لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-14, 11:55 PM   المشاركة رقم: 186
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل الرابع والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar مشاهدة المشاركة
   فصل رائع جدا انكشف سره مازا سيكون ردة فعل معن بزواج ابوه من مارسيا



مرورك الأروع

نشوف ان شاء الله بالجحيم القادم بإذن الله

أنرت | $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 16-12-14, 11:56 PM   المشاركة رقم: 187
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل الرابع والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبداع أنثى مشاهدة المشاركة
   الله يوفقك يارب وأنا معك لآخر الروايه

أختي بعد بكره اختبارها القدرات

موفقيييين يارب :)


و لك بالمثل بحياتك و دراستك الجامعية
ولأختك التوفيق ان شاء الله نسبة عالية يا رب

انرت ِ | $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 17-12-14, 12:00 AM   المشاركة رقم: 188
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل الرابع والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Delo-ib مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله
موفقة ي الغالية الله يسهل عليج و يرزقج اعلى الدرجات و ان شاءالله تشوفين ثمرة تعبج ي رب وينولج مرادج.
وبالنسبة للرواية لا والله معذورة واغلبنا اللي نقرا الرواية طلبة وحنا متفهمين ظروفج واكيد مستقبلج الأهم .
بعدين اعتقد كلنا نتفق على اننا نبيج تكتبين على رواق و هدوء و سكينة وماتكونين بضغط و محاتاة ويطلع البارت تحصيل حاصل
لا نبي البارتات تنكتب بمزااج عشان يطلع الابداع
ومرة ثانية موفقة ي رب ونشوفج باعلى المراتب ي رب

*
*
*

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته () .

و لك بالمثل يا جميلة
شاكرة لك ِ تفهمك ِ يا عزيزة
ان شاء الله الجحيم الجاي يكون بمزاج رايق مدرستي عطتنا اجازة يومين عشان صار فيها إلتماس كهربائي
و مدري ايش المهم اجاااازة :)
أنرت ِ | $



*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 17-12-14, 12:04 AM   المشاركة رقم: 189
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل الرابع والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راشد الوهيبي مشاهدة المشاركة
   الله يوفقك و ييسر امرك أختي
مع اني منضغط من الاختبارات الا انني اتردد دائما ع هذه الصفحه كي لا يفوتني جديدك







و شدي حيلك في الدراسه نترياك تبشرينا بالنسبه اللي"تبيض الوجه"



و ياك يا رب يا اخوي

هي بإذن الله تبيض الوجه اقدر اقول اني واثقة من هالشي لكن للأسف دايمًا مهما جبت عالي عيني تطول وابغى الأعلى :(

انرت | $

 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
قديم 19-12-14, 07:50 PM   المشاركة رقم: 190
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2013
العضوية: 254562
المشاركات: 501
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عاليالشجية عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 867

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجية المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حيزبون الجحيم / بقلمي الفصل الرابع والعشرون

 
دعوه لزيارة موضوعي

إذا غبت لا شيء.. لا شيء.. لا شيء

هذي الحياة

بكل شذاها و ألحانها

بكل صباها و ألوانها

و أقزامها.. و الكبار الطغاه

و ما دبجته أكف المنى

و ما سطرته دموع الضنى

كأن الحياة إذا غبتي عكس الحياة



لــ غازي القصيبي



الجحيـــم


( 26 )


** لا تلهيـكم الروايـــة عن الصـــلاة **







بزغ الخوف و الهلع بوجهه وهو يسدُ الباب بجسده : وش صايبك يا وليدي معن تريد ابوك انتظره هالحين ازهبه لك
امسكتُ بكلتا يداي كتفاه لأزيحه عن الباب
و لكنه حاول التمسك بقدر المستطاع , و زاد الشك بداخلي
سحبته من يده وهو يُمسك بالباب و يردد : استهدي بالله يا وليدي وش صايبك هالحين ازهبه
رفعتُ حاجبي و انا أشده بقوة عن الباب متجاهلاً فارق العُمر بيننا و متجاهلاً كل شيء و أي شيء ان صدق حدسي اقسم بأن حياتنا قُلبت رأسًا على عقب
واستطعتُ ان ابعده عن الباب و دخلتُ وهو يجري من خلفي و يهتف : البيت به حريم
لم أعره اهتمامًا و خطواتي تتسابق حيثُ حجرتها كما القِدم لم يتغير شيء سوى الأثاث و حسب و ان صدق ظني فقد تغير كل شيء
و وصلتُ إلى هدفي وضعتُ يدي على مقبض وفتحته على مضض وانا اتمنى من أعماق قلبي ان يكون كل هذا وهم , سراب و لاشيء من الواقع
حُرقت ألوان الحياة بالجحيم فما عادت عيناي ترى إلا الرمادي ما عادت تُبصر إلا الضباب
بؤبؤتا عيناه اتسعتا , وصدره يعلو ويهبط , انفاسه استمع لعلوها حيثُ انا أقف والمعضلة, يُحاول ان ينطق و الحروف تموت ما بين شفتيه
تأبى ان تُخرج حرفًا عربيًا ينطقُ بالخيانةِ لأمي
ينطقُ بعاجزٍ دردبيس يبغضُ النساء و أراه يُدلك أقدام خادمته !
تناقض تعيشُ بهِ يا أبي وما وضعك بالذي انت به ِ إلا تناقضك هذا
قد كان لك بالعهد القديم ان تتزوج بإمرأة أخرى , ليس الآن بعدما انجبت رجالاً يطولُ الواحد منهم طولك بل يزيد
أصغر أبنائك أكبرُ من زوجتك !
ماذنبُ هذه الصغيرة التي تربت معنا يومًا بيوم ؟!
و ما ذنبُ أمي التي ستتلقى خبرًا قاتلاً لروحها المحببةُ لقلبي , روحُ أمي و حنانُ أمي و هل هنالك احنُ من أمي ؟!
من هذا اليوم هُدمت أول طوبة و أكبر طوبة بمنزلنا ويبدو ان القادم أعظم
أخيرًا خرجت الحروف ليظهر صوت ابي رعوبًا , حيويًا , بل منكسرًا لشظايا متناثرة : وليدي أنـ
إبتسامة ساخرة عانقت محيط شفتاي : ما به كلامن يا ابوي بدينا من قبيلتن كرهت إبها النسا و هاليوم اشوفك تدلك ارجلهن لا تتقايل اليوم تغير
لا اليوم تغير و لا السنة تغيرت من تغير هو انت يا ابوي , عظم الله اجر رجلن بناظره النسا ابتلا ربي لاهو انت بالأمس كنت صح ولا انت باليوم صح
بالأمس نقضت فطرة وسنة بهالحياة واليوم تطعن بظهر وميمتي دون علمها كان بمقدورك يا ابوي تخبرنا بما تريده اما ما حصل بالخفا و بعلم ربي دون خلقه هي معضلتن عظيمة بحقنا .
خرج ليترك من خلفه صوت صرير الباب , خرج ليترك من خلفه دردبيس تمسح على تجاعيد وجنتيه يدان ربيعيتان ناعمتان تثقب رعبه بعينيها التي لم ترى من متاعب الحياةِ شيء
اعلم اني اذنبت ولكن خانني لساني عن النطق , عن البوح عما يريده قلبي وما جرتني إليه مراهقتي المتأخرة عن وقتها يقولون ان للرجل مراهقة اربعينية يبدو ان هذه المراهقة لم تزاولني إلا بالعقد الخامس من خريفي .



***

أشعر و كأني كنتُ في كذبة إبريلٍ طويلة بلعبةٍ دخلتها متعة و خرجتُ منها مهلكة و كأن الأرض بكل تضاريسها و الجو بكل ضغوطاته تلبس قناع سعادة لا ينقشع
سعادة زائفة اليوم أدركتُ أني ركاض الأحمق الذي أحب خادمته حُبًا جمًا اليوم علمتُ اني ركاض الأخرق الذي صدق كذبة
لقد خانتني بأبي لقد رمت بحبنا بالضريح هذا ان كانت قد احبتني ليوم
ولكني كنتُ أرى الصدق بها مظهرًا قولاً وفعلاً , لا لا انت لا تعلم ما بداخل الباطن
لطالما ذكرت امامها انك الفارس بالشطرنج ولن تتنازل عن منصبك هل جاء اليوم الذي يغلب بهِ الحصان فارسه ؟!
مهرتي الصغيرة هل كبرتي إلى حدِ خيانتي , طفولتي شقاوتي هل مارستي شقاوتك سبيل قتلي بعدما كنتِ لا تمارسينها إلا لراحتي لسعادتي وبهجتي
على اهتزاز هاتفي المحمول بذبذباته على كفي إنتفض كامل جسدي
لأرد فلا أسمع إلا صوتٍ كسير : ابوك تزوج من مارسة
ويكمل كلامه بحديثٍ لا أدري ما معناه , لماذا يتخلى عني الجميع وانا بأمس الحاجة لهم
بطفولتي احتجتُ لحنان ابي فلم اجد إلا ماله
بمراهقتي احتجتُ لنصائح أمي فلم أجد إلا حنان مفرط
بأجزاء مراهقتي أحتجتُ صديق خير فلم أجد إلا جليس سوء
بيومٍ من مراهقتي أحتجتُ وعدًا صادقًا من إمرأة كانت بضعفها لا تلجأ إلا لي وبضعفي لا ألجأ إلا لها لأرى الضعف بعينيها فأعلم اني الأقوى
ولكني الأضعف و الأضعف , فالله الأعلى هو يغنيني عمن تركني ولكن آخر ما فكرتُ الإلتجاء به و إليه هو ربي
لا أدري لما أشعر ان بيني وبين ديني حاجزٌ لا يُهد صرحٌ شامخ بطوبة أشبه بالحديد
لم يتبقى لي أحد سوى مي
و إلهي خالقي الذي من فضله وهبني الحياة لهذا اليوم لأعلم أني ساذج إلا حدٍ لا محدود .
سأحجز تذكرة لأول طائرة ستهبط بمملكتي السعودية
لأني سأدع عيناي تصدق حقيقة جرح فؤادي للقياه معها
وأغمضتُ عيني وانا احاول ممارسة طقوسِ النوم و الساعة لازالت مبكرة تشيرُ إلى التاسعةِ ليلاً .

***
يمسح بأصابعه الخشنة على ظاهر كفه الأيمن الذي بهِ حُمرة حشرةٍ طائرة يُحاول النوم و كرهت عيناه المصوبة بإتجاه القضبان السوداء الحديدية ان تنام يا تراه هل سيرى النور بعدما زُج بالسجن ؟
يا تراه هل سيعود إلى عائلته ؟ هل سيعيش كما كان إنه لا يطلب الأفضل ولكنه يطلب ما كان
و ما كان قديمًا هو لم يكن راضيًا عنه لقد كان يؤمن بأنه ليس بجابر إلا لأنه جابر الذي حضوره يُجبر من حوله إحترامًا له شاؤوا ام أبوا كله رغمًا و ألف رغمٍ عن أنفهم
لقد نسج من أحلامه ثوبًا من حريرٍ حُرم على الرجال لبسه و لأنه محرم ما كان له إلا شوكًا يغرس ألالم بداخله
تلك الحمقاءُ هي السبب لما لم تفهم ما كان يعنيه لما خضعت له هل لأنه بالفعل جابر أم لأنها بالفعل حمقاء إلى حدٍ لامتناهي
بدأت كل القصة على أرضِ عمله ولم تنتهي إلا بمسرح الجريمة المنزل
و الجمهور ما كانوا إلا اطفالاً
حسنًا يا حميدة قد كبرتِ و اقترب موعدُ أجلي
و أصعب ماعلى قلب المرىء ان يعرف ساعة موته
ولذلك كان للرحمن حكمة بإخفائها بعلم الغيب بعيدًا عن خلقهِ .
و يستمر محاولاً النوم على تمام الساعة العاشرة ليلاً .

***
صوتٌ شديد النعومة ليس نعومةِ إمرأة خجولة حيوية تخافُ الله بل إنه لصوتُ إمرأة تصطنع الخجل والحياء لتشوه ملامحه , لتهمش احد السنن الأربع للمرسلين
لتكون سُحاقية شاذة عن فطرتها تتحدثُ بذلك دلالٍ لامستساغ و على الطرف الآخر إمرأة من جنسها تستمعُ لها وتكسيها رداء غزلٍ فاحش تلذذُ بصوتها و كأنها رجل !
فئةٌ تعيش بأرضنا سواء كانوا قلة ام كثرة انهم لموجودون والعذرُ أقبحُ من ذنب
ملعونةٌ أنتِ
منقلبة أنتِ
متشبهة انتِ
فكوني انتِ كما أرادكِ ربكِ ولا تكوني انتِ كما أرادكِ من حولكِ
أرضي ربكِ بسخطهم وسيرضون وإن سخطتي فوالله ليسخطُ الله عليكِ إلى يومِ تبعثين ولن تجدي من هؤلاءِ إلا سخطًا
أغلقت الهاتف ورمت بهِ بجانبها على السرير إنها تشعرُ بالإختناق لا تدري مالسبب بهذا ؟
لكن ما تعلمه ان حياتها ضاقت بها ذرعًا , لا تدري هل ما خطته بالأمس خطوة ناجحة كجنةٍ ذات افنان , ام انها خطوة جحيمية مُقدرة بعلم ربها , ربها الذي نسته و هل ينسى الإنسانُ ربه
لا تقل لا , لا والرب انه لينساه في يومٍ يكون بهِ شيطانٌ بهيئةِ إنسان في هذا اليوم اسمح لي يا انت ان اقول لك إبليسٌ ابيت واستكبرت فعد لربك خاضعًا تائبًا فيغفر الله لمن يشاء وإنه لغفور رحيم
بالأمس وافقت على عرضِ معلمة الفيزياء عُطرة وشاركت معها بالبرنامج الذي يخضُ المسترجلاتِ المنقلباتِ أمثالها
و اليوم هي تتحدثُ معهن وهن لا يعلمن حقيقة مساندتها لبرنامج المعلمة عُطرة .


***
على الساعة العاشرة والنصفُ ليلاً , سمعتُ طرقًا على الباب بغسق الليل وعلى الرغم من ان قبيلتنا قد تقدمت كثيرًا عن السابق إلا انني لازلتُ حمدان القديم الذي نهاره عمل و ليله راحة
فأفراد القبيلة يعلمون اني لا أحبُ زيارات الليل لذلك لا أحدًا منهم يطرقُ باب منزلنا ليلاً ولكن من ذا الذي يجرأ ويطرق الباب بل إنه على إصرارٍ بطرقه
قمتُ من على السرير المريح الذي ما هو إلا حديدٌ صلب لأمثال عبدالقوي
بالرغم من ان ما أحصل إليه من عمل البتر كمًا هائلاً من المال إلا اني لا اردي كيف تضيع هذه الأموال ببساطة رغم انه لا اطفال ولا مسؤولية لدي سوى زوجتي عُشبة
فركتُ عيني لكي أرى ما حولي بوضوح , فتحتُ الباب
لترتسم علامات الصدمة بملامحي حاولتُ ان اتحكم بتصرفاتي وان لا أظهر توتري و هلعي لحضوره بهكذا وقت
فلما الكاسر قد يأتي إلى القبيلة بل ويأتي إلي أنا بالأخص هل يعقل بأنه علم بحقيقة عملي
لا , يُحال انه قد يكون علم بهذا , إذًا لما قد يأتي ؟!
بترحيبٍ مصطنع : يا هلا والله بالكاسر وليد الشيخ عبدالقوي إنورت القبيلة بحضورك تفضل وهالحينا انشد كبار القبيلة للقاك هنيه رغم انه كثيرن منهم تغير ونقل وما عادها القبيلة مثل القِدم
إبتسم وهو يقترب مني لنُصافح بعضنا بعضًا

