كاتب الموضوع :
الامل المفقود
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 1077- تضحية أم- فيليس هالدورسون - دار النحاس
في قسم الأطفال من الحديقة وعندما تعبت ركبوا جميعا التلفريك الى حديقة الحيوانات القريبة.
وعندما وصلوا عائدين الى البيت كانوا مرهقين قذرين غارقين في الغبار .
قال كلاي متذمرا وهو يدخل السيارة الى الكاراج ويفك حزامه إذا استمرت هذه الحال فستجعلانني أنتما السيدتان الصغيرتان رجلا عجوزا لقد نسيت كم هو متعب التجوال في المدن.
فقالت تمارا بابتسامة واسعة لا تدل على شيء من الأسف :- أني آسفة هل تريد مساعدة في دخول البيت ؟ إذا أمسكتك فرانسي من جانب وأمسكتك أنا من الجانب الأخر أظن بإمكاننا سحبك الى الداخل .
فقال ببطء بلهجة مازحة :- آه افعلي ذلك وسأريك من هو العاجز الضعيف ...
- بابا بابا . أرجوك .لا تؤدي تمارا .
كان في صوت الطفلة خوف حقيقي .
فجمد الاثنان جالسين وقد ذهلا لحزن الطفلة الخاطئ هذا . وأسرعت تمارا تطمئنها وهي تفك حزام مقعدها :- لا تخافي يا حبيبتي كنا نمزح فقط . ثم احتضنتها قائلة :- كنا نغيظ بعضنا البعض ان أباك لم يسبب لي أي أذى قط .
فقال كلاي وهو يمر بيده على رأس الطفلة :- أنا لم افعل هذا طبعا .
بعد ان وضعا فرانسي في فراشها تلك الليلة شرعت في مغادرة الغرفة بينما جلس كلاي على جانب السرير ليقرا الحكاية لفرا نسي . الامل المفقود
قبل ان تصل تمارا الى الباب . ناداها كلاي :- تمارا أريد ان أتحدث إليك في غرفة المكتبة عندما انتهي من هنا .
كانت الكلمات مهذبة ولكنها شعرت بشيء في لهجته فأجابت وهي تبتعد :- نعم بالطبع .
كانت جالسة على الأريكة محاولة التركيز على قراءة صحيفة بين يديها عندما دخل كلاي الى غرفة المكتبة حاملا معه كوبين من عصير التفاح ناولها احدهما ثم جلس .
اخذ رشفة من كوبه ثم قال :- تمارا ... ان كنت قد اسات إليك حين كنت امزح معك فانا استميحك عذرا .
فتملكت الحيرة تمارا لقد كان خائفا حقا من ان يكون قد أساء الى مشاعرها كيف أمكنه ان يظن ذلك .
فقالت له :- كلاي ... حقا الأمر لم يزعجني بل من المؤكد ان ما قلناه كان بادرة طيبة تنم عن ارتياح كل منا للأخر .
هنالك شيء عليك ان تعرفيه يا تمارا لقد كنت أحب زوجتي جدا لقد بقينا متزوجين قرابة الأربعة عشر عاما وكان زواجنا سعيدا وعندما قتلت بذلك الشكل المفاجئ كاد ذلك يدمرني وأظن أنني ما كنت استمررت بعملي لولا وجود فرانسي .
وضع كوبه على المنضدة ثم بدا يذرع الحجرة وهو يقول :- لقد نشانا أنا و اليسيا معا رغم أنها كانت تعيش هنا في المدينة بينما والدي كانا مزارعين لقد كان جداها لامها يملكان مزرعة بجوارنا . وكانت هي تمضي فصول الصيف والعطل المدرسية معهما . وعندما كبرنا الى حد كان يمكننا فيه قيادة سيارة أصبحنا نتقابل بشكل أكثر ثم دخلنا جامعة أوستن معا .
سكت ثم وقف بهدوء يحدق في رسم زوجته وابتدأت تمارا تظن انه قد نسى وجودها هي في الغرفة الى ان عاد الى الكلام وهذه المرة كان صوته منخفضا وكأنه يفكر بصوت عال .
- لم يكن لأي منا علاقة جدية مع أي احد أخر كان من المسلم به أننا عندما نكبر سنتزوج وهذا ما حصل إذ تزوجنا بعد مضي اقل من شهر على تخرجنا من الجامعة ثم انتقانا الى لوس انجلوس حيث أكملنا دراستنا العليا . الامل المفقود
كانت تمارا تستمع متشوقة الى سماع ما أمكنها عنه ولكن السؤالين اللذين ألقاهما لم يأت على ذكرهما وهما لماذا تكفلا بتربية طفلة بدلا من ان ينجبا أبناء بنفسيهما ؟وإذا كان احدهما عقيما .فأيهما ؟
توقف عن السير ثم وقف ويداه في جيبيه . محدقا في المدفأة الخامدة وقد بدا في نظراته الساهمة شعور عميق بالوحدة .
وضعت كوبها بجانب كوبه ثم سارت نحوه ووقفت بجانبه وهي تقول :- أني آسفة يا كلاي ... فأجفل لسماعه صوتها وقفز ما جعلها تدرك انه كان حفا قد نسى وجودها في الغرفة .
قال بشيء من التجهم :- أنني لا أريد العطف . ان على ان أوضح نقطة ولكنني أخشى إنني أتخبط دون هدى .
لم تستطع ان تدعه يعتقد انه يسبب لها الضجر فقالت :- آه كلا ...
فقاطعها :- ما أحاول ان أقوله هو أنني افتقد اليسيا و ... وتهدج صوته مرة أخرى ثم تابع قائلا :- ما أحاول قوله لك يا تمارا هو انك تعيدين ألي ذكريات كنت أظنها ماتت أظن من المفروض ان أكون شاكرا لك هذا ولكنني لست كذلك فهذا يعقد كل شيء فانا ليس في نيتي الزواج مرة أخرى لأنني لن أحب امرأة أخرى أبدا كما أحببت اليسيا كما أنني لن اقبل أنشاء علاقة غير الزواج فالعلاقات العابرة ليست في حسابي ان هذا لن يكون أمثولة يحسن ان اعلمها لابنتي .
وسرت تمارا وهي تسمع انه يكن لها شعورا قويا هل يعني هذا انه سيصرفها من العمل ويرسل فرانسي الى مزرعة والديه الى ان يجد موظفة دائمة عنده ؟ وتمنت ألا يكون ظنها صحيحا هل تسال هام تبقى ساكتة أملا في إلا تكون هذه الفكرة قد خطرت بباله ؟
الامل المفقود
كلا لا يمكنها ذلك ان عدم معرفتها ما إذا كان سيصرفها من العمل سيذهب بعقلها .
وابتدأت تقول :- كلاي هل ستغير رأيك فلا تدعني اعمل هنا هذا الصيف .
خافت وهي تراه يتردد . ولكنه هز رأسه :- كلا ... كان صوته أسفا أنما حازما :- صدقيني أنني كنت فكرت في ذلك حتى أنني وصلت في تفكيري الى انه ينبغي علي ذلك ولكنني وجدتك محبة لفرا نسي كما أنها هي أيضا تبدو مخلصة وفية لك كما أنني لم أجد امرأة أخرى استطيع ان أثق بعنايتها بابنتي ولهذا أظن أنني ... وأطبق شفتيه بقوة قبل ان يكمل جملته فقالت تكمل عنه :- انك ستبقينني هنا ؟ وأدركت ان تخمينها كان صحيحا عندما رأت الضيق في ملامحه .
انفجر قائلا :- أف منك يا تمارا لا تجعلي الأمر أكثر صعوبة مما هو عليه فإذا شئت الذهاب فانا لن أمنعك أنما أذا أردت البقاء فأهلا بك واندفع خارج الغرفة ومن ثم خارج المنزل صافقا الباب خلفه وهو يهبط الدرجات متوجها نحو البوابة
كان يفكر في ما حدث لقد ابتدأ يشرح مشاعره نحو اليسيا والحزن الذي مازال يشعر به لموتها كوسيلة لتخفيف الصدمة عن تمارا عندما يصرفها من العمل حتى انه اعترف بشعور المودة والعطف نحوها لأنه لم يكن يريدها ان تظن نفسها ملومة في ذلك الظرف ولكنه كان كلما ازداد كلاما صعب عليه الوصول الى لب الموضوع وبدلا من ان يقول لها بكل بساطة أنا أسف يا تمارا ولكن عملك هنا لم يأت بنتيجة حسنة ثم يناولها شيك بمبلغ ضخم إذا به يتردد ويتلعثم ويدور حول الموضوع الى ان سمع نفسه يتوسل إليها فعلا بالبقاء .
ربما قد نالت منه الوحدة أخيرا فالسنة الأخيرة كانت كابوسا بالنسبة اليه ولكن هذا ليس سببا يجعله يلتمس التعزية عند فتاة مثل تمارا حسنا أنها ليست فتاة في الواقع ولكنها كذلك بالنسبة اليه فسن الرابعة والعشرين هو سن صغير بالنسبة الى من هو مثله في السابعة والثلاثين وأكثر من ذلك أنها مستخدمة في منزله ... الامل المفقود
انتهى الفصل الرابع
|