لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-13, 12:53 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260923
المشاركات: 29
الجنس أنثى
معدل التقييم: جنى وكرمه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جنى وكرمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

مسكينه كولين ..........جيس ليه كان قاسى عليها كده ........مشكوره اخت عطر روايه رائعه ومجهود اروع فى انتظار اخر فصلين ياريت ما تتأخريش عليا انا فى انتظارهم من دلوقتى

 
 

 

عرض البوم صور جنى وكرمه   رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 10:03 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

اسفة جداا جدا ع التأخير و كتعويض هذا هما اخر فصلين


8 _ ثمن المزرعه




انقضى شهر كامل على الحفل ,
هذا ما فكرت فيه كولي وهي تنظر الى نفسها في المرآه لكن صورة الحفل كانت لا تزال ماثله امامها وكأن احداثها جرت ليلة امس فهي تتذكر كيف استجمعت شتات نفيها بعد الحديث الحاد بينها و بين جيس و اتجهت لتنضم الى المدعوين حتى لا يثير غيابها تساؤلهم .
احست بسياط التأنيب تلهبها تلك الليلة و بدت الاصوات الضاحكه و المرح الدائر اشبه بكابوس يجثم فوق صدرها و لم تجد في نفسها ادنى تجاوب مع محاوله توني ان يجذب اهتمامها و لا عجب من نظراتها التي كانت مسلطه على جيس و على فتاته تانيا ذات الشعر الاسود.
انقضى شهر على الحفل وها هي الان تكابد نتائجه بالمرأة تعكس شعور اللامبالاة البادية في عينيها وما حول شفتيها من غضون و ماصاب قوامها من هزال . و الحقيقه ان الجميع لاحظو ما اصابها فالخالة حاولت ان تعرف مايؤرق ابنة شقيقتها
اما توني فاعتراه الانزعاج لفتورها امام تعليقاته بينما كان العم بن الشخص الوحيد الذي ادرك السر ولذلك تعمد ان يعهد اليها بأعمال تملأ فراغ يومها ... وكانت الساعات التي تمضيها معه تخفف الالآم التي تشعرها و تحس فيها انها ترد له الجميل لقاء الهدوء الذي يبعثه في نفسها .
أما جيس فقد تعمد ان يتجاهل التغير الذي طرأ عليها و كأنه يجد متعة في الانتقام منها , فكان يبادر الى الانطلاق بجواده في الصباح الباكر و يغيب عن البيت يومين او ثلاثة ايام وكان كاهله ينوء بالاعمال الثقيله , ثم يتعمد الضهور في الاوققات التي تجلس مع العم بن حتى تسمع الكلمات القاسيه المتبادله بينهما ,
فلم تكن تشعر بالسلام الا في الاوقات التي يغيب فيها ..
كان جيس فضا في سلوكه و تحول وجهه الى قطعه من الصخر الاصم و ظلت ملامحه جامده لا تتغير و لا تحمل سوى تعبير السخريه اما نظراته فهي نظرات نافذه كنظرات الصقر و ادركت كولي ان اسم عائله سافدج اي متوحش ... يلائمه تماما ..!
و احست كولي بالارهاق من احساسها بالذنب نحو جيس و هي تضع فرشاة الشعر على مائدة الزينه و تذكرت ما حدث ليلة امس عندما تحلقت الاسرة حول مائدة العشاء .. ااذ احتدم النقاش حتى فقدت كولي السيطره على مشاعرها فألقت ملعقتها بالطبق و دفعت مقعدها بانفعال تحدوها الرغبه العارمه في مغادرة الغرفه بسرعه ,
لكنها توقفت عند الباب حينما نادتها خالتها لتقدم اعتذارها الى جيس الذي رفع يده لتهدئة الموقف فبادرت الخاله قائله :
( و لكن كولي لم تكلف نفسها حتى عناء الاستئذان )
احست كولي ان جيس انتصر عليها ثانية فأحنت رأسها ثم انفلتت تجري لترتقي درجات المؤدية الى غرفتها .
انه امر مضحك و هي تتامل نفسها الان في المر آة كانت تود ان ترى نفسها شخصا ناضجا بدلا من فتاة صغيره تطاردها الافكار المزعجه . انها تحس الان بملك الحب كيوبيد يسدد سهامه الى قلبها و يتركها مثخنه بالجراح بالرغم مما حدث .. فانها ما زالت تحب جيس .
و كان الامل يراودها في ان يرفرف السلام على افراد الاسره و لكن المحاولات كانت تنتهي بالحرب كم من معارك تترك مشتعله قبل ان يوجد لها حل و كيف يتحقق النصر ما دامت الحرب دائره ؟
تطلعت كولي الى الساعه الموجوده على مائدة الزينه وادركت ان الوقت حان لكي يتناول العم بن شاي الصباح . اصبح من عادتها في الفتره الاخيره ان تحمل اليه الشاي و اصبحت المكتبه مكانها المفضل بما تبعثه في نفسها من هدوء . بل انها لم تعد تهتم بازاحة الستائر لتدع اشعة الشمس تتسلل الى الغرفه .
سارت كولي بهدوء و هي تتخذ سبيلها الى المطبخ لانها تعرف ان ماغي اعدت الصينيه و ان كل ما عليها هو ان تحملها الى العم بن و فعلا حملت الصينيه و سارت بهدوء حيث وضعتها على المكتب و بعد ان سكبت الشاي القت بجسمها على المقعد الوثير و قال العم بن بدون ان يرفع بصره عم دفاتره :
( اذا حقق القطيع ثمنا غاليا سوف نكسب عائدا كبيرا هذا العام )
و لكنه اكتشف امر كولي كانت شارده الذهن و لم ترفع بصرها عن البخار المتصاعد من فنجانها و هنا سألها :
( حسنا . الا تنوين التفوه بشيء ؟ )
اجابت كولي و هي تتذكر ما يقوله :
( ماذا ؟ اوه .. اجل .. سيحقق ثمنا كبيرا )
راح العم بن يحدق فيها و يقول لها وهو يهز رأسه الاشيب :
( حماسك أخاذ ... و لن يطول بك الامر حتى تبادري بالتعبير عن ثقتك الزائده بجيس . هل عرفت اخيرا حقيقة ناظر الزراعه هذا المجرد من المبادئ الخلقيه ؟؟ و الذي يعمل عندي ؟ )
اعتدلت كولي في جلستها و قد اخذت بالوصف الذي يصف به العم حفيده و قالت له بهدوء و هي تحاول ان تغير دفة الحديث :
( ارجوك ... يا عمي ... الشاي سيبرد )
قال بن مزمجرا :
( لا تغيري دفة الحديث عندما أسأل سؤالا . اتوقع ان اتلقى جوابا عنه ... )
رفعت كولي فنجان الشاي لتخفي الرجفه التي اعترت شفتيها , ثم قالت له :
( الا يكفي الشجار الدائر في هذا المنزل ... )
قال الرجل المسن :
( ما بالك يا طفلتي ؟ هل اصبحت تؤمنين بعدم وجود الذئب وسط قطيع الغنم ؟ حان الوقت لأن تتوقفي عن رؤية جيس في صورة الفارس و ان تعرفيه على حقيقته . انه رجل قاس يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيله و لكنه لم يفز بعد بمزرعه سلاش آس , اليس كذلك ؟ )
وضعت كولي فنجان الشاي على المنضده ثم قالت :
( جيس ليس مسؤولا عن قتل احد اي جد انت حينما تجلس هكذا و تخبرني بأنك مؤمن بأنسان من لحمك و دمك يمكن ان يدع اخاه يموت )
مال العم بن الى الامام لترى كولي ابتسامه شيطانيه ارتسمت في عينيه ثم قال :
( الجلد السميك لم يعد سميكا . اصبحت اراك امرأة فقدت القدرة على الكلام و حرية لاراده , و قد استقر رأي هذا عندما رأيتك ليلة امس و انت تغادرين غرفة الطعام . كنت ك الدجاجة التي تفر من السكين .. )
قالت كولي :
( هذه اول اسرة التقي بها ... افرادها مصابون بالسادية .. يجدون سعادتهم في تعذيب الاخرين )
دفع بن مقعده المتحرك من وراء المكتب و قال :
( الغضب يحل عقدة اللسان و يدع الحقيقة تتدفق )
قالت كولي و هي تهز رأسها ببطء :
( كلا .. الغضب يلهب الجروح القديمه ليمنعها من ان تلتئم )
( هل شعارك المغفره و النسيان ؟ )
اجابت كولي بهدوء :
( اذا لم تستطع المغفره فأنت لا تستطيع النسيان و العكس صحيح )
سألها بن فجأه :
( و هذا ما تتوقعين مني ان افعله اليس كذلك ؟ هل تتوقعين مني ان انسى اللحظه التي وقف فيها جيس تاركا اخاه يموت . لانه يعرف أن ريك سيرث المزرعه و تتصورين بعد ذلك انني سوف افتح ذراعي مرحبا به ؟ )
صاحت كولي قائله :
( لكن جيس لم يفعل ذلك )
قال العم بن ساخرا :
( هذا ما يحدثك به قلبك .. و ليس عقلك )
تركت كولي مقعدها و كل جسمها يرتجف لتقف امام العم بن و شرر الغضب يتطاير من عينيها و تقول له :
( اجل اجل , ان قلبي هو الذي يحدثني انني احبه حبا كبيرا الى الحد الذي لا تهمني معه حقيقة ما اذا قتل اخاه ام لم يقتله . سأتزوجه غدا اذا طلب يدي و لو فكرت لحظه في ان اخذه بعيدا عن هنا , لما ترددت . لكنني افعل ,
لانك نجحت في ان تثقل كاهله بذنب مصرع اخيه و اصدر هو حكما على نفسه بأن يظل رهين سجنك فأصبح يعيش مع جده الذي يكرهه و يعجز عن الفرار من اتهامك الرهيب له بأنه قاتل , كم هو قاس عقابك تنزله به .. هناك الثور .. ذلك الحيوان الذي الاخرس الذي قتل حفيدك و ترك ندبه دائمه على وجه الحفيد الذي حاول ان ينقذ اخاه ,
هل انت مصر على ان تنتزع رطلا من اللحم من جسد حفيدك الحي ؟ اعتقد انك شخص كريه .. ثم انني اعجب كيف يؤيد الاخرون فيما عدا جيس طبعا , رايك و ليكن في علمك انه لا شيء يضطرني للبقاء هنا في هذا المنزل .. سوى وجود جيس )
صاح بن و قد تضرج وجهه بالغضب :
( كفى انك لا تدركين شيئا عما تتحدثين .. لم تكوني موجوده ليلة مصرع ريك . و لم تحتوي جسمه بين ذراعيك بينما كان يلفظ انفاسه امام عينيك . كيف يحق لك ان تصوري حكمك علي و انت لا تعرفين ما حدث تلك الليله ؟ )
قالت كولي بغضب :
( اعرف ما حدث . اخبرني توني بكل التفاصيل اخبرني كيف توجه ريك الى المدينه و عاد متمتعا . و امتطى الثور ثم راح يدور به داخل الحظيره .. يتأرجح فوقه كما يفعل فرسانلعبة الروديو . ان ريك هو قاتل نفسه بالتأكيد استدعت صيحاته جيس و لكن اين كان باقي افراد لاسره اثناء الحادث . انت بلا شك كنت مستلقيا في فراشك .
ولم تسمع حفيدك في الوقت الذي هرع فيه جيس الى اخيه بعد حدوث الفاجعه .. و بعد كل ذلك تتهم جيس بأنه جبان و قاتل , كلا .. انه قفز الى الحلبه و نال طعنه في وجهه من الثور الهائج و هو يحاول ان ينقذ اخاه . لا تقل لي انني لا اعرف ماذا حدث )
اعمى الغضب عيني كولي فلم ترى الشحوب الذي ملأ وجه بن و الغضون الزرقاء التي احاطت بشفتيه وهو يحملق مبهوتا في وجهها . و اخيرا قال العم الكهل بصوت خافت محطم :
( و لكن ريك قال ... انه ظل يطلب من جيس الا يقف مكتوف اليدين و ان يسارع الى نجدته . مات و هو ينادي جيس )
صاحت كولي قائله بمراره :
( بالطبع كان ينادي جيس . لانه اخوه ... اليس كذلك ؟ )
سأل العم بن بصوت هامس ؛:
( اذا لم يكن جيس هو الذي سارع لنجدته فمن يكون اذن الشخص الذي كان واقفا امام ريك ؟ )
اجابت كولي بسخريه قبل ان تتركه :
( لا اعرف من المحتمل ان يكون وهما في خياله )
و بغته حدثت انتفاضه مفاجئه صدرت من مقعد بن جذبت انتباه كولي و فزعت لدى رؤيتها وجهه الشاحب و قد غاب عن وعيه فهمست قائله :
( عمي بن .. عمي بن .. )
و ادركت على الفور ان ازمه قلبيه قد داهمته فصاحت تطلب المساعده واقفه غادرت الغرفه تصرخ بجنون منادية ماغي و الخاله و اقبلت ماغي على جناح السرعه . لتجد كولي واقفه وسط الصاله تشرح لها ما حدث و ذهبت ماغي تطلب الطبيب هاتفيا . بينما عادت كولي اليه .
وعندما دخلت الغرفه توقفت فجأه اذ لم تجد بن جالسا على مقعده المتحرك وتناهى الى سمعها صوت كان صادرا من احد جوانب الغرفه . فاستدارت لترى بن راقدا على اركه بينما جيس يضرب صدرجده بقبضه يده .
صاحت كولي قائله :
( جيس ... لا تفعل هذا .. لا .. لا تفعل .. لات تقتله .. ارجوك يا جيس )
صاح جيس بغضب :
( كفى يا كولي . توقف قلبه .. انني احاول انقاذه ...)
التقطت كولي انفاسها عندما ادركت تن جيس يحاول تدليك القلب . بينما هي تتهمه بمحاوله قتل جده و بحثت عن مقعد وعندما وجدته القت بجسمها عليه . ودموعها قد تجمدت على وجنتيها وهي تتابع بيأس محاولات جيس المستميته لانقاذ جده . و سألت نفسها " ماذا لو مات بن ؟انها المسؤله عن ذلك ؟ و بذلت جهودا مضنيه لتحول دون وقوعها فريسه الجنون .
تطلعت الى جيس وهمست قائله :
( انا المخطئه .. انه سيموت .. انها خطيئتي .. )
اخذ يعنفها وهو يقول لها :
( لا تشغليني بهوسك و جنونك .. اذهبي و تأكدي ان الطبيب في طريقه الينا )
هزت رأسها وكانها افاقت من صفعه على وجهها . و سألت نفسها .ماذا تريد ؟ هل تطلب الرأفه من جيس ؟و تعثرت قدماها فاصطدمت بالخالة التي اقبلت مسرعه و هي تندفع الى الغرفه و تتوجه الى الاريكه .
احست كولي ان احدا لا يحتاج اليها او يرغب في وجودها . فراحت تتعثر في خطواتها و هي تتخذ سبيلها الى غرفتها . و كانت الدموع المنهمره تحجب الرؤية عن عينيها . و عندما ارتمت على فراشها راحت تنتحب بحراره ... خجلا من جريمتها .
و لم تعرف كم من الوقت ظلت راقده في فراشها . و انما افاقت على صوت الباب و هو يفتح و تخيلت العم بن ميتا . و قد اتو يخبروها فأغلقت عينيها ثم راحت تفتحهما على مهل . و تدير رأسها في اتجاه وقع خطوات الشخص القادم .. الذي وقف الى جوار فراشها .
رفعت عينيها فرأت جيس ينظر اليها , و قد بدت ندبته واضحه على وجنته . فصاحت به تسأله :
( مات ...اليس كذلك ؟ انا قتلته . انا قتلته )
ثم تهاوت ثانيه على الفراش و الدموع تنهمر على خديها ! و شعرت به يجلس الى جوارها . و لم تستطع ان تمنع نفسها من النحيب عندما امسك كتفيها بيديه . و جذبها قريبا من وجهه . ثم قال بهدوء :
( سيتغلب على الازمه ! انه حي .. و سيتغلب على الازمه )
و اجتاحتها فرحه . فراحت تجفف دمعها و نظراتها تطلب منه تأكيدا لكلماته :
( لو انه مات لما غفرت ذلك لنفسي )
أخذ جيس يمسح الدموع عن خديها . ثم قال لها :
( لا داعي للتفكير في هذا الموضوع )
حاولت ان توضح له مدى العبء الذي ينوء به كاهلها , فقالت باصرار :
( لكنني انا المذنبه كنا نتناقش .. و اتهمته بارتكاب اشياء رهيبه . هذا ما بدر مني عندما حدثت ... )
قطب حاجبيه عند سماعه كلماتها . و قال لها :
( لا اتصور انني في حاجه لاسألك عن فحوى المناقشه . اليس كذلك ؟ )
ثم نهض يغادر مكانه فقالت له بهدوء :
( كان حديثنا يدور حول مصرع ريك )
فأشاح بوجهه عنها و هو يتكلم بمراره :
( كم مره طلبت منك الا تتدخلي في هذا الموضوع )
قالت :
( لم استطع .. و لا استطيع ان امنع نفسي من التدخل .. و انت تعرف السبب )
عاد يحدق فيها قائلا :
( حسنا لن تتدخلي ثانيه .. لان السبب الذي يراودك . لم يعد له وجود )
اجابت قائله و هي ترفع رأسها في شموخ :
( اعرف ذلك . لاننيدمرت بكلماتي الحمقاء كل شعور يمكن ان تكنه لي و في هذا الصباح كان عدم ادراكي لمحاولتك انقاذ بن قد اتى على البقيه الباقيه . و لكن هذا لن يوقف رغبتي في ان اراك انت وجدك تعيشان في سلام لا اظن انني سأستسلم بسهوله )
قال جيس :
( الان .. اعرفي ان بن بدأ في التحسن .. و اذا رأيتك تتدخلين بيني و بينه فـ ... )
و لكنه لم يستطع مواصلة حديثه اذ سمع دقات على باب الغرفه , فاسرع الى فتحه و وجد داني واقفا في قلق واضح و تطلع الى كولي قبل ان يوجه حديثه الى جيس قائلا :
( انه يريد رؤيتك .. و انت يا كولي ايضا )
امسك جيس بذراع كولي وراحا يهبطان درجات السلم الذي يفضي الى الصاله حيث وجدا في انتظارهما شخص صارم الوجه . انه الطبيب الذي تحدث الى جيس قائلا :
( حالته افضل ياجيسون .. كنت اريد نقله الى المستشفى لكن صحته لا تحتمل مجهود الانتقال . يسألني عنك و عن الفتاة . اذهبا اليه و لا تمكثا اكثر من دقائق قليله . و اطلب منكما تركه على الفور اذا اعتراه اضطراب )
قالت كولي لـ جيس :
( خيل الي انك قلت ان صحته ستتحسن ... )
صحح جيس عبارتها :
( قلت انه حي .. و انه سيتغلب على الازمه . انه واحد من افراد عائله سافدج بعد كل شيء )
حدق الطبيب في وجه جيس و قال :
(لم يعد يكترث سواء عاش ام مات ارجو منك مخلصا ان تحمله على ان يعدل عن رغبته في التخلص من حياته )
كان الاضطراب باديا على كولي و هي تسير بصحبة جيس في طريقهما الى العم بن . كانت ساقاها لا تقويان على حملها و هي تقترب من حاشية الفراش حيث يرقد الرجل الكهل و تحيط بجسمه خيمة الاوكسجين البلاستكيه . و لاحظت ان صدره يعلو و يهبط و انفاسه تتلاحق ثم تطلعت فوجدت وجهه شاحبا و عينيه مغمضتين . وعندما سمع وقعهما رفع جفنيه و اشار بيده ان يقتربا منه حتى لا يبذل جهدا كبيرا في الكلام . و همس قائلا :
( كولي ... يا طفلتي .. لا تلومي نفسك على ما حدث .. هل تسمعين ؟ )
اجابت كولي :
( اجل .. يا عمي بن )
و تطلع الى جيس هامسا :
( اعرف انك انقذت حياتي )
قال جيس :
( من واجبي ان افعل يا بن برغم انني لم اعرف بعد اذا غيرت وصيتك لـ صالحي ام لا )
حدقت كولي في وجه جيس و قالت و هي لاهثه الانفاس :
( ما هذا الكلام يا جيس ؟ )
ثم حولت بصرها الى بن فشاهدت ابتسامه واهنه على شفتيه و قد تألقت عيناه و هو يهمس قائلا :
( لن تمتلك سلاش آس ... )
ثم لوح بيده و استطرد يقول :
( اذهبا الان اتركا الرجل الكهل يموت بسلام )
قال جيس ساخرا :
( مثلك لا يموت بسهوله يا بن .. )
( سنتحدث فيما بعد .. اريد ان استريح الان )
قال جيس بصوت حاد تردد صداه في الغرفه :
( امرك يا بن سنتحدث فيما بعد .. وسأمتلك سلاش آس )
و لم ينتظر اجابة الكهل و انما امسك بذراع كولي و قادها الى خارج الغرفه و كانت قبضته حازمه على ذراعها . و قد حرص على ان تقف الى جواره وهو يتحدث الى الطبيب , رافضا ان تلتقي عيناه بنظراتها الفزعه و لم تحاول ان تسمع الحديث الذي دار بينه و بين الطبيب لكنها كانت تتساءل " لماذا لم يحاول ان يشيع جيس السكينه في قلب جده ؟
و لماذا اصر على السخريه من الكهل و هو على فراش الموت ؟ كان على جيس ان ينتهز فرصه النوبة التي اصابت بن فيبادر الى مصالحته بدلا من ان يعلن بدء جوله جديده من الحرب .
اطلق ذراعها من قبضته عندما اتخذا سبيلهما الى غرفتها وكانت في حاله لا تسمح لها بالحديث او الاعتراض . و عندما دخلا الغرفه اغلق الباب وراءه . ثم قال بعبوس :
( الان ... فلنعد الى موضوعنا .. )
و وجدت كولي الكلمات تنطلق من فمها متساءله :
( لماذا تحدثت معه بهذا الاسلوب ؟ )
سألها بغضب :
( لماذا تظنين انني تحدثت معه هكذا ؟ )
قالت :
( لا اعرف و لهذا السبب أسألك ؟ ربما كان يصفح عنك لو انكطلبت منه ذلك )
قال بحده :
( ربما لا ارغب في غفرانه ... و ربما لا ارغب في ان اكون ضالعا بدور في مسرحيه وفاته ... كلا .. لن اكون شريكا في معاهدة صلح تبرم في اخر لحظه من حياته )
صاحت كولي قائله :
( حسنا ... تمسك بكبرياءك الحمقاء . واجعلها تعترض سبيلك اذا شئت ...)
و توقفت عن مواصله الحديث .. اذ ارتج صوتها باضطراب عواطفها و لم تسترد انفاسها الا عندما جذبها جيس اليه , فاستطردت تقول له :
( هل كان دافعك الى انقاذه رغبتك في ان تقول له انك تريد المزرعه لنفسك ؟ الم يكن في وسعك ان توفر عليه هذا العناء ؟ )
انتشب اصابعه في كتفها , و كأنه يريد ان يهزها لتستعيد حواسها ثم اجاب قائلا :
( كلا ... كلا , كنت اريد ان أتأكد انه ما زال حيا . الكراهيه قد تدفعك الى الطريق الذي يدفعك اليه الحب , و اذا كانت الكراهيه تستطيع ان تستعيده من مخالب الموت اذن دعيه يكرهني , و اتركيه يقتات عليها و ينام على وسائدها و لكنه يفعل كل هذا و هو حي )
اخلى سبيلها , فسقطت على الفراش ثم غادر الغرفه و خلال دقائق اندفع داني و كان بادي القلق على اخته . و لذلك سألها على الفور :
( ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟ )
اجابت كولي بخشونه :
( لا شيء ... يا داني انا التي أخطأت في حقه و في حق العم بن )
و اقترب داني منها محاولا ان يقرأ توضيحا للامر على ملامح وجهها لكنه فشل في محاولته فقال لها :
( لا افهم كلامك ... )
فقالت كولي و على شفتيها ابتسامه صغيره :
( اعرف انك لا تدرك قصدي . اطلب منك ان تتركني وحدي )
بدت الحيره و الارتباك على داني لكنه امتثل لرغبة شقيقته و تركها وحدها في الغرفه .
و مضى اسبوع , و استقرت فيه حالة العم بن حسب رأي الطبيب المعالج , و قالت كولي ان الكهل تجاوزمرحله الخطر و في طريقه الى الشفاء انه ضعيف لكنه في وسعه ان يهدد و يتوعد اذا تطلب الامر منه ان يفعل ذلك .
و خلال هذا الاسبوع لم يحاول جيس ان يطأ قرب الكعل و قد سمعته كولي مرات يسأل الخاله عنه . لكنه لم يحاول ان يدخل للسؤال او يسأل كولي نفسها , رغم انه يعلم تماما انها تمضي وقتا طويلا بصحبته ... تقرأ له او تتحدث اليه , و لم يحاول جيس ان يقدر اراءها حق قدرها و مع ذلك فهي لا تلومه ألم تخطئ الحكم عليه عندما رأته يضرب بقبضته صدر بن محاولا انقاذ حياته ؟
وكان الكهل ابيا للغاية معتزا بكرامته فلم يسأل عن حفيده لكن كولي كانت تخبره بأن جيس سيأتي لرؤيته و كانت عيناها تتألقان فرحا عندما تسمع طرقا على الباب فتتوهم ان القادم هو جيس و سرعان ما تخبو الفرحه في مهدها حينما تجد شخصا اخر غيره . و كان منعادة الطبيب زيارة المريض كل صباح . ثم يعهد للممرضه القيام بباقي المهم .
و ذات صباح انتظرت كولي حتى اضحى النهار فقانت و توجهت الى غرفتها للاستحمام و استبدال ملابسها قبل ان تهبط لمساعه الخالة و ماغي في اعداد الطعام . وكان صوت وقع حذائها على الارض الخشبيه للشرفه عاليا فبدد السكون الذي يسود المكان و فتحت كولي الباب المؤدي الى المنزل فوجدت ماغي قد جالت في ارجاء المنزل واسدلت الستائر حتى تمنع شمس تكساس االلافحه ان تلهب النوافذ بحرارتها .
و عبر الصاله تردد وقع اقدام تطأ الارض ثم صوت باب يفتح فتمهلت كولي لحظه عند نهاية درجات السلم انها تعرف ان الطبيب اتى و ذهب منذ قليل , و من واجبها رؤية بن للسؤال عنه و خاصة ان الكهل تثور اعصابه عقب كل زياره يقوم بها الطبيب , و هو الان وحده لان الخالة تمضي الصباح في حديقتها , و ماغي مشغوله باعداد الطعام .
عندئذ تذكرت صوت وقع الاقدام في الممر و من المحتمل ان يكون هذا الشخص يقوم الان بزيارة بن وعليها ان تتلصص للتأكد من ذلك و بهدوء اجتازت الصالة حتى اقتربت من مكتب بن فوجدت بابه مفتوحا على مصراعيه فتسللت بهدوء ثم تطلعت متهيبة خلال باب غرفة نومه فوجدته مفتوحا قليلا و تناهى الى سمعها صوت بن يتردد في الغرفه , و ادركت انه بصحبة احد الاشخاص و انه لا حاجة لوجودها .
و حينما شرعت في الذهاب سمعت صوت الشخص الاخر يتكلم وعرفت صاحبه على الفور . كان المتحدث هو جيس و انتابتها فجأة الرغبه في سماع ما يدور بينهما . فسارت على اطراف اصابعها حتى دنت من الباب . و سمعت صوت بن يقول :
( حسنا ... لا تجلس اذا كنت ترغب في ان تتطاول على رجل مسن مريض مثلي ... )
قال جيس بهدوء :
( ربما تكون مريضا , و ربما تكون مسنا , و لكنك ما زلت رجلا يا بن ... جئت لمناقشتك في امر المزرعه )
( حسنا .. لا اريد ان اتحدث الان في موضوع المزرعه ... هذا يدهشك أليس كذلك ؟ )
( لا شيء يدهشني )
( و انما اردت ان اتحدث معك في موضوع كولي ... )
و توتر جسم كولي عندما سنعت كلمات بن واحست بعقلها يحاول جاهدا ان يحدد ما سوف يقوله الكهل . و طرق سمعها صوت جيس يتساءل :
( كولي .. )
( اجل كولي , انها متيمه بك مدلهة بحبك .هل تعرف ذلك ؟ )
شعرت كولي بقلبها تتابع خفقاه وخشيت ان يسمعا دقاته فحاولت ان تهدئ من اضطراب عواطفها و ارهفت اذنيها . فسمعت جيس يقول :
( و انت تتساءل ما هي نواياي تجاهها ؟ اليس هذا الامر من شؤوني الخاصه ؟ )
اجاب بن :
( ربما ... و انما ما يهمني هو عواطفك نحوها )
سأله جيس :
( و هل تظن انني الهو بها ؟ دعني اؤكد لك انني لا افعل ذلك . فعندما جاءت الى هنا , كانت فتاة خجولة و صغيره , و لكنها الان كبرت ونضجت )
وخيم الصمت هنيهه . و يبدو ان بن كان ينتظر من جيس ان يواصل حديثه . و اخيرا قال الكهل :
( اعتقد انها مفتونه بك هل فكرت في الزواج منها ؟ )
قال جيس بحده :
( لعبت معك لعبة استغرقت وقتا طويلا ... و لن اجيب على اسئلتك قبل ان تخبرني الى اين يفضي بنا الحديث ؟ )
و سمعت كولي خشخشة اوراق تتردد في الغرفه قبل ان يقطع الصمت صوت جيس وهو يقول :
( هل هذه االاوراق معده لكي تصبح سلاش آس ملكا لي . ؟ هل يمكنك ان توضح الامر ؟ )
( الامر في منتهى البساطه . اذا تزوجت كولي فالمزرعه تصبح ملكا لك و لا تحتاج الاوراق شيئا سوى توقيعي وتوقيع الخالة وماغي كشاهدتين )
عضت كولي على شفتيها حتى تمنع نفسها من البكاء فقد اكتشفت المهانه التي اذلت كرامتها امام جيس فان بن يطلب رطلا منها حتى ينال جيس مغفرته . و سمعت صوت جيسون البارد يخترق جدران الغرفه متسائلا :
( لماذا؟)
قال بن :
( تقول لماذا ؟ لانك تريد المزرعه ارجو ان تكن لها بعض العواطف فان الزيجات تنجح اذا توفرت لها الامكانيات اللازمه .. )
فقال جيس و هو لاهث الانفاس :
( و لكنها صغيره للغايه )
اجاب الكهل :
( انها امرأة .. فلا تخطئ في ذلك . قد لا تكون ممتلئة الجسم . و لكن عواطفها جياشه )
( انت لم تجب على سؤالي بعد لماذا تفعل كل هذا ؟ )
( تعلقت تماما بكولي فب الاسابيع السابقه . واريد ان اراها تـنال كل ما تتمناه . انها جندي يذود عن الحق ...وهذا ما اعجبني فيها و لسبب لا يعرف كنهه احد سوى السماء اجد الفتاة تريدك و سأعاونها على تحقيق رغبتها بكل طاقتي )
راحت كولي تموء كا القطه وهي تحدث نفسها في صمت :
( اوه .. بن ارجوك لا تفعل ذلك ... لا تجعل المزرعه جائزه تمنحها لجيس )
وقطع صوت بن تفكيرها وهو يقول :
( لا حاجه بها ان تعرف فأنا لن اخبرها و انت بدورك لا تخبرها )
وافق جيس قائلا :
( لا لن افعل ذلك ... )
وعندئذ اسرعت كولي تغادر مكانها و الدموع تترقرق في عينيها و اخذت سبيلها الى الصاله , حتى بلغت ساعة الحائط المعلقه عند نهاية درجات السلم . فاستندت عليها تلتقط انفاسها . و تكف افكارها عن الهذيان .. ها هي الان تصبح الاداة التي تنجز هذه المهمة . و احست بالالم يمزق قلبها . يا لها من مهزله .. فالكهل يسد انتقامه الاخير .يتوهم انه يوفر السعادة لكولي بزواجها من جيس و متى وافق جيس على رغبة جده . ينال المزرعه بنما كولي تتمنى ان يرفرف السلام على افراد الاسرة و ان تصبح زوجة جيسون ... يا له من ثمن يدفعه الثلاثه ...
و لم تدرك كولي كم من الوقت مضى عليها وهي واقفه الى جوار السلم .
كانت افكارها تتأرجح مثل حركه رقاص الساعه التي تستند اليها .و اردكت فجأة ان شخصا يشاهدها وهي في حالتها هذه . و لن يتيح لها عقلها المضطرب ان تجد عذرا معقولا تبرر به وجودها . لذلك هرعت ترتقي الدرجات ... لكنها قبل ان تدلف الى غرفتها . سمعت صوت جيسون ينادي الخاله و ماغي للحضور الى غرفة بن ...



نهااااااية الفصل الثامن
فاضل الفصل الاخير
قراءه ممتعه

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 21-11-13, 10:08 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 

9 _ الكوخ ... من جديد


لم يخطر ببال كولي انها ستشعر يوما بمراره الى هذا الحد . غير ان الالم و الاذلال اخذا بالتضاؤل و الدموع توقفت وفجأة احست بالاسف على نفسها ...
لانها افتقدت السعادة خلال ايام الدراسه . وضحت بنفسها من اجل تمريض امها و عاشت حياتها تعتمد على الاخرين و اخيرا دفعتها الايام القاسية كي تأتي الى هذه المزرعه . و انتابها شعور بالكراهيه ضد هذا العالم ... هذا العالم الذي يضم اناسا يعيشون على الخداع و الحقد و لكن اكثر شيء كرهته في هذه اللحظه تلك الرغبه المتأججه التي اخذت تموج في صدرها لكي تؤذي احدا ... انها رغبه محرقه تعيش في اعماقها و قد احست بها و هي تهبط الدرجات و تتخذ سبيلها الى غرفة الطعام لتتناول العشاء .
و كانت قد اعتذرت عن تناول الغذاء بسبب صداع طارئ دهمها وظلت منزوية في غرفتها طوال فترة العصر .. و احست ان دقات قلبها سوف تفضح كذبتها البيضاء و شحوب وجهها سوف يكشف عن استراقها الحديث الذي دار هذا الصباح . فبذلت جهدها لان تهدئ من روعها و تقنع نفسها بان احدا لن يسألها توضيحا عن سبب غيابها .
و لما دخلت غرفة الطعام , سألتها الخاله فيللي :
( ها انت قد جئت لتناول الطعام هنا ... خشيت ان تلازمك الوعكه وان تطلبي طعامك الى غرفتك )
تمتمت كولي قائله :
( لا , انني اشعر بتحسن هذا المساء .. )
و شعرت بصدمه ارتج لها جسمها عندما وقع بصرها على جيس جالسا على رأس المائده في المكان الذي يشغله عادة بن و عندما افاقت من المفاجأة حدثت نفسها قائله المكان يناسبه تماما .
و استطردت تقول بصوت مرتفع :
( اظن انني اصبت بضربة شمس هذا الصباح )
و راحت تحتل مقعد داني كي تتجنب الجلوس على مقعدها المعتاد الذي يقع على يسار جيسون و رأت بن جالسا في مقعده المتحرك الى يمين جيس و حدق الكهل وكأنه يطلب منها ان تجلس بينه و بين حفيده . لكنها لم تشأ تحقيق رغبته . كما لم تحاول ان يلتقي بصرها ببصر جيس لئلا يرى الالم و المراره في عينيها و جاهدت لترسم ابتسامه على شفتيها و راحت تسال خالتها عن ورودها و هي تعرف مسبقا انها سوف تتحدث حديثا طويلا يستغرق الدقائق التاليه القليله .
و لم تشعر كولي بمذاق الطعام اثناء تناوله الطعام اثناء تناوله و انما راحت تزدرده ... مسلوبه اللب و بين الفينه والاخرى تختلس النظر لترى ماذا يفعل جيس . وعندما فرغو من تناول الطعام جاءت ماغي ترفع الاطباق و تحضر الحلوى فقال لها بن :
( سنتناول الحلوى في الشرفه يا ماغي و احضري ايضا بعض الشراب اذ حان الوقت لنقيم احتفالا صغيرا )
اخذ قلب كولي يقف في صدرها عند سماع الكلمات و شعرت انها لن تقوى على سماع بن يعلن انتقال ملكية المزرعه الى جيس ليكون هو المالك الجديد .
انتفضت كولي واقفه لتبتعد عن المائده ثم قالت بصوت ينم عن اضطرابها :
( اسمحو لي ان اغادر الغرفه . فأنا في حاجه الى بعض الهواء سأنضم اليكم فيما بعد )
و اثارت رغبتها في الرحيل غضب بن لكنها اسرعت تجتاز باب الغرفه و تتجه الى الشرفه ثم تواصل سيرها الى الحديقه قبل ان يناديها احد . و راحت تبحث عن ملاذ لها بين اشجار البلوط واستندت الى احد جذوعها . و اغمضت عينيها و راحت تتصور ما سيحدث . الان ستدفع رطلا من بدنها ثمنا للمزرعه و تساءلت " هل من العدل ان يكون قلبها هو هذا الرطل ؟ هل هي ضحية لتقبل قدرها بمثل هذه السهوله ؟ و اجابتها المراره التي لا تموج في اعماقها قائله لا ... لا يجب ان تجعلي جيس يشعر بالالم وخيبة الامل اللذين شعرت بهما .
وعندما فتحت عينيها كان قد فر عزمها على الا تجعل انتصاره عليها امرا سهلا .. فلن تكون الاداة التي ينال بها سلاش آس . وطرق سمعها وقع خطوات تقترب منها . كانت تعرف انه سيأتي للبحث عنها . فهو لا يستطيع ان يحقق شروط اتفاقيته مع جده ما لم يتحدث معها على انفراد . وكان هذا السبب هو الذي حفزها على مغادرة المائده عارفه انه سيبحث عنها . و بذلك كانت تدفعه الى المبادره ... و وفقا لشروطها هي .
اقبل جيس حتى وقف الى جوارها . و قال لها :
( انت هنا ؟ لماذا تركت المائدة فجأة ؟ )
اجابت كولي و هي تبتعد عنه :
( كنت قلقه و في حاجه الى بعض الهواء )
و اقترب منها واضعا يده على كتفيها لكنها تراجعت قليلا . فقال لها بحزم :
( كولي اريد ان اتكلم معك .. )
هزت كولي كتفيها لتبعد يده عنها و قالت :
( ليس لدينا اي موضوع نتكلم فيه ... )
حاول ان يتحكم بأعصابه و هو يقول :
( كفى . اننا نعيش في توتر دائم طوال الاسبوع الماضي .. و لكن شيئا حدث اليوم يهمك امره )
تجاهلته تماما و شرعت تسير نحو حديقة الزهور وكانت تعرف انها تتعمد تعذيبه وتعلم انه سيطلب يدها لكنها قررت ان تكون املا عزيزا بالنسبه اليه و لم تكن تدرك الى اي مدى ستلحق الاذى به . وافاقت على وقع قدميه وهو يلحق بها . و لمعت عيناها .. عندما ادركت مدى عبثها بصبره .
قال لها و هو يحدق في عينيها :
( يبدو اننا نستمتع هذا المساء بليلة قمريه )
قالت :
( اجل .. )
ثم تطلعت الى القمر الشاحب في كبد السماء و اردفت تقول :
( ولكن يبدو عليلا ... انه لا يجعلنا نشعر بشاعرية المكان )
و احس جيس بنبرة السخرية في كلماتها , فأمسك ذراعها بعنف و جذبها نحوه لتكون في مواجهته . ثم سألها بحدة :
( ما بالك يا كولي ؟ لماذا هذه المراره التي تتحدثين بها )
قالت كولي وهي تنظر اليه بجساره :
( كنت اظن انك ستكون سعيدا بمداعباتي ... )
وبالرغم من انها كانت تشعر بقلبها يتمزق في هذه اللحظه لكنها كانت سعيدة برؤية علامات الغضب التي ارتسمت في وجهه وو ستشنج اصابعه على كتفيها . و واصلت حديثها الساخر , فقالت له :
( ما لي اراك تصمت ؟ هل التهمت القطه لسانك ؟ )
تراخت اصابعه عن كتفيها ثم قال :
( يمكنني ان اهزك حتى ترتج اسنانك . اي نوع من الالعاب تلعبينه ؟ هل ترغبين في ان القي بك على ركبتي واضربك على قفاك ؟ انك تسلكين مسلك لاطفال )
حاولت ان تتخلص من ذراعيه وهي تقول له :
( انت يا جيس دأبت على ان تقول انني طفله )
( لا داعي للمحاورة .. يا كولي ... )
سألته بسخريه :
( الا ترغب في ان تخبرني الى اي مدى تحبني وتعبدني ؟ و كيف انك لا تحتمل الصبر حتى تتزوجني ؟ انني اتحرق شوقا لهذا الجزء من المسرحيه ؟ )
حاول ان يخفي غضبه و هو يقول :
( عم تتحدثين ؟ اين كنت هذا الصباح ؟)
لوحت كولي بيدها نحو السماء و هي تحاول ان تغير دفة الحديث :
( اوه .. جيس .. الليل قصير و رائحة الزهور تعبق المكان .. و بالتأكيد في وسعك ان تطرح اسئلة اكثر شاعرية من هذه الاسئله التي تـوجهها الي )
( ما هو القدر الذي سمعته هذا الصباح ؟ )
( لا تخبرني بأنني سوف اتقلد منصب الاستاذ هذه الليله )
و شرعت تمد ذراعيها لتحيط بهما عنقه . و ترفع وجهها نحوه بخفه و ببرود و سقطت ذراعاه لتحيطا بخصرها وهو يشدها نحوه . و احست بضلوعها تتهشم تحت ضغطه و شعرت ان فمه يعاقبها ... و ويذلها و ينتقم منها حتى لم يبق لديها شيء سوى عاطفه واحده . هي عاطفه الاستسلام لحبها .
و افاقت من نشوتها عندما اطلق سراحها . و فك اسر ذراعيها عن عنقه . و ابعدها عنه وكأن النار التي احرتها لم تمسه بسوء .
و تناهى الى اذني كـولي صوت قلبها و هو يدق بألم لانها عادت تستسلم لسحره ثانيه و لكنها سرعان ما سيطرت على مشاعرها و خضعت لحكم عقلها و استطاعت بصعوبة ان تستعيد هدوءها .
قالت ساخره :
( انتهت اللعبة . و الان جاء دور الحديث ..)
قال جـيس :
( اظن انه لا حاجه بنا الى ذلك ... يبدو عليك انك استرقت السمع للحديث الخاص الذي دار بيني و بين بن . فقط قولي لا او نعم و ان كنت ارغب في معرفه سبب المرارة التي تؤرقك )
قالت كولي غلضبه "
( مجرد نعم و لا ؟ يا لكمن شخص اناني . هل انا فريسه لك و لجدك ؟ من حقي ان اقول كلمه في الموضوع . اعلم انني لن اكون الاداة التي تهبك لقب صاحب هذه المزرعه . ارفض ان اكون مجرد قسيمه زواج تتأرجح فوق رأسك . لتقول "تزوج هذه الفتاة فتصبح المزرعه ملك لك " اعتقد ان الامر يبدو غريبا لك عندما يصر مثل هذا الكلام من فتاة فقيرة . و لكن ,, لن اتزوج بدون حب )
قال جيس ببرود :
( و الحب لن يدخل في زواج يعقد بيني و بينك .. )
قالت كولي بغضب :
( بالتأكيد لن يدخل . اعرف ان العم بن اخبرك بأنني متيمه بك و لكن هذا ما لم اقصده تماما . و الحقيقه انني قلت له انني احبك و احب العم بن و الخاله و توني ايضا , و بالتأكيد لن اتزوج احدا من العائله لا تسئ فهمي يا جيس كل ما كنت اود ان اراه هو ان يسود السلام بينك و بين جدك .. و ان كنت قد اضيفت البطوله على قضيتك معاه )
اخرج جيس سيكاره و وضعها في فمه ثم قال :
( وضعت القضيه في مسارها الصحيح . اليس كذلك ؟ اما مواقف الحب فما هي الا لحظات ترفيه كدروس السباحه و ركوب الخيل .. )
( ولكنك وصفتها بأنها تجارب .. او دروس تحتاج اليها الطبيعه البشريه و اذا اراد المرء ان يتعلم فعليه ان يبحث عن شخص تكون لديه التجربه . و كنت انت تتمتع بها ... و اكن الرغبه لا تدوم طويلا .. و مهما كان تفكيرك بي . فانني اصبحت ناضجه بما فيه الكفايه لان اعرف ذلك )
و اشعل جيس سيكارته ثم سألها :
( لا اظنك تعتقدين ان الرغبه يمكن ان تتحول الى حب ؟)
قالت كولي ببرود :
( لن اضحي بحياتي كلها حتى تحين الفرصه لكي يحب احدنا الاخر . اذا كان العم بن اشترط عليك الزواج مني لقاء حصولك على المزرعه يمكنك الحصول عليها بدون استخدام خيوطي التي تلعب بها . ابحث لك عن وسيله اخرى ,, لانني لن اقبل الزواج منك )
حدق جيس في وجهها ثم قال :
( ( افترضي انني نلت لقب صاحب المزرعه هذا الصباح ؟ )
قالت كولي وهي تشمخ برأسها :
( على هذا الشرط سأقبل خطبتك مني هذه الليله )
راح يدرس وجهها بهدوء ثم سألها :
( هل تعتبرينها خطبة وقتيه زائفه .. حتى استطيع ان اقنع بن برأيك )
اسرعت تقول :
( كلا ... كلا .. لن تنجح )
سحق جيس اللفافه بقدمه و قال :
( اذن انت تعرفين ان قلبه فعل ذلك من اجلك ... )
تطلعت اليه و قالت :
( سأشرح له الامر .و انا واثقه بأنه سيدرك حقيقة موقفي )
( اتمنى ان يكون لي نصف ثقتك . انه لم يشف تماما من ازمته الاخره )
و انساب صوت جيس هادئا في اعماقها و شعرت بكلماته تغوص في عقلها . و ادركت رغبته في ان يفوز بالمزرعه و قد استغل عواطفها استغلالا سيئا لكي تلتقي مع رغباته ,لكنها استجمعت شتات فكرها واحت تناضل الدوامه التي دفعها جيس اليها . فقالت له :
( انا لا اكترث كثيرا . لن اكون خطيبتك مهما كانت الظروف )
( اتهمتك مره بأنك فتاة شديدة الحساسيه لكن تلك القطه الوديعه التي انقذتها مرة من المطر تحولت الان الى قطه شرسه )
قاطعته و هي شتعر برجفه تسري في جسمها قائله :
( ارجوك .. لا تذكرني بتلك الفتاة الساذجه التي كنتها ذات يوم )
و احست بقبضة يده تعصر ذراعها و هو يحدق في وجهها و راح يسألها :
( ماذا حدث لتلك الفتاة التي فزعت مني اكثر من فزعها من العاصفه ؟ اين الفتاة التي كانت تخاف الماء و ترتعد نظراتها و هي تمتطي ظهر الجواد ؟ اين هي تلك الفتاة ؟ )
صاحت كولي قائله :
( كانت شديدة الحجل .. شديدة الفزع من معارضتك و لكنها كبرت الان . هل تتوقع منها ان تظل محصنه ضد مشاعر الكراهية و المراره والحقد التي تعيش في ارجاء المزرعه ؟ حسنا ... انا اكرهك الان , اكره الاسلوب الذي اتبعتماه لاستغلالي و اكره الثقه التي وضعتها فيكما ولتعلم يا جيس انني اصبحت الان جشعه ارغب في ان اكون مطلوبه لذاتي دون ان يكون هناك ثمن لزواجي اعتقد انك لم تتخيل انني استطيع البقاء في الصوره التي رأيتها اول ليلة التقينا )
قال و الكلمات تخرج بصعوبه من بين اسنانه :
( كلا ... لم اتصور ان تكون لديك القدرة على الوثوب فوق الحشود التي تعترض طريقك؟ كنت حمامة السلام .. اليس كذلك ؟ ولكن ابراج الحمام لا تقام للناس اريد منك ان تفكري برويه في الحديث الذي دار الليله , و ستعتذرين لي فيما بعد )
قالت كولي غاضبه :
( اذا كنت تفكر في انني سأزحف اليك لاقدم لك اعتذاري فانني .. )
عندئذ قاطعها جيس و شرر الغضب يتطاير من عينيه . قائلا :
( لاحاجه بك لان تقولي المزيد الذي قد تعتذرين عنه ... سأعود الان الى المنزل لاقوم باحتفال صغير مع بن انني اراك في حالة لا تؤهلك الاشتراك في حفلنا لذلك لن اطلب منك الانضمام الينا . طابت ليلتك يا كولي و لتنعمي باحلامك الورديه )
وهز جيس رأسه في كبرياء قبل ان يختفي تدريجيا في لجة الظلام و تمنت ان تلدغه ان تؤذيه كما اذاها , لكنه رحل عنها في كبرياء و هو واثق بأنها ستجري وراءه لتعتذر له ... لن تفعل ذلك حتى الرمق الاخير في حياتها و لا اهمية لحبها له فانها لن تطلب غفرانه من اجل الكلام الذي نطقت به هذه الليله .
و سمعت داني يناديها :
( كولي .. ماذا تفعلين عندك؟ اخبرني جيس انك لن تأتي للاشتراك في الحفل )
قالت كولي بصوت يكاد ينم عن اضطراب عواطفها :
( هذا صحيح )
مرت سحابه من العبوس ععلى جبينه وعيناه تسألانها في حيرة :
( و لكن ... يجب ان يشهد الجميع الحفل )
قالت بصوت مضطرب :
( و هذا تماما سبب عدم وجودي هناك .. )
هزداني رأسه وهو يحدق في شقيقته , ثم قال :
( كولي .. لم اعد افهمك فمنذ وصولنا الى هنا ,كنت الوحيده التي تدافع عن حقوق جيس وفي هذه الليله التي يعلن فيها العم بن نتيجة جهودك . تنزوين هنا كالطفله التي انتزعت منها دميتها )
تحشرجت الكلمات في حلقها الما . و اخيرا استطاعت ان تقول :
( انت لا تعرف القصه كامله يا داني )
قاطعها وهو نافذ الصبر :
( و انت ... لماذا لا تحاولين القاء الضوء لاستنير به في معرفه حقيقة الموضوع ؟ ترى ما هي النية المبيته التي تطوف برأسك ؟ )
اضطربت شفتها السفلى و تلاحقت انفاسها و هي تحاول ان تمنع عباراتها عن التدفق . و اخيرا قالت له :
( كف عن تمثيل دور الاخ الاكبر . لم اعد في حاجه لذلك )
اشتعلت عيناه بالغضب الذي ثار في اعماقه لدى سماعه كلماتها فقال لها :
(اظن انك بحاجه الى ركله سريعه تلقي بك في مكان يناسبك .. )
ثم استدار ليسير في اتجاه المنزل . فصاحت كولي تناديه :
( داني .. داني .. اسفه لم اقصد ان اجرحك )
تردد قليلا قبل ان يستدير نحوها ليقول :
( لا اظن انك كنت تقصدين ايلامي .. و لكنك انت على صواب , فقد اصبحت الان فتاة كبيرة , و حان الوقت لتعالجي مشاكلك بدون الاعتماد على ذراع احد . طابت ليلتك )
اخذت كولي تكفكف دموعها و هي ترى اخاها يسعى نحو البيت , انها تعرف جيدا كيف تتصرف !



بدأت قطرات المطر تتساقط على افريز النافذه كأنها تقدم تحيتها الى كولي ... و هي تستيقظ من نومها بعد ليله قلقه لم يغمض لها فيها جفن , الا قليلا , وكان الصباح داكنا و لم تشرق فيه شمس النهار كما انه كان يعكس موجه الكآبه التي امتلأ بها صدرها منذ صباح اليوم السابق . و راحت تسحب نفسها من تحت الاغطية بصعوبه وهي تتطلع عابسه الى الرعد الغاضب الذي اخذ يلطم زجاج النوافذ وتوجهت الى احد الادراج و تناولت سروالا من الجينز دست فيه ساقيها و جذبته حتى غطى وسطها , ثم ارتدت قميصا اصفر اللون . و تناولت المشط و القت نظره سريعه على انابيب مستحضرات التجميل . و لكنها هزت رأسها باستخفاف و اعرضت عنها و فكرت من سيهتم اذا لم تصبغ وجهها بالمساحيق ؟ و انفلتت خارجه من غرفتها في طريقها الى الصاله .
مرت بالباب المفتوح لغرفه توني فتوقفت عن السير و لدهشتها رأته يلقي ملابسه في حقيبة مفتوحه .
سألته مأخوذه :
( توني ... ماذا تفعل ؟ )
قال لها بحدة :
( كما ترين يا اميرتي )
وواصل حشو ملابسه في الحقيبه بدون ان يتطلع اليها فقالت له :
( انك راحل .. اليس كذلك ؟ الى اين انت ذاهب ؟لماذا ترحل ؟ )
شرع يسير نحو الباب و المراره تكسو وجهه , ثم قال لها :
( اصبح احدهم يدير الان المملكه و القلعه لن ابقى لأقوم بدور الاجير )
التوت شفتاه فوق كلماته بينما قبضت اصابعه النحيله على ذقن كولي و رفع رأسها المتجهم لتلقي ببصره , ثم استطرد يقول :
( انت تعرفين يا كولي ... انت لا تستمتعين بعينين كبيرتين فقط و لكن لك فم واسع ايضا ان الدور الذي قمت به انت و جيس قضى على وجودي هنا في المزرعه .كنت اتماع بحظ كبير في حياة ابي )
ثم اطلق توني ذقنها من قبضته .فتمتمت قائله :
(لا علم لي بالموضوع الذي تتحدث عنه )
تركها توني و عاد الى سريره ليتم وضع بقية ملابسه في الحقيبه و عندما فرغ منها اغلق الحقيبه بغضب , ثم قال لها :
( واصلي الاعيبك الصغيره .. و لكن لا تتوقعي مني ان اصدق انك لم تكوني وراء الخطوة الاخيرة التي اتخذها بن.. ابعدي عني لقد سببت لنا كثيرا من الألأم منذ وصولك الى هنا )
انتابها الاضطراب و اسرعت تبتعد عن الباب و قد المها الازدراء المر الذي شاب صوت توني عندما طردها , و شعرت بخطواتها ثقيله تهبط درجات السلم و ترددت قليلا عندما وصلت الى نهاية الدرج اذ كان طعام الافطار في انتظارها لكنها لم تكن تشعر بأي جوع .
سارت نحو الشرفه و هي تدس يديها في جيبي سروالها و راحت تتجول بلا هدف عندما سمعت طرقا على زجاج احدى النوافذ , فتطلعت عبر الزجاج فرأت بن يلوح لها و يدعوها للدخول , و حاولت ان تبحث عن عذر يـنقذها من مقابلته و لكن جهودها باءت بالفشل فاستسلمت و عادت لـتعبر الصاله و تدخل الى المكـتب , فاستقبلها قائلا :
( انت بالتاكيد شعاع شمس هذا الصباح ..)
بادرته قائله :
( و لكن الجو غير مشمس في الخارج )
( كنت تفزعين من رعودنا .. و لكن يبدو علك الان انك لم تعودي تكترثين بها بل اصبحت لديك الشجاعه على التجول في الشرفه بدون خوف )
تطلعت كولي الى الافق فرات السماء ملبده بالغيوم وكأنها تعكس عواطفها الغاضبه التي امتزجت بمراه الالم و دموع الاحباط التي اجتاحتها .
قالت له :
( لعل المطر يغسل الاقذار التي لحقتني من ال سافدج )
سألها بن :
( هل تناولت طعام الافطار ؟)
و عندما هزت رأسها بالتفي استطرد يقول :
( المعدة الخاويه تجعل اللسان حادا . كحدة شهوتها الى الطعام )
قالت له :
( لم تنادني لتناقشني في عادات الاكل )
قال بصوت غاضب :
( طبعا .. لكنني دهشت عندما لم تشتركي في الحفل ليلة امس )
ضحكت بمراره و قالت :
(لا شك انه كان حفلا من نوع خاص لانني رأيت لتوي توني في غرفته يعد حقيبته للرحيل )
( لا تحاولي تغيير دفة الحديث يا فتاتي . اسألك سؤالا محددا )
قالت كولي بأدب :
( الا تظن ان تساؤلي يحتاج الى اجابه ؟ )
و وقع بصرها على يديه فرأت البياض يكسوهما من طول تشبثه بمقبض المقعد و في الحال تذكرت المناقشه الاخيره التي دارت بينهما ..فاستسلمت سريعا .. و تنهدت لهزيمتها و قالت :
( لم احضر حفل الامس لانني كنت ارغب في مشاهدة حفل كبير )
تألقت الحيرة في عينيه و قال :
( و لكن كنت انت الشخص المطلوب طوال الحفل )
سألته كولي وذقنها يرتجف وهي تكبح جماح دموعها لئلا تنساب على خديها :
( و لكنني متى طلبت منك ان تشتري لي زوجا ؟ )
انعقدت تقطيبه فوق جبينه و رأت ما يشبه الشعور بالذنب يسبق اجابته حيث قال لها :
( لا أدري عما تتحدثين .. )
فقالت له و هي مشفقة عليه :
( امضيت بعض الوقت من ليلة امس مع جيس فلا داعي لأن تبدو بريئا انني لا انوي الزواج منه .. )
تألقت نظرات الصقر في عينيه و قال :
( الا تتزوجينه . هل طلب يدك ليلة امس .؟)
اجابت كولي :
( ليس تماما . لم اتح له الفرصه ... )
ابتسم الكهل ابتسامة مرح اثارت كولي وكأنه يبتسم لنفسه ثم قال لها :
( اوه .. لم تتيحي له الفرصه ليشرح لك الامور ..ها .. ها )
بذلت كولي جهدا يائسا للتغلب على اعصابها المضطربه و اخيرا قالت :
( ليست هناك اشياء تحتاج الى توضيح المح الي ان ادعي وجود خطبة بيننا لادخال السرور الى قلبك و لكنني رفضت )
قال بن :
( امر طبيعي )
بدا عليها الارتباك , ثم قالت له :
( لا يبدو عليك الانزعاج من حديثي )
( و هل هذا مطلوب مني ؟ )
قالت متلعثمه :
( اجل .. اعني .. ظننت .. اليس هذا هو المفروض من .. )
سألها :
( كان لدي احساس بأنك كنت تقفين عند مكتبي صباح الامس .. اليس كذلك ؟ )
ولما هزت كولي رأسها بالايجاب استطرد يقول :
( و انك سمعت جانبا من الحديث الذي دار بيني و بين جيس , اليس كذلك ؟ )
و عادت كولي تهز رأسها بالايجاب ثانيه فأردف يقول :
( اود كولي لا يفوز المرء بنتائج طيبه بالاستماع من ثقوب اقفال الابواب )
( و لكنني سعيده بما فعلت يا عمي بن .. كيف استطعت ان تقدم المزرعه هية ل جيس اذا رضي بالزواج مني ؟ الا تظن ان لدي كبريائي ؟)
و استطاع الكهل ان يحتفظ بالابتسامه على وجهه ثم قال :
( يمكنني القول بان لك كبرياء مثل اي فرد من افراد اسرة سافدج اما ان اجعل هبتي المزرعه لـ جيس رهنا بموافقته على الزواج منك , فاظن ان ذلك كان مجرد اختبار له . كان يجب عليك البقاء حتى ينتهي الحديث كله , و عندئذ كنت ستستمعين الى رفضه قبول المزرعه على اساس هذا الشرط لا يا كولي .. وقعت على تنازلي عن المزرعه له , بلا اي شروط تتصل بك من قريب او بعيد .)
و قفت كولي مبهوته مشدوهة و عندما استوعبت معنى كلماته تهاوت متهالكه على مقعد وثير و التفتت الى بن و قد اغرورقت عيناها بالدموع و قالت :
( ماذا فعلت يا رب ؟ ذلك الكلام الرهيب الذي قلته له ليلة امس .. اوه عمي بن .. ماذا افعل الان ؟ انني احبه كثيرا ...)
قال و على شفتيه ابتسامه رقيقة :
( الشيء الذي فعلته انا بالامس .. اعتذري له و اخبريه بانك كنت حمقاء .. )
بارقة امل تراقصت امام عينيها عندما تذكرت كلمات جيسون التي قالها ليلة امس الاول بأنها ستأتي اليه و تقدم له اعتذارها .
سألت الكهل و هي تزدرد كبريائها :
( اين هو الان ؟ )
كفكف الكهل بدوره دموعه ور اح يتطلع عبر النافذه ثم قال لها :
( انت تعرفين في مثل هذه الاحوال الجوية .. انه يجمع القطيع الشارد حتى لا يدهمه الفيضان )
زحفت كولي من مقعدها و الدموع تبلل خديها و اندفعت تجري من الغرفه و بن يحرك مقعده وراءها وهو يعطيها تعليماته :
( من المحتمل وجوده في القطاع الشرقي قرب الصخرة الزرقاء اختصري الطريق عبر المراعي المنخفضه , يجب ان ترتدي معطف المطر )
وكانت قد اغلقت الباب وراءها قبل ان تسمع عبارته الاخيره . و اردك انها متيمة بحب جيس لانها لم تلاحظ هطول المطر فأسرعت تجري بدون ان ترتدي معطفا . ودفع بن مقعده حتى بلغ الشرفه . و بعد دقائق رأها تمتطي جوادها و راحت تلوح بيدها للكهل بل ان تعدو تحت وابل المطر .
و اخذ الجواد يقطع المراعي عدوا وكانت الريح تلفح وجهها .. وقطرات المطر تلسع وجنتيها و لكنها لم تكترث لاي شيء ,, ثم وجدت الارضبدأت في الانحدار بشدة و رأت ان تخاطر بجوادها ميستي وهو يرتقي التلال . و في مواقع اخرى كانت الارض موحله تماما ك الليله الاولى التي جاءت فيها الى المزرعه .
اوقفت ميستي وراحت تبحث عن جيس في المنحدرات التي تحيط بها .و في الاراضي المنخفضه و اخذ الجواد يهز راسه عندما بدأت الارض تهتز تحت قدميه و يفزع من اصوات الرعد المدوية .فحاولت كولي ان تهدىء من روعه وفجأه تذكرت امرا ابتهجت له . و تذكرت الكوخ .. انه مكان قريب من هنا و لا بد ان جيس سيتوقف قليلا هناك . انه المكان المفضل لديه .
دفعت الجواد بمهمازها . و استحثته على ان يخترق مفترق التلال عبر الماء الجاري وان يطوي التلال طيا ويجتاز الوديان عدوا حتى لاح امامها الطريق العام , فبدأت تبطء من خطو جوادها على الارض المنبسطه حتى بلغت السهل الواسع المنبسط الذي سارت فيه منذ زمن بعيد عنئذ ارخت العنان , و اطبقت بيدها على السرج وتشبثت به عندما بدأ الجواد يرتقي منحدرا وقد توترت عضلاته في كل خطوه حتى بلغا قمة المنحدر وبعد لحظات لاح لها الكوخ تحيط به سحب الصباح الداكنه .وشريط الدخان يمتزج بالسحب و الامطار وفي الحال اطلقت كولي صرخة فرح و ضربت جوادها باللجام لتستحثه على العدو .
كان الجواد الاحمر الذي اعتاد جيس ان يمتطيه يقف امام الكوخ وعندما بلغت كولي المكان ترجلت عن جوادها بسرعه و ربطت اللجام بجوار جواد جيس ثم اسرعت تفتح الباب و دخلت الكوخ وقطرات المطر تنهمر منها وعندما توقفت تلتقط انفاسها اخذت عيناها تبحثان عن جيس , فرأته يسكب لنفسه قدحا من القهوة .وفجأة احست بالخجل و الخوف ترى ماذا ستقول له ؟ ومن اين تبدأ حديثها ؟
وضع جيس القدح ودار حول المائده ثم قال لها :
( ماذا تفعلين هنا ؟ )
اندفعت الكلمات من فمها سريعه وهي تقول له :
(انني اسفه .. انني مخطئه .. انني حمقاء .. يجب ان تغفر لي ما كنت اقصد ان اقول لك هذا الكلام الرهيب , اغفر لي .. من فضلك اغفر لي ... )
حدق في وجهها , ثم قال لها بنبرة ساخرة :
( امتطيت جوادك وقطعت كل هذه لمسافه لتقولي بانك .. في مثل هذا الطقس !)
( طبعا .. الا تفهم يا جيس ؟عمي بن شرح لي كل شيء .. سمعت فقط جانبا من حديثكما , ظننت انك تساومه على الزواج مني .. )
و جاهدت كولي لتعثر على الكلمات التي تساعده على فهم حقيقة الموقف لكن سعادتها بدأت تتبخر .. في كل ثانيه تمر و هو واقف امامها جامد الملامح ..
و اخيرا قال لها :
( و الان فهمت ان الموقف كان مختلفا ماذا علي ان افعل ؟اغفر لك ؟ )
اجابت كولي لاهثة الانفاس :
( اجل .. ظننت انك تريد الزواج مني من اجل حصولك على المزرعه وليس بسبب اهتمامك بي )
( انك لا تظنين انه السبب الان ؟ )
قالت متلعثمه و الدموع تتأرجح من مقلتيها :
( لا .. اقصد .. لا اعرف.. )
( و لا اذكر انني تقدمت لخطبتك ليلة الامس .. )
تمسكت بأهداب كبريائها و قالت :
( كلا .. و لن اطلب الان ذلك .. كل ما اريد ان تعرفه هو انني اسفه , يمكنك ان تعود الى فتاتك تانيا .. )
و استدارت وحاولت معالجة مزلاج الباب و لكن جيس امسك بذراعها وجذبها نحوه وهو يقول ضاحكا :
( كـولي .. انا لا اريد تانيا )
صاحت كولي قائله :
( دعني ارحل ... )
و حاولت ان تتخلص من ذراعيه . لكنها التصقت به عندما احتواها بشدة ثم رفع ذقنها بيده فراحت تتفرس في ملامحه و تحدق في وجهه .فقال لها بابتسامه رقيقة :
( هل ادركت يا كولي كم كنت قاسيه وعنيدة ليلة امس . لم تمنحيني الفرصه لاشرح لك و الان يا عزيزتي . انني احبك حبا جما لدرجة انني اغفر لك كل شيء . لم انشد تانيا يوما .و انما كنت اريدك انت )
وعندئذ مال برأسه .و عانقها برقة وما لبث ان التفت ذراعاها حول عنقه و تنهدت , والقت برأسها على صدره . و قالت له :
( اوه .. جيس .. قل لي ثانيه .. انك تحبني )
( احبك فمنذ الليله الاولى التي التقينا فيها انتابني احساس بأنك ستغيرين حياتي , وحاولت ان ابتعد بنفسي عنك وبذلت جهديلئلا تكتشفي شعوري نحوك . و لكنك لم تتركيني اغيب عنك )
ثم راح يبعد خصلات الشعر المبلله عن وجهها ة بيد مرتعشه فقالت له :
( كرهت عمي عندما عرض عليك المزرعه مقابل الزواج مني .. كنت اعر فمدى رغبتك في الحصول عليها . و لم ادرك كيف تقاوم مثل هذا الاغراء )
لمس شفتيها باصبعه . ثم قال :
( احببتك حبا كبيرا .. وكنت اعرف ان قبول عرضه معناه ان يضع ثمنا لهذا الحب . وهذا يعني انه يبتذل هذا الحب )
( اوه جيس , ماذا فعلت حتى استجق حبك ؟ انني لا اعرفكيف اطهو او احيك الملابس او اهتم بالزهور .. كما انني لست جميله ..)
( كولي انت ملأت ايام الكهل بالبهجة وجعلت قلب امراة عاقر مفعم بالحب , انت وهبت نفسك لهما و سوف ادللك طوال حياتك )
قالت له :
( ارجو ان يكون لاطفالنا عيون زرقاء مثلك .. )
و لم تواصل كلامها اذ راح يضمها الى صدره و عندما تخلصت من بين ذراعيه . سألته :
( لماذا غير بن رأيه ؟ )
( انت السبب ... و كذلك الحوار الذي دار بينكما , لا بد انك قلت له شيئا جعله يغير رأيه . على الاقل في الفترهالتي تفصل بين حوارك و الحوار الذي دار بينه وبين توني )
و تشابكت اصابعه وراء ظهرها و راح يدق فيها بنظرات كلها دفء و حرارة و سمعها تقول له :
( رأيت توني هذا الصباح يحزم حقائبه . ترى مالسبب الي يدفعه الى الرحيل ؟ )
(لم ابحت بدقه عن السبب . و لكن لدي احساس بـأن بن ادرك ان توني كان موجودا ليلة مصرع ريك و الشيء الوحيد الذي يردده بن الان انه ما كان يجب عليه ان يصدر حكمه بقسوة في الفترة السابقه و انه لن يحاول اصدار احكام مثلها مرة ثانيه )
وشرعت كولي تقول :
( هل تقصد ان توني كان .. )
و لكن جيس رفع يده و وضعها على فمها ليمنعها عن مواصلة الكلام و لدهشتها بدأت الامور تتضح في عقلها . عندما تذكرت صيحة توني ذلك اليوم الذي قضته معه في الوادي .. و قد اقبل مندفعا نحوها ليقول لها :
( اخشى ان تصابي انت ايضا في حادثه ... )
و عندما روت ذلك ل جيس , قال لها :
( ( صمتا المشاعر الاليمة لها صلة بالماضي و انا متفق مع بن بألا تصدر احكاما عشوائيه . هل تعرفين ان ثيابك مبتلة ؟ و انني قد اصبت بالبلل بدوري ؟ يجدر بك ان تتناولي قليلا من القهوة . و سأحضر لك بطانيه لتتدثري بها حتى تبعث الدفء في جسمك )
و تبعته كولي حتى بلغت الطاوله و تناولت فنجانا من القهوة و سار ليحضر لها بطانيه و وضعها حول كتفيها . ثم سألها :
( الا تبدو الان صورتنا مضحكه للغاية ؟ )
ضمت كولي البطانية حول جسمها . ثم قالت :
( حقا ما تقول . لا ادري ماذا ستفعل البطانيه مع هذه الملابس المبتله التي ارتديها تحتها . في حين انك امرتني في المرة السابقه و كنت غريبا بأن اخلع جميع ملابسي المبتله قبل ان اضع البطانيه فوق جسمي )
ضمها جيس هي و البطانيه الى صدره و احتواها بين ذراعيه ونظر في عينيها بوله ثم همس في اذنها قائلا :
( لن اطلب منك ان تخلعي جميع ملابسك هذه المرة يا كولي , لان ذلك يحتاج مني الى طاقه كبيرة من ضبط النفس .. و لن تفعلي ذلك حتى لو طلبت منك ... انـا صاحب ارض سافدج ...)

تـــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــت


باشكر الجميع على المتابعه و ان شاء الله ربي يبعتلكم ابطال زي ما بتحبو .. انا بدي يكون عيونه زرقاء زي جيس ^_^
دعـــــــواتكم لي بالتوفيق لان عندي امتحان نهائي
الى الللقاء في رواية قادمه


ل

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 22-11-13, 07:48 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,239
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

الله يعطيك العافية حبيبتي
والله يرزقك بشاب طيب ذو اخلاق عالية .. والله يوفقك في امتحاناك النهائي

لك كل الود والتقدير

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 22-11-13, 09:08 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: 27 - وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلم ايديكى عطورة
الله يوفقك بامتحاناتك
و اﻷهم عن العيون الزرق هى اﻷخلاق
اتمنى ان ربنا برزقك بزوج خلقه القرآن

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, savage land, عبير, وردة قايين
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية