كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: لعبة القدر - بيتي نيلز ( عدد ممتاز )
" اطلاقا " قالت فران بهدوء .
لم يوجه أية أسئلة عند هذا الجواب ، فسارت معه دون أن تقول أية كلمة وتساءلت كيف توفيت زوجته ؟ ألم يفكر بالزواج أبدا ؟ أم أن طفلته المسكينة تأخذ منه كل وقته .
ولماذا أتى بها إلى هنا ؟ هذا السؤال سألته لنفسها للمرة الثالثة ، لتتعرف على ابنته فقط وتشعر بالحزن لأجل هذه الطفلة التي أحبتها من اللحظة الأولى . دخلا إلى المنزل فقدم كأس من النبيذ الأحمر شكرته فران فى حين استمر الصمت بينهما على حاله . ووجدت ان ذلك أفضل لها كي تتحنب الاجابة على أشياء لا تريد الخوض فيها حتى . . .
دخلوا جميعا إلى غرفة الطعام وانتظروا حتى تنضم ليزا إليهم . فدخلت بعد لحظات وجلست بينهما وأخذت تأكل كالعصفور . وتتكلم دون توقف فحاولت فران ان تحدثها بلغتها الخليطة بين عدة لغات والتي بالكاد يستطيعون فهمها . وحين انتهوا خرجوا إلى الحديقة مجددا ,دفعت بعجلات ليزا وهي تحاول ان تقول كل شيء بالانكليزية في وجودها .
أحضرت لهم مدبرة المنزل الشاي حيث يجلسون تحت شجرة توت كبيرة تفيء بظلها فتجلعهم بمعزل عن الشمس الحادة وحين جاءت المربية لتأخذ ليزا إلى غرفتها قالت بعفوية .
" فران ستأتي غدا أليس كذلك بابا . . . "
كان يجلس محاذيا لها فأخذ يتأملها للحظات .
" وهل ستفعلين شيء غدا ؟ " سألها ثم أضاف قبل أن تجيب .
" ربما نأخذ ليزا إلى البحر غدا . . . فعجلات الكرسي ثابتة وتتحمل الرمل "
" إذا اردتني أن آتي . فسأفعل . أود ذلك كثيرا " أجابت فرانسيسكا وهي تبتسم بوجه ليزا التى بدت وكأنها لا تصدق فاقتربت منها ووضعت يديها حول عنقها وقبلتها بلطف على خدها ثم نظرت إلى والدها وهمست فى أذنه فضحكت لكلمات قالتها ، شعرت أنهما على الأرجح يتحدثون عنها . وبالطبع لا يمكنها ان تسأل . قالت لنفسها ثم تمنت للمربية ليلة سعيدة التى ابتسمت بدورها بوجه فران .
حان وقت عودتها إلى المنزل . إلا أنها لم تذكر له ذلك وكأنها تمنت أن تبقى مدة أطول لأنها بدأت تتمتع برفقته . على عكس ما توقعت تماما فهو رجل يتميز بروحه المرحة رغم ما يعانيه بسبب طفلته .
دخلا إلى غرفة مفروشة على طراز القصور فيها جميع أنواع التحف . من النحاس والفضة وغيره وفوجئت فران وهي ترى مضيفها قد أصبح لينا بحديثه واختفت نبرته القاسية تماما . تحدثا في مواضيع مختلفة دون التطرأ إلى ليزا رغم أنها كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتوجه إليه أسئلة قصيرة تتعلق بها .
أوصلها إلى شقة كلير في طريق العودة ، وكان يدير دفة الحديث كما يريد ولكن بعفوية وعن غير عمد . وقبل دعوتها بالدخول لبعض الوقت ، فشرب القهوة برفقتهم ثم استأذن وقبل أن يذهب أخبرها بأنه سيتصل بها فى الساعة العاشرة من صباح الغد .
|