المنتدى :
الارشيف
الى متى?
القت كاثرين نظرة اخيرة على غرفة الفندق انها نظيفة و مرتبة كما وجدتها .كانت كاثرين مهووسة نظافة من الطراز الاول حتى وان لم يكن الامر ضروريا كحالها مع غرفة الفندق.استاجرت هذه الغرفة البسيطة منذ اربعة ايام مضت اتاح لها ذلك التجول في مدينة اسطنبول التركية و التعرف عليها بتعمق,لقد اتت الى هذا البلد لقضاء عطلة استجمام وراحة كانت تستحقها بعد عملها الطويل في بلدها انكلترا قامت خلاله برحلات كثيرة من اجل العمل كلها ارهاق لنفسيتها وجسدها معا,فقد كانت كاثرين نائبة رئيس مكتب سياحي بلندن له فرع بجبل طارق فكانت متنقلة هنا وهناك بشكل دؤوب. "حسن...لم يتبق لي سوى النزول الان و الا ساتاخر "قالت مخاطبة نفسها في المراة و هي تتامل قدها الرشيق في سروالها القصير الاسود و قميصها القطنية الرمادية,دفعت شعرها الاحمر النحاسي الى الخلف وثبتته بنظارتها الشمسية "سيكون نهارا حارا و مشمسا" قالت ذلك باسف لمغادرتها الوشيكة الى بلدها الكئيب مفتقدة من الان دفئ و جمال تركيا. كانت قد ارسلت حقيبتها مع موظف الفندق و طلبت منه ان يوقف سيارة اجرة من اجلها و نزلت الى غرفة الاستقبال "سيارة الاجرة بانتظارك انستي"التفتت الى الموظف الباسم فابتسمت تلقائيا سعيدة بتفاهمهما طيلة الاربعة ايام لكونه يتحدث الانكليزية بطلاقة و الا لشكل لها جهلها اللغة التركية عائقا"شكرا لك...وارجوك..."قالت متلعثمة:"ارجو ان تخبر سائق التاكسي ان يقلني الى المطار" ابتسم لها "بكل سرور انستي",ثم توجها معا الى خارج الفندق,فانحنى الموظف الى السائق محدثا اياه فترة ليست بالقصيرة ,اشار الموظف لها بالصعود فشكرته كاثرين و قدمت له بقشيشا سخيا. انطلقت السيارة بين شوارع اسطنبول مارة بقصور و جوامع اذهلت كاثرين في زيارتها لها في يومها الاول قائلة:"لا بد من توصية بهذا البلد السياحي في مكتبنا".توقفت السيارة ليركبها رجل لفت انتباهها اذ لم يشر الى السائق بالوقوف من اجله و كانهما على موعد معا,ركب الى جانبها محدثا السائق بلغته فلم تفهم شيئا,التفتت الى نافذة السيارة محاولة تجاهل الرجل,"يا الهي,لم يرتدي هذه السترة الجلدية في هذا الحر رائحة عرقه تكاد تزهق انفاسي"فكرت كاثرين كان في الرجل شئ ارعبها,حدسها الداخلي كان دليلهادوما ولم يسبق ان خانها .كان الرجل طويلا شديد السمرة له شارب اسود كثيف نظراته باردة و ساهمة امامه,عادت و التفتت الى النافذة رات امامها بوادر ظهور الميناء البحري ,ارتابت بشدة فهي لا تذكر مرورها بالميناء عند مجيئها .تقدمت الى الامام في جلستها نحو السائق متحدثة بانجليزيتها ببطئ عله يفهمها "سيدي...اظنك اخطات في فهم الموظف فانا اريد الذهاب الى المطار لا الميناء"لم يجبها السائق و انما نظر اليها عبر المراة بابتسامة خبث.دب الذعر في نفس كاثرين ما الذي يحصل .اعادت كلامها بنبرة مرتجفة حاولت السيطرة عليها دون جدوى ,فالتفتت الى الرجل قربها مستغيثة به ,فجحضت عيناها رعبا بعد ان رات نظرت شر في عينيه و منديلا ابيض متوجها نحو انفها قاومت كاثرين كغزال مذعور دون جدوى فقد تراخت مقاومتها بعد استنشاقها للمخدر و غابت في ظلمات اللاوعي.
|