6_ الطريق الى الخطر

وضعت كاتى ملء يدها من المساحيق المعطرة فى حوض الحمام الممتلىء بالماء . ثم غاصت فيه شاعرة بالانتعاش .
انها مصممة تماما على العودة الى العمل فى الشركة وجيك لن يستطيع أن يثنيهاعن عزمها. خرجت من الحمام ملتفة بمنشفتين. ارتدت ثوبا أسود أنيقا, كما وضعت أقل قدر ممكن من الزينة على وجهها, ستذهب الى العمل لتحضر اجتماع هذا الصباح سواء رضى جيك أم لا .
عندما ذهبت وانضمت الى أبيها وجون تقدمت من أبيها تحييه:
_ أبى , هل أنت بخير الأن؟ ثم انحنت وقبلته على خده.
_ كاتى , حبيبتى , اننى فى الواقع أشعر بتحسن لم أعرفه منذ أشهر . أتصل بى جيك و قد انتهت مشاكلنا. سيكون هنا بعد دقائق, لكننى سأخبرك بالخلاصة ... جيك سيشترى البنايتين , وبهذا أستطيع التركيز على العمل الذى أحسنه أكثر وهو صناعة الخزف الممتاز .
ثم وقف يأخذها بين ذراعيه , وتمتم فى أذنها قائلا:
_أرجوك كاتى أن تنسى ثرثرتى تلك عن أمك ....كانت سيدة رائعة.
_ أنا مسرورة لنجاح الأمور أبى كما أننى لم أصدق كلامك على أى حال.
_ صباح الخير , أراكم جميعا فى انتظارى . أما عذرى فهو أننى تأخرت فى السهر مع امرأة جميلة , فتأخرت فى النوم.
منتديات ليلاس
لا حظت أنه ذهب الى بيته وغير ملابسه. أسبغت عليه هاله من الطاقة والقوة .
_ أقفلى فمك واجلسى قبل أن تقعى كاتى يبدو عليك الضعف هذا الصباح .
_ شكرا لك .
الساعة التالية بأكملها أمضاها جيك فى الحديث عن العمل . ووجدت نفسها مرغمة على الأعجاب به و بالطريقة التى أخذ يشرح بها وجهة نظره فى اعادت تنظيم الشركة .
_ حسنا , أظن هذا كل شىء , أما التصويت فهو مجرد شكليات .
قاطعته كاتى : ومع ذلك علينا أن نصوت , كما اننى أحب أن أرى كل شىء تحدثت عنه مكتوبا .
_ طبعا كاتى , ارفعى يدك.
قال أبوها : حقا جيك لا ضرورة لذلك ... أعرف مبلغ هذا الجميل الذى تسدده لى ولكاتى .
_ ارفع يدك دايفيد , من واجب الرجال مجاراة النساء.
شعرت كاتى بنفسها معتوهة تماما, قال جيك مازحا:
_ الموافقون هم الأغلبية. و الأن , أسف اذ على أن أذهب فاءن لدى موعد آخر .
فتحت فمها لتتكلم , لكنها ابتلعت كلماتها عندما اشتبكت عيناها بعينى جيك. تقدم اليها حيث تجلس وهو يبتسم :
_ كاتى , حبيبتى, سأراك الليلة !
لم يكن يسألها بل يخبرها, فقد تم التعاقد ولم يعد أمامها مهرب ...عانقها بعنف ثم قال:
_ الى اللقاء فيما بعد .
وهى مازالت تستجمع حواسها المشتتة قال أبوها :
_ يسعدنى جدا أن أراك وجيك قد عدتما الى بعضكما كاتى. دوما كنت أفكر فى أنه كان عليك أن تتزوجيه منذ سنوات .
_ ماذا , آه , نعم .
نهضت واقفة, جمعت أوراقها ودستها فى محفظتهها. وقد عادت الى مكتب التصميمات دنا منها تومكنز وهو رئيس قسم المبيعات و قال:
_ كان نجاحك كبيرا أمس , كاتى شكرا لك. لقد تعامل رجل الأعمال الأمريكى مع الشركة قرابة الخمسين عاما .
ابتسمت كاتى له , رأت مايك جالسا الى مكتبة فى الزاوية ورأسه مدفون فى كتاب .
_ هل عملك كثير يا مايك؟
_ كاتى ...... يا ليتك لا تسيرين بهذه الخفة, كدت أصاب بنوبة قلبية .
_ مايك , من اعتاد أن يصمم الأوانى الخزفية قبل مجيئى ؟
_ أنا كنت أقوم بذلك . بمساعدت الفتى بوب, هل حدثت مشاكل فى الأجتماع؟ سمعت بعض الأشاعات السيئة , و أكره أن أبحث عن وظيفة فى سنى هذا .
_ كان الأجتماع نا جحا و وظيفتك أمنة .
_ هذا حسن اذن .
أدركت كاتى فى تلك الحظة , أن لا تراجع بعد الأن فى علاقتها بجيك , انما بشرط واحد ... هو أن تبقى فى عملها,فهى تحب المكان والموظفين .

وعادت الى شقتها مسرورة بمرافقة هؤلاء الموظفين ألقت بحقيبة يدها على كرسى ,و خلعت حذائها ثم تهالكت على الأريكة الوثيرة ونظرت فى أنحاء غرفة جلوسها, لقد زخرفتها خلال أسابيع قليلة بطاقة وتصميم لم تعرفهما من قبل .
أغمضت عينيها وقد بان الألم على وجهها الرائع , هل سيمكنها أن تنسى موت أنا يوما ما؟ ظنت أن ذلك اليوم كان أسوأ أيام حياتها, أن ليس ثمة ماهو أسوأ منه.لكن لديها شعور أن هذه الليلة ستتفوق على ذلك النهار.
قطع عليها أفكارها المضطربة رنين جرس التليفون, وكان كلود يتصل بها من باريس. انتعشت لسماعها صوته الودود, كانت أنا قد تزوجت ابنه عند تخرجها من الكلية مباشرة. كان اتصاله ليذكرها بعيد ميلاد حفيدته, ابنة أنا, بعد شهر ويدعوها الى الحفلة التى سيقيمها لذلك, فى باريس. كما أدهشها قوله لها انها اذا أرادت حقا أن تعود الى عرض الأزياء فسيوظفها عنده.
رفضت عرضه الوظيفةعليها بكل رقة لقد فات الوقت ........
مسكينة أنا , لقد انتهت حياتها مبتورة وما زالت شابة, حين كان لديها كل شىء يمكن أن تعيش لأجله. تساءلت عما كانت صديقتها ستقول لها لو أنها ساكنت جيك.كانت ستنظر اليها ثم تقول:
_ يا الهى , يا لينا, من قديسة الى خاطئة ما بين ليلة وضحاها؟ ياله من طريق تسلكينه!
اغرورقت عيناها بالدموع. كانت تفتقد صديقتها التى تتحدث اليها تفضى لها بأسرارها.....سمعت جرس الباب ذهبت لتفتح البابوظنت أنه ربما كان بائع متجول .
_ نعم هل يمكننى مساعدتك فى.....
توقفت الكلمات فى حلقها واتسعت عيناها الخضراوان وهى ترى جيك عند العتبة.
_ لماذا هذا الذعر و الذهول كاتى ؟ هل تظنن أننى أدعك تهربين من تنفيذ ما تعاهدنا عليه؟ لست محبا للخير الى هذا الحد .
التوت شفتاه بسخرية وهو يدخل الى الشقة.
_ ما الذى تفعله هنا ؟
_ حئت أساعدك على حزم أمتعتك . لا يبدو و كأنك ابتدأت فى ذلك.
_ حزم أمتعتى ؟
وأمتلأت نفسها مرارة وهى تتذكر وضعها معه.
_ أنظرى الى ساعتك, كاتى .
كانت السادسة تقريبا. رفعت عينيها لترى جيك يخرج من الردهة متجها الى غرفة النوم. اندفعت خلفه و عندما استدار اليها عند الباب , دفعته فى صدره. أمسك كتفيها بيديه يبعدها عنه وهو يقول ساخرا :
_هل تلقين بنفسك على كاتى؟ لا داعى للعجلة , لكن حماستك تعجبنى. أظن فكرتك صائبة كاتى.... لماذا الأنتظار؟
وفتح زراعيه يضمها الى صدره. أخذت تدفعه فى صدره صارخة :
_ كلا ! لا أريد ....
سقطت ذراعاه الى جانبه. رأت وجهه يتجهم و أصابعه تقبض على أعلى ذراعيها . أحست بالغضب يتملكه فأخذت ترتجف.
_ لقد عقدنا اتفاقا , ولا سبيل الى التراجع .
_ لكن وظيفتى.....
_ عليك أن تفعلى ما يطلب منك كاتى, أما بالنسبة الى وظيفتك, فقد بحثت الأمر . ان الأستوديو يمكنه الأستمرار فى العمل فترة دون وجودك .
_ ولكن .....
_ على كل حال, يمكننا , اذا شئت , أن نرتب الأمر بحيث تعودين الى العمل بعد أسبوع أو نحوه.
_ ألا تمانع فى عملى ؟
_ كلا, ما دام هذا يرضيك كاتى , دوما كنت عاملة مجتهدة. لا أريدك أن تشعرى بالسأم عندما لا أكون فى البيت .
_ سأحزم أمتعتى .
_ فتاه طيبة, لن تندمى لذلك . هيا ابدئى بحزم الأمتعة ....
و أمسك بها يدفعها الى داخل غرفتها . غضبت لفعه لها بهذا الشكل . أخرجت ثيابها و أخذت حقيبتين تملأهما بملابها وقد تملكتها المرارة , كذلك فتحت الأدراج تفرغها وهى تشتم باللغتين الانكليزية والفرنسية .
_ هل انتهيت ؟
_ نعم . ولكن هل كان عليك أن تجعل أبى يعلم أننا ...... صديقان ؟ فىهذا ما يكفى من الذلة لى دون معرفة أبى , فكيف لو عرف ؟
_ لم تكن نيتى اذلالك كاتى , ولا الكذب عليك . حياتك معى سرعان ما يعرفها الجميع , ومن حق أبيك أن يعرف الوضع , اذا كنت تفكرين فى العودة الى هذه الشقة , انسى هذا .
تقدم منها يمسك بها ثم يرفع رأسها ينظر اليها بعينين ضيقين.
_ هنالك شىء بيننا لا يمكنك نكرانه . يمكننى أن أحس بخفقات قلبك تنبض بعنف , تكادين تذوبين حين أقترب منك. والله يعلم , أن نفس الشىء يحدث لى .... لن تكون علاقتنا مجرد أمر عابر , هل تفهمين؟
أغرورقت عيناها بالدموع و ابتلعت غصة فى حلقها , و قالت بنعومة :
_ لقد أنهيت حزم أمتعتى.

لالالالالالالالالا وينها التكمله بلييييييييز لا تتاخرى علينا

كانت البناية التى يسكن جيك فى شقة منها عبارة عن برج بالغ الفخامةونزلت كاتى من السيارة أمام المدخل.... وهى تتبع جيك على ساقين مرتجفتين, الى الردهة , حيث حيا البواب قائلا:
_ مساء الخير توم, هذا توم تشارلى كاتى انه العامل المعجزة كما نسميه, مهما أردت يحضره لك, خذ السيارة الى الكاراجتوم. هناك حقيبتين فى الصندوق ,من فضلك .
تمتمت بصوت أبح : مرحبا
_ هذه الأنسة ملدنتون, ستمكث هنا فترة. سأعطيها مفتاحا, لكننى أريدك أن ترعاها عندما لا أكون موجودا
مد توم يدا ضخمة سرعان ما ابتلعت يدها النحيلة:
_ مسرور بمقابلتك سيدتى.
ما ان انغلق باب المصعد خلفها, حتى التفتت كاتى الى جيك ثائرة غضبا:
_ كيف تخبر ذلك الرجل اننىانتقلت الى بيتك؟ لم أشعر بمثل هذا الخزى قط فى حياتى.
_ أحقا كاتى ؟ من الصعب على تصديق ذلك. أعلم أنك عشت مع كلود.........ومثل هذا الوضع ليس غريبا عليك.
_ ولكن .....
فقاطعها قائلا: ثم ان هذه الشقق متوفر فيها الأمن بشكل بالغ. اذا لم أخبرهم من أنت, لايمكنك الخروج أو الدخول الى الشقة. ولو أن فكرة الاحتفاظ بك سجينة فى شقتى تروقنى . ربماهى الطريقة الوحيدة لابقائك مخلصة.
_ أنت بالذات تقول هذا ؟ هذا كثير.

توقف المصعد , رمقها جيك بنظرة حادة ولكنه تجاهل قولها .
_ سيحضر توم الحقائب فيما بعد هيا بنا .
أمسك يدها بيده وقادها خلال ردهة مفروشة بسجادة سميكة, الى باب واسع .
_ مرحبا بك فى منزلى كاتى, واسمحى لى بأن أقدم لك هذه هى السيدة تشارلس كنزى النفيس, وهى أيضا زوجة توم.هذه الأنسة ملدنتون.
_ مسرورة بمعرفتك سيدة تشارلس.....
لوت شفتيها بالأجابة التى كانت أقرب الى العبوس منها الى الابتسام.
_ العشاء فى النتظار ,سيد غرانتون .
قالت مدبرة المنزل ذلك , وعندما اختفت من الباب قال جيك بخشونة:
_ انها طاهية رائعة فلا تغضبيها.
_ لا أجرؤ على ذلك.
_ هيا بنا سأريك البيت.
أمسك بمعصمها وقادها من خلال غرفة جلوس واسعة الى غرفة الطعام أصغر حجما, أجفلت متأثرة بالجدران والأثاث الامع المصنوع من خشب الماهوغونى , وأخذها الى ردهة داخلية مفتوح على أربع أبواب و لكن عندما دفع الباب الأول, تكهنت أنها غرفة النوم الرئيسية.
اهتزت خطواتها و هى تدخل الغرفة , كان ثمة سرير ضخم الحجم مكسو بغطاء قرمزى يحتل المساحة. قال جيك بصوت رقيق أثار أعصابها:
_ غرفة نومنا.
ترك يدها , ثم أشار الى اليمين:
_ الحملم وغرفة الملابس هناك, سأتركك لتسوى من شأنك أظننى سمعت توم قادم بمتاعك, ربما تريدين أن تأخذى دوشا قبل العشاء .