لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-12, 07:52 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- دموع تفتح الجراح

احست بقشعريرة تجمّد اطرافها وهي تحدّق في عينيه علّها تقرا الحقيقة الخافية وراء المرارة الأليمة التي يتقلّص تحتها وجهه ، وأخيرا همست بتردد :
" هل تعترف إذن بما فعلت ؟".
" يا ألهي ، طبعا لا ، علّمتني الحياة ان لا أعترف بأي شيء ".
" لا أصدقك ! لم أصدق كلمة واحدة مما قلت ! ".
وللحظة إعتقدت انها رات لمحة إستغراب في عينيه ، لكنه قال ساخرا :
" هذا لطف منك ، وفي المقابل تريدين أن أؤكد لك أنني أصدق أنك لا تعرفين غوميز أليس كذلك؟ آسف يا عزيزتي ، ما زلت لا اصدقك ".
إنتفضت من مكانها ، ووقفت تتحداه بعنف :
" انت لا تستطيع ان تثق باي كان اليس كذلك ؟ نفسيتك المعقدة المريضة تجعلك لا تؤمن بأي نوع من الصدق والإخلاص ، كم أشعر بالأسى من اجلك يا كايد ! لديك الموهبة والمال والنجاح لكنك تفتقد أهم ما في الحياة ، أي الصداقة والحب والثقة ، هذه الأشياء المهمة لن تحصل عليها أبدا ، لأنك غير قادر على ذلك ، انت تلوّث كل المشاعر الصادقة ، لن تعرف في حياتك معنى العلاقة الحقيقية بين رجل وإمرأة ، لأنك عاجز عن إعطاء أي امرأة ما تريده فعلا ! ".
وعرفت كاريسا أنها بالغت في هجومها حتى قبل ان يقترب منها ليهزّها بعنف.
" ارجوك كايد دعني ، أنت تؤلمني ".
إبتعد عنها فجأة ،وعاد ليقف قرب النافذة ، وأحست أنه يحاول جاهدا السيطرة على أعصابه ، فلم تنبس بكلمة واحدة ، وظلّت مكانها تنتظر بقلق رد فعله التالي ،وبعد دقائق ، مرّت وكأنها ساعات ، سالها ببرود :
" تبكين ؟".
" لا".
لم تكن تستطيع حتى البكاء.
" حسنا لا بد أنك متعبة حاولي النوم ".
ولدهشتها الشديدة تمكنت فعلا من الإستسلام للنوم.
صباح اليوم التالي أفاقها كايد من سباتها العميق ، وبعد ساعة كانا على طريق العودة الى أوكلاند في سيارة يقودها شرطي ، جلست كاريسا قرب السائق ، بينما إستقر كايد في المقعد الخلفي بين رجلي امن.
منتديات ليلاس
أخذت الفتاة تحدّق في الطريق الممتد امامها وهي تتذكّر بمرارة الرحلة التي قامت بها منذ أقل من ثلاثة أسابيع ، وكل ما حدث في تلك الليلة القصيرة ، صحيح انها كانت قلقة وعصبية في ذلك اليوم الأول لكنها كانت واثقة بقدرتها على التحكم بعواطفها ، وبأنها ستتابع حياتها المليئة بعد إنتهاء هذا اللقاء المزعج ، وستنسى الرجل الذي غيّر حياتها منذ بضع سنوات ، اما اليوم ، فهي تعلم جيدا ان عواطفها نحوه لم تتغيّر ، بل صارت اقوى رغم كل شيء لن تستطيع بعد الآن أن تتخلص من حب الرجل الذي إعترف لها بأنه لا يعرف معنى الحب ولا قمة العلاقات الثابتة ، إنه لا يرغب في ربط نفسه بها ولا باي إمرأة أخرى.
لا ، لن تستسلم لهذه الأفكار ، لن تدعه يسيطر عليها مرة اخرى.
وإلتفتت الى السائق الشاب تشجعه على الكلام ، علّها تنشغل به عن الرجل الجالس في المقعد الخلفي، أخبرها عن طفولته في مزرعة الألبان ، وحلمه الإلتحاق بسلك الشرطة ، وكفاحه لتحقيق هذا الحلم ، وضحكت طويلا وهي تسمع الطرائف التي رواها لها عن مهنته ، والناس الذين يقابلهم ، كانت ماهرة في جعل الناس يتكلمون عن نفسهم ، ونمّت هذه الموهبة في تعاملها اليومي مع نماذج مختلفة من الشخصيات الغريبة.وعندما وقفت السيارة أخيرا امام شقة موريس ظلت كاريسا تتحدث مع السائق الشاب ، بينما دخل كايد المبنى بين حارسيه ، وعندما لحقت بهم بعد دقائق لاحظت النظرة القاسية التي رماها بها كايد قبل ان يلتفت الى موريس والرجل الذي برفقته ، والذي تبيّن لاحقا أنه مفتش في الشرطة.
وجلس الرجال الثلاثة يدرسون تفاصيل خطتهم الجديدة ،وعرفت كاريسا أخيرا لماذا أصرّ رجال الشرطة على إصطحاب كايد الى أوكلاند بهذا الأسلوب العلني ، ضاربين عرض الحائط بكل السرية التي إتبعوها حتى الآن ، كانوا يريدون ان يعرف القاتل مكان وجود كايد ، لم يعثروا عليه قرب البحيرة ، لكنهم تمكنوا من إيجاد السيارة المسروقة التي إصطدمت باحد الحواجز التي اقامها رجال الشرطة ، والتي تمكن صاحبها من الفرار في إحدى السيارات المارة في المنطقة ، وعندما تم إستجواب سائقي السيارات مرت على تلك الطريق ، في تلك الساعة ، تبيّن ان أحدهم إلتقط راكبا له أوصاف غوميز .
وإستنتجت كاريسا من هذا كله انهم يريدون الآن إرغام غوميز على الخروج من مخبئه ، كيف ؟ وسألت بقلق وإستهجان :
" تريدون إستخدام كايد كطعم ، أليس كذلك ؟".
نظر اليها كايد بقسوة ، وأجابها المفتش بهدوء:
" لا تخشي شيئا يا آنسة مارتن ، لن يصيبه سوء ، سنحيط به من كل جانب ، لكننا سنتظاهر بعكس ذلك على امل ان يطمئن القاتل فنقبض عليه بالجرم المشهود ".
" أي وهو يقتل السيد فرناندد ؟".
" لا ... ليس تماما ، اقصد اننا سنقبض عليه بتهمة محاولة القتل ، وهذا كاف لأدخاله السجن لسنوات طويلة ".
وألتفت المفتش الى كايد قائلا :
" سيسرك ان تعلم أننا قبضنا على الرأس الكبير ومعظم افراد العصابة ،وحسب معلوماتنا ان الرئيس غسل يديه من الرجل منذ فترة طويلة ، وإنه يعمل حاليا لحسابه ، وهذا يعني انهم لن يرسلوا رجلا آخر لقتلك عندما تلقي القبض على غوميز ".
وتنهّد كايد بإرتياح وإسترخى في مقعده :
" هذا خبر سار فعلا ، لكن لماذا تخلّى الرأس الكبير عن غوميز ؟ ".
" عندما فشل الرجل الذي ارسلته العصابة لقتلك في ملبورن ، قرّر غوميز أن يقوم بالمهمة بنفسه رغم أوامر الرئيس الذي كان يريد ان يحتفظ به لمهمة أكثر اهمية للعصابة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 07:54 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتوقف المفتش قليلا قبل ان يكمل قائلا :
" زملائي في أميركا ياملون أن نتمكن من إقناع غوميز بإعطاء أدلّة تدير أفراد العصابة ، في حوزته معلومات مهمة تفيد رجال الشرطة ".
" وهذا سبب آخر لرغبتك في إصدار اقصى عقوبة ممكنة في حقه ، تريد ان تخيفه ليفضح اسرار العصابة".
عضّ المفتش على شفتيه ، ومن ثم ضحك قائلا :
"نحن نحب المساعدة عندما نستطيع ذلك ".
وقف كايد فجأة وتوجه الى النافذة ، وبعد لحظات قال :
" اتعلم أن غوميز عاش حياة شريفة في السنوات العشر الماضية ، قبل أن تتصل به العصابة ، هل تعلم ذلك ؟".
تردد المفتش قبل أن يجيب :
" وكيف تعلم أنت ذلك ؟ إن لم يدخل السجن ، ولم يحاكم في السنوات العشر الأخيرة فهذا لا يعني بالضرورة....".
" كان يعيش حياة شريفة ....زوجته اخبرتني بذلك ، كانت العصابة تضغط عليه بتهديده بإيذاء زوجته وطفلته".
" يا لها من أساليب شريرة ! ".
" هل كنت تعلم ذلك ؟".
"لا ، كل ما أعرفه أن زوجته ماتت ، أليس هذا هو السبب الذي جعله يريد قتلك ؟ ماتت في سيارتك ... أليس كذلك ؟".
"صحيح ، وإلتحق غوميز بالعصابة لينتقم مني ، وفاة زوجته أفقده توازنه".
وإعترف المفتش قائلا :
" حقا إنها ظروف مؤسفة ... لكن الرجل ... قاتل".
" في بعض الدول يعتبرون هذا نوعا من الجرائم العاطفية ، فتصدر المحكمة حكما مخففا ، وإن تمكن القاتل من تنفيذ جريمته ".
وإبتسم المفتش قائلا :
" هل تقصد بكلامك هذا ان نكف عن ملاحقته ؟".
وبادله كايد إبتسامته :
" لا رغبة عندي بإنهاء حياتي ، لكنني لا ارغب كذلك في الإنتقام من رجل عانى الكثير في حياته ، حاولت مرارا الإتصال بغوميز للتحدّث اليه قبل مغادرتي للولايات المتحدة الأميركية ، كان يتصل بي هاتفيا ليهددني ، لكنه كان يرفض الإستماع الي ، خطتك لا تعجبني يا حضرة المفتش ، ولذا أطلب منك إبعاد رجالك عني".
وساد صمت مفاجىء ، ولم يكد المفتش يتمالك دهشته حتى قال :
"آسف ، لا أستطيع تلبية الطلب ، الرجل مطلوب من رجال الأمن هنا وفي الولايات المتحدة الأميركية ".
" حسنا ، هذا شأنك ، لكنني أطالب برفع حماية رجال الشرطة عني".
ورغم إعتراض المفتش موريس اصرّ كايد على موقفه مصرا أن رجال الشرطة لا يستطيعون ان يفرضوا عليه حماية لا يريدها .
وتدخل موريس قائلا :
" لكنك لا تستطيع ان تمنعهم من مراقبة المنزل من الخارج ؟".
" أعرف ، لكنهم لن يتمكنوا من القبض عليه متلبسا طالما لم يدخل المنزل ، ولو سمحوا له بإختراق حواجزهم والوصول الي ، ستكون فرصتي الوحيدة لأجعله يعرف الحقيقة ، وفي الحالتين لن أكون الطعم الذي يريدون ".
" ولماذا تصر على مقابلته الى هذه الدرجة ؟".
" من اجل زوجته ! ".
وهنا تدخلت كاريسا بعد صمت طويل :
" تريد أن تريح ضميرك يا كايد ؟".
" ربما ".
وعاد يلتفت الى موريس :
" موريس ، سأذهب الى الفندق إن كنت ترغب بذلك".
" لا ، لا ، ستبقى هنا .... وسأبقى معك ، أما كاري فستعود الى شقتها".
" لا ، كاريسا ستبقى هنا ايضا ! ".
إنتفض موريس ونظر الى كاريسا فوجد وجهها جامدا لا يعبر عن أي إنفعال ، وأضاف كايد :
" لا تخافا شيئا ، غوميز ليس مجرما محترفا ، لن يؤذيكما ، يريدني انا فقط ".
وتوقف قليلا قبل ان يتابع :
" تستطيع وكاريسا أن تتصرّفا بحرية ، يمكنكما ان تتقاسما غرفة واحدة بدون أي إحراج... كالعادة ".
إضطرب موريس ، وعندما نظر الى كاريسا اساء فهم نظرة الرجاء في عينيها فقال :
" لم أتقاسم في حياتي غرفة واحدة مع كاريسا ، أنت مخطىء تماما في ظنك ، كاريسا مساعدتي وأنا أحترمها جدا ".
رفع كايد حاجبيه بتعجب وقال :
" آسف ، كنت أظن أنكما على علاقة غرامية ".
" ابدا ، أنت مخطىء تماما ".
ونهض موريس قائلا :
" سأذهب لعداد بعض الشاي والقهوة ".
وعندما خرج من الغرفة إلتفت كايد الى كاريسا ساخرا :
" يا لك من مخادعة ! ".
" انا لم اكذب ، أنت إستنتجت ما يحلو لك ".
" لكنك ساهمت في تأكيد إستنتاجي ، لماذا ؟".
" لأبعدك عني ، ماذا كان إسمها ؟".
" إسم من ؟".
" زوجة غوميز ، ام انك لا تذكر ؟".
" بلى أذكرها جيدا ، إسمها كارلوتا ، ولماذا كل هذا الإهتمام بإسمها ؟".
" هذا جزء من عملي ، سأذهب الآن لمساعدة موريس".
أرادت ان تهرب منه ، ومن السؤال الذي يحرق حلقها : هل كنت تحب كارلوتا ؟ لكنها لم تعرف الجواب جيدا ، كايد لا يحب أحدا ! لماذا إذن يخاطر بحياته لمساعدة زوج كارلوتا ؟يعاني من أزمة ضمير ؟
واخذت تتصوّر كارلوتا ، يا له من إسم جذاب ومثير ، هل صاحبته جميلة يا ترى ؟ يا له من سؤال سخيف ! طبعا هي جميلة ، كل نساء كايد جميلات....
المفتش قال أن كارلوتا ماتت في سيارة كايد ، حادث إذن ؟ كايد كان يقود السيارة ، ومن الطبيعي إذن ان يحمّله زوجها مسؤولية وفاتها ، وكايد هل يعتبر نفسه مسؤولا عن موتها ؟ ألهذا يريد مقابلة غوميز ؟ ليبرر وفاة كارلوتا ؟
وعادت كاريسا الى غرفة الجلوس بفناجين القهوة ، ووراءها موريس يحمل طبقا من الأجبان والخبز ، وجلسوا يتناولون طعامهم وشرابهم وكان شيئا لم يحدث في الأيام الماضية .
حملت كاريسا الأطباق والفناجين الفارغة وعادت بها الى المطبخ لغسلها ، وفجأة أحست بكايد يقف وراءها.
" ما بك ؟ هل خشيت أن افر من الباب الخلفي ؟ أو ان أحمل منشفة بيضاء ألوح بها لشريكي في المؤامرة ؟".
إبتسم بمرح وأجاب بكلمة واحدة :
" ربما ".
وامسك بمنشفة نظيفة وراح يساعدها في تجفيف الأطباق ، وخطر ببالها سؤال آخر لم تتمالك من طرحه:
" ماذا حدث لإبنة كارلوتا ؟".
" هي مع جدتها ، كانت كارلوتا تتركها بعهدة والدتها عندما كانت تاتي لزيارتي ".
" طبعا ، لم تكن المراة لتصطحب إبنتها الصغيرة في زيارتها لصديقها".
وتمنت كاريسا لو لم تفتح هذا الموضوع لأنه أجابها ساخرا :
"وهذا السؤال أيضا جزء من عملك ، ماذا تريدين أن تعرفي بعد؟".
" كنت مهتمة بالطفلة ، انا احب الأطفال وأعتقد انه من واجب الكبار الإهتمام بهم وتحسين العالم الذي يعيشون فيه".
ولم يجب ،وعلى غير عادته اشاح نظره عنها وإنهمك في تجفيف الأطباق ، وبعد دقائق من الصمت الثقيل سألها :
" أجيبيني بصراحة يا كاريسا ...".
قاطعته بمرارة:
" وهل تعتقد أنه بإمكاني ان أكون صادقة وصريحة ".
تجاهل تعليقها وسالها بسرعة:
"كيف كنت تفكرين بي في السنوات الماضية ؟ بكره ؟ أعرف أنني كنت في غاية القسوة معك ، لكنها كانت تجربة جديدة بالنسبة الي أيضا ".
" وهل أزعجك هذا الأمر؟".
" تعرفين جيدا أنه ضايقني جدا ، ولذا كنت قاسيا معك ، شعرت بالذنب .... ألا تفهمين ذلك؟".
لم تجب فسارع الى القول :
" لم تجيبي على سؤالي بعد ! ".
" حاولت أن لا افكر بك على الإطلاق ، لم يكن هناك ما أريد أن أتذكره ".
" لا شيء ؟ لا شيء على الإطلاق ".
" وماذا تريدني أن تذكر ؟ العار ، الذل ، الألم ؟ ولماذا أتذكر كل هذا ؟ اريد ان أنسى ما حدث ".
تسمّر كايد في مكانه ، وبعد لحظات قال بصوت فيه مزيح من الحزن والتوتر :
" آسف ، لو كنت أكبر سنا لكان بالإمكان معالجة كل هذه الجراح ".
وتردّد قليلا قبل أن يضيف :
" آمل ان يكون الرجل الذي عرفته بعدي قد تمكن من تصحيح الخطأ الذي إرتكبته ".
" أي رجل ؟ لم أعرف رجالا بعدك ".
" ماذا ؟".
" لم اعرف أي رجل بعدك ، نفرت من كل الرجال ".
" هل آلمتك لهذه الدرجة ، يا الهي ، لا أستغرب الآن أن تكرهيني الى هذا الحد ، يا الهي ".
وإنصرف عنها ، فإتكأت على الطاولة ، وإنهمرت الدموع من عينيها لتفتح جرحا لم يطوها النسيان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 07:55 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- وداعا ايتها الرقيقة

لا بدّ أنه صوتا ما أيقظها، حدّقت بخوف بإتجاه النافذة فرات الرجل الواقف هناك ، كشبح مخيف في الضوء الخافت المتسرب من قناديل الطريق ، والمتسلل برقة عبر الستائر.
وفجأة إختفى الضوء لتغرق الغرفة بسواد دامس ، ما عدا بريق فضي يتراقص من تحت الباب المغلق ، همست للظل القريب ::
" كايد ".
وتحرّك الرجل فجاة وبعصبية ظاهرة ، فعرفت أنه ليس كايد أوموريس .
القت الغطاء عنها وهرعت صارخة الى الباب :
" كايد ! ".
لكن الرجل تمكن من اللحاق بها والقبض عليها ، حاولت ان تقاومه بدون جدوى ،وهمس بصوت بدت نبراته مألوفة :
" معي سكين هنا ، إسكتي ، ولا تأتي بحركة واحدة ! ".
وعندما دخل كايد الغرفة وأضاء النور ، وراءه موريس مذهولا ، كان غوميز ممسكا بها أمامه ونصل السكين يلمع قرب عنقها .
تسمّر كايد في مكانه ، اما موريس فحاول التراجع بسرعة وهو يتمتم :
" سأتصل..".
فحذّره غوميز :
" إذا إتصلت باي كان ، فستموت الفتاة !".
شحب موريس وتسمّر مكانه لا يعرف ماذا يفعل ، اما كايد فإحمر لونه غضبا :
" دعها يا غوميز ! لا علاقة لها بالموضوع ، انت تريدني ".
وحاول الإقتراب منهما ، فتشنّجت يد غوميز على السكين ، واحسّت كاريسا بالنصل البارد يلامس عنقها مهددا.
توقف كايد في مكانه ، وقد شحب وجهه ، وتألقت عيناه ببريق خطر.
" لو أصبتها بسوء ، بأي طريقة ، يا غوميز ، لن أسلمك الى رجال الشرطة ، سأقتلك بيدي بدون رحمة ".
" إنها فتاتك ، أليس كذلك؟".
سال الرجل وهو يحمل كلماته معان خفية ، جعلت كايد يضطرب قلقا :
" هي مجرد فتاة ، إتركها يا غوميز ، قلت لك لا علاقة لها بما هو عالق بيني وبينك ، هذا كل شيء ".
وأحست كاريسا بحرارة انفاس غوميز تلسع خدها وهو يقول :
" اعتقد أنها فتاتك ".
وتدخّلت كاريسا لتقول :
" لا يا سيد غوميز ، كان يعتقد انني اساعدك ".
منتديات ليلاس
وأحست للحظة أنه ارخى قبضته عنها ، لكنها لم تستطع إستغلال الفرصة لأنه عاد الى الإمساك بها بقوة .
وتساءلت عما إذا كان المفتش قد تعمّد السماح له بدخول الشقة ، ام أنه تمكّن من التسلل بينهم ، إن كانوا يعرفون انه هنا ، لا بد وأنهم سياتون بعد قليل .
وسال الرجل كايد بسخرية :
" ولماذا تقدم على مساعدتي ؟".
" لأنها أيضا تكرهني ".
اضاف كايد بهدوء ، قبل ان يتابع :
" دعها تذهب ".
" لا بد أنك تعتقد بانني ساذج ، رايتك معها عند البحيرة ".
وهنا تدخّل موريس للمرة الأولى :
" إنها تعمل معي ، لم تكن فكرتها ان ترافق كايد ... ولا فكرته ".
وعندما لم يجب غوميز ، قال كايد :
" جئت كي تصفّي حسابك معي ، كف إذن عن الإختباء وراء إمرأة ".
" انا لا اختبىء".
" إذن تحاول إستغلالها كما فعلت مع كارلوتا ".
وتصلّبت الذراع التي تلف عنق كاريسا ، وأحست الفتاة بالرجل يلهث غاضبا.
وتابع كايد حديثه بهدوء :
" إنت إستعملت زوجتك اليس كذلك يا غوميز ؟ أنت الذي أرسلتها الي ... ارسلتها لتبيع جسمها الجميل .... لأنك...".
وصرخ الرجل كحيوان يمزقه الغضب واللم ، ثم دفع كاريسا جانبا وهجم على كايد.
ركض موريس قبل ان يصل الرجل الى كايد ، وضرب برجله اليد التي كانت تحمل السكين ، فصرخ كايد محذرا :
" لا تتدخّل يا موريس ، الرجل يريدني أنا".
تمكن كايد بإنحناءة سريعة من تجنب النصل الذي إقترب منه بسرعة مخيفة ، ثم امسك بيدي غوميز وبحركة واحدة طرحه ارضا ، وتحرّك كايد مجددا ، بخفة مفاجئة ، ليسحب السكين من غوميز الذي إستفاق من ذهوله ليحدق بكره في عيني كايد
وأخيرا قال كايد بهدوء:
" والان إنهض يا غوميز ببطء... انت وأنا سنتحدث".
كان أحد ما يطرق بعنف على الباب الخارجي ، اراد موريس أن يفتح الباب فقال له كايد :
" قل للمفتش أن كل شيء على ما يرام ، ولا تفتح الباب لأحد ".
ثم نظر الى غوميز الذي حاول الوقوف وهو ما يزال يحدق بالسكين في يد كايد:
" هيا الى الغرفة الثانية.
وكانت مشادّة عنيفة تجري في الخارج بين المفتش موريس ، لكن كايد أكّد مرة اخرى :
" قل له ، أنه لا يحق لأحد منهم بالدخول بدون مذكرة تفتيش ".
وأضاف بلهجة آمرة:
" ولو خطر لهم خلع الباب ، سألاحقهم قانونيا بتهمة الضرر وإقتحام املاك شخصية ، وهذا سيكلف المفتش عمله ".
واشار كايد الى غوميز بالجلوس ، وجلس هو على المقعد المقابل ووضعت كاريسا رداء سميكا فوق ثوب النوم ، ووقفت على باب الغرفة تشد اصابعها لا شعوريا على القماش.
وبدون ان يرفع عينيه عن غوميز سالها كايد :
" هل أنت بخير يا كاريسا؟".
" نعم ".
كانت تأمل بان لا يطلب منها الإبتعاد عن الغرفة ، غوميز كان يبدو هادئا في تلك اللحظة ، لكن النظرات الحادّة التي كان يرميها بين حين وآخر على السكين في يد كايد ، جعلتها تتأكد من أنه ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على خصمه وإنهاء ما اتى من أجله ، وقال موريس :
" يقولون أن بحوزتهم مذكرة تفتيش ، وإذا لم تفتح الباب سيلاحقوننا لأننا نخبىء مجرما ! ".
وتدخلت كاريسا لتقول راجية :
" كايد ، ارجوك دعهم ياخذونه".
" لا ، إطلب منهم يا موريس أن يتركوا لي نصف ساعة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 07:56 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وإشتد القرع على الباب فوعدهم موريس بفتحه بعد نصف ساعة ، وقال كايد :
" موريس ، إن كنت ترغب بمغادرة الغرفة، إفعل ذلك ، الأمر يعود لك ".
وهز موريس راسه بالنفي ، فإلتفت كايد الى كاريسا :
" كاريسا ؟".
" سابقى هنا ! ".
وعاد كايد يركز إهتمامه على غوميز :
" هل ترغب بسيكارة ؟".
وهز غوميز رأسه بالنفي فتابع كايد حديثه قائلا :
" آسف لما قلته عن زوجتك ، كانت الطريقة الوحيدة لأجعلك تترك الفتاة وتهاجمني ، زوجتك جاءت برغبتها ل ...".
وقاطعه سيل من الشتائم إنهال عليه من غوميز ، ظل كايد ساكنا لا ينم وجهه عن أي شيء ، إنتظر ان ينتهي الرجل من شتائمه حتى يتابع حديثه :
" والآن إسكت وإسمعني ".
قالها بحدة فاجأت غوميز :
" إسمع يا غوميز ، أنت تسيء الى ذكرى زوجتك ، لم ألمسها ابدا وعليك ان تخجل من نفسك لمجرد التفكير بهذا الأمر الشائن ، هي لم تخن كابدا ، كانت تحبك ، ولذا جاءتني لتطلب مبلغا من المال..".
وقاطعه غوميز غاضبا :
" وكنت أنت ستعطيها المال بدون مقابل اليس كذلك ؟ رأيت الشيك الذي كانت تحمله في حقيبتها عند وفاتها ، آلاف الدولارات ! دفعت لها ثمن خيانتها ، اليس كذلك ؟".
وإنحنى كايد الى الأمام :
" لا ، انا اعرف كارلوتا منذ كانت طفلة ، كانت صديقة لشقيقتي ، وإنقطع لاحقا الإتصال بها .... وبشقيقتي ، لكن إسمي كان دائما على صفحات الجرائد ، ولذا عرفت اين تجدني ، جاءت لتخبرني أنها بحاجة ماسة الى المال ، الكثير منه ، لتترك البلد وتبدأ حياتها مجددا في مدينة أخرى ، معك ومع إبنتكما ، كانت خائفة عليك يا غوميز ، وتخشى ان ترغمك العصابة على العمل معها مجددا ، فيصبح والد إبنتها مجرما ، فيلقي رجال الشرطة القبض عليك وتنتهي أيامك في السجن ، وكنت انا المصدر الوحيد الذي فكرت به للحصول على كمية المال التي كانت بحاجة اليها.
" وأنت اعطيتها المال هكذا ، بدون مقابل ؟ هل تتوقّع مني أن أصدق ذلك ؟ ومن ثم ماذا كانت تفعل في سيارتك عندما حدث الإصطدام الذي أودى بحياتها؟".
" كانت حادثة مروعة ، السائق الآخر كان مترنحا وهو يقود سيارته بسرعة ولم يستطع ان يسيطر على المقود عند المنعطف فإصطدم بي ، لا بد ان البوليس أخبرك ...".
" البوليس ! إنهم يحمون الرجال الأغنياء ؟ هل قتلتها عن عمد ؟ هل كتبت الشيك وقتلتها حتى لا تعيش لصرفه ؟".
" لا تكن مجنونا ، كدت أقتل انا ومدير اعمالي في الحادث ، كانت كارلوتا تجلس في المقعد الأمامي ولذا اصيبت بجراح بالغة ، أنا آسف جدا ،لكنني لا استطيع أن أعيدها الى الحياة ، لا أحد يستطيع ".
وأمسكت كاريسا انفاسها وهي ترى حجم العذاب الذي إرتسم على وجه غوميز وهو يرفع نظره الى كايد ، وتابع كايد حديثه بلطف :
" أوصلتها الى البيت .... اليك ، كنت في طريقي الى تسجيل إحد الحفلات ، فرأيت أنه من الأفضل ان أوصلها بنفسي ، كانت تنوي أن تاخذ إبنتك ، لتذهب اليك فورا وتخبرك بالأخبار الجيدة... حياة جديدة لكم جميعا ، أنا آسف....".
وظل الرجل صامتا وكأنه يجد صعوبة في تصديق ما يسمع ، وأضاف كايد مؤكدا:
" صدقني ، اقسم بأن ما أقوله صحيحا كارلوتا جاءت تطلب مني المساعدة بإسم الصداقة القديمة، وأنا لم أردها خائبة، لم تعطني مقابل ذلك إلا إمتنانها".
وتمتم غوميز :
" لماذا ؟ لماذا قدّمت لها كل هذه المساعدة؟".
وتردّد كايد قليلا قبل أن يقول:
" لأنها كانت مرة صديقة شقيقتي ، لم أعد أعرف شيئا عن شقيقتي منذ هربت من المنزل وهي لا تتجاوز الثالثة عشرة من العمر ، ربما مات ، لا اعرف ، كافحت طويلا لأبني لنفسي إسما ومركزا من أجل شقيقتي الصغيرة ، وانا أعرف يا غوميز أنها ... لو كانت حية ، كانت ستصر على أن أساعد كارلوتا ،هذا هو السبب الوحيد".
كان غوميز يهز راسه يمينا ويسارا ، لكن النظرة في عينيه بدت اكثر لينا ، وأقل رفضا رغم قوله:
" لا ، لا استطيع أن أصدق".
" هل تفضل أن تفكر بأن زوجتك كانت تبيع نفسها لمن يدفع أكثر ".
وقفز الرجل من مكانه ليهجم على كايد ، لكن هذا الأخير كان مستعدا ايضا ، فتجنبه بسرعة وهو ما يزال ممسكا بالسكين في يده ، وبعفوية إقتربت كاريسا من كايد وكأنها تريد حمايته ، وعندما رات الرجلين يحدقان ببعضهما قالت بصوت مرتعش:
" أرجوك يا سيد غوميز ، الا ترى أنه يخبرك الحقيقة ؟ كنت تحب زوجتك ولا يمكنك ان تصدق أنها يمكن ان تخونك ، أنت تشعر بالألم والغضب لأنها ماتت ، لكن الغضب لن يفيدك شيئا ، لم تكن غلطة كايد ، ولم تكن غلطتك ، لا يمكننا ان نلوم أحدا يا سيد غوميز".
ونظر اليها كأنه يراها للمرة الأولى ، وأخفى وجهه بين يديه وسقط على المقعد ليبكي بحرقة وهو يشهق:
" أعرف..... أعرف......أعرف....".
ورمى كايد بالسكين على طاولة قريبة ، فلم ينظر اليها غوميز ولا حتى لحظة واحدة ، إقتربت منه كاريسا ، وركعت بجانب مقعده وهي تضع يديها على ركبتيه ، أمسك بهما وأخذ يضغط بقوة على أصابعها ، ناظرا اليها بالم وكانه يحاول أن يشرح لها شيئا مهما :
" كانت جميلة جدا زوجتي كارلوتا... هي أجمل من أن تكون جثة هامدة".
وهمست كاريسا :
" آسفة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 07:59 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبلعت ريقها وهي تشعر بغصة كبيرة للعذاب المرتسم في عينيه :
" إبنتك الصغيرة هل... هل تشبهها؟".
وهزراسه بالإيجاب ، وللحظة إختفى اللم من عينيه وهو يقول:
" ريتا... نعم ، إنها تشبه والدتها ، لو تعرفين كم تفتقد أمها ؟".
" لا بد أنها تفتقدك ايضا ، أليس المفروض بك أن تعود اليها الآن ؟ كارلوتا لا بد تريدك ان تبقى قرب إبنتها لتعوّضها حنان أمها ، اليس كذلك ؟".
" نعم ، كم كنت مجنونا ، أظن أن الطفلة ستكون على ما يرام مع جدتها ... حتى أخرج من السجن".
وأخذ نفسا عميقا قبل ان يقول لكايد :
" اعتقد انه من الأفضل أن تفتح الباب الان ".
وإلتفت كايد الى موريس:
" إفتح الباب يا موريس ، وقل للمفتش أن السيد غوميز يرغب بالتحدث اليه".
وعندما دخل المفتش دهش للهدوء المخيم عليها ، وعندما سلم كايد مذكرة التفتيش سال الاخير :
" هل استطيع ان أسال على أي اساس تريد إلقاء القبض على صديقي غوميز ؟".
" صديقك؟".
صرخ المفتش بدهشة ، فقال كايد :
" كان عليّ ان أوضح لك يا سيدي المفتش أن غوميز جاء الى شقتي بناء على دعوتي".
قال كايد ببطء ، فلم يتمالك المفتش أعصابه:
" دعوتك ؟ وهل يتسلّل أصدقاؤك عادة من النافذة وهم يحملون سكينا؟".
" هل تقصد هذه؟".
ورفع كايد السكين بلا مبالاة ظاهرة ، وأخذ يلهو بها.
" هذه السكين ملكي يا سيادة المفتش ، هدية من صديق ، ستجد بصمات أصابعي عليها إن كنت تريد التأكد من ذلك ".
قاطعه المفتش بغضب:
" هل أفهم من ذلك أنك لا تريد رفع دعوى على السيد غوميز بمحاولة قتلك؟".
" محاولة قتل ؟ إنها تهمة كبيرة يا حضرة المفتش ، انا لن أجرؤ على إتهام أي شخص بهذا ، ما دمت لا أملك الأدلة الكافية على ذلك ".
" ولا انا يا سيد فرانكلين ، عندي شهود يؤكدون أنهم سمعوا طلقات الرصاص".
" أنا لم اصب باي رصاصة كما ترى ، والمركب أيضا ليس عليه أي اثر للنار ".
" ورأوا الرجل ايضا يحاول الفرار منك ومن مرافقيك ".
"كم واحد منهم رأى وجه الرجل ؟ للأسف يا حضرة المفتش لم نتمكن من اللحاق به ، تلاشى في الهواء ، لا بد انه احد صيادي البط الحمقى الذين لا يعرفون كيف يستخدمون بنادقهم".
" أستطيع أن أستدعيك قانونيا للشهادة يا سيد فرناند ، وصديقك أيضا؟".
" اعرف ، لكنك ستجدني شاهدا سلبيا ، لن تنفعك شهادته في شيء ، ومن جهة أخرى تجد السيد غوميز في غاية التعاون فيما يختص بمسالة في غاية الأهمية تعني زملاء لك في ولاية اخرى ، للسيد غوميز إبنة صغيرة يريد أن يبعد عنها أذى بعض الأشخاص الذين تلاحقهم العدالة ، آه ... تذكرت شيئا !".
وإلتفت الى غوميز الواقف بين شرطيين ليقول :
" لم تستخدم المال الذي أعرتك إياه سابقا ، ولذا ارجو ان تقبل مني هذا المبلغ لا ترفض ، أرجوك.... من اجل طفلتك الصغيرة، وحتى تتمكن من نقلها الى ولاية أخرى ، اكون سعيدا لو قبلت ... من اجل شقيقتي ايضا ".
" شكرا لك ".
وسال المفتش بشك :
" شقيقتك؟ اكانت زوجة غوميز شقيقتك ؟".
" لا إستنتاجك السريع خاطىء تماما".
وعاد يلتفت الى غوميز ليتابع :
" اتمنى لو كانت شقيقتي ، كنت سأكون شديد الفخر بها ".
وأحست كاريسا بذوبان آخر اثر للشك من عيني غوميز ، الذي خرج برفقة رجال الشرطة ".
وعندما خلت الغرفة تماما ، ألقى موريس جسمه على أقرب مقعد وتنهد إرتياحا.
أحست كاريسا انها هي أيضا عاجزة عن الوقوف فجلست تفكر بكل ما جرى ، وسادت لحظات صمت ثقيلة قطعها كايد قائلا :
" كاريسا ، هل أنت بخير ؟".
" نعم ، شكرا".
وأمسك كايد بالسكين ، فلمع نصلها في الضوء مما جعل كاريسا تعلق بصوت مرتعش :
" كف عن اللعب بهذا الشيء يا كايد ! ".
"آسف ".
وأعاد السكين الى مكانها قائلا :
" هل تعرفين أن غوميز لم يكن ليؤذيك ، هو ليس مجرما في اعماقه ".
" كنت في غاية التعاطف معه ، أليس كذلك ؟".
قالت ذلك وهي تتذكّر تأكيده لها بانه لم يكن في يوم من الأيام رقيق الشعور ".
نظر اليها بحدّة قبل أن يقول :
" لا اريد الخوض في هذا الحديث الآن ، انا بحاجة الى النوم".
تثاءب موريس :
" وأنا ايضا ! ".
وغادر الغرفة مسرعا ، أما كايد فظلّ جالسا في مكانه ، وهو يلهو بالسكين.
وسالته كاريسا بحدة:
" هل تريد الإحتفاظ بها كذكرى ".
" ربما ".
ونظر اليها وهي تنهض لتذهب الى غرفة نومها :
" آسف يا كاريسا لأنني لم أثق بك ، كنت اريد ذلك بشدة لكن..".
" أعرف انك لا تثق بأحد.... خاصة أنا ".
إستيقظت متأخرة صباح اليوم التالي وهي تشعر بإنقباض وتوتر ، صحيح ان القضية إنتهت على خير ، وأن عليها أن تشعر بالإرتياح لذلك ، إلا أنها لم تكن تستطيع منع نفسها من التفكير برحيل كايد الوشيك ، ايام قليلة وستنضم الى لائحة الفتيات اللواتي احبهن قليلا ثم تركهن.
وحاولت أن تستنجد بكرامتها لتقنع نفسها انها سعيدة لأنه لم يتمكن هذه المرة من الحصول على ما يريد ، وأنها خرجت منتصرة من المعركة التي واجهها بها لكن... إن كانت تعتبر ما حققته إنتصارا ، لماذا تشعر إذن بكل هذه الكآبة ، وكل هذا الفراغ.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
daphne clair, darling deceiver, دافني كلير, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, كفى خداعا
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:13 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية