لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-12, 03:44 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان لهذه الرسالة تأثير سلبي على تينا التي بدأت تشعر بان الأيام الهادئة التي امضتها في الآونة الأخيرة بدأت بالزوال ، والمال المرسل اليها يفرض عليها الإستسلام والرحيل.
من دون إحداث أي صوت دخل بيار الى الغرفة ، نظر الى المراتين وسال :
" والان ، ماذا جرى؟".
وقفت تينا ، إنها لا تملك الشجاعة الكافية لتتحمل حديثا آخر ، كانت تبحث عن الوحدة لتفكر وتقرر وحدها.
قالت بحدة:
" أنا خارجة ، إنني اشعر بالحر الشديد".
نهض بيار لكن فاي أمسكت من ذراعه ، لا داعي للحاق بها.
كانت تينا تركض وهي في سروال قصير وقميص قطنية ، غريزتها كانت دليلها ، اخذت تشق طريق الشاطىء ، ووجدت نفسها أمام الحدود الصخرية ، الشمس تنخفض ورائحة الفانيللا الناعمة تموج تحت ظلال اشجار جوز الهند.
صعدت نحو فيللا هنري لاتور ، ودخلت دون تردد ، رأت الوسائد البيضاء حيث أسقطت القهوة ، عادت ذاكرتها الى الماضي وشعرت بالقلق نفسه .
ظهر كيم على عتبة الشرفة وإقترب منها ، لم يتمكن من إفادتها عن مكان وجود ماكس الذي كان غائبا عن المنزل ، في مكان ما من هذه الأرض الشاسعة ، ولم تكن تعرف من أين تبدأ البحث ولم تكن تجرؤ على إنتظاره في المنزل
في خيبة أمل ، دخلت الى الأرض المزروعة ، يا له من جنون ما يمكن لماكس أن يفعل ليساعدها ؟ يجب ان تعود الى الفندق قبل حلول الظلام.
إجتازت المشاتل التي غادرها العمال والعصافير ، لم تكن تينا تريد العودة ، راحت تمشي على طول الطريق الى أن وصلت الى مفترق طرق ، احدها يصعد الى التلة خلال زيارتها المتكررة الى الجزيرة ، كانت تينا تكتشف الزوايا العديدة ، لكنها لم تكن تعرف هذه الزاوية ، الطريق يقطع المزروعات ويصل في النهاية ، الى قرية أكايا ومن هناك تعرف طريق العودة ، لا يمكن للإنسان ان يتيه في كالوها.
في إضطراب كانت تمشي منذ فترة طويلة الى ان إختفت مشاتل الفانيللا ، الأرض الجافة غير الممهدة والصخور الناتئة ، الصمت والجو ، كل شيء بات غريبا .... وصلت تينا الى قمة التلة على بعد خطوات قليلة من هيكل ماراي القديم.
وحدها اشعة الشمس تتسرب من بين حجارة هذه الآثار المهجورة ، إقتربت من أحد الصخور ، وقبل أن تجلس تذكرت أنه ما من احد تجرأ أن يلمس شيئا مقدسا ، لكن ماذا تفعل هنا ، هذه الفتاة التاهيتية ، بعد غروب الشمس؟
بدات تينا ترتجف ، ما كان يجب عليها أن تخاطر بالمجيء الى هذا المكان البعيد ، إختفت الشمس وراء المحيط ، يجب أن تعود الى الفندق قبل أن تقلق فاي عليها وترسل بيار وراءها ، لكن ما من أحد يخطر في باله انها موجودة هنا...
جلست تينا على الأرض غير قادرة على الحركة ، تشعر بالإرتياح وهي تتأمل حلول الليل.
وغرقت الجزيرة في بحيرة نحاسية ، من بعيد ، الأمواج تفقش على صخور المرجان الوردية.
فجاة ، سمعت صوتا يدوي ، إنحدرت صخرة فإنتفضت تينا مذعورة ، النسيم البارد جمدها ، وقفت وترددت قبل أن تختار الطريق ، وفضّلت سلوك طريق المزروعات ، الطريق أطول لكنه أقل تعرجا.
كانت تمر في هدوء عندما شاهدت ظلا في القطاع الأسفل ، فإرتعبت ، كان الظل يتحرك وضوء شحيح يرافقها ، إجتاحها الذعر وحاولت إستعادة وعيها ، ظلت تسير الى الأمام كإبته هلعها.
فجاة سمعت صوتا ينادي :
" تينا !".
شعرت بالإرتياح إذ عرفت هوية من يناديها ، الظل والضوء آتيان من شبح ماكس ثورنتون الذي كان يقترب نحوها .
" يا ألهي ، ماذا تفعلين هنا؟".
" أنا؟ لا شيء... كنت أتنزه".
" ليس هذا المكان للتأمل والتفكير !".
" صحيح ، كنت عائدة...".
" هناك دائما شيء على غير ما يرام؟".
" هناك دائما شيء على غير ما يرام".
" حاولت رؤيتي ، اليس كذلك؟".
" آه ، كيم قال لك...".
" رآك تتجهين الى التلة".
" وانت جئت الى هنا من اجلي؟".
" هل طرأ شيء ما ؟".
" كنت أود ان استشيرك في امر ، ليس بإمكانك أن تقرر مكاني ، لكن...".
" أخبريني ما عندك".
اخبرته تينا كل شيء ، فكان يبدو حائرا.
" لم ارك منذ سهرة كورين ، في اليوم التالي وصلت رسالة من جدتي فأجبتها أنه من المستحيل عليّ أن أرحل من هنا ، لكنها مصرة وارسلت لي رسالة اخرى ".
ظل ماكس صامتا ، ثم قال في هدوء:
" لماذا لا تذهبين ؟ السفر الى أنكلترا سيفيدك! لا تكوني حزينة هكذا".
" أذهب من هنا ؟ الى انكلترا ؟ هل تعرف ما هو ثمن البطاقة والمسافة التي تفصلنا؟".
" أعرف ، لقد ذهبت الى أنكلترا منذ وقت قصير ، لا شك أن جدتك قادرة على أن تؤمن لك حاجاتك".
" صحيح ، لكن ان اعيش معها ، لا شكرا ! إنها تدفع لي تذكرة الذهاب فقط ، يعني ليس هناك امل في العودة ! ".
تنفس ماكس الصعداء وتابع يقول:
" هناك طريقة سأقترحها عليك".
" وما هي؟".
" لتكوني مستقلة ، إدفعي أنت ثمن بطاقة العودة ".
" لن يقرضني البنك هذا المبلغ ".
" لم أكن اقصد البنك".
" إذن من ؟ من العمة ويني ؟ لن ابيع المنزل ".
" أطلبي مني أن اقرضك المبلغ".
" منك؟".
" نعم ، مني ، وافقي على إقتراحي ، وسوف تعودين الى تاهيتي بعد وقت قصير ، ساتصل بالمصرف الذي أتعامل معه في لندن ليسلفك المبلغ الذي تحتاجين اليه للعودة، وبهذه الطريقة ، تكونين رابحة وفي الوقت نفسه تسعدين جدتك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-03-12, 03:46 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تتلفظ تينا بكلمة واحدة ، هذا العرض لم تنتظره ، شعرت بحيرة وإرتباك وقالت :
" ولماذا تقدم لي هذا المعروف؟".
" لست أنوي الإفصاح عن السبب ، يا إبنتي الصغيرة ...".
" هل تشفق عليّ؟".
" بل إنني أشعر بالأسف عليك".
" كلا ! لا أريد الشفقة !".
" ولما لا !".
هزّ كتفيه فقالت :
" لا يمكنني أن أقرر الآن ، سأفكر بالأمر مليا".
" لا تقولي المزيد يا تينا".
" بلى...".
فجاة أمسكت بيديه وقالت:
" ماكس ، أنت لطيف جدا .... وانا استحسن ذلك ... لا يمكنني أن أقول أكثر ... إن لطفك يؤثر بي...".
إختفى صوتها في العتمة، كانت متمسكة به ، بالرغم منه ، لكنه تقلّص ولم يتجاوب معها ، قال:
" لا تقلقي".
" كيف استطيع أن أقبل هذا المبلغ من المال؟".
" ماذا تعنين ؟".
" آه ، لا أعرف ...".
وفي ياس إرتمت على صدره فأفلت منها وتمسك بذقنها وارغمها على النظر اليه وقال:
" أي دور تريدين أن العبه؟".
" إنني لا افهم ، يا ماكس".
" لا تتصرفي في براءة ، تريدين أن أحل مكان والدك!".
" كيف تفكر بمثل هذا الأمر؟".
" إذن اية علاقة تربطنا؟".
فجأة بدأ جسمها يرتجف ، ثم هزت راسها بعصبية وقالت:
" نحن صديقان فقط وما تعتقده ليس سوى نظريات سيكولوجية سطحية ".
" لم أكن أتوقع مثل هذه التظاهرات العاطفية ، والعكس يفاجئني بل اقل....".
" إنني عاطفية جدا وهذه هي طبيعتي ، إعتقدت....".
" إعتقدت ماذا؟".
" ....... انك ستصبح صديقي الحميم الذي أبوح له بكل أسراري ، مثل بول...".
" لا تدّعي السذاجة ! كوني صريحة يا تينا!".
" إنني صريحة ، ان أعتبرك مثل والدي هذه تفاهة وهراء".
" هكذا إذن؟ إنك تبحثين عن والد بديل؟".
أمسكها فجأة بكتفيها وجذبها نحوه ، كان يضغط عليها وهي لم تكن تحاول التخلص من قبضته.
" لست أنوي أن أكون والدا لك او لأي فتاة اخرى ، إن شيئا آخر يحصل لنا....".
إمتدت يد ماكس على طول رقبتها النحيلة.
" الصداقة غير موجودة بين الرجل والمرأة ..".
راح يعانقها بعنف وهي تستسلم له ، إنه العناق الثاني ولا شك انه تعبير عن محبة ماكس ثورنتون لها ،عندما عانقها بيار ، لم تشعر بالخوف الذي يعتريها الان ، ماذا إذن؟
راحت اصابع تينا تندس بخجل في كتفي ماكس ، كانت تستسلم لغريزة الأنثى فيها ، وفجأة ابعدها عنه.
دار العالم كله حولها ، كان يمسكها بيد واحدة ، إرتعشت وشعرت بالبرد وراحت ترتجف في خوف مجهول ، لماذا لا يتكلم ويبقى جامدا كأنه....".
إستعادت شجاعتها وقالت:
" لا تحدق بي هكذا ! سامحني .... إنها غلطتي".
" يا ألهي ! كان علي أن أعرف .... سامحيني يا تينا ، إنها غلطة....".
تابع يقول:
" يا تينا ، انت فعلا بسيطة إذا قارنتك بفتيات الجزر !".
البرد والألم إحتلا جسدها ، ولمدة وجيزة توقف الزمن ، كان الحياة تبدأ من جديد من اجلها ، ما اجمل هذه اللحظات القصيرة ، لحظات النشوة ؟ كانت ترغب في الهرب والنجاة مثل حيوان جريح عادت الى الوراء وقالت:
" إنني اشعر بالبرد ، انا عائدة !".
" لا ، هل تريدين أن تكسري قدمك ".
وقف في مواجهتها فقالت:
" لا ، لن اصاب باي اذى".
" تينا ، إسمعي قبل ان تغضبي ، هل تدركين أن....".
" لست غاضبة ، انت....".
" حسنا ، يجب ألا تستسلمي كلما عانقك رجل ، آن لك أن تتعلمي الحب".
" كيف تجرؤ على قول هذا ! انت بالذات...".
" نعم ، لكن بطريقة لطيفة...".
" لم اطلب منك ان تعانقني !".
" لا ؟ ألا تعرفين قيمة العناق؟".
وضع يديه على كتفيها ، فقالت:
" إنك تنظر الى الأمور بجدية".
" ليس كما تتصوّرين ، كل شيء يمكن أن يحصل بأسرع مما تظنين سأكون حذرا في المرة المقبلة !"
" هل سيكون هناك مرة مقبلة؟".
" .... لا ، دعيني انهي حديثي ، هناك أمور أكثر أهمية ، خصوصا تلك التي بدأنا الخوض فيها".
تذكرت تينا عرضه الذهاب ثم العودة.
" وهل تعتقد أنني سأوافق على عرضك".
" ولما لا ؟ هل هذا العناق سيغيّر الأمور ؟ بالنسبة اليّ كل شيء ما زال كما كان في بدايته ، وماذا بالنسبة اليك ؟".
ضمّها في ذراعيه وقال :
" هيّا ساوصلك ، وسنحتسي كأسا معا ، أرجوك ان تقولي لي أي شيء ونحن في الطريق كما ارجو أن تنسي هذا العناق ، هيا بنا يا تينا ".
فضلت الرضوخ على المقاومة لكنها شعرت وكأنها أصيبت في كبريائها ، هذا الرجل يجذبها ، تركته يدلها الى الطريق في صمت ولم تسحب يدها من كتفه.
لم يسبق لها أن تمادت هكذا مع ماكس ثورنتون.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:37 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- العرض المرفوض

لم تكن تينا لفترة معينة قادرة على العودة الى الواقع ، كانت جالسة بمواجهة ماكس في قاعة الإستقبال العائدة لهنري لاتور ، تشرب كأسها في هدوء وتصغي اليه ، كانها علاقة قديمة سطحية ، كان يتكلم بتهذيب ، كأن الحب لم يلتقطه في ظلمات مارلي ، كان مسترخيا وممددا على الأريكة ، يستعلم عن أخبار التوامين ، وعبّر عن قلقه لحال هنري العجوز إذ قال:
" يعتقد الأطباء أن هنري يجب أن يتقاعد عن العمل ، ولا يمكنه أن يعيش بعد الان وحيدا".
" لكن إبنه عائد قريبا وسيهتم به".
" لن يبقى أليكسس هنا ، إنه آت فقط ليطلب الغفران من والده ، ومجيئه يؤذي اكثر مما يفيد".
إستغربت تينا هذا الكلام ، كيف يمكن أن يكون مجيء الإبن مؤذيا للولد ، لم يتابع ماكس كلامه حول هذا الموضوع ، لكنه سألها إذا كانت مرتاحة.
شعرت تينا بالتعب وقالت:
" من الأفضل أن أعود....".
نهض وقال :
" سأحضر لك سترة تقيك من البرد".
ذهب ثم عاد يحمل سترة صحراوية ، لاحظت تينا وجود حقيبتي سفر في المدخل فقالت:
" هل أنت راحل".
" لبضعة أيام".
وضعت تينا السترة عليها وإلتفتت اليه وإبتسمت شاكرة ، ارادت أن ترتمي من جديد بين ذراعيه لتشعر بحرارته ، ارادت ان تضمه اليها .... ثم تراجعت :
" لا داعي لمرافقتي ، لكنني سأفعل ذلك".
لحقته الى حيث الدراجة النارية ، كانت المسافة قصيرة ، كانت وراءه تتعلق بالحزام حتى لا تلمس صدره العارم المنحني أمامها... لم يفه ماكس بأي كلمة
ولما وصلا الى الفندق ، نزلت فقال لها :
" فكّري مليا في العرض الذي أقترحه عليك ، وأرجو ان يكون لديك جواب عند عودتي".
" لقد قررت ، لا يمكنني أن أقبل العرض".
"لماذا؟".
" لأنني لن أستطيع أن أرد لك جميلك".
حدّق فيها بجمود ثم قال :
" لو كنت مكانك لقبلت العرض".
" لكن هذا غير معقول ، لن اعيش طويلا لأستطيع أن اجمع كل هذا المال".
" أعتقد أن لديك الحظ في العيش أكثر من 50 سنة".
" ربما ، لكن الأمور ذهبت أبعد مما يجب ، لا يمكنني القبول".
" ليس من عادتي أن أجازف بالمال ، يا تينا ، انت فتاة صعبة".
" لست في حاجة الى مساعدتك".
" ساصدق ذلك".
" لم اعد تلك الفتاة الصغيرة الطائشة ، آن كل ان تفهم ذلك".
" لا أرى انك قادرة على إتخاذ القرارات الحاسمة".
شعرت فجاة برغبة قوية في أن تجرحه كما جرحها.
" لن اتكل على رأيك ، من السهل أن تقدّم لي المال ما دمت رجلا ثريا ! هذا لا يحل شيئا ! إنه آخر شيء اطلبه منك".
إبتعدت عنه.
" تينا !".
منتديات ليلاس
لم يكن ذلك صوت ماكس ، إلتفتت لترى أمامها بيار ، كان يفتح باب الحديقة وإمارات القلق على وجهه ، كان ينظر الى تينا والى الظل فوق الدراجة النارية.
" ماذا يجري هنا ، يا حبيبتي؟".
تقدمت تينا منه وإرتمت في احضانه باكية ، حدث شيء ما بينها وبين ماكس ، كانت تستسلم عندما كان بيار يهمس في أذنيها كلمات ناعمة ليهدىء عصبيتها ، سمعت صوت المحرك ثم حلّ الصمت ، إبتعدت عن بيار وهزت راسها وقالت:
" إنني آسفة ، لم يحدث شيء".
صعدت الى الشرفة وبيار الى جانبها ، وما أن توقفت حتى اخذها بيار بين ذراعيه وقال:
" ماذا كان ثورنتون يقول لك ، ولماذا يقدم لك المال ، إنني لا افهم ".
" القضية ليست قضية مال ، لا أريد ان اناقش الموضوع معك".
" ما كنت تريدين هذا النوع من العون؟ كنت تصرّين على القول أن المال هو آخر شيء تفكرين فيه ، ماذا يجري بينك وبين ماكس ثورنتون؟".
" لا شيء ".
إحتلها التعب والإنفعال والحزن مرة واحدة ، ترفض تينا ان ترى الواقع ، لقد تصرفت بجنون ، هناك فوق على تلة ماراي ، وأبعدها ماكس عنه لأنه ادرك جنونها وخطره عليها ، لكن لماذا لا يمكنها قبول ماكس كما هو ، ذلك الرجل الناعم ، المتسامح ، الصابر ، الغفور ، المضحي الذي لا يفهمه احد.
أمسك بيار سترتها وقال :
" وهذه السترة تخصه ، أليس كذلك ".
" نعم ، لكن....".
" لا أحب ذلك ! لا احب ثورنتون ! ولا يمكنني أن أتصوّرك ترتدين شيئا يملكه ثورنتون ، وهذا يعني انك صديقة حميمة له".
" لكن لا ، يا بيار ، فقط لو...".
" إخلعي هذه السترة !".
" سأفعل".
إغتنمت تلك الفرصة لتتخلص منه وركضت نحو السلالم وتوجهت الى غرفتها.
طرقت فاي الباب وفتحت لها تينا بعدما إرتدت فستانا ورديا .
" ماذا حدث لك ؟".
" لا شيء يا فاي ، أردت أن استشيره وآخذ رأيه".
" إن ماكس إنكليزي محافظ ، ماذا عن قصة المال؟".
تنهدت تينا ، كانت تفضل ألا تتكلم عن هذا الموضوع لكنها أخبرت فاي كل شيء .
" يقول ماكس أنه يجب أن أذهب الى أنكلترا لقضاء ثلاثة أشهر وإذا لم يعجبني الوضع هناك ، عود ، وهو يقرضني المبلغ للعودة".
جلست فاي بهدوء على طرف السرير وقالت:
" هذا هو سبب الأزمة ، إنها فكرة حسنة ! هذا لطف منه ! لكن كيف ستعيدين اليه المال ؟ ولماذا تطلبينه من ماكس ، إذا كنت في حاجة الى المال ، كان بإمكانك إستشارتنا ".
" لا ، لم افتح موضوع المال ! لقد طلبت منه نصيحة ، فقط لا غير ...".
نظرت فاي اليها بصمت ، وعضت على شفتيها.
" ولا شيء آخر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:39 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" كلا".
" لا أفهمك تماما ، يا تينا ؟ كان عليك أن تشكريه ... حتى ولو... راح يستعمل لهجة آمرة.
" اقد شكرته".
أخفضت تينا راسها ، تريد قبل كل شيء أن تبقى وحدها ، نهضت فاي وقالت:
" هل هناك شيء بينكما".
" كلا ، ما يحدث للغير لا يحدث لي.... لا ، ليس لي ! إنني لا أحبه !".
" كنت دائما تدعين ذلك ، لكن الكره قد يكون إشارة الى العكس!".
" ماذا تقصدين؟".
" إنك تحبينه !".
" هذا وحي مخيلتك !".
" ربما ! ثم ما دمت تكرهينه ، لماذا تسألينه رأيه؟".
" لأن ... آه ! فاي أسمعي ، ن الكلام عن ماكس ثورنتون يزعجني، لا اريد شيئا ، وراسي يؤلمني !".
" عليك أن ترتاحي ، خذي حبة أسبرين".
نزلت فاي الى الطابق الأسفل وأحضرت لها حبة اسبرين تناولتها تينا مع قدح ماء وشكرتها وقالت:
" أنت تهتمين بي أكثر مما استحق".
" ألم تهتمي بي ، في الماضي".
تذكرت تينا المشاجرات التي كانت تحصل بين فاي وبول قبل زواجهما ، لكن تينا لم تكن ترغب في الإعراب عن خيبة أملها وتعاستها لفاي.
" ستتحسنين في الغد".
لكن تينا لم تتحسن في الغد ، الرسالة تنتظر جوابا ، وأمام كل فكرة كانت تصاب بصداع اليم ، لم تنسى ماكس ثورنتون ، لماذا عانقها بهذا الشكل ؟ لماذا عرض عليها المال ؟ هل يشعر نحوها بعاطفة ؟ إذا كان يشعر بالشفقة إتجاها ، فلماذا أهانها؟ عندما يعانق الرجل المرأة لا يفعل ذلك بداعي اللذة أو الحاجة الجسدية ، إذن ، ماذا هي حقيقة شعوره إتجاهها ! هذا السؤال الأساسي يعذبها لأنها في الحقيقة لم تفهمه ولن تفهمه ، لم يكن ماكس يبحث أبدا عن اللذة معها ، لكنه جاء من أجلها في سهرة كورين ، وفي كل الأوقات ، هل هي حقا تبحث عن بديل لوالدها ؟ هل حاول معرفة الحقيقة؟ كانت تخفي عاطفتها إتجاهه ، فهل إكتشف هو ذلك؟
كانت تينا ترتجف كالمجنونة ... وفجأة قررت قبول دعوة جدتها.
إقترح بيار ان يصطحبها معه الى بابيت ليقوم هو ببعض المشتريات الخاصة بالفندق ، فقبلت تينا مرافقته .... مرا على البنك ، كانت الحوالة البريدية قد وصلت من جدتها ، فسلمها الموظف الشيك.
قال بيار:
" لا تقلقي ، لست مضطرة الى إستعمال هذا المبلغ من المال".
ذهبا الى احد المقاهي وجلسا في الشرفة وإحتسيا فنجان قهوة ، لكن تينا ظلت متضايقة من ترددها ، كيف تتجاهل هذه الرسالة ، ألم تحاول كل مساء أن ترد عليها من دون جدوى.
قال لها بيار في حدة :
" لا تذهبي ! إبعثي الى جدّيك برسالة تقولين فيها انك لن تسافري ، ستبقين هنا ، معنا".
نظرت اليه فعرفت أنه الإنسان الوحيد الذي لم يكن يرغب في إقناعها بالرحيل.
كأن وجودها في انكلترا يمكن أن يمحو خسارتها الشنيعة ، هذا الجرح الذي لا يشفى ، حتى ولو ذهبت الى ابعد مكان في العالم، فإنها لن تنسى ولن تسعد ولن تأمل.
كان بيار مضطربا ومتأثرا ، كان يقرأ بوضوح ما يختلج في قلب تينا ، إبتسمت وقالت:
أنت ترى كل شيء من دون أن تكون في حاجة الى الكلام ، اشعر بحاجة الى ثقتك".
" في الواقع انت لا تعرفين جدّيك فكيف يمكنهما أن يساعداك؟".
" لا أعرف ، بدأت أرى الاشياء بمنظار مختلف ، من الآن وصاعدا لم تعد الوحدة كلمة مستحيلة ، لقد خسرا إبنتهما الوحيدة ، لم يرياها منذ رحيلها الى الجزر ، وبعد موتها ، رغبا في ان أعود ، لكن لم أكن اريد ذلك كما أن والدي رفض العودة ، وهما الآن عجوزان وفي إمكاني ان أجعلهما ينسيان هذا الحزن الكبير ".
" هذا غباء يا تينا ، أنت قلت لي انهما متسلطان ، سبق لي وطرحت الموضوع مع بول وفاي ، لن نتحمل ان نراك حزينة في إستمرار".
" احاول ان أستمع الى صوت العقل".
كانت تتكلم في بطء ، رفعت راسها لعلها ترى في وجه بيار حلا لمشكلتها ، لكنها شاهدت كورين وهي تدخل الى المطعم ، بعد أن راتهما توجهت نحوهما.
طلب منها بيار أن تجلس الى مائدتهما لكنها إعتذرت قائلة:
" لدي موعد مع صديق ، وفي نهاية هذا الأسبوع ساذهب الى كالوها عند أبي".
تأملها بيار لحظة وإبتسم وقال:
" كنت أعتقد انك منهمكة كثيرا هذه الأيام ! سأراك بلا شك في نهاية الأسبوع ، إذا كنت ترغبين في ذلك".
" نعم ، نعم ، ساراك".
إنحنت كورين نحو تينا وقالت:
" في كالوها يمكن أي إنسان أن يتسلى ويلهو كما يشاء".
ابعدت الفتاة الفرنسية يد بيار الموضوعة على كتفها وقالت:
" هل عاد ماكس؟".
رفعت تينا وجهها مصطنعة اللامبالاة وقالت :
" لا أعرف".
صمت بيار وأكملت كورين الحديث:
" لم أعرف رجلا كتوما مثله ، لم يكلمني عن هذه السفرة ولا عن مكانها ، كأنه يريد إخفاء شيء ما !".
قال بيار بجفاف:
" هذا ممكن !".
" كلا يا بيار ، انت دائم الشكوك".
" هذا الرجل الإنكليزي البارد يحيط نفسه بالأسرار والألغاز ، فتقع النساء في حبائله ، يا لهذه السذاجة".
قهقهت كورين وصاحت:
" ولكنك يا صديقي انت لا تملك قلب إمرأة".
لم تعد تينا تتحمل كل هذا ، ولحسن حظها جاء رجل أشقر طويل القامة وإصطحب كورين الى طاولة في زاوية المطعم
قال بيار في إشمئزاز :
" إنه اميركي الجنسية !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-03-12, 04:40 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضع الرجل ذراعه حول خصر كورين ، وإتجها الى الطاولة المحجوزة ، أما بيار فكان متقلص الوجه ، لأنه لا يحب الشعب الأميركي كما أنه لا يميل الى الشعب الإنكليزي ، ولم تكن تينا في حالة مزاجية تسمح لها في التمادي بالدفاع عن هذه الإعتبارات ، في كل حال ، كل ما يمكنها قوله بهذا الشأن لن يغير راي بيار.
وخلال العودة في الزورق كانت شاردة الذهن البحر كان هائجا واصرّت تينا على البقاء على سطح الزورق وعدم الدخول الى الحجرة ، كانت تستعيد تعبير نظرات كورين عندما فتحت موضوع ماكس ، وكان واضحا انها تميل اليه ، لكن ما هو موقف ماكس.......؟
كانت تحدق في الزبد الرمادي.... لماذا تصرّ على التفكير بقصص ماكس وكورين ، يجب ألا تفكر إلا بالعلاقة التي بينها وبين ماكس ، كل شيء واضح وجليّ ، فقد قررت في عزم أن تنساه.
وعندما وصلت الى الفندق ، لم تكن تشعر بأن شهيتها مفتوحة لتتناول العشاء ، فإعتذرت من فاي وصعدت الى غرفتها ، يجب كتابة الرسالة لأنه لم يعد أمامها الوقت الكافي لإعطاء الجواب اللازم.
لكن أمام المت والورقة البيضاء، رمت قلمها جانبا وتمددت على السرير ، كيف تستطيع إتخاذ قرار نهائي؟ كيف تستطيع مواجهة المجهول؟ هل تقبل عرض فاي او تعود الى بابيت وتعيس وحدها ؟ شعرت وكانها ستختنق في هذه الغرفة ، لماذا لا يتيح لها جداها وقتا أطول للتفكير ، يجب أن تنضج في راسها فكرة تغيير حياتها ! لو أنها شعرت بالمودة لكان السفر مقبولا ، لكن كلامها الحنون لم يكن خاليا تماما من المرارة واللامبالاة والخشونة
منتديات ليلاس
واليوم، مستقبلها في أيديهما ! اطفأت النور وخرجت الى الشرفة ثم هبطت الى احديقة ، لم يكن هناك وجود لأي كائن حي ، الشاطىء خال ، راحت تصغي الى صوت الموج المستمر ، الندم يثقل عليها ، ليس في إمكانها مغادرة الجزر ، والبيت وعاداتها ، غير أن الرحيل سيبعدها عن ماكس ثورنتون.
منذ ثلاثة ايام إكتشفت ان ماكس يسكن قلبها ، لقد مزق غشاء الجهل في تلك الليلة ، في ماراي...".
" حبيبتي ماذا جرى؟".
إنتفضت تينا لدى سماعها صوت بيار إقترب منها وهمس في أذنيها وأمسك يديها ، فقالت:
" بيار ، لقد أخفتني ! لم أسمع خطاك".
" المعذرة ، ماذا تفعلين هنا وحدك؟".
" اردت أن أكون وحدي لأستطيع مراجعة أفكاري".
" بماذا تفكرين ، بإتخاذ قرار حاسم ، لا ، لا تحاولي أن تقنعيني بانك ما تزالين تفكرين في الموضوع ! ".
جذبها نحوه وقال:
" ظننت أننا إنتهينا من الموضوع".
" ليس الأمر بهذه السهولة ! لو فقط....!".
ظلّ صامتا فإبتعدت عنه لكنه إلتفت اليها وقال:
" تينا.....".
" أنا متعبة يا بيار ولا ارغب في الكلام".
" لن افتح الموضوع ذاته بعد الآن ، لكن إسمعي ما سأقوله!".
" لا تضيف شيئا ، أنا ساقرر وحدي".
" حتى ولو كنت قد وجدت لك حلا".
" ليس هناك حل ، أما ان ابقى أو أذهب ، هذا أمر واضح!".
" لدي فكرة أفضل".
نظرت اليه غير مصدقة ، ربما لديه أمل آخر.
" ماذا؟".
" إبقي هنا وأتزوجك ؟".
" ماذا؟ ماذا قلت ".
" قلت ، سأتزوجك".
لم تصدق تينا ما سمعته ، إن عرض بيار بالزواج منها كان آخر ما تتوقعه لم يكن هذا الأمر في رايها جديا .
" بيار ، أرجوك ، لا تسخر مني".
قال في إستغراب:
" أنا لا أمزح بشان الزواج منك ، ثقي بي يا تينا ، انا ما قلت هذا للتسلية!".
" لكن.....".
إقترب منها ، كان يتكلم بجدية:
" لماذا لا نتزوج ؟ سأتزوج يوما من الأيام ولماذا لا اتزوجك انت؟".
هذا المنطق أخافها ، نظرت اليه في دهشة وذهول وقالت:
" ومادلين ؟ ظننت انك ما تزال واقع في غرامها؟".
هز راسه وقال :
" إنه الماضي البعيد ، يا حبيبتي ،لن اضيّع حياتي في الحسرة والندم ، يجب أن يأمل الإنسان دائما في السعادة".
لم تشعر بأن بيار صادق في كلامه ، إنه يجد بسهولة شيئا ليقوله:
" لم تكن بالفعل حزينا لخسارة مادلين".
" إذن ، يا حبيبتي ، ما هو جوابك؟".
لم ترد في الحال ، فأمسك بذقنها وهي أرادت التخلص منه فقالت:
" أنت تفاجئني ، تصورت انك تحب كورين!".
" كورين ! .......آه ، نعم ، هل لاحظت ذلك".
" وتحدثني الآن عن الزواج ، إنني لا اصدقك يا بيار ، ولا اراك جديا".
" هل انت غيورة؟".
" من كورين؟ طبعا لا ، لماذا لا تقترح عليها الزواج منك؟".
" آه ، لا ! ".
ثم هز راسه وأضاف:
" لا أحب الإنسياق وراء إمرأة دساسة ومتآمرة ".
" كورين، إمرآة دساسة ومتآمرة؟".
" نعم".
" ماذا تعني؟".
قهقه بيار عاليا وقال:
" الم تلاحظي ؟".
" مثل ماذا؟".
" لقد إختارت كورين رجلا آخر".
" من؟ ماذا تعني؟".
" إنها تريد ماكس ثورنتون".
اغمضت تينا عينيها وقالت عاجزة ان ترى الحقيقة.
" آه ، لا ، إني لا أصدقك".
لكن ما قاله بيار كان حقيقة واضحة ، شعرت تينا بعبء ضخم وقد أزيح عن كتفيها ، هكذا إذن؟ هل يعرف ماكس ذلك؟ هل يحب كورين ، وهل يريدها .... وفجأة قالت لبيار في غضب.
" أتحاول إستمالتي كي تغار كورين مني؟".
" ولم لا ، ستلاحظ ذلك ، إنها ليست المرأة الوحيدة التي أفكر فيها ، وأنت يا حبيبتي ، لن تجدي بذلك فائدة لنفسك؟".
" ماذا تقصد؟".
" آه ، يا فتاتي الصغيرة عن حبك لماكس واضح وجلي ".
" ماذا تعني؟ .... كيف عرفت؟ لا تكن تافها ، ماكس وأنا صديقان فقط".
إبتسم بيار ساخرا وجذبها نحوه وقال :
" أنا اعرف كل شيء يا حبيبتي ، إنها غلطتك".
" ماذا؟".
" هذا ظاهر على وجهك ، ما أن ألفظ أسم ماكس على لساني حتى تلمع عيناك ".
تقلصت تينا وغرزت أظافرها في راحة يدها ، هل من السهل قراءة أفكارها؟
" أنت تقولين أي شيء !".
" لا أعتقد أن ذلك حيح".
" وهذا الأمر يقلقك ، لا تخافي ، ستنسينه بسهولة وفي سرعة".
قالت في حزن وهدوء:
" ليس عندي ما انساه".
" حسنا أذن ، ردّي على سؤالي".
" آسفة يا بيار ، لا اريد الزواج منك".
" كنت تحبينني ، وأنا مستعد لأن اسعدك من جديد ، ان المرأة ترغب في أن تقع في الحب وان تجد من يحبها ، أنت تعرفين ذلك أكثر مني".
إنحنى ليعانقها ، وشعرت تينا بلهاث بيار يدفىء خديها ، فإستسلمت لإغرائه ، إنه يحبها وهي لا تعرف ما إذا كانت قادرة على العيش مع ماكس.
اطلق بيار صرخة إنتصار وضم تينا اليه ، فأغمضت عينيها ، متخيلة ماكس ثورنتون يعانقها وينحني فوقها ، لكنها أدركت الواقع فإنتفضت وتخلصت من قبضة بيار ونظرت اليه وقالت:
" لا يا بيار ، هذا مستحيل".
وقبل ان يتسنى له الكلام ، إستدارت وهربت نحو الفندق ، وهي على وشك البكاء.
في غرفتها هدا توترها ، شعرت بالذنب إتجاه بيار ، ربما ظن انها ستتغير وستحاول أن تحبه من جديد ، تمددت في السرير واجهشت بالبكاء ، إنها تحب رجلا وتجد نفسها في احضان رجل آخر....
وفي تلك الليلة لم يغمض لها جفن ، ونهضت في الصباح منهكة وكئيبة ، عاجزة عن تحمّل الدمة الجديدة ، جدّاها في طريقهما الى تاهيتي بعدما غادرا انكلترا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحر الى الابد, child of tahiti, رابيكا كاين, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca caine, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t173026.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 01-09-15 11:39 PM


الساعة الآن 04:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية