لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-12, 12:03 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ـ أنت تعـــني حـــاجــاتك . . ورغباتــك !
ـ كــنــت زوجــك !
ـ بل سجاني . كنت تمتلكــني كما تمتلك قطــة أعجبتك من
الشارع . . . أوه . . . لقد أعطيتــني الحرير والفرو والمساحيق التي
أرغب بها , ولكن لم يكن لـي مكان حقيقي في حياتك روبرتو .
كانت عائلتك تهمك أكثر منــي بكثير . لم أكــن سوى مجرد دمية
تمتلكهـــا .
تحركت لتقف , ولكن يداه أمسكتـــا بها , بقــوة لم تستطع
مقاومتها وجذبها هذه المرة فوقه حتى أصبح جسدها مستلقياً فوق
جســده , وقال بخشونة .
ـ دمية لها مخالب . لقد تركت مخالبك آثــاراً عل جســدي
مراراً .
ـ فقط عندما كنت تعاملــني بقسوة .
ـ ولكنك لم تكونـــي مستاءةً من قسوتــي . . . أليس كذلك ؟
فهمست بصوت كــالفحيح :
ـ أكـــرهك .
فاقترب منها :
ـ قد يتحول هذا إلى تحدٍ . . . ألم يخطــر ببالك هذا ؟ قد أجــد
حقدك ورفضك محفــزاً لـي أكثر من الإذعان .
ـ هذا يحدث مع متوحش يتمتع بأذية النساء .
أزعجــه هذا الكلام , وسمعت صوت تنفســه الحاد . واشتدت
قبضة يديه عليهــا , وحجزها بعنف :
ـ لا تجعليني أغضب , وإلا ستكتشفين كم أستطيع أن أكـــون
متوحشـــاً .
ـ لست بحــاجة إلى درس آخـــر . . فأنا أعرف .
صمت للحظــــات . . ثم تمتم :
ـ وهل كراولي متوحش يا جيني ؟
وأحســت بخديها يحترقان :
ـ غرانت ؟
ـ هل هو متوحش ؟ لطالمــا اعتبرته كلباً مدللاً أكثــر منه
رجلاً . . . فلا تقولــي إنك وجدته العاشق الملائم يا حلوتي ؟
فردت بصــوت متوتر :
ـ أنا أحب غرانت . . ولن أتحدث عنه معك .
ـ وهل تستخدمين مخالبك عليه ؟ أم إن الأمــور تجـــري بلطف
بينكما ؟
ـ أوه . . أخــرس ! غرانت رجــل صبور وكريــم و . . .
وقاطعها بلهجة فيها غضب غريب محــرق :
ـ صبور ؟ أوه . . أجــل . . . إنه هــكــذا . وسيبقى دائمــاً
موجوداً . . . ينتظرك أليس كــذلك ! حتى خــلال زواجنا . . كنت
تتسلليــن ســراً إليه .
ـ كنت أذهب لأســاعد أبــي في تصاميمه , وكــان غرانت يزوره
من وقــت لآخـــر .
فضحك بخــشــونة :
ـ تساعدين أباك . . كم أنت مقنعة بهــذا العذر !
وصــدمها هذا الكلام بقســوة , وارتفع غضبها , فنـظــرت إليه :
ـ صدق أو لا تصــدق . . . فأنا رســامة أزياء ممتازة . . . فاستبقِ
سخــريـتـك لنفسك . . فلقد بدأ اسمـــي يظهر فــي عالم الأزياء , واللعنة
علــيــك !
ـ أنت تعنين أن كراولي يصنع لك ذلك الاسم . . لقد قلت لـــي
مرة أن صاحب دار الأزياء هو من يصنع أو يحطم المصمم الفنان .
وهو يتأكــد من فع تصاميمك للتنفيذ كلما سنحت له الفرصــة . .
فأنت من صنعه فـــي عالم الأزياء .
فردت صــارخة :
ـ هذا كذب ! أنت تكــره الإقرار بأن المرأة يمكن أن تكـــون
ناجحة في أي شــيء .
ـ بالعكــس . . . فالمرأة ممتازة . . . لشـــيء وحد .
ـ أنت الخبير . . فلديك مـا يكفي منهن !
فرفــع رأسها إليه قبل أن تستطيع منعه :
ـ ليس ما يكفــي . . لا يا جيني .
وحدقا ببعضهما , ثم حاولت إرجــاع رأسها إلى الوراء ولكن
يده خلف عنقها منعتها , وعندما لامس فمه وجهها كــان في عناقه
نوايا عديدة . فقد جعلها عن قصــد تشعر بمــا يشعر به .
ولكنها لم تستجب , بل تمــاسكت متصلبة رغم أن أحــاسيسها
كانت تشتعل بحركاته المغرية . ورفع رأسه ليقول بلؤم :
ـ كراولي لم يعلمك الكثير .
ـ لقد علمني أن العلاقات العابرة تثير الاشمئزاز .
فــأجفل لكلامهــا الجارح , فاغتنمت الفرصــة لتتخلص منه
وتهرب خــارج الغرفة . ثم سعت إلى الحرية عند الــشــاطئ
والصخور , لتجد في تغريد الطيور , وهدير الأمواج , راحة النفس
التي تحتاجها .
إنها غلطتها . . لقد حذرها داني و غرانت . . . وكذلك حذرها
تفكيرها السليم . . . ولكنها وقعت في حبائل خداعه كالغبية , أطبق
عليها فخ ضعفها أمام الرجــل الذي يـجب أن تكــره .
وغطت وجهها بيديها . . أوه . . يا إله السمــاوات , كم دخلت
الفخ بكــل إرادتها , وكــأنها نعجة تساق للذبح . ليس هو من جعلها
تعمى عن الحقيقة , بل هي أرادت لنفسهــا هذا , وتعاونت معه
بصمت . . . وإيفا كذلك . . ولكن لا عجب فــي هذا بعد وضوح
رغبتها هي في ذلك .
مشت فوق الصخور تلوم نفسهــا . . ماذا ستفعل ؟ الطريقة
الوحيدة هي على متن قارب وما من أحد من الصيادين سيأخــذها
مهما عرضت عليه من ثمن . فـروبرتو رجل له نفوذ , ومصالح كبيرة
في إيطاليا . . . وستكون عاجزة عن القيام بأي عمل إذا ما استخـدم
هــذا النفوذ .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 12:07 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 5 ـ جزيرة المفـــاجــآت

 

وتذكرت أن هناك ممراً بين الصخور يفضي إلى الطريق العام
ثم إلى الفيلا دون أن تضطر للعودة أدراجها من حيث أتت . وهكذا
استدارت لتسير عبره فوق الصخور الخشنة غير المستوية تحت
قدميها . . . هناك بضع سيارات في الجزيرة , ولكن أهل الجزيرة إما
يسيرون أو يستخدمون الحمير الصغيرة الحجم التي تتسلق الوعر
وكأنها المــاعز .
صوت محرك أجفلها حتى أنها للحظات جمدت من الدهشة .
ثم ركضت عبر الدغل المنخفض , تلوح , وتنظر إلى الطريق لترى
غيمة كثيفة من الغبار لا بد أنه ناتج عن مرور سيارة .
كانت السيارة مســرعة , فزادت هي من سرعة ركضها , خائفة
ألا يراها راكب السيارة , كانت تركز انتباهها بشدة , حتى أنها لم
تشــاهد الصخور البارزة أمامها إلا بعد فوات الأوان . واهتز جسدها
كله وهي ترتمي على معدتها فوق الصخور . وصرخت من قوة
السقطة , ثم لاذت بالصمت على أثر الألم الذي صدمها واستلقت
بين الشجيرات الصغيرة الشائكة , لا تحس بـــشــــيء سوى الألم في
عظامها .
ما هي إلا لحظات حتى شعرت بيدين ترفعانها عن الأرض ,
وتديران وجهها إلى فوق . ومرت يدان مرتبكتان بسرعة على
جسدها , تبحثان عن إجابات محتملة . وفتحت عينيها , تتأوه من
الألم , ليطل عليها وجه أسمــر يتوج رأسه شعر أشقــر ملون
بالغبار بعينيه الزرقاوين المتلألئتين المليئتين بالقلق .
ـ أنت بخير ؟
كان يركع إلى جانبها يسند رأسه بيده بعد أن تفحصها باحثاً
عن إصابات . . . ويتكلم الانكليزية . فأجابته غير واثقة :
ـ أجــل . . . هل أنت إنكليزي ؟
فــابتسم :
ـ بل أميركي . . . وأنت كذلك . . ما هذه الصدفة !
ـ وماذا تفعل هنا ؟
ـ ألتقط الصـــور .
وأحست فجأة أن يده الأخرى ترتاح على خصرها بطريقة
حميمة جعلت الاحمرار يعلو خديها البيضاويين . وحــاولت
الجلوس , فدارت الدنيا حولها . فقال لها بصوت مفعم بالاهتمام .
ـ هــاي . . لا يجب أن تتحركــي . . سقطتك كانت قوية .
فلفت جيني ذراعيها حول ركبتيها وأراحت رأسها عليهما ,
تتنفس ببطء وعمق . وتركها هكذا لبضع لحظات , وعندما توقف
الدوار . رفعت رأسها ببطء , فســألها مبتسماً :
ـ هل أنت أفضــل حالاً الآن ؟
فهزت رأسها وردت تأدباً :
ـ شكــــراً لك .
ـ لقد ظننت نفســـي أتخيل عندما خرجت نحوي راكضــة .
ـ وهذا يجعل منا أثان , فآخر شــيء كنت أتوقع رؤية هو
سيارة .
فضحـــك :
ـ هذا يوضح ما حصل . فالسيارات نادرة هنا . . أليس كذلك ؟
السيارة الوحيدة الأخرى هي لباستينو . ولكن , لا بد تعرفين هذا . .
فأين يمكن أن تقيمي في هذا الجزء من الجزيرة سوى في فيلتهم ؟
سمعت أنه هنا . . . لا بد أنك ممــرضته .
فــأجابت بسرعــة ودون تفكــير :
ـ ممرضــة ؟ . . . لا !
ـ لا . . ولكنك تقيمين في الفيلا التي يملكها أليس كذلك ؟
أوه . . أنا آسف لم أقصــد أن أطرح أسئلة ذات مغزى .
وفهمت جيني ما يجول في ذهنه . نظرته السريعة إلى يدها
اليسرى أوضحت أنه يفكر بوضعها , وأنه قرر أن روبرتو قد جاء
بإحدى عشيقاته معه . وبدا عليها الغضب . . . فتراجع الرجل إلى
الوراء لرؤيته بريق اخضرار عينيها . ووقفت . . . فتحرك لمساعدتها
بعد أن رآهــا تترنح . . وقال :
ـ ســأوصلك إلى الفيلا . . . أهذا مــا كنت ستطلبينه ؟
ـ أجل . . . شكــراً لك .
وســـار إلى جانبها نحو السيارة وعيناه تحدقان بها باهتمام . .
وقال لها بعد قليل :
ـ يجب أن نعرف عن أنفسنا . . أنا تومــاس مارشال .
ـ وأنا جيني نيوهام .
ـ جيني . . . اسم غير مألوف . . ولكنه يناسبك .
فتح لها باب الروفر . . فصعدت إليه , ثم انضم إليها . أدار
المحرك فانطلــقت السيارة , وســألته :
ـ مــاذا تفعل على الجزيرة ؟
ـ أنا عالم اجتماعات .
ـ يا إلهي !
ـ ولماذا يجيب الناس هكذا على نوع عملي , ما الخطـــأ في
دراسة الجنس البشري ؟
ـ أهذا ما تفعله هنا . . . تدرس أهــل الجزيرة ؟
ـ أجول في الجزر أدرس حياة الناس الاجتماعية , فأنا اخضر
لأطروحة التخرج , التي تتناول مجتمعات الجزر .
ـ يبدو الأمر مذهــلاً .
ـ هذا صحيح .
ـ وأين تقيم ؟
ـ فــي الفيلا .
ـ ماذا ؟ ولكنني لم أشاهدك هناك .
ـ آه . . هذا لأنني لم أكن موجوداً . لقد ذهبت إلى الجبال
لأزور ابن جوزيبي , الانرو . وبقيت هناك لبضع أيام للتعرف على
نمط حياته إنه شاب طيب , وقد اتفقت معه بشكــل جيد .
ـ وهل يعلم روبرتو أنك تقيم في الفيلا ؟
ـ لقد اتفقت معه منذ أشهــر . في الواقع هذه السيارة له . وهل
ظننت أنني ســأستخدم بيته كفنــــدق دون إذنه .
ـ آسفة . . . بالطبع لا . كل ما في الأمر أن أحداً لم يذكرك
لـي . ولم يكن لدي فكرة عن وجود غريب . وكم ستبقى هنــا ؟
ـ ليومين آخــرين .
عندها فقط خطرت فكرة لها , فتنفست بحدة , فالتفت تومــاس
مارشال متسائلاً , فبادرته بالسؤال :
ـ وكيف ستغــادر ؟
فضحك :
ـ بالمركب طبعاً . وســأذهب إلى محطتي التالية . . لقد رسمت
خط رحلتي منذ سنة . ولا يزال أمــامي رحلة طويلة .
ـ وهل سيأخذك أحد الصيادين ؟
ـ بل صديق في الواقع . إنه يعمل في (( سودينية )) ويملك مركباً .
وهو يحب الإبحــار إلى حد الجنون . . . سيأخــذني من هنا ويوصني
إلى محطتي التالية , ثم يغيب بضعة أيام قبل أن يعود ويلتقطني
ثانية .
ـ وهل هو أميركــــي ؟
ـ تقريبــاً .
ـ وماذا يعني هذا ؟
ـ لديه جواز سفر أميركــي , ولكنه لم يذهب إلى هناك منذ
سنوات طويلة . التقيته في اليونان منذ خمس سنوات ومنذ ذلك
الوقت سكن في إفريقيا , ثم الخليج العربي , وأخيراً في تركيا ,
قبل أن يستقـــر مؤخراً في سردينيا .
وتنفست جيني ببطء :
ـ وهل يمكن أن يأخذ معه راكباً ؟
فاستدار تومــاس إليها وحاجباه يرتفعان :
ـ أنتِ ؟
ـ أنا . . . أريد الهرب من الجزيرة .
ـ وهل يعرف باستينو ؟
ـ لا تقل له أرجوك . لا يجب أن يعرف . . ولكن يجب أن
أهرب من هنــا .
يأسها كــان واضحاً في صوتها , مما أوضح له الأمــر . فصفر :
ـ أوه . . فهمت . . لقد سمعت عنه أنه ذئب كــاسر . . . لماذا
جئت معه وأنت تعرفين هذا عنه ؟
ــ لابد أنــني فقدت عقلــي . أتساعدني ؟
كانت لهجتها شديدة الإقناع ولم يتردد :
ـ بالطبع , ويجب أن تسافري خـفيفة , دون حقائب , فالمركب
ليس كبيراً . كل ما يمكنك أخذه حقيبة صغيرة . وتعلمين أنك
يجب أن تعملي للمساعدة . . أتجيدين الطبخ ؟ فهذه مساعدة جيدة .
وأجابت بارتياح وحبور :
ـ أجيد الطبخ . . . شكــراً لك . لن تستطيع تصور كم أنا شاكرة
لك .
فضحك لهــا :
ـ هذا سيعلمك أن لا تسيري في أماكن خطرة . . . لا بد أن
أمك علمتك أن لا تتعاملي مع رجال من أمثال روبرتو باستينو ؟
ـ لم يكن لــي أم .
فلانت عيناه , ونظــر إليها بلطف :
ـ آسف . . . انسي ما قلته .
وصلا الفيلا , أوقف السيارة خارج الباب الرئيسي . . فنزلت
متصلبة تنفض الغبار عن ثيابها . وانفتح الباب , وحدقت ماريا
بهما , فابتسم لها توماس وقال :
ـ لقد عدت ثانية . الاندرو يرسل لكما حبه . . . ولدي أربع
قبلات لك من أحفــادك .
فابتسمت ماريا ابتسامة خفيفة . . . ثم تحولت عيناها السوداوان
إلى جيني .
ـ أين كنت ؟ لقد قلقنا عليك , قد غبت ســاعــات .
منتديات ليلاس
وتحركت جيني داخــل الباب وتوماس إلى جانبها :
ـ لقد ســرت طويلاً على الشاطئ .
ـ من الخطــر الابتعاد عن الفيلا سيدة باستينو .
كانت تستخدم الاسم متعمدة , وأحســت جيني أن توماس
أجفل . وسمعت صوت تنفسه العميق . وأعماها الغضب , فقالت
ببرود لاذع محــدقة إلى ماريا بتحدٍ .
ـ أنا لست السيدة باستينو .
وسمعت صوتاً بارداً من خــلــف ماريا يقول :
ـ ستعطين السيد مارشال فكــرة خاطئة عنك جيني .
وخفق قلبها لرؤية روبرتو يقف هناك . . . وتابع بسخرية :
ـ أحببت هذا أم كرهته , فلـدي صورة زفافنا تثبته . أمـا الباقــي
فأعطني قليلاً من الوقت بعد .
احمــر وجه توماس مارشال , وبدا عليه الغضب . ونظــرت إليه
جيني يائســة وهي تعرف تماماً ما يفكر به . قال وهو يفرك مؤخرة
عنقــه :
ـ عذراً . . فأنا بحاجــة لحمــام وحلاقــة ذقن .
صعـد السلم , واختفت ماريا , فنظرت جيني إلى روبرتو
بمــرارة :
ـ يا إلهـــي كم أكرهك !
وبدت القســوة على وجهه :
ـ حقــاً ؟ حسناً . . لـدي أخبار سارة لـك يا حبيبتــي . . . مــا
تشعرين به لــي هو بسيط جــداً بالنسبة لمـا أشعر به نحوك .
* * *
نهاية الفصل (( الخـامس )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 12:10 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 6 ـ لــم يكن لهـا

 

6 ـ لــم يكن لهـا


فاجأها التصريح وحملقت به وفمها مفتوح , فـابتسم لها ابتسامة
باردة قــاسية :
ـ لقد فاجأك هذا . . . أليس كذلك ؟
أحست بردات فعل متضاربة من جراء ما سمعته , ألم , غضب
وحقــد متأجج .
ـ أنت تكرهني ؟ ولكنـني لست أنا من . . .
فقاطعها رافعاً حاجبيه السوداوين بتحدٍ ســاخر :
ـ ألم تكوني أنت . . . وهل مر وقت طويل , قبل أن تعطي
كراولي ما كان يرغب به منك ؟
اقترب منها , وفقدت الإحساس بمكان وجودهما . . . وقال لها
بهمــس كالفحيح :
ـ متى كان ذلك جيني ؟ تلك الليــــلة ؟ هل هربت من منزلـــي
لترتمــي بين أحضانه ؟
العجرفــة في عينيه الباردتين اخترقت تظاهرها بعدم الاكتراث .
فابتعدت عنه كطفل خائف مرتعب .
ـ ليس لك الحق لتسأل , و أنا لن أجيب عن أي سؤال . لماذا
كذبت على السيد مارشال ؟ أنا لست زوجتك , وسأخبره بأمر
الطـــلاق .
ـ أعرف أنك ستفعلين .
ـ بكــل تأكيد ســأفعل .
وحــاولت جذب ذراعيها من قبضته , إلا أن أصابعه اشتدت أكثر
على لحمها .
ـ ولكنك لن تفعلــي . . . لأنك لن ترينه ثانية . ســأطرده من
الجزيرة الليلة !
ـ لن تستطيع هــذا !
ولكنها تعرف أنه قادر . . سيأمر أي صياد بأخذه إلى أي مكان
وسيفعل دون تردد . ولن يستطيع توماس أن يعترض على أوامره .
ـ ألن أستطيع ؟ بل أستطيع فعل أكثر من هذا . . كلمة واحدة
مني في المكان المناسب وسيطير من إيطاليا كلها , وستذهب
دراسته إلى الجحيم . وسيجد نفســه غير مرغوب به أينما ذهب في
هذه المنطقة , وسيكون على أول طائرة عائدة إلى أميركا قبل أن
يعرف إلى أين هو ذاهب .
منتديات ليلاس
تمتمت بكــراهية وصوتها يرتجف :
ـ أيهــا الخنزير القذر .
وشــد يده بقسوة على ذراعها ليمنعها من الابتعاد , محدقـاً
بوجهها الغاضب :
ـ قد أكون أكـثر ميلاً للأذية . . . وتذكري هذا عندما تفكرين مرة
أخرى باستخدام ذكاءك للهرب جيني !
فصـــاحت :
ـ لست أدري عم تتكلــم .
ـ أوه . . بلى . تعرفين . . أنا لست غبياً . . . لحظة أن التقيت
بمارشال شــاهدت فيه سبيلاً لخلاصك .
ـ لن تستطيع منعه من أخــذي معه .
فضحك ضحكــة قبيحة :
ـ حاولــي . . . حـاولي فقط . ســأخرجك من المــوكـب في
ثانيتين .
ـ لن تستطيع حجــزي هنا رغماً عن إرادتي !
ـ إرادتك ؟
ابتسم بسخرية قاسية , وامتدت أصابعه إلى حنجرتها , يضغط
عليها , وبدأت نبضاتها تتسارع تحت أصــابعه .
ـ سنرى كم هي قوية هذه الإرادة . . هل نفعل هذا جيني ؟
ـ لا !
وشدها إليه , وغرز أصابعه في عنقها من خلف لتجبر رأسها
على الاقتراب منه , وأطبق عليها بقسوة , وضغط بقسوة عليها
فأخذت تتلوى وتدفعه عنها , ولكنها كانت عاجزة أمام قوته . . ومع
ذلك فقد فات أوان هذا . . فهناك شــيء ما في داخلها قد حدث .
كتلة جليدية عمرها خمس سنوات بدأت فجــأة بالذوبان , ومشاعر
طال نكرانها بدأت تنطلق من عقالها وأحس روبرتو بذوبانها ,
واستجاب عناقه لهذا الذوبان , وارتفعت ذراعاها حول عنقه ,
واندفعت أصابعها إلى شعــره الكث الأسود . وتصلب جسدهــا كله
ليلتصق به . . . وأخذت تتأوه وانفجرت شفتاها , فتمتم روبرتو
وهو يمرر يداه على ظهــرها مداعباً :
ـ يا إلهـــي !
وقع خطوات فرقتهما , فقفزا معاً إلى الخلف . ونظــر إليهما
توماس مارشال بحرج . . .
ـ أوه . . كم أن آســف . لست أدري مـا . . .
استعاد اتزانه . . . وابتســم :
ـ أوه سيد مارشال . . تفضل معنا لتناول القهوة . لا بد أنك
جئت طلباً للغــداء . ماريا ستحضره قريباً .
ـ شكــراً لك .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 12:11 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 6 ـ لــم يكن لهـا

 

تأمل توماس بجيني مرتبكاً . فأشــاحت بوجهها عنه وهي تعلم
أنه يظنها كــاذبة . وقالت :
ـ يجب أن أذهب لأبدل ملابســي .
فقال روبرتو بصوت ضاحك , ونبرات صوته توحـــي بأنه
يتسلــى :
ـ افعلــي هذا يا حبيبتي !
ركضت إلى غرفتها , ووقفت تتأمل نفسها في المرآة , منتقده
نفسها , تشاهد بأسى ونفاذ صبر بشرتها المشتعلة بالحرارة وعينيها
المحمرتين . . . ماذا يحاول روبرتو أن يفعل بها ؟ لماذا جـاء بها إلى
هنا ليخدعها ويوقعها في الفخ , ويجعلها سجينته ؟ لقد اكتشفت أنها
لا زالت تذوب تحت وقع عناقه , وقبلاته .
ولكن عليها أن تجبر نفسها على تذكر أشياء أخرى , وأن
روبرتو يستجيب لكل النساء هكذا , إنها مجرد استجابة جسدية
لديه , ولن تتركه يستغلها ليرضي نفسه للحظات .
رفعت رأسها الأشقـــر بتصميم . . . ونزلت إلى الطابق الأرضــي ,
لتواجه نظرات روبرتو المعجب بها , ببرود دفعة إلى الابتســام .
ووضع فنجان القهوة من يده واستدار إلى توماس مارشال يقول
بفخـــر :
ـ زوجتي فنانة . . . وهي موهوبة جــداً .
ومرت عينا تومــاس فوقها , وسحبهما بســرعة :
ـ أوه . . حقاً ؟ هل هي محترفة أم . . . ؟
فانزعجت جيني للســؤال :
ـ أنا محترفة بكل ما في الكلمة من معنى سيد مارشال .
وتمتم روبرتو :
ـ جيني تحب أن تنظر إلى فنها بجدية . . أليس كــّلك جيني ؟
فالتفتت تواجهه بنظرة باردة متحدية إياه أن يسخر :
ـ أجل . . هذا صحيح !
فقال توماس بشكل أخرق . . محاولاً الاسترضــاء :
ـ وهل تدربت ؟ أعني هل ذهبت إلى كلية الفنون ؟
ـ أجــل . .
ســارعت لإخباره بشوق عن مدى تدريبها , وفي عينيها كل
الطموح الذي تشعر به . . وصــاح توماس فجأة , محدقــاً بها :
ـ يا إلهي ! هل أنت . . . لقد قلت إن اسمك نيوهام . . . هل
لك قرابة بدانييل نيوهام . . . مصمم الأزياء الشهير ؟
ـ إنه والدي .
فردد الشاب :
ـ إنه . . . إنه فنان رائع .
ـ أجل , فوالدي مصمم رائع . وأنا فخورة به .
وتدخل روبرتو ليقول ببرود :
ـ ولكن زوجتي أفضــل منه . . .
فردت نظرها إليه غير مصدقة . ولكنه لم ينظر إليها بل إلى
وجه توماس مارشال النحيل , وأكمل :
ـ . . . تعال وأنظر بنفسك .
وقاده تتبعهما جيني , إلى غرفة جلوس صغيرة تستخدمها إيفا ,
وأمام ذهولها أشار إلى رسم بالأسود والأبيض , لوجه طفل . . .
إنه أندرو . . . الرسم الذي أخذته إيفا منها يوم كانت في شقتها . .
لماذا ؟ لماذا يعلق الصورة هنا ؟ أمن أجل ولده أم من أجلها ؟
وأدار روبرتو رأسه إليها .
ـ أمــر مثير للاهتمام . . . أليس كذلك ؟
ربما يكون كلامه موجه إلى توماس , ولكنه في الواقع كان
يتحدث إليها . . . واستدار توماس مارشال وابتسم لها والإعجاب
بادٍ فــي عينيه .
ـ زوجك على حق . . . أنت فنانة جيدة . . . وإذا كنت فخورة
بأبيك , فلا شك أنه فخــور بك أكثر .
أطلت ماريا فجأة من الباب معلنة :
ـ الغــداء جـاهز .
وأضافت بالإيطالية أنه سيفسد إذا لم يتناولوه على الفور , ثم
أضافت بلهجة لاذعة أنه مجنون لخروجه من سريره , فهو ليس قوياً
كفاية . فرد عليها روبرتو بفظاظة بالإنكليزية : اخــرسي ! ولكن عيناه
كانتا تضحكان لها , متقبلاً أنها قلقة عليه . . . فقالت جيني :
ـ أظن أن عليك تناول عشاءك في الفراش . أعتقد أن الممرضة
هي من سمح لك بالخروج .
ـ سمحت لـــــي ؟ لن تستطيع تلك المــرأة أن تملــــي إرادتهـــا علي .
المرأة الوحيدة , التي تستطيع إجباري على الصعود إلى الفراش هي
أنت حبيبتي .
فاحترق وجههــا خجـلاً . . وغضبت منه , وهــي تدرك أن هناك
أكثر من زوج من الآذان تستمع وأن ماريا تبتسم , وأن توماس بدأ
وجهه يحمــر .
فقالت تستخدم مزاحـــه ضده :
ـ إذن ســأقول الكلمة الآن . . اذهب إلى فراشك روبرتو . .
ما كان يجب أن تخرج أصلاً .
فرفع حاجبيه مبتسماً :
ـ لوحدي ؟
فاستدارت غاضبة , محرجة , واتجهت نحو الباب دون كلمة .
غير قادرة على التفوه بشــيء قد يحدث انفجاراُ أمام ماريا
وتوماس . . . كيف يجرؤ على هذا الكلام . . كيف يجرؤ ؟
مرت ساعة الغداء ببطء . . وأحست بالأسى على توماس .
وتعمدت دفعه للكلام عن عمله . فاندفع بلهفة للشرح . . . ولم
يحدث خلال هذه الساعة أي تصادم بينها وبين روبرتو .
وبدأ الشحوب يظهر جلياً على روبرتو , وهم يقفون بعد الوجبة
فقالت له بجدية .
ـ يجب عليك أن تذهب إلى الفراش . تبدو مريضاً جداً
روبرتو .
لا بد أنه كان يشعر فعلاً بالضعف فقد هز كتفيه واعتذر ثم
تحــرك نحو السلم , قائلاً بحدة :
ـ تعالي معي جيني . أود الاستناد إلى ذراعك وأنا أصعد
السلم .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 12-02-12, 12:12 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 6 ـ لــم يكن لهـا

 

وصاحت به بعد أن وصــلا إلى غرفته وانهار فوق سريره :
ـ لماذا تركت فراشك بحق الشيطان ؟
فقالت الممرضة ببؤس :
ـ لقد قلت له هــذا .
واستلقى على الوسادة ويده تفك ربطة عنقه , جفناه نصف
مغمضتين , يحدق بها بابتسامة ســاخرة :
ـ لم تأتي إلي فجئت إليك .
ـ حسناً ستبقى الآن في الفراش لما تبقى من الوقت .
فقالت الممرضة :
ـ بالطبع يجب أن تبقى . وإذا رفضت نصيحتي سيد باستينو ,
فلا فائدة من بقائي هنا . كنت مريضاً جداً والراحة ضرورية لك .
ـ لا تفتعلي ضجة يا امرأة .
تركته جيني بين يدي الممرضة لتحضره للنوم , فســألها :
ـ أين أنت ذاهبة ؟
فوقفت عند الباب :
ـ أظن أننــي سأنام قليلاً . . . فتلك النزهة صباحاً أتعبتني .
فقالت الممرضة :
ـ هذا هو التعقل بعينه .
فأردف روبرتو سـاخراً :
ـ وهل بدأت تضعفين يا جيني ؟ مشوار صغير وأحسست
بالإرهــاق ؟
فردت بخشونة :
ـ هــذا صحيح .
وتسللت من الغرفة لتسمعـه يضحك وهي تقفل الباب . فــي
الواقع كانت مرهقة أكثر مما تصورت , فما أن أسدلت الستائر ,
واستلقت فـي الفراش حتى غطت في نوم عميق .
عندما استيقظت كانت الغرفة غارقة في ظلام حالك . لا يوفره
سوى الريف حيث لا أضواء صناعية فيه . . ناعسة , تحس بوجههـا
الحـار وشعرهـــا المشعث , نهضت من الفراش , وأضــاءت المصباح
قرب سريرها , فشعشعت غرفتها بأنوار ناعمــة .
نظرت إلى ساعتهــا , وأدركت بـــذهول أنهـا نامــت خمس سـاعات .
ولقد فات وقت العشــاء . . . أحست بالجــوع لدى تذكرهـــا الطعام .
فسرحت شعرها بسرعة , وتركته منسدلاً حول وجهها , ورشت على
بشرتها قليلاً من المـاء , وصبغت شفتيهــــا بقليل من أحمـــر الشفاه
الزهــري .
توقفت لحظة عند باب غرفة روبرتو , متسائلة ما إذا كــان قد نام
أم لا . . وأكملت المسير , لتفاجــأ به يفتح باب غرفته ويقف فــي
بيجامته الحريرية السوداء فوقها الروب الأسود . وسألها ممازحاً :
ـ استيقظت أخيراً ؟ اعتقدت أنك لن تستيقظــي .
ـ كنت تعبة .
ـ كنت تبدين كفلة صغيرة متكورة على جانبيها .
خفق قلبها كــالرعد وقد عرفت أنه دخل غرفتها . . . وأغضبها
هذا , حتى احمرت وجنتاها , ولمعت عيناها الخضراوان وقالت :
ـ ابتعد عن غرفي روبرتو !
واختفى عن وجهه تعبير المزاح , وتحولت عينــــاه إلى
البرود . . . فأمسك بذراعها وجذبها إلى غرفته فصرخت وهي
تقاومه :
ـ اتركــني !
فتجاهلها :
ـ لقد تركت لك ماريا بعض الطعام هنا .
ـ ســـآكل في غرفة الطعام .
ـ ستأكلين حيث أقرر أنــا .
ـ اللعنة عليك , توقف عن دفعـــي هكذا !
أقفل الباب بقدمه , وتركها مستنداً إلى الباب :
ـ اجلســي وتناولــي عشاءك .
أعلنت معدتها الإنذار بأنها جائعة , فرفعت الغطاء الأبيض عن
الصينية . . رائحة الطعام لا تقاوم , ومع أنه بارد . فجلست وبدأت
تأكــل . واستدار روبرتو إلى فجوة في جدار غرفته وأدار الكهرباء
على إبريق القهوة . . . وما هي إلا دقائق حتى تصاعدت الرائحة
الذكية لتملأ الغرفة . وصب لنفسه ولها فنجانين من القهوة التركية
الثقيلة الخالية من السكر . فقالت له :
ـ إنها قوية عليك .
فرد عليها بتقطيبة .
ـ أنا كبير بما يكفي لأقرر ما هو صالح لي وما هو غير صالح .
لقد كان دائماً مدمناً على هذا النوع من القهوة الثقيلة . يحتسي
كوباً وراء كوب منها . . . فقالت :
ـ إنها مضرة لأعــصــابك !
ـ الإحباط هو الســـيء للأعصــاب .
ـ لن أصـغي إلى ترهات كهذه . . كيف تجرؤ على الحديث معي
بهذه اللهجة , خــاصة بعدما فعلت معــي ؟
ـ وماذا فعلت ؟
ـ تعرف جيداً ما أعنـــي !
وبدا على وجهه براءة الملائكة :
ـ أخبرينــي . . .
كادت تقذفه بالقهوة الساخنة , وأخذت يداها ترتجفان راغبة
في صفع ذلك الوجه البارد وقالت ساخـــرة :
ـ لا تتظـــاهر بأنك فقدت الذاكرة ثانية .
فضحك :
ـ ذاكرتي كــاملة . . وكيف حال ذاكرتك ؟
ـ أوه . . . كل التفاصيل فيها كنور الشمس . . . أتعتقد
أنني نسيت مقدار ذرة مما رأيته بعيـني ؟
ورد بخشــونة :
ـ لا . . . لا أعتقد أنك نسيت .
الاعتراف آلمها بوحشية وكأنه سيف يغرز في قلبها . . . لم
يكونا قد تحدثا عن الأمر من قبل . فهي لم تشاهده منذ مغادرتها
لغرفة نومها بعد أن شاهدت جيسكا بين ذراعيه , ونظرت إليه
بكراهية :
ـ وكيف يمكن لك أن تواجه الأمر بكل هذا البرود ؟ أكنت
تتوقع أن أتجاهل ما فعلت ؟ لو كنت أنت من دخل وشاهدني بين
ذراعي رجل آخـر . . . هل كنت ستقول (( آه . . . أن آسف )) وتعود
للخــروج ؟
و نطقت شعلة النار في عينيه قبل أن يتكلم .
ـ ألأنني لم أشاهدك مع كراولي , هل تظنين أن هذا أسهــــل
عـلي ؟
ـ ولكنــني لم . . .
ولم يفته معنى كلامهــا , فسأل بحدة :
ـ ألم تفعلــي ؟ كل هذه السنوات وأنت معه طوال الوقت ,
وتتوقعين أن أصـــدق أنكما بريئان .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدوامة, احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, شارلوت لامب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية