واستدارت متحركة لتتخطاه , فأمسك بخصرها :
- كاتي .. كاتي انا آسف , انا افكر بك فقط , صدقي هذا ارجوك لا اريد ان يحدث لك شيء لا تستطيعين ان تتخلصي منه.
- اذا كنت تفكر بي حقاً, لكنت سعيداً بأن ثلجي بدأ يذوب اخيراً.
قالت هذا ببرود قبل ان تنفلت من قبضته , دون ان تدرك انه لو اراد, لما استطاعت ان تفعل هذا بسهولة.
واقبل مساء الجمعة فارتدت فستاناً احمر يناسب جمالها تماماً , واتسعت عينا ايدي بالاعجاب عندما رآها.
- لم اكن لأحلم بأجمل من هذه الصورة ؟. سوف احسد كثيراً هذا الأمسية.
- اظن ان هذا ممكن ان يقال لكلينا.
واخذها ايدي الى مطعم يقدم المأكولات الشرقية , لحم الخروف الذي طلبته كاترين كان حاراً لذيذاً والخضروات كانت غير عادية , فيما بعد احتسيا القهوة التركية وهما يتفرجان على ثلاث راقصات قدمن الرقص الشرقي . كل حركة كانت تثير اعجاب الرجال هناك, وشعرت كاترين بالخزي عندما نظرت الى ايدي وجدته ينظر اليها خلسة.
ولكن تصرفه كان لائقاً ومؤدباً عندما اوصلها امام باب المنزل , قائلاً:
- اتمنى ان نعيد الكرة في امسية اخرى.
- سأحب هذا.
منتديات ليلاس
وكان صوتها مضطرباً , حتى وهي تذكر نفسها كم كان ايدي مهذباً , تصرفه كان مختلفاً عما يفعله رالف معها.
- سأتصل بك , وليس بخصوص العمل .
في وقت متأخر من صباح السبت , كانت كاترين ترتب باقة ورود صفراء وصلت اليها عندما اجفلها صوت من ورائها:
- زهور من الولد الجميل؟
وتابعت عملها , متجاهلة كلمات رالف الساخرة:
- اجل .. لقد ارسلها ايدي .. جميلة أليست كذلك؟
وتراجعت خطوة الى الوراء لتنظر اليها بإعجاب.
- لا بد انه تمكن من اقناعك بالخروج معه بأسرع مما هو متوقع . ام ان هذا جزء من عمله التقدم قبل ان ينقض عليك؟
- هذا شيء تعرف عنه اكثر مني .. هاي... سيد كوينتين .. يبدو عليك انك تغتر .. هل تكدرت لأن رجلاً آخر نجح حيث فشلت انت ؟ ياعزيزي .. هل ستعترف بعمر الحقيقي اخيراً؟
حركة خفيفة من عضلات فمه فقط كشفت عن غضبه .. فقال بصوت تبدو عليه الخطورة :
- فليكن ماتريدين ياسيدتي.. انت حرة بنفسك .
وذهب , فتمتمت.
- هكذا افضل.
وعادت الى ترتيب ورودها.
وحافظ رالف على وعده , وبقي بعيداً عنها منكباً على كتابته وآلته الطابعة , ونادراً مايرى عمته , وكانت كاترين لا تلتقيه إلا عند وجبات طعام محددة , حيث يبدأ بمضايقتها او بالتحدث عن ايدي , وقالت له ماغي بحدة مرة :
- رالف . هذا يكفي . ايدي شاب ممتاز , وانا سعيدة ان عنده العقل السليم ليكون مهتماً بكاترين.
- همه الوحيد هو ان يرى سرعة وقوعها بين ذراعيه.
فصاحت به كاترين غاضبة :
- وحده من له تفكير قذر مثلك قد يفكر هكذا , وليس الجميع يعيشون حسب مفاهميك المقرفة.

- توقفا عن هذا الهراء كليكما على الفور.
ووضعت ماغي يدها على جبهتها واضافت:
- اشعر وكأن لدي طفلان متمردان معي هذه الايام, اما بالنسبة لك يارالف , اذا كنت لا تستطيع ان تتحدث بأدب مع كاترين , فلا تقل شيئاً ابداً . وعندما يكون ايدي في بيتي اتوقع منك ان تكون مؤدباً معه , وتوقف عن إيلام كاترين.منتديات ليلاس
وتحدى رالف عمته وقال ببرود:
- انا لست طفلاً ياماغي, ولا ارى سبباً لأكون مؤدباً مع رجل يرى في كاتي امرأة لليلة واحدة.
فقالت كاترين:
- ولماذا تهتم بمايحدث لي؟ انت لست جدي, ولا رأي لك في حياتي , لقد سئمت الأوامر وكأنني طفلة لا عقل لها, وبأن يقال لي ما افعل ومالا افعل .. انت .. اوه .. ماالفائدة !
وبزفرة غضب قفزت عن كرسيها وغادرت الغرفة .
وحدقت ماغي برالف من فوق نظاراتها وقالت :
- من الغريب كيف تستطيع ان تغيظها بطريقة خاطئة , لقد كانت دائماً تفخر بنفسها لكونها تحافظ على اعصابها , ومع ذلك .. معك ..
- ابقي بعيداً عن الموضوع , لقد كنت انت من دبرت امر لقائها مع هيل هذا, فلا تتدخلي بعد الآن.
- ياعزيزي رالف.. انا لست ممتنة لهذه التصرفات غير اللائقة على مائدتي , إضافة الى انني اؤمن بأن على الطبيعة ان تأخذ مجراها , وانا قدمتهما لبعض .. ليس اكثر.
منتديات ليلاس
غضب كاتي على رالف لم يكن من السهل ان ينطفئ, كانت تعلم انه لايزال يلتقي باربرا دانتون , ومع ذلك فلديه الوقاحة ليتدخل بمن تخرج هي معه , اما بالنسبة لتصرفات ايدي فقد كان دوماً الرجل المهذب الكامل معها.
بعد بضعة ايام وصل ايدي ليرافقها الى السهرة .. وخلال تمضيتها الأمسية , شعرت كاترين بالقلق من نظرات ايدي اليها , وقال لها بصوت متحشرج :
- تبدين اكثر جمالاً كل مرة اقابلك فيها.
- هذا لأنه مضى وقت لم تشاهدني فيها.
- اكره ان اكون بعيداً عنك.
- نحن معاً الآن.. اليس هذا هو المهم ؟
بعد ان حضرا مسرحية , ذهبا مطعم لتناول العشاء متأخراً , وعندما دخلا حلبة الرقص, امسكها قريباً منه اكثر من المعتاد , وكأنه يريد ان يستوعب جسدها في جسده , واحست كاترين بنفسها تتوتر , ورغبت فجأة بأن لا يلمسها , وشعرت بالثورة على هذا العناق الحميم وحاولت ان تسحب نفسها منه .
مالم تستطع فهمه هو لماذا تجعلها لمسة ايدي لها تقشعر بينما لمسة رالف الدافئة تجعل جسدها ينبعث حياً, هل شخصيته اثرت عليها لدرجة انها لم تعد تصلح لأي رجل آخر؟ وملأتها الفكرة بخيبة الأمل , وحاولت ان تجذب نفسها منه وتعود الى الطاولة .. وفجأة رأت رالف.
عبر الغرفة رالف يراقص باربرا دانتون , وجسداهما متقاربان جداً, وعندما التقت نظراتهما , بدأت عيناه تتفحصانها تدرسان بشكل واضح التغييرات في لباسها وتحركاتها , ثم عادتا الى عينيها وبدا فيهما السخرية من منظرها المغري.
وذابت كاترين متعمدة على صدر إيدي , مما اشعره بالسعادة , وعادت الى طاولتها, جاهدة ان تبدو مسترخية تحت نظرات من في الجهة الاخرى عندما غادر رالف وباربرا المكان.

عندما اوقف ايدي السيارة عند مدخل المنزل , لم يخرج , كما كان يفعل عادة , بل استدار اليها في مقعده واخذ يتفرس بملامحها.
- حتى هذه الأمسية كنت انظر اليك وكأنك قابلة للكسر مثل البورسلان , وبحاجة للعناية بدقة ورقة , واراك الآن امرأة ذات دم مشتعل.
ومد يدها ليمررها على ذراعها , فقالت:
- لم افكر بنفسي ابداً انني كالبورسلين .
ووجدت صعوبة في إبقاء صوتها هادئاً.. لماذا تشعر بالكراهية عندما يلمسها؟
- لقد تأخر الوقت كثيراً ياايدي .. وعليّ ان ادخل.
- لو انك تعرفين مااشعر به نحوك منذ زمن .. وكم أردتك!
وقبل ان تستطيع الاحتجاج وجدت نفسها بين ذراعيه, يشد عليها بقوة , فشهقت وحاولت الابتعاد عنه صارخة :
- لا..!
- هذه الليلة جعلتني اشعر بأن الاعجاب بيننا مشترك , تعالي معي الى منزلي كاترين , هناك افضل من السيارة , وسأعيدك الى منزلك قبل الإفطار.
- ارجوك لا تدمر صداقتنا يا ايدي.
واخذت تتوسل وهي تتلوى لتجنب عناقه .
- صداقة ؟. انا اريدك ياكاترين , وليس صداقتك.
منتديات ليلاس
وترقرقت الدموع في عينيها لهذه الاهانة غير المتوقعة , يبدو ان رالف على حق , وكما كان يقول لها جدها على الدوام : الرجال سيرغبون بها لشيء واحد فقط , وايدي هو البرهان على صدق هذا القول.
وعلى غير توقع فتح الباب, واحست كاترين بنفسها تجر الى الخارج , وللحظة احست بنفسها وقد عادت في الزمن سبع سنوات الى الوراء , يوم ان جرها جدها من سيارة رالف , ونظرت الى الأعلى وهي تتوقع رؤية جدها ولكنها واجهت عينين مدهوشتين في قسمات رالف الحادة , كان على وجهه نظرة الرجل الذي ينوي ان يقتل , إذا كان الأمر ضرورياً, ومال فوق السيارة ونظر الى وجه ايدي , النصف مندهش والنصف غاضب .
- امامك ثانيتين للخروج من هنا, يا هيل , ولتبقى بعيداً , وإذا لمستها بعد اليوم , اقسم بأن اقتلك , وهذا ليس تهديداً , إنه وعد..
فرد عليه مدافعاً عن نفسه :
- لقد حصلت على ماكانت تطلبه طوال السهرة .
وصائح به رالف , وهو يصفق الباب و يتراجع خطوة الى الوراء:
- اذهب من هنا!.
وانسحب ايدي بغضب , و إطارات سيارته تصر فوق الطريق , ووقف رالف جامداً , يتنفس بصعوبة محاولاً السيطرة على غضبه الذي يغلي في داخله قبل ان يلتفت الى كاترين , ولاحظ شحوبها وارتجافها الذي لم تكن قادرة على السيطرة عليه, فابتلع الكلمات الغاضبة التي كان ينوي قولها.منتديات ليلاس
- تعالي...
ودفعها بلطف الى المنزل ثم الى غرفة الجلوس , واجلسها في مقعد مريح , فهزت رأسها بقلق , وحاولت تجنب غضبه.
- لقد مرّ عليّ مايكفي الليلة..
- لقد عانيت من صدمة , لابأس عليك الآن.
ونظرت اليه, على الرغم من ان صوته كان لطيفاً , إلا ان الخطوط على اطراف فمه كانت تتم عن ان ماشاهده في الخارج قد اثر عليه.

ودون اي عناء , انحنى رالف وحملها بين يديه , خارجاً بها من الغرفة ثم صعوداً على الدرج.. واحتجت كاترين .
- استطيع ان اسير.
ولكن في الواقع , كانت راضية بأن تريح خدها على نعومة حرير قميصه , وبأن تشعر بحرارة جسده , وبدا لها ان الصواب ان يحملها بين ذراعيه, وان تعتمد على قوته , وقال رالف فجأة :
- لقد كنت كالميتة, قدماك ماكانتا ستستاعدانك على الخروج من ذلك المقعد.
ودفع باب غرفة نومها بقدمه, ودخل دون ان يضيء النور , ووضع كاترين في السرير , وبسهولة فك ازرار ثوبها , وجذبه عنها , فقالت وقد بدأت دفاعاتها تعود اليها.
- لا.. هذا غير لائق.
فأمسك يديها, وركع امامها قائلاً :
- انا لست مهووساً , يجن لرؤية امرأة نصف عارية , مهما كانت جميلة ومرغوبة .. والآن , لا اعتقد ان لديك القوة الكافية لتخلعي ثيابك بنفسك , كوني فتاة عاقلة واخبريني اين اجد ثياب نومك؟
- في الجارور الأسفل .. على يدك اليمنى .
وعندما عاد اليها , استطاع ان يرى على ضوء القمر الكدمات التي سببتها مقاومتها لإيدي على كتفيها , واخذ نفساً عميقاً قبل ان يسيطر على تعابير وجهه ثم وضع ثوب النوم الزهري فوق رأسها لينزلق عليها .
ومدت كاترين يدها لتمسك بيده بقوة , ونظرت اليه بعينين تملؤهما الدموع.
- رالف .. لابد انك تظنني سخيفة , حول كل ماحصل.
فقال ببطء:
- مااظنه انك عشت حياة محرومة جدا.. معظم النساء يعرفن كيف يتعاملن مع حيوان مثل ايدي, تصرفاتك الباردة ممكن ان تكون مفيدة في بعض الأوقات , إلا انها تمثل تحدياً عند بعض الرجال , ما عليك إلا ان تنظري بهاتين العينين البنفسجتين لتغلي الدماء في عروق الرجل , يجب ان تتوقعي ان يعود الرجل الى طبيعته البدائية يا كاتي , وكوني تصرفت معك كما تصرفت في الماضي , لا يعني انني ام اكن احبك .
وعندما رأى الدموع تلمع في عينيها, انحنى فوقها وطبع قبلة على جبينها قائلاً برقة :
- حاولي ان تنامي .. الأمور ستبدو بشكل افضل في الصباح.
وبابتسامة مطمئنة, انزلقت كاترين تحت الأغطية, واغلقت عينيها ولم يمض وقت قصير , حتى سمعت باب الغرفة يغلق , واصبحت لوحدها.

يسعدلى صباحك ... ريحانتى ...
حبيبتى ... انا اللى سعيدة ... بمتابعتى ليك ....
وبمتابعة فصول الرواية التحفة ديه ...
باموت انا فى الأبطال اللى ما بيجوش الا بالعين الحمراء ...



بس لسة حاسة ان فيه سوء تفاهم بينهم ...
منتظرة افهمك من ايديك الحلوين ...
وڤصول روايتك الروعة حبيبتى ...