كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ضاع قلبها هناك - يولندا راميريز
وراقبت ستيلا الألوان الرائعة المتراقصة للغروب . وملأ نفسها احساس غامض بالقلق وهي تعرف , دون ان تعرف سبب ذلك الشعور , فهناك اكثر بكثير من مجرد العالم المؤكد ان لويس كان هنا.. وان جاك ميتشل , لاسباب خاصة به, لم يرغب في ان تعرف , وهو بنفسه من جعلها تحس بعدم الوثوق هذا .
فجأة جعلتها تعقيدات هذا اليوم نافذة الصبر.. وكانت الشمس قد غربت على اعلى قمة وسط هالة من الابهة المشعة.. وبدأ الطقس يبرد , فوقفت ستيلا والتقطت حصاة ورمتها بغضب في الماء .. وبعد ان نفست غضبها بهذه الطريقة الساذجة شقت طريقها الى الفندق .منتديات ليلاس
ذلك المساء وبعد انتهاء العشاء تناولت السيدة بلومر وستيلا القهوة في الصالون الكبير .. ومع شدة الحرارة نهاراً , فعندما غابت الشمس اصبح الطقس بارداً , وهكذا اشعلت النار في المدفأة الحطب المحترق كان من اشجار الغابات , والرائحة المتصاعدة منها كانت حلوة برائحة الصمغ, وهكذا اصبحت الغرفة حميمة بسقفها الخشبي المنخفض ومقاعدها المريحة, المنتشرة في مختلف الانحاء بطريقة يمكن فيها للنزلاء إما تبادل الاحاديث الاجتماعية او العزلة .
- كم هذا جميل..! ارجوكما ان تنضما الينا .
منتديات ليلاس
فرفعت نظرها لترى امرأة مسنة وشاب يجلسان قربهما وتابعت السيدة بلومر بالتعارف :
- هذه صديقتي الشابة ستيلا اليستير .. ستيلا عزيزتي اود ان اعرفك الى السيدة تراست , وهذا ابنها كما اعتقد..؟
فسارعت المرأة تقول :
- اجل .. طبعاً, كنت على وشك تقديمه.. انه ابني يراين .. ألا تعتقد ان الآنسة اليستير جميلة يابراين؟
واجفلت ستيلا للتقدم المباشر في الحديث فحاولت الكلام.
- ياللسماء..
ولكن براين قاطعها , مجيباً على سؤال امه:
- بل جميلة جداً امي .. اظنها فكرة جيدة لو تبادلت معك المقاعد, فأنت تودين الحديث مع السيدة بلومر , وأنا اود الحديث مع الآنسة اليستير.
وقالت السيدة بلومر :
ودهشت ستيلا للسرعة التي تتحرك بها الأمور .. فاجابت :
- بل افضل ان يدعوني ستيلا.
فابتسم براين وقال:
- شكراً لك سيدة بلومر , فأنا افضل التخلي عن الرسميات.. ستيلا , انا براين .
وخلال دقائق انهمكت المسنتان بالحديث حول احفادهما.. واستدارت الى براين فوجدت عيناه مثبتتان عليها .. وهمس لها:
- إنهما فظيعتان ..اليس كذلك؟ احفادهما , ليباركهم الله , سيوفرون مادة لا تنتهي من الحديث المهم لفترة اشهر.
- انت لست أب.. أليس كذلك؟
وكشر وجهه برعب ساخر:
- ياللسماء ! لا.. حتى انني لم أتزوج بعد , لم اجد الفتاة المناسبة , ومن تتحدث عنهما امي من احفاد هما ولدا شقيقي , بنت وصبي وهي مولعة بهما.. وستفتقدهما كثيراً وهي هنا.
- لقد قلت أشهر منذ قليل.
- صحيح , فأنا هنا لأتمرن تحضيراً لمبارات في التسلق في هملايا في وقت قادم من هذه السنة.. لقد كسرت ساقي منذ اشهر , وتوقفت عن التسلق لفترة , اما الآن فقد عدت للتمرين.. في الواقع كنت محظوظاً.. فأنا اعمل في موسسة لبيع ادوات التسلق, ومشاركتي في مباريات التسلق دعاية رائعة لهم , ولهذا تمكنت من اخذ هذه الإجازة الطويلة .
- وأمك؟
- انها هنا ترعاني وتعتني بغذائي .. ولكن المشكلة انها تنسى دائماً انني رجل ناضج.منتديات ليلاس
فضحكت ستيلا.
|