لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-03-13, 10:43 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246768
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاطام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام المنكاشه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

الفصل الثالث
انتهت لين من تحضير البيضة ودهنت قطعة من الخبز بالمربى وجلست لتتناول الفطور. صبت السيدة فورستر لها كوبا من الشاى الثقيل الساخن وقالت بجفاف "القهوة ممنوعة لكن تستطيعى ان تشربى الحليب اذا اردت".
"الشاى جيد شكرا لك" قالت لين لها.
ووضعت بعض السكر فى الكوب واخذت تتناول الطعام وهى تفكر بعيدا, لابد من وجود مكان تستطيع ان تذهب اليه, لابد من وجود احدهم يسال عنها الان, اين ملابسها؟ اين اموالها؟ لم تكن تحمل قرشا حين وجدت نفسها فى الاحراج,لابد من وجود شيئا ما فعينا السيدة فورستر كانتا عليها وهى تشرب الشاى, فنظرت لين اليها وابتسمت بلطف وقالت "انه لذيذ وساخن".
"لقد اضفت له السكر!" قالت السيدة فورستر باستغراب.
نظرت اليها لين بدهشة وقالت "نعم هل تعتقدين انه ليس من الجيد لى ان اتناول السكر؟ اخشى اننى لم اهتم للحمية كثيرا فالعمل الشاق هو حمية طبيعية لابقاء الجسد نحيلا.".
وجه المراة كان غامضا, استدارت الى حوض الجلى واخذت تغسل يديها وظهرها للين. نظفت لين الطاولة مكان طعامها وبدات تنشف الاوانى التى سبق للسيدة فورستر ان نظفتها. كانت تضع كل قطعة فى مكانها وهى تشعر بجو الالفة والراحة الذى كان يعطيها اياه هذا المطبخ بروائح الطعام وبالبصل والثوم الذى كان معلقا بالسقف وبخزائنه الممتلئة بكافة الاشياء.
وعندما اتمت ترتيب كل شئ نظرت الى السيدة فورستر بتوسل وقالت "والان هل اعد ابريقا من الشاى؟ لابد انك تشعرين بالتعب بعد صنعك للخبز؟".
حدقت فيها المراة بدهشة ثم قالت بعد فترة وهى تجلس على الطاولة "نعم ولم لا؟".
صنعت لين الشاى وهى تعرف انها كانت مراقبة فى كل حركة, احضرت الاكواب والسكر ثم جلست على الطاولة.
حدقت لين بالساعة لتتفادى نظرات المراة المحدقة بها وقالت بلهجة عادية "حين ننتهى من شربنا للشاى ستكون العجينة قد تخمرت".
"ماذا؟" سالت السيدة فورستر وهى تكاد تختنق بالشاى.
"اوه, هل الشاى ساخنا جدا" وشربت لين قليلا من كوبها وتابعت "انه ساخنا قليلا فعلا, انا اسفة".
وجه السيدة فورستر كان كالشرك مغلقا وقاسيا. كانت تشرب كوبها وهى تحدق بالفراغ وكان صوت دقات الساعة هو المسموع فى السكون الذى كان مسيطرا عليهما.
ازاحت لين فنجانها ونظرت الى الساعة وقالت "لقد حان وقت خبز العجين" ونهضت ثم نظرت الى الفرن وفتحته فلفحتها حرارته وقالت "لم يسبق لى ان استعملت فرنا مثل هذا, كيف تعرفين برمجة حرارته؟".
"بالخبرة والممارسة" قالت السيدة فورستر بلباقة.
ههزت لين راسها وسالتها "هل حرارته مناسبة الان؟".
وهزت المراة الاخرى راسها علامة الايجاب, فاخذت لين كرات العجين وبدات تضعها فى الفرن وكانت السيدة تراقبها بصمت. وحين انتهت لين نظرت الى الساعة وقالت "هل تمانعى اذا ساعدتك فى تحضير طعام الغداء؟".
"كنت اريد ان اصنع شوربة لحم" قالت المراة بصراحة.
"اين اللحم؟ فى البراد؟".
اجابتها "نعم".
فتحت لين البراد ووجدت قطعة كبيرة من اللحم ملفوفة فى ورق السوليفان فاحضرتها ووضعتها على الطاولة وقطعتها قطعا صغيرة ثم غمست القطع بالطحين واحضرت المقلاة وانضجت قطع اللحم.
كانت السيدة فورستر تجلس على الطاولة تراقب عملها بصمت واندهاش. احضرت لين البصل والجزر والبطاطا واخذت تقطع الجميع وتضيفهم الى المقلاة. كانت تتعرف بطريقة واثقة كانها معتادة على هذا العمل طوال حياتها ولم يكن عندها الوقت لتتساءل وتستفسر عن كيفية معرفتها لكل هذا لكنها تابعت عملها واكملت صنع الحساء. وحين انتهت وضعته فى وعاء كبير وغطته بالغطاء.
غسلت لين يديها بعد ان نظفت الادوات التى استعملتهم وشعرت ان المراة تحدق بها بعدائية.
نظرت لين حولها بارتباك وقالت "انا اسفة لكن هل هناك شئ خاطئ؟ هل تركت شئ اردت ان تضعيه؟".
الخضار قد تم تقطيعها وقد اضافت بعض الثوم الذى كان موضوعا قربهم اذن فما هو الخطا الذى ارتكبته؟.
"لربما تريدين تقشير البطاطا ايضا؟" قالت السيدة فورستر بجفاف.
"طبعا" قالت لين وهى لاتزال مندهشة ثم بدات بالتقشير حين تشممت الهواء قليلا ثم صرخت "الخبز!" واسرعت الى الفرن فتحته وسحبت الصينية منه ثم تناولت بملعقة خشبية مسطحة ارغفة الخبز الشقراء المحمرة ووضعتهم فى صينية ناولتها اياها السيدة فورستر.
وضعتهم على الطاولة وقالت "رائحتهم رائعة, اليس كذلك؟" ثم تابعت بابتسام "احب الخبز الساخن مع الزبدة".
"يسبب لك هذا عسر هضم" قالت السيدة فورستر وهى تنهض وتتحرك باتجاه باب المطبخ وهى تكمل "هناك اعمال على انجازها, لقد استمتعت بدرس التدبير المنزلى لكن الان على الذهاب والا فلن انتهى من واجبى اليوم".
راقبتها لين وهى تغلق باب المطبخ وقطبت جبينها. درس التدبير المنزلى؟ هل السيدة فورستر تتخيل وتظن ان لين كانت تقوم بلعبة ما؟ كما يعتقدها جايك تلعب لعبة فقدان الذاكرة.
طردت الفكرة من راسها واكملت تقشير البطاطا ثم بعد حين نظفت المطبخ واعادت كل شئ الى مكانه, نظرت الى الساعة وسمعت صوت مكنة كهربائية فى الخارج ففتحت باب المطبخ ونظرت الى السيدة فورستر التى كانت تنظف سجادة غرفة الجلوس وقالت "هل استطيع ان اساعدك بشئ اخر؟".
"لا حاجة لهذا" قالت السيدة فورستر "لقد قمت بكثير مما هو كفاية حتى الان" ثم تابعت واطراف ابتسامة تتلاعب على شفتيها "اذا لم يكن عندك شئ افضل مما تفعلينه فبامكانك ترتيب سريرك".
اجابتها لين بدهشة "ولكننى رتبته حين نهضت صباحا".
نظرت اليها المراة بغير تصديق وقالت "اه نعم".
توجهت لين الى النافذة واخذت تنظر الى الاشجار والاحراج التى كانت تلمع تحت اشعة الشمس القى ظهرت بعد غياب الضباب واخذت ترسل اشعتها الدافئة على الارض. سالت لين وهى تنظر من النافذة "هل يعمل جايك فى طقس مثل هذا؟".
"لا ادرى ماذا ذهب يفعل فى المرسم" قالت السيدة فورستر بغير اكتراث وتابعت "هو لا يخبرنى وانا لا اسأله" صمتت لين قليلا ثم عاودت السؤال "هل هو رساما ماهرا؟".
"لابد انك تقصدين اذا كان يحصد المال الوفير! انه يتدبر حاله جيدا, وينتج ما يكفى حاجة البيت".
رغم ان لين لم تكن تقصد هذا بسؤالها لكنها ظلت صامتة امام عدائية وجفاف السيدة فورستر, ثم قالت لين بعد قليل "ارجوك دعينى اساعدك فى شئ ما فانا غير معتادة على البقاء بدون اى عمل هكذا".
"هل هذا صحيح؟" سالتها السيدة فورستر بتهكم.
"انه فقط شئ ما, انا واثقة منه" حاولت لين ان تشرح "انا اعرف... انا اعلم اننى كنت استعمل يداى..." ونظرت الى المراة بتوسل وتابعت "يجب ان تفهمى بالتاكيد انهم ... يناسبون العمل ومعتادين على القيام بمثل هذه الاعمال".
"حسنا انت حقا غريبة" قالت السيدة فورستر بما يشبة الاعجاب "لقد كدت ان تخدعينى, وانا كنت اظن ان خداعى امرا صعبا ومستحيلا. حسنا بما انك تصرين فبامكانك صنع حلوى التفاح, التفاح موجود فى الخزانة السفلية".
ابتسمت لين قائلة "سافعل هذا"وعادت الى المطبخ واخذت تحضر حلوى التفاح بكل سهولة.
دخلت السيدة فورسترالمطبخ حين كانت لين تفتح الفرن لتضع صينية الحلوى به كانت حرارته انخفضت بعد صنع الخبز. استدارت لين وابتسمت وقالت "سينتهى طبق الحلوى بعد نصف ساعة".
واخذت تنظف الاوانى التى استعملتها وكانت انتهت من تنشيفها وتوضيبها مكانها حين فتح باب المطبخ الخلفى ودخل جايك ومعه الكلب سام الذى ركض بفرح الى لين واخذ يهز ذيله بفرح تعبيرا عن ابتهاجه فربتت على ظهره وهى تبتسم. القى جايك عليها بنظرة قاسية ثم قال موجها كلامه الى والدته "هل الغداء جاهزا؟".
"نعم, منذ فترة قصيرة" قالت الوالدة بجفاف.
فقال جايك وهو يتوجه الى حوض الجلى ليغسل يديه "لقد انقشع الضباب تماما".
"هذا ما اراه".
جلست لين على طاولة المطبخ ووضع سام راسه فى حضنها واخذت تداعبه بحنان.
جلس جايك على الطاولة قبالتها واخذ يحدق بها. رفعت راسها وتقابلت بعينيه الهازئتين المركزتين على وجهها, فنظرت بعيدا بسرعة وقالت "اننى اشعر بتحسن اليوم" ثم تابعت بعصبية "لربما استطعت غدا الذهاب الى يورك لمحاولة استعادة عملى, فيجب ان ابدا بالبحث عن عمل وعن مكان اقيم به".
"لقد وعدت الاطباء انك ستبقين هنا لحين استرجاعك لذاكرتك" قال بتصميم وتابع "سوف تفعلين هذا".
"هذا لطف منك" قالت بعدم سعادة "ربما استطيع ان اقوم ببعض العمل لافيك هذا الدين" ونظرت الى والدته التى كانت تراقبها من كرسيها وعلى وجهها تعبير غامض وقالت "استطيع ان اساعد فى اعمال البيت. فلديك الكثير من العمل هنا. انا اكيدة انك بحاجة الى بعض المساعدة".
"لن اقول لا" قالت السيدة فورستر.
حدق بها جايك والدهشة الشديدة واضحة على محياه وقال "ليس لديها اى فكرة عن شغل البيت كسام بالضبط".
نظرت اليه السيدة فورستر بنظرة جافة وقالت "انها اشطر مما تظن يابنى, فهى مؤهلة تماما لهذا العمل كما يبدو ومليئة بالحيل".
قطب جايك وقال "عماذا بحق الله تتحدثين؟".
تحركت لين نحو طبق الحساء ورفعت الغطاء. كانت الوجبة قد اصبحت جاهزة راقبتها السيدة فورستر دون ان تتحرك بينما كانت لين تجهز الطاولة وتضع الصحون والمعالق ثم جلست مكانها واخذت تتناول حساءها لكن بدون شهية. لخمس دقائق تناول جايك طعامه بسكون ثم وضع شوكته وسكينه جانبا وظل يحدق بها بقوة الى حين رفعت راسها ورات نظرة سوداء غاضبة فى عينيه.
"انت طبخت هذا" كانت الكلمات تاكيد اكثر منه سؤال.
"نعم لقد فعلت" قالت السيدة فورستر "ورقائق اللحم ايضا والان اليس هذا الامر رائعا؟".
نظر جايك اليها بقوة وقال "ايتها الخبيثة" وهو يصر على اسنانه "كان بامكانك طهى طعامل مثل هذا طوال الوقت ورغم ذلك تركت امى تركض من المطبخ الى غرفتك لتخدمك لانك لا تعرفين شيئا عن امور التدبير المنزلى".
نهاية الفصل الثالث.

 
 

 

عرض البوم صور ام المنكاشه  
قديم 05-03-13, 02:26 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئ مميز


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174082
المشاركات: 4,031
الجنس ذكر
معدل التقييم: fadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسيfadi azar عضو ماسي
نقاط التقييم: 4492

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fadi azar غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

قد تكون توئم وليس هي خطيبته مشكورة على تعبك

 
 

 

عرض البوم صور fadi azar  
قديم 08-03-13, 09:56 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2012
العضوية: 240677
المشاركات: 77
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبير عمار عضو له عدد لاباس به من النقاطعبير عمار عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 116

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبير عمار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

مشكوره حبيبتي وانا مقدره تعبك معنا في انتظارك ياعسل

 
 

 

عرض البوم صور عبير عمار  
قديم 14-03-13, 02:05 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246827
المشاركات: 82
الجنس أنثى
معدل التقييم: one star عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
one star غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

الرووواية روووعة تسلم ايدك بانتظااارك يا قمر

 
 

 

عرض البوم صور one star  
قديم 15-03-13, 01:35 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246768
المشاركات: 41
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاطام المنكاشه عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 122

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام المنكاشه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ام المنكاشه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي رد: جحيم هواك - شارلوت لامب - روايات عبير الجديدة

 

الفصل الرابع
كانت لين مدهوشة وغارقة فى الصمت, لم تدرى بماذا تقول وبماذا تدافع عن نفسها, لا عجب ان السيدة فورستر لم تحبها ولم تريدها فى بيتها. لم تستطع الا ان تحدق به وتظل صامته وغير مصدقة. ما الذى جعلها تقول هذا؟ ما الذى جعلها تقوم بكل ما قامت به؟.
"انهى غدائك الان يا بنى, فهناك حلوى فى نهاية الوجبة, احدى انواع الحلوى المفضلة لديك".
دفع جايك صحنه بعيدا وقال "لقد ذهبت شهيتى" نظرت السيدة فورستر الى لين وقالت "اعطيه بعض حلوى التفاح اذن".
بحزن اطاعت لين امرها وحدق جايك بطبق الحلوى الرائع الشكل بالكريما وقطع الكرز التى كانت تغطى التفاح المحلى والمطبوخ ونهض دون ان يتفوه بكلمة وخرج صافقا الباب وراءه. حدقت لين بالباب وهى ترتعش. وضع سام راسه على حضنها فربتت بحركة عفوية على راسه وتناثرت دمعة على خديها. كانت السيدة فورستر تراقبها وفمها متصلب. والان وقفت السيدة فورستر وقالت بجفاف "كوب من الشاى هو كل ما نحتاجه".
وقالت السيدة فورستر وهما تشربان الشاى "انا امراة عادلة. لقد قلت ان بامكانك القدوم الى هنا لان جايك اراد ان يلعب دور الممرض ومع انى اظنه مخطئا فى ما يفعله لكننى لا ارغب فى طرد فتاة مريضة من بيتى, والان انا لا اعلم ان كنت حقا تعانين من فقدان الذاكرة ام لا لكنى ساقول شيئا واحدا, خلف تظاهرك بانك ربة بيت فانت طباخة ماهرة حقا, وستظلين هنا كما يبدو, فجايك يقول انك ستبقين هنا وهو سيد البيت, لقد عرضت مساعدتى... وهذا امرا عادلا اذا كنت تعنين ما قلته فعلا".
"انا اعنيه بالتاكيد" قالت لين بصراحة. وقابلت العيون الرمادية المحدقة بها بكل شجاعتها واصرارها.
"حسنا اذن, لا فكرة عندى عن اللعبة التى كنت تلعبينها سابقا. لكننا سنبدا الان بداية جديدة. فانا بحاجة للمساعدة بصراحة, والبيت واعماله يحتاج الى امراتين لتنهياه. لقد كنت عادلة معى وساكون كذلك معك".
"شكرا" قالت لين وغضت بصرها ثم تابعت بوضوح "سيدة فورستر, انا لا اذكر ما حدث سابقا... ارجوك صدقينى فهذه هى الحقيقة, ولكن مهما كانت الاشياء او الافعال التى قمت بها سابقا وازعجتك انا فعلا اسفة عن كل ما بدر منى".
"لن نعاود الحديث عما حدث سابقا" قالت السيدة فورستر "فانا لا استطيع ان احمل العتاب معى طوال حياتى, بداية جديدة قلت وانا اعنى فعلا بداية جديدة".
"شكرا لك" قالت لين بارتياح. جو العدائية الذى كان مسيطرا بينهما بدا يشبه ضباب الاحراش ببرودته وثقله.
نهضت السيدة فورستر وقالت "يجب ان احضر الدجاج... هل ستغسلين الاطباق عنى؟".
"نعم قالت لين بحماس وهى تنظف الطاولة.
توقفت السيدة فورستر قليلا وقالت بتردد "هذه البداية الجديدة...".
شعرت لين بموجة من الالم تجتاحها. ماذا فعلت له؟ وابتلعت ريقها وسالت السيدة "سيدة فورستر, ماذا ... ماذا فعلت؟".
استدارت المراة المسنة وحدقت بها وقالت "جايك لم يقول".
هزت لين راسها.
"حسنا ذلك هو شانه الخاص" قالت والدته "يجب ان تساليه" وبدات تحضر الطعام للدجاج.
واخذت لين تنظف الصحون بصمت وعقلها يؤلمها وهى تفكر بجايك.
وعندما انتهت كان الضباب قد تلاشى تماما من الخارج واخذت تحدق لين بالاشجار الذهبية. سام اخذ ينبح امام الباب ليفتحوه له.
فقالت السيدة فورستر "لم لا تاخذينه فى نزهة؟".
وجدت لين الفكره جذابة فالشمس كانت دافئة ومشرقة وبالفعل اخذت سام وخرجت للنزهة.
ظهر جايك فجاة وكان يتكئ على حائط حجرى وقال لها "الى اين تظنين نفسك ذاهبة؟".
"لقد اقترحت والدتك ان اخذ سام للنزهة" تمتمت وقد امتلات عينيها بالارتباك لدى رؤيته.
تردد قبل ان يقول "انت لا تعرفين الطرق. من الافضل ان ارافقك" ثم نادى سام قائلا "سام اجلس" فاطاعه الكلب بسرعة.
نظر جايك اليها وقال "تعالى الى الداخل للحظة لاحضر سترتى".
دخلت لين المرسم ببطء. كان مصنوعا من الحجارة البيضاء الرائعة ومؤثث بطريقة ساحرة. كانت الصور منتشرة هنا وهناك والكنبة الخضراء الكبيرة عليها عدد من المساند الملونة الحمراء والصفراء والزرقاء وكانت الازهار الطبيعية والاصطناعية منتشرة على كل طاولة صغيرة. كان فى الوسط لوحة ضخمة كان يرسمها, لكن ظهرها كان للين ولم تجروء لين على الدخول لرؤية ماذا كان يرسم؟ سحب جايك الغطاء على اللوحة المخفية ثم توجه الى المغسلة ليغسل يديه.
اخذت لين تتجول بنظرها على اللوحات حولها وفجاة التقطت عينيها صورة وجهها وعينيها الخضراوين اتسعتا من الصدمة وعدم التصديق عندما ادركت انها كانت تنظر الى صورة لنفسها وهى عارية تماما.
نظر جايك بها محدقا بسخرية بوجهها وارتدى سترته.
"نعم " قال بنعومة "انها انت , جميلة اليس كذلك؟".
تمتمت بذهول "انا ... انا توضعت... امامك هكذا؟" وكل ذرة فى كيانها ترتجف لعدم تصديقها امكانية هذه الفكرة.
"لقد اصريت" قال بجفاف.
"كلا" قالت بقوة والخجل يجتاحها ويحرق شراينها "كلا , انا لن اصدقك... انك تكذب".
وتحرك بسرعة دون ان يعى ماذا كان يفعل وامسك بها بقوة من كتفيها وهزها بعنف ووجهه كالصلب ونظرة عينيه الرمادية كضباب الاحراش مرعبة باردة.
"انا لست كاذبا" قال بقوة "حتى ولو كنت تعانين من فقدان الذاكرة فمن غير الممكن ان تتغير طبيعتك وشخصيتك الى هذه الدرجة؟ لابد انك تخدعين نفسك او تخدعيننى لين, لقد اتيت الى هنا وخلعت ملابسك. انا حتى لم اسالك ان تفعلى هذا. لقد تجادلت معك لهذا فى الواقع لكنك ضحكت بغير اكتراث ودعوتينى بالتقليدى وبالعقلية القديمة".
حدقت به وحاجبيها يكادان يقفزان من وجهها والالم لعدم معرفتها للحقيقة يرهقها.
قسى فمه وقال "انا لم اكن اعرفك جيدا حينها. لقد رسمت لوحات لفتيات عاريات من قبل, الله يعلم, لكنى كنت اريد الزواج منك, كان الامر مختلفا معك. ومن تظنين انك تخدعين الان بتظاهرك انك تشعرين بالخجل مما حدث؟".
شعرت غريزيا انه كان يقول الحقيقة. لكن كيف كان بامكانها القيام بهذا العمل؟ ونظرت الى اللوحة الى الجسد الابيض المتكئ على كنبة خشبية على الوجه المثير بنظرة العينين المغوية وبالتفاحة التى كانت تحملها بيدها وبشفتيها المشقوقتين كانها كانت على وشك قضم التفاحة. الصورة بكل معانيهاكانت مشينة. كانها حواء ببسمتها الهازئة تقدم المعرفة لمن كانت تنظر اليه وابتعدت لين بنظرها عن هذه اللوحة.
تركها جايك وقال "اوه, هيا الان ... فاذا كنا سنقوم بنزهة فعلينا الذهاب حالا".
هز سام ذيله بفرح حين راهما يخرجان من الباب وصفر جايك له وناداه فقفز بسرعة اليه وهو ينبح واخذ يمشى امامهما.
مشيت لين بجانب جايك ,وحاولت نسيان ما قد راته لتوها فى المرسم. كانت اصوات الطيور تطرق اسماعهم وكان الطقس دافئا والسماء زرقاء لكن بعيدا فى الافق كان الضباب لا يزال يبدو وكانه يغطى اواخر الاحراش. مشيا لمدة نصف سلعة تقريبا وكانا يتوقفان مرارا ليصفر جايك لسام الذى كان يختفى وهو يركض خلف احد الحيوانات الصغيرة . لم يقل جايك شيئا وبدا كانه غارقا فى افكاره وكانت لين سعيدة بالصمت. فالكلمات القليلة التى كان يوجهها لها بين الحين والاخر تشعر كانها وخزات قاتلة تغرز فى لحمها.
جلس سام قليلا امامهم وهو يلهث فنظر جايك اليها وقال "اتفضلين بعض الراحة قبل ان نعود ادراجنا؟ لقد مشينا مسافة طويلة. ما كان على جعلك تمشين كل هذه المسافة فى اول يوم تغادرين به السرير".
"شكرا " قالت بادب وهى تجلس على الحشيش. وقطرات الندى كانت لاتزال موجودة على اطراف الحشائش وكانت تلمع كقطع الالماس تحت اشعة الشمس. وبعصبية رات جايك يجلس قربها, كانت تجلس كالطفلة الصغيرة قدميها اسفل جسدها وكانت تلعب بساق احد الحشائش الطويلة. سام اخذ يلاحق احد الارانب وهو ينبح وذيله يهتز بفرح.
قطعت لين ساق الحشائش واخذت تمضغه بعصبية. نظر جايك اليها وقال "هل تشعرين بالتعب؟".
هزت راسها نافية واهتز شعرها الاسود الطويل جراء تحريكها لراسها.
"تبدين كانك تكادين تنهارين" قال بجفاف وتابع "استلقى قليى اخلدى للراحة لفترة".
"انا بخير "قالت.
فامسك بها من خصرها وتراجعت هى بظهرها واستلقت على الحشائش بصرخة صغيرة. وقبل ان تتمكن من النهوض اقترب منها وانحنى فوق جسدها وذراعيه عن جهتى جسدها وحدق بوجهها قائلا ببطء "انت مثل اللغز الصينى... لابد من طريقة لفهمه وحل كل غموضه ولكنى ساكون ملعونا اذا حاولت تفسير لغزك".
ظلت مكانها وبقيت صامتة وعينيها تنظران الى الاسفل وقلبها ينتفض بشدة داخل صدرها.
رفع خصلة من شعرها الاسود وتركها تسقط بين اصابعه وقال "كنت دائما ترفعين شعرك عاليا وكان يبدو عصريا وانيقا. لم انت تتركينه منسدلا دائما هكذا الان؟ هل هذا لاننى اخبرتك مرة اننى افضله هكذا؟".
"لا لا اذكر كيف كنت ارفعه " قالت بعصبية "انا ... انا اتركه فقط منسدلا هكذا".
"حتى رائحته مختلفة" قال وهو يرفع الخصلة الى انفه وتابع "كانت رائحته دائما برائحة العطر, الان رائحته كالصابون".
احمرت وجنتيها وقالت "لقد غسلوه لى فى المستشفى".
"همم" همهم واخذ يداعب خصلة شعرها. ورفع عينيه الى وجهها واخذ يحدقا ببعضهما البعض . وشعرت بقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها.
ازاح خصلة شعرها عن وجهها واخذ يتحسس تفاصيل وجهها باصابع يديه. اشتعل خداها باللون الاحمر وارتعش جسدها . وحين مرر اصابعه بنعومة على شفتيها شعرت بالدماء تكاد تهرب منها, وتصلب جسدها واحتارت ماذا تفعل.
ابعد يديه عنها فجاة وقال بسرعة "علينا العودة الان, والا ستظن والدتى اننا قد تهنا" وسحبها من يدها واوقفها على قدميها ثم صفر مناديا سام وراسه ينظر عاليا. نظرت لين باتجاهه بسرعة ورات تعبيرا غريبا على ملامحه القاسية.
نهاية الفصل الرابع .....

 
 

 

عرض البوم صور ام المنكاشه  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لامب, الجديدة, يدخل, روايات, شارلوت, عبير, هناك
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t183766.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¬ط­ظٹظ… ظ‡ظˆط§ظƒ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 14-08-16 03:00 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 14-07-16 09:46 PM
ظ‚طµطµ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 20-06-16 07:01 PM
ط¬ط­ظٹظ… ظ‡ظˆط§ظƒ ط´ط§ط±ظ„ظˆطھ ظ„ط§ظ…ط¨ This thread Refback 21-03-16 10:05 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط¯ظٹط¯ط© | AppsmediatamaNet This thread Refback 21-04-15 11:44 PM


الساعة الآن 10:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية