لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-03-12, 05:30 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- حاولت أن تنسى انها تغرس نبتة شقائها مع هذا الحب ، سيكون لها متسع من الوقت لتفكر بذلك ، أما الآن فعليها إقتناص هذه الليلة النادرة مع من تحب.

إنبلخ الفجر يضيء أطراف المخيم المتثائب ، ووقف بيتر بجانب سيارة الجيب لتلقي تعليمات فريزر الأخيرة ، فهو سيتولى مسؤولية الإشراف على العمل في غياب القائد ، وبرز مارك من خيمته يحوم حول السيارة ، كالح الوجه ، كئيب المظهر ، أحست كوري أنه يتمنى لو يستطيع منعها من الذهاب ، لكنه إختفى بإلقاء تحية الوداع ، موصيا إياها بالإحتياط والحذر.
كان الفضاء يستحم بشعاع يوم جديد عندما غادرت السيارة المخيم ، شعرت كوري بلسعة برد خفيفة ، فتلحفت ببطانية زوّدها بها فريزر ، جلست صامتة على الطرف الأقصى من المقعد ، لا تدري ما تخبئه لها الأيام المقبلة ، وخامرها إحساس غريب بتطورات جديدة ستقلب حياتها رأسا على عقب .
إعتصم فريزر بالصمت أيضا ، يقود السيارة فوق منبطح متعرج مليء بالحفر ، يحتاج الى تركيز تام ، وراحت كوري بين الفينة والأخرى تختلس النظرات اليه ، بدا كما توقعته دائما صارما ، حازما ، مسيطرا على زمام الأمور.
منتديات ليلاس
فكرت في الحياة الزوجية معه ، وبما تنطوي عليه ، لم يخامرها شك أنه سيكون الشريك المهيمن ، ولكن زوجته ، إذا كانت تحبه ، ستجد سعادة في العيش مع رجل بهذه الصفات ، إذ أن شخصيته المهيمنة تعني أيضا الأمان المادي والنفسي ، والإطمئنان الى قدرته على معالجة أية مشكلة طارئة.
هل تقبل زوجته الجانب السيء من طبيعته ؟ ولم تتردد كوري في الإجابة على سؤالها بنعم كبيرة ، إنه يخفي وراء هذا التفوق العالي حنانا عميقا ، حارا ، اوهكذا إرتأت كوري أن تتصوره.... زوجا محبا ، يفيض عاطفة وحنانا.
" هل تستغرقين في أحلامك؟".
رن صوته كالجرس في تلك السكينة ، فنظرت اليه مندهشة ، كانت واثقة من إنهماكه في التركيز على الطريق الصعب ، فلم يتبادر الى ذهنها أنه يعبأ بها ، يا لقوة ملاحظته وحدة ذكائه.
قالت له:
" كنت أفكر في هذه الصحراء وغرابتها".
علّق يطمئنها:
" إنها حقا صحراء غريبة ".
ولم يفت كوري ان الحديث لم يكن يدور حول الصحراء ، القت نظرة من النافذة وقالت:
كل هذه الأعشاب ، والمستنقعات ، كنت اتوقع مجرد بحار من الرمل".
قال متمهلا:
" وتوجد رمال أيضا ، وبكثرة وغزارة ، ولكن من الصحيح القول أن التنوّع هو سمة هذه الصحراء ، وهذا ما يعجز عن فهمه اللذين لم يسبق لهم المجيء الى هنا ".
إستطردت ، وهي ترى سربا من الظباء يعدو فوق العشب اليابس بحركات منتظمة:
" كم كان والدي سيعجب بهذا المشهد".
فوافق بصوت هادىء ، متعاطف :
" لا شك في ذلك".
سألته دون ان تلتفت اليه:
" أنت لا تكرهه إذن؟".
" لم اكرهه في حياتي ، إختلفنا في الراي ، ولكن إحترامي له ظل كما هو ( ولمست يده ذراعها ) إنظري يا كوري ، هل شاهدت ذلك الفيل؟".
بلعت ريقها :
" ما اغباني ، خلته في البداية صخرة من الصخور".
" إنه فيل".
إزدادت إهتماما :
" هل هو خطر ؟".
" في بعض الأحيان ، إن خطره يتوقف على كيفية تصرفنا".
هل يحدثها بعبارات مبطنة مرة أخرى ؟ لم تعد تبالي ، إنها تعرف الآن مدى إعجابها به ، ورغبتها في إختراق اسراره الدفينة ، وهي تعيش لحظات مليئة بالمفاجآت والإبتهاج والتوقع.
وشعرت باصابعه تلتف بقوة حول ذراعها وكأنه يقرأ أفكارها :
" تمتعي بهذه الأيام النادرة يا كوري".
ولاحت إبتسامة خفية فوق شفتيه ، فسرت في فؤادها غبطة عارمة :
" هذا ما أنوي فعله".
وتبدلت الأجواء بعد ذلك ، لم يعد محتما عليها الإستمرار في الحديث بل اخذت الأمور تبدو طبيعية ، عفوية ، وزال أي توتر أوشعور بالضغط والتكلف ، كان فريزر يعرف الصحراء جيدا فراح يدلّها على اشياء جديدة من الصعب أن تتبيّنها وحدها .
إزدادت الشمس سطوعا ، ترسل أشعتها الحارقة فوق الشجيرات والأعشاب والرمال ، وتوالت المشاهد الطبيعية أمام عيني كوري ، زرافات وفيلة ، ظباء ، وقطعان من الوعول ذات القرون الحادة ، القوية.
وتراءى في البعيد صف من التلال الواطئة، تعانقها أكوام هائلة من الصخور ، وبدا فريزر يتجه مباشرة نحو الصخور ، هتف بعد قليل :
" هل الكاميرا جاهزة؟".
أوقف السيارة على مقربة من الصخور ، وامسك بيدها يساعدها على السير فوق الرمل الناعم ، لم ترفض مساعدته ، مع انها كانت قادرة على تدبّر أمرها.
وها هو بثقة عارمة جازمة يشير الى الرسوم الصخرية ، تلك التي داعبت أحلام والدها ، وشغلت ايامه ، وملكت جوارحه ، حبست كوري أنفاسها ، وهي لا تكاد تصدق عينيها.
إنها تراها الان كما هي منحوتة ، بارزة، رائعة ، توقفت طويلا امام المشهد الأول ، الذي يظهر مجموعة من الصيادين يطاردون جاموسا.
كانت هناك رسوم عديدة ، يروي كل منها قصة مختلفة ، ولم تتمالك من إبداء إعجابها بمهارة هذا الفن القديم وهي تمعن النظر بدقة وكأنها في حلم جميل .
مضى بعض الوقت قبل ان تتذكر آلة التصوير المتدلّية من كتفها ، وإنكبت تلتقط الصور بلهفة وشغف وحماس.
وحان وقت إستئناف الرحلة ، حيث توغّلا في قلب الصحراء أبعد فابعد ، وعثرت على مزيد من الصخور والرسوم ، وتابعت إلتقاط الصور بينما كان فريزر منهمكا في امور أخرى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 05:31 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إلتفتت كوري حولها ، منتبهة الى إقتراب المساء ، وإمتداد الظلال ، سيهبط الظلام بعد فترة وجيزة وهما على بعد أميال من المخيم ، كانت تعرف منذ البداية ، انهما سيقضيان الليل وحيدين في الصحراء ، ولكن معرفتها أصبحت الان واقعا ملموسا داهما.
أوقف فريزر السيارة قرب كومة من الصخور ، واطفأ المحرك ، وأعلن :
" سننصب الخيمة ، ونبيت الليلة هنا ".
وافقت بوجّس :
" نعم ، إنها بقعة ملائمة ".
حدجها قائلا :
" ماذا دهاك ؟ يبدو عليك القلق يا كوري".
ردّت بسرعة:
" لا تكن سخيفا".
قالت مبتعدة عنه:
" نعم ، لا يوجد ما يدعو الى القلق ، الم يسبق لنا ان تقاسمنا خيمة واحدة ؟ يكاد الظلام يداهمنا ، فلنبدأ بنصب الخيمة يا فريزر".
راته يكبت ضحكة خبيثة ، إنه يفهم مشاعرها ، فكّرت بحزن ولا سبيل االى إخفائها عنه.
وسمعته يقول موافقا وهو يتجه نحو السيارة:
" إنها فكرة صائبة".
نصب الخيمة بسرعة فائقة ، وأوقد النار لإتقاء لسعات البرد ، بدت الخيمة صغيرة ، موحشة معزولة ، فوق بقعة شبه قاحلة ، تحيط بها الرمال من كل جانب ، رمال مترامية في كل إتجاه الى ما لا نهاية .
حمل فريزر صندوقا ثقيلا من السيارة ، ورماه بجانبها ، عرفت كوري أنه يحتوي مآكل متعددة.
كان الليل يرخي سدوله ، وهما يتناولان طعامهما ، وفوجئت كوري بشهيتها ، وإلتهامها الأكل إلتهاما ، رغم إعداد فريزر لهذه الوجبة المرتجلة ، المكونة من لحوم المعلبات المالحة.
غمرتها الطمأنينة ، وهي تجلس قرب النار ذات الهسهسة المتناغمة والسنة اللهب المتراصة ، إنها ليلة ستظل محفورة في ذاكرتها مدى الحياة ، غدا عندما تعود الى منزلها ، والدها والمدينة وضوضاءها ، ستحملها أجنحة الخيال الى هذه البقعة بخيمتها الصغيرة ، ونارها الدافئة ، وستغرورق عيناها بالدموع وهي تستعيد قصة حبها الجامح ، المجنون.
نعم ، إنها تحب فريزر ، وهي تدرك ذلك الآن ، منعها عنادها وكبرياؤها من الإعتراف بهذه الحقيقة قبل هذه اللحظة ، خالت مشاعرها في ذلك الحين مجرد نزوة عابرة لا تلبث أن تزول ، إنها تحب فريزر ليس لانه شخص جذاب فقط ، بل لأسباب أخرى كثيرة ، تعشق قوته ، وحنوّه ، وتحب عقله الحاد الذكاء وإستقامته وأمانته.
تحبه كما لم يسبق لها أن أحبت احدا من قبل ، كم تبدو علاقتها بصديقها أريك سطحية وتافهة أمام هذا الحب الجارف ، الصادق ، لم يعد اريك أكثر من ظل باهت لا يحتل حيزا من وجودها.
ستحب فريزر الى الأبد ، هذا ما أدركته الان ، وأدركت أنها تغرس بنتة شقائها مع هذا الحب ، إذ أنها لا تعني له شيئا ، لم يبادلها عواطفها ، ولا يفكر إلا في رغباته الخاصة.
حاولت طرد شبح الشقاء من مخيلتها ، سيكون لديها متسع من الوقت لمعاناة كل ذلك في المستقبل ، أما الآن فعليها إقتناص هذه الليلة النادرة والتنعم بوجودها مع الرجل الذي تحب.
راحا يتجاذبان أطراف الحديث ، وإكتشفت كوري صفات كثيرة مشتركة تجمعهما، كلاهما يحبان العيش في الهواء الطلق ، والتمتع بجمال الطبيعة ، يستمتعان بالألحان الموسيقية نفسها ، ويهويان مطالعة الكتب عينها ، حدّثها فريزر عن مشاريع بالنسبة الى مزرعته ، ومتاعب تربية الأغنام وإيجابياتها أيضا ، وظلت صامتة تصغي بينما يروي لها أحلامه وآماله ، وجدت غبطة عارمة في الإصغاء اليه يسترسل في الكلام ، فتمنّت لو تمكث معه قرب النار الى الأبد.
ثم كف عن الكلام ، غارقا في تفكير عميق ، وسمعته يسالها برقّة:
" وما هي مشاريعك يا كوري؟ لا بد انك تتوقين الى إستئناف عملك ، والعودة الى عالم الأضواء والتالق".
همست ، تخنق غصّة:
" هذا ما يراه الجمهور من عالم الأزياء ، ولا علاقة له بالواقع".
ألحّ قائلا:
" أنت تتوقين الى العودة".
أرادت أن تقول له : ( كلا ، لا أرغب في العودة ، وعلى الأقل ليس الى العالم الذي عرفته ، اريد الذهاب معك الى مزرعتك والعيش وإياك طول العمر ) كيف ستكون ردّة فعله ؟ هل يحتقرها ويسخر منها ؟ أم يتجاهلها ويمضي في سبيله لا يلوي على شيء ؟ لا تستطيع تحمل تجاهله وإنقطاعه عنها ، وقالت بصوت مرتفع:
" هذه هي مهنتي يا فريزر".
تمهّل في الجواب ، ورأته يحمل قطعة من الخشب ثم يرمي بها فوق لهب النيران ، وخرجت الكلمات من فمه بتأن وأسى ، فأدركت إساءة فهمها لنواياه وعواطفه :
" نعم عليك الإهتمام بعملك كما عليّ الإهتمام بعملي".
وسألته وكأنها لا تدري مغزى عبارتها :
" هل تظن أننا سنلتقي ثانية؟".
نهض واقفا ، يحدق في البعيد:
" أنا لا أتردد على معارض الأزياء ، تقدّم الليل يا كوري ، هيا بنا الى النوم".
سبقته الى الخيمة ، تلك كانت عادتها ، وكان يتمهل قليلا في الخارج الى أن تخلع ثيابها وتأوي الى فراشها ، أما في تلك الليلة فلم تشعر باي دافع الى لإسراع ، والحذر من العيون المتربصة ، تعمّدت أن تخلع كل قطعة من ثيابها ببطء وهدوء ، وكأنها وحيدة في غرفتها لا يقلقها أحد ، ولا تتوجس خيفة من هجوم مفاجىء ، وسمعت وقع خطواته الوثيدة تقترب من الخيمة ، وها هو يدخل ويمضي الى زاويته ، إستدارت صوبه ، لم يتحرك ، وباشر بإعداد فراشه رابط الجاش فاتر الأحاسيس ( يا له من ثعلب مخادع) خاطبت كوري نفسها ، إرتدت ملابس النوم ، وهو مطرق الراس ، يرفض رفع بصره أو الإيحاء بأي إهتمام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 05:33 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إقتربت منه بدلال أنثوي ، وقلب خافق ، كادت تلتصق به ، توقعت أن يذوب الجليد ، ويجذبها نحوه بحنّو وشغف ، لكنها سمعته يزمجر صارخا:
" عودي الى مكانك ، كفى خبثا ومراوغة".
وصاحت بصوت جريح:
" ما الذي تعنيه يا فريزر؟".
" أنا اعرفك جيدا ، وأعرف مؤامراتك والاعيبك ، تآمرت عليّ ، وتسللت الى رحلتي في ثياب رجل ثم دبّرت مكيدة للإيقاع بين مارك وبويد ، وماذا تحيكين الآن من مكائد ؟".
إسودّت الدنيا في وجهها ،وهتفت:
" يا لك من وغد وقح ، أخرج من الخيمة الان ".
وراته يندفع الى الخارج كالثور الهائج.
لم يعد الى الخيمة إلا بعد أن تكومت في فراشها ، وظن انها تغط في نوم عميق ، وأحست به ياوي الى فراشه بهدوء ، ظلت مستيقظة يؤرقها قلق عاصف ، يا لها من فتاة غبية ، ها هي تتعرض للغهانة ، مرة تلو المرة ، ومع ذلك يضطرم حبه في فؤادها ، وتهيم عشقا برجل فظ ، متحجر القلب.
وشعرت بحركة خفيفة حول فراشها ، بإنزلاق شيء ما ، حملقت في الظلام ، وكادت ان تصرخ مذعورة لولا أن صوتا في داخلها منعها من إرتكاب حماقة كبرى.
كانت أفعى طويلة ملساء تتمدد قربها ، إنها افعى سامة تدعى الكوبرا.
عليها الإحتفاظ بهدوء اعصابها ، عن اية حركة ستؤدي الى عواقب وخيمة.
هل توقظ فريزر ؟وكيف دون أن تجفل الكوبرا ؟ لا بد لها من التصرف بحذر شديد إذ أن زلّة واحدة تقضي عليها إلتفّت الأفعى منزلقة نحوها ، فتجمد الم في عروقها ، ارادت أن تمسك الأفعى وتقذفها بعيدا ، أرادت ان تصرخ ملء حنجرتها ، ولكنها كانت تدرك مغبة أعمال طائشة كهذه.
همست :
" فريزر".
إستيقظ لتوه ، نظر اليها مستفهما.
" ماذا؟".
تابعت همسها ، مشيرة الى الأفعى:
" صه ، كوبرا".
تمتم بهدوء:
" لا تتحركي ، سأتولى أمرها".
تناول عصا كان يحتفظ بها ، وإنقض على الفعى يشبعها ضربا ثم رماها عن الفراش وسحق رأسها على الأرض ،وحملها بطرف عصاه الى خارج الخيمة جثة هامدة.
وعاد بعد قليل وكوري لا تزال ترتجف ذعرا ، سألها بلهجة حارة صادقة:
" هل أنت بخير يا كوري؟".
نظرت اليه ، وفغرت فمها لا تستطيع التفوه بكلمة ، سقطت ارضا مولولة ، محطمة الأعصاب .
رفعها بيديه القوييتين ، مردّدا :
" كوري.... كوري ، لا تخافي ، لا حاجة الى كل هذا الآن"
كان وجهه باهرا ، نبيلا لا أثر للإزدراء أو السخرية في ثناياه ، وتمتمت:
" ليلة البارحة..".
" اعرف ، تصرفت بغضب".
سالته بإستغراب:
" لماذا غضبت؟ ماذا فعلت لأثير غضبك؟".
" لا شيء يا عزيزتي ، كنت رائعة وجميلة كعادتك".
" وماذا بعد؟".
" سأشرح لك كل شيء في وقت لاحق".
وعانقها بحرارة وكأنه يكفر عن كل ذنوبه ، ويعتذر لها مبديا أسفه لعنجهيته ، وتصرفاته الفظة ، وكلماته النابية ، وتهمه الباطلة.
نهضا صباح اليوم التالي إنسانين جديدين ، وجلسا يتناولان طعام الفطور ، ويحتسيان القهوة ، والشمس تطل براسها فوق الافق البعيد ، مرسلة اشعة دافئة ، منعشة ، لم يتبادلا سوى بعض العبارات المقتضبة ، كان الحب الذي يجمعهما أبلغ بيانا وأرقى تعبيرا من أية كلمات ، مهما سمت معانيها.
وتأكدت كوري أن الندم لن يزورها بعد الآن ، ولن تعرف للأسف مكانا في قلبها.
ولم يتبادر الى ذهنها ، إلا بعد وقت طويل ، ان فريزر لم يقل لها انه يحبها بعد أن أعترفت بحبها له.
تابعا رحلتهما وسط الصحراء، وإنطلقت بهما العربة فوق كثبان الرمال والنباتات الشائكة ، وفجأة أطفأ فريزر المحرك وترجل من السيارة ، إعتقدت كوري أنه يبحث عن شجيرات وارفة الظلال لإتقاء الحر الحارق الذي أخذ يندلع من تلك الشمس الساطعة وهي تتوسط الفضاء ، قال لها :
" إنتظري هنا ، ساعود بعد لحظة".
راته يحث الخطى نحو أجمة من الشجار ، ويدور حولها كأنه يفتش عن شيء ، ولم يلبث أن قفل عائدا ، وفتح لها باب السيارة لتترجل ، نظرت اليه مندهشة ، لا تجرؤ على الإستفسار عن معنى كل ذلك
مشت وراءه الى الأجمة، وكانت الحرارة حارقة تكوي نعليها كيّا ، وتابع فريزر المسير غير عابىء بظل شجرة عارية ، ففطنت الى أنه لا يفكر في الحر الخانق الان.
لم يقع نظرها على الصخور الى أن أصبحت على بعد خطوات منها ، إستدار فريزر وأومأ اليها بالتقدم .
لم يقل شيئا ، لكن عينيه تألقتا ببريق غريب ، اثار إستغرابها وزادها حيرة ، جمدت مكانها تجيل النظر حولها ، هدا روعها وغمرها شعور عارم بتوقع مفاجأة سارة طالما حلمت بها ، أمسك فريزر بيدها ، ليعبرا ممرا ضيقا بين الصخور ، يؤدي الى كهف شبه مظلم.
كانت أكوام من الحجارة تحجب المدخل ، فكادت تتعثر وهي تتبين معالم درب ضيق كسته العشاب والنباتات الشائكة ، ضغط فريزر على يدها يساعدها ، ويجرّها الى الأمام.
وها هما يقفان داخل الكهف ، خفق قلبها دهشة ، مبهرة لا تصدق عينيها.
كانت رسوم الحيوانات الصخرية مطابقة لوصف والدها لها... منظر صيد يغطي حائطا باكمله ، وأدركت سر توق والدها ، وهيامه بهذه الرسوم وهي تلمس الدليل القاطع لمس اليد.
وراحت عيناها تتنقلان بين رسوم حيوانات متعددة ، متنوعة ، بارزة الأطراف ، واضحة التفاصيل ، تكاد تقفز من مكانها بعفوية طبيعية رشيقة الحركة ، سريعة العدو.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 05:34 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رمقت فريزر ببصرها ، كان يراقبها وفي عينيه ألف سؤال ، عجزت عن النطق أو التعبير عن مشاعرها الجياشة ، تبدلت ملامحه وإرتسمت فوق ثغره إبتسامة دافئة ، عذبة ، وطوق منكبيها بذراعه مؤكدا إعتزازه بها، وإغتباطه بمشاطرتها هذه اللحظات النادرة.
عاد الى العربة لجلب ىلة التصوير ، وإلتقطت كوري عددا هائلا من الصور ، وتمنت لو تستطيع الإتصال بوالدها ، وإبلاغه نبأ إكتمال حلم حياته وعمله.
جلست في العربة تطير فرحا وسعادة ، ترقب فريزر وراء المقود متوجها بها في طريق العودة ، تململت في مقعدها ، تسأله وهي تعرف الجواب سلفا :
" هل أتيت بي الى هنا للعثور على الرسوم الصخرية؟".
" نعم".
إستطردت:
" إذن كنت تؤمن منذ البداية بوجودها؟".
فأجاب مبتسما:
" إن والدك رجل عنيد يا كوري ، وهو ايضا حكيم وداهية ، كنت واثقا من نظريته وبعد نظره ، ولم يخب ظني ".
وصلا الى أطراف المخيم ، ورات فريزر يوقف العربة وسط دائرة من الأشجار ، طلب منها إلتقاط بعض الصور في تلك البقعة دون ان يوضح لها مغزاها او اهميتها ، وإنكبت على عملها وهي مدركة أن الفيلم في الكاميرا شارف على نهايته ، ووقف فريزر يدلي برايه ، ويشير عليها بإلتقاط هذه الصورة أو تلك.
وفجأة سمعت حركة ثقيلة ، ووتا عميقا كالبرق ، إلتفتت مذعورة فرأت فيلا هائجا يهجم عليهما ، أسرع فريزر يجرها من يدها للفرار قبل فوات الأوان.
وأطلقت ساقيها للريح راكضة صوب العربة ، سقطت آلة التصوير من يدها فوق خرة ناتئة ، وتناثرت شظاياها فوق الرمال ، أرادت ان تعود لعلها تنقذ الفيلم الذي يضم شريطه حلم والدها ومحور حياته وعمله ، غير ان فريزر دفعها الى الأمام ، وهو يعرف أن تعرّض الفيلم للضوء قضى عليه وافسده.
ابدى فريزر أسفه وهو يدير محرك السيارة ، لم يكن في وضع يسمح له بالعودة الان ، بدأ الطقس يتغير ، وتجمعت سحب قاتمة تنذر بعاصفة رهيبة ،وهما قرب المخيم الان ، وكادت الرحلة تنتهي ، لن يهدر فريزر مزيدا من وقته الثمين ، ويريد مغادرة الصحراء قبل أن يقع ضحية تطوّرات مباغتة.
إنضما الى الرجال في المخيم ، وإنصرف فريزر الى اعماله المتعددة، لاحظت إهماله وتجاهله لها ، وغرقه في أحاديث خاصة مع المجموعة ، يا لبؤسها وشقائها ، ماذا تفعل الآن ؟ وقعت في حب رجل غريب الأطوار ، وأعترفت له بصدق مشاعرها الدفينة ، وها هو يمر أمامها وكأنها شخص عادي ، لا يعبأ بها ، ولا يبالي بأعابها المرهقة ، وإضطرابها وقلقها.
أوت الى فراشها في وقت مبكر ، ولم يزرها النوم إلا برهة وجيزة ، ظلت مؤرقة ، تشعر بالم موجع وعذاب نفسي طاغ ، ودخل فريزر الى الخيمة في ساعة متأخرة حيث خلع ثيابه بسرعة، وغط في نوم عميق مطمئن البال ، لا يعكر صفو ليلته شيء مطلقا.
نهضت باح اليوم التالي ، فاخبرها الاخرون ان فريزر ذهب قبل إنبلاج الفجر الى مكان ما خارج المخيم ، ظلت امتة ، تتأجج في داخلها نيران الغيظ والحيرة.
تقدم منها مارك يلقي التحية بخجل وإحترام ، ودعاها للسير معه في نوهة قصيرة ، لم ترفض بل قفز قلبها فرحا ، إن مارك صديق مخلص تعتمد عليه ، وترتاح الى رفقته ، وما أن سارا بضع خطوات حتى توقف فجأة ، واطرق براسه ، وبغريزة الأنثى توقعت كل كلمة سينطق بها ، وما لبث أن سالها بعفوية مدهشة:
" كوري.... كوري هل تتزوجينني؟".
أجابته بلطف وكياسة:
" مارك ، يا صديقي العزيز ، اتمنى من أعماق قلبي أن أقول نعم ، ولكنني لا أستطيع".
إحتضن يدها برقّة:
" ساوفر لك كل السعادة والأمان".
" أعرف ذلك".
يا ليتها لم تقع في حب فريزر ، خاطبت نفسها ، إن مارك أكثر لطفا واشد نبلا من أي رجل عرفته ، ولكانت أحبته حبا جما لولا شبح فريزر الذي لا يبارحها ، إن مارك يمثل كل الصفات التي تتمناها في الزوج المثالي الذي تحلم به.
ولكنها تحب شخصا آخر ، ولا يجوز لها أن تظلم مارك وتخدعه ، وقال بصوت مضطرب:
" كوري".
" مارك ، لا استطيع ، انا آسفة".
" هناك شخص آخر ( وعندما لم تجبه تابع بحدّة ) فريزر ، اليس كذلك؟".
إغرورقت عيناها بالدموع يمزقها صراع حاد ، وإزداد مارك عنفا :
" إن فريزر لا يليق بك يا كوري".
" لا يليق...".
" إنه لا يؤمن بالزواج".
قالت متنهدة:
" انا اعرف هذا ".
جذبها نحوه برفق:
" إذن.... لن تقضي حياتك وحيدة ، إنني أحبك يا كوري".
إعتصمت بالصمت ، وإستسلم مارك للأمر الواقع ، قفلا عائدين الى المخيم ، وكأن رابطا خفيا كان يشدّهما الى بعضهما إنقطع فجأة ، كانا يسيران على ارض المخيم بوجل ، وتوجس ، وإلتفت مارك نحوها:
" وداعا يا كوري ، لا أعتقد اننا سنلتقي ثانية ، علينا الإستعداد الآن للرحيل من هذا المكان والرجوع الى المدينة ".
أرادت كوري ان توضح مشاعرها الحقيقية إتجاهه ، وتؤكد مدى إعجابها به وإعتزازها بداقته ، ثم فطنت الى وجود فريزر يقف على بعد أمتار منهما يراقبهما بحذر وترقب ، راحت تنادي اسمه، وقد أذهلها بعودته الى االمخيم :
" فريزر ... لم أتوقع عودتك بهذه السرعة".
إكتفى بهزة من رأسه ، وتوجه الى خيمته عابس الوجه ، متثاقل الخطى ، ثم قفل راجعا ، وسمعته يعطي أوامره الى الرجال بحزم الأمتعة ، والإستعداد للرحيل خلال ساعة من الزمن.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 13-03-12, 05:37 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وها هي تقود سيارتها وحيدة ، تعبر منعطف الجبل الحاد ، مسرعة قلقة ، تنظر الى ذلك الضباب المتكوم فوق القمة، وكأنه يذكّرها بفريزر ، وغموضه وإستعلائه ، وكيفية وداعه لها بكلمات جافة مقتضبة ، تفوح عنجهية وتكلّفا.
دخلت المنزل فهبّ والدها من كرسيه يرحب بها ، ويعانقها بفرح وعطف أبوي ، وبعد ان طمأنته عن نفسها ، وهدأت من روعه لإكتشافه سبب غيابها الحقيقي ، اخذت تشرح له مأساة الرسوم الصخرية ، وتحطّم آلة التصوير ، وتلف الفيلم ، أصيب بخيبة الأمل ، ثم لم يلب ثان إستعاد مرحه وحيويته ، وهي تروي له كيفية إكتشافها للرسوم ، نسي الصور الفوتوغرافية ، وضياعها في حادث مؤسف ، وغمرته سعادة لا توصف ، لتأكده اخيرا من وجود الرسوم الصخرية ، وتحوّل حلمه الى حقيقة ملموسة.
اتت على ذكر فريزر مرة واحدة، وبعد مرور أسبوع على عودتها ، لم تشبع فضول والدها ، وتعطشه للإطلاع على أخبار رجل كان صديقا له في غابر الأيام ، كان فريزر موضوعا مؤلما حاولت تجنّب الخوض فيه ، أو الإيحاء لوالدها بما يضج في داخلها من أحاسيس ومعاناة.
خرجت ذات صباح الى المدينة تتجول في أسواقها ، وتنتقل من مكان الى آخر ، وكأنها تهيم على وجهها دون هدف او غاية ، قررت دفن أحزانها في ضوضاء المدينة ، وصخبها ، بعيدا عن الأجواء الهادئة التي تحملها عن التفكير بقصة حبها الناقصة ، وكانت لا تزال حائرة في موقفها من مهنتها كعارضة أزياء ، تارة تعقد العزم على إستئنافها ، وطورا تتردد وتقرر الإنتظار حتى تنجلي الأمور ، وتسيطر على مخاوفها واعصابها المتوترة.
عادت قبل المغيب تقود سيارتها نحو منزلها ن رأت سيارة طويلة فضية امام المنزل لم يقع عليها نظرها من قبل ، وظنت ان أحد الأشخاص اتى لزيارة والدها.
منتديات ليلاس
ترامت الى أذنيها الأصوات من غرفة الجلوس ، وسارت نحو الباب ثم تجمدت في مكانها ، لم تتبين معالم الزائر ، غير أن قلبها حدّثها بهويته.
خطر لها أن تدير ظهرها ، وتفر الى مكان آمن تختبىء فيه ، وخطت تهمّ بالإبتعاد عن الباب ، فسمعت والدها يناديها:
" كوري ".
اجابته بتافف:
" نعم يا ابي؟".
" عندنا زائر ".
دخلت غرفة الجلوس ببطء شديد ، واحست بالوهن يتسرب في قدميها ، والدماء تتجمد في عروقها.
إستدار نحوها بوجهه الأسمر ، وبعينيه الضاحكتين:
" مرحبا كوري".
فردّت بصوت خافت :
"مرحبا يا فريزر".
لماذا اتى الى هنا ؟ لم يسبق له أن فكر في زيارة والدها ، لماذا الآن بالذات ؟ هل جاء ليضاعف عذابها؟
وهتف والدها وكانه يقرا أفكارها :
" لقد جلب لنا فريزر هدية".
ردّدت الكلمة كالصدى:
" هدية؟".
" هدية خاصة جدا".
هدية خاصة جدا ، ما الذي يعنيه والدها ؟
أشار والدها الى الطاولة في الزاوية ، فرمقتها بإرهاق ، وخالجها شعور داخلي أنها تعرف ما ينتظرها.
تبعثرت صور الرسوم الصخرية على الطاولة ، مبرزة تفاصيلها الدقيقة ، وتبزّ صورها فنا ودقة.
كانا يراقبانها بصمت ، وكأن الغرفة تشهد حدثا خرقا ، تنعقد امامه الألسنة ، ونهض والدها من مقعده ، يستأذن بالذهاب الى مكتبه.
إستبد بها الإضطراب وهي ترى والدها يغادر الغرفة ، ثم سألته:
" أنت إلتقطت هذه الصور؟".
هز راسه موافقا ، معتدا بنفسه.
وبلعت ريقها :
" شكرا يا فريزر ، يا له من عمل رائع".
" هذا اقل ما يمكنني القيام به بعد ذلك الحادث المؤسف".
" كنت تعرف مدى أهمية هذه الرسوم بالنسبة الى والدي ( وفكرت قليلا وهي تستطرد) ولكن بإستطاعتك إرسال الصور بالبريد ، لماذا قطعت كل هذه المسافة لجلبها؟".
وقال بحرارة وجدّية:
" لأنني اردت يا عزيزتي أن أرى فرح والد زوجة المستقبل بنفسي".
خفق قلبها طربا:
" فريزر ، ما الذي تقوله ؟ أنت لا تعني ...".
" نعم انا أعني كل كلمة اقولها ، وها انا أسالك رسميا ، وأطلب يدك للزواج ، هل تقبلين الزواج مني؟".
" نعم ، نعم ، كيف يمكنني أن أرفض ( ثم فكرت قليلا ) ولكن اين موقفك من النساء ونظرتك الضيقة اليهن؟".
إبتسم بحنو :
" هذا كان رايي الى أن إلتقيت بك ، لم اقرر الوقوع في حبك ، يشهد الله انني قاومت الشعور طويلا ، ولكن دون فائدة".
عانقها عناق العاشق المتيم ، ثم رفع راسه قائلا:
" هيا بنا نزف النبأ السعيد لوالدك ، إنه ينتظرنا بفارغ الصبر".


تمت

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
desert dream, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رواية الواحة, روزماري كارتر, rosemary carter, عبير, قلوب عبير, قلوب عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:17 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية