كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ضاع قلبها هناك - يولندا راميريز
اول هاجس انتاب ستيلا هو ان تعود ادراجها ,, من الواضح انها سارت في الطريق الخاطئة وضاعت , فليس هذا هو النوع من الغابات التي قصدتها في كلامها مع موظفة الاستقبال في الفندق .
ثم لاحظت انها لاتزال تسير فوق طريق .. والطريق عادة تعود الى مكان ما.. واحست بإحساس مفاجئ لحب المغامرة يطغي عليها .. وماذا يهم اذا لم يكن هذا ماتوقعته ؟ انها في بلاد غريبة , وفي عطلة ولسوف تستمر في طريقها.
وسمعت صوت مياه .. وبعد منعطف في الطريق واجهت شلالاً.. كانت المياه تندفع من فوق صخور مرتفعة نحو بركة كبيرة, وكانت البركة كئيبة غامضة جلست على صخرة ونظرت حولها .. الغابة هادئة .. واحست ان مامن كائن حي على بعد اميال, بعد فترة ابتعدت في الغابة اكثر , تلحق بالطريق وهي تتعرج وتتلوى عبر العشب المرتفع.منتديات ليلاس
وبنفس السرعة التي دخلت فيها الغابة وجدت نفسها خارجها .. فخفق قلبها ونظرت حولها .. انها الآن في غابة من اشجار طويلة مستقيمة مزروعة في صفوف مستوية.. من صنع الإنسان, وحين تكون الغابة مزروعة بيد الانسان, فهذا يعني ان الإنسان يعتني بها.. ربما تستطيع هنا ان تجد احداً يعرف لويس . ويستطيع ان يقول لها عن مكان وجوده.
وتابعت سيرها بين الاشجار الى ان وصلت الى فسحة كبيرة .. الحطب فيها مكوم اكوام مرتبة, وهناك اغصان محطمة مبعثرة حيث كانت تقع تلك الاشجار المقطوعة.. وهذه آثار واضحة لعمال غابات.
منتديات ليلاس
وجلست ستيلا تعبة فوق اغصان الشجر الجافة.. بعد فترة اخرجت دفتر الرسم والاقلام من حقيبة معها , وبدأت الرسم .. وانشغلت بما تعمل حتى انها لم تستطع ان تعرف ماذا لاحظت اولاً: الكلب المسرع نحوها ام صوت الرجل الذي قال :
- الرسم ليس سيئاً!
فصاحت وهي وتستوي في جلستها :
- اوه ؟ لقد افزعتني!.
رجل كان يقف الى جانبها ويده على عنق كلبه لتهدئته. كان طويلاً , رشيق القوام بارز العضلات في بذلة ( سافاري) أنيقة , متوسط العمر كما ظنت , فشعره رمادي عند الفودين , ثم وبإدارته قليلاً , اجفلت لرؤية ندبة تظهر بوحشية على خده الايمن.
- آسف لإخافتك , لم اقصد .. كنت فقط...
وتوقفت كلماته , وظهر على عينيه تعبير غريب , فابتسمت:
- لم تكن غلطتك.. اعتقد انني كنت مستغرقة في رسمي حتى انني لم اسمعك .
واخذ يحدق بالرسم مفكراً:
- لقد التقطت الجو جيداً, هل انت هنا في إجازة؟.
- اجل .. انا من كندا.
- لاحظت هذا من لهجة كلامك , انها مسافة طويلة.
- و إجازتي طويلة .. ثلاثة اشهر , انا هنا كمرافقة لسيدة كانت مريضة .. مع انها لم تعد كذلك منذ وصلنا هنا.
غريب , إنها تتطوع لصب الكلمات صباً امام هذا الرجل . مع انها في البداية ظنته في اواسط العمر, إلا ان صوته كشف انه اصغر بكثير مماتصورت.
|