاتك العلمية بشكل متعمق لو سمحت لىّ أن أقول ذلك, و يبدو أنك كنت تواجه الشئ الكثير من المصاعب و أنت تحاول تتبع أى شخص, فضلاً عن ممتلكاتك الخاصة.
قال بلهجة جادة:
ـ أنا أواجه تلك المصاعب على الدوام بالنسبة لممتلكاتى . ثم اضاف بنظرة إلهام مفاجئ :
ـ من الواضح أننى بحاجة إلى امرأة مثلك لكى تنظمينى يا باترسون !
ـ أشك فى أنها قد تكون مهمة مستحيلة....ربما كنت فى حاجة إلى زوجة.
ـ هل تعتقدين ذلك؟ لدى إحساس بأن الزوجة هى آخر من استطيع التعايش معه, أنا واثق بأننى سوف أكون زوجاً بالغ ا ضعف.
رمقته إيفون من خلال اهدابها و قالت:
ـ اليس من المحتمل أن يكون السبب أنك لا تريد أن تكون مسئولاً عن أى نوع من الارتباط؟
قال برقة:
ـ كم أنت حكيمة يا باترسون.
ـ نعم.....حسناً.....دعنا نعد إلى كتابك.
ـ نعم, لابما كان من الأفضل أن ننتقل إلى أرض أكثر أمناً
قال ذلك بلهجة شديدة البطء و قبل أن تعلق إيفون استطرد قائلاً:
ـ يعتبر كتابى فى الواقع مجرد خط هامشى بالنسبة لتجربتى بصفة عامة, مجرد لمسة من لمسات العلماء الذين يأخذون الأمور على محمل الجد, و لا تعتبر فى نفس الوقت بالغة العمق بالنسبة للأشخاص الذين يهتمون بمثل هذا اللون من الموضوعات, أما دراساتى الحقيقية التى تعتبر جزءاً من رسالة الدكتوراة التى أقوم بإعدادها , فهى عملية بدرجة أكبر.
كررت إيفون:
ـ رسالة الدكتوراه ؟ اتسعت عيناها من الدهشة
ـ ألا توافقين على ذلك؟
ـ أنا....بالتأكيد. كل ما فى الأمر أننى أحاول.....خالك....
قالت ذلك بطريقة مشوشة : لم.......
ابتسم ريك ابتسامة كلها ود و قال :
ـ الخال أموس مثل عدد من الناس لم يستطيع أن يدرك تماما العمل الذى أقوم به, و لم يحاول على وجه الخصوص أن يفعل, و لكننى أفهم ذلك, فلديه من العمل ما يشغل باله, أى نوع من المعلومات الخاطئة عن مهنتى حاول أن يزودك بها؟
قالت إيفون:
منتديات ليلاس
ـ قال أنه ليس واثق تماماً مما إذا كنت عالماً مبتدئاً فى علم الإنسان أم الآثار القديمة, و لكن يبدو أن اهتمامك الحقيقى منصب على الـ ..... الممارسات الخاصة لشعب الـ كوكوكوس .
مال ريك برأسه الذهبى إلى الخلف و هو يضحك بانشراح و قال:
ـ لا عجب فى أنك كنت فى حالة اضطراب عندما وصلت إلى هنا يا باترسون! كان من الواضح أنك تتوقعين مواجهة مراهق مجنون بالجنس!
وجدت إيفون نفسها مرغمة على الضحك بدورها قائلة:
ـ و لكن الذى اقصده فى الواقع هو, ما العمل الذى تؤديه لكسب العيش ؟ أم أنه لا يوجد ثمة ما يبرر قلقك من هذه الناحية؟
توهجت عيناه الخضراوان برهة وجيزة إلا أن ذلك البريق كاد يختفى فى الحال و قال بوداعة :
ـ إننى أقوم بالتدريس لكى أعيش, أدرس فى الوقت الحاضر فى إحدى جامعات سيدنى, إذ آمل أن أستكمل رسالتى .
ـ أوهـ !
ـ أعتقد فى الواقع أننى أجبتك , أخمن ذلك من رنين صوتك.
نظرت إليه بآسف و قالت :
ـ أنا آسفة , كل ما فى الأمر أننى فى دهشة مما إذا كان شئ مما قاله خالك يعتبر صحيحاً.
ـ أى شئ آخر قاله لك؟
ت قال أن أباك...... كان دبلوماسياً إنجليزياً, و انك نشأت و أنت توف حول العالم.
ـ الآن , هذا صحيح, و ربما كان ذلك السبب فى أننى أعتبر العالم قوقعتى و أننى مفتون به.
قالت إيفون ببطء :
ـ هكذا, فهذه هى الطريقة التى تريد أن تقضى بها بقية عمرك....كأكاديمى, و فى الواقع كمستكشف للنوع.
أجاب مفكراً بعمق:
ـ أعتقد ذلك و على الرغم من ذلك فمن المحتمل أن يكون التنبؤ عن مثل هذه الأشياء حماقة, و لكننى لا أستطيع فى الواقع أن أعمل فى مهنة خالى.
ـ لماذا يصر إذن على التفكير فى أنك قد تفعل ذلك؟
ـ إننى .....فى الواقع فكرت فى أنك قد تقبل الفكرة أخيراً. زهز ما يبين إلى أى مدى يمكن أن يكون الانسان مخطئاً.
انتهت إيفون من تناول وجبتها فى صمت, ثم اخبرته أنها ذاهبة لكى تعمل, و احتج بأنها استنرت فى العنل طول فترة بعد الظهر و لكنها تمسكت برأيها, و لم يلح ريك عليها . و فى الواقع , فكرت فى أثناء المشى و هى فى طريق عودتها إلى غرفتها, و هى تتلفت حولها بحذر خوفاً من ظهور اللاما. إن ريك كان متعاوناً معها إلى أبعد الحدود منذ بدأت تعمل فى كتابه, و كان مختلفاً اختلافاً تاماً, فلم يعد يصدر عنه المزيد من التلميحات و لم يعد يصدر عنه مزيد من التلميحات, و لم يعد يرمقها بنظرات سليطة و اصبحت تشعر بالبهجة كلما اجتمعا معاً.
فكرت فى الوقت الذى قضياه معا ذلك الصباح, كانت حالة المد و الجزر مناسبة فى ذلك الوقت المبكر للقيام برحلة بحرية, و عندما طرق ريك باب غرفتها فيما يبدو أنه غبش الفجر, رمشت بعينيها و النوم لا يزال يلح عليها, ثم القت نظرة من النوافذ و سرعان ما وقعت أسيرة منظر البحر و هو يبدو أزرق شاحب كالحرير .
على الرغم من ذلك قالت له:
ـ لست لىّ معرفة بركوب البحر.
ـ تتوافر لدى المعرفة, سوف أعلمك.
ـ لا أعرف ما إذا كانت عندى قابلية للتعلم, سوف أكون خائفة جداً.....
ـ ليس و أنت معى, لن تخافى.
قال لها ذلك بلهجة التأكيد . و عندما وصلا إلى الشاطئ بعد ذلك, ساعدهما أحد صبية الشاطئ فى دفع القارب إلى الماء . كانت إيفون قلقة بشأن ركود الهواء و سألته:
ـ كيف نستطيع الابحار بدون وجود نسمة من الهواء؟
قال ريك بصبر :
ـ باترسون , ثقى بىّ أرجوك, فور أن نوغل فى الماء قليلاً سوف تقابلنا منتديات ليلاس نسمة .
ـ و لكن كيف نخرج من البحر؟
كان ريك قد تبادل نظرة ساخنة مع صبى الشاطئ و قال :
ـ سوف نستخدم المجاديف إذا استلزم الأمر. هل تكتفين بالقفز إلى القارب و التوقف عن القلق؟
ـ كل ما سوف أفعله , أن أحكم ارتداء سترة النجاة....
رفع ريك عيناه إلى السماء, و لكنه سيطر على مشاعره و على الرغم من ذلك, بعد نصف ساعة, عندما كان القارب ينزلق بسرعة على سطح الماء أمام هبة نسمة خفيفة, عندما تدثر العالم بغلالة مضيئة بنور الصباح المبكر بألوانه الوردية و الذهبية, قال لها مغايظا:
ـ هل ندفعه نحو أعماق البحر؟
ـ أوهـ , لا ... هل لابد لنا من ذلك؟
شعورك الآن على النقيض تماماً ما كان عليه فى وقت مبكر!
قالت إيفون بحماس:
ـ لقد حولتنى , لم تكن عندى أى فكرة أن الأمر بمثل هذه السهولة و أنه مسلٍ هكذا.
و قد ضحكت عندما قاد القارب بمهارة, و صدمها رذاذ من الماء, و كان ريك يراقبها, و فكرت خلال لحظة أنه سوف يقول لها شيئاً يعبر عن الاعجاب, إلا أنه لم يفعل, و أكتفى بتعليمها المزيد عن ركوب البحر.


منتديات ليلاســـــــــــ
أحلى صحبهـــ

&

أطيب ناســــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-06-14, 06:49 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


عادا إلى الشاطئ و تناولا طعاماً ضخماً فى وجبة الفطور , و لعبا دورا فى الجولف, ثم استلقيا فى استرخاء على الشاطئ حتى حان موعد الغداء, و قالت إيفون اثناء تناول الوجبة:
ـ سوف أكون مسرفة تماماً عندما أعود إلى ملبورن ...ركوب البحر و لعب الجولف كل المهارات الاجتماعية التى تنقصنى.
قال ريك بكسل :
ـ كان ينبغى لىّ أن أفكر فى أنك تملكين الشئ الوفير من المهارات الاجتماعية.
قالت إيفون بخفة :
ـ أوهـ, باستطاعتى أن أعطى تقليداً طيباً جداً لها .....ثم اضافت لكى تسكن الفضول الذى ظهر فى عينيه: أننى أمزح فحسب, ماذا , ماذا ستفعل بعد ظهر؟
ـ سوف أذهب للصيد فى مياه البحر العميقة , و لا أعتقد أنه شئ طيب أن أوجه لك الدعوة فى هذه الرحلة ؟
ـ لا و شكراً لك مع ذلك.
و مع ذلك, عندما لم يعد فى الساعة الخامسة قررت التمشيه على رصيف الميناء باعتبار أن ذلك هو عين ما يحتاج إليه. كان الطريق يمر بمحاذاة خط السكة الحديد, و لو أن الإنسان أحكم التوقيت فى المشئ لاستطاع أن يلحق بموعد القطار فى العودة, و كانت إيفون قد قطعت ما يقرب من نصف المسافة و هى مستمتعة برائحة اشجار الكروم على أحد الجانبين, بينما ترتفع الأرض بانحدار شديد, فى حين يقع الشاطئ و البحر على اليمين. مع ضربات الماء الرقيقة بين الصخور و الشعب المرجانية. عندما سمعت زهرة منسية صوت القطار مقبلاً نحوها, كان اشبه بقطار اللعب و كان ذلك ما تتخيله إيفون بقاطرته ذات الألوان الزاهية و عرباته, لكنه كان فى الواقع قطاراً متحركاً حقيقياً كما كان يصدر صوتاً صاخباً جداً و قفزت إيفون مبتعدة من الممر, متحاشية الوقوف عن طريق القطار فى الوقت المناسب.
و لكنها التفتت لكى تلوح له محيية كما هى العادة فى برامبتون الصديقة . إلا أنها سمعت فى تلك اللحظة صوت احتكاك عجلات القطار بالخط المعدنى, ثم رأت القطار يسير إلى الخلف متجهاً نحوها.
ريـــكـــ !
ذلك ما خطر على بالها فى الحال, و لم تكن مخطئة فى ذلك, لقد طلب ريك من سائق القطار الوقوف لكى يلتقطها و نزل ريك و ساعدها فى الصعود إلى القطار, و وجدت نفسها تصبح جزءاً من فريق سعيد من صيادى السمك المتفرجين, الذين جعلوا من التمشية على رصيف الميناء العميق, فى الوقت المتأخر من فترة بعد الظهر, شيئاً أشبه بالطقوس.
بينما كانت فى طريقها إلى منتديات ليلاس غرفتها, فكرت فى أن ريك يتمتع بشعبية كبيرة بين الضيوف و العاملين بالفندق على السواء, و أنه يجتذب الناس نحوه كالمغناطيس . هل كان يتمتع بتلك الشخصية السعيدة دائماً’ بحيث لا يضطر إلى الوقوف موقف الدفاع أبداً؟ ألا يشعر بأنه فى موقف شائك أو يجد نفسه ساعياً لاستجلاب العطف أو موضوع اللوم؟
تمتمت لنفسها و هى متجهمة: "مثلى أنا أتعجب, تُرى كيف يرانى الناس؟"
كان من الواضح أن يوجد بعض اللبس....بعض التأمل بالنسبة للعلاقة بينهما, و بسبب الوقت الذى قضته فى العمل, أدركت إيفون أن وضعها يبدو لبعض الناس, ليس باعتبارها صيداً تماماً... أو ربما كانت طبيعتها التى تميل للوحدة, تجعلهم مترددين بالنسبة للاسلوب الذين يتعاملون به معها, و كذلك النظرات العارضة القاتمة لتى ترمقها بها كل الشابات الصغيرات اللاتى يصلحن للزواج ممن يزخر بهن المكان, و يمكن تفسير معانيها, آهـ لو أنهن كن يعرفن!
أفاقت من أحلام يقظتها, و عادت إلى الكتابة على الآلة الكاتبة.....
فلتطلق عليه أى اسم تختاره هذا الفتى الشرطى الصغير؟
أنقضى يومان أخران.
منتديات ليلاس
فكرت إيفون فى أن عقلها و جسمها كانا يستجيبان خلال اليومين مثل زهرة التى تتفتح للشمس, و وجدت نفسها تبتسم لتخيلاتها , و لكن كان لابد لها من الاعتراف, بأنه إذا كان يوجد ما يسمى بحمى الجُزر, فلابد أن تكون قد أُصيبت بها. كان من المؤكد أنها تشعر بالاسترخاء, و بالحيوية رغم أنها تحس بالجمال من حولها, و تحس بالسكينة والكسل الجسدى فى بعض الأحيان, و لكن كما لو ان مسام جلدها تتشرب م البحر و الشجر, و السماء و حياة الطيورو الجمال الأخاذ للأسماك الاستوائية, و الشعب المرجانية فى القنال الضيق بين براميتون و كارليزل, و يعطى للإنسان الإحساس بأنه يزور أرض العجائب, و كان هناك بالتأكيد كتاب
ريك إيمرسون لكى تعود إليه, تعمل و ترفه عن نفسها, و يصل بها الأمر فى بعض الأحيان إلى حد أن تضحك بفتور, مثل تلميذات المدارس, من الطريقة التى يروى بها تحاربه. و قالت إيفون محدثة نفسها: "إننى على استعداد لأن أكل قبعتى إذا لم يصبح هذا الكتاب من أكثر الكتب رواجاً"
و مع حالة الاسترخاء التى كانت عليها, لم يخطر ببالها مجرد إلقاء نظرة على ما كان فى انتظارها لكى يُمزق كل شئ شر تمزيق.


منتديات ليلاســـــ

أحلى صحبهـــــ

&

أطيب ناســــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-06-14, 06:53 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

بعد ستة أيام من وصولها, كانوا يقدمون عشاءهم الأسبوعى من الأسماك البحرية. أكدوا لها أنها سوف تتناول أشهى ألوان الأسماك التى تعيش فى مياه تلك المنطقة: المحار, الجمبرى, السرطانات البحرية, حتى أسماك اللوت التى تعيش بين الشعب المرجانية, سوف تكون ضمن القائمة’ بالاضتفة إلى تشكيلة وافرة من السلطات....وليمة حقيقة.
إكراماً لهذه الوليمة الحقيقية, ارتدت إيفون ثوباً من الشيفون الأزرق الطباشيرى محكماً حول جسمها تاركاً الكتفين عاريتين و الذراعين. و شبكت فى شعرها بعض الأزهار الحمراء و الوردية. وكان جلدها الآن يشبه العاج الدافئ.
أحتفل ريك أيضاً بهذه المناسبة و ارتدى سترة بلون القشدة فوق قميص بيج مفتوح الرقبة, و البنطلون بيج. و عندما ألتقيا أمام الأبواب المتجاورة تفحصته إيفون بعين ناقدة ثم قالت باستحسان :
ـ أنت تبدو لطيفاً جداً
أجابها و هو يضحك ضحكة قصيرة ماكرة:
ـ شكراً لك يا مدام, و أنت أيضاً تبدين رائعة فوق الوصف.
التوت شفتاها و قالت:
ـ اعتقد أن هذه هى المرة الأولى التى تعجز فيها عن التعبير بأفضل الكلمات . ثم ابتسمت و قال على الفور رداً على هذا التعليق:
ـ لم أفقد فى الواقع القدرة على التعبير, كل ما فى الأمر أننى لا أريد أن أكدرك لو....لو أننى تعرضت للمسائل الشخصية.....
ـ ريك, اعتقد أنه ينبغى لك أن تسرع إلى الوليمة لا نريد أن نكون آخر من وصل, أليس كذلك؟
رماها بنظرة ساخطة, ثم قال :
ـ حسناً, أستطيع أن اتقبل ملاحظة . تقديمى يا باترسون و لكننى لو كنت مكانك , لكنت على حذر الليلة من الذئاب, أعنى من ذلك النوع الذى يطلق صفيراً عند رؤيتك.
كانت تلك حالتها من الهدوء و ابتسمت إيفون ابتسامة صغيرة تكاد تكون حالمة. و قالت ببراءة:
ـ أصدق أنك جاد بالنسبة لهذه النصيحة, و لكن لو أن ذلك حدث فسوف أتجاهله خارجياً, و اشعر داخلياً بالاطراء , ماذا تقول فى ذلك؟
كان يقفان على قمة درجات السلم, يواجه كل منهما الآخر . و تفحص ريك وجهها المرفوع بشموخ كما تفحص عينيها السوداوين المتوهجتين و شفتيها المصبوغتين بلون ينسجم مع لون الزهرتين المشبوكتين فى شعرها الأسود بلون الليل, و قال بصوت لا يكاد يكون مسموعاً
ـ ذلك أفضل.
رفعت حاجبيها و سألت:
ـ ما هو؟
ـ لا شئ. و أمسك يدها و قال :
ـ لقد فقدت عصاى, هل تسمحين بمعاونة عاجز فى مرحلة النقاهة على النزول؟
ـ فقدتها مرة أخرى !
ـ سوف أعثر عليها على أى حال, فى الواقع لا أعتقد أننى أصبحت فى حاجة إليها.
ـ إذن فأنت لا تحتاج إلى يدى...كما أن هناك حاجز للسلم.
و اشارت نحو الحاجز.
رفع يدها إلى شفتيه و طبع عليها قبلة قصيرة ثم تركها قائلاً بحزن:
ـ هذا هو الجوهر بالنسبة لىّ يا باترسون, تقدمينى.....إننى أموت جوعاً!
كان عشاء السمك جديراً بما لقى من حفاوة.
قالت إيفون:
ـ ...أشك فى أننى سوف أتمكن من الحركة بعد كل ذلك. لقد كان رائعاً.
أخبرها نيك :
ـ أنهم لا يكتفون بتقديم الطعام فى عشاء السمك. هناك حفل راقص أيضاً .....يبدأ ببطء ثم تزداد حرارته مع مرور الوقت, أنت ذاهبة إلى الحفل, أليس كذلك؟
رمشت و قالت:
ـ أنا...؟
منتديات ليلاس
قال بتصميم:
ـ نعم , سوف تذهبين, لن أتركك تعودين إلى غرفتك للكتابة على الآلة الكاتبة هذه الليلة.
ـ حسناً....ربما كان ينبغى لىّ أن أذهب....إنه لا يجرى بالسرعة التى كنت أتخيلها و لكن....جلست وهى تتنهد و قالت :
ـ لا, لن أذهب.
كان ريك قد فتح فمه , إلا أنه عاد و أغلقه ثم قال :
ـ لقد فكرت فى أنه لابد لىّ من الدخول فى معركة معك.
ـ لا يبدو أننى قادرة على الدخول فى معركة هذه الأيام, أليس كذلك؟
قالت إيفون ذلك و هى تحملق فى الفضاء , حتى سألها ريك عما تفكر فيه؟
قالت معترفة:
ـ أ.....لست أدرى, ربما أدرس هذه الأنا الجديدة لىّ و لسبب ما سرت فى جسها رجفة, عندما بدأ يتحرك فى ذهنها أول تحذير مسبق, و لكنه فى الواقع لم يكن قابلاً لحل رموزه فى هذه المرحلة, بل مجرد احساس غريب بالشعور بعدم الارتياح .
ـ إيفون.....قال ريك ذلك ثم توقف أمام ابتسامتها المشرقة .
ـ نعم.
تردد برهة ثم هز كتفيه وقال:
ـ دعينا نذهب إلى هذا الحفل الراقص قبل أن تغيرى رأيك.


منتديات ليلاســـ
أحلى صحبهــــ
&
أطيب ناســـــــ



 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-06-14, 06:56 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

ـ كان باستطاعتي أن أوصل الرقص طوال الليل .
كانت الموسيقى تتسرب إلى ذهنها و هى ترقص شطراً من الليل مع ريك إلى أن بدأ يشعر بالألم فى رسغه, ثم بدأت ترقص مع أى إنسان يطلب الرقص معها, لأنه كان مسموحاً فى هذه الليالى السعيدة لكل انسان أن يرقص مع من يشاء, و لم يبد أن أحداً كان يغار فى هذه الليلة. فضلاً عن أن العاملين فى الفندق كانوا على درجة كبيرة من اللباقة. عندما أعلنوا عن مباراة فى الرقص بين الضيوف متيحين بذلك الفرصة لكل راقص أن يبدل زميلته.
كانت ليلة تسربت فيها الموسيقى إلى روحها, واظهرت مهارتها الاجتماعية الوحيدة . وادركت و هى تفكر فى ذلك أن تلك المهارة ظهرت بطريقة طبيعية. و مكنتها من التفوق على أى شابة أخرى.
و استمعت إلى الكثير من الإطراء : أنت خيالية! ...هل تحترفين الرقص لكسب العيش؟ أين كنت تخفين موهبتك....لا تخبرينى أنك كنت مشغولة بكتاب ريك.......
كانت تعليقات و الإطراء ينهالان عليها بكثافة و سرعة, و اكتشفت أنها منهوكة القوى عندما توقفت الفرقة عن العزف. و بدأ الراقصون و الراقصات ينصرفون إلى حجراتهم فى سعادة و عندئذٍ أحست إيفون أنها تهوى من السماء إلى أرض الواقع.
كان ريك لا يزال موجوداً فى الفندق و لكن بينما كانت إيفون تراقبه, رأته يضع ذراعه حول خصر فتاة حسناء, و كان يتحدث معها, و يطبع قبلة على جبينها و رأتهما يضحكان بجذل و يعودان لاستئناف حديثهما.
أغلقت إيفون عينيها و ترنحت و هى واقفة, عندما بدأت فكرة مخيفة بعد فكرة تدق أبواب عقلها. و اصبحت على وعى بأنها لم تشعر طوال حياتها بمثل الوحدة التى تشعر بها الآن, إنها وحيدة و.....غيورة. وحيجة و لكنها على درجة عالية من الحيوية , بطريقة ما خيل إليها أنها لن تتحدث إليه أبداً بعد ذلك, حية متطلعة إلى الرغبة, محتاجة إلى أن تتلقى الحب. منتديات ليلاس
استدارت على عقبيها بانفعال و جرت مسرعة تاركة ردهة الاستقبال غير عابئة بحيوانات اللاما و الكنغر. وظلت تجرى طوال الطريق ثم أخذت ترتقى درجات السلم إلى غرفتها, حيث أغلقت الباب من خلفها و استندت إليه بظهرها متلاحقة الانفاس و هى شاردة اللب, و تقول لنفسها مرة بعد مرة :
ـ كلا, أوهـ , كلا...........



نهاية الــفـــصـــل
منتديات ليلاســـ
أحلى صحبهـــــــ
&
أطيب ناســــــــــ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة واحدة اخرى, ليندسي ارمسترونغ, المركز الدولي, lindsay armstrong, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, one more night, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية