يا رقتِك ، سعدت والله بهذا اللقاء.*
جميلة عيناك التي تقرأ لمُهندسي الحرف. ولو أنني لم اقرأ لأحلام مُطلقًا.*
و أجِدني بخيلة على نفسي عندما لا أقرأ لأحدٍ أسمهُ لاذع.*
رُغم ان مكتبتي تحوي كُتبها و لكِن فعليًا أنا سيئة ،*

بمُناسبة ذكر غادة وانني أقرأ الآن رسائل غسان كنفاني لها ، لا ألومك على رغبتك الصاخبة و مشاعرك معهم.*
مازلت في منتصف الكتاب و توقفت قليلا لأفتح هذه الصفحة. عاطفتُها تقتلني.*

كتبتُها ذات مرة من المحزن انَّ الميول الأدبي لا ادرسه.*
أحلامي الفعلية كلها تتجه نحو ميولٍ علمي بحت ، بالنسبة للرواية كتبتُها على وجه الاستمتاع ،*
قررت نشر واحدة منهُن و تعلقتُ بتلك الحياة حتى سيطرت عليْ تماما وبدأت جديًا بفكرة تطوير نفسي.*

من قرأني سيلاحظ الفرق الكبير بين الجزء الأول من الرواية والاجزاء الأخيرة.*
و لكن حين اختلي مع ذاتي لا اجد حلمًا أدبيًا يوَّد أن يكون حقيقة واقعية.*
أو رُبما الوقت الآن لا يُسعف. الأدب ينزوي في قلبي وحياتي وأُبصر به ، لكنه اهتمام و شغف به عكس الأشياء التي أعمل لتحقيقها قريبًا.*
ولكل عُمر أحلام رُبما اسمي يكُن غلافا يومًا ما على إحدى الكتب.*

ماذا عنكِ ؟ أيُوجد من يُزاحم الأدب في قلبك ؟*

يالله عليك. ممكن أقول " يابختك ماشاء الله "*
الأدب الإنجليزي لوحده دهشة ، اما أنكِ ترسمين هذه الدهشة القاتلة بالنسبة ليْ ()*
أحيانًا تمُر بي لحظة تجعلني أود أن أحضر دروس لبعض المواد التي لا اريد أن ألتزم بها ، مُجرد فترة ينتشي بي هذا التخصص. على عكس تخصص آخر انا قادرة على ممارسته في أشد اضطرابٍ يواجهه مزاجي.*
مثلاً ، أود أن أفهم تفاصيل القرآن الدقيقة ، أن أحضُر دروس الأدب الإنجليزي ، أن أتعلم تلك الأعمال اليدوية الرقيقة ، اشياء كثيرة تستفزُ عقلي بجمالها لكن جديًا احبذ ممارستها لفترة مؤقتة.*

انا الآن سأقولها بضخامةِ الامتنان في قلبي " وينك ياجود عنَّا من زمان "*
هذا اللقاء يُبصرني عقلٌ مُذهل كـ انتِ يالكريستال ()*

اشتركُ معك في هذه التوجه ، ان انهيتُ روايتي الأولى على خير ستكون الأخيرة ان شاء الله*
ليس لمزاجية القلم بقدر ماهي مزاجية العقل الذي يصيغُ الأحداث وتعقيدها . .*
الإلتزام مُتعب ومرهق ، شهور عديدة تُجبرين على وقت معين أن تنهين جُزء من عدة صفحات ، و أن تُراعين فئات كثيرة تقرأك واشياء متشابكة تتكاثر في عقلي كلما خطر في بالي أنني ربما اكتب مرة اخرى.*
هذه التجربة الأولى كان لها جانبٌ مضيء في حياتي ، أشعر بالانجاز اتجاهها .*
و أود فعليا أن تمُر كالذكرى الخفيفة الطيبة ،*

بالنسبة لسؤالك ،*
سأجيبك عن مجال النتْ ، لأن الرواية العربية التي تُزين أغلفتها اسماءٌ واعدة هي تبشر بمستقبل كبير ،*
مُزعج تطفل البعض على القلم وإفتعال الكتابة ، الأحداث المنسوخة و التفاصيل المُعادة فضلا عن الأسلوب الركيك والكلمات الهزيلة.*
هُناك جانب جيِّد لا انكره ، وكاتبات لهُن قلم مؤثر ، لا يكتبن من أجلِ التسلية المبتذلة بقدر ما يكتبن من أجل المتعة والافادة ، لكن الرواية المسلية مملة ان خلَت من جانب يترك في نفسِ القارئ أثر.*
رُبما الرواية تغيِّر طباعُ احدهم وهذا بحدِ ذاته انجاز ، لكن لو غيرت احدهُم نحو اتجاه سلبي ! هُنا يمكنني القول بأن الرواية " سخيفة "*
لكن الآن بدأت بعض المواقف تخرج عن اطار الجرأة وتصبح في محل ابتذال ووقاحة ، الأشياء المحرمة تتداول وكأنه أمر عادي ، يجب أن تقف الكاتبة بحزم اتجاه هذه الأمور وتبين اشمئزازها لتُكرِّه القارئ بها ، بعضهم تُجمل المعصية حتى تتسلى الاعين التي تقرأ ولكن تنسى انها تُقنعه بما حرَّم الله .*
اكثر ما يؤلم عيني القارئة هي الأفكار ، مللنا والله من فكرة كُتِبت منذُ 5 سنوات ومازالت تُعاد حتى بدأت أعرف النهاية مُسبقًا.*
نحتاج تجديد في الأفكار وأشياء ذات أثر ايجابي ، انا أتأثر بما أقرأ اذن غيري يتأثر وهذه فرصة كبيرة لمن يكتب أن يقدم شيئًا ذو أثر.*
انا يتناول بالحوارات سنن عن النبي صلى الله عليه وسلم رُبما تجعل احدهم يفعلها والأجر لمن كتب . . هذا مثال ،*
أقصد انه هناك طرق كثيرة تجعل الكاتبة تقضي شهور في تنزيل الأجزاء بثواب غير المُتعة.*

للأسف التطور هُنا - في النت - متذبذب ، بين كل 50 رواية نجِد 10 روايات جيدة ان لم تكُن أقل.*
و لكن القراء الآن اصبحوا اكثر وعيًا ونُضجا وبدأ الصوتُ يخرج عند أيْ فكرة او فعل لا نرضى به - عرفًا وشرعًا -*
مُتفائلة لأن القراء اصبحوا يأثرون على كل رواية تخرج بما لايليق.*

سأحاول ان ادخل في الأوقات التي تكونين فيها موجودة،*
+ بالقرب لأستمع الى رأيك ()*

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ()

الأجمل انتِ وحرُفكِ فتنة و أكثر من ذلك ،
معك و بشدة ، رُبما نحقق احلامنا ولكن تفقد لذتها بعد حين ولكن ليس هناك من يحسن تدبيرنا غير الله وان نكون مسيريين ذلك يعني ان نكتشف شيئا غائب فعليا عنّا ، وكل يوم انتِ في شغف لإكتشافه.
الأدب الانجليزي تخصص قوي ومتين ، اجزم انه اغلبيته ذوي ذوق رفيع.

الرسم ، لو كنت املك موهبته لما انقطعت عنه ابدا ، لاتفقدين ترجمة مابداخلك عن طريقه ، الممارسة تزيدك لذة و شغف به. انا شخصيا يستفز قلبي كل ماهو جميل لذلك افتح بعض الصفحات لأمتع عيني بالرسومات.
يالله يالكريستال مازلت في كل لحظة تتوسع عيني بإعجاب على ما تقولينه. اكتشفت شخصية مميزة وجدًا.

ايضًا تُشاركيني هذا التوجه. تخليت عن قراءة روايات النت منذُ فترة طويلة لكن صديقةٌ لي لا يكف لسانها عن شرح قسوة غازي و ضعف هديل لذلك اتجهت لقراءة رواية صدود المذهلة. وما ان انتهت حتى عاودت الحالة القديمة بأن لا أقرا شيء. ليس قصور ولكن اقرأ رواية لواسيني الاعرج متخمة بالأدب والكلمات اللغوية المدهشة والأفكار العظيمة و كل تفاصيل الرواية. ثم اتجه لرواية لهاوية ربما جميلة ولكن الفرق بالمستوى يؤذي العين.
لذلك اتوقف عن القراءة لأن سقف ذائقتي يرتفع بكل كتاب تعانقه عينايْ.

و انا ايضًا اريد ان تتمدد الأيام لأن هذا الاسبوع ضاق علينا.
حين قررت الكتابة للمرة الثانية في مجال الرواية، ماكانت مخاوفك ؟ قلت قبل أيام أن من يدرج اكثر من رواية في تاريخه هو صاحب نفس طويل. لسبب واحد أن رواية النت تلتزمين بها لعدة شهور وقد تصل سنة وتأخذ من وقتك الكثير. لذلك أرى بعض الصعوبة في هذا الجانب. غير أن بعض الفترات نفسيتُك ستؤثر و ظروف اخرى ستملك السطوة على قلمك لذلك الرواية التي تنزل على شكل اجزاء ليست بالسهولة ابدًا.
اما سؤالي الثاني هو الانتقادات سواءً اتت لاذعة ام ناعمة وخافتة. هل غيرتِ شيئا بسبب انتقاد احدٍ ما ؟ هل من السهولة ان تغيريين شيء من الاحداث بسبب احدهم ؟ بشكل عام مدى تأثيرها على نفسك.