لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-12, 04:47 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 187049
المشاركات: 110
الجنس أنثى
معدل التقييم: الملآك القاسي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الملآك القاسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

متابعــــــــــــه واغاليــــــــــــــــــة... الروايه روووووووعه

 
 

 

عرض البوم صور الملآك القاسي   رد مع اقتباس
قديم 03-01-12, 05:32 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- اصابع بلا حنان


تناهى الى سارة ازيزالنحل من خلال النافذة المفتوحة ، يحمله النسيم النقي ، واحست وهي تصغي الى هذه الأصوات بالإسترخاء والنعاس يكادان يغلبانها مما جعلها تدرك بأنها متعبة ، ولكن الجو في الكوخ الصغير كان مفعما بالتوتر الى حد جعلها غير قادرة على الإستجابة للإسترخاء الحقيقي.
وإعتراها فزع طفيف عندما لاحظت ان جيل كانت تجلس بلا حراك ، تعلو وجهها المتمرد تقطيبة عميقة ، وكانها لم تستسغ إقتراح سارة ، وساد صمت طويل مربك ، وفجأة نهضت جيل هازة كتفيها بلامبالاة ، وإتجهت نحو كولن ثم جرته الى الأمام.
" أظن بأنني تصرفت بصبيانية ، ودون تفكير ، على كل ، وإذا كنت ما تزالين تصرين ، فانا أقدم لك كولن براون ، المجرم الخطير من لندن".
نظر كولن من جيل الى سارة ، وفي عينيه وميض من التسلية ، ومد يده الى سارة ليصافحها ، فشعرت بانها تراه لأول مرة كما يجب ، كان رجلا طويلا وبدا وجهه في النور الخافت نحيلا غائرا ، ولاحظت أن فمه كان مشدودا رغم وقفته وسلوكه اللا متكلفين.
منتديات ليلاس
" ها نحن نلتقي رسميا في النهاية ، يا آنسة وينتون ، يجب أن اعترف بانني رأيتك مرة ثانية بعد اليوم الذي أنقذت فيه حقيبتك ، ولكنني ظننت أنه من الحكمة ألا أقترب منك ، لعله كان من الأفضل ان أدرك بانك ستكتشفينني إن عاجلا أو آجلا ، لا". وإبتسم وهو يشد اليه جيل بحنان ." أعتقد أنك تتساءلين الآن ماذا ننوي جيل وأنا ان نفعل ، وأي مؤامرات تطبخ في الخفاء".
" هذا إذا ما أخترنا الطريقة الفجة في التعبير ، يا سيد براون".
وجابهت سارة عينيه الرماديتين اللامعتين ، وإبتسمت إستجابة لأبتسامته ،وأعجبتها طريقته الحازمة في المصافحة.
" أعترف بانني قلقة نوعا ما ". قالت سارة : " هل تعتبر فضولا مني لو سألتك عن مهنتك بالضبط ، هناك فئات عديدة للفنانين".
" لا أبدا ، إبتدات بالعمل في شركة كبيرة كفنان تجاري ، ثم تركت الشركة وقررت ان أقدم خدماتي لجهات متعددة ، كانت الأمور صعبة في البداية ، ولكنني أعتبر ناجحا في عملي الان ، وأكرس معظم وقتي لرسم الشروح المصورة في الكتب ، وأحيانا أرسم المناظر الطبيعية ، وفي الوقت الحاضر ، أنا أقوم برسم مجموعة من الطيور والحيوانات لشرح كتاب للأطفال عن مناطق الهايلاند".
" ولكنك قدمت الى هنا قبل ثلاثة أسابيع؟".
إبتسم كولن إبتسامة طافحة بالإستياء وشد اليه ذراع جيل.
" من أجل أن انجز بعض العمل قبل قدوم جيل ، كان من القسوة ان أتركها وحدها في المستشفى ولكنها اصرت ، فأنا أحب أن آخذ الصور لموضوعي قبل أن أشرع بالرسم ، لأن هذا يساعدني على ضبط الألوان والتفصيلات ، وعندما تكون جيل برفقتي فإنها لا تنقطع عن الثرثرة مما يفزع الطيور على بعد عدة أميال".
" والآن ، هل تتوقعان أن تبقيا هنا بدون ان ينكشف أمركما ، لا بد أن يعرف هيو الحقيقة".
" لقد كانت مغامرة قررنا ان نخاطر بها " اعلنت جيل بتمرد :" في البداية جاء هيو الى القلعة من أجل ان يصفي املاكه هنا ، وكان ينوي البقاء مدة قصيرة، اما الآن فهو يفكر بالإستقرار هنا على الدوام ولهذا فانا أتوقع ان يكتشف امرنا يوما ما".
قفز قلب سارة بعنف ، إذا كان هيو قد قرر الإستقرار هنا ، كما ذكرت جيل ، فلعله يحتفظ بها كسكرتيرته ، إذا ما إحتاج الى واحدة ، ولكن هل من الحكمة أن تقبل ، وشعرت برغبة جنونية في أن تضمها ذراعاه مرة ثانية ، ويعانقها بشدة.
سحبت سارة نفسا سريعا ، مرتجفة ، طاردة صورة هيو من ذهنها .
" إنني ما زلت أرى ان تصطحبي كولن لتقديمه الى هيو ، يا جيل ، من أجل أن تشرحي له قضيتكما بوضوح ، ثم ان هيو لا يستطيع ان يمنعكما من الزواج لانك تجاوزت الثامنة عشرة".
" ولكنني أحب اسرتي ، وأفضل ان أحصل على الموافقة".
" يجب أن أسرع بالعودة" قالت سارة وهي تلقي نظرة سريعة على ساعتها ، وإلا أرسلوا من يبحث يبحث عني ، الساعة تقارب الخامسة ، اقترح ان تتبعيني يا جيل ، لعلنا نستطيع ان نصل الى قرار هذا المساء ، بعد العشاء مثلا.
" عاجلا لا آجلا". وافق كولن بإقتضاب ، وتبعهما الى باب الكوخ " فانا لا أستسيغ هذه السرية والكتمان".
سارت الأمور أثناء تناول العشاء على ما يرام ، ولكن قبل ان تستطيع سارة الإجتماع بجيل لكي تقنعها بوضع خطة بناءة لحل المشكلة ، وصلت بيث بصحبة صديقتين .
وبينما أخذت سارة تساعد كاتي في إعداد المزيد من القهوة ، لاح لها أنه ليس هناك ما لا يمكن حله بإستخدام التفكير السليم ، ن كولن براون لا يبدو عن قرب رجلا لطيفا ، وإذا كان قد ذكر الحقيقة فإن مستقبلا لامعا ينتظره ، ولم تشك سارة في انها قادرة على إقناع هيو بأن يتبنى رايا أكثر مرونة ، فيما لو سمحت لها جيل بأن تتحدث اليه في الموضوع بعد عودته ، هذا لا يعني بأنها تتلهف لأن تفتح معه مثل هذا الحديث ، ولكن لا بد أن يحاول شخص ما أن يأخذ على عاتقه تسوية هذا الوضع المتشابك الذي خلقته سلسلة من الخطاء وسوء التفاهم ، وشعرت سارة أنه من الأفضل ان يسمح لجيل بان ترى كولن دون المزيد من المعارضة ، لأن هذا من شانه ان يعطيها الفرصة لكي ترى علاقتها الرومنتيكية به بمنظارها الحقيقي من غير هذه الهالة الدرامية الإصطناعية .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-01-12, 05:33 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أمضت سارة ساعة بعد العشاء في سكب القهوة وتقديم البسكويت دون أن تفرض نفسها على الحضور ، مع ان بيث أسكويث كانت لا تزال تذكر مناقشتهما الحادة على التلفون ن فإنها لم تلمح اليها بشيء ، بل على العكس بدت وكأنها تبذل كل ما في وسعها من أجل أن تكون لطيفة مع سارة الى الحد الذي دفعها الى أن تجدد دعوتها لها لحضور الحفلة باسلوب وجدت من الصعب معه ان ترفض الدعوة ، ولكن كان أكثر ما أثار دهشة سارة هو سلوك جيل ، وتعجبت لماذا راحت الفتاة تتزلف بهذه الطريق الى بيث ، وللمرة الثانية غمر سارة شعور عميق بالشك ، إلا أنها في النهاية قررت ان تتوقف عن تحليلها للامور ، وبعد أن غسلت فناجين القهوة الفارغة ، وتأكدت من أن بيدي كانت مرتاحة ، ذهبت الى فراشها وهي تعاني من آلام الصداع.
