كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
مسح شعره بيديه ، وترقرقت الدموع في مقلتيها وتابع :
" آسف لما حصل لوالديك فإنني اثق أن لوجودهما أهم معنى في حياتك ، ولكن الحقيقة أن تربيتهما قد حدّت من أفقك ، ولم تخولك ان تكوني زوجة صالحة لي أو لغيري ".
" لم ألاحظ تذمرك مني سابقا ".
" هناك معان كثيرة للزواج ، إن هذا لن يدعم حياتنا ، إذ سنعيد الأغنية نفسها مرات من جديد ، كنت مخطئا إذ ظننت أننا نستطيع أن نبدأ من جديد ، وأرى ان علينا متابعة معاملة الطلاق ".
" وهذا ما يناسبني ايضا ".
دارت أنتونيا بحركة مفاجئة وبسرعة فائقة ، فقلبت بدون قصد كاس العصير ، تجاهلته وخرجت من الغرفة ، وفي الخارج فقدت سيطرتها على غضبها ، وإنهمرت دموعها مدرارا على وجنتيها ، حاولت أن تستعيد رباطة جأشها ، وتشق طريقها الى غرفتها عندما سمعت صوت صوت كأس تتحطم لأرتطامها بالحائط من داخل الجناح ، تمنت لو أنها خففت من غضبها بالطريقة نفسها .
لم تعهد أنتونيا كارول على هذا المقدار من الجمال وهي تتهادى جنبا الى جنب مع مايك في الردهة الرئيسية أثناء الإحتفال بزواجهما ، كانت كارول ترتدي ثوبا أزرق يتماشى مع لون عينيها ، لقد منحتها إحدى المسافرات قبعة جميلة زينت شعرها الأشقر ، وأعطتها أنتونيا حذاءها الذي بدا مناسبا لثيابها .
منتديات ليلاس
إزدانت الردهة بشتى أنواع الأزهار التي اتت من كل أنحاء السفينة ، ورتبت مقاعد الردهة العادية على شكل صفوف ، وقد حجز الصفان الأماميان لأفراد الطاقم .
جلست ماريانا الى جوار ريك ، وقد تضرجت وجنتاها ، وبدت رائعة بثوبها الملون من النايلون ، لقد اتقنت تبديل مظهرها من مساعدة محاسب خجولة الى سيدة جذابة .
كانت إجراءات الزواج على السفينة رائعة ، فقد وافق القبطان على ذلك بسرور بالغ ، ونظم ريك اجهزة التلفزة ، كي تنقل وقائع الحفل الى خارج الردهة فيما إذا إزدحمت ، وإحتشد الركاب في القاعة إذ لم يتوقع أحد حضور زفاف عليها .
تقلصت حنجرة أنتونيا عندما إلتقت نظرات جي ، كان جالسا في الصف الأول على يمين القبطان ، انيقا كعادته مرتديا سترته السوداء وقميصه البيض .
وما أن سمعت قسم الزواج يقرأ على مسامع الجميع ، حتى شعرت انها وجي يعيدان ذلك القسم من جديد ، ولم تستطع أن تبعد نظراتها عن نظراته على الرغم من انها بذلت جهدا باء بالفشل ، وتذكرت نظرات جي اليها في ذلك اليوم ، كان يحتضنها بعينيه ، وكأنها اغلى ما في الوجود .
ها هي نظراتها ترميه الان بسهام الأسف والإتهام ، لقد اخبرها يوما أنه يقرأ أفكارها عندما ينظر الى عينيها ، ترى هل يقرأ الآن فيهما حبها السرمدي ، هل يقرأ الندم الذي يدور في اعماقها ، لقد سيطرت أنانيتها على حياتهما منذ البداية حتى الآن .
أشاح جي بوجهه عنها ، وعاد الألم ينشب مخالبه في أعماقها من جديد ، حان الوقت ان تعترف بكبرياء مجروح أنها لم تفهم يوما معنى الحب الصادق الذي يضم زوجين إلا بعد فوات الأوان ، إنها تريد ان ينصب جي بقالب والدها ، ويحذو حذوه فيمنح بيته وعائلته الوقت الكافي.
|