- أخرجت جيسي لسانها ولعقت شفتيها وأحس ادريان بحرارة زفيرها – لا أريد ... بدأت بالقول وهي لا تعرف تماما ما لا تريد .
ناداهما سام قاطعا السحر الذي لفهما – لقد وصل الطعام .
وكان صوت سام قد ذكر ادريان بخيانة جيسي له فتغيرت ملامحه وقال – سأذهب لأتسلم الطعام انتبهي وأنت تجففين نفسك لئلا تجرحك قطع الزجاج المكسور .
ان الجروح التي قد تصاب بها من جراء الزجاج المكسور ستكون بسيطة بالمقارنة مع الجروح التي يسببها الألم النفسي ويقطع ما في داخلها للحظة واحدة فقط شعرت جيسي ان لمسة ادريان قد أمحت كل سنوات الوحدة والألم وأنهما يعيشان معا كما في الماضي .
ولكن صوت سام أيقظها من وهمها . ادريان لم يكن لها قط عندما يصل الأمر الى حياته الخاصة وهذا شيء يجب ان لا تنساه أبدا .
حين أنهت جيسي تجفيف جسمها ارتدت ثوب الحمام وتوجهت نحو غرفة الطعام لتنضم الى ادريان وسام وعندما دخلت . رأت سام يقوم بتوجيه من ادريان بسكب الطعام الصيني في الصحون وقد لاحظت على الفور ان ادريان قد رمقها بنظرة وحدق الى روب الحمام الملتف حول خصرها والمنشفة التي غطت بها شعرها وتوترت أعصابها ان الارتباط السحري بينهما لم يذهب تماما وعلى الرغم من ذلك لم تحظ فيما عدا التحديق بأي ردة فعل منه .
- العشاء جاهز قال ادريان وسال سام – العيدان أم الشوكة ؟
- العيدان من فضلك أجاب سام – لقد علمتني أمي كيف استعملهما .
علت محيا ادريان بسمة ساخرة وأدار شفتيه وقال – يبدو لي ان والدتك مليئة بالمفاجآت .
أحست جيسي بشيء من ضيق النفس – لقد تتلمذت على يد معلم بارع .
لقد كانت تعني ان ادريان معلمها البارع ولكن ادريان أصر على البقاء على سوء فهمه – اهو جو العتيد ؟
قاطع سام الحديث ببراءة وقال – العمة درو قالت ان الأكل بالعيدان هو وسيلة ناجحة لتأكل اقل انها تستعمل العيدان في أكل اي شيء حتى السباغيتي .
لم يعر ادريان بالا لما قاله سام ولم ينتبه الى ان الولد قد ربط اتوماتيكيا بين ذكر اسم جو وبين العمة درو . سام لا يعرف الا جو واحدة – على ما أظن انها أحدى وسائل لتخفيف الوزن .
وضع ادريان أمام جيسي على الطاولة صحنا من اليخنة وضع العيدان بجانب الصحن ولكنها لم تأكل الا قليلا لان شعورها بالضيق كان قد افقدها الشهية أبعدت بعد ذلك الصحن عنها وجلست تراقب سام وهو يأكل انفرج إحساسها بالضيق عندما أعلن سام ان معدته قد امتلأت بعد انتهائه من أكل المبرومة الصينية .
أبعدت جيسي مقعدها عن الطاولة ونهضت – في هذه الحالة من الأفضل ان نعود الى البيت ونضعك في الفراش أيها الرجل الصغير . الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
لاحت تعابير الاحتجاج على وجه سام – لماذا يا أماه ؟
- اعتقد انه من الأفضل ان تناما الليلة هنا .

كادت جيسي ان تكسر احد عيدان الأكل الى نصفين وقد فوجئت باقتراحه – لحظة من فضلك ...
لم يظهر على وجه ادريان اي انفعال وكأنه لم يقترح منذ ثانية ان تنام عنده او هل هي ظنت انه اقترح ذلك وقد لعب الشراب برأسها .
لا تستطيعين اخذ سام الى البيت في هذه العاصفة قال ادريان مبعدا بذلك اي احتمال أخر .
تثاءب سام مرارا ونظرت جيسي الى ادريان وكأنها تسال في ما يجب عمله ولم يطل ادريان حيرتها بل حمل الولد بين ذراعيه – تعال معي يا سام لقد حان وقت النوم . ضحك الولد ولف ذراعيه حول عنق ادريان وعاود جيسي الشعور بأنها واحد ضد اثنين في هذا الوضع وفي صمت متوتر تبعت جيسي ادريان عبر القاعة التي توصل الى غرفة نوم صغيرة وأدهشها وجود سرير مفرد في الغرفة وغطائه قد طوي جانبا استعدادا للنوم .
- لقد أعددت الفراش له تحسبا عندما كنت تأخذين الحمام . وفي حال موافقتك على البقاء أوضح ادريان راود جيسي شعور بالأهانة لثوان معدودة ولكن هذا الإحساس اختفى بسرعة يجب ان تتوقف عن تفسير كلمات وحركات ادريان على أساس شخصي بحث مدت يداها لتأخذ سام من بين ذراعي ادريان وابتسم سام لها بجفون أثقلها النعاس – انه نائم تقريبا .
- فرك سام عينيه بكلتا يديه – أنا لست نعسا ولكن تثاؤبه الطويل فضح كذبته.
حلت الضحكة مكان العبوس – ليس هذا ما أرى .
تلكأ ادريان قليلا حتى انتهت جيسي من وضع سام في السرير ومن تغطيته باللحاف وفي الوقت الذي طبعت فيه قبلة على رأسه كان سام قد أغلق عينيه واخلد الى النوم .
- هذا هو الوقت الذي يبدو فيه سام في عمره الحقيقي ست سنوات . قالت جيسي وهي تبتعد عن السرير.
- وضع ادريان يده على كتف جيسي – وبقية الأوقات يبدو وكان عمره ست عشرة سنة . ثم أطفا النور في الغرفة بصمت راقبا سان وهو نائم وقد ألقى الضوء المنبعث من القاعة شعاعا من النور على وجهه بعد ذلك خرجا بهدوء من الغرفة .
- ما ان وصلا الى وسط القاعة حتى غرقا في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما جعل جيسي تطلق بشكل عفوي صيحة خائفة .
- أحست جيسي بدفء يد ادريان وهو يضعها على ظهرها – لا تنزعجي انه انقطاع في التيار فقط .
- قاد ادريان الطريق رجوعا الى غرفة الجلوس أشعل شمعتين كانت في الشمعدان الجانبي – لحسن الحظ لم يبدأ دافيد تجديد هذه الغرفة وأضاف قائلا - انها ألان المكان الوحيد في البيت الى جانب المطبخ الذي استطيع فيه العثور على ما أريد .
- - لقد لاحظت انك على وشك الانتهاء من تجديد المكتبة وقد شعرت جيسي بالارتياح للتكلم في مواضيع عامة فالحديث معه في اي موضوع خاص يشد أعصابها ويجعلها قلقة ومتحفزة .
- لم يبق علينا الا تركيب السوار الخشبي للجدار وقد جددنا هذا السوار طبقا للأصل لكي نعيد للغرفة رونقها الأصلي . الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

- ستبدو رائعة . قالت جيسي مؤكدة كلامه – مع ان كثيرا من الأملاك قد بيعت ولولا ذلك لكان بإمكانك أعادة أنشاء العرائش والحديقة الانجليزية.
فوجئ ادريان بمعلوماتها – كيف تعرفين ذلك ؟
لقد قمت ببعض الدراسات عندما اشتريت بيت الحراس وقد وجدت انه في مطلع القرن التاسع عشر كان مالكو هذا البيت يملكون أيضا كل الأراضي الواقعة في هذا الوادي .
الكرز كان يأتي من العرائش ويعبا بصناديق من الخشب ويرش عليه مسحوق الفلين ومن ثم يشحن الى سوق كوقت غاردن في لندن العربات كانت تصل كل يوم محملة بالركاب الذين يأتون لزيارة العرائش والحديقة الانجليزية البيوت الزجاجية في الحديقة الانجليزية كانت تحتوي على انذر وأجود أنواع النبات في العالم ومن حسن الحظ ان المالك الأصلي لهذا الوادي كان ثريا ويملك منجما للذهب ولم يبخل بالمال لتمويل مشاريع الحديقة الزراعية .
مشى ادريان الى الطاولة الجانبية وصب قليلا من الشراب من زق كان موضوعا على الطاولة وأعطى جيسي الكأس المليئة – هل عرفت شيئا عن تاريخ هذا البيت ؟
- بنى على الطراز الجور جي وكان البيت الريفي لمالكي الوادي لماذا تسال ؟
- لا شيء فضول مني فقط .
جرع ادريان الشراب من كأسه بتمهل وصمت لم يكن يقطعه الا صوت العاصفة وصوت قطرات المطر وهي تضرب بشدة على زجاج النوافذ وفي الوقت ذاته كان البرق يضئ الغرفة من فترة لأخرى .
وكلما ومض البرق كانت جيسي تنكمش على نفسها في انتظار صوت الرعد الذي يتبع وفيما كان كل مرة البيت يهتز من قوة الصوت ومن دون ان تدري وجدت جيسي نفسها تزحف على الأريكة العريضة مقتربة من ادريان . لم تفت ادريان حركتها – الا تزالين تخافين من صوت الرعد ؟
أرخت جيسي رأسها الى الأمام وعلى ضوء الشموع لم يستطع ادريان رؤية تعابير وجهها – صوت الرعد كان يخيفني دائما لو كان سام مستيقظا ألان لتظاهرت بالشجاعة .
- انت لا تتظاهرين عندك من الشجاعة أكثر مما تظنين .
هزت رأسها بالنفي – لا ليس عندي الشجاعة لتسلق الجبال وقطع القارات مثلما تفعل انت .
- مثلما كنت افعل . صحح ادريان جملتها من صيغة الحاضر الى صيغة الماضي وأضاف – الشجاعة على أنواع .
- لا ادري ماذا تعني .
نظر أليها ادريان بعينين مليئتين بالدمع ولكن من دون ان تفصحا عن شيء – الشجاعة هي ان تنجحي في الحياة بعصامية . الشجاعة في ان تربي ولدا بمفردك هذه هي الشجاعة من نوع أخر .
لقد قمت بذلك بحكم الضرورة أوضحت جيسي – الشجاعة كما قال احدهم هو ان تقوم بعمل كنت تخاف القيام به . استوعبت جيسي فجأة تصحيحه السابق لصيغة جملتها فنظرت اليه – لماذا قلت ان تسلق الجبال أصبح شيئا من الماضي ؟

تغرغر فم ادريان بالكلام وقال – كنت أتساءل متى ستبدئين بالهجوم لقد طلبت مني مرارا ان استقر واصرف النظر عن السفر وها أنا نهائيا افعل ذلك .
اتسعت حدقتاها من الدهشة لما قاله – ولكن ادريان بسبب الضوء الخافت لم يلاحظ ذلك – انت ؟ تصبح بيتوتيا ؟ منذ متى ؟
منذ ان أمضيت سنوات في الأدغال وقد تغيرت مفاهيمي عما هو مهم في الحياة .
قاومت جيسي انتعاش الآمال في صدرها اذا تغير ادريان بالفعل هل هناك من أمل في عودتهما لبعضهما ؟
- ما هذا الذي ذكرته عن مسلسل تلفزيوني جديد ؟
- أنا مساعد مقدم هذا البرنامج الشخص المسئول الذي يجلس في الأستوديو يربط اللقطات المختلفة في تسلسل واضح ومنطقي ويضع التعليق المناسب عليها . انه يشبه العمل في البرامج الرياضية عندما يتعلق الأمر بنقل وقائع المباريات لا تبقى هناك حاجة للتنافس في كل لعبة رياضية .
- قالت جيسي بحذر – ألن تفتقد متعة هذه الحياة بعد ان كنت مولعا بها ؟
هل تخليت أم رأت ان أصابعه قد انقبضت على كاس الشراب الذي يحمله ؟- بالطبع سأفتقد هذه الحياة ولكنني أصبحت في الثانية والثلاثين من عمري وقد حان الوقت لأفسح المجال على الجبل لجيل اصغر مني عمرا .
أحست جيسي بانقباض في قلبها وحاولت قراءة وجه ادريان وعينيه علها تجد ما يشير الى الم دفين لم يفصح عنه ولكن ملامح ادريان الحادة وجسده المتناسق المفتول العضلات لم تنم عن شيء ومع ذلك أرادت التأكد – هل أصابك اي مكروه يبعدك عن الرحلات ؟
- أنا ؟ لا قدر الله لا لم يحدث لي اي مكروه . حرك رأسه من جانب الى أخر ورفعه بسرور وسخرية – هل أنا ألاحظ نغمة الاهتمام بي فجأة .
أحست جيسي بلسعة شكوكه الواضحة فشدت يديها الى بعض بالطبع هي تهتم فقد أحبته دائما ولكنها لم تستطع أقناعه عندما شك بأنها تركته من اجل رجل أخر أصبح والد ابنها .
اسمح لي ببعض الحنين الى الماضي . قالت بهدوء – العاصفة والشراب ... انت نفسك قد قلت ان هذه الأمسية تشبه أمسياتنا في الماضي . لقد انتظرت طويلا هذا الشعور بالبهجة الذي تملكها وفي حنايا عقلها الباطن كانت جيسي متأكدة بان هذا الشعور بالبهجة لا يمكن ان تحسه الا مع ادريان وإذا هو بالفعل قد تغير ... الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ولكن ماذا اذا لم يتغير ؟ لقد عاد منذ عدة أسابيع فقط ماذا لو تملكه هوسه بالمغامرات ثانية ؟ بمجهود خارق تجاهلت جيسي الرغبة الصارخة في داخلها واطفات النيران التي أشعلها عناقه في أعماقها يجب ان تتأكد أولا انه قد تغير فعلا قبل ان تطلق العنان لعواطفها الجياشة التي تصرخ في داخلها .
- أرجوك ان لا تفعل – قالت جيسي وكلماتها تنطلق بما تعنيه .
- اعذريني لقد نسيت ان لديك أولويات أخرى هذه الأيام هل يعلم عشيقك جو ان زوجك قد انتقل ليصبح جارك ؟
كيف تستطيع تجنب الكذب عليه ؟ ولكنها حاولت قائلة – لم أر من الضروري أخباره.
- اذا هو لا يعرف ؟ هل تخافين من ان هذا سيقضي على ثقته بك ؟
- لا يوجد هناك اي جو في حياتي – على الأقل ليس كما تتخيل . انفجرت جيسي غاضبة وقد اعتراها شعور بالخجل من هذه القصة ولو لم يكن الأمر من الأهمية البالغة كي تخلق والدا وهميا لسام لكانت اعترفت لادريان بكل شيء .
نظر ادريان الى وجهها محدقا – هذه الصرخة تأتي من أعماقك هل هو الذي تركك يا جيسيكا ؟ هل أخيرا أتى من جرعك من السم نفسه ؟
ما الفرق اذا هو تركني او أنا تركته ؟ الا اذا كان يسعدك ان رجلا قد أكلني لحما ورماني عظما .
- كيف اشعر بالسعادة لوضع كهذا ؟ لست أنا من طلب الانفصال هناك هل تذكرين ؟
- اذا الخطأ كله يقع علي .
شتم ادريان بصوت خافت – لم اقل انها غلطتك فوقف متمشيا ذهابا وإيابا في الغرفة وقد القي عليه ضوء الشموع ظلالا مثل ظلال قضبان السجن . فبان كأنه حيوان في قفص .
- لا معنى ألان لان نجتر هذا الموضوع ثانية لقد انتهت فصوله .
بالنسبة له ربما أما بالنسبة لها فلا فهي لم تأخذ بالحسبان تفجر عواطفها وذكرياتها في هذه الليلة وهي لم تعرف اي رجل منذ غياب ادريان وست سنوات هي مدة طويلة لقد أحست بهذا الحرمان أيضا أم وجد متنفسا أخر لإرضاء رغباته ؟ لقد قال انه قاوم هذا الأغراء في الأدغال .

- ربما يجب ان تكتفي بالحديث عن مواضيع عامة مثل برنامجك المتلفز اقترحت جيسي – هل من اسم لهذا المسلسل .؟
- نعم اسم مؤقت على حافة الحقيقة ان غاية المنتج من هذا البرنامج هو نقل المشاهدين الى أماكن لم يروها من قبل مثل انهار غينيا الجديدة الباطنية ونتؤات خليج يورك وحتى الى الفضاء الخارجي اذا استطعنا ترتيب ذلك .
كان ادريان بالنسبة لها جبل افرست نفسيا وكي تشفي منه كان عليها تسلقه ان تسمح لادريان بدخول حياتها ثانية يعني انها ستبدأ ثانية بالتسلق من سفح هذا الجبل النفسي ومع ذلك كانت قمة هذا الجبل تناديها – ويا الهي بأي قوة تناديها .
- يبدو لي ان التيار الكهربائي لن يعود الليلة . قال ادريان والتقط شمعه أعطاها الى جيسي ثم التقط شمعة ثانية له – من الأفضل ان نخلد الى النوم .
الغرفة التي قادها أليها هي الغرفة التي كانت سوزان غراتون تحتفظ بها لتستعملها ابنة عرابها عندما تأتي لزيارتها ويبدو ان ادريان قد اشترى مع المنزل معظم مفروشاته فقد ميزت السرير المصنوع من خشب الأرز بأعمدته الطويلة والخزانة الأثرية التي اشترتها سوزان من سوق الأشياء العتيقة وبالنسبة للغرفة نفسها فقد لاحظت جيسي ان قشرة الاسمنت قد أزيلت عن الجدران واقتلع البلاط عن الأرض .
- أسف لان الغرفة غير مريحة كفاية ولكني لم أتوقع زوارا يقضون الليل عندي . اعتذر ادريان .
- لا باس بها ولكني مازلت أفكر انه كان باستطاعتنا العودة الى البيت في خلال خمس عشرة دقيقة .
- وتصابان بالبلل حتى أخمص أقدامكما وهذا بسبب السور الذي بنيته قال ادريان بشعور من الندم – ان اقل ما يمكن ان أقدمه في هذا الحال هو ان أوفر لك مكانا لقضاء الليل .
- تثاءبت جيسي وضحكت مرددة كذبة سام منذ وهلة – أنا لست ناعسة لهذه الدرجة .
- تصبحين على خير . وإذا ما أخافتك العاصفة ناديني فانا نائم في الغرفة المجاورة .
ابتلعت جيسي لعابها بصعوبة لماذا كان عليه ان يذكر كم هو قريب منها ؟ ألان تتخيله وهو نائم على سرير أل غراتون الكبير سيسلب أحلامها لم يكن يحتمل ارتداء البيجاما بل كان ينام عاريا .دائ الامل المفقود ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ما جعلها التفكير بهذه الصورة تلعق شفتيها بتوتر لماذا وافقت على البقاء ؟ لقد كان من الأفضل ان تصاب بالبرد من جراء الابتلال بالمطر من ان تضع نفسها في هذا الأتون من العذاب النفسي والجسدي .
ولكن سام انه معرض كثيرا لإصابات البرد ان يبتل بالمطر مرة أخرى يعني انه سيقع مريضا وتضيع عليه الدراسة ان رضيت أم لم ترض بالبقاء لم يكن عندها بديل أخر .
عندما تركها ادريان في غرفة النوم بمفردها خلعت جيسي عنها رداء الحمام واندست تحت غطاء الفراش وأحست بوخزه وبر الصوف على جسدها – لم تشعر بعدم الارتياح ولكن الوخزة ذكرتها بزياراتها لبيت جدتها في ادلايد عندما كانت طفله .
تداعت أفكارها نحو أيام طفولتها واعتراها شعور بالوحدة لقد مات جداها منذ وقت طويل ودفن والدها بقربهما بعد ان أصيب بالسكتة القلبية ومات وهو في الخمسين من عمره أمها تزوجت ثانية وانتقلت لتقيم في كوينزلاند والاتصال الوحيد في ما بينهما كان تبادل بطاقات عيد الميلاد .
لم تكن جيسي على علاقة وثيقة مع أمها في بعض الأحيان كانت جيسي متأكدة من ان أمها تحسدها على حياة المارة الحديثة التي تعيشها لو تعرف فقط ان جيسي تمنت كثيرا لو انها ترجع في الزمن الى الوراء الى جيل أمها حيث كانت مسؤوليات المرأة تنحصر بين البيت وموقد النار .
تربح مرة وتخسر مرة هذا كان شعار جو عزيزتي جو في احد هذه الأيام سأعرف صديقتي على ادريان كيف ستكون ردة فعله عندما يعرف ان جو كانت راقصة باليه بارعة وتتصرف كالغجرية ؟
بقيت جيسي مستيقظة لوقت طويل تستمع الى صوت العاصفة كانت تشعر بالدفء تحت اللحاف الصوفي ولكن في كل مرة يهدر صوت الرعد كانت تنكمش على نفسها فقط علمها بان ادريان ينام في الغرفة المجاورة كان أعطاها الشجاعة سيأتي من دون شك لو احتاجت الى مساعدته ولكن هل سيكتفي بتقديم العون فقط ؟ من الأفضل ان لا تخضع نفسها لهذه التجربة .
عندما فتحت عينيها ثانية كانت العاصفة قد ولت والشمس أشرقت على سماء زرقاء صافية كان من الصعب التصديق عندما نظرت جيسي خارجا الى الحدائق ان عاصفة شديدة قد ضربت الليلة الفائتة والأثر الوحيد الظاهر كان أغصان العليقة المتكسرة على النوافذ وعقب الشمعة المحترقة .
ولكن سرعان ما تبين لها ان شجرة صفصاف كبيرة مقتلعة من جذورها ولم يبق منها الا جذعا محروقا كانت تشهد على عنف العاصفة كان ادريان على حق عندما أصر عليهما بالبقاء فاحتمال ان يقتلا تحت وابل من الأغصان المقتلعة كان كبيرا .
أفاق سام قبل جيسي وارتدى ملابسه الخاصة بغير ترتيب وجلس يشاهد التلفاز – قبل ان تدخل جيسي المطبخ وتراه – يظهر ان التيار الكهربائي قد عاد ثانية قالت بصوت جاف عندما لاحظت ان سام قد