في صباح اليوم التالي جاءت جيل لتبحث عنها في المكتبة حيث كانت تصنف بريد الصباح ، كان الوقت يقارب الظهر ، ولكن جيل كانت ما تزال تتثاءب من أثر النعاس ، وكأنها لم تنم طوال الليل.
" انا آسفة يا عزيزتي ، ولكنني اشعر بالتعب ". قالت جيل محاولة أن تفسر بدون أن تدعو الضرورة ، "تاخرت بيث في الذهاب ،ولما جئت لأراك وجدتك نائمة بعمق ، كنت على وشك أن اوقظك ، ولكنك بدوت كمن تحلم أحلاما لطيفة ، هل كنت تحلمين بأيان ماكنزي؟".
" جيل!".
وإستدارت سارة لتنظر اليها نافدة الصبر ، ورفعت شعرها الأشقر الطويل عن وجهها:
" لقد أمضيت يوما متعبا جدا البارحة مما جعلني أتأخر في النهوض هذا الصباح ، قولي لي ماذا تريدين ودعيني اتم عملي هنا؟".
ما كانت سارة على ثقة بأن من حقها ان تتحدث الى أخت رئيسها بهذه الطريقة ، لكنها إكتشفت أنه من الأفضل مواجهة جيل بصراحة بدلا من المداورة ،، الا أنه لم يكن من السهل التخلص من جيل.
" ارجوك يا سارة ، لا تغضبي مني ، يجب ان أكلمك الان لأن هيو قد يعود فجاة ، وهذا تصرف ليس بالغريب عليه !".
بدت جيل جذابة ببنطلونها الواسع الأزرق ، وتربعت على حافة مكتب سارة محدقة في وجهها بعينيها الواسعتين المتوسلتين :
" أن الموضوع يخص كولن ، لا أريد هيو ان يعرف أنه هنا ، ليس الآن على الأقل ، دعي الأمور تختمر قليلا ... الى حين عودة والدتي على الأقل ، ما رأيك؟".
" ولكن يا جيل ألا تعتقدين بانك إذا أستطعت إستمالة هيو ، فإنك تحلين بذلك العقدة الكبرى ؟ ". ثم أضافت بصوت ذي مغزى : " وماذا بشان الآنسة أسكويث ؟ أنها تعرف أن كولن هنا ، على الرغم من انه لا علم لها بالتفصيلات".
" أعرف ، ولكنني لا اعتقد بأنها ستفضح سري ، إذا كانت تريد أن تتزوج هيو ، فعليها ان تتعلم كيف تعاملني".
لم يكن من طبع جيل قبول أية معارضة.
" هل تظنين بان بيث اسكويث ستدع أمرا كهذا يقف في طريقها؟".
سألت سارة بجفاء ، وقد أثارت إمتعاضها الأنانية التي غلفت حجة جيل.
" قد تدهشين !". لمحت جيل بدهاء : " قد لا أكون أكثر من اخت هيو غير الشقيقة ، ولكن والد هيو كان والدي ، كما ان هيو شديد التعلق بأمي ، وبالإضافة فأنا أستطيع ان أقول له شيئا أو شيئين عن بيث".
" إسكتي يا جيل ! هل تعرفين ماذا تطلبين مني أن أفعل ؟ تريدينني ان أغمض عيني حين تذهبين لتقضي ساعات في كوخ برفقة رجل غريب ؟ هنا في هذه الجزيرة التي يعرفك فيها الجميع ؟ ولكن سواء افعلت هذا هنا أو في أي مكان آخر فإن التصرف نفسه ليس أخلاقيا ، وبالإضافة ، فانا أعتقد أن كولن يتفق معي بالرأي".
" طبعا". ردت جيل بسخرية : " إن كولن يشابهك من حيث التعنت الأخلاقي، وإذا ما داخلك علي في هذا الشأن ، فأنا أنصحك بأن تطمئني بالا ، لقد كلمني بالهاتف هذا الصباح ليقول لي بان أخته قد جاءت لتقيم معه مدة أسبوعين ، مما يعني أننا سنكون تحت رقابة كافية".
ونظرت سارة الى جيل التي قفزت على قدميها ، وقالت بصراحة:
" إذا كان ما قلته هو الحقيقة ، فلن أذكر شيئا أمام هيو ، ولكنني لن احاول ان اغطي تصرفاتك عن عمد ،إنك لا ترغبين في الإفضاء اليه بالحقيقة ولهذا فلا تتوقعي مني الشفقة إذا ما إكتشف الأمر عن طريق شخص آخر".
قبل أن تستطيع سارة أن تهضم خطر هذا الوعد الذي قطعته على نفسها عاد هيو من لندن في مساء هذا اليوم بالذات ، بعد الغداء ، ودخل الى القاعة بينما كانت جالسة تتحدث الى بيث التي جاءت للزيارة من دون سابق إنذار ، متحججة بسبب واه ، وبدت جيل التي أمضت العصر خارج المنزل تعبة ، وراحت تتثاءب وهي تقلب صفحات مجلة قديمة.
ولمحته بيث أولا وهو يفتح الباب فهتفت:
" يا للسماء ! لم نتوقع وصولك بهذه السرعة ، هل تناولت غداءك؟".
" نعم".
أجاب بإقتضاب مجيبا على إبتسامة بيث بمثلها ، ولوت سارة عنقها لتنظر اليه ، وهو يقترب من المدفأة وتنقلت نظراته بين بيث وسارة التي رأت صورتها تنعكس للحظة في عينيه السوداوين قبل أن يلتفت الى بيث قائلا:
" لقد جئت بالطائرة برفقة ديكسون الذي صادف وجوده في لندن وجودي هناك".
" هل أنت متأكد انك تناولت عشاءك؟".
سالت بيث مرة ثانية ، وكأنها سيدة البيت كما لاح لسارة ، وتنهد هيو بإرتياح ثم جلس.
" لقد تناولت عشائي في كاراسينغ ، ومع هذا فانا أرحب بفنجان من القهوة ، إذا لم يكن في هذا أزعاج".
" لقد فرغنا لتونا من تناول القهوة".
قالت بيث بإبتسامة دافئة وعيناها تلتمعان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-01-12, 05:34 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هبت سارة من مكانها ، وسارعت الى صينية القهوة وكأنها حبل الأمان ، لأنها ارادت ان تفعل أي شيء ينقذها من نظرات هيو الكاسحة.
" سأعد بعض القهوة من جديد ". قالت بسرعة : "إن كاتي لا تعمل هذا المساء ، وقد ذهبت الى القرية مع صديقتها".
ولكن ، لأستغرابها الشديد ، وجدت هيو يقف بجانبها فجأة ، متجاهلا تقطيبة بيث ، وتناول صينية القهوة من يديها.
" إسمحي لي ! سآتي معك لكي أجلب القهوة بنفسي ، هناك أمر أو إثنان أريد مناقشتك بشأنهما".
تمهلت سارة ، ولكن جيل اثارت دهشتها عندما قفزت فجأة ، وإقترحت بإبتسامة معسولة:
" لماذا لا تسمحان لي بعمل القهوة ، بدلا من أن تتنازعا يا هيو ؟ " ورفعت راسها ، وطبعت على وجهه قبلة مرحة : " أنا سعيدة بعودتك ، وإذا ما تبرعت بإحضار هذه القهوة التعيسة ، فقد تجلس وترتاح ، إن شغلك مع سارة لا يمكن ان يكون على هذه الدرجة من الأهمية !".
لم يجادل هيو مما أثار دهشة سارة ، ووضع صينية القهوة مسرعا بين يدي جيل بطاعة وسلبية.
وراقبته سارة وهو يجلس مادا رجليه الطويلتين ، ثم يتوجه بإنتباهه كله الى بيث.
" لا شك أنك في غاية التعب ، يا عزيزي هيو".
قالت بيث بصوت يفيض بالشفقة وهي تنظر اليه بحنان.
" ولكن إذا ما أردت ان تناقش بعض الأمور مع الآنسة وينتون ، فإفعل ولا تهتم بوجودي".
عضت سارة على شفتيها ، وقد فاض في نفسها نوع من الحقد اللاشعوري ، يبدو أنه يتلذذ بجعلها هدفا لملاحظات بيث المؤلمة ، ونظرت سارة الى هيو بغضب يائس لم تستطع له تفسيرا ، حتى أدار وجهه بإتجاهها، ورمقتها عيناه القاتمتان بسخرية أفزعتها ، وكأنه خمن ما كان يطوف في ذهنها ، ووجدت سارة صعوبة في الإشاحة بوجهها ، وغمرتها كلماته التي تفوه بها بغمامة من المشاعر.
" ما أريد ان أقوله للآنسة وينتون يستطيع الإنتظار لخمس دقائق ، سنذهب الى المكتبة ونتحدث بعد قليل".
أحست سارة في كلماته رنة التهديد ، بماذا يتهمها الآن ؟ وإرتعشت متسائلة لماذا يثير هذا الرجل الغامض في نفسها كل هذه المشاعر المعقدة.
" في أي وقت تشاء".
وافقت سارة بسرعة ، بإبتسامة مقتضبة ، كارهة ان تظهر ولو ذرة قلق واحدة ، خصوصا أمام بيث ، إلا أن صوتها بدا لاهثا، وداهمتها مئات من الشكوك.
وراحت تصغي الى هيو يتحدث الى بيث عن اصدقائهم ومعارفهم في لندن ، وترك هذا الحديث في نفسها إنطباعا حسنا ، فقد لاح ان هيو قد قضى وقتا مفيدا ، ولم يقابل أية كارثة كبيرة ! وغمرها الإرتياح عندما عادت جيل أخيرا تحمل بعض القهوة.
" هل إستلمت شيئا من أمي ، يا هيو؟".
وإبتسم ثم جلست بجانبه لكي تسكب القهوة.
" لقد إتصلت بها من لندن ، قد تعود من الخارج قريبا ، ربما بعد أسبوعين".
لاحظت سارة الإحمرار الذي كسا وجنتي جيل التي إحتجت بغضب:
" كان أحرى بها ان تكلمني بالهاتف ، فهي لم تتصل بي منذ ان سافرت ، لماذا كلمتك انت بدلا مني؟"
" لقد كلمتني بشان بعض الأعمال " اجاب هيو محاولا تهدئتها ، وشرب قهوته كلها مرة واحدة ، ثم ملأ الفنجان ثانية : " وكنت أنا الذي إتصلت بها".
" لا شك انك ستسمعين عنها في القريب العاجل " قالت بيث مقطبة الجبين وبإبتسامة تأنيب جعلتها تبدو أكبر من سنها ، " أنت تعرفين أن لديها الكثير مما يشغل ذهنها".
" أثناء إجازتها؟".
ردت جيل وهي ترمق بيث بنظرة مكفهرة.
وضع هيو فنجانه ، وقال بحزم:
" انت تعبة دون شك يا جيل ، فالوقت متاخر الآن " ونظر الى ساعته : " لقد ذكرت بيث قبل قليل بأن الوقت قد حان لذهابها ، اما أنا فاريد ان اقول شيئا لسارة ، ارجو ان تذهبي الى غرفة المكتبة يا سارة وتنتظريني هناك ، سألحق بك بعد أن أودع بيث".
أشاحت سارة وجهها عنه بسرعة ، ووقفت على قدميها ، ثم تمهلت لحظة لتقول:
" إذا لم يكن عندك مانع ، فسأذهب لأرى بيدي أولا ، سأعود بسرعة".
صعدت سارة الدرج بسرعة لترى فيما إذا كانت بيدي تحتاج ال أي شيء ، وكانت قد أخذت لها بعض الحليب والبسكوت حوالي الساعة التاسعة ، ووجدتها الآن على وشك الإستسلام للنعاس ، وسرّها كثيرا أن تسمع بان هيو قد عاد الى البيت.
" اشعر بالإمتنان لعودة السيد هيو سالما " هتفت قائلة" أنا لا احب هذه الالآت الطائرة".
وإبتسمت عندما سوّت الأغطية فوقها بلطف ثم اطفأت النور.
" كيف حالها؟".
سأل هيو عندما دخلت سارةالى غرفة المكتبة وأغلقت الباب ، كان واقفا قرب المدفأة ويداه خلف ظهره ، وإعتراها شعور غريب بعدم التكافؤ عندما سار بضع خطوات الى منتصف الغرفة.
" في تحسن ، إن الراحة في السرير قد نفعتها كثيرا".
فكر هيو فيما قالته للحظة ، ثم سأل:
" هل إستطاع طبيبنا الطيب ان يصنع حبوبا سحرية؟ أو هل نجح فيما اخفق فيه غيره ؟ لم يسبق لي أن سمعت بيدي لزمت الفراش من قبل !".
فتمتمت سارة بوداعة وإستحياء:
" ربما يكون قد جمع بين الإثنين".
كرهت سارة ان تقول له بأن أيان جاء لزيارة بيدي كل يوم خلال غيبته ، مما جعل بيدي تعتقد بأن حالتها كانت أسوأ مما ظنت ، وهذا بالطبع دفعها الى ملازمة الفراش!
" اظن أن بيدي بحاجة الى إجازة بغض النظر عن مرضها ، يبدو انها لم تأخذ واحدة منذ سنوات ، وإدارة مثل هذا البيت ورعايته يتطلبان مجهودا كبيرا دون شك!".
" طبعا".
قال هيو بنزق ، وبدا كمن فقد الإهتمام بالموضوع وشرد ذهنه الى امور اخرى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-01-12, 05:37 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تحركت سارة قلقة وقد داهمها شعور بالإرتباك ، وراح نسيم الليل المتسرب من النافذة يحمل اليها آلاف الروائح المختلفة وصوت البحر البعيد ، وفجأة أحست بالإجهاد ، وإعتراها ما يشبه الغيبوبة نتيجة للتعب ، والصراع العاطفي ، ونظرت الى هيو بإنتباه وهي في إنتظار ان يتابع كلامه ، حتى كادت ملامحه تنطبع تماما في ذاكرتها ، ثم قالت لتحثه على الإفضاء بما يريد:
" لم تسألني القدوم الى هنا من أجل التحدث عن بيدي؟".
" لا ، ولكنك لا تبدين في حالة تسمح لك بمتابعة أي نقاش ، ماذا فعلت بنفسك أثناء غيابي؟".
ترددت سارة للحظة ، ولم تعرف بأن النور فوق راسها كان ينعكس مباشرة على وجهها مجسما كل زواياه ، وكانت ترتدي ثوبا أسود من الجرسيه بقبة مفتوحة مما ظهر بياض جلدها ورقة عظامها النحيلة ، وكان شعرها منسابا متهدلا كغلالة من الحرير فوق كتفيها ، وقالت بصوت رنت فيه نغمة الإحتراس:
" أعترف بأنني كنت مشغولة ، ولكن ليس هنالك ما يستدعي الإهتمام".
" فهمت".
وسار الى حيث كانت واقفة في وسط الغرفة.
" دعيني أرى كم كنت مشغولة".
ورفع ذقنها وراح يتفحص الظلال الباهتة على خديها المضرجين وأصابعه ما زالت تحتفظ باللمسة القاسية نفسها.
" من فضلك !".
إحتجت سارة بصوت منفعل ، ولكنها لم تستطع أن تتزحزح ، وإختلج وجهه بنظرة عدائية حسية، فقال فجأة وهو يهز رأسه عابسا:
" إنك تبدين جميلة جدا ..... ومغرية".
" قد تظنني جميلة ، ولكنك لا تستلطفني ، اليس كذلك؟".
وإسودت عيناه إذ أجاب قائلا:
" أنا لا أحب الطريقة التي تؤثر بها المرأة على الرجل ، إذا كان هذا ما تعنين".
" هذا شيء مختلف".
"كم تحب النساء أن يعقدن المسائل ، إنهن ولدن من أجل خلق المشاكل".
" إنك لا تستطيع ان تصفنا كلنا تحت عنوان واحد ، إن بعض النساء قادرات على منح السعادة العميقة للرجال".
" لا " إعترض بلهجة ناعمة " العكس عادة هو الصحيح ، إن على الرجل دائما أن يبذل كل المجهود ، أما بالنسبة اليك ، فإنني أظن بأنني لا اميل اليك أو استلطفك ، ولكن يجب عليّ أن أتحملك الى حين إنتهائنا من مهمتنا هنا".
وقف على بعد عدة سنتيمترات منها فقط ، ورمقتها عيناه بإنتقاد ، متنقلة فوق عظام عنقها وكتفها الرقيقة.
" كل هذه الحساسية والقابلية للعطب... اعتقد أن موت والديك قد سبب لك هذا".
هبت سارة واقفة وكانها قد سمرت في مكانها ، وقد حرمتها الصدمة من القدرة على التفكير ، كيف إكتشف الحقيقة؟ لماذا يعاملها بهذه الطريقة؟ وتحركت يداها بتشنج محاولة أن تدرأه عنها وتعبر عن إشمئزاز لم تستطع أن تجد الكلمات القادرة على وصفه.
" كيف وجدت الحقيقة؟ كيف تمكنت من إيجاد الحقيقة؟".
وإنقبضت حنجرتها إذ أحست بالألم يجيش في نفسها كجرح فتح من جديد.
امسك هيو بها ، فاحست بقبضته على ذراعها تسبب لها من اللم ما يوازي الألم الذي إجتاح قلبها ، ورفع رأسها حتى أجبرها على النظر اليه ، ألا يملك ذرة من الرحمة؟ وأحتوتها عيناه السوداوان:
" لقد قلت لأيان ماكنزي ، كان والدي طبيبا ، كان... بالقلم العريض ، من المحتمل أن أيان لم يلاحظ ، ولكن الأمر اثار فضولي".
" ولهذا حاولت التدخل فيما لا يعنيك".
" تماما"
" كيف؟".
" رايت صديقتك جين هذا الصباح قبل ا نارك لندن ، كان عندي موعد مع جيمس كار".
" لم يكن بخصوصي بالتأكيد؟".
" كنت قد صممت على معرفة الحقيقة ، ووجدت جين هناك فإغتنمت الفرصة".
كان الهواء بينهما مشحونا بالكهرباء والغضب المتأجج ، وقالت سارة:
" لقد ظننت بأن والدي أجبر على التخلي عن مهنته ، أليس كذلك ؟ وشككت في ان يكون هناك شيء مشين في الموضوع".
فرد هيو بصوت مفعم بالغيظ:
" هذا لا يهمني على الإطلاق ، إنما أردت أن اعرف ما الذي يجعلك تتكتكين كالساعة ، وما تخفيه هذه الواجهة من الحساسية المرهفة المثيرة ، وظننت أن السبب قد يكون رجلا ... قصة حب تعيسة ، فلقد أفلحت منذ قدومك الى هنا في أن تستثيري خيالك بشكل لا يستساغ".
علت وجه سارة نظرة بعيدة ثانية إذ أخذ برود عميق يزحف الى شعورها:
" والآن بعد أن أنتهيت من عملية البحث والتحري ، وإستطعت ان تحل اللغز ، فإنك قد فقدت الأهتمام بي من غير شك".
ضحك هيو ضحكة قصيرة ، وضاقت عيناه اللتان كانتا تتفحصان وجهها الأسي بإنتباه ويقظة:
" لن اقول هذا ، ولكن علينا اولا ان نحاول تخليصك من عذابك الداخلي.
وهزّها برقة:
" سوف تتغلبين على فجيعتك ، لقد كانت تجربة مريعة ، ولكن عليك أولا تهبطي الى الأعماق المجردة ، ثم تبداي من جديد ، لن تستطيعي معرفة السكينة إلا إذا واجهت فجيعتك وجها لوجه".
حاربت سارة فيضان دموعها اللاسعة وقالت:
" عن فلسفتك تدهشني ، وقسوتك ايضا".
فرد بإبتسامة ساخرة لا تخلو من العطف وهو ينظر الى خديها المحمرين :
" الحياة تمضي بنا يا سارة ، وإذا ما أردت ان ترافقي موكب الحياة فعليك ان تتعلمي كيف تعيشين مع احزانك ، لا أن تدعيها تجرفك".
" انت تدعي بان الحزن لفقد الوالدين هو غير طبيعي؟".
" طريقتك في الحزن... نعم ، لقد لاحظت هذا منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها ، كان هنالك شيء يتآكل بنفسك....وقد وشت به عشرات من التصرفات الصغيرة والأشياء العابرة".
وهي التي ظنت بان أحدا لن يستطيع أن يحزر ! وفاضت بها كأس المرارة فصرخت:
" أكرهك لأنك سالت جين".
هاجمته سارة دون وعي ، وهي تشعر بأنها عزلاء ضد منطقه القاسي ، وراحت عيناها تتلألآن ، ولكن الدموع لم تسقط منهما.
" لقد قلت لها بأنني قد بدات أتحسن ، ولكن الدموع لم تسقط منهما.
" عندما تركتها بدت مسرورة ، وقد تكلمنا معا".
" آه فهمت....".
قالت سارة وقد إتسعت عيناها تحت وطأة الأرتباك الذي داهمها ، لم تتوقع هذا منه ، هل تجرؤ على سؤاله عما حدث؟ ولكنها ربما تستطيع التخمين ، إن جين دون شك إضطلعت بالجزء الأكبر من المحاورة دون ان تحتاج الى سؤال ذكي بين الحين والاخر ، والنتيجة الآن هي أن هذا الرجل القاسي القوي الأرادة قد اصبح عليما بتفاصيل حياتها منذ المهد ، لأنها بالنسبة الى جين هي الإبنة التي لم يكتب لها ان تنجبها ، والتي لن تلدها ولو تزوجت مرة ثانية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 12:32 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية