لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


غصّة ندم

طريق العودة لا يشبه أبدًا طريق الذهاب من يتأمل تلك الوجوه المكفهرة البائسة ينسى لوهله ما كان يعتليها قبل أيام من شغف وتفاؤل وحماس على متن تلك السفينة توزعوا

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-13, 03:37 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257402
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: رآحيـل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدGermany
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رآحيـل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي غصّة ندم

 

طريق العودة لا يشبه أبدًا طريق الذهاب
من يتأمل تلك الوجوه المكفهرة البائسة ينسى لوهله ما كان يعتليها قبل أيام من شغف وتفاؤل وحماس
على متن تلك السفينة توزعوا منهم من تعلوه سعادة لا حدود لها ، ومنهم من يحمل على ظهره وزرًا ، وخيبة تلطخت بها جبينه فأثقلته وأحنت نظره الى موقع قدميه
كان هو من بينهم يتمزق ندمًا وحسرة وشريط الذكرى يحجب رؤيته عما حوله ، يتذكر وداعه لأهله وأهل قريته الثقة التي زرعوها فيه الوعود التي قطعها لهم بأي شيء سيعود ؟ وبأي وجه سيقابلهم ؟ بل هل سيستقبلونه ؟ هل سيكون له مكانًا بينهم ؟


كنا في هذه السفينة نتطلع للفوز بالغنيمة للنجاة والعودة للوطن حيث الأمن والسلامة والتقاء الأحبة ، في رحلتنا هذه فقدنا الكثير ، من الأشخاص والأصدقاء فاعتلانا الحزن وركبنا البؤس ودثرنا اليأس ، ولم نتجاوز كل ذلك إلا بوقوف حكيم بجانبنا وحديثه الطيب معنا ومواساته لنا أخبرنا حكيم ذات مرة بأننا أيضا سنُفقد يومًا ما مثلهم ، والعبرة بما سنعمل لهم وبعدهم لا بما نذرفه من دموع ونُطلقه من آهات

لم تكن الرحله ميسرة ولا الظروف مؤاتية ولكننا تحملنا واجتهدنا وكافحنا لأجل الوصول للهدف ، رفيقنا حكيم كان ممن يكثر لنا الحديث عن خطورة الطريق ومشقته عن ما يجب علينا فعله كان فقيهًا ثاقب النظرة ، مميزًا للأمور لا تجذبه التوافه ولا تغرّه الملهيات ، كثير من كبار أهل القرية من يلجأون إليه ويأخذون برأيه ومشورته عند الحاجه ويتركون ما يوجههم إليه وينهاهم عنه إن أضر ذلك بمصالحهم الشخصية ! حكيم رفيق دربي لكنني لم استفد منه الكثير فبينما أبدوا مراهقا أحيانا ، يبدوا هو أكبر من عمره بكثير ! لم يدّخر جهدًا مع أهل القرية في توجيههم وإرشادهم وخدمتهم ومقابلة جهلهم بالحلم وعنادهم بالعلم ، كما لم يدخر جهدا معنا في هذه الرحله من اجتهاده في معرفة الطريق وطرق مدافعة البلاء وكيفية النجاة والسلامة منها ، هبت عاصفة ذات ليلة فأمرنا بالنزول الى قبو السفينة وعدم مواجهتها ، نزل من نزل فأصبح آمنًا وكنت فيهم ، وبقي على السطح من كان معاندا ومن استصغر الأمر وتساهل به ، وعندما اشتدت العاصفة هلك كل من كان على السطح ممن أصروا على مواجهتها عنادًا أو جهلًا بعواقبها إلا بقيّة منهم ممن أدرك الخطر أخيرًا وتشبث بالحبال والأعمدة ، فخرجوا منها مُخضبين بالجراح والدماء ،

بعد تلك الليلة العنيفة ازدادوا تمسكا بأقوال حكيم ويقينا بإرادته الخير لهم وتعاهدوا على اتباعه والإنصياع لأمره ، وبعد أن تخبطت السفينة وسط المحيطات وصلنا فجرًا مقصدنا ورست بنا على الجزيرة
انطلقنا يحدونا الشوق ويدفعنا الأمل للظفر بمطلوبنا وكلنا يسير خلف حكيم ، فهو من يمتلك مصباحًا يرى من خلاله الطريق وهو وحده من يمتلك نظارة يستطيع بها رؤية الأشياء على حجمها الحقيقي دون تزييف ، رغم هذا منا من دفعته العجلة ليسبقنا فظل الطريق وما اهتدى ، ومنهم من تأخر عنا فهلك ، وتمسكنا نحن بالطريق فكنا على خير حتى وصلنا لآخره ، وكنا من غايتنا قاب قوسين أو أدنى ، عند باب الكهف وقف حكيم محذرًا بنفس الكلمات التي كررها على مسامعنا مرارًا وتكرارًا ، لن يطول الأمر بالداخل هو زمن يسير عليكم أن تجنوا فيه كل ما تستطيعون من الجواهر لا تغررنكم الصور الزائفة فتتعلقوا بها وتُلهيكم عن مقصدكم الأساسي ! فإنها لا تساوي شيئًا مع الأثمان الحقيقية التي بين أيديكم ، من تعلق بتلك الصور فقد أضاع وقته وغيب عقله وسيخرج من هذه الكنوز مفلسًا ، تدافعنا أمام بوابة الكهف بحماس نريد الدخول لم يعد لدينا وقت لنضيعه بالإستماع لمزيد من الكلمات فما ينتظرنا أعظم منها وأثمن وهو ما جئنا لأجله هو ما سيحقق أحلامنا وينتشلنا من الضياع والبؤس والفقر هو ما سيسبغ علينا السلام والأمان فننعم في نعيم مقيم
تدافعنا بالفعل للدخول ، تتبعنا صيحات حكيم اشتغلوا بما يبقى لا بما يزول ابذلوا الجهد بالعمل لا بالنظر ، دخلنا جميعًا وأصبحنا في الداخل أشتاتًا كلٌ يجمع الجواهر بنهم في حقيبته ، أعدادها هائلة وفي كل مكان لن تتخيل أنها ستنضب يومًا ما ولو غُرف منها بحجم الجبال ! اذن لماذا يخفق غالب من يأت الى هنا ؟ لماذا لم يفلح الا قلة قليلة بجمعها ؟.. رفع نظره يبحث عن رفاقه فلا صوت ولا همس لهم أين ذهبوا ماذا يفعلون ؟ لوحة كبيرة عُلقت في أحد الجُدر شدّت انتباهه تأملها برهه عاقدًا حاجبيه مستنكرًا وجودها، ليصرف بصره فيقع على أخرى أجمل منها فتسحره ولم تكن الثالثة أقل جمالا وخيالا لتستولي على عقله بل جميع جوارحه ، وهنا شيء أجمل بكثير شيء لا يستطيع وصفه ولا شرحه لم تكن لوحة صامته كزميلاتها ، بل كانت شاشة عرض متحركة تعرض له أشكالًا وألوانًا من الصور بلا توقف ولا ملل فتنت ناظرية بأجمل الصور وأغربها لم يستطع صرف نظره عنها فما إن تنتهي من مشهد حتى تأسر قلبه بآخر أعظم منه ! بل إنها اقتحمت خياله وسرقت أفكاره وأحلامه وصنعت منها مشاهدًا وأفلامًا ، أطال الوقوف والنظر قُرِّبت منه أريكة وسُكِب له مشروبًا باردًا ليستمتع أكثر ويسرح أكثر بالمشاهدة : ياااه تلك هي أحلامه تُعرض أمامه تلك الجامعة التي يحلم بالإلتحاق بها ، ذاك قصره الذي يريد وتلك السياره التي يحلم بها وتلك الجميلة الفاتنة زوج المستقبل وهنا سيقضي شهر العسل وذاك هو طفلي حبيبي الذي سأُنجب ياااه تنهد بعمق كيف غاب عنه كل هذا الجمال كيف لم يسمع به من قبل ، تلك جنة الله على الأرض !

أطلق البوق صافرته حان وقت الرحيل يجب على الجميع الخروج لا خيار لأحد بالبقاء
أُسدل الستار على شاشات العرض وانطفأت ! وابتلعت الأرض جواهرها وأظلم الكهف وبدأ يتزلزل ، تسارعت نبضات قلبه تدافعت الدماء في عروقه حتى برزت تريد الخروج من جسده ، تلفت حوله مذهولًا وقدماه تعجز عن حمله قلب حقيبته ليس فيها الا القليل تفحّم بعضها وبقي الآخر على وضعه ! تصبب عرقًا تفحّمت جواهره ! لم يجمع إلا القليل وتفحّمت ! هرع الناس أفواجًا يتدافعون خروجا منه كما دخلوا إليه ، منهم من ملأ حقيبته بالجواهر ومنهم من أسقطها بعدما تعثر بالخروج ومنهم من جمعها فأحرقها ومنهم خرج صفر اليدين فارغًا خاسرًا مصدومًا يقلب كفيه حسرة يعصره الألم ويثقله الندم

أسرعوا بخطاهم خلف حكيم الظلام اشتد والطقس غير مستقر والأمطار بدأت تتساقط والريح تشتد ، قلة قليلة من نجت ! لجؤوا الى السفينة تحصنوا بقبوها وانطلقوا عائدين من حيث أتوا منهم من يسبقه أمله وحلمه ومنهم من تلجمه خيبته ويصفعه ندمه ومنهم من لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى .

التفت ليد وضعت على كتفه وطبطبت عليه التقت عيناه بعيني حكيم ، شد على حقيبته الشبه فارغة ثم صرفهما عنه خجلًا
همس حكيم في أذنه : ليس عيبًا أن نُخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ ، ندمك واعترافك بالخطأ شيء جميل لكنه لن ينفعك إن لم يصاحبه عمل

 
 

 

عرض البوم صور رآحيـل   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
غصّة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية