لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-12, 08:30 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 






حلم كبير ذلك الذي يرفرف بين جنباتها..
متدثراً بلون زهري..
تتراقص حوله خصلات شعرها ..
وفي لحظات
على الصوت
وانتهى كل شيء!!





 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 23-09-12, 08:31 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 





اللون العاشر..






صخب هدوء يهز أركان المكان ..
لا تكتكة ساعة تعلن عن مضي الوقت .. لا أصوات شارع تعلن عن وجود حياه..
كان كل ما حوله عبر عن حدادٍ لا حدود له ..
فالزمن توقف.. ليغدو هو مجرد شخص في صوره ألتقطت منذ زمن بعيد..



صورة حوته هو جالسا على طرف السرير متكأً بمرفقيه على ركبتيه اللتان اكتستا ببجامة سوداء .. منكساً رأسه كي يخفف من العبء الذي يرهق عنقه به..
فما يحتويه عقله لا يمكن ان يتحمله رجل واحد!!


في الجزء الآخر من الصورة وعلى الطرف الآخر من السرير تكوّمت هي.. شكلت حولها شرنقة من أغطية السرير.. تلفها تماما وتحميها من كل ما قد يؤذيها .. تدافع عن نفسها ما إستطاعت بينما بقية حواسها قد أرخت دفاعاتها في حالة نوم.. وكأن جود إختارت ان تغيب عن العالم في هذه اللحظات..



بعد أشرقت الشمس قام بحمل زوجته التي لم تستفق ليضعها على السرير.. ثانية واحدة هي ما احتاجته لتتخذ تلك الهيئة والتي لم تتغير حتى بعد مرور أكثر من ساعتين..
هو أيضا لم يتغير وضعه.. فبعد أن استحم جلس على قارعة يومه في انتظار شيء ما يدفعه الى المضي قدما..


أعلم تماما انه يجدر بي المغادرة الى عملي..
لا يمكن ان أغيب خصوصا بعد ما حدث.. أنا إن تغيبت سأجلب الأنظار إليّ..
لكن لا يمكنني ان اتركها لوحدها هنا..
لا يمكن ان اترك عقلي هنا أيضا وكل الأفكار التي تدك حصونه هنا في منزلي وأغادر..
يجدر بي على الأقل أن ازن الأمور في عقلي .. ان أستعيد توازني ..أن احاول الامساك بزمام الأمور لكن عقلي يرفض العمل!!



ربما كنت انتظر ظهور فارس على ساحة المعركة..هو بالتأكيد سيعلم بالخبر وسيأتي عاجلا أم آجلا الى منزلي لذا لم اتصل به من قبل .. فليحظَ بليلة نوم هنائة قبل ان أجتذبه الى مركز الزلزال!


بعد قطع من الزمن طرق مسامعه صوت ضربات عظيمة على الباب..
نهض بكسل .. غادر غرفة النوم مغلقا الباب خلفه .. كان الممر المؤدي الى الباب الخارجي طويلاً اكثر مما يعتقد.. تتردد في جنباته صوت قبضة تدك الباب لتهزه هزاً..


فتح الباب ليظهر أمامه فارس منتفخ الأوداج..
محتقن العينين..
أشعث الشعر .. اعلى زرين في قميصه لم يكلف على نفسه عناء اغلاقهما..
مد ذراعيه ليمسك غسان من ياقته ..
اجتذبه قليلا ليعود به بقوة نحو الجدار فيضرب رأسه به وليشتكي ظهره ألماً عاناه بعد ساعات من الجلوس..


قال بصوت مبحوح:
"لماذا؟"
ارتفع طرفا شفتي غسان في ابتسامه .. لو قال له انه لم يتصل به كي يتركه يرتاح سيغضب فارس أكثر.. لذا قال بهدوء:
"زوجتي تأثرت كثيرا مما حدث.. لذا احتجت بعض الوقت لتهدأتها"


ارتفع حاجبا فارس.. زال الغضب تماما عن ملامحه أرخى قبضتيه ليعود ويرميهما بجوار جذعه وهو يتمتم:
"اهااا"


تقدمه غسان الى داخل المنزل
وهناك في الغرفة التي شهدت تفاصيل ما حدث بينه وبين جودمساء الأمس جلسا أمام إبريق شاي لتتناقل حوله كلمات تحكي ما حدث بالتفصيل ..
بداية من الورقة التي تسلمها في مكتبه الى نهاية التحقيق الذي قامت به الشرطه .. لم يخف عن شيئا .. فطبيعة عمله صقلت ذاكرته لتغدو أخرى حديدية الطراز..
كل ما مر به سيطفو الى السطح يوما ما!



عقد فارس أصابعه تحت ذقنه.. قال وهو يزفر في حنق:
"كنت اتمنى لو أستطيع محاسبتك على اخفاء أمر الورقة عني لكن لو كنت مكانك لقمت بذات التصرف.. لكن..
من الذي قصد ادخالك في هذه المعمعه؟"
هز غسان ذراعيه في الهواء ليقول بصوت مخنوق.. صوت شكل الهم له ظلا محسوساً:
"لا أعلم .. أرهقني التفكير .. في كل مره أقلب الأمر في عقلي حتى أصاب بالاجهاد لكن لم أصل الى نتيجه.."


عقد ذراعيه امام صدره:
"من المرجح أن يكون أحد أعضاء المجلس.. والا كيف سيعرف ان هناك خائن بيننا إن لم يكن على اطلاع تام بالوضع .. "
نكس رأسه ليعيد تلك الأفكار التي دارت في عقله منذ الأمس:
" ان اعضاء المجلس هم أصحاب نفوذ كبير في الدوله .. لا أعتقد ان شخصا ذو موقع عادي سيحاول التواصل معي بهذه الطريقه .. ثم أنه ليس هناك داعٍ أيضا لأن يخفي هويته بهذا الشكل ان لم يكن ذو منوقع مهم ..
أعتقد بانه لم يخترني كوجهة لرسالته الا لنفس السبب الذي جعل أبو زياد يقصدني.."


رفع بصره ليصطدم بنظرات فارس:
"أنني لم اكن حاضراً لذلك الاجتماع المشئوم! .. ولهذا يفترض به أن يكن واحد من المتواجدين هناك"
سكب فارس لتفسه كوبا من الشاي وهو يقول:
"لنفترض ان ما قلته صحيح.. انه احد اعضاء المجلس.. ان استبعدنا وجوده هو وابو زياد .. واستبعدناك أنت بالتأكيد، منكم انتم الأحدى عضوا بالاضافة الى الرئيس يبقى هناك ثمانية أشخاص في موضوع شك وقد يحملون لقب الخيانه"
مرر غسان انامله على شعيرات ذقنيه الناميه وهو يقول:
"يجدر بنا أن نستبعد العضو الذي تعرض منزله للاقتحام"



أصدر كوب فارس صوتاً وهو يضعه على الطاوله:
"زيف..."
عقد حاجبيه لتزداد حدة نظراته:
" قد يكون مجرد زيف قصد به ابعاد الشبهات عنه.. اذ انه لا ضرر حقيقي حصل لديه"
ان يضع فارس احتمالا كهذا .. ان تصل تصرفات غيره الى هذا الحد!!..
ذلك سيء حقا!!
قال غسان الذي عقد ذراعيه امام صدره لفارس الذي إتكأ بمرفقيه على ركبتيه ليعقد أصابعه بينهما:
"هل تعتقد انه يجدر بس ان اغادر هذا المنزل بعد أن مكشوفاً أنني اعرف ما لا يفترض بي معرفته؟"



ازدرد فارس ريقه.. قال وكأنه يزن كلماته ويختارها بعنايه:
"اتمنى ذلك..
لكن.. إن غادرت ستلفت الانتباه.. انك ربكما تخفي أكثر مما يتوقعون.. ستصبح هدفا سهلا لهم مهما تغير مكانك.. أبوزياد كانت المتفجرة موجودة على سيارته.. تم تفجيرها عند اللحظة المناسبة لهم .."
"ما العمل إذا؟"
"سأعين شخصا لمراقبة المنزل.. اما أنت فاذهب الى عملك.. ولا تنسَ احضار النسخة التي حوت أسماء الموظفين الجدد في المستشفى المركزي"



ارتفع حاجبا غسان قبل أن ينهض من مكانه لدقائق ثم يعود وهو يحمل ملفاً بنيا.. فتح فارس الملف ليستخرج أوراقاً حملت في بدايتها عنوانا:
"موظفوا المستشفى المركزي"
لقد احضرها هنا الى منزله .. ان كان هناك خائن في أعضاء المجلس لن يكون من الصائب تكرها هناك بجواره..
لذا أحضرها الى المنزل ليتركها في الخزينة التي يحتفظ بأوراقه المهة فيها..
أعاد فارس الأوراق ليحتضنها الملف بينما وقف معلناً قبل أن يغادر:
"أترك امر هذا علي"





دلف الى سيارته الرياضية السوداء.. أخرج نظاراته الشميه ليغطي عينيه بها.. لم تكن الشمس تضايقه حقيقه..
لكنه حاجزٌ يبعده ولو قليلا عن هذا العالم.. عن المكان الذي كاد يخسر فيه صديقه حياته.. رفع هاتفه بغضب لا حدود له ليزمجر بأوامره فيطاع..
رعب حقيقي شل خلاياه عندما اتصل به شخص عينه لمراقبة الأوضاع بشكل عام عند منزل "عضو المجلس غسان علي".. أغلق الهاتف بعد ان اغرقه بوابل من الشتائم لأن الاحمق انتظر حتى الصباح ليبلغه عن كل ما حدث!!



قريبا سيأتي شخص عينه للتو لمراقبة المكان وعند ذلك سيغادر هو ليفعل شيئا بخصوص ذلك..
أغمض عينيه وارجع رأسه الى الخلف وهو يسترجع العهد الذي قطعه على نفسه منذ أكثر من خمسة عشر عاما..
سيفعل كل ما في استطاعته من أجل الصديق الذي أنقذ حياته من الموت مره..
حتى لو خسر حياته في سبيل ذلك!



لم يطل الوقت حتى توقف شخص أمام نافذة السياره ليطرق عليه.. فتح فارس النافذه ليقول
بصوت حاد:
"إن مرت قطة أمام المنزل ولم أرها في التقرير المكتوب.."
توقف قليلا ليرفع كفه مربتاً على كتف الرجل .. أكمل بابتسامه:
" ستكون نهاية حياتك على يدي"



بعد ذلك بعدة ساعات وفي مجلس البلديه..
في زقاق طويل يتعانق في نهايته مع غرفة اجتماعات كبيره..
حوى ذلك المكان خظوات عشرة أشخاص.. بفعل الإنارة التي تعلو المكان كانت ظلالهم تطول لتفترش الأرض ثم تقصر للتعلق بالأحذيه..
رفع غسان الذي يسير في المؤخرة رأسة ليحدق في الأجساد التي تتقدمه

حليف..

عدو..

لكن أيهم ؟!



سقطت احدى بتلات الورده..

على الرغم من ان رفيقاتها بقين مكانهن الا أنها لم تحزن..
فالشتاء قادم..


الحرب قادمة لا محاله!!






****************************

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 23-09-12, 08:33 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 






نافذة كبيرة تطل من الدور الثالث لتحمل صورة رائعة للعالم الخارجي..
سماء كانت زرقاء الا انها باتت تحمل في جعبتها غيوما محملة بحكايات مطر لم يسقط بعد.. حديقة تملأها أشجار حطت على منكبيها قطرات ندى في هذا الصباح الباكر .. أطفال يلعبون بمراجيح تراوحت ألوانها بين الأصفر والأحمر..


أما هو فمال بجسده ليتكأ بمنكبه الأيسر على اطار تلك النافذه لتحتل احدى كفيه جيب معطف شتوي أبيض بينما الاخرى فقد حملت بين براثنها كوباً تتصاعد منه الأبخره لتقربه من شفتين حملتا ابتسامة هادئه..


شعور غريب أن تتوافق مكنونات قلبه مع المنظر الذي تقع عليه عينيه والذي ينعكس على زجاج نظاراته!!
هي لم ترفض طلبه!!
ظاهريا لا يكاد يعني ذلك شيئاً..
لكنه يحمل بين طياته الكثير من المعاني في نفس الوقت ..

هي سمحت له بالاقتراب أكثر منها.. أعطته مكانا في حياتها.. بات وجوده يعني شيئا لها ..
لم تغلق فصول حكايتهما .. فهناك وعد بلقاء آخر لا يعلم له وقتاً..
الوقت ليس مهما أبداً ما دام الأمر في راحته الآن..
لا تهمه الاسباب التي أهدته نتيجة كهذه بما انه حصل على ما يبتغيه قلبه..


يشعر براحة نفسية عجيبة على الرغم من انه قضى ليلته في المستشفى ..فهو لم يكن مستعدا لخوض غمار أدغال نسائية تنتظره لتفتك به في المنزل..
المواجهة السابقة كانت سيئة بما يكفي!!.. اتهامات من قبلهم واعلان بفسخِ خطوبةٍ واستئصالِ قلبْ!!

أما هو فصَمْتٌ ثم صَمْتٌ.. لتدور الدائره ويعود الصَمْتُ ليحتل ساحة المعركه!!


أخرج كفه من مخبأها ليفتح مزلاج النافذة السفلي ويفتحها بمقدار عدة إنشات كحد أقصى ..
سحب نفساً عميقاً متظاهراً أن الهواء المنعش يدخل الى رئتيه .. أصدرهاتفه الجوال تنبيها يخبره بأن موعد عمله قد حان ..


رمى الكوب الفارغ ونزل الدرجات بسرعه .. في كل مرة يلامس حذاءه الأرض يترك مشاعره الشخصيه ومشاكل منزله تتسكع في الدور الثالث أما هو فيدخل مزاج العمل ما إن تطأ قدماه أرض الطابق الأول..
أرتدى لباسه الأبيض .. مسح نظاراته من الأثر الذي تركه البخار المتصاعد من كوب قهوته ثم جلس بانتظار مريضه الأول..


دخلت امرأة تحمل بين كفيها طفلة متجثرة بالزهري يتقدمها صبي في منتصف سنوات مراهقته كما يحكي شاربه الذي يحاول الظهور ..
بدأت الوالدة في التحدث ملخصة حالة طفلتها "ساره عبد الله" بانها تواجه مشكلة في فرد ذراعها بالكامل .. أما ضياء فأستمع اليها بانصات عظيم مظهراً لاهتمام كبير على الرغم من انه اطلع على ملف الطفله وعلى دراية تامة بالحاله..


نهض ضياء من مكتبه بعد ان طلب من الوالدة وضع الطفلة على سرير صغير يتواجد في الغرفه..
مسد مرفقها وحاول مد ذراعها أكثر وهو يتكلم:
"ساره ..
كيف حالك يا جميله؟!.. ما رأيك أن تساعديني هنا وتمدي ذراعك ؟.."


أنهى فحصه مختتما الأمر بالعديد من الجمل المهدئه .. التفت الى الوالدة ليتحدث الا ان صوت الصبي المبحوح باغته:
"ما رأيك دكتور ؟"
ابتسم له ضياء في تقدير:
"لا تقلق.. ذراعها ستكون بخير تماما ان شاء الله .. على ما يبدو أن ولادتها المتعسره تركت أثراً عليها.. لكن لا يوجد هناك أي شيء بذراعها حسب ما تظهره الأشعه المقطعيه"
توجه نحو جهاز الكمبيوتر المتواجد في الغرفة ليفتحه ثم بعد قليل تحتل الشاشة صوراً سوداء طبع عليها الجزء الداخلي من ذراع الطفله.. التفت باتجاه أمها:
"سيدتي انظري الى هذه .." التفت نحو الصبي مكملا:
"كما ترى من شكل العظام والأربطه أنه لا يوجد أي خلل هناك.."


تشعب الحديث واستمر في الشرح أكثر.. بعدما انتهى كل شيء غادر الصبي ليحجز موعدا عند عيادة العلاج الطبيعي .. أما الام فبقيت تلملم حاجيات طفلتها.. أغلق الملف كي يسلمه الممرضه لكن بصره توقف عند أسم الطفلة...
لحظات تأمل..


الممرضة تنتظر.. الأم وقفت في انتظار كلمة أخيرة من الدكتور .. اما الصغيره فتثائبت بعد ان ملّت الانتظار !!
أشار الى الممرضة بالابتعاد ثم التفت الى الوالده ليعلن:
"والدها هو عبد الله المكنى بأبو ضياء ؟"

سألت المرأة بتردد:
"أجل.. هل تعرفه؟!"
ارتفع طرف شفتيه في ابتسامة باهته ليقول وهو يعقد كفيه أمام صدره:
"إذن تلك الصغيرة هي أختٌ جديدة لي "


درات عياناها في الغرفه .. شهقة فرّت منها قبل أن تضع كفها على فمها وتنهار جالسة على المقعد الذي خلفها...
طوفان يجتاح خلاياه .. يستجدي دموع صباً كان حراً بذرفها سابقاً.. أما الآن فلا يمتلك هذا الحق.. فقد غدا رجلا والرجال لا يبكون!!
غدا ظالما والظالم لا يحق له الشعور بالراحه!!


هو الآن كاذبٌ ..منافقٌ .. لا يجدر به انعاش ضميره في مثل هذه اللحظات .. ما توقف نبضه يجدر به ان يبقى كذلك .. في خانة الأموات!!

لكن يبقى الألم شعورا يفوق الاحتمال!!


يا للسخريه..
أن أتلاقى مع هذه المرأة مرة أخرى.. ان يعيد الماضي نفسه ..
أختلف موقع اللقاء الا أن الادوار لم تختلف.. لا زلت انا الصبي الذي تم استغفاله ولازالت هي المراة التي سرقت زوج والدتي ..

شدد قبضته ليغرس أظافره في راحته.. وجودها هو ما احالني الى شخص أكره التعايش معه .. هي من سلبت مني حريتي ..

زم شفتيه يلقي بالقيد على كلمات ترغب بأن تفر منه.. هو أرقى من ان يتواجه معها في مواجهة يعلم بأنها ستشعره بالخزي أكثر فأكثر.. فتح شفتيه ليطلب منها المغادره الا ان صوتها المرتجف وصله قبل ذلك:
" آسفه"

سحبت نفسا مهترءاً لتكمل:
"جد آسفه.. لم أرغب بسرقة والدك من عائلته لكن لم يكن أمامي سبيل آخر للعيش"
زفر نفسا كان يتجول في صدره كدخان أسود.. غادره لتزداد كثافة الهواء فتكتم أنفاسه أكثر ..


قال بصوت مخنوق وهو يمد ذراعه نحو الباب :
"فقط.. غادري.. أرجوكِ"
نكست رأسها في خزي.. خرج صوتها من جوفها محملا بكثير مما أضطرت الى حبسه لسنوات طوال:
"اخي كان مستعدا لبيعي مقابل مال يشتري به مخدراته اللعينه"
عقد حاجبيه ليقول بنفاذ صبر:
"توقفي.. لا ارغب بسماع قصتك.. لم أطلب منك أي تبرير.. فقط غادري!!"


ددفنت وجهها بين كفيها .. تحدثت كم لم يسمعه .. هي تغرق في عالمها الخاص.. ذكريات مرة عانقت حياتها ولم تتركها حتى هذه اللحظه:
"من المستحيل ان أٌقبل بطريقته التي اختارها لي.. أن أبيع نفسي بالحلال كان أهون بكثير.. "



تحركت سقاه الطويلتان لتقطعا المكان في خطوات بسيطه .. توقف عند الباب كي يفتحه مجبرا اياها على الخروج.. رفع ذقنه والتمعت عيناه في غضب ليهمس بصوت مبحوح:
"غادري"
وقفت بهدوء.. مدت كفها نحو الباب لتدفعه مغلقة إياه.. قالت وهي ترص على أسنانها:
"كنت في الثامنة عشره.. مجرد فتاة مراهقة لم تجد امامها سبيلا آخر..
سئمت من تحمل غيري.. اخي .. زوجي والآن أنت!!"


مررت كفا حملت من السنين جفافها على وجه خط الدهر ملامحه لتشكل سيدة واجهت من المصائب احلكها..
القت نظرة خاطفة على الصغيرة النائمة " الشيء الجميل في حياتي هم صغاري"

علقت عينيها المرهقتين به وهي تزفر ذكريات حارقه لتنطق بلسان لطالما لسعته الايام:
"احيانا أفكر انه لو أنني هربت بدل الزواج من رجل كانت حياتي معه جحيماً.. لكن عندما أرى صغاري أتراجع عن هذه الفكره"


ما الذي تعنيه بالجحيم؟! .. هي التي بنت عائلتها على أنقاض عائلتي.. لو لم تكن موجودة لكان وضعنا مختلفا تماما!!

ما الذي تهذي به هذه المرأه؟! .. هذه الأفكار تخبطت بين أروقه عقله إلا انه لم ينطق بشيء.. لم يسأل شيئا .. يجدر فقط ان تخرج لينتهي وجودها المؤقت في حياته!!

ابتسمت ابتسامة انار معها وجهها فبدت اجمل بكثير:
"دعني أقول لك شيئا رأفةً بوالدة اعلم أنها تنتظرك في المنزل:

"احذر من والدك!!"



رص عينيه.. غزى وجوده صاراعان متضادان .. ان يسأل فيحصل على جواب تعنيه بكلامها!!
أو ان يصمت ثم يدعي ان لا شيء حدث ..
ما الذي يفترض بي ان أفعله يا جدي في مثل هذا الموقف؟.. ارتخت قبضته .. غزت الراحة ملامح وجهه..

ألم يقل جدي دوما في نهاية كل نقاش ادخل فيه معه:
"لا تأخذ الامور بظواهرها.. أدرس الوقائع .. عد بتفكيرك الى الأساسيات التي تقوم عليها الحقيقة التي امامك..
حتى وان قسوت عليك فهذا يعني ان هناك شيئا علمتني إياه الحياة قبل ان تحصل لك الفرصة لك لتعلمه ..
تلك الشدة التي ألجا اليها أحيانا لا تعني إلا انك تعني لي ما لا يمكن قياسه ولهذا أنقل خبرتي في الحياة إليك!!"



الحقيقة الثابته والتي لن تتغير أن زواج والدي باخرى أفسد حياة عائلتي..
أساس تلك الحقيقة هي تلك المراة .. والتي يظهر انها عانت من الظلم أيضاً.. لكن الى من سيتوجه غيضي؟!!
إنقبضت حويصلاته الهوائية ليتنهد ويزاح همٌ عن كاهله.. لا اعلم ما الذي يفترض بي فعله في هكذا موقف ..
لا يجدر بي ان أسأل ولا أن أبدي رأيا إن لم اكن أرغب بذلك..


دس كفه في جيبه ليستخرج ورقة ويسجل عليها رقم هاتفه الجوال.. مد ذراعه الى المراة التي غزت الصدمة ملامحها..
حتى وإن لم أكن متاكداً من الطريقة التي يفترض بي التعامل بها هنا لكن يمكنني على الاقل ان اتصرف كرجل نبيل يمد كفه لمساعدة إمرأة هاجمها الزمن بالكثير..
أليس كذلك يا جدي؟!..


أغرورقت عيناها بالدموع.. مدت كفها لتتناول الورقة منه وهي تتمتم بالشكر مرة تلو الآخرى.. تدعو له بين الفينة والآخرى..
غادرت ليستند هو الى اطار الباب ويراها تسير مبتعدة يرافقها شقيق له يرتدي ثيابا قديمة ويظهر كعبي قدميه في الطريقة التي يدوس فيها على قاعدة حذائه ..
على الأقل سينام الليل بهذا التصرف؟


مرت عدة ساعات ليغادر مكانه راكضا بعد ان تلقى مكلمة هاتفيه .. توقف امام المصعد في انتظاره ..


فتح المصعد ليدلف إليه على عجل ..

ألتقت درفتا الباب ليغلق المصعد مخبئا شخصين بين جنباته..

رجلين كانت حياتهما تسير في خطين متوازيين إلا ان خطي حياتهما تلاقيا للمرة الاولى عند هذه النقطه..

فتح الباب ليغادرا المكان ويعودا الخطين لإفتراقهما ويكملا رحلتهما كلٌ لوحده ..


سار ضياء في الاتجاه الأيمن نحو بوابة المستشفى بينما تحرك فارس ليعبر الرواق الأيسر ويتوغل في المستشفى أكثر ..
في مكان آخر على نفس المساحة كانت حلا تدهس الأرض بقدميها في حنق!!

أفترق الرجلان لكن لخطي حياتهما وعد بلقاء آخر!!



رمى حجراً نحو بحيرة
تراقص سطحها متبعاً قانون التوتر السطحي ..
لولا ذلك القانون لما اهتزت البحيره كلها..


ولما انهارت حياته امام عينيه






*************************

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 23-09-12, 08:35 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 







عقصت شعرها لتنهمر خصلاته قاطعة سطح سترتها الحمراء الطويله..
مدت ذراعا عارية من أي كم لتنفض سطح بنطالها الأسود القصير.. ألقت نظرة اخيرة على نفسها في المرآه كي تتأكد من ان كل شيء كما يجب ان يكون..
تكرر في عقلها صوت قمر للمرة المليون وكأنه رسالة قادمة من زمن لم يعد له وجود
"إن حياة أحدنا ليست الا فلم نصنعه.. قد لا نستطيع التحكم بأحداثها لكننا بالتأكيد نستطيع إختيار ردات فعلنا فيه..
ربما لا يمكننا إختيار طاقم التمثيل لكننا نستطيع اختيار دور البطوله”


يجب عليها أن تتأكد من انها سيدة حياتها ..
يجب ان أعود تلك الأنثى الجذابه!!


هكذا خاطبت هي نفسها وهي تطفئ نور الغرفة لتتوجه نحو المطبخ وتكمل إعداد طعام الغداء..
الجلوس في المنزل لأيام متواليه هو شعور غريب لم تعتده..
فآخر مرة قدمت لنفسها اجازة كان ذلك في بداية زواجها.. بعدما تأكدت من أن كل شيء كامل توجهت نحو غرفة الطعام لتعد الطاوله..

رتبت الأواني لشخصين ثم ثنت المناديل لتضعها بجوارهم.. بدت طاولة الطعام الكحلية اللون أجمل عندما نثرت عليها بعضا من أزهار الفل ليتنشي المكان برائحتها..


لم تعتد الجلوس في المنزل ..
هو شيء يحبسها لوحدها مع هواجسها خلف الجدارن.. شيء لا تستطيع احتماله..
على الرغم من أنها تهاتف قمر بشكل شبه يومي الا أنها لازلت تشعر بالخوف في الوقت المتبقي..
لذا عرضت عليها أن يأتي اخويها ليبقيا عندها وقت الحاجه..
بعدما اخبرتها قمر بما حدث ليلة حفل الخطوبه بعد أن غادرت جود.. قالت الأخيره:
"أنها ستكون موجودة لأجلها متى ما احتاجتها.."


تبقى قمر صديقتي الوحيده في الحياة .. منذ طفولتي وحتى هذا اليوم!!
يبدو أن قمر تعتبرني صديقة لها أيضا إذ صارحتني بموضوع مهم كهذا .. إذ انها ردت على اقتراحي بقولها:
"أشكرك صديقتي "


شعور جميل أن أكون صديقة لأحد ما.. لكنه شعور غير صادق البته ..
لو كان حقيقيا لأستطعت مصارحتها بما يضايقني لكنني لم أستطع.. فتحت فمي كي اخبرها بما حدث في تلك الليلة المشئومه لكن عضلة لساني لم تتحرك..
اوتار حنجرها الضوتيه لم تهتز .. لم ينفض الغبار عن كلمات يبدو انها ستبقى حبيسة ذاتها الى الأبد..


حتى عندما طلب منها غسان أخذ إجازة تبقى فيها المنزل لم تستطع الرد.. اكتفت بهز رأسها..
ربما هو اعلن أنه يخشى عليها من ما يحدث حوله من احداث .. لكن
الا يخشى عليها من الجدران المغلقه ؟!
هي مخيفة اكثر بالنسبة لها.. ألا يخاف ان تلتف انغام ماضٍ حول عنقها فتخنقها؟! ..
ألا يخشى عليها من صدى ذكرياتها؟!..


لمَ لا يحميها من الجنون الذي يلاحقها عند كل لحظة تقضيها في مواجهة مع أجزاء الثانيه!!
لم تجد بداً الا الانصياع ، ولا طريقة تنقذ بها نفسها من الانهيار الذي يتربص بذاتها الا النوم الذي بات خاليا من أي أحلام!!


بعد قليل من وصول غسان وأمام مائدة أصناف طعام مطهية بشكل مبهر قال غسان:
"سلمت يمناكِ عزيزتي .. طيك مثلك جميل دائماً"
ابتسمت جود ابتسامة هادئه وهي تقول:
"شكرا.. ستبقى دوما تجيد اختيار الكلمات المناسبه حبيبي"
هز كتفيه بينما ارتفع حاجباه ببراءه:
"موهبة ولدتُ بها"

رصت عينيها لتقول:
"اهاا.. لسان رجل سياسة هو الذي يتحدث"
مع ذكر تلك الكلمة تغير الجو تماماً.."سياسه"

تلك الكلمة التي هزت منزلهم منذ عدة أيام والتي لا زالت تلقي بظلالها عليهم وتحتكر كل زاوية هنا.. ازدرد غسان ريقه قبل أن يسأل:
"عزيزتي .. هل.."
وتوقف عن الكلام للتوقف أنفاسها .. لا يمكن ان يتردد شخص مثله في الكلام الا لانه يبذل أقصى جهده في انتقاء كلماته..
اذاً الموضوع كبير ومهم جداً..

ترى هل فضحت نفسها بتصرفاتها خلال الأيام الماضيه؟!!
كل كذبة تتلكأ عند لساني قبل الخروج .. وفي أغلب الأحيان تتوقف هاك لأجدني اخرج من الموقف بهزة رأس سواء سلباً أو ايجاباً..


عندما أتظاهر بشيء ما اجد عضلاتي الهيكلية تخذلني .. العضام الملاصقه لها تهتز ومفاصلي تكاد تصدر طقطقة وكأنها تستأذن المكان في القيام بما أأمرها به .. جسدي خرج عن سيطرتي ..
خذلني كما لم يفعل يوما!!
أما روحي فتغور .. ترتجف كورقة خريف ظلمتها الشمس وطعنت وجودها بأشعتها حتى جفت ..
ليضمحل وجودها بين التراب فلا تغدو لها هويه .. أليس إليه كلنا نعود.. من تراب والى تراب!!

لماذا كل شيء حولي محير الى هذه الدرجه؟ .. حتى غسان الذي يتجنب ان يلتقي بصره بنظراتي ..


كانت تحرك الشوكة بحركة دائريه لتلتف حولها خيوط المعركونه .. لتلتف روحها حول وجود لا كيان له.. لتفقد ذاتاً لم تكن يوماً ملكها..
"هل حدث وأن تلقيتِ تهديداً من أي نوع؟"

رفعت رأسها لتفتح عينيها وتغلقهما بسرعه فترفرف رموش مثيفة تحيط بهما .. بقدرة قادر لم تكشف بعد!!
حاولت قول شيء او اعطاء ردة فعل لكنها لم تستطع.. اكتفت بهز رأسها نفيا ..
زفر نفساً كان يخبئه في الأعماق.. لينخفض قفصه الصدري الى وضعه الطبيعي بينما قال براحه:
"الحمد لله.. خلت أن شيئا كهذا قد حدث معك.. لم يحدث معك أي شيء غريب أليس كذلك؟"
فرصة أخرى لتدعي فيها أي شيء.. لكنها أيضا اكتفت بهز رأسها..


كثيرة هي الأشياء التي تمر فيها للمرة الأولى ..
للمرة الأولى موهبتها التي امتلكتها مدى عمرها بدأت تخذلها ..
تخلت عنها كما تخلى عنها الكثير قبلها!!..
أعتقدت أنها باتت أقوى من تلك الطفلة الصغيرة التي كانتها.. أن الصمت ترتيلة مقدسه ان لم تقاطعه ذلك الهذيان الذي يصر على اللحاق بها..
لكن هاهي وللمرة الأولى منذ زمن يغدو للصمت أزيزٌ مرعبٌ يغتال طبلتيها ..

تغرق وتغرق .. لا أكسجين حولها .. ستخسر ذلك الخيط الواهن الذي يربطها بالواقع..


للمرة الأولى لم يكتف صوت والدتها بالحضور في الحلم .. فذلك الوجه الجميل يطل عليه بابتسامة عذبة مقيته له حضور هناك ..
ولها انتحار روح على سريرها..
تسارعت دقات قلبها.. صعدت حبيبات عرق لتفترش جبينها.. تحركت ساقاها في محاولة لابعاد الغطاء لكنها كانت تتخبط فيه دون هدى ..
ارتفعت كف لتخنق حنجرة يتيمه..


في عقلها كانت الصور تتكرر منتهكة كل الحرمات ..
تسلل الحلم من اعتق دهاليز الذاكرة واكثرها عفونة ليتكل في هيئة أمرأة..
وقفت تلك المراة امام النافذة لتتراقص الستائر حولها وكانها تحاول احتضانها.. يشاركهم الاحتفال فستانها الأبيض الطويل والذي يتحرك حول ساقيها بخفه..


أعادت إحدى خصلات شعرها الطويل خلف أذنيها وهي تحدق بطفلة لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات والتي وقفت بجوارها لتمسك كفها وتلاعبها..
"قلمي الأزرق..يرسم زورق ..
وسماء بها شمس تشرق...."
تغنت بها المرأه بصوت عذب وهي تشير الى السماء التي تقبع خارجه النافذه..
"قلمي الأحمر..أخذ المنظر
لون كل الورد الأحمر...."


تحركت الصغيره وهي تلوح بفستانها الأحمر مرددة هذه المقطوعه باستمتاع..
"قلمي الأصفر..نظر ..
وفكر.....أين مكان اللون الأصفر؟"


قالتها المرأة ثم مدت كف الصغيرة التي تقبع بيدها لتقربها من شمعدان يحوي شمعة مشتعلة تكاد تصرخ ..
لكنها لم تصرخ ولم تخبر احداً!!


حملت الحزن في الشمع المنصهر والذي إختار الأرض كموطن جديد له.. ألسنا إليها نعود!!
إذا لماذا لم تعد بعد؟!.. لماذا لا زالت تتنفس؟!..

لماذا استيقظت من حلمها وهي تشهق في رجاء.. تبحث بنفس منقطع عن هواء حرم على نفسه الدخول الى رئتيها..

الشمعة لم تصرخ.. هي لم تصرخ !
فقط شهقات وشهقات تملأ كل ركن ..
مع أول حزن ..
أول دمعه..
مع أول ألم..
أول لسعة لهب!!


كان جسدها المهتز يغرق في ذاته على الرغم من انها ركلت الغطاء منذ زمن..
رفعت كفها من حنجرتها لتضعها على فمها لتكتم انفاسها وتَئَد ذاتها..
لا يمكن أن يستيقظ غسان!!.. لا يمكن ان يعرف ما تمر به!!


لم تخف شهقات الموت التي تلاحقها بل زادت .. يشراكها شعور بالغثيان..
غاردت السرير بسرعة لتركض نحو دورة المياه.. أقفلت الباب على عجل لتنحني على حوض الغسيل وتستفرغ ما في جوفها ..
تتخلص من كل شيء..
تحاول التخلص من بقايا ألم وبقايا حلم لم يبارح ذاكرتها..


صوت جقات قلبها التي لم تتباطئ تزلزل المكان يشاركها هدير الماء من الحنفية .. بقيَ الوضع هكذا لدقيقه قبل أن يشاركها حركة سريعة لمقبض الباب..
رفعت كفها المبللة لتضعها على فمها.. جاء صوت غسان مخترقا الحواجز ليصدح في المكان:
"جود.."
"جود.. عزيزتي ماذا هناك؟"
بدأ غسان في الضرب على الباب بقوه .. ربما هي فقدت وعيها هناك؟!!
"أجيبيني .. جود.. هل انتِ بخير؟"

لكن..
لا جواب يصل!!



في مكان آخر وفي ذات حلكة الليل..
فتحت كفّا رجل مغلفا لتستخرج مجموعة من الأوراق منه..
الأولى كانت تحوي اسم:
"غسان علي"


تنقل بين الأوراق ليمر على أسم "جود وليد" وليتوقف لثوان عند صفحة حوت في بدايتها عنواناً:
"المستشفى الغربي للصحه النفسيه"
اعادها الى المغلف ليغلقه جيدا ويكتب عند خانة المُرسل اليه:
"غسان علي"



تغلق الأبواب ..
تحار الأجوبة فلا تجد لها منزلا يؤويها ..
لا سقف يظلل روحها..
فتجد نفسها جسدا بلا روح..


وبلا أي ألم!!






********************************




 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
قديم 23-09-12, 08:38 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2012
العضوية: 241477
المشاركات: 84
الجنس أنثى
معدل التقييم: futurelight عضو له عدد لاباس به من النقاطfuturelight عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 146

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
futurelight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : futurelight المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



في انتظار تواجدكم الرائع
وبصماتكم التي تشجعني كثيراً

 
 

 

عرض البوم صور futurelight  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأنو, للكاتبة futurelight, ليلاس, مستقبل, لغه فصحى, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, رماد, رواية رماد ملون, روايه مشوقه, ضياء, ضياء و قمر, قمر, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية