كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: ضاع قلبها هناك - يولندا راميريز
الكلبة حقيقية..! لقد وجدتها! وعادت ستيلا الى وعيها الآن , وبألم استطاعت ستيلا نزع حذائها من قدمها, ووضعه بين فكي الكلبة.
- خذيها له.. احضريه الى هنا .. احضريه.
ولابد ان الكلبة فهمت, فقد توقفت عن حركتها المفزوعة .. ووقفت قرب ستيلا .. ثم قفزت بسرعة عبر الاعشاب المتسلقة.
الجو بارد.. الرطوبة تزداد والألم يخدر اعصابها , وكل هذا اصبح جزءاً منها , تعال ياجاك .. تعال! لست ادري كم استطيع الصمود بعد .. ارجوك .. ارجوك .. تعال!.
ثم, وكأنما الرحمة حلت عليها , تلاشى الألم , ولم تعد تعي ماحولها .. في مرحلة ما.. احست بشيء يدفعها او يجرها .. وذراعان قويان يمسكان بها , وسمعت عواء كلب , كلمات ناعمة.
كانت مستلقية في فراش .. واحست بالنعاس والطمأنينة وامتلأت نفسها بإحساس جميل من اللامبالاة الناعسة, ولم يعد رأسها يؤلمها ولكنه ثقيل, ولم تستطع فتح عينيها وتذكرت بشكل مبهم انها انزلقت, وانها أذت قدمها , واستلقت في البرد والرطوبة , وهي الآن دافئة, ومرتاحة .. وبطانية صوفية سميكة ملفوفة حولها وشيء دافيء آخر يلتف حول قدميها .
واحست ان هناك شخصا معها في الغرفة, فحاولت فتح عينيها ولكنه جهد كبير.. واستمرت مستلقية هادئة ساكنة وسمعت حركة , احد الجوارير انفتح ثم اقفل .. و اقدام توقفت قرب السرير, ويد رقيقة فوق خدها.ريحانة
منتديات ليلاس
قبلة رقيقة ناعمة كجناح الفراشة لامست جبينها .. أمي؟
بدأت صورة ضبابية تطفو امام عينيها , وحاولت ان تتذكر .. تتذكر.. ماذا جرى؟؟ حاولت تحريك ساقها فأحست بوخز الألم .. فجمدت, ثم حاولت ثانية, وخزة الألم نفسها..وتحرك الشخص الواقف قربها.
- ستيلا.
إنه صوت رجل , ناعم ومليء بالقلق:
- ستيلي.. ستيلي.. أيمكنك سماعي ؟ او ستيلا , ستيلا حبيبتي , إفتحي عينيك , قولي انك بخير , ارجوك ستيلا.
وصمت فترة , وعندما , وعندما لم تستجيب عاد يكلمها:
- ستيلي.. ستيلي ! أتسمعيني؟
وطافت في رأسها الذكريات.. الكثير الكثير منها , ستيلي.. لويس .. لويس الذي تبحث عنه.. لقد وجدها لويس.
وارتبكت افكارها .. كل شيء اصبح مشوشاً, هي من تبحث عن لويس ولويس ليس هنا.. الكلب .. كان هناك كلب.. لقد قالت للكلب ان يجد لها جاك.. جاك الذي تحبه.. ولكن لويس هو من وجدها.. لويس معها الآن.
- ستيلا .. ستيلا حبيبتي.. ارجوك .. ستيلي افتحي عينيك.
تفتح عينيها .. اجل.. يجب ان تفتح عينيها.. الصوت كان مليئاً بالحب .. ولأجله .. يجب ان تفتح عينيها.. لأجله .. لأجل لويس , فهي لن تتمكن من رؤية وجهه خلف جفنيها المغمضين.. ويجب ان ترى وجه الصبي العائد من طفولتها.. وبجهد كبير , بدأت عيناها تنفتحان .. ببطء.. ببطء.. وغشى النور في الغرفة الوجه المنحني فوقها.. ثم تلاشت الغشاوة..
|