لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-14, 05:23 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


جلست إيفون على جانب السرير على حين انتقلت محتويات عربة التروللى إلى مائدة عليها مناشف سفرة و عصير البرتقال و احست أنها مغلوبة على أمرها بعض الشئ و أنها ليست منسجمة مع الجو المحيط بها أو الصحبة التى معها .
ـ أشربى هذا
قال ريك ناصحاً و هو يقدم لها كوبا من عصير البرتقال بعد انصراف المضيف :
ـ أنا اعرفك كيف تشعرين.
ـ هل تعرف؟
تناولت الكوب منه و تماست أصابعهما مسا خفيفاً
ـ فترة قصيرة بعد نوم فترة تزيد عن الاثنتى عشر ساعة تكاد تكون الحالة اسوأ منها قبل الذهاب إلى الفراش. بهذه المناسبة, طلبت لك عجة بيض. إذ لابد أنك ميتة من الجوع.
نظرت إليه إيفون من فوق كوبها. كانت الكدمة حول عينه قد أسودت أكثر قليلاً, إلا أن الخدش شُفى. و كان يلبس بنطلون جينز رمادياً و قميصاً قطنياً أخضر بياقة مفتوحة عند الحلق . و كان شعره مبتلاً و مرتباً بشكل غير عادى.......و مرة أخرى فوجئت بأنه يبدو أصغر سناً منها, أصغر و خالياً من الهموم و أبعد ما يكون عن منظر عالم الجغرافيا الذى تتخيله زهرة منسية, فكرت فى أن تلك مشكلته, ورشفت جرعة من عصير البرتقال و تحدثت مع نفسها: أنت تفكرين فى أنه مجرد شاب آخر أنيق يجتذب البنات إليه, مثلما يجتذب إناء العسل النحل, و يستمتع بذلك تماماً. و أنت تندفعين إلى....الجانب الآخر منه, ما الذى أشعر به....مغلوبة على أمرى تماماً؟
قال ريك مثلما فعل من قبل:
ـ تعالى. عجة البيض فى انتظارك يا سيدتى.
كانت عجة البيض محشوة بطبقة خفيفة من عش الغراب, و كانت لذيذة, ثم صب لها القهوة. و قد كانت رائحتها قوية, و مالت إيفون برأسها إلى الخلف لتستنشق الرائحة باستمتاع.
سألها و هو يضحك ضحكة خافتة:
ـ هل أعتمد على أنك قد تعيشين الآن؟
ـ نعم, و لكننى أشعر بأننى مشوشة.
رفعت إيفون ذراعيها و تخللت شعرها بيديها.
ـ أنا واثق بأن أحداً لا يستطيع أن يصلح ذلك بطريقة محكمة غيرك أنت, على الرغم من أن فكرتك عن التشويش تختلف عن فكرتى .
جلست إيفون و رشفت رشفة من القهوة و قالت :
ـ ريك, أنا......
قاطعها بقوله :
ـ لماذا لا نعطى نفسينا فرصة راحة اليوم؟
وضعت إيفون فنجان القهوة و أخذت تعبث بمقبضه و هى تحدق إليه, ثم رفعت عينيها السوداوين:
ـ راحة من أى شئ؟
فكر ريك قبل أن يتكلم, ثم قال و هو يرمقها بنظرة حادة غريبة :
ـ الجرح, الدراما ذلك النوع من الأشياء, الكثير من التفكير و التعليل. لماذا لا نكتفى بأن نترك حواسنا تتعهد بذلك؟
ازداد التفاف أصابعها ضغطاً على مقبض الفنجان الدقيق و قالت :
ـ إذا كنت تقصد......
ـ أقصد, عندما تصبحين مستعدة و تستطيع الاستمتاع بكل الوقت الموجود فى العالم....لماذا لا نذهب إلى منتديات ليلاس سيركولا كواى و نركب العبارة إلى حديقة الحيوان؟ كل شئ جميل فى الميناء, وحديقة الحيوان تفتن لبى, نستطيع أن نتمشئ ببطء. و نتناول بعض الطعام هناك, و نتجاوب مع الطبيعة, و نتحدث.....حول كل شئ ما عدا أنفسنا إذا فضلت ذلك.
فردت إيفون اصابعها و قالت بوداعه:
ـ حديقة الحيوان.
ظهر بريق فى عينيه الخضراوان و قال:
ـ هل تحبين أنت أيضاً حديقة الحيوان؟
ـ أنا....تعودنا الذهاب إلى حديقة الحيوان بعيد الميلاد و فى بعض الأحيان بالسنة كلها, و أعتدنا أن ننغمس كلنا فى حمى من الإثارة و بعد ذلك عندما تُنهك قوانا تماماً و نتشاجر تقول ماما:
ـ حسناً ! سوف تكون هذه آخر مرة أخذكم فيها إلى حديقة الحيوان!
و لكننا كنا نكرر الزيارة كل عام بطريقة ما .
شردت إيفون ببصرها عبر الغرفة و هى تغوص فى الماضى و تستعيد منظر ىخر مرة ذهبت فيها إلى الحديقة كانت فى الخامسة عشر من عمرها و كانت أكبر أخوتها, و كانت تحمل ساندرا طفلة العائلة التى لم تتجاوز السادسة من عمرها. كانت تحملها فوق إحدى فخذيها. على حين تحمل سام و هو فى الثامنة من عمره فوق الفخذ الآخر و هى تقبض عليه بإحكام لميله الدائم إلى التجول بعيداً و فقد العائلة إياه. و رفت على شفتيها ابتسامة .
قال ريك بهدوء :
ـ أخبرينى.
هزت كتفيها هزة خفيفة و قالت :
ـ لقد كنا مجموعة م الأخوة الأشقياء. ماما المسكينة !
ـ كم كان عددكم؟
ـ ستة. كنت أفكر منذ قليل فى المرة الأخيرة, فى اليوم التالى لعيد الميلاد وقت كنت فى الخامسة عشر من عمرى لم أذهب إلى الحديقة بعد ذلك قط.
ـ لِــمَ لا؟
منتديات ليلاس

قالت بعد تفكير :
ـ كانت تلك السنة التى فقدت فيها براءتى, أوهـ.
اتسعت عيناها و هى تستطرد:
ـ ليس الأمر كذلك, فقد حدث بعد عدة سنوات, و لكننى خلال تلك السنة توقفت فجأة عن.... كونى طفلة على ما اعتقد, بدأت أشعر بحالة التعاسة التى كنا عليها, وهو كان شيئاً غريباً, لأننى حتى ذلك الحين, كنت أقاتل بالباع و الذراع لو أن أى إنسان قال كلمة ضدنا . و لكن فى تلك السنة بدأت أتوق إلى الخلاص من تلك الحياة, أن ابتعد عن الفقر و.....كل شئ أخر يربطنا إلى الابد بتلك الحياة البائسة. لا أظن أنك تعرف شيئاً عن طعم الحياة عندما يكون الانسان فقيراً؟

ختمت بذلك حديثها, و لم يجب ريك على الفور و سيطر التصور الغريب على ذهن إيفون كان باستطاعتها أن ترى ذهنه يتشرب هذه الحقيقة بالنسبة لها, و يضعها فى الاطار المناسب.
وحدثت نفسها: آهـ, هذا واحد من الاسباب التى جعلتها على الصورة التى تبدو عليها الآن, ثم مرة أخرى, أنا.......
قال ريك فى النهاية:
ـ لا, ولقد تحقق لك النجاح, و من الواضح أنك حققت تلك الاحلام التى كانت ترواد خيال
بنت الخامسة عشر عاماً.
ـ أوهـ, نعم. نعم!
ـ إذا كان ذهابنا إلى حديقة الحيوان سيثير تلك الذكريات الأليمة نستطيع أن...........
قاطعته أيفون و هى تنظر إليه باسمة:
ـ أعتقد أن شيئاً لا يروقنى اليوم أكثر من الذهاب إلى حديقة الحيوان, لدديك فى بعض الأوقات أفكار طيبة جداً, و لكن غداً........
توقفت عن الاسترسال فى الحديث عندما استقر شئ فى ذهنها مثل ورقة تسقط, تنهيده صامتة. و عرفت أن أنها قد سلمت بدون قتال فى هذه المعركة التى كان يبنغى لها أن تشنها, و أنها قد أرجأت إلى الغد ما كان ينبغى أن تقوم به اليوم, سألت نفسها : لماذا حديقة الحيوان؟ كيف يفعل ذلك؟ من أين له أن يعرف أننى كنت سأقاوم أى شئ ما عدا حديقة الحيوان؟ هل أفكر فى أننى سأعثر على تلك البراءة مرة أخرى بذهابى إلى حديقة الحيوان؟
سأل ريك و هو يرفع حاجبيه بدهشة:
ـ غداً؟
ردت عليه بقولها:
ـ أعتقد أنه من الأفضل أن انتظر, قبل أن أطلق حكماً على الغد
علق على ذلك بقوله:
ـ منتهى الحكمة, أنها فى الواقع نفس فلسفتى.
رمشت و هى تفكر فى شئ كانت تريد أن تقوله, و لكنها احجمت عن ذلك, و قالت :
ـ سوف استعد للخروج إذن, ثم وقفت .
ـ اتركك لكى تستعدى.
ارتدت بنطلون فضفاضاً باللون الأحمر الوردى, به خطوط بيضاء و حذاء منخفض من القماش بنفس اللون, و بلوزة بيضاء واسعة و تركت شعرها مسترسلاً, ممشطاً خلف أذنيها. و حملت حقيبة الكتف الخفيفة و حملت فيها أقل قدر ممكن من المستلزمات, فرشاة نظارة شمس بعض النقود و قبعة من الكتان. ولم تستطيع مغالبة الإحساس بأنها تبدو أصغر سناً, و أنها أقرب إلى شكل السياح و من المحتمل أن تكون متشوقة إلى حياة غير تلك التى تهمها.


منتديات ليلاســـ

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 05:25 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي


بدا على ريك أنه معجب بهيئتها لأنه أطل النظر إليها فى المصعد و هو يتفحصها بنظراته, حتى تضرج وجهها بحمرة الخجل. و قال ببطء:
ـ يروقنى ذلك.
لم يكن يحمل شئ سوى الكاميرا.
قالت إيفون بدهشة :
ـ لقد تغيرت!
ـ هذه هى المرة السادسة التى تقولين فيها ذلك.
ـ و لكن عربات الأطفال....إنها أصغر.
ـ ربما كنت أنت التى كبرت الآن, لأنها لست أصغر.
قالت إيفون بحزن زهرة منسية :
ـ اعرف ذلك, أوهـ.....أنظر ما هذا الذى يبدو هناك؟
اصر ريك بعد ساعتين على التوقف لتناول الغداء و قال بمرارة :
ـ لا عجب أنكم كنتم ترهقون أنفسكم تماماً....لم نترك قفصاً واحداً أو حظيرة حيواناً أو أى نوع إلا و توقفنا لمشاهدته. و نحن ما زالنا فى منتصف الطريق إلا أننى منهك القوى.
ـ سوف اشترى لك بعض الغداء إذن...لا, أرجوك أنت سمح لىّ بذلك, كنا نتمنى و نحن صغار لو أنه ان باستطاعتنا شراء الغداء و لكننا كنا نأتى معنا على الدوام بطعام للرحلة لكى نوفر النقود....أليس من الصعب إرضاء الصغار؟
ـ حسناً, يوجد هناك مطعم صغير, ولكن......
ـ لا, لا, أنت لا تزور حديقة الحيوان لكى تذهب إلى مطعم صغير.
قالت له إيفون ذلك باحتقار ثم استطردت :
ـ الشيبسى و صلصة الطماطم و قطع الدجاج الرخوة....حسناً, ربما كنت على حق . ضحكت ضحكة قصيرة ثم قالت:
ـ يستوى الأمر عندى.
كان ذلك أمام حظيرة الفيل, و المعبد الهندى بطلائه الزاهى, عندما استند ريك إلى الحاجز, على حين كانت إيفون تراقب الفيلة بافتنان و قال ريك:
ـ أنت تستمتعين بهذه الرحلة و أنت تستعيدين حبل الذكريات شئ طيب أن يرى الإنسان ذلك.
أدارت رأسها فى الاتجاه الآخر, و رفعت وجهها لتنظر إلى الشمس و أغلقت عينيها و هى تقول:
ـ لقد كنت أشبه بالطفل الذى أطلقوا سراحه فى دكان الحلوى, إننى لا أدرى لماذا لم يتغير الاحساس بالبهجة, لقد فكرت فى أن ذلك قد يحدث....استعادة ذكريات الماضى التى حاول الانسان نسيانها فترة طويلة.
ـ ربما لم تعد لتلك الذكريات القوة التى تجعلك تحسين بالألم.
ـ ربما.....و فكرت فى دهشة فى ذلك.
بعد فترة قصيرة وصلا إلى حظيرة الزرافى و كان بينهما زرافة حديثة الولادة و ليس ذلك فحسب.......
صاحت إيفون قائلة بابتهاج:
ـ أنظر أسمها ريكى هكذا اصبح لكل واحد منى سمى!
و أصرت أن يلتقط ريك صوراً لها من مختلف الزوايا.
لكنهما وصلا فى النهاية إلى خاتمة الرحلة, و ركبا العبارة مرة أخرى. و بينما كانت إيفون ترسل بصرها تجاه مسز ماكارى تشير و خليج وولو مولو بسفن الاسطل الرمادية التى تصطف فيه, و اشارت إليه و هى تقول له, أن هذا هو المكان الذى نشأت فيه.....
لقد علد الماضى ليؤرقها من جديد, و التزمت إيفون الصمت.
سارا نحو الفندق و اقترح عليها ريك تناول أى شئ تريده فى ردهة الاستقبال.
ـ لا بأس و لكننى أحس بأننى أشبه بالحطام.
أممسك يدها بطريقة مثيرة للدهشة و هو يقول:
ـ أنت تبدين رائعة, أنت تبدين مدهشة حتى ولو داخل جوال لست فى حاجة إلى تغيير ملابسك و ارتداء حلة تجعلك اشبه بمن يلبس حلة من الدروع.
عضت إيفون على شفتيها و تبعته على مضض. و على الرغم من ذلك قررت فيما بعد أن الشاى كان رائعاً, و كان يساوى ثقله ذهباً, و أنه قد مكنها حتى من الرد على سؤاله برزانة:
ـ إذا كنت تعيشين هذه الذكريات مرة أخرى, فدعينى اشارك فيها. لماذا كنتم فقراء؟
ـ ربما بسبب الأحلام المحطمة. جاء أبواى من الريف. تزوجا فى سن صغيرة و جاءا إلى سيدنى ليجمعا ثروة إلا أنهما لم يكونا من الطراز الذى يمكنه التعايش فى المدينة....و أبى بصفة خاصة. لقد اصبح سكيراً يضرب زوجته ربما كانت تلك عادته من قبل, لا أدرى, و كانت أمى واحدة من هؤلاء السيدات الساذجات, اللاتى يتقبلن كل شئ, لقد انجبت ستة أطفال على التوالى و عندما بلغ أصغر أطفالها عامه الثانى خرج الزوج و لم يعد, ترك البيت و لم نسمع عنه أى خبر بعد ذلك. و من المثير للضحك حقاً, أنها عندما تحولت إلى قلعة من القوة, يعلم الله كيف تمكنت من مواصلة الحياة, و لكنها فعلت ذلك, و بقينا كلنا معاً لم نمت من الجوع قط, و ذهبنا كلنا إلى المدرسة بانتظام. و على الرغم من براعتها المذهلة فقد ظلت روحاً طيبة و هى تنظر إلى مصاعب الحياة و قسوتها.
ـ و أنت ألم تكونى كذلك؟
ابتسمت إيفون و قالت :
ـ نعم, لقد اصبحت سريعة الغضب....مندفعة متوترة الاعصاب و من المحتمل أن قلبها تحطم و هى ترانى على هذه الحالة, و لكننى كنت أعرف أننى لن أقع فى الفخ الذى وقعت فيه أمى على الرغم من أننى كنت عندما فى حوالى السابعة عشرة و النصف من عمرى, دفعتنى الهرمونات أو ما شئت أن تسميه, إلى التفكير فى تلك الأمور.
قال ريك:
ـ أعرف هذه المشاعر .
ـ هل تعرف؟
ابتسم ابتسامة شاحبة و قال :
ـ لم يكن هناك وفاق كامل بين والدىّ. على الرغم من أنهما بقيا معاً, و كافحا من أجل ذلك بحكم, و على الرغم من ذلك فقد كانت حياتهما جحيماً لا يطاق و أعتقد أننى كنت فى الثامنة عشرة من عمرى عندما وقعت فى الحب منتديات ليلاس لأول مرة. كان الموضوع جاداً للغاية مما أدهشنى بعض الشئ, لأننى كنت أفكر فى أننى ساخر جداً من الحب و الزواج, و ربما كان الإنسان يدخل فى مرحلة أسمى عندما يفترض أنه يستطيع أن يفعل الشئ الصحيح .
رمشت إيفون ثم قطبت وجهها و قالت:
ـ اعتقد أنك ربما كنت على حق, و ما الذى حدث؟
ـ ألقت بىّ بين يدى لاعب تنس فرنسى, رجل دنئ حقاً, و لم يكن جاداً بأى حال من الأحوال . ضحك ضحكة قصيرة و سألها:
ـ و ماذا بشأنك أنت؟
ـ لقد تر كنى زهرة منسية بهدوء, و لكننى أستطيع أن أخمن .....لقد كنت أنظر إلى الموضوع نظرة جادة جداً. و لحسن الحظ, كانت فعلته تلك.....أن هجرنى بلا مبالاة....بمثابة أجراس إنذار. هزت كتفيها و استطردت :
ـ كانت الصعوبة الحقيقية هى كيف اجتاز تلك الأزمة و أنا باقية فى المنزل. و مع حبى الشديد لامى و إعجابى بها . إلا أننى وضعت قدمى على الطريق.
ـ هل سمحت لهرموناتك أن تطلق لنفسها العنان مرة أخرى؟
ثبتت إيفون نظراتها عليه ثم قالت بهدوء:
ـ كان ذلك الشئ هو نفسه ما كنت فى حاجة إليه. هل تعرف أننى لو جلست مع مخطوطك مدة ساعتين لخرجت ببعض الاقتراحات.
ـ أظن أننا اتفقنا على أن يكون هذا اليوم مقدساً؟
ـ ريك لا تحاول أن تدفع حظك إلى الأمام!
ـ ريــــــــــــــــــــك ! سمع صوت غريب فوقهما يقول:
ـ يا إلهى, أنه أنت ! كيف كانت بابوا؟ منذ متى عدت إلى المدينة....و بالتأكيد! هل ينبغى لىّ أن اركع على إحدى ركبتى يا سير ريتشارد؟
قال ريك ضاحكاً:
ـ و هل تجرؤ؟
ثم نهض ليصافح رجلاً طويلاً له لحية ثم التفت نحو إيفون قائلاً:
ـ هذا باسيل براش, لا, ليس ذلك فى الواقع, باسيل ماكنزى زميل لىّ. إيفون, أيفون باترسون يا باز.
ـ كيف حالك يا مس باترسون ؟ هذه أغرب مصادفة فى الواقع يا ريك. سوف يلتقى العديد منا الليلة فى المدينة لتناول العشاء, لماذا لا تنضم إلينا أنت و إيفون؟ سوف يكون ذلك من دواعى سعادتنا.... منذ متى كانت عودتك إلى المدينة أيها الأبن الكهل؟ و لماذا أهملت زملاءكـ فى منتديات ليلاس الجامعة.... و لكن لا تلق بالا لذلك, نستطيع أن نصحح ذلك الليلة’ هل أنت باقٍ هنا؟
ـ نعم, و لكننى أخشى أن أخبرك أننا لا نستطيع يا باز. لقد تلقينا أنا و إيفوندعوة خاصة الليلة, أمر مؤسف.
قال ريك ذلك بلهجة بطيئة.
ـ أوهـ.....أم.........فهمتك.
قال باسيل ماكينزى ذلك و هو يغمز بعينه و ينبهه بوكزة من الكوع.
ما دامت شهرتك الجديدة لم..........
قاطعه ريك:
منتديات ليلاس
ـ أين ستتناولون العشاء؟ ربما مررنا عليكم فى وقت لاحق.
ـ فى زوليس........نعم, أفعل ذلك أيها الأبن الكهل, أنا سعيد للقائك يا إيفون! و لا تدعيه ينسى, هل تفعلين؟
وجدت إيفون نفسها تحاول إخفاء ابتسامة لعدة اسباب, أحدها التعبير الذى بدا على وجه ريك اثناء انسحاب باسيل و علقت على ذلك بقولها عندما ابتعد زميله بمسافة لا تسمح له بسماع كلماتها:
ـ ليس واحداً من زملائك المفضلين عندكـ.
جلس ريك و هو يبتسم بتردد.
ـ من طراز زملاء الدراسة الابديين! نحن تعرف على الأقل أين نتناول العشاء الليلة, أو أن نبتعد عنه بمسافة نصف ميل, أم أن لديك اختيار أفضل؟
ـ أنا.......لا يا ريك.........
ـ إيفون, سايرينى فى هذا....
قال ذلك و قد ظهر فى عينيه بريق خطير .ـ كل الذى أطلبه منك أن تذهبى لتناول العشاء معى, و ليس الذهاب معى إلى الفراش.
قالت ترد على الاهانة:
ـ على الرغم من ذلك فغالباً ما يكون الواحد مقدمة للأخر.
قال بغضب:
ـ أقسم لك أننى لن أكون مكشوف لهذه الدرجة, أو ساذجاً, ألم تستمتعى بقضاء هذا اليوم؟
ـ نعم,.... بالتأكيد .......شكراً لك.
قالت إيفون بكلمات غير مترابطة بعض الشئ, ثم اضافت بعد تفكير:
ـ و على الرغم من ذلك فلو أننى نجحت فى دفعك للاستياء, فلا أظن أنها فكرة جيدة أن.....
قاطعها قائلاً:
ـ لست السبب الوحيد لإثارة استيائى.
رفعت حاجبيها متسائلة:
ـ أوهـ؟
قال ريك :
ـ على الرغم من افتراضك الهادئ أنك نجحت فى إثارة استيائى حتى بدون محاولة ذلك, كما أننى كنت تلميذ غير عاقل, فإن ذلك يثير استيائى بدرجة أكبر !
قالت إيفون بهدوء :
ـ يبدو أننا نجرى فيما بيننا حواراً مستحيلاً.
ثم جمعت حقيبتها و نظارة الشمس .
قال ريك بخشونة:
ـ و هذا ما نحاول أن نهرب منه ولا شك.
رمقته بنظرة سريعة و هى تحبس أنفاسها داخلياً, لأنه على الرغم من أنه يبدو غاضباً, إلا أنه كان يبدو فى نفس الوقت مملوءاً بحيوية مكثفة. و حتى إن كان بعض ذلك غضباً إلا أنها وجدت من تلك الحيوية تنتقل إليها بطريقة غامضة, و تبدأ فى النفاذ إلى عروقها. و حدثت نفسها قائلة : أننى أحب الدخول معك فى شغب كبير يا ريك إيمرسون, شغب تام نظيف أود أن أقول لك إنك كنت صبيانياً و أننى استمتع بالشعور بالجنون الحق معك....و لكن لا. لقد جعلتنى ألعب تلك اللعبة من قبل مع نتائج فظيعة, لا!
ثم قالت باعتدال:
ـ لا بأس. سوف اتناول العشاء معك, إذا أخبرتنى بسبب آخر يثير استياءك.
تعدى التعبير الذى ظهر على وجه ريك الوصف, ثم بسرعة البرق تحول من حالة الغضب إلى الضحك, و لم تستطيع إيفون أمام ذلك أن تمنع نفسها من الضحك معه بدورها, و عليهما معاً, و كان دافئاً و أنيساً.....
قال ريك فى النهاية:
ـ السبب الآخر, هو صديقى و زميل دراستى باسيل براش. سوف ينتشر خبر عودتى. هل رايتى؟
ـ و هل للامر كل هذه الأهمية؟
ـ نعم, له كل هذه الأهمية, كنت أرجو أن أظل مختفياً عن الأنظار فترة أطول قليلاً.
ـ هل تعرف عدداً كبيراً من الناس فى سيدنى؟
ـ إننى اعيش هنا منتديات ليلاس
ـ حسناً, ترددت إيفون برهة ثم قالت:
ـ نعم, لقد نسيت....أين؟
ـ ليس فى مكان ما.
ـ إذن....؟
ـ فى الوقت الحاضر, تخليت عن بيتى عندما سافرت إلى غينيا الجديدة, و سوف أبحث عن مكان أخر استاجره, هذا إذا قررت الباقاء.
قالت:
ـ إذن لم تكن سيدنى هى المكان الذى ينبغى أن تقصده إذا لما تكن ترغب فى مقابلة الناس اللين تعرفهن؟
ـ كانت تبدو فكرة جيدة فى حرارة اللحظة, و قد أكدت لنفسى أنها مدينة كبيرة....على أى حال, فليكن ما يكن, هل كنت دعوتى لك بالدرجة الكافية لكى تتناولى العشاء معى؟
قالت على الفور:
ـ نعم, و لكن عليك أن تختار فهذه مدينتك بعد كل شئ. هل مسموح لىّ بالتغيير؟
جلس ريك و ابتسم ابتسامة التوت معها شفتاه, و قال:
ـ هل تعرفين ما أحبه؟
ظهر بريق فى عينيه الخضراوان و هو يستطرد:
ـ اعتقد أننى أحب أن أتعامل الليلة مع باترسون ذلك الإنتاج الكامل, لهذا أذهبى لتلبسى ملابسك السعيدة ثم نذهب بعد ذلك إلى المدينة.
قالت إيفون بلمسة غير مصطنعة من الكبرياء:
ـ أعتقد أنك لم تكن راضياً عن.....عن الدوافع التى كانت تجعلنى أرغب فى ارتداء الملابس الكاملة؟
ـ قد يروقنى ذلك, و لكننى أيضاً أحب أن أرى لمسة من لمسات الفن.
تفرست إيفون فى وجهه و داخلها مرة أخرى ذلك الاحساس بالورقة التى تسقط مثل تنهيدة صامتة. و فكرت زهرة منسية فى إنه إنسان مستحيل, و أنه على درجة كبيرة من الخطورة و همست لنفسها : كلما قضيت معه فترة أطول , ازدات صعوبة تعامله معى. الليلة, لابد أن يكون ذلك الليلة.
قالت له بلهجةاقرب إلى الرقة:
ـ أنت الذى طلبت ذلك. و لكننى أحتاج إلى بعض الوقت, لا يمكن التعجيل فى مثل هذه الأمور.
ألقى ريك نظرة على ساعته و قال:
ـ ساعتان؟ الساعة الآن السادسة, صدقى أو لا تصدقى .
وقفت و قالت:
ـ سوف يكون ذلك كافياً, أتوقع حضورك فى الثامنة, لا.... لا تأخذ مثل الوقت اللازم لىّ, فلن تحتاج إلى ساعتين, على أى حال يوجد شخص آخر يقترب.......
كانت تنظر من فوق رأسه:
ـ يا إلهى, إنه ريك!
ابتسمت عندما رأته يغلق عينيه ولاذت بالفرار.


منتديات ليلاس


 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 05:31 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 
دعوه لزيارة موضوعي

عندما أصبحت آمنة فى غرفتها أغلقت إيفون الباب, و استندت إليه بظهرها لحظة. ثم دفعت نفسها إلى الداخل و أخذت تتجول فى الغرفة.
على حين أخذ عقلها يدور فى دوائر غريبة.
ثم بدأت تعمل.
جاءها ريك فى تمام الساعة الثامنة....و فاجأها, كان يلبس سترة بلون القشدة و بنطلون أسود و قميص سهرة أبيض و رباط عنق أسود للسهرة. و كان شهرة الذهبى يلمع تحت الضوء و عيناه الخضراوان أكثر اخضراراً. فكرت إيفون فى ذلك عندما استقرت عيناه عليها, قال برقة:
ـ اللون الأسود يناسبك....كنت أفكر دائماً فى منتديات ليلاس أنه يناسب الشقراوات بدرجة أكبر, و لكننى أعرف الآن أننى كنت مخطئاً. إنه جلدك الجميل الأصفر الزعفرانى كم كنت حكيمة عندما لم تتركيه يسمر بفعل الشمس.
ـ لست شاحبة اللون كالعادة.
قالت ذلك بحماقة, بسبب أن حواسها الخادعة كانت تترنح أمام طول قامته, و تحت تأثير عبوسه الصارم .
قال لها:
ـ كل ما فى الأمر أن برامبتون أضفت عليه بريقاً.
ثم مد يده ليمسك يدها :
ـ هل أنت مستعدة؟
ـ نعم.
تطلعت إيفون إلى المرآة فى المصعد لترى نفسها , إلى ثوب السهرة الرائع الذى تلبسه من الستان الحريرى, ثوب سادة أنيق جعله نسيج القماش حسياً, و البروش و القرط الماسى وكانا هدية من خال ريك بعد نجاح كتالوج السنة الأولى, ثم أشاحت بوجهها عن الصورة التى يرسمانها معاً على المرآة . كان رأسها يكاد يكون فى مستوى كتفه. وخفضت رأسها لتنظر إلى جلدها تحت الجراب الأسود و إلى حذائها و حقيبة يدها التى تحملها بكلتا يديها و إلى أظافرها المطلية بنفس لون طلاء شفتيها و الفيونكة المصنوعة من القطيفة فى شعرها و اصدرت لنفسها أمراً بما يجب عليها ان تفعله فى هذه الليلة.
تناولا وجبة شهية من المحار الصغير المستخرج من صخور سيدنى ثم لحم الاستيك المشوى إلى درجة التفحم من الخارج مع سلطة طازجة و تناولاً شراباً خفيفاً مع الحلوى.
غادرا المطعم و سارا حتى تجاوزا عدة مبانى إلى أن وصلا إلى مقهى يعزف فيه البيانو حيث كان الضوء خافتاً و الموسيقى خفيفة, و طلب ريك قهوة , ثم قالت إيفون:
ـ سوف أكون منتعشة بعد فترة وجيزة.
ـ من أين لك أن تكونى بهذ الدرجة؟
ـ لأننا سوف نرقص.
همت بأن تقول شيئاً ما, إلا أن الفرقة الموسيقية بدأت تعزف, ورأت أبواباً مزدوجة تُفتح لتكشف عن حلبة رقص ارضيتها لامعة, فى حين كانت الأضواء تخفت و أدركت أن تلك الموسيقى سوف تعنى سقوطها .
و قالت بدلاً من ذلك:
ـ أنت فى بعض الأوقات تكون أكثر ذكاءاً بالنسبة لى. حديقة الحيوان أولاً, ثم هذا.
ابتسم ريك ابتسامة خفيفة و قال:
ـ كانت حديقة الحيوان طلقة فى الظلام.
خفضت أهدابها و أخذت تتفرس فى وجهه ثم اكتسحته بنظرة مملوءة بالبشاشة, سألها:
ـ هل هذه دعوة لكى أفعل أكثر ما عندى سوءا؟
ـ ربما.
وضع يده فوق يده الموضوعة على المائدة و قال :
ـ إذن فأنا موافق, هل نرقص؟
كانت إيفون فى منتهى الهدوء عندما غادرا المكان بموسيقاه الساحرة و سارا يداً بيد نحو الفندق و الموسيقى لا تزال تربط بينهما باحساس كل منهما بالآخر, و القرب الذى كانا يتشاركان فيه و الطريقة التى كان يراقب بها استسلامها التام لأنغام الموسيقى التى تجرى فى عروقها. لم تفكر فى ذلك فحسب. بل و فى استسلامها له......
سألها:
ـ هل أنت متعبة؟
ـ نعم.
أخذا مفاتيح غرفتيهما من مكتب الاستقبال إلا أن ريك لم يتركها عند باب غرفتها و كانت تعرف أنه لن يتركها. أخذ المفتاح من بين أصابعها و فتح الباب و قادها إلى الداخل و هو يمسك بيدها.
كان هناك قمر أبيض مضئ يُلقى بنوره الفضى فوق سيدنى, و يتسلل إلى داخل غرفتها لهذا لم يضئ ريك أنوار الغرفة و عندما أحست بالتوتر و عرفت أنها جرت بحماقة حتى آخر المشوار فى اللحظة الأخيرة و أنها تواجه الفشل الذى يبدو على صفحة وجهها, أخرج ريك من جيبه شيئين صغيرين :
ـ لقد جئت بهذين الشيئين لنا.
ـ ماذا.....ما هذان الشيئان؟
كان صوتها غير منتظم و تشوبه بحة ظاهرة
ـ هاتان تميمتان
وضع الأولى فى راحة يدها ثم وضع الثانية بجانبها.
احنت إيفون ؤأسها لكى تفحصها, ووجدت قلبها يخفق فجأة ببطء, و بإعزاز لا يكاد يكون محتملاً....كانتا تمثالين صغيرين من الخشب لحيوانين: لاما و الزرافة و كنا أسميهما منقوشان على القاعدتين إيفون & ريك.
سألته فى دهشة :
ـ أين.....كيف؟
ـ فى حديقة الحيوان, هل تذكرين عندما ذهبت إلى حمام السيدات؟ ذهبت فى تلك الأثناء إلى محل الهدايا. و قد.....نقشت الاسمين بنفسى.
قالت بصوت هامس و هو يضع يده على شعرها و يحل الفيونكة:
ـ أوهـ, ريك أنت عذب للغاية ولكن.
رفعت وجهها نحوه و استطردت :
ـ لست الإنسانة المناسبة لك, حاولت طول السهرة أن أقول لك ذلك, و الآن....و الآن....
توقفت عن الكلام مغلوبة على أمرها .
غادرت أصابعه شعرها و مضت تتحسس خدها و سألها بهدوء شديد:
ـ ما الذى يجعلك واثقة كل الثقة من ذلك؟
ـ لأننى أعرف نفسى معرفة جيدة. أنا....أنا....أكبر سناً
ـ أنا متردد فى معارضتك, و لكننى أخمن أنك أصغر منى بثلاث أو أربع سنوات.
ـ ثلاثة عند تقديرها بالأعوام و لكن بطرق أخرى أنا أكبر منك من ناحية القلب , أنا متحررة من الأوهان, متحجرة الفؤاد, متشائمة و.....أرجو أن تتركنى!
قال ريك, ربما بهدوء أكبر و هو يجذبها بين ذراعيه:
ـ لا أستطيع , كم من العمر كنت تحسين أنك أكبر منى الليلة و أنت ترقصين معى. عندما سمحت لنفسك بالانطلاق و الرقص معى لأنك كنت منجذبة إلىّ و ليس إلى الموسيقى و حسب.
حبست إيفون أنفاسها
ـ لقد فعلت ذلك. ألم تفعلى ذلك؟ كان الأمر مختلفاً الليلة. الطريقة التى رقصت بها و أنت تعرفين ذلك, لقد كان اجتماعنا معاً, وليس مجرد لقائك أنت و الموسيقى.
احست بحمرة الخجل تصعد إلى خديها, و قالت:
منتديات ليلاس
ـ أنا آسفة, لم يكن ينبغى لىّ....
و لكنها توقفت عن الكلام و هى تشهق شهقة خفيفة عندما التفت ذراعاه حولها بدون رحمة, و قال بصوت بارد خشن:
ـ تذهبين إلى مدى بعيد جداً فى بعض ا
لاحيان يا إيفون.
قالت و هى ترتجف :
ـ أوهـ يا ريك, لو أنه كان بأستطاعتى فقط أن أجعلك تفهم!
تخلى عن قبضته عليها بغتة. و سار مبتعداً عنها واضعاً يديه فى جيبه بعنف, و قال:
ـ اعتقد أننى أفهمك....على الأقل أفهم ما تحاولين خداع نفسك به.
مسحت شفتيها عندما التفت فجأة نحوها و قال:
ـ تحاولين أن تقولى إنك....أننى لست الشخص المناسب لك, هذه هى الحقيقة, ألست هذه هى الحقيقة يا إيفون؟
التوت شفتاه بسخرية و أطلق يده و هو ينقر على المصباح بفراغ صبر.
سألته:
ـ و هل يوجد فارق؟
قال و هو يضغط اسنانه:
ـ نعم, و لكى تضيفى إساءة فوق إساءة. فمما لا شك فيه إنك تُلقين باللوم على هورموناتك بالنسبة لما تحسين به و أنت بين ذراعى, الطريقة التى يتفاعل بها جسدك تحت يدى, و فمك تحت شفتىّ. لا تنظرى بهذه الطريقة....لا يوجد لذلك سوى تفسير واحد ....تستطيعين أن تخبرينى كذلك, من هو؟ و لماذا لا تستطيعين الحصول عليه؟
اغمضت إيفون عينيها و قالت :
ـ اعتقد أنك قلت إن هذا اليوم مقدس.
انفجر ريك قائلاً:
ـ مقدس بالنسبة لنا, و ليس بالنسبة لذكرى واحد من الرجال لا تسمحين لنفسك بنسيانه.
ـ لا يوجد ما تسميه بـ نحن.
قال ببطء :
ـ أوهـ, بل يوجد
و تحرك مقترباً منها مرة أخرى. تصلبت و قالت:
ـ ربك. لقد وعدت, لقد قلت....
ـ قلت إننى لن أكون شديد الوضوح أو ساذجاً حتى تفترضى أنك قد تنامين معى الليلة.
ـ لقد قلت أيضاً....لا دراما و لاجرح شعور أو شيئاً من هذا القبيل .
تفرست فى وجهه, و عيناها السوداوان يطل منهما العذاب و وجهها شاحب أكثر من المعتاد و شفتاها ترتعدان
ـ من الواضح أنك اخترت نسيان الشئ الآخر الذى قلته....على الرغم من أنك رقصت معى بكل حواسك.
قال ريك ذلك بحدة و فى عينيه الخضراوين بريق قاس.
غطت إيفون وجهها بيديها و أدركت أنها لا تزال تحمل التميمتين, و طفرت الدموع من عينيها و هى تنظر إليه ثم فاضت على خديها.
و قال ريك:
ـ إليس ما أقوله صحيحاً يا إيفون؟
ابتلعت لعابها:
ـ نعم.....
ـ أنت لا تكذبين بطريقة مقنعة يا عزيزتى, لابد أن ذلك الرجل كان وغداً بحق حتى يتركك بهذا الشكل ....بالمنظر الذى تبدين به.
و قبل أن تنتبه للفخ الذى توشك أن تقع فيه. كان رد الفعل عند إيفون غريزياً و بنفس الطريقة التى كان يمكن أن تحدث منذ عشر سنوات, و فى نفس الوقت الذى توقفت فيه عن جذب انفاسها, كان الوقت متأخراً للغاية إنها لن تستسلم لوقف الدفاع الذى لا يتاتى لاحد أن يخطئه فحسب, بل صبت على ريك إيمرسون لعناتها بلغة خشنة, كان يبدو أنه هو وحده القادر على أن يستخرجها منها بعد مضى كل تلك الأعوام.
توقفت زهرة منسية و هى تحبس أنفاسها داخل حلقها و شفتاها تتحركان, و شعرها المرسل ينزاح مثل ستارة سوداء على حين تضرج خداها بحمرة الخجل عندما ظهرت على شفتى ريك ابتسامته الباردة الملتوية, و ظهر البريق المحير فى عينيه الخضراوين الذى تذكره جيداً.
و عندما قال ببطء:
ـ هذا أفضل.....إننى أحب الطريقة التى تفعلينها.....عندما لا توجهين اللكمات حين يستبد بك الغضب!
كل ما استطاعت فعله أن تمنع نفسها من الصراخ تعبيراً عما تشعر به من اليأس, و ابتعدت عنه بسرعة لكى تتعثر و تجد نفسها واقعة فى قبضته
قالت و هى تلهث:
ـ اتركنى!
ـ سوف اتركك بعض لحظة....لا ترهقى نفسك. لقد سبق لنا أن مررنا بهذه التجربة من قبل, لو أنك كنت تتذكرين.
ـ أنت...... إلا أنها لم تستطيع التخلص من قبضته . و ألقت رأسها فى النهاية إلى الوراء و هى تنظر إليه بتمرد و احتقار, و قد أقفلت شفتيها بإحكام.
ضحك ضحكة خافتة و قال ساخراً:
ـ ربما لم أكن أحلم بمحاولة ذلك, و لكننى سأفعل ذلك فى أحد الأيام, لأنك سوف تطلبين منى أن أفعل ذلك. و لن تكونى قادرة على الامتناع, و لن تجدى كل ما تتذرعين به من حجج بالنسبة للطريقة التى أؤثر بها فيك يا إيفون, و لن ينفعك أى رماد من ذلك الحب الميت الذى تحملينه فى قلبك.
انفجرت فى وجهه قائلة:
ـ لو كنت مكانك لما عولت على ذلك!
ابتسم ريك ابتسامة خفيفة و قال:
ـ ذلك لأنك لا تعرفين إلى أى مدى يمكن أن أكون وغداً لحوحاً بالإضافة إلى بقية الصفات التى أطلقتها علىّ. لديك فى الواقع مفردات لغة متعددة الألوان!
تخلى فجأة عن قبضته عليها, ووجدت نفسها بطريقة غريزية تشبك ذراعيها, على حين تزحف يداها نحو كتفيها, و لدهشتها اكتشفت أنها لا تزال تحمل تمثالى اللاما و الزرافة فى إحدى يديها و بحركة غاضبة مدت يدها نحوه ليأخذهما.
تجاهلها ريك بغلظة:
ـ أنا آسف إذا كنت قد أذيتك... ام هل فعلت ذلك؟ ربما كانت تلك طبيعة الأشياء بيننا...منهى اليأس. بهذه المناسبة لا تجعلى نفسك تحسين بالتوتر و أنت تسهرين طوال الليل للعمل فى كتابى, هل ....ستفعلين؟ و إذا فكرت فى حزم امتعتك و الفرار مرة أخرى فلن أكون خلفك بمسافة بعيدة.
تفرست فى وجهه و لم تقل سوى كلمة واحدة يائسة:
ـ لماذا؟
تمتم قائلاً :
ـ اعتقد أننى حدثتك عن مشاعرى بالنسبة للأعمال التى لا تتم .
ووضع يده فوق يدها التى كانت لا تزال ممدودة, و أطبقها حول الحيوانين الخشبيين, و قال:
ـ احتفظى بهما, خذيهما معك على السرير.

نهاية الفصل الخامس

قراءة ممتعة يا أحلى صحبة & أطيب ناس

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 06:46 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2013
العضوية: 250923
المشاركات: 146
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوهرة الدانة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوهرة الدانة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 

واو الرواية رائعة ولكن الاروع هي كاتبة الرواية شكرا وننتظر التكملة

 
 

 

عرض البوم صور جوهرة الدانة   رد مع اقتباس
قديم 10-06-14, 10:09 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264515
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: هيستيا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هيستيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زهرة منسية المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 335 - ليلة واحدة أخرى - ليندسي ارمسترونغ - المركز الدولى

 

رواية حلوة أوى خرجتى من مود إمتحان النهاردة تسلم إيدك ‎:)‎

 
 

 

عرض البوم صور هيستيا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلة واحدة اخرى, ليندسي ارمسترونغ, المركز الدولي, lindsay armstrong, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, one more night, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية