كاتب الموضوع :
الاميرة الاسيرة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: رواية فلورا - ساندرا دى ستيف
الفصل الاول
أخيراً شعرت فلورا لارك بانها قريبة من الهدف كانت السيدة الشابة تفكر فى هذه الرحلة الطويلة ببعض التعب . إضطرت إلى الرحيل قبل شروق الشمس لتسير حتى المحطة عبر القرية التى لا تزال نائمة
لم تحاول فلورا ان تعزى نفسها حتى بنظرة أخيرة إلى الريف البهيج فى كنت الذى شهد ازدهار طفولتها , منذ وفاة والدتها لم تعد تعير أى إهتمام بالبرارى والأنهار التى كانت سبب بهجتها فى الماضى .
ازدادت نحافتها وأبرز شعرها الأسود الطويل شحوب وجهها البيضاوى لم يعد باقيا من حيويتها سوى عينيها السوداوين الواسعتين أمضت فلورا جزءاً كبيراً من رحلتها فى عربة القطار غير المريحة فى الدرجة الثالثة التى ضجت بضوضاء المسافرين ابتعدت فلورا عن مزاحهم لم تأكل كانت تفكر فى حياتها المستقبلية .
أخيراً رأت محطة لينسون كان عليها أن تسير على قدميها بضعة أميال لتصل إلى قصر لويس هام , خيم الليل على الأرض المنعزلة ضمت إليها الشال الأبيض وها هو المطر قد بدأ فى السقوط .
أسرعت فلورا الخطى لمحت أسوار القصر أمامها رغم الظلام انبهرت فلورا بكبر حجم المبانى كان البيت يبدو مخيفا وفى الوقت نفسه مرحبا حاولت فلورا دون أن تتوصل إلى ذلك أن تتخيل هذا القصر يؤويها على الأقل بضعة شهور وهى التى عاشت خلال السنوات الثلاث الماضية دون أن ترى أحداً ( لم تكن تريد ترك والدتها متمنية أن تخفف عنها مرضها الذى أدى بها إلى الوفاة )
إنها تواجه الآن فكرة مقابلة الكونت دى لويس هام بخوف كبير .
وصلت أخيراً دقت جرس الباب الذى رن رنيناً غريباًفى الليل بعد بضع لحظات جاء رجل عجوز يفتح باباً ثقيلاً :
- ماذا تريدين ؟
- انا فلورا لارك المربية الجديدة لمايكل . أدخلها بعد ان رمقها بنظرة طويلة كانه يدرس قوامها الرشيق وشعرها الحريرى ومظهرها الحزين ونظراتها القوية العميقة أخيراً قال :
- سيدى الكونت دى لويس هام دخل غرفته ومستحيل أن أزعجه .
- فهمت لقد جئت متأخرة .
- تحدثى بصوت أعلى , انا لا أسمعك جيداً .
رددت فلورا محاولة أن ترفع صوتها بشكل كاف :
- أقول أن الوقت متأخر كانت الرحلة طويلة انى فى الطريق قبل شروق الشمس .
قال الرجل العجوز دون أن يعير ما قالته الفتاة أهمية :
- اسمى جوزيف أنا وإيلين الطباخة نحن بمفردنا نهتم بهذا القصر أنا فى خدمة السيد منذ وقت طويل عندما جئت كان سيدى الكونت لا يزال فى الخامسة من عمره .
سمعته فلورا وهى تتمنى أن يدعوها للجلوس وربما إلى قدح من الشاى أو يقدم لها شيئا تأكله . تأملها لحظات كأنه يفكر , ثم قال :
- ربما تريدين الجلوس فى الصالون الأخضر والذهبى سأحضر لك قدحاً من الشاى مع الكيك .
همست فلورا :
- شكراً
ثم رفعت صوتها :
- شكراً بكل سرور
ولكن جوزيف كان قد خرج نظرت فلورا حولها على يمينها كان هناك باب مفتوح وشموع مازالت مشتعلة رأت الستائر التى تغطى الحائط بالون الأخضر والذهبى . دخلت وقررت أن تجلس فى أحد المقاعد لتنتظر هذه الوجبة التى تأملها كثيراً كانت تود أن ترى الكونت لويس هام هذا المساء وتعرف ما الذى يريده منها لقد كان خطابه غامضاً .
عند عودة جوزيف طردت فلورا هذه الأفكار من ذهنها حتى تتفرغ لسعادة الطعام وتحصل أخيراَ على شراب دافىء .
قال جوزيف :
- سآخذ أمتعتك إلى حجرتك وسأقودك إليها فور انتهائك.
أذعنت فلورا .
|