*

أشار بيده للداخل والإبتسامة لاتفارق شفتيه
رددتُ له ابتسامته و بدبلوماسية : ماني بحاضر لهنيه لزيارتك يا عميمي حمدان انا قصدت الخطى لك طالبك بمساعدة كان المساعدة بيدينك عطني ياها
قطب حاجبيه وكأنه يفكر او شيءً من هذا القبيل : والله لاهو بيديني اساعدك ماني بمقصر يا ولد الشيخ انت لاطلبت سهيل هبط لك
وضعتُ يدي اليمنى على حواف الباب الصدأ المتهالك : ماني بطالبك بسهيل , اريد اعرف ان كان تذكر رجلن بالقبيلة بعهدي كانوا الورعان هنيه ما يطيقون شوفه كانهم بالقدم ينشدون عنه بغريب الأطوار
كانك تذكره ليت تساعدني طرقت بابه ولا به مجيب اريدك تعلمني عن محله بذا الوقت
ثبت قدمه على الارض ليزداد طوله قليلاً بعدما كان يرخي احد قدماه فيبدو اقصر قامة مما هو عليه قال بتساؤل : عساه خير شتريده من سمحي ذا رجلٍ منطوي ولا به حد يطيق مقلطه
بغير رضى : لا تقول عنه هالحكي يا عميمي ماني بطارق بابك حتى نتحاكى عليه و ننهش بلحمه خله إبحاله , و لا عندك عنه كمن معلومة تفيدني بمحله ليت ترمي بي تباشير
انا اريده لانه مطلوب بالمخفر
مسح ما وراء رقبته بهدوء : اعذرني يا وليدي على ما بذر من لساني من خوفي عليك منه وانا ما خبري عنه شي كانه تقاطعنا من سنين بعيدة ولاهو يطب هالحارة ابد
حرك رأسه قبولاً بحديثي و قال مودعًا : اجل ياعميمي استودعك الله و إلنا لقى بأرض الله وإن ما انكتب إلنا, فإن شاء الله إبجنات نعيمه و اعفو عني قطع وصالك الدنيا واشغالها ألهتني كان الله بعون كلن منا .
بإندفاع : ماقلت لي ياولد الشيخ بوش مطلوب هالسمحي وش هي جنايته ؟
تمتم بخفوت : حاجتن بسيطة ياعميمي
سحب نفسه عن الباب متوجهًا حيثُ أوقف سيارته
فحارتنا ضيقة ومن الصعب ايقاف السيارة بأي مكان .
هل علم عن سمحي ؟ , يبدو انه لا يعلم عني اي شيء , لابد لي من محادثة سمحي لتنكشف بعض خيوط الغموض التي لا افهمها
فإن كان يعلم عن سمحي من المفترض ان يعلم اني معه ولا يأتيني ليطلب المساعدة مني
و ان كان لا يعلم عن سمحي فبماذا متهم سمحي
بكل الحالات يجب ابعادُ الكاسر عن طريقنا .


*


مضيتُ إلى السيارة إلى حيثُ ينتظرني أغيد بداخلها
ولكني اصطدمتُ برجلٍ ما , بأسف : معليـش يا اخوي
أمعنت النظر بملامح الرجل وانا اشعر بأن هذه الملامح ليست بغريبة أشعرُ وكأني اعرفه
من هذا يا تُرى ؟
لكن صوته بادرني قائلاً : يا هلا بالكاسر ولد الشيخ واخو معن الأوسط
نعم هذا الصوت ليس بغريب عقدتُ حاجبي وذاكرتي أبت ان تسعفني
فقال هو : شكلك ما انت بفاكرني زوين اذكرك بي انا علي من جهة حارسكم ظانع
إبتسمتُ له لقد تذكرته يكبرني بالعُمر خمسةُ سنوات : يا هلا والله بعلي والله سعيد بهالصدفة الي اجمعتني فيك وخلتني اشوف صديق الطفولة كيف صار
تصافحنا بالأيدي فرد هو قائلاً : هلابك زود , سبحان الله يخلق اشكال وألوان تختلف عن اخوك معن
ضحكتُ قائلاً : هههههههههههههههه ادري والله انا اقل منه بالزين
وضع يده على كتفي و بهدوء : لا والله انك رجالٍ مابه ازين منك
قطبتُ حاجبي بغرابة من أمران فسألته : لهجتك نص قبلية نص لا وش حكاية هالتشكيل صاير مثل حالتي تمامًا
رد قائلاً : لاني اترزق من هالمدن فمسكت لهجاتهم بلساني
بادرته بالتساؤل الثاني : وش ذا الي بعينك ؟
حينها نظر إلي و من ثم أعطاني ظهره ومشى
قلتُ بإعتذار : اعذرني يا علي ما قصدت اتدخل بشؤونك
لكنه قال بصوتٍ مملوء بشيءٍ ما لا افهمه : لا تشيل هم
و أكمل طريقه و لم يلتفت لي قط
قد كانت هنالك عُصبة تلتف حول عينه
و أستغربتُ وجودها فسألته لأطمئن ولم أكن اظن ان ردة فعله ستكون هكذا .

*

*

فتح باب السيارة و دخل نظر إلي و ألقى التحية ومن ثم حرك السيارة و هو يحادثني : طلع ما يعرفه يا اغيد والبيت و كسرت بابه من كثر الدق
قلتُ وانا الذي توقعتُ كل هذا : اعرف ذا الشي لانه سمحي فطين و ماهو غبي حتى يحط المبتورين في هاذي الحارة الضيقة
تمتم بهمس : الله يعين , الله يصبرنا ونحصلهم .


***
بذلك اليوم شعرتُ بأن قلبي انتصل عن صدري و عقلي زُج بعالم صار , صِير و صُير العاقل مجنونًا
كنتُ أبكي على فراشي دمًا وليس دمع
أحمرًا وليس شفاف ,مُر المذاق لا مالحه
أحسستُ بذلك اليوم بسذاجتي وعلمتُ اني كنتُ مخدوعة بالحياة الدنيا
علمتُ ان شفاء أمي ليس بما يُسخط الله جل جلاله
بحثتُ عن مفتاح الشقة و حال يأسي اخذتُ اضرب الباب بكلتا يداي
افتح النوافذ واستنجد بصوتٍ عال لم يعد هنالك شيءٌ مهم بعد وفاة امي
باعني زوجي فبكيت و ترتكتني امي فلم أجد للصمت مكان
لم يعد هنالك مايهم ان كانت امي التي حرصت ان لاتعلم بحقيقة الأموال التي اجلبها قد رحلت فمن ذا الذي احرص على سترِ نفسي عنه
سأخبرُ رجال الشرطةِ عنه هو لايستحق ان يعيش هزاعٌ يستحق الحد بالسيف كمروجِ مخدرات و الرجم حتى الموت كزاني
هو بكلتا الحالتين سيموت ليرتاح العالم من حوله و أول فردٍ بالعالم هي انا
تلبسني الهلع وانا أرى سيارته بالأسفل و أراه يخرج من داخلها و عيناهُ مصوبة بإتجاهي
أغلقتُ النافذة ومضيتُ حيث دورة المياه
أغلقتُ الباب من خلفي واستندتُ بظهري عليه وانا بالكاد اجمع الثبات لذاتي
سمعتُ صوت اغلاق باب الشقة و لشدة خوفي اخذ الشكُ يجوب ويجول بداخلي حتى اني نظرتُ إلى الباب لأتأكد ما إذا كنتُ قد اغلقته بالمفتاحِ ثلاثًا ام لا
و عندما تأكدتُ من اغلاقه تنهدتُ براحة على صوتهِ اللامريح الغاضب : شكـــــــران و وجع اطلعي
إلتزمتُ بالصمت وحاولت كتمان شهقاتي لن أضعف لن ابكي انا من وضعتُ نفسي بهكذا مكان وعلي بالصبر
ركل الباب بأقدامه , وصوته مكتنزٌ بأكوام الغضب : شكـــــــــران اخرجي بالطيب احسن ما اجيكِ بالشر
و هل يذهب المرء إلى الجحيمِ بأقدامه ؟ , ولكني قد ذهبت وانتهى الأمر إلا أني لن ألازم الذهاب
لن أخرج يا هزاع فلتبتعد ولا تتعب هيكلك بالإنتظار على قارعةِ الطريق
أخذ يصرخ ويتمتم بكلماتٍ قذرة و أخرى مبهمة بلهجته الصعبة علي .
اما انا أنبتُ ذاتي مليار مرة على اختياري اللاموفق
إخترتُ دورة المياه لأحبس نفسي بها
إخترتُ بيت الخبث الخبائث وإلى متى يا ترى سأحبسُ ذاتي عنه هاهنا ؟!


***
على الساعة العاشرة صباحًا أقف امام باب حجرتها و كم أودُ لو اعتذر عما بذر مني بالأمس ولو بكلمة , قد يندملُ شيئًا من جرحها بأسفي
قد تغفر لي ذنبي , لتكون لناجيها معزوفة سماحٍ كعادتها
لتكون هي الأفضل وانا لا أستحقُ الأفضل
طرقتُ باب حجرتها ثلاثُ طرقاتٍ متتابعات
حتى فتحت الباب و اعطتني ظهرها وهي تمشي لداخل الحُجرة وتقول : نظفي الغرفة وسويلي نسكافه ما ابغى فطور مالي نفس
أخذتُ انظر لساقيها العاريان إلى حدِ فخذيها بالأمس اظهرتُ اني اختبأ بحجرتها لأصرخ بها عن الحناء التي بفخذها وكيف سمحت لنفسها ان تنقشع امام من نقشت لها و لكني نسيتُ كل ما أريد كعادتي بحضرتها لاتعيش الذاكرة إلا دور النسيان
و كأنها ضغطةُ كيبوردرية تمسى " Delete "
يموتُ كل العالم بوجودها
و يحيا جُم العالم بغيابها
فقط لأنها الكون و هم كائنٌ بكونها
تتغير الحياةُ كُليًا بها لتكون بأبهى حُلة
و تفقد جميع معايير الجمال دونها
إستدارت بظهرها لتتسع حدقيتها وهي التي لم تتوقع حضوري بعدما صار الذي كان
لم تكترث ولم تعطيني أي اهتمام , جلست على كرسي امام التسريحة وامسكت بالفرشاة تُرتب شعرها الذي مازادها إلا جمال بفوضويته
قد لا تكون جميلة إلى حدٍ لا تصفه الأبجديات ولكنها بنظرة الحُب التي تمكث بداخلي هي اجمل ما خُلق و صُور
هي التي تتبعثر الأبجديات مهابة جمالها الباذخ
أغلقتُ الباب من خلفي و تقدمتُ بخطواتي نحوها
مددتُ يدي إلى شعرها لأسحب الفرشاة الزرقاءُ من يدها و لم تقل شيئًا , سرحتُ لها شعرها بنعومة كما هي تُحب
و بهمس : متضايقة
نظرت إلي عبر المرآة وسرعان ما أخفضت بصرها إلى الأصابعها المتشابكة و بهمسٍ يضاهي همسي : تعودت , تبلدت و ما صار يهم
أمسكتُ بجانبي الكرسي لأدير عجلاته بإتجاهي اما هي لم تحرك ساكنًا , بذات الهدوء : ما يهم ! حياتنا ما صارت تهمك ! وين الي بتستناني حتى ارجع لها ناجي المتعافي ؟ , وين وعودك يا عُزوف
موقف نساك كل شي .
بزغت ابتسامة تنُم عن الحسرة بين شفتيها بينما شعرها ينسدل ليغطي عيناها و رأسها منكوسُ لأسفل : لا تكون اناني وتقول موقف , مواقف ياناجي سنين يا ناجي سنين , و سنواتي ضاعت معك ما تجدد فيها شي
ما جنيت منها غير الوجع و وجع على وجع صار تبلد , انكتبت لي ألم و انكتبت لك تبلد
رفعتُ رأسها فأخفضت عيناها لأسفل : غلطانة احنا انكتبنا لبعض سعادة انكتبنا لبعض مستقبل انكتبنا لبعض طفل انكتبنا لبعض احفاد
ارفعي عينك وطالعيني لا تعصي الشوق يا عزوف انسي وخليني انسى وعد مني اجيك مثل ما تبغيني اجيك حتى اكون ناجيك و الكاف وعد ما تكون إلا لك انتِ وبس
بوهن : تعبت من الوعود يا ناجي عمري ضاع شبابي انتهى و حياتي ما بدت ليش النهاية موجودة وين هي البداية ليش نكبر سوا ولا تكبر احلامنا لهالدرجة هي كبيرة لهالدرجة هي صعبة !
جلستُ على الأرض من أمامها و انا اشعر بأن كل ثباتي يزول امام دموعها : كل ما اشوفك اشوفك تبكين ليش تمحين الضحكة قدامي ليش تحرميني منها ؟ , والله يا عُزوف كل الي يصير ما هو بيدي كله خارج عن ارادتي
احلف بالله اني ما ابغى غيرك زوجة ولا تملى دنيتي سعادة غيرك , اشوف فيك نفسي انتِ لي وانا لك يا بنت الخال
رفعت عيناها أخيرًا لتقول : تشوفيني زوجة واشوفك ورق تشوفيني سعادة واشوفك بلاء تشوف نفسك فيني وما اشوف إلا الخواء فيك
طالت السنين طالت فوق التصور اتحسر على ضمير الـ نا الي يربطنا انا لي ياء منفصلة عن ياءك و الكاف احتفظ فيها لنفسك ما عاد يفرق معي وجودك من عدمه دنيتي فاضية من زمان من يوم ما غاب ابوي وامي عن الحياة
أمسكتُ دقنها بقوة و انا انقل بصري ما بين عينيها : ليش كلامك نقيض كلامي وش صار حتى يتلبسك هالبرود وين وعودك يا عُزوف لا تحطميني بعد ما قطعت مشوار بعلاجي لا تسحبين نفسكك عن عالمي وانتِ مجبورة تكملينه غصب عنك
ضحكت , ضحكة بنبرةٍ لم يسبق لي سماعها منذ أحد عشر سنة قضيناها سوية : ليه مجبورة ؟ , اول عشانك تحبطني اما هالحين انا عرفت وش مكانتي بالمجتمع انا عرفت اللعبة الغبية الي عيشتني فيها عشان تسد نقصك الي ماهو نفص لكنه بلاء وابليتني فيه
تظن ابوك بيوقف في وجهي لا حبيبي انا بشتكي لأختي عُطرة و انت وابوك وكلكم تعرفون من تكون عُطرة ان عرفت بس بربع الحياة الي انت معيشني فيها بتقلب حياتك فوق تحت
تدري عاد ليش هالشجاعة الي فيني لأني اليوم عرفت انه حتى اختي عطرة ماهي عايشة بسعادة مع زوجها عرفت انه حالها حالي عرفت انها ما هي صابرة وصامدة لهاليوم الا عشاني و عشان هوازن
و مادام الكاسر شاري مرته فمستحيل يتخلى عنها مهما وصلت فيني وفي اختي المواصيل معك و مع اخوك .
لا أصدق ما تقول انها لكاذبة, أعطيتُها نظرة تحدي : اتأسف لاني بقول ماني مصدقك بحرف اعترفتي قبل بحبي ومستحيل الحب تمسحه مواقف مقدرة و مكتوبة انا ما خنتك حتى استاهل بغضك
انا ما بخلت عليك حتى استاهل نشوزك و لا ضربتك حتى استاهل تعاليك انتِ لهاليوم تحبيني
رفعت عيناها بتحدي يُطاول التحدي بداخل عيناي : وانا ماقلت ما احبك انت لازلت ساكن بقلبي لكن تأكد بكل يوم قلبي يضيق و يرغب بطردك و بيوم بجيك واقول ما صار لك مكان
و السبب صمتك السبب سكوتك ليه ما اعترفت ليه كنت اناني وعلقتني فيك يا ناجي
وضعتُ يدي على اعلى كتفيها العاريين : انا ما طلبتك حُب عنترة لعبلة ولا طلبتك حُب قيس وليلى انا طلبتك صبر و ما رجيت منك غير الصبر , تأكدي بالرغم من كل الكلام الي وجهتيه لي انا اقولك وبكل ثقة
أحد عشر سنة عشتها معك علمتني انك اطيب ما خلق ربي , متأكد انه هالكلام الي نطقتيه إلا من حرقة بقلبك ما ألومك بهالحرقة لأني حاسس فيكِ ولا ألومك على كلامك هذا لأني مُدرك بصحة كل حرف نطقتيه
كوني لي صبر وأكون لك كُون .


*

خرج ليترك الحياة من حوله سوداء لا طعم لها
قد يكون شعورك بمكانه الصحيح
ولكني أنعت هذا القلب الذي ملكته
يا حاشيتي اعفيني عن حبهِ وانسيه
و كأنه لم يكن يومًا و لا اسبوعًا لا شهرًا ولاسنةٍ تلوها أعوام .


***
تعجبتُ عدم حضوره للجامعة , إتصلتُ عليه عدة مرات ولكنه لم يرد حتى يئست و وقفتُ عن الإتصال
ذهبتُ للكنيسة قليلاً ومن ثم توجهت لأحد المطاعم للغداء
و بعدها توجهتُ حيثُ يقبع منزله الذي احفظه عن ظهرِ قلب
أخرجتُ المفتاح من حقيبتي وفتحتُ الباب
و قد بنيتُ بعلقي فكرة انه مريضٌ تعب ملازمٌ لفراشه لأنه ليس من عادته التغيب هو يتهرب عن عالمه الشنيع بالجامعة فكلما جلس بوحدة ماصنع إلا معصية لربه كما يقول
جررتُ خطواتي لحجرته فتحتُ الإضاءة ولم أجده
بحثتُ عنه بكامل الشقة حتى دورة المياه لم أتركها ولم أجده
عقدتُ حاجبي بإستغراب
أين رحل ؟ , الكباريه لا يُفتح بهكذا وقت مبكر فالساعة الآن التاسعة صباحًا , وهو لا يقصدُ إلا الجامعة والكباريه واذا كان سيخرجُ لمكانٍ آخر فأنا اصاحبهُ بهِ
إستقرت عيناي على ورقة مُعلقة على مرآة التسريحة كُتب بها بخطه الأنيق المنتظم " بدويتي ( مي ) قد عُدتُ إلى أرضِ الوطن دون اخبارك
هنالك أمورٌ إستوجبت نزولي لأرض الوطن على عجلة , لا تقلقي بشأني لن يطول غيابي سأعود لأكمل آخر سنةٍ لي
ولربما أجلس بقربكِ إلى شيخوختي و نهاية مطافي بالقبر
روككِ كما تُحبي ان تناديني "

" لربما أجلس بقربكِ إلى شيخوختي و نهاية مطافي بالقبر "
ما معنى هذه العبارة ؟ , مالذي ينويهِ منها ؟
إلى أين ستصل ؟
لو كنتُ أعلم بنزولك اليوم لأنهيتُ حياتك وحياة عائلتك بكاملها
ولكن حتمًا سأُنهيها بالقريب العاجل عندما تصعد الطائرة بشهادةٍ معتمدة
حينها فقط ستنال شهادة وفاة
و عبارتُك هذه ما هي إلا كذبة من بين مئةِ كذبة .

***



أغمضتُ عيني وانا أستمع لأحد اغاني محمد عبده على صوته , أُغنية أثارت مشاعري هيجت الحنين بداخلي
لأتنهد أكثر من مرة واحتضن وسادتي لصدري بل واعتصرها متمنية ان يكون هو بصدري ان امسح على شعره
ان يطربني بِكَلِمِهِ الرومانسي فألتزم بالصمت خجلاً منه
ألن يأتي هذا اليوم ؟
إتصلتُ على رقمه و بأجزاءٍ من الثانية وصلني صوتُه : هلا بالحب , هلا بالعشق هلا بالشوق هلا بأنهار
إبتسمتُ بسعادة وانا أرمي بظهري على الوسادة : و يا هلا بروحي و قلبي دنيتي والي فيها
بصوتٍ مُباغت : اروح ملح ترى , لولا مخافة ربي كان تهورت
عضضتُ شفتي بخجل حتى شعرتُ بطعم الدم
أردف : هممم وحشتيني من زمان ماشفتك يهون عليك تكسرين بقلبي
بدلال : احسن خلي شوقك لي يزيد
بضحكة : تضاعف وانفجر ما عاد فيني صبر ارحميني عاد خاطري اشوفك لا تريديني
همستُ برقة : انت تآمر امر
تنهد قائلاً : آه يالبيه فكوني عليها يا ناس
ضحكتُ عليه
و إستمررنا بالحديثِ ما يُقارب الساعتين منذُ الواحدة ظهًرًا إلى الثلاثة قُرابة العصر .

*

ولم أدعها تسمع ما سمعت إلا لأن الفضيل بن عياض قد قال : "الغناء رقية الزنا". أي أنه سبيله والداعي إليه والمرغب فيه.
أنا لا أريدها زانية بل أريدها خاضعة لكل أمرٍ تنطق بهِ شفتاي
يُفترض اني بهكذا يوم لا أحادثها بل يكون كُل تفكيري بما قد فعله أبي بزيجته من الخادمة مارسة
ولكني أشعرُ بأن انهار لم تخلق إلا لسكب همومي بها , فكلما شعرتُ بالضيق أضعتُ وقتي معها حتى يسلبني النوم لعالمهِ المريح
غير هذا قد قال ركاض انه اليوم سيجيء من ستة أكتوبر وحينها سنتحدث عن حلٍ فيما وقع بهِ أبي .

***
: حسنًا , حسنًا يا سيدي لا تقلق بهذا الشأن .
أغلق الهاتف و استطنبتُ أنا أنه كان يتحدث إلى " أوين ناتان " أو أحد اتباعه بسبب الإنجليزية التي يتحدث بها
بتساؤل : بتكلم مين يا عمو ربيع ؟
وضع الهاتف المحمول على المنضدة : ده اوين ناتان ئلتلوا عن جهاز المخابرات و الخبر ده فرحو كتير بس المشكلة انو طلب
الواد سمحي بيئول من سنين محدش ئدر يعمل الي هوا عملو بالمدة البسيطة دي .
بموافقة : اه ده عمل حاجة ما توقعتش انها بتصير ابدًا ده جدع , انا من النهاردة هكلم لامي و لبيب علشان يجيبو لمصر و لا هوا اوين عاوزو عندو بكندا ؟
حزك رأسه إيجابًا : عاوزو بكندا , الي فهمتو من كلامو انو هيوريه المصنع شكلو كده وسق فيه كتير أوي .
بتفهم : وهوا يا عمو بيستحىء السقة دي , ده هوا حل نص مشكلتنا سنين كتيرة ضاعت و الكاسر و عيلتو مبسوتين و نحنا ئاعدين نموت بكل سنية هما هيكلوا اصابعهم ندم على كل الي عملوه فينا
ضيعوا بابا وجدو وانا مش هسامحهم ابدًا .


***
فُتح باب الحُجرة بقوة على الساعة الخامسة عصرًا رفعتُ رأسي عن دفاتر الواجب التي أُصححها بقلمي الأحمر
لأجد وائل مُغرق بالوحل وبيده كرة و بيده الأخرى زجاجة ماء معبأة بماءٍ و تراب لتصبح طينًا
كان سيخطو بداخل الحُجرة إلا اني صرختُ مزمجرة : وقف لا تدخل وش هالقرف يا ويلك ان دخلت البيت مرة ثانية بهالشكل
قمتُ من على كرسي المكتب وانا أُشير له للخارج , مشى خارجًا ومشيتُ من خلفه قائلة بشيءٍ من الغضب : اياني وياك اشوفك بهالشكل مرة ثانية , اتنظف بالحوش بعدين ادخل سامع
بإعتراض : بس يا ماما حتى رائد و مؤيد ويدخلون كذا و خالة هوازن ما تقولهم حاجة وانا كل ما لعبت معاهم ادخل كذا وخالة هوازن ما تقولي حاجة
فتحتُ باب دورة المياه الواقع ما بين حجرتي و حجرة معن و بأمر : ادخل ونظف نفسك الحين اجيب لك ملابس " أردفت " وخالة هوازن عندها صبر ايوب انا مو زيها اليوم صرخت فيك بكرة اضربك اذا شفتك بهذا الشكل فاهم وحمام الغُرفة ياويلك لودخلته نظف نفسك بالحوش وكمل تنظيفك بهالحمام
قال وكأن كلامي لم يعجبه : طيب , اصلاً مرة ثانية ما بدخل هنا بروح عند خالة هوازن
دخلتُ لدورة المياه و سحبتُ رأسه الممرغُ بالطين لصدري و بصوتٍ آسف : معليش يا ماما مو قصدي بس انا عصبية مو زي خالة هوازن وما احب المكان يتوسخ عشان كذا اقولك نظف نفسك في الحوش
أبعدتُ رأسه عن صدري وانا امسح على شعره قائلة : يلا يا شطور اتروش و نظف نفسك و انا بجيب ملابسك
إبتسم و برضى : طيب
خرجتُ من دورة المياه و اغلقتُ بابها
على فتح معن لباب حجرته
نظرتُ إليه للحظة و من ثم مضيتُ لحجرة نومي واطفالي
بينما هو لم ينطق بكلمة .

***

و ها أنا أستنشق هواء وطني , اسير بأرض وطني
و أرى علم وطني أخضرًا بسيفيه و نخلته يترنم مع النسيم
ها أنا أعودُ من بعد غربةٍ إستمرت خمسةُ سنواتٍ و نصف
أعودُ لموطنٍ ولدتُ فيه , ترعرتُ فيه
تربيتُ فيه , بل وأحببتُ فيه
و عصيتُ فيه
فقتلني عصياني
و خذلتني حبيبتي
لأعود لأرضك , فأصدق ما سمعته أذناي
لأعود واتمنى لو أن كل ما حدث لم يحدث
أعود وانا الذي لم اتوقع لبرهة اني سأعودُ إليك خائبًا منكوس الرأس
لم اتوقع اني سأعود بلا شهادة
لم أتوقع اني سأعود بعد خداعِ حب طفولتي لي
لم أتوقع اني سأعود لأرى ابي بأحضانها
هذا هو القصر الذي تربيتُ بهِ
هو كما كان لم يتغير بهِ شيء ولكن يبدو بأن كل مايُكنه القصر بالداخل قد تغير
و تشكل كيفما شاءت الأقدار انت يتشكل وليس كيفما شاءت النفوس البشرية
هنا بدأ أول هوىّ شياطني لي واليوم انتمي له شيطانًا لا إنسي
مددتُ بطاقة هويتي للحارس ليسمح لي بالدخول
فإذا به يُرحب بحرارة لم ألقي لهُ بالاً و مشيتُ بالسيارة اللؤلؤيةِ للداخل
أوقفتُ السيارة تحت المظلات وقد كان المكانُ هادىء إلا من طفلاتٍ صغيرات يلعبن سوية بالأرجوحة
لم أعرفهن هل هن فتياتُ الكاسر ؟ قد تكون احداهن ابنةُ معن لستُ أدري
نظرتُ إلى ذاك الباب الأخضر الذي يحوي بداخله خائنتي المخادعة
هل يعقل بأن أبي معها الآن ؟
هل اتحدث مع معن ونتفق عما سنفعل ؟ , ام أدق الباب لأراها وافهم منها كل مالا أستطيع استيعابه وتصديقه ؟ , ام هل اتفاهم مع والدي عبدالقوي ؟
ويحك يا ركاض فلتفكر قليلاً
سأحدثها نعم إني أريد فهم كل شيءٍ منها هي
ناديتُ الفتيات الصغيرات بصوتٍ حاولتُ بقدر الإمكان ان يكون حنونًا : يا حلوات مين منكم تنادي مارسة تقولها عمة ساجدة تبغاها
نظرت احدى الفتياتِ إلي وتبدو اكبرهن عمرًا : مين انتا ؟
ليس وقتكِ يا صغيرة يبدو انكِ فطينة للغاية
أغمضتُ عيني بشدة وانا أستمع لصوتها يجول بهذهِ الأرجاء مع اصواتِ خادمات لا يجدن إلا عربيةٍ مكسورة
مشيتُ إلى باب منزلها الأخضر بينما هتفت تلك الصغيرة : ما بتقولي مين انتا
حتى وصلت إحدى الخادمات الأسيويات منادية للصغيرات : زوا فيه زوا عسان نوم في سكول
بينما تلك بحجابها الكامل تمشي بإتجاهِ بابِ منزلها الذي انا اقف عليه دون ان ترفع رأسها
هتفت تلك الصغيرة المشاكسة تارةً أخرى : شوفي مارسة هذا مين ؟
رفعت مارسة رأسها لتديره بإتجاه الصغيرة و لكن توقفت جامدة مستكينة كصنمٍ لا يملك من أمره شيء
بينما أنا وما أدراك من أنا ثارت مشاعري و اصطفت صور ذكرياتي معها من حولي
لكن صورةً بشعة خُيلت امامي أبي بين احضانها زوجًا لها
لا تحــل لي
محرمة علـي
نطقتُ بغصة : وتظني الحصان فاز على فارسه بالهطريقة ؟
وعلى نهاية سؤالي فُتح الباب من خلفي وقبل ان استدير وصلني صوتُ ابي قائلاً بكل سعادةِ الدنيا : وليدي ركــاض



***

إنتهى الجحيم
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
كونوا بخير $
ومثل ما قلت بالمرة السابقة الرواية بقفلها عشان اختباراتي النهائية
بالتوفيق للجميع ان شاء الله



 
 

 

عرض البوم صور الشجية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجحيم, انتقام, اكشن, بوليسي, بقلمي, غموض, عجوز
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t195054.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-04-16 12:17 PM
Untitled document This thread Refback 09-04-15 05:57 AM


الساعة الآن 03:24 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية