وجدت لورا الراحة الراحة فى غرفة تطل على الحديقة و على الطريق الفرعية للفيلا, أما انزو فوقف بجانب سرر والده ذى الأعمدة وحدق بوجهه المتعب . الآن بعد أن غادر الطبيب الخاص , فالرجل العجوز نائماً و أنفاسه متقطعة . النظر إليه يجعل من الصعب التصديق أنه كان فى السابق شخص قوى يضج بالطاقة و العنفوان , و الذى كان يتنقل بسهولة فى الصناعات المهمة و كان لديه عدد من النساء و سبب أكثر من أزمة لكثير من الناس
على قدر ما يرغب فى تقبل ذلك فهو لم يستطيع إلا أن يسأل الطبي إن كانت الأزمة الأخيرة خطيرة جداً . فقد تركته مرهقاً جداً و ها هو يفتح عينيه أكثر و هناك ضعف واضح فى ذراعه الأيسر , لكن على الرغم من ذلك فهو يشعر بالراحة لأن هذه الأزمة لم تكن مميتة أو أنها أجبرته على الذهاب إلى المستشفى . لكن من دون شك أيام و الده أصبحت معدودة و تتسارعفى الأنتهاء مثل ساعة الرمال, هو يرى نهايتها بوضوح . من حسن حظه أنه تمكن من الحصول على أسبوع لتمضيته فى الولايات المتحدة .
كما و أنه يشعر بالرضى لأنه تمكن من إقناع لورا لتأتى معه إلى ايطاليا و تحضر باولو , او الحقيقة أنها عطوفة جداً و قامت بإقناع نفسها . و أن سارت الأمور على ما يرام فهو مقتنع , أن خلافه مع غاى و هذا ما يقلق راحة والده سيتم معالجته , و لو كان ذلك بقدر المستطاع, و هكذا سينجح فى إقامة صلح بينهما قبل فوات الأوان.
وكما تفعل فى بعض الأحيان بدا كأن جدته تعلم ما يفكر به, قالت بنبرة مسيطرة و قاسية :" إذاً الطفل هنا ." و لم تذكر مطلقاً وجود لورا.
بشعرها الرمادى الذى ترفعه دائماً إلى أعلى و هى ترتدى فستان من الحرير الأسود أعترف بسر ه أنها تبدو أصغر من سنين عمرها الحقيقى . لكن مثل أبنها المريض تبدو و كأنها تزداد ضعفاً فى كل مرة ينظر إليها و هو كره أن يفكر فى أنه سيخسرهمامعاً.
أجاب بصوت منخفض:"حفيدك الأكبر و أمه يرتحان."
منتديات ليلاس
هزت السيدة روسى رأسها و لم تجب , بقيت فى مكانها المعتاد , لكن انزو لمح ابتسامة أمه , أنها هى من ستعتنى بـ باولو أثناء وجوده هنا . وهى التى ستمنحه العاطفة و الاهتمام عندما لاتكون لورا قربه أما جدته, فى المقابل فستراه كجزء من عائلة روسى , ليحمل وصيتها و أن سُمح لها ستتدخل فى كل أمر من شئونه وتحوله إلى شخص يوافق توقعاتها .
عادت كريستينا بعد أن رافقت على مضض الطبيب إلى الطابق الأرضى بناء على طلب انزو, وما أن دخلت غرفة والدها حتى سألها انزو أن كانت حدثت أى مشاكل مهمة أثناء غيابه.
قررت أن تعتبر السؤال موجهاً لها شخصياً فأجابت:"لأم يفعل ناردو أى شئ يزعج أبى , و لا أنا أيضاً , أنت من قام بعمل خاطئ, بإحضار تلك المرأة و أبنها إلى هنا . وكيف لم تستطيع أن تدرك أن بعملك هذاستعيد كل الألم الذى تعرض إليه والدى منذ ثمانى سنوات ؟"
ادرك انزو أن عداء أخته سببه الخوف من أن يشارك باولو فى ميراث أبنها إن قُبل فى العائلة , لم يجب بل نظر إليها بغضب واضح , سأل موجهاً كلامه إلى أميليا التى تعرف والده جيداً:" لم يعترض والدى على حضورهما , أليس كذلك؟"
قالت الجدة و هى تنظر إلى كريستينا مؤنبة :"على العكس , شعر بالفرح لقدومهما."
منتديات ليلاســ