لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


ارواح تائهة في موج الحياة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير لوحتي

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 13-02-14, 12:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264478
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذووووبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذووووبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
Thanks ارواح تائهة في موج الحياة

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير


لوحتي حقيقية لست البطلة و لكنني روائية تدون ما رأته من ابطالها

فلتتابعوا معي ..

الـــــــــــــى الانثى الاستثنائية التي شجعتني صمتي قاهرهم اهدي لك اول رواية اكتبها

الـــــــى الرائعة انثى السحاب اشكرك على كل شيء عزيزتي فانتي طاقة دفعتني للكتابة


غاليتي تراشيق الخفاء اسمحي لي بشرف وضع سحرك و نثره كمقدمة لروايتي ..

أرواح تائهة في موج الحياة

خيمة بيننا...

تعب بيننا ..


وكلام لـــــــــم يصل


أشتهي تعبي

أشتهي روح فجرتني صدى

أرتاء شجر للحنين

يحضنها المنهكون

ودالية باكية ..

تستقبل الاغنيات الهجينة

يرتد صداها للصدر


وجع بيننا

مسكون بالفواصل

بقلم الساحرة تراشيق الخفاء

البارت الأول ...

طفولة بذكريات طاعنة

مستلقية على ظهرها تنظر للسقف و ترسم عليه افكارا مرعبة و مجنونة : ماذا لو لم يتعافى؟؟
ماذا لو خطفه الموت مني؟ كيف ستكون حياتي بعدها؟
طردت الافكار التي تسللت الى عقلها و قفزت بمرح كأنها تريد تمثيل الفرح او انها تغصب نفسها عليه
فقد صارت الابتسامة ترسم بالعنف على وجهها الصغير ملامحها الطفولية البريئة عيناها المتلألئتين من حجز الدموع فيها فمها المتورد من كثرة كتم الشهقات و خدودها التي رسمت الدموع طريقا عليها........
كلها ملامح طفلة لم تتجاوز العقد العاشر من عمرها طفلة ارهقها التفكير و الالم
بخطوات بطيئة و ابتسامة خبث كانت تسير على اطراف اصابعا لتفاجئه بقبلة حنونة على خده.
التفت اليها بحنان و امسك يديها الصغيرتين ليقبلها بحب تام
كانت وحيدته طفلته الصغيرة ثمرة حبه و كل ما بقي له من زوجته المتوفاة كان يحمل همها فهو يعلم ان ما بقي له ليس بالكثير فامعائه تكاد تنتهي من كثرة القص الذي كان نصيبه بعد كل عملية جراحية ذلك الكيس القذر المربوط في جانبه الايسر
يذكره دوما بقرب وقت رحيله ما يؤخر حدوث ذلك ان اجله لم يحن بعد كتم دمعة خائنة في عينه و رسم ابتسامته المعهودة
و سحبها لحظنه.
استنشقت عطره بكمية كبيرة اخترقت قلبها كأن وظيفة القلب حفظ العطور و الروائح و رغم انه كان من نوع رخيص الا انه بقي المفضل لديها مدى الحياة .
هل تعرفون ان للابوة عطر؟ هل شممتم عطر الابوة يوما ؟ هو عطر مصنوع من زهور العشق و اي عشق اقوى من عشق البنت لوالدها؟ اخطأ الكتاب و الفلاسفة في تفسير معناه .ذلك العطر مكتوب عليه بالحروف الكبيرة الواضحة هنا مصنع الحنان و كتب بجانبه صنع في جنة الحب الطاهر مميزات العطر انه غير منتهي الصلاحية استنشاقة واحدة تنزع الهم و الغم مشكلته انه لا يباع بل عطية من رب العالمين.
في مصنع الحب ارتمت و غطت وجهها في حظنه الدافئ تتوسل ذلك القلب النابض ان لا يتوقف يوما عن النبض رفع رأسها اليه و قال:
حبيبتي الا تكفين عن دلالك؟ ستصبحين يوما امرأة ناضجة و قد لا اكون بقربك يومها و تتزوجين, الرجال لا يحبون المرأة الفارطة الدلال.
ردت بتمرد عهده منها كلما بدأ في وصاياه التي كثرت هذه الايام: لن اتزوج فلا اريد ان ابتعد عنك و لا اريد حضنا بديلا عن حضنك ستكون بقربي ان شاء الله دوما فكف عن تقديم نصائح الشيوخ فلست الا شابا يافعا ينضح حياةً
نظر اليها و قال في نفسه و اي حياة يا بنيتي انني احتضر.
لم يكن يعلم ان احتضارها اشد من احتضاره فاحتضار الحي لموت حبيبه اشد الما من احتضاره لموته ذلك ان الحالة الثانية هي مفارقة الروح الجسد و الاولى مفارقة الروح الروح.
قطعت جلستهما الصامتة الناطقة الما عجوز انهكت السنين جسدها و رسمت التجاعيد حكاية امرأة شهدت الكثير عيناها القاسيتين الجامدتين لم تعد تعبران عن اية مشاعر لا احد يفهمها
وقفت سلمى لتقبل رأس جدتها او بتعبير اصح رأس الجماد الواقف امام الباب
بينما ابتسم الاب علي في وجه امه هو يعرف سبب جمادها يعرف سبب قسوتها على نفسها فاي ام ترقص على احتضار فلذة كبدها؟
بعبارة قاسية كانها تحمل همومها لتلك الطفلة الصغيرة التي تقف امامها:
سلمى عمتك تحتاجك اذهبي لرؤيتها.
ردت كاتمة غيضها: فلتطلب ذلك من صفية
الجدة بغيض اكبر: صيفية مريضة اليوم
قاطع الاب علي الحرب التي كانت تندلع في غرفته مقاطعا ابنته من رمي قنبلة اخرى:
حبيبتي احضري لي بوضة معك
هنا حسم الامر و تغير غيضها الى سرور فروحها طلب منها شيئا ليأكله
ابتسمت و توجهت لعمتها التي القت عليها وابلا من الشتائم التي لا تنتهي
خخخخخخخخخخ هي الان نائبة عن صفية هل امتلككم الفضول لمعرفة صفية؟؟
صفية تلك البنت الصغيرة ذات الشعر الاشقر و السيقان الحافية النحيلة ضعف جسمها غطى جمالها المسلوب المسروق من عنف المحيطين بها هي ضحية مجتمع لا يرحم ثمرة لحب فاسد كريه تزوج والداها بعد قصة حب وبعد اكتشاف اخوالها للقصة اجبروا والدها من الزواج من امها و اي زواج يستمر بعد الغصب و التهديد كانت ام صفية وردةانتهى عطرها بسبب علاقتها بزوجها قبل زواجهم فقد اشتم كل رائحتها الطيبة و ذبلت بين ايدي ذلك المزواج فلا تتذكر صفية عدد زوجات والدها فهن كالنعال يتغيرن كل فترة رمتها امها انتقاما لوالدها بين ايديه ظانة ان وجودها سيمنعه من الزواج و فعل هو نفس الشيء فالقى مسؤليته على امه زهرة عمة سلمى
لتتفنن هذه الاخيرة في تعذيب البنت الصغيرة التي جعلت منها خادمة مطيعة.
خرجت سلمى من الشقة التي تكرهها تلك الشقة من عمارة فوق صخرة كبيرة في العاصمة نوافذها تطل على مقام الشهيد بالجزائر بخطوات سريعة تخطت الشارع للتوجه الى السوق الكبير في الحي المقابل كانت تمتلكها فوبيا من السيارات رغم صغر سنها ما زالت تتذكر تفاصيل ذلك الحادث الذي اخذ جزءا من روحها معها
اخذت نفسا طويلا و قطعت الشارع و الافكار تاخذها كالمد و الجزر لم تشعر بنفسها الا و هي تقف امام البائع مدت له بالورقة التي كتبتها لها عمتها و استمرت في نوبة تفكيرها لتعود للواقع على سؤال البائع:
اضيفها لقائمة المشتريات الاخرى؟ أمن ستدفعين الان؟
قالت : بل اضفها للباقي و سيأتي عمي في المساء ليحاسبك
ابتسم البائع : تفضلي
الدهشة الغضب الضحك كلها مشاعر متناقضة كانت من مصير سلمى لما رأت عدد الاكياس الموجودة امامها و جاء في بالها سؤال واحد؟ هل تحضر عمتي عزيمة كبيرة ام انها تحاول عقابي بسبب موقفي معها؟ حملت كومة الاكياس تجرها تارة و ترميها تارة اخرى تدوس عليها احيانا تذكرت المثلجات: سحقا كيف ساحمل المثلجات معي ؟رمت الاكياس امام محل للمثلجات و دخلت لتختار علبة كبيرة على ذوق والدها لتنصدم بفرقة من الكلاب تتجسس على محتويات الاكياس المرمية امام المحل طردتهم بعنف و رجعت تواصل رحلة حربها معهم و ضحكة شماتة مرسومة على وجهها لما وصلت للشقة تنتظر انتقامها من عمتها.
فتحت العمة الباب ملقية وابلها المعتاد من الشتائم و الكلمات الجارحة لكن سلمى تعودت عليها فلم تعد الا روتينا يوميا فلو غيرت عمتها من طبعها لكان هنا العجب العجاب .
العمة زهرة: الحمد لله على سلامتك يا اميرة الكل لماذا اسرعتي في الرجوع؟ كان الاولى ان تمشي على مهل اكثر كأنك زرتي المريخ .........
دخلت سلمى عند والدها تاركة العمة وحدها كانت طريقتها لرفع ضغطها قاعدتها جواب الاحمق السكوت عليه .
صفية..
حمى كبيرة غزت جسددها النحيل بين احلامها ترى امها المحرومة منها ترى اسرة حلمت فيها طول عمرها كانت امها تجلس على كرسي هزار و هي بين احضانها تقرأ لها قصة هنسل و قريتل الطفلان الصغيران اللذان اغراهما بيت الحلوى لتمسك بهما العجوز الشمطاء و تحاول طبخهما لا تعلم صفية لماذا تحس انها هنسل و هبة اختها الصغيرة قريتل و لكن الفرق واضح فهنسل و قريتل المذكوران في القصة اختارا الذهاب لبيت العجوز الشمطاء اما هي و اختها هبة رمتهما الظروف على جدتها العجوز الشمطاء فحياتها من بعيد تبدو كبيت الحلوى في القصة شهي لذيذ من الخارج قاس من الداخل طفلة منبوذة يتمنى الجميع عدم وجودها لكنها تظل افضل حال من اختها هبة المرمية في مركز المعاقين ذنبها انها ولدت مشلولة.
وسط احلامها تسلل صراخ فضيع الصوت مألوف كان صوت العجوز الشمطاء جدتها زهرة حتى باحلامها تحسدها تمنعها من احضان امها اي قسوة هذه يا جدتي؟؟ اي امرأة انتي الا يكفيني حرمان الام و الاب؟ حتى باحلامي؟؟ و اي يتيم اكثر الما من يتيم الام و الاب و هما حيان؟
كانت صفية تحسد سلمى فاقل شيء ان امها متوفاة اقل شيء انها طفلة بذكريات سعيدة
اما هي فذكرياتها كوابيس.
جدتي زهرة انقلعي من حلمي فلم اشبع من حظن امي.
الصوت يرتفع و يرتفع اكثر صداع لا يطاق اصوات ترتفع
لا ليس حلما انه حقيقة ,فتحت عيونها بتثاقل تحاول تمييز الاصوات .
في الصالة مصدر الصراخ
العمة : يا حيوانة ما هذا ؟؟ طلبت منك شراء خضر و فواكه لا احضار اكياس قمامة
سلمى تصرخ و شعرها بين يدي العمة : ابي ابي لااااااااا
العمة : قلت طمااااااااااطم اثنين كيلو طماطم لا عصير طماطم قلت لحمة للطبخ لا للكلاب
الظاهر انك ورثتي طباع امك في الغباء
هنا كأن الدنيا انقلبت رأسا على عقب كأن رصاصة اخترقت قلب سلمى دفعت عمتها بكل قوة و بدأت بالصراخ الا امي الا امي
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي بكلمة او جرحتها يوما.



البارت الثاني

معلقة صبر مع معلقة أنتظار مع أكواب مستحيل

بمذاق اليأس المر

كنت أحتاج لمزيد الشهد أوصيت به لى أنا لا للغير

تباً لى ما زلت أرقبها تأتى به لى

ااحلام أنهمرت منى كانت كشلال ما زال يغرقنى بالأمنيات

أدندن بكل حنين

تحولت إلى قصة أنين

فبقيت أخشى الأستلقاء بجسر الأمنيات التى صار هزيل

اقضى ياعات فى دوامات تكاد تفتك بى

يشيدنى الحزن وينسفنى الألم فى جوف براكين وبراكين

خيط من الذكرى أخفيه معى كتعويذهصبر

لكن الارق ظهر بى يبارز أضلعى بسيوف فى ملعب الأوجاع لدى

مسكين أيها القلب

ليتنى أتسرب من مكانى الآن نحو شىء اقوى منى معلق فى ذاكرتى وأيامى وأحلامى البائسه

نحو ذكرى لأمارس فيها الأختباء

ليت أصابع فكرى تقف وتكف عن نبش ذلك الشريط فى قلبى الموشوم بالصدق فليس مثل باقى القلوب

ليت أصابع قلمى تتوقف نهائياً عن رصف الحروف

بدأت الألوان تتغير لى وما بقى لى لونى الجميل الذى أحلم بيه

سيل من الىهات يتفجر فى صمتى فى صبرى فى أشتياقى وألسنه من نيران تكاد تفتك بى

فاجعه الحقيقه بطعم المر لا أستطيع أن أتخياها ولا أبتعلها

حقيقه بثياب لم أعطيها ولم يرتديها قلبى أبداً

إلا أيتها القلبعه فى قلاع الصدر لى هلا ترجلتى قليلاً

لترجمى الحقيقه أو لترجمينى أنا

لتقتلينى مرات ومرات ومرات فمن شده ما بى

أريد قتلى آلاف المرات

بقيت غريق فى دماء المستحيل فقد بدت لى مقصلة عشقى

تارة اعلو وتارة أهبط فى تابوت ما له منفذ

ذلك هو أنا وسأدس فى صدرى الكثير

بقيت أرواغ ركلات اليأس تهبط بى لبئر تمنو عليه خيوط النسيان

عجباً

أن تواطأ معك الزمان ضدى

ليفقدنى جسر الأمنيات

بقلم مبدع برق حنون

ثغرة امل
فتحت دفترها الوردي الذي تعتبره كاتم اسرارها و بدأت تكتب بخط جميل يقسم خطها ان صاحبته انثى استثنائية في كل جوانبها فجمالها النادر خالط صفاء روحها شعرها الاسود المنسدل على كتفيها يرفض ان تلمه قطعة قماش لانه يعشق الاحتكاك بها عيونها العسلية عيون المها شكلا و نظرة بفستانها الاحمر الكلاسيكي تجلس على الشرفة تتناول قهوة مرة
حرمت من طعم الحلو بسن مبكرة جدا تشتاق ملعقة سكر تعانق كأسها او حبة شكولاطة تذوب معها انه داء السكري يأخذ الكثير منك و يحرمك و يقدم بالمقابل الكثير ..
نعم انه يقدم ألاما مختلفة النفسية اكثر من الجسدية ’ هذا الخطيب العاشر الذي يذهب و لا يعود
فكلما تقدم اليها احدهم و واجههم والدها بمرضها رحل و لم يعد كأن السكري يقف في طريق السعادة ...
سلمى...
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي
بكلمة او جرحتها يوم.
لم يكن احد يتوقع ردة فعل علي بعد ان بذل جهدا في الوقوف للوصول الى مصدر الصراخ و الدفاع عن ابنته كان قد انهار مغشيا عليه , صراخ , دمووع , ألم , ندم , حقد كانت مشاعر تجول في الصالة كالاطياف تعانق الارواح المتواجدة هناك تلك الطفلة الصغيرة التي حرمت حنان الام و عٌُوضت بحنان الاب تذبل تتلاشى ما اصعب ان ترى الموت يحوم حولك مرات و مرات و لا يختارك بل يأخذ احدا قربك , كان خليل ابن العمة زهرة اول الواصلين الى خاله علي حمله كالطفل الرضيع و وضعه في فراشه .
لتدخل العمة في نوبة ندم و بكاء شديد بينما نظرات الخوف كانت من نصيب الجدة التي ترى ابنها ينتهي اما سلمى فحصتها من نظرات الحقد كانت كبيرة.
صفية
مسرحية درامية تدور احداثها امامها و هي تسترق النظرات من فتحة صغيرة من الباب و الدموع الحارة تحرق وجهها لا تدري لما تشعر بالراحة قليلا فرغم انها تحب سلمى الا انها تحسدها على جرعات الحب التي تتلقاها يوميا و مما يبدو لها ان سلمى بدأت تفقد تلك الجرعات و بهذا ستكونان متساويتين لم تنتبه الى و الباب يلطم وجهها و دخول سلمى بنوبة بكاء هستيرية
هل تعزيها الان ام تنتظر اياما قليلة و تعزيها دفعة واحدة.
المساء بعد ان هدأت النفوس قليلا سمحت سلمى لنفسها بالقاء نظرة صغيرة على والدها
كان هادئا لا يتحرك , ممددا على سريره وجهه يشع نورا عيونه موجهة لنقطة محددة .
سارعت اليه كلّمته فلم يرد نادته بدموع و كلمات متحرجة : أأأأأأأأأأأأأأأأبي
فرفع بصره اليها مشيرا لها على انه بخير
فرحة تغزو صدرها قشعريرة تسري في جسدها انه يصلي , لا يقدر على الوقوف لكنه يصلي
أبي...
تقبل الله لك صلاتك و زادك خشوعا يا من علمتي الصلاة يا من كنت تناديني لاقف جنبك و اصلي يا من كنت تأخذ المصحف و تضعه في يدي .
انهى صلاته لينظر اليها بابتسامته العذبة : حبيبتي تعالي بقربي..
أحس براحة نفسية كبيرة , كأن المرض نزع اغلاله عني شفيت يا غاليتي .
ابتهجت و ردت في فرح : أتصدق القول يا ابتي؟
قال: و هل كذبت عليك يوما, و استرسل يغير الموضوع حتى لا تشكك في قوله: عمتك اعتذرت و وعدتني انها لن تكرر ازعاجك
وضعت رأسها على كتفه و قالت : متى سنرجع الى بيتنا الصغير , متى سالعب من جديد في حديقتنا الصغير اشتم الورود التي زرعتها امي , ابي اشتقت لايامنا
قال بالم : قد لا نرجع لكن المهم ان نكون بخير , اسمعي عزيزتي خالك اتصل بي يقول انه اتمم تسجيلك في المدرسة القريبة من بيت جدك تأخرنا كثيرا فالكل بدأ في مزاولة الدراسة جهزي اغراضك غدا ستنتقلين للعيش معهم.
رفضت بشدة :لا ابي سأبقى معك لا اريد الابتعاد
قال بحكمة : انا في قلبك عزيزتي لن ابتعد عنك , سعادتي في نجاحك و ستزورينني كل عطلة اسبوعية فلا تفسدي علي فرحتي بتحسن صحتي و رجوع حياتنا الى طبيعتها.
قبلته بحب و قالت : لك ما تريد ابي.
امضت وقت برفقة حبيبها و اطعمته بيدها الكسكس و غطته و ذهبت لغرفتها برفقة صفية
جهزت حقيبتها و هي تودع المكان الكريه الا من وجود والدها فالظروف ارغمتهما الانتقال للعيش عند جدتها لتهتم بابنها .
تنظر للمكان بنظرة لم تفهمها و لا تعرف شعورها ربما هو الخوف من القادم.
في مكان ما...
اغلقت دفترها و توجهت الى الداخل بعدما عانقتها موجة برد , نظرت الى امها بحب سائلة : متى ستأتي سلمى
الام : اخوك تكلم مع علي ستأتي غدا هي متأخرة لا اريد ان تأثر عليها صحة والدها
قالت : اتمنى ان تتحسن حاله املي في ربي كبير بعد وفاة اختي اصبح كل حياتها .
ذهبت اسماء لتحضير كيكة سلمى المفضلة استعدادا لقدومها .
سلمى ..
استيقضت تحت مداعبة خيوط الشمس الرفيعة , يوم جديد و مدرسة جديدة في انتظارها اليوم سترحل لمكان تعشقه لها ذكرياتها الخاصة معه ,نظرت الى مكان صفية الفارغ يبدو انها ذهبت للمدرسة اريح مكان يمكن ان تتواجد فيه تكمل نومها فيه فحتى يوم العطل تفيق مفزوعة تحت صراخ جلادتها.
فتح الباب ليدخل خليل ابن عمتها التناقض الحي لتلك المتوحشة هادئ الطباع طويل القامة بشكل غريب اكبر منها بعشر سنوات لكنه اخ بالنسبة لها تعتبره احد ضحايا المراة الجلادة
ابتسم و قال : احزري من بالصالة ؟
قفزت من سريرها و دفعت خليل بمرح طفولي : خالي خالي سامر ...
ضمها بحب ابوي و غرس انفه في شعرها يشتم رائحة اخته فيها, نسخة صغيرة عن تلك المرأة التي خطفها الموت منذ 5 سنوات .
قال بحب : جاهزة انتي؟
عبست بتمثيلية مضحكة : ليس بعد استيقظت لتوي
عبس بالمثل : ماذا تنتظرين بسرعة امامك عشر دقائق
ركضت الى غرفتها على عجل تتعثر تارة و تقفز اخرى و ارتدتتنورتها السوداء مع بلوزة تركوزاية باكمام و فيونكة على جنب , سحبت حقيبتها تاركة نصف اغراضها في الغرفة فلن تترك والدها مدة قصيرة و ستعود حل مؤقت فقط , وضعتها في الصالة ثم دخلت غرفة والدها وجدته غارقا في افكاره , عانقته بحب مودعة اياه و قبلة طويلة على خده عزفت ايقاعا غريبا , هل هو الوداع ؟ ام الى اللقاء , لا تدري حقا لكن دمعة يتيمة نزلت على خدها واعدة اياه باللقاء من جديد توجهت للصالة لتجد جدتها تتكلم مع خالها قبلتها مودعة اياها متجاهلة عمتها لكنها سرعان ما عادت للمطبخ لتودعها ايضا .
في السيارة شعور غريب ليست اول مرة تترك والدها و ليست اول مرة تذهب لبيت جدها
تجاهلت المشاعرة المتضاربة فيها و فتحت حوارا مطولا مع خالها المحبوب .
أسماء..
جهزت كل شيء لحفلة الاستقبال تضع اخر لمساتها الفنية باظافة شموع في زوايا الغرفة و تنثر الازهار على شكل بساط احمر حفلة صغيرة المعزمون فيها هي و سلمى و فقط.
علاقة الخالة بابنة اختها علاقة خاصة لا يدركها الا من يعيشها.
جرس البيت يدق معلنا على وصول تلك الضيفة العزيزة استقبال حار قبلات همسات و دموع اشيتياق كلها كانت من نصيب سلمى .
كيف لمن يملك كل هذا الحب ان يسمى يتيم؟
الله يأخذ و لكنه يعطي فسبحانه ربي ما اكرمه.
بعد ساعة من اللقاء و تبادل الاخبار اخذت اسماء سلمى من امها قائلة:
امي ساخذ سلمى فعندنا موعد انا و هي غمزت لسلمى
ابتسمت الام قائلة : حبيبتي سلمى ماذا تريدين للعشاء؟
سلمى : مممممممممممم اي شيء لا يهم المهم اني معكم
الام : الان بامكانك الذهاب.
توجهت الاميرتان للحفلة المشتركة كل شيء رومانسي كأنه مجهز لعروس
الدموع تتلألأ في عينيها من الفرحة التي لا تسعها فبعد ان شربت كل انواع الضغط و العذاب النفسي تجد نفسها هنا و السعادة تلم قلبها و تعانقه من جديد كم انتي جميلة يا خالتي جميلة الروح جميلة القلب جميلة الاسلوب جميلة قلبا و قالبا .
الهدايا تملأ الغرفة كعكة شكلاطة في مائدة صغيرة في طرف الغرفة جهزت كجلسة عربية
الشموع مضاءة في ارجاء الغرفة و بساط احمر من الزهور يرسم طريقا من الباب للجلسة تلك امور بسيطة لا يتقنها الكثيرون لكن البساطة تظل الاروع و الاحلى.
بخطوات مترددة كأنها تخاف على الورد المفروش ان ينزعج من مرورها عليه , تقدمت و الفرح يقرع طبولا على قلبها جلست كأميرة وسط الجلسة و جلست خالتها معها
اسماء : ارجو وان تكون الحفلة على قد المقام سمو الاميرة
ردت بترفع : لا لو انك كبرت حجم الكيكة ايتها البخيلة
ضحكتا في نفس الوقت و كأن لضحكتهما نغمة خاصة تمازجت مكونة لحنا جذابا نونة من ضحكة ساحرة و اخرى بريئة امتزجتا و صداهما يتردد في انحاء الغرفة .
قدمت لها الهدية الاولى مغلفة باللون الاحمر و شرائط تلتف حولها فتحتها بفرح دمية رائعة بفستان صوفي احمر من لون الغلاف و بطاقة ورود كتبت بخط الفنانة اسماء
الـــى أسيرة تفكيري طفلتي المدللـة سلمى دمية لدمية.
ابتسمت و عانقتها بفرح كبير
الهدية الثانية كانت من خالها سامر ترددت في فتحها تعرف حركات ذلك المجنون سألت بخوف : خالتي هل تعرفين محتواها
الخالة : لا لكنني لا اظن فيها شرا هذه المرة فالمناسبة لا تناسب جنونه
اطمئنت و فتحتها : لتجد شيئا ابيض ناعم الفرو جميلا اندهشت من تلك الدمية الرائعة الصغيرة ناعمة الفرو
قالت : متى اشترى الهدية؟
ردت : اليوم
حملت الفرو الناعم متعجبة منه كأنه حقيقي ..لحظة ايتحرك هو؟ نظرت اليه لتجد عيني فأر تحدق بها و يبدأ مسلسل الرعب في الغرفة و الصرخات المتتالية تعم المكان خالتها لا تقل رعبا عنها رمت الفأر المذعور الذي هجم فوق الكعكة اللذيذة طابعا بصماته عليها .
لتتحول الغرفة الرومانسية لساحة قتال و صراخ فتح على اثرها الباب سامر:
خير ان شاء الله كل هذا فرح بهديتي.
و تنقض عليه الاثنتين ليبدأ صراع جديد بين الفتاتين و سامر و فأره اوقفه صوت رجولي جوهري: يا هذا توقف
التفت الكل وجه سامر انقلب للجد ووجه اسماء للخجل و وجه سلمى للسرور و الاشتياق
رامية نفسها عليه:
جدي اشتتقت اليك
هذا الرجل المكشر دوما الجدي مع ابنائه يتحول لشخص اخر مع هذه الطفلة التي تذوب الصخور من حنانها و براءتها فكيف بقلب رجل كسره موت ابنته البكر .

البارت الثالث..

في مكان ما من العاصمة الجزائرية..
رفع سجارته يسحب منها قدرا كبيرا من النيكوتين و يخرج من فمه و أنفه سحابا و غيوما

كأنه بذلك يحاول إقناع نفسه بموقفه هو يعلم أن أخاه لم يبق له الكثير لكنه لا يستطيع التنازل عن موقفه , بعد آخر لقاء لهما طرده بعنف من بيته الطمع الجشع كانتا صفاته ألقى نظرة متفحصة سريعة للمكان الذي تبدو عليه آثار الثراء الفاحش كل شيء يدل على الذوق الرفيع بل على المال الكثير فالمال يشتري الذوق يشتري الأرواح لكنه لا يقدر على ثمن الضمير فالضمير غير مقدر بثمن, ذلك الرجل ذو العينين الجامدتين لا تنزل منهما الدموع مطلقا أو أتنزل السوائل من الجماد؟

كلا لن يذهب إليه هكذا ختم جلسة تفكيره المضطرب .

الأفكار تتخبط في عقله مزعجة قلبه الصامد محاولة في رفع إيقاعاته أو عزف لحن طيبة في جوارحه.

دخلت عليه تلك الحسناء بفنجال قهوة و حبات من المقروط الذي يعشقه و يعشق كل ما تطبخ زوجته الأمازيغية الأصل فنساء الأمازيغ قويات بطبعهن الجبلي و فنانات بطبخ كل ما هو تقليدي تذكره تلك البربرية الفاتنة بأمه ,أمه المسلوبة فرحتها أمه المطعونة في ظهرها يتذكر موتها غيضا بسبب تلك اللصة التي سرقت أباه منهم و كانت ثمرة زواجها منه أخوه المريض علي

يحقد عليه بسبب أمه المعذبة يريد الإنتقام منه لذلك لم يره من مدة طويلة رفع بصره للسقف مسترجعا ذكريات ذلك اليوم الحزين.

يوم وفاة والده دخل بكل برود يعزي إخوته في والدهم و هو الدخيل بأي حق جاء و بأي حق يدخل هل يتشمت فينا؟ و لماذا لا يتشمت فهو من سرق والدنا حيا و حرمنا منه و الآن يأخذه الموت منا , نعم لقد مات مرتين .

لماذا يعزينا في الثانية و لم يعزينا في الأولى ؟ كان المفضل لأبي دوما فهو الولد المطيع و نحن من عاديناه بسبب فراقه عن أمنا.

وسط فوضى أفكاره أيقظته بسؤال منها : تبدو غريب الأطوار اليوم, ليس من عادتك أن تسرح بوجودي.
صفية..
راجعة من المدرسة بخطوات متعثرة و محفظة ضخمة على ظهرها و عينين جاحظتين بسبب نقص وزنها , التقت خليل في طريقها عمها المحبوب الذي استقبلها بابتسامته العذبة جرت إليه ليحملها بين يديه و يتوجها لمحل قريب يدلعها بقطع من الحلويات , احست أنه يخفي أو يمهد لشيء لكنها لم تشأ أن تفسد على نفسها فرحتها به.

خارجا من المحل متوجهين للبيت

خليل: صفية, أبوكي سيصل اليوم من باريس

ملامح الاشمئزاز رسمت على وجهها

استئنف كلامه : لا داعي للغضب عزيزتي ألم تشتاقي إليه؟

ردت : هو لا يحبني , كلما اتعلق به يسافر و يتركني

قال : هذه المرة راجع مع امرأته الجديدة هي فرنسية

ردت بإستهزاء : هااااههههه , غير الجنسية؟

و استئنفت بحزن : أريد أمي , لماذا ترفضون أن أذهب إليها

رمى نظره للسماء متجاهلا إياها كيف يجيبها؟ و ماذا يقول لها

هل يخبرها بأن أمها تزوجت من هو أصغر منها و زوجها لا يدري أن لديها ابنتين؟

قال مغيرا للموضوع: سلمى غادرت البيت مع سامر

تغيرت ملامح وجهها للحزن و اكتفت بالصمت الذي كان سيد الموقف.

رجعت إليها وحدتها من جديد تعيسة هي كلما تتعلق بأحد يرحل أصبح ممنوعا التعلق بأرواح راحلة مهما طال الوقت تنظر للكل نظرة يائسة .

طفلة بقلب ميت صارت.

لم تشعر بالوقت يمر إلا لما فتح عمها خليل الباب لتتوجه مسرعة لغرفتها أو زنزانتها تحاول التأكد من الخبر.
سلمى
أول يوم من المدرسة ..........

نظرات غريبة لتلك البنت الجديدة فهم لم يتعودوا على الجديد إنهم أشبه بأسرة واحدة درسوا منذ البداية معا حاملة حقيبتها في يدها شعرها القصير البني معطي لوجهها شكلا جذابا أنيقة منذ صغرها لعلها ورثت ذلك عن أمها . استقبلتها المعلمة بفرح فبعد أن رأت مستواها الرائع و نقاطها الممتازة أعجبت بها طلبت منها الجلوس و الإنضمام لفصلها كان درس الرياضيات طويلا لكن ذاكرتها حملتها بعيدا , ما أصعب أن تتواجد في مكان بجسدك و روحك تائهة لا تقدر مرافقة ذلك الجسد , غريبة الديار هي غريبة الروح هي ,فما أصعب الغربة تحاول التأقلم لتفاجئك بلوحة عريضة كتب فيها غريب.

رحلت روحها إلى الماضي ب 5 سنوات مضت قبل وفاة أمها يومها لم تنم الليل بطوله تترقب اليوم الموعود اللحظة التي حلمت فيها مطولا استيقضت أمها صباحا لتجدها نشطة تنتظر بدء يومها بحنان فائق عانقتها حملتها و أعدت لها وجبتها الرائعة كانت أمها طباخة ماهرة في كل شيء فكما تتقن تبطخ ما يؤكل تتفنن في طبخ المشاعر و الحنان و تتقن طبخة السعادة

السعادة الحقيقية يعيشها الكثيرون لكنهم طماعون يحلمون بما فوق ذروتها فهل يوجد ما فوق الذروة القصوى؟

جشعون هم بطباعهم و تأملاتهم فهل هناك أسعد ممن يملك الحنان في بيته؟

هل هناك أسعد ممن يدخل البيت ليجد وجوها محبة متبسمة في وجهه ؟ هل هناك أسعد ممن كبر في كنف ابوين فلا أفتقد أحدهما و لا اشتاق لوجهه؟

كانت تتذكر تلك الأيام مشتاقة لها كالضمئان في رحم البيداء لا يجد ماءاً يسد به عطشه

يومها كانت عروسا تزف إلى عريسها دخل أبوها ليجدها مستعدة لأول يوم دراسي تتذكر يومها لهفتها و سرورها دخلت لساحة المدرسة ممسكة بيد والدها و هي تنظر للأطفال الجدد اللذين يملؤون المكان لحظات و بدأ المدير في مناداة أسماء التلاميذ من القائمة مقسما إياهم لأفواج

: سلمى فرحان

سلمى: إنه اسمي أبي إنه اسمي قبلته و راحت تركض كأنها خائفة أن يسحب المدير رأيه بانضمامها للفوج

قادهم معلم للقسم اختارت أجمل فتاة و جلست قربها كأن جمال الطباع من جمال الأشكال

لكن ما أدراها بقواعد الحياة الغريبة براءتها لا تسمح لها برؤية ما تحت الأشكال .

جالسة و البسمة تغزو ثغرها لتنصدم بكتلة من الشحم تنط فوق الطاولات و صوت نشاز يصرخ بأعلى صوته , إنها مــــــــــــايا .

مايا البنت السمينة الثرية فهم يمتلكون محلا ضخما للحلويات هل تتغذى على الحلويات؟؟

شكل غريب بالنسبة لها كانت البنت تصرخ هاربة مخلفة ورائها أضراراً جسيمة لحظات لا تنسى أواتنسخ الذاكريات أموراً تافهة كهذه؟

ابتسامة رُسمت على وجهها و هي تتذكر هذه الأحداث التفت إلى المعلمة تكمل درسها الغائبة عنه .
علي
يتألم بشدة رجلاه باردتان كأن الحياة نزعت منها ببعدها عنه زادت حالته سوءا ينام أغلب الوقت ليفيق بألم فضيع لم يعد يقوى على تحمل الألم هاهي يومان مذ فراقه عنها و هذا حاله

لا يقدر حتى عل الكلام و لا الأكل حالته ميؤوس منها.

أمه جالسة أمام رأسه تقبل تارة تمسح الدموع مرة و تقرأ القرآن عليه أخرى

يسمعها لكنه لا يستطيع أن يكلمها يتمنى أن يوصيها على ابنته يتمنى لو همس لها لكن الأجل قد حان و ما هي إلا مدة ليست بالبعيدة و تنتقل روحه للعالم الآخر.

حياته مرت كساعات بمرها و حلوها فسبحان الله لو عشنا دهرا ما شبعنا من هذه الدنيا نعلم إنها بيت مؤقت سريع الزوال نتمنى أن نكبر بسرعة لأن وقتنا فارغ و تستهوينا حياة الكبار نكبر شيئا فشيئا لنجد أن حلمنا كان كذبة فنتمنى لو يعود الزمن يوما لنستمتع بكل دقيقة فيه و نبقى في حسرتنا حتى يغزو الشيب رؤوسنا و تتلاعب التجاعيد بتفاصيل وجوهنا لنطل على الماضي من شباك الندم و رغم ذلك نتمسك أكثر بالحياة كلما قرب الأجل زدنا تمسكا كمن يتمسك بقطعة حلوى انتهت و يحاول جاهدا الحفاظ عليها لأطول مدة ما أجهلنا و ما أصغر عقولنا .
خليل...
واقفا عند باب غرفة خاله يتأمل وجهه الشاحب جسمه الهزيل و دموعه تاخذ مجرا على خده

أين ذهب جمال هذا الرجل الوسيم أين ذهبت صحته؟؟ يتذكر مرة رافقه فيها كيف كان قوي البنية يحمله و يلعب معه و يجري على شاطئ البحر يتذكر كيف كان يحمله و يسبح به كسمكة

حمد ربه أن سلمى ليس موجودة و هي في بيت جدها و إلا كانت قد زادت عذابه يكفيه عذاب أمه و جدته يكفيه أن يكون شاهدا على احتضار أسرة .

ما أقسى هذه الحياة و ما أصعبها .

أبوه معتكف في غرفته لا يخرج منها هو أكبر سنا من تحمل ما يحدث كيف لا و هو الذي ربى عليا , تزوج أمه و هو يكبر ب 20 سنة و كان علي صغيرا حينها هو حساس لأقصى درجة نقيض أمه القوية الشخصية.

تنهد و خرج من الغرفة إلى الشارع مباشرة هاربا من المشهد الأليم كأنه يريد الرجوع ليجد المشهد تغير كأن يدخل ساحر يلقي تعويذته على خاله فيشفى كأفلام الهنود .

اخخخخخخخخخ ليت الحياة فلم هندي .

بخطوات بطيئة يمشي و يرمي راكلا كل شيء يجده أمامه كالمجنون .

يعلم أن طريقه التي يمشي فيها خطأ يعلم أنه ليس قويا بما يكفي لمقاومة إغراءاتهم إنهم كالوحل إذا دخلت فيه لا تخرج إلا وسخا لكنهم مهربه الوحيد ملاذه الذي يلجأ إليه للهروب من مشاكل أسرته كالطفل اليتيم لا يجد من يحميه أو يعلمه مواجهة نفسه قبل كل شيء كان.

لا أب يدري من يجالس و لا ام تسأل سبب تأخره يتعمد لفت انتباههم بكل الطرق شاب في مقتبل العمر فشاب في العشرين سنة من عمره لا زال يحتاج لاهتمام ما امتلكه طول عمره , لكن شلة سمير تعطيه الأهمية تسأل عن غيابه تقلق لتأخر سمعتهم سيئة لكنهم طيبتهم تسبق سمعتهم معهم فقط ينسى عذابه خفة دمهم و حلاوة كلامهم تسقيناه جرعات الحنان المفقود كذلك هم ضحية للحرمان رماهم أهلهم على هامش الحياة .
أسمـاء..
في أحلى حلتها تنتظر قدوم عمتها ضيفة عندهم , دخلت سلمى إلى البيت و رمت حقيبتها في الغرفة و ابتمست لخالتها: لمن كل هذا الجمال ؟

ردت : لروحي و حبيبتي سلمى

ضحكت و قالت: لا أظن ذلك يومان هنا و أنا أرى شعرك المنفوش و وجهك المقلوب و اليوم تتجهزين لي ؟

ضحكت و قالت : تعالي نتناول غدائنا عندنا اليوم ضيوف

كانت من النوع الذي يكره الضيوف إلى أقصى حد إنهم يعيقون حريتها فسألت فاضحة لشعورها

: متى سيذهبون

بضحكة عالية انفجرت أسماء و قالت: لم يصلوا بعد لنعرف متى سيغادرون لكنني أظن أنهم سيمكثون أسبوعا

سلمى : هااااااااااااه , أسبوع يا ويلي انا

ضحكت أسماء : لا تخافي حبيبتي , لكن لا تفضحيني بتكرار سؤالك امامهم

عبست و قالت : لم أفقد خجلي بعد

ذهبت لتقبيل جدتها و تناول الغداء لتجهز نفسها

ساعة و وصل الضيوف...

دخلت العمة مع ابنتها الكبيرة خديجة و ابنيها ناصر و منصور

لتستقبلهم جدة سلمى و أسماء بكل فرح و سرور دخلوا المجلس و تبادلوا السؤال عن الأحوال

فيما راحت أسماء تجهز القهوة وأنواع الحلويات الجزائرية .
سلمى...
حساسية مفرطة تجاه أؤلئك الغرباء بالنسبة لها و نظرات شرانية متبادلة مع الطفلين الجالسين أمام أمهما كل يريد الشر كأنهم ثيران في معركة .

وقف أحد الطفلين متوجها للشرفة فتبعته فرصتها لتضيق الحصار عليه.

وقفت أمامه و قالت: هيي ارجع إلى أمك

رد بعنف : لا أنا في بيتي خالي

مااااااااااااااااااااذااااااااااااااا خالك خلخل الله ضلوعك أي خال ؟

سامر ملكها وحدها لن يشاركها فيه أحد

أمسكته من قميصه و قالت : أعد ما قلت .

لينطلق الطفل في تمثيل مسرحيته الدارمية و يصرخ مجلجلا المكان و تتسارع الأيدي لفك الطفل المضروب المسلوب طفولته , المذبوح و المسفوك دمه

و تتوجه أصايع الاتهام للطفلة المصدومة من الموقف هل خوفها من سرقة ملكيتها جريمة؟

و بعد هل يوجد أناسا يتقنون الكذب لدرجة التفنن فيه مشاعر متناقضة دموع حجزتها في مقلة عينها لكن شعور الإنتقام غرس خنجره في قلبها .

حاولت الدفاع عن نفسها لكنها في موقف الاتهام و الدليل عليها بين إيديها تركت الطفل خارجة معترفة بهزيمتها واعدة إياه بالإنتقام الشديد

تذكرت فأرة سامر تشجعت و دخلت غرفته لتجدها في صندوق مثقوب تريد ربح عصفورين بحجر الانتهاء من الفارة و الانتقام من ذلك الوغد وضعت في يدها قفاز خالها و حملت الفأرة و رغبة الاستفراغ تغزوها و ربطت الفأرة بشريط لاصق حتى لا تهرب و قررت وضعها في حذاء الطفل لكن أاي واحد هو

هو أكبر سنا يعني حذاؤه أكبر حجما نفذت العملية بنجاح لترجع للمجلس و تعتذر بكل لطف عن الموقف , لتصير البنت اللطيفة الطيبة .

و جلست تتنظر بدأ فلم الأكشن

لاحظت شيئا غريبا على خالتها فوجنيتيها تتورد و بسمة خجولة على وجهها ماذا دهاها هل جُنت؟؟ أصبح الجنون عدوى هذه الأيام استأذن الضيوف في الانصراف فيما ألحت خالتها و جدتهما عليهم بالجلوس للعشاء فيما عبست هي و دقات قلبها تقرع كالطبول و لحسن حظها رفض الضيوف المكوث سبقتهم لغرفتها خائفة من أن يفضح أمرها .

لتسمع صراخا و بكاء و مجزرة عند الباب صار الطفل يبكي بهستيرية وأمه تهدئه تحاول فهم ما يحدث لطفلها فيما نزعت حذائه لتجد قطرات دم على جوربه الأبيض

الفأرة عظته مانعة إياه من إتمام لبسه لفردة حذائه .حينها ألقت الأم نظرة عما بداخله لتتعالى الصرخات و من شدة خوفها ألقت بالحذاء بعيدا و كان عقابها الثاني أخذ الطفل لحذائها.

انقهرت لكنها تقبلت الموقف لأن خالتها تدرك فاعلة الشر التي ختمت الضيافة بموقف غبي و لن يمر الأمر يسيرا.

هاربة من الموقف قررت الاعتكاف بغرفة سامر.

صباح اليوم التالي................

استيقضت مبكراً تتفقد مكان خالها الذي يبدو أنه غادر مبكرا لدراسته الثانوية مقبل على شهادة البكلوريا للمرة الثانية ابتسمت لما تذكرت دفاعه عنها أمس و تهريبه العشاء لغرفته كم تحبه و تعشقه يستحق عناء قتال البارحة من أجله.

تجهزت للذهاب للمدرسة اليوم كئيب فالخريف حط رحاله و الجو بدأ ينشر حالة الحداد لمفارقة الصيف تشعر بضيق في صدرها خرجت متأخرة عن الفصل على غير العادة

جلست قرب النافذة تشعر بالملل , ليكسر الجو النائم في القاعة دخول مراقب المدرسة يسأل عن المعلمة كون أحد الأولياء جاء ليسأل عن ابنه تمنت لو يأتي أحد للسؤال عنها.

كأن نيزكا ساقطا على الأرض رافق تفكيرها وأن السماء فتحت ليسقط جدها أمام باب القسم يكلم المعلمة استغربت هل هي في حلم؟؟

لم تنتظر سرعة استجابة دعائها تقلبت ملامح المعلمة للإنزعاج طالبة منها الحضور و المغادرة رفقة جدها حملت حقيبتها و خرجت و الخوف متلملكها لكنها ارتاحت لما أخبرها جدها أن والدها اشتاق إليها و يطلب منها القدوم.

في داخلها زحمة مشاعر وأفكار لماذا يطلبني لي 3 أيام كنت معه هكذا فكرت. هل اشتاق لي؟

دخلت البيت لتضع حقيبتها و تنزل للسيارة جدتها تتهرب منها و خالتها وجوهها يدل على أزمة بكاء طويلة ؟ سألت كمن ينفض عن شكوكا مرعبة:

خالة ؟ ما بك؟

قالت : تشاجرت مع سامر

تناقض في كلامها فسامر غائب , تحاول طرد الشكوك و تتغابى لتصدق ما يقال لها ربما حالة أبيها ساءت هي تدري في قرارة نفسها ما يمكن أن يحدث لكنها ترمي مخاوفها بعيدا.

ركبت السيارة و الصمت سيد الموقف سوى همسات بين خالتها و جدتها

: منذ متى

من ستة أشهر؟

سألت على عجلة: ماذا حصل من ستة اشهر

ردت جدتها بوجه مكتئب : انخطبت جارتنا

اكملت رحلة صمتها متجاهلات علامات ترسم أمامها

و بعد وصولهم عانقها جدها كأنها يقويها لمواجهة التالي.

وصلوا للعمارة صوت قرآن يتردد في كل العمارة هل اليوم جمعة؟

كلا إنه الأربعاء . استغربت لأنه من عاداتهم السيئة أن يتشغل القرآن في الجمعة فقط كأنه حُرم دون ذلك ففي الأعراس تقام الأغاني و الرقصات أما في الجنائز فيتذكر الناس أن لهم ربا و أن له كلاما يدعى القرآن و كان صوت المسجل بالقرآن في الأيام العادية يدل على جنازة قبح الفعل الذي كانوا يتبعونه.

نزعت يدها بقوة هاربة للعمارة تتخطى درجات السلالم لتجد باب الشقة مفتوحا على مصرعيه و الناس يملؤون المكان فاجئتها يدين تضمها لها إنها جدتها

بصوت باكي و متألم قالت : سلمى مات أبوك

صوت يتردد في داخلها هل قالت مات صديق ؟ تبا ما دخلي في صديقه فليموتوا كلهم أبي بخير

كالصدى في غرفة فارغة ترمي الصوت فيأخذ طريق الإياب و الذهاب إليك كان ذلك الشيء يعيد كلامه عليها بملامح معدومة تخلت عن تعبير معين كان وجهها لتفيق للواقع بصراخ جدتها تقول : مات ماااااااااااااات أبوك هل تسمعينني ماااااااااااااااااااااااااااااااااات ماااااااااااااااااااااات

زلزال مشاعر عاصفة صدمات كانتا الوصف الوحيد لشعورها لتعبر عن مأساتها صرخات متتالية تردد لااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااا ابييييييييييييي

تخدر الإحساس لم تعد تشعر بشيء حاسة السمع لديها تعطلت و حاسة الذوق صارت مهمتها تحسس الألم اما حاسة البصر فتوقفت في لون واحد.............. الأسود

لم تعد تسمع التعازي الموجهة لها و لا بكاء أهلها لم تعد تشعر بشيء لما ماتت أمها كان هو سبب بقائها كان أول من يعزيها و يصبرها الآن من يعزيها من يرجع الابتسامة لثغرها.

فجأة دفعت المعزين لها وأخذت تجري لغرفة أبيها تتفحص صحة الخبر.

ممددا على سريره نائم بهدوء بصمت لمسته أنه بارد بارد كالموتى : أبي لا تتشبه بهم لست ميتا أبي لا تكذب علي .

و سقته بدموع حارة مقبلة إياه بعمق ممسكة بكف تروي له و تشكي له صدمتها به

تتذكر بعد وفاة أمها حفظها لقصيدة تعبر عنها و الآن تقرأها لها مغيرة لقب أمها به :

أبكيك لو نقع الغليل بكائي

وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي

وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً

لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي

طوراً تكاثرني الدموع وتارة

آوي الى اكرومتي وحيائي

كم عبرة موهتها باناملي

وسترتها متجملاً بردائي

ابدي التجلد للعدو ولو درى

بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي

ما كنت اذخر في فداك رغيبة

لو كان يرجع ميت بفداءِ

فَارَقْتُ فِيك تَماسُكي وَتَجَمّلي

ونسيت فيك تعززي وإبائي

وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ

مما عراني من جوى البرحاءِ

كم زفرة ضعفت فصارت انة

تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ

لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ

مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي

وجرى الزمان على عوائد كيده

في قلب آمالي وعكس رجائي

قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لك الفِدا

مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْت فِدائي

وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ

صعب فكيف تفرق القرباءِ

في كل مظلم ازمة أو ضيقة

يَبْدُو لهَ أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ

ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى

ما يذخر الآباء للابناءِ

قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَه

يومي وتشفق ان تكون ورائي

آوي الى برد الظلال كأنني

لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ





 
 

 

عرض البوم صور عذووووبة  

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحياة, ارواح, تائهة
facebook



جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية