كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
وما ان احتلت الحقيبة المدرسية الجديدة المصنوعة من الجلد الفاخر مكان حقيبتها القديمة الرثة , حتى اخذ هانتر يدهشها بمختلف الهدايا من الملابس .. والاشياء الأخرى الباهظة الثمن والتي لم يكن بمقدورها شراؤها بنفسها.. اما هي , فقد منحته مقابل ذلك الشيء الوحيد ذا القيمة الحقيقية الذي عليها ان تمنحه .. الا وهو حبها , فإذا كان هانتر كما تظنه يخاف من الوقوع في الحب مرة اخرى , فليس لها هي ان تخاف , وهكذا جعلت نفسها طوع امره في مئات من الأمور الصغيرة .. فهي تحترم رغبته في الانفراد بنفسه, إنما بعد ان تظهر له بجلاء انها ليست في وارد كبح جماح حريتها ونشاطها البالغين لكي تتصرف وفقاً لمفاهيمه الصارمة عن استقلالهما الواحد عن الآخر .
فكانت تضحك متحدية ملاحظاته الساخرة , بوجهة نظرها المشرقة , وتجعله يقهقه ضاحكاً لخفة دمها وسرعة بديهتها تؤثر عليه بحماسها المتدفق في دراسة اللغات التي كانت تتعلمها بسرعة بالغة , واهتمامها البالغ بالحضارات التي تمثلها , لقد دفعته الى تذوق الموسيقى التوقيعية , واستمعت اليه باهتمام إذ يحدثها عن الفن و السياسة , كما كانت ترواغ في قبول هزيمتها امامه في لعبة الشطرنج ...
الشيء الوحيد الذي كانت وحدها المسؤولة عنه هو كتابتها , فإذا اراد مرة ان يسألها عنه , كانت تغير الموضع بخشونة , وحسب قوانينه التي وضعها لم يكن يستطيع الاصرار , وطبعاً, لم يكن توقف الحديث او التفكير بذلك ليوقف ذعرها المستمر من خوفها من انكشاف الأمر.منتديات ليلاس
وكانت احياناً تفاجئه وهو يتأملها بتفكير عميق مايجعل قلبها يخفق من التوجس .
كانت هديته الجديدة حشية للجلوس على الأرض الحرير المزين بألوان مختلفة من الفصوص الملونة , فقد كان يعرف رغبتها في القيام بأعملها على الأرض , وسرعان ماطرحتها آن على السجادة بجانب كرسيه الجلدي المفضل لديه, ثم اخذت تفتش عن شيء تقوم به انتظاراً , لتلاحظ بعد ذلك حقيبة الملابس القديمة الموضوعة في زواية من غرفة نومه ماجعلها تستغرب امرها , متسائلة عما اذا كان ينقل اليها بعض محتويات خزانته , يفسح بذلك مجالاً لبعض ثيابها , فيها.
وعادت الى حيث خزانة كتبه , حيث اخذت تفتش فيها عن كتاب تقرأه , ومالبث جسمها ان اضطرب وهي تجد كتاباً يحمل اسماً مألوفاً.
( ديوراه ماركام لويس)
كانت ديواناً من الشعر , واخذت تتصفحه ببطء , وكأنها كانت تخشى من ان ينفجر في وجهها , كان على غلافه الأخير صورة كبيرة كاملة بالأسود والأبيض قد كتب تحتها تفاصيل مختصرة عن سيرتها الذاتية .
( شاعرة .. مؤلفة .. متزوجة من مؤلف .. نشر هذا الكتاب بعد وفاتها ..)
قطبت جبينها وهي تقلب الصفحات السمكية , محاولة جهدها فهم المعاني المستترة لشعورغير موزون ولم تكن آن نقادة للشعر ولكنها تحس به , ولكن شعر ديبوراه لويس تركها باردة الشعور.
- ماذا تقرأين؟
ولم تكن قد سمعته وهو يدخل , القى هانتر بحقيبة أوراقه , واقترب منها وهو يفك ربطة عنقه , وعيناه تبتسمان لرؤيتها متكورة على الوسادة و الحرير الصيني ينساب هفهافاً حولها .
|